بقلم / فخر الدين المناظر
بمناسبة حيل ظهورات العذراء بمصر الشقيقة، التي لا تنطلي على ذي عقل، وتنجلي لكل ذي فهم، فإني أنقل ما قاله العلامة شهاب الدين القرافي - في القرن السابع الهجري- في "كتابه الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة"، فصل : "في الجواب على الأسئلة على وجه الاختصار دون الإكثار في الإنتصار" الذي استهله بكلام طويل أقتبس منه هذه الفقرة:
"فإن النصارى أمة عمياء وطائفة جهلاء، قد غلب عليهم التقليد، وتجنبوا محجة النظر السديد، حتى لا يبحثوا عن صحة ما يلقيه إليهم أساقفتهم، ولا يتأملوا ما يعتمده في دينهم أكابرهم وطغاتهم، ولولا ذلك لم يبق لدين النصرانية وجود لظهور فساده، وناهيك من قوم يعتقدون أن إلههم خلق أمه، وأن أمه ولدت خالقها." اهـ.
ثم بعد كلام طويل، انهى مقدمة فصله بهذه الفقرة:
"ويتخيلون أن الأساقفة قد صاروا في الأرض يتصرفون فيها في العباد تصرف رب الأرباب، وأن بيدهم السعادة والشقاء، مع أنهم أقل من قليل وأحقر من ذليل، يبيت الواحد من الأساقفة وعذرته على فخديه طول عمره، يأكل الرشا في الأحكام، ويتغذى بالحرام، وهو في الجهالة أشد من الأنعام، لا يفرق بين كوعه وبوعه، ولا بين هره وبره، ألكن اللسان، أغلف سيء السمع، مشكل الرأي، بمعزل عن الاشتغال بالفضائل ناء عن رياضيات العلوم، فهم وأتباعهم لا يزالون في هذه الغفلة مستمرين على هذه النومة، حتى يأتي أحدهم الموت فيستيقظ، فيجد نفسه لا مع بني آدم في اتباع الحق، ولا مع البهائم في الراحة من التكليف فيعض كفيه ندما، وتدوب نفسه أسفا، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة." إهـ
ثم يشرع في كشف ألاعيبهم في محور الفصل يقول فيه بعد تسميته بـ :
ولما علم حذاقهم، أن دينهم ليس له قاعدة تبنى عليه، ولا أصل يرجع إليه، جمعوا عقول العامة بتخييلات موهمة وأباطيل مزخرفة وضعوها في الكنائس والمزارات.
1- تمثال يبكي إذا قُرئ الإنجيل !!!
فمن ذلك أنهم وضعوا صورا من الحجارة إذا قرئ عليها الإنجيل تبكي وتجري دموعها، يشاهدها الخاص والعام، فيعتقدون أن ذلك لما علمته من أمر الإنجيل.
تفسير ذلك: ويكون لها مجار رقيقة في أجوافها من ورائها متصلة بزق ممتلئة بالماء، يعصره بعض الشماسة فيفر الماء في المجاري ييتصل بعيون الأصنام.
2- تمثال يخرج اللبن من تذيه !!
كذلك يصنعون أصناما يخرج اللبن من ثديها عند قراءة الإنجيل، وذلك بصقلية وغيرها.
3- أشياء معلقة في الهواء لا يمسكها شيء !!
ومن ذلك الأصنام من حديد وقناديل وصلبان عظام معلقة بين السماء والأرض فلا يمس شيء منها ولا يمسها شيء، ويقولون: أن ذلك بسبب بركة ذلك المكان، وأنه برهان على عظمة الدين، فإن ذلك لم يوجد لغيرهم من الملل !!
تفسير ذلك: ويكون سبب ذلك حجارة من مغناطيس عملت في ست جهات: فوق الصنم وتحته ويمينه ويساره وخلفه وأمامه، فيجذبه كل حجر إلى جهته وليس البعض أولى من البعض فيقع التمانع فيقف الحديد في الوسط، ولذلك لما دخل إليه بعض رسل المسلمين أمر بهدم ما حوله من البنيان فسقط، وذلك بالقسطنطينية كرسي مملكتهم ومجتمع عظمائهم وعقلائهم، وهذا حالهم.
