الولاء و البراء

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم لا يريد الشهرة مسلم اكتشف المزيد حول مسلم لا يريد الشهرة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 7 (0 أعضاء و 7 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلم لا يريد الشهرة
    مشرف شرف المنتدى

    • 5 ماي, 2009
    • 1129
    • مهندس
    • مسلم

    الولاء و البراء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يظلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .
    أما بعد : فإن أصل الرسالة المحمدية : كلمة التوحيد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) وهي كما يقول ابن القيم : (( لأجلها نصبت الموازين ، ووضعت الدواوين ، وقام سوق الجنة والنار ، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكافرين ، والأبرار والفجار ، وأسست الملة ، ولأجلها جردت السيوف للجهاد ، وهي حق الله على جميع العباد )) . هذه الكلمة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علماً والتصديق به عقداً ، والإقرار به نطقاً ، والانقياد له محبةً وخضوعاً ، والعمل به باطناً وظاهراً ، وكماله في الحب في الله ، والبغض في الله والعطاء لله ، والمنع لله ، والطريق إليه : تجريد متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً . فإن الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان ، وتحقيقه في واقعنا هو المقياس السديد تجاه الناس بشتى أنواعهم ، والحب في الله ، والبغض في الله هو الحصن لعقائد المسلمين وأخلاقهم أمام تيارات التذويب والمسخ كزمالة الأديان ، والنظام العالمي الجديد ، والعولمة ، والحب والبغض في الله متفرع عن حب الله ، وهذا ما نسميه مختصراً ب‍" الولاء والبراء " .
    فالولاء والبراء من مفاهيم لا إله إلا الله ومقتضاها ، وهما التطبيق الواقعي لهذه العقيدة ، وهو مفهوم عظيم في حس المسلم بمقدار وعظمة هذه العقيدة . فأصل الموالاة : الحب ، وأصل المعاداة : البغض ، وينشأ عنهما من أعمال القلب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة ؛ كالنصرة والأنس والمعاونة ، وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك من الأعمال ، ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقق الولاء لمن يستحق الولاء ، والبراء ممن يستحق البراء قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (التوبة:23) ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) (الممتحنة:1) ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (المائدة:51) ، وقال تعالى : ( تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (المائدة:80 -81) فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وحّد الله ، وترك الشرك إلا بعداوة المشركين ، كما قال تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) (المجادلة:22) ، هذه الكلمة العظيمة بكل مفاهيمها ومقتضياتها قد غابت عن حس الناس اليوم إلا من رحم الله ، وَحسبَ بعض الناس جهلاً أو قصداً أن هذا المفهوم العقدي الكبير يندرج ضمن القضايا الجزئية أو الثانوية ولكن حقيقة الأمر بعكس ذلك . وفي وقتنا الراهن نجد أن لهذا المفهوم الجليل من مفاهيم" لا إله إلا الله " مناسبةً خاصةً يفرض علينا واجب الوقت الحتمي مضاعفة المجهود في ترسيخه لدى المسلمين ، وتبينه أشد البيان وأوضحه ، فأمتنا الإسلامية تمر بأشد أوقاتها عسراً واستضعافاً ، وقد تكالبت عليها الأمم الكافرة من كل حدب وصوب بمالم يسبق له نظير في سالف تاريخها ، واجتالت بقضها وقضيضها وحدها وحديدها الأخضر واليابس ، ووطئت المدن والقرى والبوادي ، واختلط أعداء الله بالمدنين وغيرهم ، ونشأ عن ذلك مصالح وتعاملات ، وبدأت تبرز دعوات مشبوهة كثيرة تنادي بالإخاء ، والمساواة ، والاتحاد بين الأمم على اختلاف مشاربها وعقائدها وأهدافها ، مع احتفاظ كل ذي دين بدينه ، شريطة أن يكون ديناً كهنوتياً لا صلة له بالحياة ، وللأسف الشديد انساق كثير من المسلمين وراء هذه الدعوات ، وغاب عنهم المفهوم العقدي للولاء والبراء وربما تعاون بعضهم مع المحتل وسيروا له أموره تحت شعارات " إننا نتعامل لا نتعاون " ، وهذه الدعوات تشبه دعوى المنافقين المذكورين في قوله تعالى : ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) (المائدة:52) ، وقد انكشف للقاصي والداني زيف هذه الشعارات وعوارها ؛ فهم بين مخدوع وضال نسي أو تناسى أن الأصل هو الإتباع لا الابتداع ، وأن الفلاح والصلاح والرشاد إنما بسلوك خطا من سلف فضلاً عن أنه دين وعقيدة وتشريع . مما تقدم علم ضرورة هذا المفهوم من مفاهيم لا إله إلا الله ، فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين ، ولا إله إلا الله