بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بالله يا ناظرًا فيها ومنتفعًا * * * منها سَل الله مَغفرةً لجامِعها
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
*****
{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
*****
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } .
*****
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
إنَّ الحمدَ لله نحمده تعالى ونستعينه ، ونستهديه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير .
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - { يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } { ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } اللهم ، إني أسألك : خيرَ المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتني ، وثقل موازيني ، وحقق إيماني ، وارفع درجاتي ، وتقبل صلاتي ، واغفر خطيئتي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .
اللهم ، إني أسألك : فواتح الخير وخواتمه ، وجوامعه ، وأوله ، وظاهره ، وباطنه ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .
اللهم ، إني أسألك : خير ما آتي ، وخير ما أفعل ، وخير ما أعمل ، وخير ما بطن ، وخير ما ظهر ،
وأسألك الدرجات العلى من الجنة ... آمين .
اللهم ، إني أسألك : أن ترفع ذكري ، وتضع وزري ، وتصلح أمري ، وتطهر قلبي ، وتحصن فرجي ، وتنور لي قلبي ، وتغفر لي ذنبي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ... آمين .
اللهم ، إني أسألك : أن تبارك لي في نفسي ، وفي سمعي ، وفي بصري ، وفي روحي ، وفي خَلْقِي ، وفي خُلُقِي ، وفي أهلي ، وفي محياي ، وفي مماتي ، وفي عملي ، فتقبل حسناتي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .
أما بعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
** هذه الرسالة ثمرة من ثمرات الاستخارة ** .
ولله الحمد والمِنّة استخرتُ الله - تبارك وتعالى - في التأليف كثيرًا ، كم سألتُه - سبحانه وتعالى - الاستمرار في التأليف ، كنتُ ومازلتُ - ولله الحمد والمِنّة - أُكثر من صلاة الاستخارة وذلك خوفًا من يوم الحساب ، وخوفًا من أن يكون هذا العمل طلبًا وسعيًا للدنيا - نسأل الله تعالى السلامة والعافية - فكم هجم الشيطان بوساوسه ومكره ، وهو أستاذ خبير في الشر وفي تحطيم الخَصم ، ولا ملجأ ولا عاصم إلا الله - تبارك وتعالى - فكنتُ أفزع إلى صلاة الاستخارة ، وسبحان الله كنت أجد النشاط بعد كل صلاة - صلاة الاستخارة - كنتُ أجد القوة ، والنشاط ، والهمة ، والرغبة القوية في الاستمرار في التأليف - ولله الحمد والمِنّة - ومن ثمرات صلاة الاستخارة التي كنتُ أجدها : التيسير ، وما أدراك ما التيسير ، رزق من الله تعالى العَلِى القدير .
والتيسير أنواع :
- منها : التوفيق في اختيار المواضيع ، وتجنب التَكرار ما استطعت ولله الحمد والمِنّة .
- منها : تيسير المراجع - ولله الحمد والمِنّة - من كتاب ومحاضرة صوتية و...إلخ .
- منها : الثبات على الطريق .
- منها : صرف الهموم والغموم عن العبد ولله الحمد والمِنّة ويشهد الله تبارك وتعالى أنني جلستُ في المسجد ذات يوم بعد صلاة العصر وبي من التعب والإرهاق الجسدي والذهني مالا يُوصف فلقد مشيتُ يومها طويلا طويلا مع أمور يعلمها الله تبارك وتعالى ثم لما جلستُ مع هذه الصفحات ، وعشتُ مع الصحب الكرام على هذه الورقات ،،، والله ، ويشهد الله تبارك وتعالى ذهب عني الهموم والغموم والأحزان وشيئًا فشيئًا ومع دخول وقت المغرب وجدتُ راحة عجيبة ، وسعادة ، ونشاطًا ، وخفة في البدن لا تُوصف سبحان الله لا إله إلا الله ما هذا الفرح والسرور ...؟
ومن أين جاء هذا الفرح وهذا السرور...؟
الجواب : إنه من الله تبارك وتعالى إنه ثمرة الحب حب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم إنه ثمرة تعظيم ما عظمه الله تبارك وتعالى وكم هو مُؤثر بكاء سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى وهو يذكر ( في مقطع رائع ) حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه رضي الله تعالى عنهم .
