(وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيمًا . فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم . ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت , ويسلموا تسليمًا )
وهذه حقيقة لها وزنها . .
إن الرسول ليس مجرد "واعظ" يلقي كلمته ويمضي .
لتذهب في الهواء - بلا سلطان - كما يقول المخادعون عن طبيعة الدين وطبيعة الرسل ;
أو كما يفهم الذين لا يفهمون مدلول "الدين" .
إن الدين منهج حياة .
منهج حياة واقعية .
بتشكيلاتها وتنظيماتها , وأوضاعها , وقيمها , وأخلاقها وآدابها .
وعباداتها وشعائرها كذلك .
وهذا كله يقضي أن يكون للرسالة سلطان .
سلطان يحقق المنهج , وتخضع له النفوس
خضوع طاعة وتنفيذ . .
والله أرسل رسله ليطاعوا - بإذنه وفي حدود شرعه - في تحقيق منهج الدين .
منهج الله الذي أراده لتصريف هذه الحياة .
وما من رسول إلا أرسله الله , ليطاع , بإذن الله . فتكون طاعته طاعة لله . .
ولم يرسل الرسل لمجرد التأثر الوجداني , والشعائر التعبدية . .
فهذا وهم في فهم الدين ; لا يستقيم مع حكمة الله من إرسال الرسل .
وهي إقامة منهج معين للحياة , في واقع الحياة . .
وإلا فما أهون دنيا كل وظيفة الرسول فيها أن يقف واعظا .
لا يعنيه إلا أن يقول كلمته ويمضي .يستهتر بها المستهترون , ويبتذلها المبتذلون !!!
ومن هنا كان تاريخ الإسلام كما كان . .
كان دعوة وبلاغا .
ونظام وحكما .
وخلافة بعد ذلك عن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] تقوم بقوة الشريعة والنظام , على تنفيذ الشريعة والنظام .
لتحقيق الطاعة الدائمة للرسول .
وتحقيق إرادة الله من إرسال الرسول .
وليست هنالك صورة أخرى يقال لها:الإسلام . أو يقال لها:الدين .
إلا أن تكون طاعة للرسول , محققة فيوضع وفي تنظيم .
ثم تختلف أشكال هذا الوضع ما تختلف ; ويبقى أصلها الثابت .وحقيقتها التي لا توجد بغيرها . .
استسلام لمنهج الله ,
وتحقيق لمنهج رسول الله .
وتحاكم إلى شريعة الله .
وطاعة للرسول فيما بلغ عن الله ,
وإفراد لله - سبحانه -بالألوهية [ شهادة أن لا إله إلا الله ] ومن ثم إفراده بالحاكمية التي تجعل التشريع ابتداء حقا لله ,
لا يشاركه فيه سواه .
وعدم احتكام إلى الطاغوت . في كثير ولا قليل .
والرجوع إلى الله والرسول , فيما لم يرد فيه نص من القضايا المستجدة , والأحوال الطارئه ; حين تختلف فيه العقول . .
وأمام الذين (ظلموا أنفسهم)بميلهم عن هذا المنهج , الفرصة التي دعا الله المنافقين إليها على عهد رسول الله , [ صلى الله عليه وسلم ] - ورغبهم فيها . .
ولو أنهم - إذ ظلموا أنفسهم - جاؤوك , فاستغفروا الله , واستغفر لهم الرسول ,لوجدوا الله توابا رحيمًا . .
والله تواب في كل وقت على من يتوب .
والله رحيم في كل وقت على من يؤوب .
وهو -سبحانه - يصف نفسه بصفته .
ويعد العائدين إليه , المستغفرين من الذنب , قبول التوبة وإفاضة الرحمة . . والذين يتناولهم هذا النص ابتداء , كان لديهم فرصة استغفارالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وقد انقضت فرصتها .
وبقي باب الله مفتوحا لا يغلق .
ووعده قائما لاينقض .
فمن أراد فليقدم .
ومن عزم فليتقدم . .
وأخيرا يجيء ذلك الإيقاع الحاسم الجازم .
إذ يقسم الله - سبحانه - بذاته العلية ,
أنه لا يؤمن مؤمن , حتى يحكم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] في أمره كله .