معناها لا معبود بحق إلا الله ، وبذلك تنفي الإلهية عما سوى الله وتثبتها لله وحده ، وليس للقلب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله ، والتقرب إليه بما يحبه ، ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه ، وهذه حقيقة لا إله إلا الله ، فلا إله إلا الله ، ولاء وبراء ونفي وإثبات ، ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين ، وبراء من كل طاغوت عبد من دون الله ، قال تعالى : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) (البقرة:256) ، ولما كان أصل الموالاة : الحب وأصل المعاداة البغض وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة ، كالنصرة والأنس والمعاونة وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك ؛ فإن الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله . وأدلة ذلك كثيرة من الكتاب والسنة ، قال تعالى : ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) (آل عمران:28) . وقد روى الإمام أحمد في مسنده [4/357]من حديث جرير بن عبد الله البجلي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على أن : (( تنصح لكل مسلم ، وتبرأ من الكافر )) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) [مسند أحمد 4/286] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان )) [أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي وصححه العلامة الألباني ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) [ رواه أبو داود وصححه العلامة الألباني ]. مما تقدم عرف أن الولاء والبراء عقيدة وأصل من أصول الدين ، وأنه لا نصرة ولا موالاة مع الكفار البتة ، وأنها ليست بالأمر الجزئي كما يصوره بعضهم ويتهاون فيه بأعذار شتى ، فبعضهم حصل له تلبيس وقلب للمفاهيم ، فتجد بعض الناس إذا تحدثت عن الحب في الله والبغض في الله قال : هذا يؤدي إلى نفرة الناس ، ويؤدي إلى كراهية الناس لدين الله عز وجل . وهذا الفهم مصيبة ، ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله عن مكائد النفس الأمارة بالسوء : (( إن النفس الأمارة بالسوء تري صاحبها صورة الصدق وجهاد من خرج عن دينه وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق وأذاهم وحربهم ، وأنه يعرض نفسه للبلاء ما لا يطيق ، وأنه يصير غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه )) وقد نسي هؤلاء قول الله تعالى : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) (الزمر:36) ، وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) (الطلاق: من الآية3) ، . فالناس يقعون في المداهنة والتنازلات في دين الله عز وجل باسم السماحة ، ولا شك أن هذا من التلبيس ، خاصة إذا علم أن من لوازم هذا الأمر أن يظهر على جوارح المرء ، فلا يستقيم لإنسان يدعي أنه يوالي في الله ويحب في الله ويبغض في الله وتجده ينبسط وينصر ويؤيد من أبغضه الله ، فبغض أعداء الله من النصارى واليهود وغيرهم محله القلب ، لكن يظهر على الجوارح لا أن يمد يده للكفار من قريب أو بعيد ، بل العكس عليه أن يجهر بمعاداة أعداء الله وإظهار بغضهم ومنابذتهم بالسنان واللسان والجنان ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وعدم التعاون معهم ، ولا المشاركة بأعيادهم ، يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) (الفرقان:72) والزور كما قال بعض المفسرين هو : أعياد المشركين ولهذا تجد أهل العلم في غاية التحذير من هذا الأمر حتى إن بعض علماء الأحناف قال : (( من أهدى لمجوسي بيضة في يوم النيروز فقد كفر )) ، بل ولا بدئهم بالسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام ؛ فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه )) [ رواه مسلم ] ، ولا التشبه بهم فيما هو من خصائصهم من أمور الدنيا كالأخلاق وكالملبس وطريقة الأكل والشرب وعاداتهم الخاصة الأخرى أو أمور الدين كالتشبه بشعائر دينهم وعبادتهم ، أو ترجمة كتبهم وأخذ علومهم برمتها من غير تمحيص ومعرفة وتنقية ، أو استعارة قوانينهم ومناهجهم في الحكم والتربية ، والعمل بها ، وإلزام الناس عليها ، وعدم الترحم عليهم ، ولا مداهنتهم ومجاملتهم ومداراتهم على حساب الدين ، أو السكوت على ما هم عليه من المنكر والباطل ، قال الله تعالى : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) (القلم:9) ، وقال : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ) (هود:113) وعدم التحاكم إليهم ، أو الرضى بحكمهم لأن متابعتهم يعني ترك حكم الله تعالى ، قال تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) (البقرة:120) ، ولا تعظيمهم ومخاطبتهم بالسيد والمولى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل )) . وهذا هو الأصل في التعامل مع أعداء الله ، وقد بين أهل العلم أن المؤمن تجب محبته وإن أساء إليك ، والكافر يجب بغضه وعداوته وإن أحسن إليك ، وقد أوجب الله معاداة الكفار والمشركين ، وحرم موالاتهم وشدد فيه ، حتى أنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الأدلة أكثر وأبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ، ولا يستثنى من إظهار هذا البغض والكره والمعاداة إلا خشية فوت النفس أو تعاظم المفاسد ، ومعلوم أن الضرورات تقدر بقدرها ، وبضابط الشرع لا الهوى كما يحصل في كثير من بلاد المسلمين وخاصة المحتلة من الكفار ، وما يجري الآن من تمييع لهذه العقيدة . وهذا الحد الفاصل بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان وبتنظيم شيطاني وأسلوب خبيث من محاولات لمحو هذا المفهوم من مناهج التعليم حتى وصل الأمر إلى المنابر وعلى لسان أئمة السوء أو من أطم الجهل عقله أو من غُرر به فاغتر وسار بركب من عتى وتجبر وبدأ يبث هذا الزيغ بغطاء الدعوى آنفة الذكر ممرراً هذا المكر على بسطاء الناس ومن هم على شاكلته ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، قال أبو الوفاء بن عقيل : (( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة )) . وقد كان الإمام أحمد - رحمه الله - إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه ، فقيل له ذلك فقال - رحمه الله - : (( لا أستطيع أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه )) فانظر أخي المسلم كيف كان الإمام أحمد يغار على الله من أن ينظر إلى من افترى وقال : إن لله ولداً - تعالى الله عما يقول علواً كبيراً - وقارن بمن ذكرنا سابقاً ممن يتعامل ولا يتعاون على حد زعمه ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شأن النصارى : (( أهينوهم ولا تظلموهم ، فإنهم سبوا الله تعالى أعظم المسبة )) ، على أن لا ننسى أن لا يحملنا هذا الأمر على الظلم ؛ فقد أمرنا الله تعالى بالعدل حيث قال تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (الممتحنة:8) ويقول في الحديث القدسي : (( ياعبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )) ، كذلك من مقتضى الولاء والبراء الانضمام إلى جماعة المسلمين ، وعدم التفرق عنهم ، والتعاون معهم على البر والتقوى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) (النساء:115) ، وكذلك من مقتضى الولاء والبراء عدم التجسس على المسلمين ، أو نقل أخبارهم وأسرارهم إلى عدوهم ، وكف الأذى عنهم ، وإصلاح ذات بينهم ، قال تعالى : ( وَلا تَجَسَّسُوا ) (الحجرات: 12) وكذلك نصرتهم ، وأداء حقوقهم من عيادة مريض واتباع جنائز ، والرفق بهم واللين والرقة والذل وخفض الجناح معهم . وأهل السنة والجماعة يقسمون الناس في الموالاة إلى ثلاثة أقسام : أولاً : من يستحق الموالاة والحب المطلق وهم المؤمنون الخلص الذين آمنوا بالله تعالى رباً ، وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبياً ، وقاموا بشعائر الدين علماً وعملاً واعتقاداً قال الله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (المائدة:55) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ))[ رواه البخاري ] وقال : (( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه )) [ رواه البخاري ] .
    ثانياً - من يستحق الموالاة والحب من جهة والمعاداة والبغض من جهة أخرى ، وهم عصاة المؤمنين يحبون لما فيهم من الإيمان والطاعة ، ويبغضون لما فيهم من المعصية والفجور التي هي دون الكفر والشرك .
    ثالثاً – من يستحق المعاداة والبغض المطلق وهم الكفار الخلص الذين يظهر كفرهم وزندقتهم ، وعلى اختلاف أجناسهم من اليهود والنصارى ، والمشركين ، والملحدين ، والوثنين ، والمجوس ، والمنافقين ، أو من تبعهم من أصحاب المذاهب الهدامة ، والأحزاب العلمانية .
    ختاماً أخوة الإيمان نقول عودة إلى مفهوم لا إله إلا الله محمد رسول الله الفهم الصحيح ، كما فهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار ، وتحكيماً لشريعة الله واتباعاً لما أنزله وكفراً بكل طاغوت وبكل عرف وبكل هوى وبكل عادة أو تقليد تشرع للناس ما لم ينـزل الله ، عند ذاك وحسب يكون صلاح الدين والدنيا ، وخير الآخرة والأولى ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : (( فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل ، فيكون حبه لله ولما يحبه الله ، وبغضه لله ولما يبغضه الله ، وكذلك موالاته ومعاداته )) هذا ، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19080
  • قلب ينزف دموع
    6- عضو متقدم
    • 11 ماي, 2008
    • 906
    • موحد بالله ( صاحب المصريه السعوديه لتعبئه البودر والمواد الغذائيه
    • مسلم