4- قنديل يشتعل بلا نار !!
ومن ذلك النور الذي ينزل بالقمامة في البيت المقدس على قنديل معلق هناك، فيشرق من غير اتصال نار به في رأي العين، فيوهمون العامة أن الأنوار تنزل على ذلك الموضع من قبل الله تعالى، لأنه موضع قبر المسيح عندهم، الذي دفن فيه وصعد منه، وهو شيء مشاهد بالحس.
تفسير ذلك: وأصله أن النفط إذا دُبِّر على كيفية مخصوصة ومسح بشريط رقيق في غاية الرقة من الحديد، ومُدًّ ذلك الشريط إلى القنديل، وعُمل في آخره فتيلة، فإن النار إذا مُس بها اول ذلك الشريط فإنها تجري مع ذلك الشريط بسبب ذلك النفط الملاصق له إلى أن ينتهي إلى آخره، فيشعل ذلك الجسم الذي للفتيلة من القطن أو غيره، ولذلك يراهن النفطيون على انهم يقعدون في صدر بيت ويشعلون سراجا في طاق في الجهة الأخرى من غير مباشرة، فإذا راهنه أحد مد شريطا مع طول الحائط بدائر البيت متصلا بذلك السراج، ويمسه بالنار فتسري النار إلى السراج رقيقا لهذا القنديل، يشعلونه في أعلى القبة التي في المكان فيشتعل القنديل من غير نار مشاهدة.
وقد أطلع ذلك على جماعة، منهم الملك المعظم أخو الملك الكامل وأراد أن يمنع ذلك، فقالوا له: إنك يحصل لك بهذا جملة من المال فإن أبطلتها بطل ولم يحصل لك شيء، فتركهم على حالهم، وكذلك الأمراء المتولون لتلك الجهة على ذلك ويخبرون به.
وهذه الكيفية مذكورة في كتب النفط والرماية رأيتها أنا مع معزيات صناعات هذا الشأن.
6- أنهم يصافحون يد الله !!!
ومن ذلك: أن لهم كنيسة كانوا يزعمون أن يد الله تعالى تظهر من الهيكل لها يوم معلوم من السنة، يصافحه الناس !!.
كشف الحيلة: فدخل إليها بعض ملوكهم فصافح اليد ومسكها مسكا شديدا وقال: والله لا تركت هذه اليد حتى أرى وجه صاحبها، فقال له الأساقفة: أما تخشى الرب، أخرجت من دين النصرانية ؟؟، فأبى أن يتركها بكثرة تهويلهم حتى يرى وجه صاحب اليد، فلما أعياهم أمره أخبروه أنها يد راهب منهم، فقتله ومنعهم من العود لذلك فلم يعودوا.
وبالجملة: الإسهاب في هذا الباب يضيع الزمان لكثرته، وإنما أردتُ التنبيه على أن ما هم عليه من الضلال نوع من الشعبذة وأصناف من الحيلة لما عدموا الحق الذي يصدع القلوب، وتقبله العقول، وأنا أنبهك على أن القوم ليس لهم حظ من النظر القويم، ولا العقل المستقيم، بل وجدوا آباءهم على الضلال فهم على آثارهم يهرعون، قد غمرهم الجهل وعمهم العمى، فلذلك لم تنهض العزيمة إلى بسط القول في الحديث معهم، فإن مخاطبة البهائم من السفه، بل اقتصرتُ على بيان غلط القائل بهذه الرسالة ومعارضتها بالأسئلة والنصوص من كتبهم، لعل الله تعالى يجعل ذلك تنبيها لبعض الغافلين فيستيقظ لرؤية هذه المساوئ القبيحة" إهــ.
فيا إخوة الإيمان ما الفرق بين نصارى الأمس واليوم ؟؟ فهاهي الحيل والشعبذات تظهر مرة أخرى نسأل الله العفو والعافية ونحمده تعالى على نعمة العقل.
