إلقاء الضوء على شخصية قسطنطين.
باسم حجاج
كل هذه أسئلة تدور في رأسي عندما أتذكر هذا الامبراطور ولكن هذا الرجل أحس بوجه شبه غريب بينه وبين بولس الطرسوسي فمن خلال هذين الرجلين خطت المسيحية المحرفة خطوات واسعة وكل منهما تلون من أجل تحقيق أغراضه ومطامعه فبولس يشهد على نفسه بأنه شخص لا دين له ففي رسالته الأولى لأهل كونثوس التييتضح منها أنه كالحرباء يغير جلده متى شاء (10:9) (فإني إذ كنت حراً منالجميع استعبدت نفسي للجميع لاربحالأكثرين فصرت لليهود كيهودي لأربحاليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت ناموس وللذين بلا ناموس كأي بلا ناموس مع أني لست بلا ناموس لله بل تحــت نامــوس المسيح لأربحالذين بلا ناموس صرت للضعفاءكضعيف لأربح الضعفاء صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوماً). وهكذا يشهد على نفسه كيف يتعدد بالأدوار وتزدوج عنده الوجوه بــدون أيرادع وهكذا نفس الأمر قسطنطين. ترى هل كان قسطنطين حين اعتنق المسيحية مخلصاً في عمله هذا؟ وهل أقدم عليه عن عقيدة دينية، أو هل كان ذلك العمل حركة بارعة أملتها عليه حكمته السياسية؟ أكبر الظن أن الرأي الأخير هو الصواب. لقد اعتنقت أمه هلينا الدين المسيحي حين طلقها قنسطنطيوس؛ ولعلها أفضت إلى ولدها بفضائل المسيحية، وما من شك في أنه تأثر بما ناله من انتصارات في المعارك الحربية التي خاض غمارها مستظلاً بلواء المسيح وصليبه. ولكن المتشكك وحده هو الذي يحتال هذا الاحتيال على استخدام مشاعر الإنسانية الدينية لنيل أغراضه الدنيوية. ويقول صاحب كتاب تاريخ أغسطس Historia Augusta على لسانه: "إن الحظ وحده هو الذي يجعل الإنسان إمبراطوراً"- ويتضح من رسائله التي بعث بها إلى الأساقفة المسيحيين أنه لم يكن يعنى بالفروق اللاهوتية التي كانت تضطرب لها المسيحية - مع أنه لم يكن يتردد في القضاء على الانشقاق محافظة على وحدة الإمبراطوريّة. وقد كان في أثناء حكمه كله يعامل الأساقفة على أنهم أعوانه السياسيون؛ فكان يستدعيهم إليه، ويرأس مجالسهم، ويتعهد بتنفيذ ما تقره أغلبيتهم من آراء. ولو أنه كان مسيحياً حقاً أولاً وحاكماً سياسياً بعدئذ؛ ولكن الآية انعكست في حال قسطنطين، فكانت المسيحية عنده وسيلة لا غاية[1].
وفي رأسي سؤال آخر لماذا قرر قسطنطين أن يمنح المسيحيين حرية الاعتقاد ويرفع عنهم الاضطهاد؟
وتأتي الإجابة بأنه كان يريد أن يثبت ملكه من خلال اجتماع كل من قسطنطين وليسنيوس في ميلان في أوائل عام 313 لينسقا حكمهما: وأراد قسطنطين أن يجعل تأييده للمسيحيين عاماً يشمل الولايات جميعها، فأصدر هو وليسنيوس "مرسوم ميلان" يؤكدان فيه التسامح الديني الذي أعلنه جليريروس ووسعا نطاقه حتى شمل الأديان كلها، ويأمران بأن يعاد إلى المسيحيين ما انتزع من أملاكهم في أثناء الاضطهاد الأخير.
لقد رأى قسطنطين في هذه الطائفة الدينية بالذات غير كل الطوائف الأخرى أنه على الرغم من توالي الاضطهادات والقتل والتعذيب إلا أنهم ما زالوا صامدين لمدة ثلاثة قرون فانطبع في نفسه انتصار المسيحية فأراد أن يكسبهم في صفه جنوداً ووقوداً في معاركه يبني عليها انتصاراته فقسطنطين كان همه تكوين جيش يحارب به.