    #2
    جزاك الله خيرا اخي وجعله في ميزان حسناتك
    معلومات مفيده في الولاء والبراء
    احسنت وبوركت وتبواءت من الجنتة مقعدا
    ورزقك منها نصيبا في الفردوس الاعلي
    لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا

    تعليق

    • شهاب ثاقب
      2- عضو مشارك

      • 7 أكت, 2008
      • 148

      #3
      جزاكم الله خيرا بحثت عن الموضوع فجائنى عبر جوجل
      هذا المنتدى موسوعة بحق بارك الله فيكم

      تعليق

      • محمد فخر الدين
        7- عضو مثابر
        حارس من حراس العقيدة

        • 11 يون, 2009
        • 1138
        • طالب مهندس
        • مسلم

        #4
        الولاء والبراء ...

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        أخواني الكرام ؛

        أنقل لكم اليوم جزء من كتاب (( شرح الأصول الثلاثة )) للشيخ محمد حسان ، وهذا الجزء يتعلق بمبدأ الولاء والبراء في الإسلام .
        الجزء المنقول من ص 134 إلى ص 140

        ==============================================
        المسألة الثالثة : عدم موالاة من حاد الله ورسوله
        قال المصنف رحمه الله :
        ((الثالثه: أن من أطاع الرسول ووحّد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب.
        والدليل قوله تعالى: لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة : 22]
        الشرح
        هذه مسألة أخرى من أكبر القضايا ، ومن أجَلِّ المسائل التي تشتمل على أَصْلٍ كبيرٍ من اصول الدين ألا وهو : الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين ، والبراء من الشرك والمشركين .
        تعريف الموالاة والبراء :
        قال بن منظور في (( لسان العرب )) وغيره [1]: (( الموالاة : هي المحبة ، والنصرة ، والمولى : هو المحب ، والناصر ، والتابع .
        والولي : هو الصديق والنصير .
        فالولاء هو : التقرب وإظهار الود بالقول والفعل والنية سواء كان لأهل الإيمان أو لأهل الكفر ، وهو محرم .
        والبراء : هو التنزه، والتباعد، والخلاص [2].
        إذاً أصل الولاء : الحب ، وأصل البراء : البغض .
        لا يستقيم دين العبد إلا إذا حقق الولاء والبراء :
        نعم .. لايستقيم دينك إلا بالولاء لله ، ولرسوله ، وللمؤمنين ،والبراء من الشرك والمشركين ؛ قال الله جلَّ وعلا:
        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ [الممتحنة : 1]
        وقال الله جلَّ وعلا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ۞ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [آل عمران : 101:100]
        وقال الله جلَّ وعلا : وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [البقرة : 120]
        وقال الله جلَّ وعلا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة : 51]
        وقال سبحانه : وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة : 217]
        وقال تعالى : لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ [آل عمران : 28]
        وقال تعالى : ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ۞ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة :25 :24]
        وقال جلَّ وعلا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران : 118]
        وقال سبحانه : تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ۞وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [المائدة :80: 81]
        وقال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [الممتحنة : 4]
        وأدلة السنة كثيرة في هذا الباب ؛ منها ما يلي :
        روى أحمد والنسائي والبيهقي وصححه شيخنا الألباني عن جرير قال :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع ، فقلت : يا رسول الله ! ابسطت يدك حتى أبايعك ،واشترطعلي،فأنتأعلم ! قال : أبايعكعلىأن تعبد الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتناصح المسلمين ، وتفارق المشركين
        الراوي: جريرالمحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 4188
        خلاصة حكم المحدث: صحيح
        وروى الطبراني في (( المعجم الكبير )) من حديث ابن عباس رضي الله عنه وهو عند الطيالسي وابن أبي شيبة والطرباني من حديث بن مسعود رضي الله عنه وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم قال : أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله ، و المعاداة في الله و الحب في الله ، و البغض في الله
        الراوي: عبدالله بن عباسالمحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1728
        خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده
        وروى أبو داود وغيره عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : من أحب لله و أبغض لله و أعطى لله و منع لله فقد استكمل الإيمان
        الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 380
        خلاصة حكم المحدث: صحيح
        وغير ذلك الكثير من الأحاديث العملية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد تركوا الأهل والوطن ، وحاربوا آباءهم وإخوانهم نصرة لدين الله عز وجل ، والكتب حافلة بمواقفهم التي لا تنسى ؛ فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه[3] ، حينما حلفت أمُّه أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب ، ويأبى مع ذلك أن يكفر.
        وغير ذلك الكثير ؛ لأن الله قد بين لنا من الذي يجب أن نتولاه ؛ فقال سبحانه :إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ۞ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة : 56:55]
        أصناف الناس في مسألة الموالاة:
        يستطيع المحقق المُصنف أن يصنف الناس في قضية الموالاة إلى اصناف على النحو التالي :
        1-صنف والى الله ورسوله والمؤمنين ، وعادى الشرك والمشركين .
        2-صنفٌ من الناس وافق الكفار موافقة تامة في الظاهر والباطن ، وهذا الذي فيه الوعيد في قوله تعالى : وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ[المائدة : 51] ؛ لأنه وافقهم في الظاهر والباطن .
        3-صنفٌ وافقهم في الباطن وخالفهم في الظاهر وهذا هو نفاق الإعتقاد : يُسِرُّ الكفرَ ويُظْهِرُ الإسلامَ ، وإظهاره للإسلام يعصم دمه وماله .
        4-صنفٌ وافقهم في الظاهر وخالفهم في الباطن ، وهذا لا يكون إلا في حال واحد ألا وهو حال الإكراه ؛ كما في قوله – تبارك وتعالى : ِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ[النحل : 106].
        إذا المؤمن الذي كمل إيمانه يولي الله ، ورسوله ، والمؤمنين ، ويعادي الشرك والمشركين ، ولله درُّ القائل :
        أتحب أعداء الحبيب وتدعي ....... حبًا له ما ذاك في إمكان
        وكذا تعادي جاهدًا أحبابه ..... أين المحبة يا أخا الشيطان؟
        شرط المحبة أن توافق من تحب ....... على محبته بلا عصيان[4]
        *****
        فإذا ادعيت له المحبـة من خلا ...... فك مـا يحب فأنت ذو بهتـان
        لو صدقت الله فيما زعمته ...... لعاديت من بالله ويحك يكفر
        وواليت اهل الحق سرا وجهرة ..... ولما تعاديهم وللكفر تنصر
        فما كل منقال ماقلت مسلم ...... ولكن باشراط هنالك تذكر
        مباينة الكفار في كل موطن ..... بذا جاءنا النص الصحيح المقرر
        وتصدع بالتوحيد بين ظهورهم ...... وتدعوهم سرا لذاك وتجهر
        فهذا هو الدين الحنيفي والهدي .... وملة ابراهيم لو كنت تشعر[5]
        إذاً من وحد الله – سبحانه وتعالى – وأطاع رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لا يجوز له البتة أن يوالي من حاد الله ورسوله ، ولو كان أقرب قريب ، ولو كان أباه أو أخاه أو ولده أو أهله وأقاربه .
        قال الألوسي رحمه الله [6]: (( ﴿لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة : 22] ، قدم الآبا ء ؛ لأنه يجب على أبنائهم طاعتهم ومصاحبتهم في الدنيا بالمعروف ، وثنَّى بالأبناء ؛ لأنهم أعلق بهم لكونهم أكباد، وثلَّث بالإخوان ؛ لأنهم الناصرون له ... وختم بالعشيرة ؛ لأن الإعتماد عليهم والتناصر بهم بعد الإخوان غالباً )).
        ومظاهر مولاة الكفار كثيرة منها :
        1-الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم ، أو الشك في كفرهم ، أو تصحيح أيِّ مذهب من مذاهبهم الكافرة .
        2-التشبه بهم وبعاداتهم وأخلاقهم وتقاليدهم ؛ لأن الذي تشبه بهم معجب بهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((من تشبه بقوم فهو منهم.))
        الراوي: عبدالله بن عمر و حذيفة بن اليمانالمحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6149
        خلاصة حكم المحدث: صحيح
        3-الإستعانة بهم ، والثقة فيهم ، وإتخاذهم أعواناً وأنصاراً .
        4-معاونتهم ومناصرتهم .
        5-مشاركتهم في أعيادهم بإعانتهم ؛ إما بالحضور أو التهنئة أو ما شابه ذلك .
        6-التسمي بأسمائهم .
        7-السفر إلى بلادهم من غير ضرورة ؛ كالتعلُّم أو العلاج أو الدعوة .
        8-الإستغفار لهم ، أو الترحم عليهم ، وعلى من مات منهم .
        9-استعارة قوانينهم ومناهجهم في حكم الأمة وتربية أبنائها .
        10-مجاملتهم ومداهنتهم في الدين .
        إلى غير ذلك ، ومن أراد المزيد ؛ فليراجع كتاب (( الولاء والبراء في الإسلام )) للقحطاني – وفقه الله تعالى.