ثم يمضي راضيا بحكمه , مسلما بقضائه .
ليس في صدره حرج منه , ولا في نفسه تلجلج في قبوله:
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم . ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت , ويسلموا تسليمًا . .
ومرة أخرى نجدنا أمام
شرط الإيمان وحد الإسلام .
يقرره الله سبحانه بنفسه .ويقسم عليه بذاته . فلا يبقى بعد ذلك قول لقائل في تحديد شرط الإيمان وحد الإسلام , ولا تأويل لمؤول .
اللهم إلا مماحكة لا تستحق الاحترام . .
وهي أن هذا القول مرهون بزمان , وموقوف على طائفة من الناس ! وهذا قول من لا يدرك من الإسلام شيئا ;
ولا يفقه من التعبيرالقرآني قليلا ولا كثيرا .
فهذه حقيقة كلية من حقائق الإسلام ;
جاءت في صورة قسم مؤكد ;
مطلقة من كل قيد . .
وليس هناك مجال للوهم أو الإيهام بأن تحكيم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] هو تحكيم شخصه .
إنما هو تحكيم شريعته ومنهجه .
وإلا لم يبق لشريعة الله وسنة رسوله مكان بعد وفاته [ صلى الله عليه وسلم ] وذلك قول أشد المرتدين ارتدادا على عهد أبى بكر - رضي الله عنه - وهو الذي قاتلهم عليه قتال المرتدين .
بل قاتلهم على ما هو دونه بكثير .
وهو مجرد عدم الطاعة لله ورسوله , في حكم الزكاة ;
وعدم قبول حكم رسول الله فيها , بعد الوفاة !
وإذا كان يكفي لإثبات "الإسلام" أن يتحاكم الناس إلى شريعة الله وحكم رسوله . .
فانه لا يكفي في "الإيمان" هذا , ما لم يصحبه الرضى النفسي , والقبول القلبي ,وإسلامالقلب والجنان , في اطمئنان !
هذا هو الإسلام . .
وهذا هو الإيمان . .
فلتنظر نفس أين هي من الإسلام ;
وأين هي من الإيمان !
قبل ادعاء الإسلام وادعاء الإيمان !
وهذه حقيقة لها وزنها . .
إن الرسول ليس مجرد "واعظ" يلقي كلمته ويمضي .
لتذهب في الهواء - بلا سلطان - كما يقول المخادعون عن طبيعة الدين وطبيعة الرسل ;
أو كما يفهم الذين لا يفهمون مدلول "الدين" .
إن الدين منهج حياة .
منهج حياة واقعية .
بتشكيلاتها وتنظيماتها , وأوضاعها , وقيمها , وأخلاقها وآدابها .
وعباداتها وشعائرها كذلك .
وهذا كله يقضي أن يكون للرسالة سلطان .
سلطان يحقق المنهج , وتخضع له النفوس
خضوع طاعة وتنفيذ . .
والله أرسل رسله ليطاعوا - بإذنه وفي حدود شرعه - في تحقيق منهج الدين .
منهج الله الذي أراده لتصريف هذه الحياة .
وما من رسول إلا أرسله الله , ليطاع , بإذن الله . فتكون طاعته طاعة لله . .
ولم يرسل الرسل لمجرد التأثر الوجداني , والشعائر التعبدية . .
فهذا وهم في فهم الدين ; لا يستقيم مع حكمة الله من إرسال الرسل .
وهي إقامة منهج معين للحياة , في واقع الحياة . .
وإلا فما أهون دنيا كل وظيفة الرسول فيها أن يقف واعظا .
لا يعنيه إلا أن يقول كلمته ويمضي .يستهتر بها المستهترون , ويبتذلها المبتذلون !!!
ومن هنا كان تاريخ الإسلام كما كان . .
كان دعوة وبلاغا .
ونظام وحكما .
وخلافة بعد ذلك عن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] تقوم بقوة الشريعة والنظام , على تنفيذ الشريعة والنظام .
لتحقيق الطاعة الدائمة للرسول .
وتحقيق إرادة الله من إرسال الرسول .
وليست هنالك صورة أخرى يقال لها:الإسلام . أو يقال لها:الدين .
إلا أن تكون طاعة للرسول , محققة فيوضع وفي تنظيم .