ويؤيد هذا الرأي ول ديورانت حيث يقول: " نعم إن أتباع هذا الدين كانوا لا يزالون قلة في الدولة، ولكنهم كانوا إذا قيسوا إلى غيرهم قلة متحدة، مستبسلة قوية، على حين أن الأغلبية الوثنية كانت منقسمة إلى عدة شيع دينية، وكان فيها عدد كبير من النفوس التي لا عقيدة لها ولا نفوذ في الدولة. وكان المسيحيون كثيرين في روما بنوع خاص في عهد مكسنتيوس، وفي الشرق في أيام ليسنيوس؛ وقد أفاد قسطنطين من تأييد المسيحية اثنا عشر فيلقاً لاقى بها هذين القائدين. ولقد اعجب بجودة نظام المسيحيين إذا قيسوا بغيرهم من سكان الإمبراطوريّة، وبمتانة أخلاقهم، وحسن سلوكهم، وبجمال الشعائر المسيحية وخلوها من القرابين الدموية، وبطاعة المسيحيين لرؤسائهم الدينيين، وبرضاهم صاغرين بفوارق الحياة رضاء مبعثه أملهم في أنهم سيحظون بالسعادة في الدار الآخرة. ولعله كان يرجو أن يطهر هذا الدين الجديد أخلاق الرومان. ويعيد إلى الأسرة ما كان لها من شأن قديم، ويخفف من حدة حرب الطبقات، وقلما كان المسيحيون يخرجون على الدولة رغم ما لاقوه من ضروب الاضطهاد الشديد، ذلك بأن معلميهم قد غرسوا في نفوسهم واجب الخضوع للسلطات المدنية، ولقنوهم حق الملوك المقدس. وكان قسطنطين يأمل أن يكون ملكاً مطلق السلطان، وهذا النوع من الحكم يفيد لا محالة من تأييد الدين، وقد بدا له أن النظام الكهنوتي وسلطان الكنيسة الدنيوي يقيمان نظاماً روحياً يناسب نظام الملكية، ولعل هذا النظام العجيب بما فيه من أساقفة وقساوسة، يصبح أداة لتهدئة البلاد وتوحيدها وحكمها[2]. "
لكن هل سيترك الوثنيون قسطنطين ليعتنق المسيحية ويترك ديانتهم، كان لزاماً على قسطنطين أن يحل هذه المعادلة فماذا فعل؟
اضطر قسطنطين إلى أن يتحسس كل خطوة يخطوها بحذر، لأن الوثنية كانت هي الغالبة على العالم الذي يعيش فيه. ولذلك ظل يستخدم ألفاظاً توحيدية يستطيع أن يقبلها كل وثني، وقام خلال السنين الأولى من سلطانه المفرد في صبر وأناة بجميع المراسيم التي يتطلبها منه منصب الكاهن الأكبر، والتي تحتمها عليه الطقوس التقليدية، وجدد بناء الهياكل الوثنية، وأمر بممارسة أساليب العرافة؛ واستخدم في تدشين القسطنطينية شعائر وثنية ومسيحية معاً، واستعمل رقى سحرية وثنية لحماية المحاصيل وشفاء الأمراض. ولما توطدت دعائم قوته أخذ يجهر تدريجياً بمحاباة المسيحية، فمحا بعد عام 317 من نقوده واحدة بعد واحدة ما كان على وجهها من صور وثنية، ولم يحل عام 323 حتى كان كل ما عليها من الرسوم نقوشاً محايدة لا هي مسيحية ولا وثنية. ومن المراسيم القانونية الباقية من عهده مرسوم مشكوك فيه ولكنه لم يثبت كذبه، يخول الأساقفة المسيحيين حق الفصل فيما يقوم في أبرشياتهم من منازعات قضائية، وأعفت قوانين أخرى أملاك الكنيسة العقارية من الضرائب وجعلت الجماعات المسيحية شخصيات معنوية قضائية، وأجازت لها امتلاك الأرض وقبول الهبات، وجعلت الكنيسة هي الوارثة لأملاك الشهداء الذين لم يعقبوا ذرية. وكذلك وهب قسطنطين أموالاً إلى المجامع الدينية المحتاجة إليها، وشاد عدداً من الكنائس في القسطنطينية وغيرها من المُدن، وحرّم عبادة الأوثان في عاصمته الجديدة. وكأنه نسي مرسوم ميلان فحرّم اجتماع الشيع الدينية الملحدة، وأمر آخر الأمر بتدمير مجامعهم الدينية، وربى أبناءه تربية مسيحية سليمة، وأعان بالمال أعمال البر المسيحية التي كانت تقوم بها أمه. وابتهجت الكنيسة بهذه النعم التي فاقت كل ما كانت تتوقعه؛ وكتب يوسيبوس صحائف كانت في واقع الأمر عقود مدح لقسطنطين وإقراراً بفضله، واحتشد المسيحيون في جميع أنحاء الإمبراطوريّة ليعبروا عن شكرهم لانتصار إلههم.
