لطائف وأسرار في المشتبه من كلام العزيز الغفار

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إيمان أحمد مسلمة اكتشف المزيد حول إيمان أحمد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان أحمد
    مشرفة الأقسام الإسلامية
    • 9 يون, 2006
    • 2427
    • مسلمة

    لطائف وأسرار في المشتبه من كلام العزيز الغفار

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم,
    وبعد,
    فيتضح من عنوان البحث "لطائف وأسرار في المشتبه من كلام العزيز الغفار" أننا سنتكلم بحول الله تعالى عن متشابهات القرءان الكريم , لماذا تكررت بعض ءاياته وأسرار هذا التكرار وبعض الفوائد التفسيرية التي توجد في كل ءاية من السورة المُتحدَّث عنها , وكيف يقي المسلم الذي يحفظ القرءان نفسه من الخطأ في مواطن التشابه.

    وفي هذا المقام يروق لي أن أضع بين أيديكم بحثًا جمعته ورتبته من كلام أهل العلم في مجال علوم القرءان وتصرفت تصرف يسير في كلامهم للاختصار بحيث لايخل بالمعنى المقصود , وأحب أن أضح أنني لم أستوعب ذكر جميع المتشابهات , فالمتشابهات تختلف من فرد لآخر , ففي هذا البحث بمشيئة الله سأركز على ما أجده –في رأيي-متشابهًا , أو ذكره العلماء ووجدت من الفائدة ذكره ليعم النفع على الجميع بحول الله تعالى.

    ومما لا شك فيه أن هذا البحث عمل بشري وكل عمل بشري يشوبه النقص والخلل , فما وجدتم فيه من صواب فالحمد لله وحده , وما وجدتم فيه من خطأ أو سهو أو وهم فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله منه.

    ولتعم الفائدة المرجوة من هذا البحث أنتظر مناقشاتكم على كل جزئياته أو استفساراتكم عليه , أو حتى اقتراحاتكم للمنهج المتبع فيه.

    وأحب أن أنوه أنني أنوي بمشيئة الله وعونه أن أتناول القرءان الكريم كاملًا –إلا أن يمنعني مانعًا يحول دون إتمامه- وأرجو من الله تعالى إتمامه والتوفيق فيه وفي كل أمور حياتي والمسلمين جميعا.
    وسأبدأ بمشيئة الله تعالى من جزء الشورى والله المستعان.
    واللهَ أسأل العون والتوفيق والسداد والإخلاص والقبول.
    وبالله التوفيق.

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

  • إيمان أحمد
    مشرفة الأقسام الإسلامية
    • 9 يون, 2006
    • 2427
    • مسلمة

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    نبدأ بحول الله وقوته

    (سورة الشورى)
    الآية 1: (حم)

    حم(1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(2) غافر

    حم(1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(2) الجاثية , الأحقاف

    حم(1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(2) فصلت

    حم(1) عسق(2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ.... الشورى

    حم(1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ(2) الزخرف , الدخان

    هذه السور السبعة ابتداء من سورة غافر إلى سورة الأحقاف تسمى بالحواميم ونلاحظ تطابق بداية سورتي الزخرف والدخان وهي سورتين متتاليتين وكذا القول في سورتي الجاثية والأحقاف .

    وللتفرقة ما بين بداية سورة غافر وهي " الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" , وبداية سورتي الجاثية والأحقاف وهي " الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" وحتى لا يحدث الخلط نربط بين حرف في أسماء السور وبين حرف من أسماء الله تعالى المذكورة كالتالي

    غافر----- " الْعَلِيمِ " الغين في غافر , العين في العليم
    الجاثية , الأحقاف ----- " الحكيم " الجيم في الجاثية والحاء في الأحقاف مع الحاء في الحكيم



    الآية 3 :"كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"

    فوائد تفسيرية :

    ذكر الله تعالى هنا أنه كما أوحينا إليك أيها النبي صلى الله عليه وسلم أوحينا إلى الرسل من قبلك لقطع حجج الخلق في دار الدنيا .