فتقبل الله منا وعفا يوم القيامة بفضله عنا .
- ومن الثمرات التي كنتُ أجدها وأشعر بها – ولله الحمد والمِنة - بعد صلاة الاستخارة : البركة في الوقت ، والوقت رزق ، كما قال فضيلة الشيخ أبو ذر القلموني حفظه الله تعالى وبارك في ذريته .
أيها الحبيب ، ها هي أحداث غزوة بدر العظمى بين يديك وها هي بعض الدروس المُستفادة منها وهي ولله الحمد والمِنّة ، بأسلوب سهل يسير فتأملها فسوف تجدُ فيها بإذن الله تعالى ما يزيدك قوة إلى قوتك ، ويقينًا مع يقينك ، وثبات إلى ثباتك – بحول الله وقوته - حتى تواصل مهمة الدعوة إلى الله على بصيرة و بهمة ونشاط ، والمؤمن قوي بإخوانه ، شديد بأعوانه ، كما قال الفقيه العلامة محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله تعالى - .
ونقول كما قال الحريري - رحمه الله تعالى - :
ربنا ... يا ربنا ... يا ربنا ، لك الحمد كله .
ربنا لك الحمد ،،، ربنا ولك الحمد .
الحمد لله حمدًا حمدًا ، والشكر لله شكرًا شكرًا .
إن غزوة بدر الكبرى - يا أيها الحبيب - من أشرف وأعظم غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - نعم .. إن لها مكانة عند الله ، وعند رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعند المسلمين .
إنها غزوة بدر الكبرى قتل الله - تبارك وتعالى - فيها صناديد قريش ، وانهزم فيها أعداء الله من المشركين شر هزيمة رغم ما يمتلكونه من العدد الكبير والعتاد العظيم .
* كانت معركة بدر بداية لمرحلة جديدة من السيادة ، والاستعلاء ، والعزة للإسلام والمسلمين - رغم صغر حجمها – نعم رغم صغر حجمها وقِصر وقتها كانت معركة حاسمة فاصلة في تاريخ الإسلام، ولذلك سماها الله عز وجل في كتابه ( يوم الفرقان ) لأنه فرق بها بين الحق والباطل ، يوم الفرقان وما أدراك ما يوم الفرقان يومها التقى الجمعان ، وتقاتل الجيشان ، وتناحر الفريقان ، فنصر الله تبارك وتعالى يومها عبده ، وأظهر دينه ، وأعز يومها جنده ، فكان يومًا من أعظم الأيام .
وكانت أحداث هذه المعركة في السنة الثانية من الهجرة وهي السنة التي نزلت فيها سورة الأنفال وكانت غزوة بدر في يوم ( 17 ) من شهر رمضان في أول النهار صبيحة يوم الجمعة .
وها هي أحدث غزوة بدر - أيها الحبيب - أمامك وبين يديك على هذه الصفحات ، فتأملها .
ها هي مواقف الصحابة بين يديك ، مواقف من أعظم وأجل المواقف ، مواقف رضي عنها الله تعالى ومدحها واثنى عليها في كتابه العظيم يكفيهم فخرًا أن الله تبارك وتعالى مدحهم بأنهم مجاهدون صادقون مخلصون في آيات كثيرة منها قوله تعالى : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } .
قال ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهما : لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر، والخارجون إلى بدر.
** رضي الله تعالى ورسوله - صلى الله عيه وسلم - عن أهل بدر **
* يوم بدر كلها مواقف ، مواقف يا لها من مواقف ، مواقف رضي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنها مواقف الصحابة يوم معركة بدر ، تقربوا بها إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقبلها الله تبارك وتعالى وأثابهم عليها ، ورضي عنهم رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن مات - صلى الله عليه وسلم - فلا يُذكر الصحابة الأطهار الأبرار إلا بالجميل .
** قصة فيها من الدروس والعبر ما فيها **
عن الصحابي الجليل على - رضي الله تبارك وتعالى عنه - قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا مَرثد ، والزبير ، وكلنا فارس ( أي : كل واحد منا على خيل ) .
وفي رواية : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير ، والمقداد بن الأسود .
قال : ( انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ( اسم موضع بين مكة والمدينة وهو من المدينة أقرب ) فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِى بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ) .
فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة ، فأدركتاها تسير على بعِير لها حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا الكتاب .