غير أن سحباً ثلاثاً كدّرت صفو ذلك اليوم الذي "لا سحاب فيه": تلك هي انشقاق الاديرة، والانشقاق الدوناني، والإلحاد الأريوسي. وكانت الكنيسة، في الفترة الواقعة بين اضطهادي ديسيوس ودقلديانوس، قد أضحت أغنى الهيئات الدينية في الإمبراطوريّة، وخففت من هجماتها على الثراء. فترى سبريان يشكو من أن أبناء أبرشيته قد أضل حب المال عقولهم، ومن أن النساء المسيحيات يصبغن وجوههن، وأن الأساقفة يتولون مناصب في الدولة تدر عليهم المال الكثير، فأثروا، وأقرضوا المال بربا فاحش، وارتدوا عن دينهم إذا بدت لهم أول علامة من علامات الخطر، ويبدي يوسبيوس حزنه من تناحر القساوسة في تنافسهم على المناصب الكنسية العليا.
وقصارى القول أن الدنيا جعلت المسيحيين رجال دنيا في الوقت الذي هدت فيه المسيحية العالم إلى ذلك الدين؛ وأظهرت الدنيا ما في الفطرة البشرية من غرائز وثنية. وقامت الرهبنة المسيحية احتجاجاً على هذا التوفيق المتبادل بين الروح والجسم. ذلك أن أقلية من المسيحيين كانت ترغب في الابتعاد عن كل طاعة للشهوات البشرية، وتطالب بالاستمرار على الانهماك المسيحي القديم في التفكير في الحياة الأبدية الخالدة.
كانت هذه بعض الملامح عن شخصية الامبراطور ودوافعه لاعتناق المسيحية ولنتعرف على هذه الشخصية أكثر من خلال مجمع نيقية 325 غ وهو أول مجمع مسكوني مسيحي.
والواقع أن عهد الامبراطور قسطنطين يمثل عدة تيارات دينية متضاربة، إذ لم يقتصر الوضع فيه على التطاحن بين المسيحيين والوثنيين، بل انقسمت المسيحية الناشئة على نفسها إلى آريوسيين وأثناسيوسيين. وهنا نجد قسطنطين يحاول أن يرضي جميع الأطراف دون أن يغضب فئة أو مذهبا[3]. وهكذا اعترف قسطنطين بالمسيحية بمذهبيها دون أن يتنكر لديانة الدولة وهي عبادة الامبراطور التي كانت مصدرًا لقوة الأباطرة ونفوذهم. وبعبارة أخرى فإن قسطنطين اختار أن يقيم قوته السياسية على ثلاثة دعائم رئيسية هي العبادة الامبراطورية، العقيدة الآريوسية، العقيدة الآثنوسيسية، كما يتضح ذلك من سياسة الامبراطور وتصرفاته. ذلك أنه احتفظ بعبادة الوثنية القديمة برجالها ومعابدها وطقوسها، كما احتفظ كأسلافه من الأباطرة بلقب الكاهن الأعظم[4] Pontifex Maximus، أما بلاطه فأصبح يغص بالأساقفة والقساوسة من مختلف المذاهب المسيحية، جنبًا إلى جنب مع الكهنة والفلاسفة الوثنيين. كما نقشت على النقود الشارات المسيحية والوثنية[5]. أما عن حياته الخاصة فقد قتل زوجته وولده مما يدل على أنه لم يتأثر إطلاقًا بتعاليم المسيحية وأخلاقها. وهكذا يمكن القول بأن قسطنطين ظل حتى أواخر حياته وثنياً مع الوثنيين، آريوسيًا مع الآريوسيين، وأثناسيوسيًا مع الأثناسيوسيين[6].