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20628
بمناسبة حيل ظهورات العذراء بمصر الشقيقة، التي لا تنطلي على ذي عقل، وتنجلي لكل ذي فهم، فإني أنقل ما قاله العلامة شهاب الدين القرافي - في القرن السابع الهجري- في "كتابه الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة"، فصل : "في الجواب على الأسئلة على وجه الاختصار دون الإكثار في الإنتصار" الذي استهله بكلام طويل أقتبس منه هذه الفقرة:
"فإن النصارى أمة عمياء وطائفة جهلاء، قد غلب عليهم التقليد، وتجنبوا محجة النظر السديد، حتى لا يبحثوا عن صحة ما يلقيه إليهم أساقفتهم، ولا يتأملوا ما يعتمده في دينهم أكابرهم وطغاتهم، ولولا ذلك لم يبق لدين النصرانية وجود لظهور فساده، وناهيك من قوم يعتقدون أن إلههم خلق أمه، وأن أمه ولدت خالقها." اهـ.
ثم بعد كلام طويل، انهى مقدمة فصله بهذه الفقرة:
"ويتخيلون أن الأساقفة قد صاروا في الأرض يتصرفون فيها في العباد تصرف رب الأرباب، وأن بيدهم السعادة والشقاء، مع أنهم أقل من قليل وأحقر من ذليل، يبيت الواحد من الأساقفة وعذرته على فخديه طول عمره، يأكل الرشا في الأحكام، ويتغذى بالحرام، وهو في الجهالة أشد من الأنعام، لا يفرق بين كوعه وبوعه، ولا بين هره وبره، ألكن اللسان، أغلف سيء السمع، مشكل الرأي، بمعزل عن الاشتغال بالفضائل ناء عن رياضيات العلوم، فهم وأتباعهم لا يزالون في هذه الغفلة مستمرين على هذه النومة، حتى يأتي أحدهم الموت فيستيقظ، فيجد نفسه لا مع بني آدم في اتباع الحق، ولا مع البهائم في الراحة من التكليف فيعض كفيه ندما، وتدوب نفسه أسفا، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة." إهـ
ثم يشرع في كشف ألاعيبهم في محور الفصل يقول فيه بعد تسميته بـ :
كشف الستار من ألاعيب الأشرار
ولما علم حذاقهم، أن دينهم ليس له قاعدة تبنى عليه، ولا أصل يرجع إليه، جمعوا عقول العامة بتخييلات موهمة وأباطيل مزخرفة وضعوها في الكنائس والمزارات.
1- تمثال يبكي إذا قُرئ الإنجيل !!!
فمن ذلك أنهم وضعوا صورا من الحجارة إذا قرئ عليها الإنجيل تبكي وتجري دموعها، يشاهدها الخاص والعام، فيعتقدون أن ذلك لما علمته من أمر الإنجيل.
تفسير ذلك: ويكون لها مجار رقيقة في أجوافها من ورائها متصلة بزق ممتلئة بالماء، يعصره بعض الشماسة فيفر الماء في المجاري ييتصل بعيون الأصنام.
2- تمثال يخرج اللبن من تذيه !!
كذلك يصنعون أصناما يخرج اللبن من ثديها عند قراءة الإنجيل، وذلك بصقلية وغيرها.
3- أشياء معلقة في الهواء لا يمسكها شيء !!
ومن ذلك الأصنام من حديد وقناديل وصلبان عظام معلقة بين السماء والأرض فلا يمس شيء منها ولا يمسها شيء، ويقولون: أن ذلك بسبب بركة ذلك المكان، وأنه برهان على عظمة الدين، فإن ذلك لم يوجد لغيرهم من الملل !!
تفسير ذلك: ويكون سبب ذلك حجارة من مغناطيس عملت في ست جهات: فوق الصنم وتحته ويمينه ويساره وخلفه وأمامه، فيجذبه كل حجر إلى جهته وليس البعض أولى من البعض فيقع التمانع فيقف الحديد في الوسط، ولذلك لما دخل إليه بعض رسل المسلمين أمر بهدم ما حوله من البنيان فسقط، وذلك بالقسطنطينية كرسي مملكتهم ومجتمع عظمائهم وعقلائهم، وهذا حالهم.
