طُرْفـَة من جُعْبـَةِ يوحنا
يقولون فى الأمثال : بال حمارٌ فاستبال أحْمِرَةً .
ويقولون : نبَحَ كلبً على شبح ، فنبح على نباحه ألْفُ كلب .
وهى ظاهرة فى معناها ومغزاها .
والآن مع فلسفة سامية ليوحنا (John ) اللاهوتى ، يقول : " الذى من وجهه هربت الأرضُ والسماءُ ، ولم يوجدْ لهما موضع " رؤ 20/11 .
ويرددون خلْفه : " الذى من أمام وجهه سوف تهرب الأرضُ والسماء ، ولن يوجدَ لهما موضع " (1) ، و " هذه لغةُ الشخصِ الذى من أمام وجهه ستهرب السماءُ والأرض " (2) .
عافاك الله يا جون من الهذيان والهَذَر ، وصَرَف عنك الزلل والنّزَق ، وجنّبَكَ الخطأ والخَطَل .
بِربّكَ أين تهرب الأرض والسماء ، كيف تهرب السماء يا جون ؟ وإلى أين تلجأ ؟
على أيّة حال ، ها هى السماء تهرب ، ولكنها تجد كلَّ الأماكنِ مشغولة ، كاملةَ العدد ، فلا تجدُ لها موضعاً ، وتظل هائمةً دون أن تتوقف . تتجول السماء فى السماء ( ؟ ؟ ؟ ) ، وأنَّى للسماء أن تجد لها مكانا فى السماء ( ؟ ؟ ؟ ) . تجرى وتبحث ، وربما تتعثر فى جريانها ... كما تعثر الرب مراتٍ حاملا صليبه .
تُرَى من يأخذ موضعها بعد هروبها ؟ أم سيظل مكانها شاغرا ؟
إن جـون يـلدُ الخـرافـاتِ ويُرْضِـعـُها .
الروحُ القـدُس يوحى بالهـذيان ، ومعه الآب والإبن ، لأن الثلاثةَ واحد !!!
لَهْفى على ذلك المسخ العقلى الذى يتميز به بعضُ البشر !!!!
قل وكرر. ثم كرر . ثم كرر . حتى تصدقَها أنت ، ويصدقها معك الحمقى وعديمو الفهم .
إنها حكمةٌ تَخفَى على الفلاسفة والبلغاء . " أحمدك أيها الآب ، ربَّ السماءِ والأرضِ ، لأنك أخفيتَ هذه عن الحكماء والفُهَماء ، وأعلنتَها للأطفال " لو 10/21 .
وحقا : " اختار اللهُ جهالَ العالم ليخزىَ الحكماء ، واختار اللهُ ضعفاءَ العالم ليخزىَ الأقوياء ، واختار اللهُ أدنياءَ العالم والمزدَرَى وغيرَ الموجود ، ليبطلَ الموجود " (3) .
لا تحلفوا البتة . لا بالسماء لأنها كرسى الله ، ولا بالأرض لأنها موطىء قدميه " مت 5/34-35
لقد هرب كرسى الله ، كما هرب موطىء قدميه ، ولا يوجد لهما موضع .
يقول أنطونيوس فكرى : " والأرضُ موطىءُ قدميه ، حيث يقف كضابط الكل " . الأرض التى لا تعادل نملة فى مجرّتنا ( التى اتساعها مائة ألف سنة ضوئية ، وسمكها عشرة آلاف سنة ضوئية ) يقف عليها ربه كضابط لمائتى مليون مجرّة , بين كل مجرّة وأختها مسافات من الفراغ بآلاف السنوات الضوئية !!!
فقط آمِنْ يا صديقى ، ولا تَعُدْ ، لا مجال للعقل هنا ، إنك تتعامل مع المسيحية ، ديانة فوق إدراك البشر ، يتوقف العقل عندها ، أمَا تعلَم أن أبَ الاعتراف يدخلك الحياة الأبدية إذا شاء ، أو يلقيك فى بحيرة النار والكبريت إذا أراد ؟ إنّ كلَّ ما يربطه على الأرض يكون مربوطا فى السموات ، وكلَّ ما يحله على الأرض يكون محلولا فى السموات . مت 16/19 . آمن يا صديقى !!!
آمنـتُ بـالله .
تقول : " نحن نفسرها : بأن الأرضَ والسمواتِ سيتغير شكلها الحالى " .
إن الكلماتِ لها معنى محددٌ يا صديقى يجب ألا ينسلخ عنها ، والتفسير ليس استبدال أو تغيير معنى بآخر ، هذا هو التحريف بعينه ، وإلا أصبح النص المقدس مجالا للتلاعب الفاضح الذى لا يمكن السيطرة عليه . ألم يَجِدْ يوحنا فى جُعبته غير هذه الكلمات التى تحمل الخطأ والخطيئة ؟
إنها تكشف عن صورةٍ غريبةٍ فى العقيدة : الإيمانِ باللامفهوم ، واعتقادِ اللامعقول .
وحقا ، للذكاء حدود ، ولكن لا حدودَ للغباء .
يقول إلهُ المسلمين : " يوم تُبَدلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسمواتُ " ، شتان بين الهذيان ، وبين كلمات ربهم الواضحة . وإذا كانت الشمس طالعة ، فلا تسأل عن النجوم الآفلة .
ها قد عُدْتَ إلى ما حذرتُك منه ، ألم أقل لك : احذر غضبَ أب الاعتراف لئلا يلقيك فى بحيرة النار والكبريت . آمن فقط يا صديقى بالرب فاديا ومخَلّصا . لا تُنازِع القولَ .
كُلْ مِن فطيرة القربان المقدس ، لتتحول فيك إلى جسد الرب ودمه . اسجد للمذبح والأيقونات ، وأوقد لها الشموع والبخور ، تمنحك من ذخيرة القديسين . قبّلْ تماثيلَ ومنحوتاتِ الصليبِ والعذراءِ والآباءِ ، تعطيك بَرَكتَها وشفاعتَها . استرْحِمْ سيدتَنا أمَّ النور ، فقد تخَـلّقَ فى رحمها الإله ، ونزل من مجـرى بولهـا المطهـّر المبـارك . واجلس على كرسى الاعتراف ، يهبك القس مغفرةً وإيمانا .
آمنـتُ بـالله وحـده .
هذا محك الصواب من الخطأ ، الحق من الباطل ، الصدق من الكذب ، الوحى الإلهى من التخريف والتحريف البشرى . وكثيرا ما يلبس الشيطان مسوح الرهبان .
إن زوايـا المسـيحيـة مشـحـونـة بالـرزايـا .
المراجع :
- دراسات فى إنجيل متى – تعريب وهيب ملك صـ 4 .
- دراسات فى إنجيل متى – تعريب وهيب ملك صـ 212 .
- 1 كورنثوس 1/27-28 .
تعليق