وأنا أعلم أنه يتبادر إلى ذهن كل قاريء سؤال وهو أنه من الواضح أن قسطنطين كان وثنيًا عابدًا للإمبراطور وأثناسيوسيًا يقول بالتثليث فكيف كان آريوسيًا.
وأجيبك عن هذا إذا علمنا أن الخوض في المسائل اللاهوتية لم يقتصر على رجال الدين، وإنما كان أمرًا مباحًا ومفتوحًا أمام الجميع. وخير شاهد على ذلك ما كتبه القديس جريجوري أسقف نيسا Nyssa (340-400) عن القسطنطينية إذ يصف العمال والعبيد في هذه المدينة بأنهم جميعًا من المشتغلين باللاهوت، فإذا قصدت صرافًا لاستبدال قطعة نقودك أوقفك ليروي لك أوجه الخلاف بين المسيح الابن والإله الآب، وإذا ذهبت لشراء رغيف خبز أخبرك صاحب المخبز بأن الابن يجب أن يكون دون الآب، وإذا طلبت من الحمامي أن يعد لك الحمام أجابك بأن الابن وجد من لا شيء[7].
لما اشتد الجدل بين الآريوسيين والأثناسيوسيين خشي الامبراطور قسطنطين أن يؤثر ذلك على وحدة الامبراطورية فدعا إلى عقد مجمع ديني في نيقية وكان من قرارات المجمع إدانة آريوس وحرق كتبه ونفيه واضطهاد أتباعه من الآريوسيين[8].
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: على أي أساس وبأي مقياس رجح قسطنطين رأي الأقلية المؤلهة لعيسى على غيرهم؟
ويجيب على هذا السؤال ابن البطريق فيقول: "اختار الملك قسطنطين من بين هذه الآراء الكثيرة التي كانت تدور في المجمع بين الأعضاء اختار رأي من ألهوا المسيح، لأن عبادة رجل بشري أقرب إلى وثنية الرومان من عبادة الإله الواحد الذي لا يرى ولا تحده الجهات ولا تحيط به الأفكار" (أ.هـ)
وبذلك يتضح لنا علة ميل قسطنطين إلى الأقلية المؤلهة، ورفضه، ومصادرة رأي الأغلبية الموحدة.
وفي ذلك يقول ابن البطريق: "وضع الملك للثلاثمائة والثمانية عشر أسقفاً مجلساً خاصاً عظيماً، وجلس في وسطهم وأخذ خاتمه، وسيفه، وقضيبه فدفعه إليهم وقال لهم: قد سلطتكم اليوم على مملكتي، لتصنعوا ما ينبغي لكم أن تصنعوا مما فيه قوام الدين وصلاح المؤمنين، فباركوا الملك، وقلدوه سيفه، وقالوا له: أظهر دين النصرانية، وذب عنه، ووضعوا له أربعين كتاباً فيها السنن والشرائع، منها ما يصلح للملك أن يعلمه ويعمل به، ومنها ما يصلح للأساقفة أن يعملوا به".
ومع ذلك فقد ظلت الآريوسية قائمة في الأجزاء الشرقية في الامبراطورية، وعن هذا الطريق انتقلت إلى الأمم الجرمانية بواسطة المبشرين ورجال الدين[9].
ولعل بقاء المذهب الآريوسي قويًا في الشرق كان من العوامل التي أدت بالامبراطور قسطنطين إلى تغيير رأيه، فاستدعى آريوس من منفاه سنة 327. ونستطيع أن نعلل هذا التغيير الذي طرأ على مسلك قسطنطين بما كان يعتزمه الامبراطور من نقل عاصمته إلى القسطنطينية، وهو الأمر الذي تم فعًلا سنة 330 مما استلزم استرضاء أهالي الجزء الشرقي من الامبراطورية[10].
وتؤكد هذه الخطوة من جانب قسطنطين الرأي القائل بأنه كان على استعداد لتغيير ميوله المذهبية – بل الدينية – وفق ما تتطلبه مصالحه السياسية. ذلك أنه ظل يؤيد المذهب الأثناسيوسي طالما كانت عاصمته في الغرب وطالما اعتمد الغرب في قوته، ولكنه عندما شرع في نقل عاصمته إلى الشرق وأحس بالحاجة إلى استرضاء سكان القسم الشرقي من الامبراطورية، لم يجد غضاضة في تغيير عقيدته أو ميوله نحو المذهب الآريوسي[11]. وهكذا تم عقد مجمع ديني جديد في صور سنة 334 ألغى قرارات مجمع نيقية السابق، وقرر العفو عن آريوس وأتباعه، وبذلك دارت الدوائر على أثناسيوس الذي عزل في العام التالي ونفي إلى تريف في غاليا حيث ظل حتى أطلق سراحه الامبراطور جوليان (361-363)، الذي كان بحكم وثنيته لا يهتم بأمر الآريوسيين أو الأثناسيوسيين[12].
يقول ابن البطريق: "في ذلك العصر غلبت مقالة آريوس على القسطنطينية وأنطاكية وبابل، والإسكندرية وأسيوط قد علمت أن كنيستها موحدة".
ويقول في بيان حال الإسكندرية ومصر بعد الإجمال السابق: "فأما أهل مصر والإسكندرية فكان أكثرهم آريوسيين، فغلبوا على كنائس مصر والإسكندرية وأخذوها، ووثبوا " على أثناسيوس بطريرك الإسكندرية ليقتلوه، فهرب منهم واختفى".
وقد كان على كثير من الكنائس رؤساء موحدون يستمسكون بالتوحيد ويحثون على الاستمساك به، وكلما ولي أسقف غير موحد ثاروا به، وهموا بقتله، وهذا ابن البطريق يقص علينا أن بطريق بيت المقدس لم يكن موحداً فيثور عليه الموحدون ويهمون بقتله فيهرب منهم، فيقول في ذلك "وثب أهل بيت المقدس، من كان منهم آريوسياً على كيرلس أسقف بيت المقدس ليقتلوه، فهرب منهم، فصيروا أراقليوس أسقفاً على بيت المقدس وكان آريوسياً"[13].
على أن آريوس لم يلبث أن توفي فجأة في القسطنطينية سنة 336، ولقد تضاربت الآراء في سبب موته، فإن أتباعه اتهموا أتباع أثناسيوس بأنهم وضعوا له السم، وأما أتباع أثنايوس اعتبروا ذلك حكم الله العادل[14]. ولكن المحايدين لم يروا في موته إلا عملية تسمم وليست قضاءًا إلهيًا. ولم يلبث أن لحق به الامبراطور قسطنطين فتوفي هو الآخر سنة 337 بعد أن تم تعميده على فراش الموت وفق مبدأ المذهب الآريوسي.
[1] ول ديورانت: قصة الحضارة، ص4086.
[2] ول ديورانت: قصة الحضارة، ص4086.
[3] Thompson: Op. Cit. Vol 1, pp 35-36.
[4] Ostrogorsky: Op. Cit. P.43.
[5] Lot: Op. Cit. P.26.
[6] Cam. Med. Hist. 1 p. 10.
[7] Thompson: Op. Cit. Vol 1, p.37.
[8] Cam. Med. Hist. Vol 1 pp 122-123.
[9] Stephenson: Op. Cit. P.83.
[10] Bynes: Op. Cit. pp 26-30.
[11] Vasiliev: Op. Cit. Tome 1 pp. 70-71.
[12] Lot: Op. Cit. P.45.
[13] محاضرات في النصرانية، ص121.
[14] BONIFAS JOME 2, 49