    وزيَّل الله تعالى الآية بـ"اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" فيه الثناء على نفسه باسمه العزيز وباسمه الحكيم بعد ذكره إنزاله وحيه على أنبيائه , وباستقراء القرآن قد دل أن الله عزوجل إذا ذكر تنزيله لكتابه أتبع ذلك ببعض أسمائه الحسنى وصفاته العليا.

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

    تعليق

    • إيمان أحمد
      مشرفة الأقسام الإسلامية
      • 9 يون, 2006
      • 2427
      • مسلمة

      #3
      [align=justify]الآية5 : يسبحون بحمد ربهم ( وقضي بينهم – ويؤمنون به ويستغفرون – ويستغفرون لمن في الأرض).... في الزمر وغافر والشورى.

      أولا:حصر الآيات موضع التشابه:

      1-" وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" [الزمر:75] .

      2- "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" [غافر:7] .

      3- "تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الشورى:5] .

      ثانيًا: الفوائد التفسيرية :

      قوله تعالى :" تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ"

      1- قرأ هذا الحرف عامة السبعة غير نافع والكسائي "تكاد" بالتاء الفوقية ؛ لأن السموات مؤنثة , وقرأه نافع والكسائي "يكاد" بالياء التحتية لأن تأنيث السموات غير حقيقي.

      2- وقرأه عامة السبعة غير أبي عمرو وشعبة بن عاصم "يتفطرن" مضارع تفطَّر أي تشقَّق , وقرأه أبوعمرو وشعبة بن عاصم "ينفطرن" مضارع انفطرت أي انشقت.

      إذًا فمعنى الآية على القراءة الأولى أن السموات قاربت أن تتصف بالتفطر , والقراءة الثانية قاربت على الانفطار.

      وسبب مقاربة السماء للتفطر(التشقق) وجهان كلاهما يدل له قرآن :
      الوجه الأول: تكاد السموات يتفطرن خوفا من الله هيبة وإجلالًا ويدل لهذا الوجه قوله تعالى قبله "وهو العليُّ العظيم" فعلوه تعالى وعظمته سبَّب للسموات ذلك الخوف والهيبة حتى كادت تتفطر.

      وعلى هذا الوجه فقوله بعده : "وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ" معناها أن الملائكة من شدة خوفهم من الله وإجلالهم له يسبحون بحمده , ويخافون على أهل الأرض ولذا يستغفرون لهم خوفا عليهم من سخط الله وعقابه.

      وقوله "وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ" يعني لخصوص الذين ءامنوا كما وضحه قوله تعالى " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا" فقوله (لِلَّذِينَ آمَنُوا) يوضح المراد من قوله (لِمَن فِي الْأَرْضِ).

      الوجه الثاني: أن المعنى " تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ" من شدة عظم الفرية التي افتراها الكفار على خالق السموات والأرض جل وعلا من كونه اتخذ ولدا سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا , وهذا الوجه جاء موضحا في

      سورة مريم " وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً(88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً(89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً(90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً(91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً(92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ

      وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً"

      **وكلا الوجهين حق .

      ثالثًا : التمييز بين المتشابه :

      1- جاءت ءاية غافر بقوله تعالى :" وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا" فاربط بين (وَيُؤْمِنُونَ بِهِ) و (لِلَّذِينَ آمَنُوا).

      2- جاءت ءاية الشورى بقوله تعالى :" وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ" فاربط بينها وبين قوله تعالى قبلها "لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ".

      3- كما أسلفنا في الفوائد التفسيرية أن ءاية غافر جاءت مبينة ومخصصة لآية الشورى فتنبه.