- فقالت : ما معنا كتاب .
- فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابًا .
- فقلنا : ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( والله ) لتخرِجن الكتاب أو لنجردنَّك ( أي : أنزع ثيابك حتى تصيري عريانة ) أو لأقتلنك .
- فقالت : ليس معي كتاب .
- فقال : كذبت .
- فقال : قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معك كتابًا ، والله لتعطيني الكتاب الذي معك أو لا أترك عليك ثوبًا إلا التمسنا فيه .
- قالت : أوَلستم بناس من مسلمين ( حتى إذا ظنت أنهما يلتمسان في كل ثوب معها حلت عقاصها ..... فرجعًا إليها فسلا سيفيهما .
- فقالا : والله لنذيقنِّك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب ، فأنكرت ) ويجمع بينهما بأنهما هدداها بالقتل أولا فلما أصرت على الإنكار ولم يكن معهما إذن بقتلها هدداها بتجريد ثيابها فلما تحققت ذلك خشيت أن يقتلاها حقيقة .
( فلم يزل علي رضي الله عنه بها حتى خافته ) .
- فلما رأت الجِدَّ أهوت إلى حجزتها وهى محتجزة بكساء فأخرجته .
وفي رواية : فإذا نحن بالظعينة ( المرأة ) فقلنا أخرجي الكتاب .
- فقالت : ما معي من كتاب .
- فقلنا : لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب .
فأخرجته من عقاصها ( من بين ضفائر شعرها ) .
- فانطلقنا بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
- فقال عمر - رضي الله تعالى عنه - : يا رسول الله ، قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه .
- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ) .
وفي رواية : ( يَا حَاطِبُ ، مَا هَذَا ) .
- قال حاطب : والله ما بي أن لا أكون مؤمنًا بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها ( تأمل : يدفع الله بها إنها العقيدة الصحيحة ) يدفع الله بها عن أهلي ومالي ، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله - عز وجل - به عن أهله وماله .
وفي رواية : قال : يا رسول الله ، لا تعجل على ، إني كنت امرأ ملصقًا في قريش ، ولم أكن من أنفُسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة ، يحمون بها أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي ، وما فعلتُ كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام .
- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( صَدَقَ ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا ) .
وفي رواية : ( لَقَدْ صَدَقَكُمْ ) .
- فقال عمر : إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه .
- وفي رواية : قال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق .
- فقال : ( أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ) .
- فقال : ( لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ ، أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ) وفي رواية : ( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ) .
فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم ([1]).
** فوائد **
- الفائدة الأولي : تعظيم الصحابة رضي الله تعالى عنهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقهم لكلامه - صلوات الله وسلامه وبركاته - شيء عظيم عظيم لا يُوصف - وبهذا ارتفع القوم - وتأمل القصة مرة بعد مرة .
- الفائدة الثانية : تأمل كيف كان الفاروق عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه (فقال عمر : إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه )
( قال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق )هنا غضبٌ ، وقوةٌ ، وغلظةٌ ، وشدةٌ في الله تبارك وتعالى .
قل صدق الله : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } .
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
ثم تأمل : فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم .
رقةٌ ، ورحمةٌ ، وشفقةٌ ، ولينٌ ، في نفس الموقف سبحان الله !!!
نعم لما تبين له بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم ومدحه عليه الصلاة والسلام لحاطب رضي الله تعالى عنه تحول قلبه في الحال في نفس الموقف حتى دمعت عيناه رضي الله تبارك وتعالى عن أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم .
وتأمل : تأمل كيف كان الصحابي الجليل عمر رضي الله تعالى عنه لما وقعَ بين عُبيد الله بن عمر ( وهو ابنه رضي الله تعالى عنهم ) وبين المقداد أسد رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه كلام ؛ فشتمَ عُبيد الله المقداد رضي الله تعالى عنه .
- فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : علي بالحداد أقطع لسانه لا يجترئُ أحد بعدَه فيشتم أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
- الفائدة الثالثة : تأمل : قوله صلى الله عليه وسلم :( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : إنما قال ذلك عمر ( رضي الله تعالى عنه ) مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاطب ( رضي الله تعالى عنه ) فيما اعتذر به لما كان عند عمر ( رضي الله تعالى عنه ) من القوة في الدين ، وبغض من ينسب إلى النفاق ، وظن أن من خالف ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم استحق القتل ، لكنه لم يجزم بذلك فلذلك استأذن في قتله ، وأطلق عليه منافقًا لكونه أبطن خلاف ما أظهر ، وعذر حاطب ( رضي الله تعالى عنه ) ما ذكره ، فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر فيه .
- وعند الطبري ( رحمه الله تعالى ) : عن علي ( رضي الله تعالى عنه ) في هذه القصة فقال : ( أَلَيْسَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ...؟ ) .
- قال : بلى ، ولكنه نكث وظاهر أعداءك عليك .
والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( غَفَرْتُ ) أي أغفر ، على طريق التعبير عن الآتي بالواقع مبالغة في تحققه . اهـ بتصرف .
قال العثيمين - رحمه الله تعالى - :ومعناه : أن ما يحصل منهم من المعاصي يغفرها الله بسبب الحسنة الكبيرة التي نالوها في غزوة بدر ويتضمن هذا بشارة بأنه لن يرتد أحد منهم عن الإسلام .اهـ .
إن هذا الصحابي فَعَل ما فَعَل ، ولو فَعَله غيره ممن لم يَنَل شرف شهود غزوة بدر ، لربما كان له شأن آخر رضي الله تعالى عن أصحاب نبينًا - صلى الله عليه وسلم - .
*كان الصحابي الجليل علي رضي الله تعالى عنه يكبر ( في صلاة الجنازة ) على أهل بدر ستًا، وعلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا، وعلى سائر المسلمين أربعًا .
- فأهل بدر لهم من المكانة ما لهم ، ولهم من المنزلة ما لهم وخاصة الصحابي الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق أبو بكر الصّديق ، والفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، والكريم السخي خليفة المسلمين عثمان بن عفان ، والشجاع المِقدام البطل الإمام عليّ بن أبي طالب منهم - جزآهم الله خيرًا ورضي عنهم - فالله الله في أهل بدر خاصة وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عامة ، الله الله في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن للصحابة رب يحميهم ، ويدافع ويدفع عنهم ، فيا ويل مَن سبهم أو انتقصهم .
الله لهم ، يدفع ويُدافع عنهم .
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه :
حُب أبي بكرٍ وعمرَ ، ومعرفةُ فضلِهما من السنة .
وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى :
كان السلف يُعلمون أولادهم حب أبي بكرٍ وعمر ؛ كما يُعلمون السورة من القرآن .
** إنها معركة بدر العظمي وهكذا كانت البداية **
* معركة بدر وما أدراك ما معركة بدر ، معركة كانت على أرض بدر ، في يوم من أيام رمضان سالت فيها الدماء ، وصعدت إلى الله يومها أرواح الشهداء .
* يوم بدر يوم تقبل الله تعالى فيه الأعمال ، ورفع فيه منزلة عصابة من الرجال ، منهم السادة أبي بكر وعمر وعثمان وعلىّ وبلال ، رضي عنهم الكبير المتعال .
يوم بدر وما أدراك ما يوم بدر يوم أمطرت فيه السماء ، تشارك - بأمر الله - في نصر جند الله الأجلاء .
يوم بدر وما أدراك ما يوم بدر ...؟
يوم تنزّلت فيه الملائكة تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقاتل وتدافع عن هذا الدين العظيم .
يوم بدر يوم الصحابة الكرام ، يوم امتحان الله فيه قلوبهم ، ومحص الله تعالى يومها صدورهم ، ضاقت عليهم الدنيا يومها فلم يجدوا سوى الله نصيرًا ، أخافهم الناس فلم يجدوا غير الله ناصرًا ومعينًا.
المصدر من كتاب ( اكتمال البدر بفوائد غزوة بدر ) تقبله الله ويسر طبعه ونشره بحوله وقوته .آمين .
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[1]- الحديث رواه البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
بالله يا ناظرًا فيها ومنتفعًا * * * منها سَل الله مَغفرةً لجامِعها
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
*****
{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
*****
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } .
*****
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
كم جَلَّى الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الكروب
عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحروب
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله نحمده تعالى ونستعينه ، ونستهديه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير .
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - { يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } { ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } اللهم ، إني أسألك : خيرَ المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتني ، وثقل موازيني ، وحقق إيماني ، وارفع درجاتي ، وتقبل صلاتي ، واغفر خطيئتي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .
اللهم ، إني أسألك : فواتح الخير وخواتمه ، وجوامعه ، وأوله ، وظاهره ، وباطنه ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .
اللهم ، إني أسألك : خير ما آتي ، وخير ما أفعل ، وخير ما أعمل ، وخير ما بطن ، وخير ما ظهر ،
وأسألك الدرجات العلى من الجنة ... آمين .
اللهم ، إني أسألك : أن ترفع ذكري ، وتضع وزري ، وتصلح أمري ، وتطهر قلبي ، وتحصن فرجي ، وتنور لي قلبي ، وتغفر لي ذنبي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ... آمين .
اللهم ، إني أسألك : أن تبارك لي في نفسي ، وفي سمعي ، وفي بصري ، وفي روحي ، وفي خَلْقِي ، وفي خُلُقِي ، وفي أهلي ، وفي محياي ، وفي مماتي ، وفي عملي ، فتقبل حسناتي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .
أما بعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
** هذه الرسالة ثمرة من ثمرات الاستخارة ** .
ولله الحمد والمِنّة استخرتُ الله - تبارك وتعالى - في التأليف كثيرًا ، كم سألتُه - سبحانه وتعالى - الاستمرار في التأليف ، كنتُ ومازلتُ - ولله الحمد والمِنّة - أُكثر من صلاة الاستخارة وذلك خوفًا من يوم الحساب ، وخوفًا من أن يكون هذا العمل طلبًا وسعيًا للدنيا - نسأل الله تعالى السلامة والعافية - فكم هجم الشيطان بوساوسه ومكره ، وهو أستاذ خبير في الشر وفي تحطيم الخَصم ، ولا ملجأ ولا عاصم إلا الله - تبارك وتعالى - فكنتُ أفزع إلى صلاة الاستخارة ، وسبحان الله كنت أجد النشاط بعد كل صلاة - صلاة الاستخارة - كنتُ أجد القوة ، والنشاط ، والهمة ، والرغبة القوية في الاستمرار في التأليف - ولله الحمد والمِنّة - ومن ثمرات صلاة الاستخارة التي كنتُ أجدها : التيسير ، وما أدراك ما التيسير ، رزق من الله تعالى العَلِى القدير .
والتيسير أنواع :
- منها : التوفيق في اختيار المواضيع ، وتجنب التَكرار ما استطعت ولله الحمد والمِنّة .
- منها : تيسير المراجع - ولله الحمد والمِنّة - من كتاب ومحاضرة صوتية و...إلخ .
- منها : الثبات على الطريق .
اعمل لنفسك صالحًا لا تحتفل * * * بظهور قِيل في الأنام وقال
فالخلق لا يُرجى اجتماع قلوبهم * * * لا بد من مثني عليك وقال
- منها : صرف الهموم والغموم عن العبد ولله الحمد والمِنّة ويشهد الله تبارك وتعالى أنني جلستُ في المسجد ذات يوم بعد صلاة العصر وبي من التعب والإرهاق الجسدي والذهني مالا يُوصف فلقد مشيتُ يومها طويلا طويلا مع أمور يعلمها الله تبارك وتعالى ثم لما جلستُ مع هذه الصفحات ، وعشتُ مع الصحب الكرام على هذه الورقات ،،، والله ، ويشهد الله تبارك وتعالى ذهب عني الهموم والغموم والأحزان وشيئًا فشيئًا ومع دخول وقت المغرب وجدتُ راحة عجيبة ، وسعادة ، ونشاطًا ، وخفة في البدن لا تُوصف سبحان الله لا إله إلا الله ما هذا الفرح والسرور ...؟
ومن أين جاء هذا الفرح وهذا السرور...؟
الجواب : إنه من الله تبارك وتعالى إنه ثمرة الحب حب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم إنه ثمرة تعظيم ما عظمه الله تبارك وتعالى وكم هو مُؤثر بكاء سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى وهو يذكر ( في مقطع رائع ) حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه رضي الله تعالى عنهم .
فتقبل الله منا وعفا يوم القيامة بفضله عنا .