        [1] (( لسان العرب ))( 15/411) ط الفكر ، و(( القاموس المحيط )) ( 1420 ) ط المعرفة ، و (( النهاية في غريب الحديث))لابن الأثير ( 2/881 ) ط المعرفة.

        [2] (( لسان العرب )) (1/33).

        [3] انظر صحيح مسلم ، كتاب (( فضائل الصحاية )) باب في سعد بن أبي وقاص ( 43/1748)

        [4] نونية بن القيم ( 171 ).

        [5] (( ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان )) للشيخ سليمان بن سحمان ( 79 ).

        [6]((روح المعاني )) (28/36).

        تعليق

        • محمد فخر الدين
          7- عضو مثابر
          حارس من حراس العقيدة

          • 11 يون, 2009
          • 1138
          • طالب مهندس
          • مسلم

          #5
          إخواني لي سؤال يتعلق بما ذكره الشيخ محمد حسان بأن من مظاهر موالاة الكفار مشاركتهم وتهنئتهم بأعيادهم ،،،

          أرجم ممن لديه العلم أن يعطيني الدليل من القرآن أو السنة على هذه النقطة بارك الله فيكم .

          وأثناء بحثي عن إجابة لسؤالي وجدت في كتاب الولاء والبراء في الإسلام للشيخ الفوزان الآتي

          7-مشاركتُهم في أعيادِهم أو مساعدتُهم في إقامتِها أو تهنئتُهم بمناسبتِها أو حضورُ إقامتِها
          وقد فُسِرَ قولُه سبحانَهُ وتعالى: ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ).(الفرقان:72).
          أي ومنْ صفاتِ عبادِ الرحمنِ أنَّهمْ لا يَحضرونَ أعيادَ الكفارِ.


          فأرجو أيضا ممن لديه العلم أن يقول لي على أي أساس فسر شيخنا الكريم الفوزان هذا التفسير ، بمعنى أنه فسر شهادة الزور في الآيه- والتي معناها مثلاً أن تشهد في قضية زورا وكذبا -، فسرها على أنها حضور ومشاهدة ما هو زور ؟

          شكرا لكم

          تعليق

          • مسلم لا يريد الشهرة
            مشرف شرف المنتدى

            • 5 ماي, 2009
            • 1129
            • مهندس
            • مسلم

            #6
            الأخ الحبيب محمد فخر الدين، كلمة شهد لها معاني كثيرة و تعني حضر أو عاين في المقام الأول، و مثله قال عنترة:


            فاسألي الناس يا بنت مالك**********************إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
            يُخبركِ من شهد الوقائع أنني******************** أغشى الوغى و أعف عند المغنمِ


            و جاءت كلمة شهد هنا بمعنى حضر الوقائع، و منها الشهادة التي تُؤدَى أمام القاضى مثلا أنها لا تعتبر شهادة على واقعة إلا لو حضر هذا الشاهد الواقعة و عاينها، و هي ما جاء بتفسير كثير من أئمة أهل العلم في تفسير الآية المذكورة من أنهم لا يشهدون الزور، أي لا يحضرون موضعا فيه زور، و من المعلوم أن الكفار أعيادهم مبنية على عقائد زور و لهذا حرم أهل العلم على المسلم حضور هذا الزور أو شهادته و التهنئة به، و الله أعلى و أعلم.

            تعليق

            • مسلم لا يريد الشهرة
              مشرف شرف المنتدى

              • 5 ماي, 2009
              • 1129
              • مهندس
              • مسلم

              #7
              تم الدمج بمعرفتي لتشابه المحتوى و العنوان


              المشاركة الأصلية بواسطة قلب ينزف دموع
              جزاك الله خيرا اخي وجعله في ميزان حسناتك

              معلومات مفيده في الولاء والبراء
              احسنت وبوركت وتبواءت من الجنتة مقعدا

              ورزقك منها نصيبا في الفردوس الاعلي
              جزانا و اياكم أخي الحبيب قلب بنزف دموع، أسأل الله أن ينفع به المسلمين.

              المشاركة الأصلية بواسطة اسد الكنانه
              جزاكم الله خيرا بحثت عن الموضوع فجائنى عبر جوجل
              هذا المنتدى موسوعة بحق بارك الله فيكم
              و حزاكم الله خيرا أخي الحبيب أسد الكنانة

              تعليق

              • محمد فخر الدين
                7- عضو مثابر
                حارس من حراس العقيدة

                • 11 يون, 2009
                • 1138
                • طالب مهندس
                • مسلم

                #8
                شكرا جزيلاً على الرد
                بارك الله فيك وزادك في علمك

                تعليق

                • فارس الميـدان
                  مشرف عام أقسام
                  المذاهب الفكرية الهدامة
                  ومشرف عام قناة اليوتيوب

                  • 17 فبر, 2007
                  • 10117
                  • مسلم

                  #9
                  للرفع ..

                  جزاكم الله خيراً أخى الحبيب أستاذنا مسلم لا يريد الشهرة ..
                  الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

                  تعليق

                  • ابو عمر المصرى
                    اللجنة العلمية
                    مشرف شرف المنتدى

                    • 1 أبر, 2007
                    • 826
                    • مسلم

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فخر الدين

                    إخواني لي سؤال يتعلق بما ذكره الشيخ محمد حسان بأن من مظاهر موالاة الكفار مشاركتهم وتهنئتهم بأعيادهم ،،،

                    أرجو ممن لديه العلم أن يعطيني الدليل من القرآن أو السنة على هذه النقطة بارك الله فيكم .



                    قال صلى الله عليه و سلم : من تشبه بقومٍ فهو منهم



                    و عن عمر بن الخطاب قال : لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فان السخطة تنزل عليهم

                    و عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : من بنى ببلاد الأعاجم و صنع نيروزهم و مهرجانهم و تشبه بهم حتى يموت و هو كذلك حشر معهم يوم القيامة

                    يقول الذهبي في كتابه " تشبه الخسيس بأهل الخميس" :

                    ( فإن قال قائل: إنا لا نقصد التشبه بهم ( أي الكفار ) فيقال له : نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرام، بدليل ما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه :( نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها )، وقال : ( إنها تطلع بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار ) ، والمصلي لا يقصد ذلك، إذ لو قصده كفر، لكن نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرام ) اهـ
                    [frame="2 90"]



                    [/frame]

                    تعليق

                    • محمد فخر الدين
                      7- عضو مثابر
                      حارس من حراس العقيدة

                      • 11 يون, 2009
                      • 1138
                      • طالب مهندس
                      • مسلم

                      #11
                      شكرا أخي الكريم أبو عمر المصري

                      تعليق

                      • solema
                        مشرفة قسم
                        الإعجاز العلمي والنبؤات

                        • 7 يون, 2009
                        • 4518
                        • طبيبة
                        • مسلم

                        #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        جزاك الله خيرا أخى ( مسلم لا يريد الشهرة ) ............
                        موضوع أكثر من رائع وغاية فى الأهمية واستفدت منه كثيرا .........


                        وقد بين أهل العلم أن المؤمن تجب محبته وإن أساء إليك ، والكافر يجب بغضه
                        وعداوته وإن أحسن إليك
                        ،


                        أن من أطاع الرسول ووحّد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله
                        ولو كان أقرب قريب
                        مشاركات الاخوة رائعة ومفيدة جزاكم الله خيرا ........

                        تعليق

                        • روحها بتوبة
                          1- عضو جديد
                          • 7 ماي, 2010
                          • 74
                          • باقيلي مشوار
                          • مسلمة

                          #13
                          مو الرسول صلى الله عليه وسلم كان جاره يهودي مو كان النصارى مع الرسول في المدينة

                          تعليق

                          • داليا أمة الله
                            4- عضو فعال

                            حارس من حراس العقيدة
                            • 7 نوف, 2009
                            • 650
                            • -
                            • مسلمة

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة روحها بتوبة
                            مو الرسول صلى الله عليه وسلم كان جاره يهودي مو كان النصارى مع الرسول في المدينة
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            نعم أختى الكريمة كان جار الرسول صلى الله عليه وسلم يهودى وكان عليه الصلاة والسلام يعاملة بالحسنى فهو عليه الصلاة والسلام (كان قرءانا يمشى على الأرض) فهو يطبق تعاليم القرءان كما قال تعالى (وقولوا للناس حسنا)
                            لكن هذا ليس فيه مصاحبة لهم وإنما هى المعاملة اليومية .

                            لكن هل كان عليه الصلاة والسلام يوالى اليهود أو النصارى على حساب شئ من الإسلام أو على حساب المسلمين ؟

                            أيضا ألم يكن من الصحابة من أضطر أن يحارب أخاه أو أباه (فى موقعة بدر) لأن الولاء للإسلام والبراء من الكفار يقتضى ذلك ، فلو لم يستطع الصحابة أن يطبقوا هذا الأساس ما استطاعوا أن ينتصروا ، ولما استطاع الإسلام أن ينتشر .

                            فالأصل أختى فى الولاء هو للدين وليس لنسب أو قومية .

                            جزاكم الله خيراً أخى على هذا الموضوع
                            (( يُعرف الرجال بالحق
                            ولا يُعرف الحق بالرجال ))

                            تعليق

                            • "محبة الرحمن"
                              4- عضو فعال
                              • 27 مار, 2010
                              • 579
                              • صيدلانية
                              • مسلمة بفضل الله

                              #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              مو الرسول صلى الله عليه وسلم كان جاره يهودي مو كان النصارى مع الرسول في المدينة


                              بارك الله فيك غاليتي أجل و كان يعاملهم بكل أخلاق حسنة و لكن كانت حياته في سبيل الله تعالى
                              فنحن علينا أن نعاملهم بالأخلاق الحسنة و لذلك أختي أقول لك أحبيها في سبيل الله و ذلك رغبة منك في هدايتها


                              قال صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه
                              فأنا لدي صديقات مسيحيات و لكن هدفي هو دعوتهم للإسلام و إنقاذهم من النار
                              تفنيد ألوهية المسيح
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=22195

                              سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن - اهداء لكل ملحد أو مسيحي
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=23414
                              To every Christian : Do not object
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=22559
                              Jesus is God and this is the Proof
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=233014

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
                              ردود 0
                              24 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وداد رجائي
                              بواسطة وداد رجائي
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 ينا, 2021, 05:31 ص
                              ردود 2
                              170 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة د. نيو, 27 نوف, 2020, 06:25 م
                              ردود 4
                              103 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د. نيو
                              بواسطة د. نيو
                              ابتدأ بواسطة أحمد محمد أحمد السبر, 23 يول, 2020, 06:53 م
                              ردود 0
                              65 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة أحمد محمد أحمد السبر
                              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 20 ديس, 2019, 11:46 م
                              ردود 3
                              92 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                              يعمل...