      رابعًا : النظم:

      قال السخاوي –رحمه الله-:

      في (غافرٍ) جاءَ "ويؤمنونَ بهْ" *** وليسَ في (الشورى) تيقَّظْ وانتبهْ
      [/CENTER]

      وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
      أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

      تعليق

      • إيمان أحمد
        مشرفة الأقسام الإسلامية
        • 9 يون, 2006
        • 2427
        • مسلمة

        #4
        الآية7 :

        1- وكذلك أوحينا إليك (قرءانا عربيا – روحًا من أمرنا)... الشورى

        أولا:حصر الآيات موضع التشابه:

        1- "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" [الشورى:7].

        2- " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" [الشورى:52].

        ثانيًا: التمييز بين المتشابه:

        جاءت الآية الأولى (قُرْآناً عَرَبِيّاً) فاربط بينها وبين الآية في أول السورة وهي " كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ ..." التي تتحدث عن الموحى به وهو القرءان أو الإيحاء نفسه فتنبه للمعنى.

        وجاءت الآية الثانية (رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا) فاربط بينها وبين الآية التي تسبقها مباشرة وهي " وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ" التي تتحدث عن كيفية الوحي فتنبه للمعنى .


        2- ولتنذر – لتنذر (أم القرى ومن حولها) والذين يؤمنون بالآخرة – وتنذر يوم الجمع...في الأنعام والشورى.

        أولا: حصر الآيات موضع التشابه:

        1- "وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ" [الأنعام:92].

        2- "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" [الشورى:7].

        ثانيًا: الفوائد التفسيرية :

        شبهة توهم التعارض ودرءها:

        خص الله تبارك وتعالى في ءاية الشورى إنذاره صلى الله عليه وسلم بأم القرى ومن حولها , والمراد بأم القرى مكة المكرمة.

        ولكنه أوضح في ءايات أخر أن إنذاره عام لجميع الثقلين كقوله تعالى :" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً" و "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً" و "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"الآية.

        فهذه الآيات توهم التعارض فما الجواب عن ذلك؟

        فالجواب من وجهين:

        الأول : أن المراد بقوله (وَمَنْ حَوْلَهَا) شامل لجميع الأرض كما رواه ابن جرير وغيره عن ابن عباس .

        الثاني : ولو سلمنا تسليمًا جدليًا أن قوله (وَمَنْ حَوْلَهَا) لا يتناول إلا القريب من مكة المكرمة كجزيرة العرب مثلا فإن الآيات الأخر نصت على العموم , وذِكْر بعض أفراد العام بحكم العام لا يخصصه عند عامة العلماء.

        فالآية على هذا القول كقوله "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" فإنه لا يدل على عدم إنذار غيرهم كما هو واضح , والله تعالى أعلى وأعلم.

        ثالثًا : التمييز بين المتشابه:

        جاءت ءاية الشورى بقوله "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ" فاربط بين حرف الراء في قوله (لِّتُنذِرَ) وقوله (َتُنذِرَ) واسم السورة (الشورى) فتنبه .

        وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
        أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

        تعليق

        • إيمان أحمد
          مشرفة الأقسام الإسلامية
          • 9 يون, 2006
          • 2427
          • مسلمة

          #5
          الآية 8 :

          1- ولو شاء الله – ولو شاء ربك (لجعلكم – لجعل الناس – لجعلهم) أمة واحدة ... في المائدة وهود والنحل والشورى.

          أولا: حصر الآيات موضع التشابه:

          1- " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ" [المائدة:48].

          2- " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" [هود:118,119].

          3- " وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [النحل:93].

          4- " وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" [الشورى:8].

          ثانيًا: التمييز بين المتشابه:

          1- جاءت ءاية الشورى بلفظ (لَجَعَلَهُمْ) بعد (وَلَوْ شَاء اللَّهُ) وجاء سائر القرءان بلفظ (لَجَعَلَكُمْ).

          2- أما ءاية هود فجاءت بانفراد تام عن الآيات السابقة فجاءت (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ) وللتمييز بين هذه الآية الكريمة وبين سائر الآيات اربط بين لفظتي (رَبُّكَ) و(النَّاسَ) في ذات الآية والآية التي بعدها (إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) فتنبه .