ثم تختلف أشكال هذا الوضع ما تختلف ; ويبقى أصلها الثابت .وحقيقتها التي لا توجد بغيرها . .
استسلام لمنهج الله ,
وتحقيق لمنهج رسول الله .
وتحاكم إلى شريعة الله .
وطاعة للرسول فيما بلغ عن الله ,
وإفراد لله - سبحانه -بالألوهية [ شهادة أن لا إله إلا الله ] ومن ثم إفراده بالحاكمية التي تجعل التشريع ابتداء حقا لله ,
لا يشاركه فيه سواه .
وعدم احتكام إلى الطاغوت . في كثير ولا قليل .
والرجوع إلى الله والرسول , فيما لم يرد فيه نص من القضايا المستجدة , والأحوال الطارئه ; حين تختلف فيه العقول . .
وأمام الذين (ظلموا أنفسهم)بميلهم عن هذا المنهج , الفرصة التي دعا الله المنافقين إليها على عهد رسول الله , [ صلى الله عليه وسلم ] - ورغبهم فيها . .
ولو أنهم - إذ ظلموا أنفسهم - جاؤوك , فاستغفروا الله , واستغفر لهم الرسول ,لوجدوا الله توابا رحيمًا . .
والله تواب في كل وقت على من يتوب .
والله رحيم في كل وقت على من يؤوب .
وهو -سبحانه - يصف نفسه بصفته .
ويعد العائدين إليه , المستغفرين من الذنب , قبول التوبة وإفاضة الرحمة . . والذين يتناولهم هذا النص ابتداء , كان لديهم فرصة استغفارالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وقد انقضت فرصتها .
وبقي باب الله مفتوحا لا يغلق .
ووعده قائما لاينقض .
فمن أراد فليقدم .
ومن عزم فليتقدم . .
وأخيرا يجيء ذلك الإيقاع الحاسم الجازم .
إذ يقسم الله - سبحانه - بذاته العلية ,
أنه لا يؤمن مؤمن , حتى يحكم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] في أمره كله .
ثم يمضي راضيا بحكمه , مسلما بقضائه .
ليس في صدره حرج منه , ولا في نفسه تلجلج في قبوله:
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم . ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت , ويسلموا تسليمًا . .
ومرة أخرى نجدنا أمام
شرط الإيمان وحد الإسلام .
يقرره الله سبحانه بنفسه .ويقسم عليه بذاته . فلا يبقى بعد ذلك قول لقائل في تحديد شرط الإيمان وحد الإسلام , ولا تأويل لمؤول .
اللهم إلا مماحكة لا تستحق الاحترام . .
وهي أن هذا القول مرهون بزمان , وموقوف على طائفة من الناس ! وهذا قول من لا يدرك من الإسلام شيئا ;
ولا يفقه من التعبيرالقرآني قليلا ولا كثيرا .
فهذه حقيقة كلية من حقائق الإسلام ;
جاءت في صورة قسم مؤكد ;
مطلقة من كل قيد . .
وليس هناك مجال للوهم أو الإيهام بأن تحكيم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] هو تحكيم شخصه .
إنما هو تحكيم شريعته ومنهجه .
وإلا لم يبق لشريعة الله وسنة رسوله مكان بعد وفاته [ صلى الله عليه وسلم ] وذلك قول أشد المرتدين ارتدادا على عهد أبى بكر - رضي الله عنه - وهو الذي قاتلهم عليه قتال المرتدين .
بل قاتلهم على ما هو دونه بكثير .
وهو مجرد عدم الطاعة لله ورسوله , في حكم الزكاة ;
وعدم قبول حكم رسول الله فيها , بعد الوفاة !
وإذا كان يكفي لإثبات "الإسلام" أن يتحاكم الناس إلى شريعة الله وحكم رسوله . .
فانه لا يكفي في "الإيمان" هذا , ما لم يصحبه الرضى النفسي , والقبول القلبي ,وإسلامالقلب والجنان , في اطمئنان !
هذا هو الإسلام . .
وهذا هو الإيمان . .
فلتنظر نفس أين هي من الإسلام ;
وأين هي من الإيمان !
قبل ادعاء الإسلام وادعاء الإيمان !