- ومن الثمرات التي كنتُ أجدها وأشعر بها – ولله الحمد والمِنة - بعد صلاة الاستخارة : البركة في الوقت ، والوقت رزق ، كما قال فضيلة الشيخ أبو ذر القلموني حفظه الله تعالى وبارك في ذريته .
أيها الحبيب ، ها هي أحداث غزوة بدر العظمى بين يديك وها هي بعض الدروس المُستفادة منها وهي ولله الحمد والمِنّة ، بأسلوب سهل يسير فتأملها فسوف تجدُ فيها بإذن الله تعالى ما يزيدك قوة إلى قوتك ، ويقينًا مع يقينك ، وثبات إلى ثباتك – بحول الله وقوته - حتى تواصل مهمة الدعوة إلى الله على بصيرة و بهمة ونشاط ، والمؤمن قوي بإخوانه ، شديد بأعوانه ، كما قال الفقيه العلامة محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله تعالى - .
ونقول كما قال الحريري - رحمه الله تعالى - :
وإن تجد عيبًا فَسُدَّ الخللا * * * فجَلّ من لا فيه عيبٌ وعلا .
** ** **
ربنا ... يا ربنا ... يا ربنا ، لك الحمد كله .
الحمد لله إسرارًا وإعلانًا * * * منزل الذكر تفصيلاً وفرقانًا
ربنا لك الحمد ،،، ربنا ولك الحمد .
الحمد لله حمدًا حمدًا ، والشكر لله شكرًا شكرًا .
والحمد لله على ما أولى * * * فنعم ما أولى ونعم المولى
إن غزوة بدر الكبرى - يا أيها الحبيب - من أشرف وأعظم غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - نعم .. إن لها مكانة عند الله ، وعند رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعند المسلمين .
إنها غزوة بدر الكبرى قتل الله - تبارك وتعالى - فيها صناديد قريش ، وانهزم فيها أعداء الله من المشركين شر هزيمة رغم ما يمتلكونه من العدد الكبير والعتاد العظيم .
* كانت معركة بدر بداية لمرحلة جديدة من السيادة ، والاستعلاء ، والعزة للإسلام والمسلمين - رغم صغر حجمها – نعم رغم صغر حجمها وقِصر وقتها كانت معركة حاسمة فاصلة في تاريخ الإسلام، ولذلك سماها الله عز وجل في كتابه ( يوم الفرقان ) لأنه فرق بها بين الحق والباطل ، يوم الفرقان وما أدراك ما يوم الفرقان يومها التقى الجمعان ، وتقاتل الجيشان ، وتناحر الفريقان ، فنصر الله تبارك وتعالى يومها عبده ، وأظهر دينه ، وأعز يومها جنده ، فكان يومًا من أعظم الأيام .
وكانت أحداث هذه المعركة في السنة الثانية من الهجرة وهي السنة التي نزلت فيها سورة الأنفال وكانت غزوة بدر في يوم ( 17 ) من شهر رمضان في أول النهار صبيحة يوم الجمعة .
وها هي أحدث غزوة بدر - أيها الحبيب - أمامك وبين يديك على هذه الصفحات ، فتأملها .
ها هي مواقف الصحابة بين يديك ، مواقف من أعظم وأجل المواقف ، مواقف رضي عنها الله تعالى ومدحها واثنى عليها في كتابه العظيم يكفيهم فخرًا أن الله تبارك وتعالى مدحهم بأنهم مجاهدون صادقون مخلصون في آيات كثيرة منها قوله تعالى : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } .
قال ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهما : لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر، والخارجون إلى بدر.
** رضي الله تعالى ورسوله - صلى الله عيه وسلم - عن أهل بدر **
* يوم بدر كلها مواقف ، مواقف يا لها من مواقف ، مواقف رضي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنها مواقف الصحابة يوم معركة بدر ، تقربوا بها إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقبلها الله تبارك وتعالى وأثابهم عليها ، ورضي عنهم رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن مات - صلى الله عليه وسلم - فلا يُذكر الصحابة الأطهار الأبرار إلا بالجميل .
** قصة فيها من الدروس والعبر ما فيها **
عن الصحابي الجليل على - رضي الله تبارك وتعالى عنه - قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا مَرثد ، والزبير ، وكلنا فارس ( أي : كل واحد منا على خيل ) .
وفي رواية : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير ، والمقداد بن الأسود .