          2- (وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)

          أولا: حصر الآيات موضع التشابه:

          1- " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" [البقرة:107].

          2- "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" [البقرة:120].

          3- "وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" [التوبة:74].

          4- " إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" [التوبة:116].

          5- "وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" [العنكبوت:22].

          6- "وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" [الشورى:8].

          7- "وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" [الشورى:31].

          ثانيًا: التمييز بين المتشابه:

          حتى لا يقع خلط في هذه النهايات .

          1- حيث وجدت لفظ(الأَرْضِ) فأت بأطول هيئة وهي (وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).

          2- في ءاية البقرة 120 اربط بين (جَاءكَ) و(مَا لَكَ).

          3- في ءاية التوبة 74 اربط بين (لَّهُمْ) و (مَا لَهُمْ).

          4- في الشورى ءاية فريدة في قوله (وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) فجاءت بلفظ (الظَّالِمُونَ) ولم تأت بـ (َمَا لَكُم) أو (مَا لَهُمْ) أو (مَا لَكَ).

          وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
          أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

          تعليق

          • إيمان أحمد
            مشرفة الأقسام الإسلامية
            • 9 يون, 2006
            • 2427
            • مسلمة

            #6
            الآية 9 : والذين – أم (اتخذوا من دونه أولياء) الله حفيظ عليهم – فالله هو الولي ...في الشورى

            أولا: حصر الآيات موضع التشابه:

            1- "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ" [الشورى:6].

            2- "أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [الشورى:9].

            ثانيًا: التمييز بين المتشابه:

            جاءت الآية الثانية بقوله (فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) لأنه قد جاء قبلها (وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) فتنبه.


            الآية10 : " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"

            فوائد تفسيرية :

            اعلم أن الله جل وعلا بيَّن في غير ما موضع صفات من يستحق أن يكون الحكم له , فعلى كل عاقل أن يتأمل الصفات

            المذكورة التي سنوضح بعضها الآن إن شاء الله تعالى , ويقابلها مع صفات البشر المشرِّعين للقوانين الوضعية ,

            فينظر هل تنطبق عليهم صفات من له التشريع سبحان الله وتعالى عن ذلك , فإن كانت تنطبق عليهم ولن تكون , فليتَّبع

            تشريعهم وإن ظهر يقينًا أنهم أحقر وأخسّ وأذل وأصغر من ذلك , فليقف بهم عند حدهم , ولا يجاوزه بهم إلى مقام

            الربوبية.

            سبحانه وتعالى أن يكون له شريك في عبادته أو حكمه أو ملكه.

            فمن الآيات القرءانية التي وضَّح بها تعالى صفات من له الحكم والتشريع قوله هنا في الآية التي نحن بصددها , ثم قال

            مبينًا صفات من له الحكم (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(10) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).

            فهل من المشرِّعين للنظم الشيطانية من يستحق أن يوصف بأنه الرب الذي تفوَّض له الأمور ويُتوكل عليه , وأنه فاطر

            السموات والأرض , أي خالقهما ومخترعهما على غير مثال سابق , وأنه هو الذي خلق للبشر أزواجًا , وخلق لهم

            أزواج الأنعام الثمانية المذكورة في قوله تعالى (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ) الآية , وأنه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ

            السَّمِيعُ البَصِيرُ) , وأنه (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) , وأنه هو الذي (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) أي يضيقه على

            من يشاء , (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ؟!

            فعليكم أيها المسلمون أن تتفهموا صفات من يستحق أن يشرِّع ويحلِل ويحرِّم.

            وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
            أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 يوم
            رد 1
            14 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة كريم العيني, منذ أسبوع واحد
            رد 1
            22 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة د.أمير عبدالله
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
            ردود 3
            31 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
            رد 1
            17 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة كريم العيني, منذ 3 أسابيع
            رد 1
            38 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة كريم العيني
            بواسطة كريم العيني
            يعمل...