هل الحمْل المقدس فضيحة ؟
يقول لوقا عن حمْل العـذراء : " الروح القدُس يحلّ عليك ، وقوة العَلِـىّ تظللك " 1/35 .
وفى الترجمات الإنجليزية : " " The Holy Spirit will come upon you, and the power of the Most High will overshadow you "
وكلمة overshadow تعنى:
يظلل ، كما تعنى : يعكر – يلقى ظلا داكـنا على .
Though a dark cloud now overhangs this relationship (1) وأن سحابة داكنة تحجب الآن هذه العلاقة .
ما هذا يا أمَّ يسوع ؟ هل لوقا يعنى أن الروحَ القدُسَ يحل عليك فى العتمة التى يصنعها العَلِىّ ؟ ولِمَ العتمة يا لوقـا ؟ تبقى أم النـور ، وتحمل حملا مقدسـا فى العتمـة ، أو الخفـاء ؟
" فالروح حل على العذراء فحبِلتْ منه ، والآبُ ظلل العذراءَ بقوته السرمدية كى يحتمـل جسـدها جمـرَ اللاهـوت " (2) ( طبيب بنج يعنى ؟ ؟ ) .
" الروحُ القدُسُ المنبثق من الآب حل فى بطن مريم العذراء " (3)
إن إنجيل متى يقول صراحة : " لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حُبلى من الروح القدس ... لأن الذى حُبِلَ به فيها هو من الروح القدُس" 1/18-21
وكذلك كافة الترجمات الإنجليزية (.... ( N.I.V.,E.S.V..
وتقول التفسيرات : she shall conceive by the power of the Holy Spirit (M. Henry) ستحمل بقوة الروح القدس .
This indicates that the Holy Spirit himself created the body of Christ ( Mc Garvey ) هذا يوضح أن الروحَ القدسَ نفسَه خلَقَ جسدَ المسيح .
The Holy Spirit will cause thee to conceive by his mighty power (Geneva ) الروح القدس سيجعلـها تحبـل ( سيحبّـلها ) بقوتـه الفـائقـة .
" أكد الكتاب المقدس أن الحبل به فى أحشاء القديسة مريم تحقق بالروح القدُس ، الذى هيأها وقدسها ليحل كلمة الله فيها " (4)
The human nature of Jesus Christ was a real creation in the womb of the virgin, by the power of the Holy Spirit .
أى : " الطبيعة البشرية ليسوع المسيح كانت تخلقا حقيقيا فى رحم العذراء ، بواسطة الروح القدس "(5) .
بشرها الملاك أن الروح القدس هو الذى سيهيىء الأمر ، بأن يحل عليها وفى كيانها وداخل أحشائها ... هنا حل فيها الروح وابتدأ الجنين المقدس داخلها " (6)
إذن لقد حبّـلها الروحُ القدُسُ ، لذا فهو الأحق بأن يُدعَى أباً ليسوع - بدلا من يوسف النجار ، أبوه بالتبنى
و يُسأل القساوسة عن أعمامه فى الأسرة الإلهية المقدسة .
لقد كان الآبُ يظلل ، والروحُ القدس يُحَبّـل ، والإبنُ يتخلق فى الرحم ، والعذراءُ تهنأ بحلول الروح القدس عليها .
أيتها الصّدّيقة : يقول عبدة الخروف إن العذراء تحملتْ " جمرَ اللاهوت " فى أحشائها مدة حملها ، ويتكلمون عن " حلول النار الإلهية فى بطن العذراء الطاهرة وهى لا تحترق " (7) ... لن أكمّل السؤال . لأنه من سوء الأدب أن يتكلم الرجال عن أحشاء الإناث الحبليات ، وعن مدى إحساسهن بالاحتراق ، حدثاتٍ كنّ أم كبارا .
هل اللاهوت فلفل شطة فى الأرحام ؟ وأستغفر الله .
لا . لا . لا . وإلا كيف نتصور حال عروس الخروف ، " لأن عُرْسَ الخروف جاء ، وامرأته هيأتْ نفسَها ... طوبى للمدعوين إلى عشاء عُرْسِ الخروف " (8) كيف ستتصرف عروس الخروف فى هذا الجمر، وكيف ستطفىء لهيب هذه النار الإلهية ؟ هل كلما اقترب الخروف من عروسه أو اقترن بها ، يأتى الآب يظللها ويحميها " بقدرته السرمدية كى يحتمل جسدها جمر لاهوت " الخروف ؟ ؟
" القديس توما عندما وضع يده فى جنب الرب كادت تحترق يده من نار اللاهوت " (9)
لا بابا الفاتيكان ولا البابا شنوده يستطيع أن يأتى لنا بما يؤيد هذه النيران الملتهبة ( جمر اللاهوت – النار الإلهية – نار اللاهوت ) من الأناجيل أو الرسائل . إنها فكرة لا يستطيعون الدفاع عن مصداقيتها . إنها أوهام الأساقفة والبابوات يلقونها إلى خراف الكنيسة .
إما الإفـلاس الكامـل ، وإما الأقـوال الفـارغة التى لا نهـاية لابتـداعهـا .
تُرى ممّن يخفيها ؟ لقد كانت وحيدة ، فى خلوتها ؟ (10) لم يكن معها أحد . لا تتعجـل . إنه لوقـا القائل : " إذ قد تتبعتُ كلّ شىء من الأول بتدقيـق " . هـذه تحتـاج إلى إعمـال الفكـر .
آه . أدركت الآن . إن العلىّ يستخدم فى انتقالاته الكَروب ( الكروبيم : ملائكة بشكل أنثى صغـيرة ذات أجنحة يرسلون من قبل الله أو يقيمون فى حضرته تعالى ... وكان وجود الكروبيم فوق التابوت لتظليل ظهور مجد الله عن الناظر ، كما غطى السحاب مجده فى الجبل ) (11) .
" ركب على كَروب وطار " 2 صم 22/11
" ركب على كَروب وطار " مز 18/10
" رب الجنود الجالس على الكَروبيم " 1 صم 4/4
" رب الجنود الجالس على الكَروبيم " 2 صم 6/2
" الرب إله إسرائيل الجالس فوق الكَروبيم " 2 مل 19/15
" الله الرب الجالس على الكروبيم " 1 أخ 13/6
" هو جالس على الكروبيم " مز 99/1
" يا جالسا على الكروبيم أشرق " مز80/1
لا شك أنه يريد أن لا يرى الكَروبيمُ العذراءَ مريمَ أثناء حلول الروح القدس عليها !!!!! .
أليس من الأجدر أن يروا ويطلقوا الزغاريد ، لهذا الحدث السعيد ؟ ؟ .
الحبل والإنجاب الإلهى يشترك فيه الملأ الأعلى على أرفع مستوياته ، الإله العلى نفسه ، والملائكـة بالبشـارة وتوزيع التهـانى ، والكروبيـم ، والعريس الروح القدس .
فَلِمَ الاعتراض على وجود حور فى الجنـة ، مع أنهن بلا إنجـاب ؟
أم أنها عملية قذرة للبشر، طاهرة للآلهة ؟ يترفع عنها الرهبان برغم أنها من أسرار الكنيسـة السبعة ؟ بل إن الله زوّج حـواء لآدم وأعطاه المهـر الذى قدمـه لها 72 مثقالا من الذهب ؟(12).
ولكن لماذا يخفيها ، يحجبها ؟ " as the cloud covered the tabernacle … to conceal it from those that would too curiously observe the motions of it, and pry into the mystery of it " ( 13 ) أى : كما غطت السحابة خيمة الاجتماع ... لتخفيها ...
لماذا " سحابة داكنة تحجب هذه العلاقة " (14) ؟ ؟
هل فى عملية الحمل المقدس فضيحة ؟ هل فيها ما يُخجِل ؟ ماذا دهى الآلهة مع أمّ الإله ، المُنعَمِ عليها ؟ هل يجرى فى الخفاء ما يُستحَى منه ؟ هل يحدث شىء ليس من اللياقة والأدب أن يراه الكروبيم ؟ أعوذ بالله من وسوسة سطانائيل . اذهب عنى يا شيطان . اصرفه عنى يا ابن داود . اطرده وائذن له أن يدخل فى خنزير .
إن الآبَ يريد أن يخفيها وبس ، حتى عن نفسها أيضا - ربما أيضا مغمضة العينين - ، فلا يعرف ذلك إلا الآب ، والروح القدس الذى " يفحص كل شىء حتى أعماق الله " 1كو 2/10 و " هكذا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله " 1كو 2/11 .
نصيحة : لا تصرح لأحد بهذه الأفكار الخبيثة التى تدور بعقلك .
لقد ظلتْ مارى شوكةً فى جنْب الفكر الكنسى ، ويعلق الأستاذ جلال كشك بقوله : " ولعل هذا ما جعل فرويد يستنتج أن كلَّ ذَكَرٍ فى أوروبا مصاب بعقدة أوديب " (15)
ولكن لماذا يلجأ أحد مفسرى الإنجيل إلى تبنّى كلمات كتاب المسلمين (القرآن) ، ويهجر تصريحات الإنجيل ؟ لا شك أنها خير مما عنده ( For the Holy Ghost sanctified the Virgin,s womb, and breathed into it by the power of His Divinity ) (16) أى : لأن الروح القدس طَهّرَ رحمَ العذراء ، ونفخ فيه بقوته الإلهية .
" ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا " سورة التحريم : 12
إذن كيف يَطْهُرُ البشر؟ هل بحلول الروح القدُس فى رحم الإناث ، وفى خصيتى الذكور ؟ أم بصَكّ غفران يشتريه من البابا ، الذى يمنحه من ذخيرة استحقاقات المسيح والقديسين ، حتى ولو بدون توبـة المـذنب ؟ وحتى للذين ماتـوا من قـديم ؟
أم باستصـدار المغفـرة من فـم قسيـس ؟ ؟
أم بالإقرار بالذنب ، والندم ، والتوبة إلى الله ، والإنابة إليه ، وطلب المغفرة منه ، والاستقامة ، وأعمال البر ؟
ها قد عُدْتَ لأفكارك إياها . ألم أقل لك احتفظ بها لنفسك ، ولا تصرّحْ بها لأحـد ؟
المراجع :
1- تفسير Jamisson, Fausset&Brown
2 – الثالوث الذى نؤمن به – مفيد كامل صـ 144 .
3 – الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة – ابن سباع صـ 73 .
4- تفسير تادرس يعقوب ملطى – مت 1/18 .
5 – تفسير آدم كلارك – مت 1/20 .
6 – تفسير الأناجيل الأربعة معا – شماس د. حمدى صادق صـ 8 ، 9 .
7 - الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة – صـ 22 .
8 – سفر الرؤيا 19/7 – 9 .
9 – السنكسار جـ 2 صـ 96 .
10 – تفسير الأناجيل الأربعة معا - شماس د. حمدى صادق صـ 6 .
11 – قاموس الكتاب المقدس صـ 779 .
12 - الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة – صـ 10 .
13 – eword.gospelcom.net /comments/luke/mh/luke l .htm
14 – انظر (1) .
15 – خواطر مسلم – جلال كشك صـ 136 .
16- www.ccel.org/ccel/schaff/npnf211.iv.vii.iii.ii.html?highlight=overshadow
تعليق