http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22664
كتب حسين البربري (المصريون) | 28-12-2009 00:48
ذكر الكاتب الفرنسي "يوهان زنجا" في كتابه "اضمحلال العصور الوسطى"، أن عملية التوقير التي يحظى بها القديسون تتركز حول أشكال صورهم، مضيفا أن هناك عاملين يسيطران على الحياة الدينية قرب نهاية العصور الوسطى، أحدهما التشبع المفرط بالجو الديني والآخر اتجاه ملحوظ للفكر بتجسيده على شكل صور.
وأشار الكاتب إلى أن روح العصور الوسطى لم تزل مرنة وساذجة في إخفاء شكل محسوس على كل تصور، موضحا أن كل فكرة تبحث لنفسها عن تعبير في صورة مميزة، لكنها سرعان ما تتجمد هذه الصورة وتصبح صلبة، وبذلك تتعرض المفاهيم الدينية من خلال الميل إلى التجسيد في أشكال مرئية دائما لخطر التسييس.
وأضاف، أن الحياة كانت كلها مشبعة بالدين، لكنها جعلت الناس في خطر دائم بعد انعدام القدرة على التمييز بين الأشياء الروحية والأشياء الزمنية، خاصة بعد رفع تفاصيل الحياة العادية إلى مستوى مقدس يختلط بالحياة اليومية، لافتا إلى أن القديس "جيرمين" التقى برجل بمدينة "اوزير" وأصر على أن يوم كذبة أبريل له نفس قداسة يوم حمل العذراء في السيد المسيح.
وذكر أن "دنيس جورفروي" المؤرخ أشار إلى أن المادونا "العذراء" لها قسمات وجه "أجنس سوريل" خليلة الملك "شيفاليه" ملك فرنسا، وأحس نحوها بغرام شديد لم يبال أن يخفيه عن الناس، وفي ذلك فإن العذراء تصور في الواقع طبقا لأحول الطراز المعاصر لخليلة الملك، فهناك الجبين البارز الحليق والثديان المستديران وقد وضعا عاليين ومتباعدين والخصر الطويل النحيل، وأن التعبير العجيب الذي لا سبيل إليه والمرتسم على وجه المادونا والملائكة الحافيين الملونين باللون الأحمر والأزرق تساهم في ذلك، لإعطاء هذه الصورة مسحة من عدم التقوى المتجلي.
ولاحظ "فروي" وجود حرفي ES مصنوعين باللؤلؤ ومرتبطين بعقد، مما يتخذ رمزا للحب مصنوعا من خيوط الذهب والفضة.
وأشار الكاتب إلى أن المكونات الانفعالية لتوقير القديسين تركزت تركيزا شديدا حول أشكال صورهم وألوانها إلى حد مجرد الإدراك الجمالي المحض.
وأضاف أن الكنيسة في حذر دائم خشية أن يخلو الصدق الاعتقادي بهذه المجموعة من المعتقدات السهلة، وحتى لا يؤدي إلى عظم وفرة الخيالات الشعبية الشائعة إلى المساس بالدين، متسائلا هل استطاعت الصمود ضد هذه الحاجة الماسة إلى منح شكل ملموس لجميع الانفعالات المصاحبة للفكر الديني.
كتب حسين البربري (المصريون) | 28-12-2009 00:48
ذكر الكاتب الفرنسي "يوهان زنجا" في كتابه "اضمحلال العصور الوسطى"، أن عملية التوقير التي يحظى بها القديسون تتركز حول أشكال صورهم، مضيفا أن هناك عاملين يسيطران على الحياة الدينية قرب نهاية العصور الوسطى، أحدهما التشبع المفرط بالجو الديني والآخر اتجاه ملحوظ للفكر بتجسيده على شكل صور.
وأشار الكاتب إلى أن روح العصور الوسطى لم تزل مرنة وساذجة في إخفاء شكل محسوس على كل تصور، موضحا أن كل فكرة تبحث لنفسها عن تعبير في صورة مميزة، لكنها سرعان ما تتجمد هذه الصورة وتصبح صلبة، وبذلك تتعرض المفاهيم الدينية من خلال الميل إلى التجسيد في أشكال مرئية دائما لخطر التسييس.
وأضاف، أن الحياة كانت كلها مشبعة بالدين، لكنها جعلت الناس في خطر دائم بعد انعدام القدرة على التمييز بين الأشياء الروحية والأشياء الزمنية، خاصة بعد رفع تفاصيل الحياة العادية إلى مستوى مقدس يختلط بالحياة اليومية، لافتا إلى أن القديس "جيرمين" التقى برجل بمدينة "اوزير" وأصر على أن يوم كذبة أبريل له نفس قداسة يوم حمل العذراء في السيد المسيح.
وذكر أن "دنيس جورفروي" المؤرخ أشار إلى أن المادونا "العذراء" لها قسمات وجه "أجنس سوريل" خليلة الملك "شيفاليه" ملك فرنسا، وأحس نحوها بغرام شديد لم يبال أن يخفيه عن الناس، وفي ذلك فإن العذراء تصور في الواقع طبقا لأحول الطراز المعاصر لخليلة الملك، فهناك الجبين البارز الحليق والثديان المستديران وقد وضعا عاليين ومتباعدين والخصر الطويل النحيل، وأن التعبير العجيب الذي لا سبيل إليه والمرتسم على وجه المادونا والملائكة الحافيين الملونين باللون الأحمر والأزرق تساهم في ذلك، لإعطاء هذه الصورة مسحة من عدم التقوى المتجلي.
ولاحظ "فروي" وجود حرفي ES مصنوعين باللؤلؤ ومرتبطين بعقد، مما يتخذ رمزا للحب مصنوعا من خيوط الذهب والفضة.
وأشار الكاتب إلى أن المكونات الانفعالية لتوقير القديسين تركزت تركيزا شديدا حول أشكال صورهم وألوانها إلى حد مجرد الإدراك الجمالي المحض.
وأضاف أن الكنيسة في حذر دائم خشية أن يخلو الصدق الاعتقادي بهذه المجموعة من المعتقدات السهلة، وحتى لا يؤدي إلى عظم وفرة الخيالات الشعبية الشائعة إلى المساس بالدين، متسائلا هل استطاعت الصمود ضد هذه الحاجة الماسة إلى منح شكل ملموس لجميع الانفعالات المصاحبة للفكر الديني.
تعليق