4- قنديل يشتعل بلا نار !!
ومن ذلك النور الذي ينزل بالقمامة في البيت المقدس على قنديل معلق هناك، فيشرق من غير اتصال نار به في رأي العين، فيوهمون العامة أن الأنوار تنزل على ذلك الموضع من قبل الله تعالى، لأنه موضع قبر المسيح عندهم، الذي دفن فيه وصعد منه، وهو شيء مشاهد بالحس.
تفسير ذلك: وأصله أن النفط إذا دُبِّر على كيفية مخصوصة ومسح بشريط رقيق في غاية الرقة من الحديد، ومُدًّ ذلك الشريط إلى القنديل، وعُمل في آخره فتيلة، فإن النار إذا مُس بها اول ذلك الشريط فإنها تجري مع ذلك الشريط بسبب ذلك النفط الملاصق له إلى أن ينتهي إلى آخره، فيشعل ذلك الجسم الذي للفتيلة من القطن أو غيره، ولذلك يراهن النفطيون على انهم يقعدون في صدر بيت ويشعلون سراجا في طاق في الجهة الأخرى من غير مباشرة، فإذا راهنه أحد مد شريطا مع طول الحائط بدائر البيت متصلا بذلك السراج، ويمسه بالنار فتسري النار إلى السراج رقيقا لهذا القنديل، يشعلونه في أعلى القبة التي في المكان فيشتعل القنديل من غير نار مشاهدة.
وقد أطلع ذلك على جماعة، منهم الملك المعظم أخو الملك الكامل وأراد أن يمنع ذلك، فقالوا له: إنك يحصل لك بهذا جملة من المال فإن أبطلتها بطل ولم يحصل لك شيء، فتركهم على حالهم، وكذلك الأمراء المتولون لتلك الجهة على ذلك ويخبرون به.
وهذه الكيفية مذكورة في كتب النفط والرماية رأيتها أنا مع معزيات صناعات هذا الشأن.
6- أنهم يصافحون يد الله !!!
ومن ذلك: أن لهم كنيسة كانوا يزعمون أن يد الله تعالى تظهر من الهيكل لها يوم معلوم من السنة، يصافحه الناس !!.
كشف الحيلة: فدخل إليها بعض ملوكهم فصافح اليد ومسكها مسكا شديدا وقال: والله لا تركت هذه اليد حتى أرى وجه صاحبها، فقال له الأساقفة: أما تخشى الرب، أخرجت من دين النصرانية ؟؟، فأبى أن يتركها بكثرة تهويلهم حتى يرى وجه صاحب اليد، فلما أعياهم أمره أخبروه أنها يد راهب منهم، فقتله ومنعهم من العود لذلك فلم يعودوا.
وبالجملة: الإسهاب في هذا الباب يضيع الزمان لكثرته، وإنما أردتُ التنبيه على أن ما هم عليه من الضلال نوع من الشعبذة وأصناف من الحيلة لما عدموا الحق الذي يصدع القلوب، وتقبله العقول، وأنا أنبهك على أن القوم ليس لهم حظ من النظر القويم، ولا العقل المستقيم، بل وجدوا آباءهم على الضلال فهم على آثارهم يهرعون، قد غمرهم الجهل وعمهم العمى، فلذلك لم تنهض العزيمة إلى بسط القول في الحديث معهم، فإن مخاطبة البهائم من السفه، بل اقتصرتُ على بيان غلط القائل بهذه الرسالة ومعارضتها بالأسئلة والنصوص من كتبهم، لعل الله تعالى يجعل ذلك تنبيها لبعض الغافلين فيستيقظ لرؤية هذه المساوئ القبيحة" إهــ.
فيا إخوة الإيمان ما الفرق بين نصارى الأمس واليوم ؟؟ فهاهي الحيل والشعبذات تظهر مرة أخرى نسأل الله العفو والعافية ونحمده تعالى على نعمة العقل.
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20628