قال : ( انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ( اسم موضع بين مكة والمدينة وهو من المدينة أقرب ) فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِى بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ) .
فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة ، فأدركتاها تسير على بعِير لها حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا الكتاب .
- فقالت : ما معنا كتاب .
- فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابًا .
- فقلنا : ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( والله ) لتخرِجن الكتاب أو لنجردنَّك ( أي : أنزع ثيابك حتى تصيري عريانة ) أو لأقتلنك .
- فقالت : ليس معي كتاب .
- فقال : كذبت .
- فقال : قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معك كتابًا ، والله لتعطيني الكتاب الذي معك أو لا أترك عليك ثوبًا إلا التمسنا فيه .
- قالت : أوَلستم بناس من مسلمين ( حتى إذا ظنت أنهما يلتمسان في كل ثوب معها حلت عقاصها ..... فرجعًا إليها فسلا سيفيهما .
- فقالا : والله لنذيقنِّك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب ، فأنكرت ) ويجمع بينهما بأنهما هدداها بالقتل أولا فلما أصرت على الإنكار ولم يكن معهما إذن بقتلها هدداها بتجريد ثيابها فلما تحققت ذلك خشيت أن يقتلاها حقيقة .
( فلم يزل علي رضي الله عنه بها حتى خافته ) .
- فلما رأت الجِدَّ أهوت إلى حجزتها وهى محتجزة بكساء فأخرجته .
وفي رواية : فإذا نحن بالظعينة ( المرأة ) فقلنا أخرجي الكتاب .
- فقالت : ما معي من كتاب .
- فقلنا : لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب .
فأخرجته من عقاصها ( من بين ضفائر شعرها ) .
- فانطلقنا بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
- فقال عمر - رضي الله تعالى عنه - : يا رسول الله ، قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه .
- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ) .
وفي رواية : ( يَا حَاطِبُ ، مَا هَذَا ) .
- قال حاطب : والله ما بي أن لا أكون مؤمنًا بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها ( تأمل : يدفع الله بها إنها العقيدة الصحيحة ) يدفع الله بها عن أهلي ومالي ، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله - عز وجل - به عن أهله وماله .
وفي رواية : قال : يا رسول الله ، لا تعجل على ، إني كنت امرأ ملصقًا في قريش ، ولم أكن من أنفُسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة ، يحمون بها أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي ، وما فعلتُ كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام .
- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( صَدَقَ ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا ) .
وفي رواية : ( لَقَدْ صَدَقَكُمْ ) .
- فقال عمر : إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه .
- وفي رواية : قال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق .
- فقال : ( أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ) .
- فقال : ( لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ ، أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ) وفي رواية : ( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ) .
فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم ([1]).
** فوائد **
- الفائدة الأولي : تعظيم الصحابة رضي الله تعالى عنهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقهم لكلامه - صلوات الله وسلامه وبركاته - شيء عظيم عظيم لا يُوصف - وبهذا ارتفع القوم - وتأمل القصة مرة بعد مرة .
- الفائدة الثانية : تأمل كيف كان الفاروق عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه (فقال عمر : إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه )
( قال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق )هنا غضبٌ ، وقوةٌ ، وغلظةٌ ، وشدةٌ في الله تبارك وتعالى .
قل صدق الله : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } .
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
ثم تأمل : فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم .
رقةٌ ، ورحمةٌ ، وشفقةٌ ، ولينٌ ، في نفس الموقف سبحان الله !!!
نعم لما تبين له بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم ومدحه عليه الصلاة والسلام لحاطب رضي الله تعالى عنه تحول قلبه في الحال في نفس الموقف حتى دمعت عيناه رضي الله تبارك وتعالى عن أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم .
وتأمل : تأمل كيف كان الصحابي الجليل عمر رضي الله تعالى عنه لما وقعَ بين عُبيد الله بن عمر ( وهو ابنه رضي الله تعالى عنهم ) وبين المقداد أسد رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه كلام ؛ فشتمَ عُبيد الله المقداد رضي الله تعالى عنه .
- فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : علي بالحداد أقطع لسانه لا يجترئُ أحد بعدَه فيشتم أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
- الفائدة الثالثة : تأمل : قوله صلى الله عليه وسلم :( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : إنما قال ذلك عمر ( رضي الله تعالى عنه ) مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاطب ( رضي الله تعالى عنه ) فيما اعتذر به لما كان عند عمر ( رضي الله تعالى عنه ) من القوة في الدين ، وبغض من ينسب إلى النفاق ، وظن أن من خالف ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم استحق القتل ، لكنه لم يجزم بذلك فلذلك استأذن في قتله ، وأطلق عليه منافقًا لكونه أبطن خلاف ما أظهر ، وعذر حاطب ( رضي الله تعالى عنه ) ما ذكره ، فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر فيه .
- وعند الطبري ( رحمه الله تعالى ) : عن علي ( رضي الله تعالى عنه ) في هذه القصة فقال : ( أَلَيْسَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ...؟ ) .
- قال : بلى ، ولكنه نكث وظاهر أعداءك عليك .
والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( غَفَرْتُ ) أي أغفر ، على طريق التعبير عن الآتي بالواقع مبالغة في تحققه . اهـ بتصرف .
قال العثيمين - رحمه الله تعالى - :ومعناه : أن ما يحصل منهم من المعاصي يغفرها الله بسبب الحسنة الكبيرة التي نالوها في غزوة بدر ويتضمن هذا بشارة بأنه لن يرتد أحد منهم عن الإسلام .اهـ .
إن هذا الصحابي فَعَل ما فَعَل ، ولو فَعَله غيره ممن لم يَنَل شرف شهود غزوة بدر ، لربما كان له شأن آخر رضي الله تعالى عن أصحاب نبينًا - صلى الله عليه وسلم - .
*كان الصحابي الجليل علي رضي الله تعالى عنه يكبر ( في صلاة الجنازة ) على أهل بدر ستًا، وعلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا، وعلى سائر المسلمين أربعًا .
- فأهل بدر لهم من المكانة ما لهم ، ولهم من المنزلة ما لهم وخاصة الصحابي الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق أبو بكر الصّديق ، والفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، والكريم السخي خليفة المسلمين عثمان بن عفان ، والشجاع المِقدام البطل الإمام عليّ بن أبي طالب منهم - جزآهم الله خيرًا ورضي عنهم - فالله الله في أهل بدر خاصة وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عامة ، الله الله في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن للصحابة رب يحميهم ، ويدافع ويدفع عنهم ، فيا ويل مَن سبهم أو انتقصهم .
الله لهم ، يدفع ويُدافع عنهم .
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه :
حُب أبي بكرٍ وعمرَ ، ومعرفةُ فضلِهما من السنة .
وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى :
كان السلف يُعلمون أولادهم حب أبي بكرٍ وعمر ؛ كما يُعلمون السورة من القرآن .
وأجل صحب الرسل صحب محمد * * * وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد * * * بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا * * * في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا * * * وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد * * * يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما * * * لفضائل الأعمال مستبقان
** إنها معركة بدر العظمي وهكذا كانت البداية **
* معركة بدر وما أدراك ما معركة بدر ، معركة كانت على أرض بدر ، في يوم من أيام رمضان سالت فيها الدماء ، وصعدت إلى الله يومها أرواح الشهداء .
* يوم بدر يوم تقبل الله تعالى فيه الأعمال ، ورفع فيه منزلة عصابة من الرجال ، منهم السادة أبي بكر وعمر وعثمان وعلىّ وبلال ، رضي عنهم الكبير المتعال .
يوم بدر وما أدراك ما يوم بدر يوم أمطرت فيه السماء ، تشارك - بأمر الله - في نصر جند الله الأجلاء .
يوم بدر وما أدراك ما يوم بدر ...؟
يوم تنزّلت فيه الملائكة تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقاتل وتدافع عن هذا الدين العظيم .
يوم بدر يوم الصحابة الكرام ، يوم امتحان الله فيه قلوبهم ، ومحص الله تعالى يومها صدورهم ، ضاقت عليهم الدنيا يومها فلم يجدوا سوى الله نصيرًا ، أخافهم الناس فلم يجدوا غير الله ناصرًا ومعينًا.
المصدر من كتاب ( اكتمال البدر بفوائد غزوة بدر ) تقبله الله ويسر طبعه ونشره بحوله وقوته .آمين .
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[1]- الحديث رواه البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه .