الكلام القبيح ما بين القرآن والعهد القديم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

متشيم مسلم - سني اكتشف المزيد حول متشيم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • متشيم
    1- عضو جديد
    • 11 ماي, 2009
    • 57
    • خاص
    • مسلم - سني

    الكلام القبيح ما بين القرآن والعهد القديم

    الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه
    والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    بعض الأخوة الاكارم تكلم في هذا الموضوع بشكل جيد، لكنه تكلم من جهة معينة، بينما سيكون كلامي من جهة أخرى، وقد يكون هناك من سبقني في طرح الموضوع، لكني أتمنى أن أنفع بكلامي هذا الأخوة، وقد أضيف لهم جديدا.

    (أولا) لا توجد في كتاب الله تبارك وتعالى كلمة واحدة قبيحة، وأما ما يثيرونه فيدور حول الكلمات التالية:
    1- لفظة النكاح.
    2- لفظة الفرج والفروج.
    3- ألفاظ الجماع المختلفة.
    4- لفظة البغاء و بغيا.

    أما النكاح فقد أفرد فيه الأخوة ما أفردوا ولله الحمد، ولقد عابوا على النصارى جهلهم بالعربية، وقد جاءت أحاديث بألفاظ كثيرة لو تعاملوا معها بجهلهم هذا في اللغة لعلمنا أنهم أضل من حمار أبيهم في العربية، كلفظة (كبد) في العربية والتي جائت في عدة أحاديث مثل (كبد القوس) و (كبد الجبل) و (طنفسة خضراء على كبد البحر) فهل للبحث والقوس والجبل كبد؟
    والكنايات والاستعارات موجودة في اللغة العربية، بل لا تكاد تجد كلمة يستخدمها العرب إلا وهي استعارة مأخوذة من بيئة العربي القديم.
    علما بأن لفظة النكاح ليست كناية إنما معناها كما قال العرب "العقد قبل الدخول". (انظر لسان العرب وانظر معجم مقاييس اللغة)

    المشكلة أن هذه الكلمات التي كانت بمثابة الكنايات في زمان مضى أصبحت تدل على أمور بحقائقها بلا مجاز ولا كناية وأصبح استخدامها يدل على ذلك المعنى الذي استعيرت له، لا المعنى الذي استعيرت منه.

    واما لفظة الفروج فلا يعني بها في أصلها آلة الرجل أو آلة المرأة، بل كما قال ابن منظور في مادة فرج:
    (والفَرْجُ اسم لجمع سَوآت الرجال والنساء والفِتْيان وما حَوالَيْها كله فَرْج) فالقرآن كنى عن الجزء بالكل، وحتما المقصود بوجود لفظة الفرج والفروج في القرآن الكريم العمنى المتبادر لذهننا الآن، لكنه استخدم المعنى الكلي للكناية عن الجزء، وهذا في حد ذاته من رفيع الأدب القرآني.

    ألفاظ الجماع المتخلفة:
    القرآن الكريم جاء بالفاظ متنوعة متعددة لا تحمل في أصلها معنى الجماع، ولكن الله تبارك يُكني عن هذه الألفاظ المختلفة بالجماع وقد ذكرها بعض الأخوة مثل:
    - الأتيان.
    - اللمس.
    - المباشرة.

    أما لفظة البغاء والبغي اللتان وردتا في القرآن، قال فيها الرازي أن معنى كلمة البغي (التي تبغي الرجال)، وحينما جاء القرآن بوصف مريم عليها السلام كان هذا الوصف هو الأحكم في مقابل وصف اليهود لها بالألفاظ القبيحة التي لا تزال موجودة عندهم في كتبهم، قبحهم الله وأخزاهم.
    فهذا الأمر يعاجل من جانبين، فالأول أنه رد مقابل لفظ اليهود الذي ألطقوه عليها، والأمر الثاني أن مجرد قولها عن نفسها "ولم أك بغيا" لا يضر في ذاته، فهي تدفع تهمة عن نفسها، والقرآن يذكر ذلك حكاية عنها، وسواء كان حكاية عنها أو غير ذلك، فلفظة البغي وصف أمثل وأخف وطئة.

    (2) يظهر لنا تميز القرآن الكريم في اتخاذ الكنايات وسيلة لتجنب القبيح من القول، ومن هذا يظهر حقيقة بركة هذا القرآن الكريم وخلوه من قبائح ألفاظ البشر.

    (3) كل ما جاء بعد ذلك من ألفاظ كالتحذير من الزنى أو عقوبات أقرها الإسلام على الزنى جاء في سياق أخلاقي مقبول غير ممجوج، وحتى لفظة "أنكتها" التي ثبتت في حديث ماعز إنما جاءت في سياق (قضائي) ومن يذهب للمحاكم التي تبت في القضايا الأخلاقية المتعلقة بالأعراض سيجد أن القاضي صريح في ألفاظه، بل إن تلفظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستجوب ماعز بهذه اللفظة ترفع عبئا نفسيا عن القضاة في هذا الزمان ممن قد يتعرض لمثل هذه القضية، فيتحرج حياء من الحديث، ولكن متى ما كانت هذه الحادثة حاضرة امام عينه فلن يتردد في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل يجب عليه أن يتحرى الدقة، ففي القضاء لا يوجد اللون الرمادي، إما الأبيض وإما الأسود، إما حدث وإما لم يحدث، وأتذكر وقد كنت أدرس في بداية دراستي الجامعية في كلية الشريعة والقانون أن بعض القضايا التي تُعرض علينا لدراستها في أروقة الجامعة في مادة العقوبات تجعلنا نحمر خجلنا، والورطة الكبيرة تكون على رأس الطالب الذي سيقرا القضية، وكان الدكتور يضحك علينا ويذكرنا بأننا حتى الحظة لم نرى قضايا قوية.

    لذلك ففي ميدان القضاء يجب أن تكون الألفاظ واضحة، لا يُقبل بالكنايات، لا يُقبل بألفاظ مجازية، الاقتباسات والعبارات والتشبيهات، وكل أدوات اللغة مرفوضة، المطلوب مفردات معبرة تعبيرا حقيقيا عن الحادثة، مع ذلك لم تأتي مثل هذه الالفاظ في القرآن الكريم، إنما جاءت في محاكمة ماعز رضي الله عنه، بل إن سياق المحاكمة يدل على ذلك، حينما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بمخاطبته إن كان مجرد ما فعله وقوع في مقدمات الزنا، لذلك قال له "اتعرف الزنا".


    (4) في مقابل السياق الذي وردت فيه هذه الألفاظ في القرأن الكريم وهو سياق التحذير من هذه الأفعال أو سياق المحاكمة كما ورد في الهدي النبوي، جاء سياق العهد القديم بهذا الكلام البذيء ضمن ذكر قصصي، أو ذكر رؤيا، وذلك كما نده في سفر حزقيا، الإصحاص السادس عشر، وهو إصحاص مليء بألفاظ مثل (زنى، تزنين، زنيت، زناك، مومس) وهي إذا لم يخُني فهمي خطاب الرب عندهم لأورشاليم.
    وحينما ناقشت النصارى في هذا الشأن قالوا أن هذه رؤيا، وبعضهم قال أن هذا ليس زنا حقيقي إنما هو المعاصي والكفر الذي كان البشر يملأون فيها أورشاليم.
    وهل هذه حجة؟ وهل هذا عذر؟
    هذا سياق قصصي إذا، أو سياق خطاب الرب للأرض، فلماذا يلجأ لمثل هذا الكلام القبيح؟ هل هو سياق محاكمة قضائية؟

    (5) في مقابل استخدام القرآن الكريم للألفاظ المقبولة للكناية عن الألفاظ القبيحة، لا أقول يعجز العهد القديم، بل هو يقع في قبائح أكبر، العهد القديم يُكني عن الوقائع التي تحدث على ارض أوراشاليم بألفاظ قبيحة، انظروا إلى الفارق الشديد، القرآن الكريم يُكني عن الكلام القبيح بكلام مقبول، بينما العهد القديم يستخدم الكلام القبيح ليُكني عن الوقائع.

    وهذا فقط مثال، وإلا لا يخفى عليكم المذكور في حزقيال الإصحاح 23.

    القرآن الكريم حينما تحدث عن الجماع لم يذكره بلفظة جماع، بل كنى عنه بالفاظ عديدة، علما بأن لفظة جماع ليست قبيحة ولا مستهجنة، لكن هكذا الأدب القرآني الرفيع، بينما قمة القبح استبدال الوقائع والحقائق بكنايات قبيحة.

    إن كان من توفيق وسداد فمن ربي، وإن كان من خطئ فمن نفسي والشيطان، والحمد لله رب العالمين.

    (4) في مقابل سلوك القرآن الكريم في اتخاذ الكنايات وسيلة للكناية عن القبيح بكلام يقبله الحياء، نكتشف أن الس

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 14 يون, 2023, 04:22 م
ردود 0
203 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 14 يون, 2023, 10:00 ص
ردود 0
108 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 11 ماي, 2023, 02:59 م
ردود 0
38 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 15 أبر, 2023, 08:42 ص
ردود 0
86 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
ابتدأ بواسطة محمد عادل, 3 أغس, 2022, 06:11 ص
ردود 0
161 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة محمد عادل
بواسطة محمد عادل
يعمل...