تدخل النصراني في الحوار ..... وكان هذا رد الفاضل مسلم عليه ....
الزميل : Son of Jesus ..
شكرًا لك على محاولة التنظيم هذه المرة. وأرجو مزيدًا منه فى المرات القادمة.
اعذرنى لأنى لن أعقب على كل كلمة قلتها؛ إذ إن بعض النقاط اكتفيت أنت فيها بالإحالة على ما كتب سابقـًا، فلا تحتاج هذه إلى التعقيب منى. وسأعقب على ما يعارض كلامى فقط، وإن فاتنى نقطة تنبهنى وأجيبك إن شاء الله. وهذا معناه أن نطرح جانبـًا ما قبل النقطة (4 مكرر)، وكذلك النقطة (7).
تقول: "هل كلامى فيه ان ابا عامر النصرانى كان من اليهود؟". قرر (بولس) أن "اليهود" هم من بنى المسجد. وكذبته أنا فى ذلك. وأنت تدافع عن (بولس). ولتنقض كلامى وتثبت دعوى (بولس) فالمفترض أن تثبت أن من بنى المسجد كان من "اليهود". لكنى فوجئت بتقريرك أن المسجد بُنى بأمر "النصرانى". فلا معنى لذلك عند العاقل إلا أنك تدرج "النصرانى" ضمن اليهود. بالطبع أنت لا تجرؤ على ذلك، لكنه ظاهر كلامك وهو يلزمك. من أجل ذلك طالبتك باحترام عقل القارئ غير النصرانى على الأقل. وعلى أية حال، لا إشكال، هل "النصرانى" عندك ليس من "اليهود" ؟ .. أشكرك إذن على موافقتى فى تكذيب (بولس) الذى خالفنى وخالفك وقرر أن من بنى المسجد هم "اليهود".
تستنكر قولى عن نفسى "عالمك" مع أنك أنت الذى أطلقتها علىّ ابتداءً لا أنا !
استنكرت ردى للحديث الذى أتيت أنت به لعدم موافقته اللفظ الذى ذكره بولس. واستنكارك غير مستغرب. هذا دينك عزيزى ! .. لكن الإسلام يعلمنا الدقة العلمية. فإذا أردت ذكر لفظ قريب عليك التنبيه أن ذلك "بالمعنى" حتى لا تخدع قارئك. والفارق الذى لا تراه أن تنبيهك "بالمعنى" يعنى "المعنى من فهمك أنت" وبالتالى القارئ غير ملزم به. أعلم أن هذا الكلام جديد عليك لأنك لم تسمعه من علمائك من قبل ! .. وبالمناسبة يمكننا فهم دعواكم بعدم تحريف الكتاب على ضوء عقيدتك هنا، فالمخالفة فى الألفاظ لا تدخل فى التحريف عندكم !!
تقول: "اشكر توضيحك سبب عدم صلاة بولس فى الزوايا" لا شكر على واجب، بل أشكرك على موافقتى فى تكذيب (بولس). وتقول بعدها: "واعرف سبب عدم ردك على اسئلة النصرانى ابن يسوع". أنت تقصد سؤالك عن الحوار التليفزيونى، وأنا لم أجب عنه لأن عبارتك هناك ركيكة جدًا فلم أفهم المقصود، والحوار التليفزيونى خارج عن موضوعنا لو تنبهت.
تقول: "هل تظن الا عمل لى لتطالبنى بقراءة ابن تيمية و ابن حزم وغيرهم". قرر زميلك "ياويكا" فى موضوع آخر أن هناك اختراعـًا اسمه (جوجل)، فيمكنك استخدامه لتعلم مواقع الكتب التراثية، كموقع (مشكاة) و(الوراق) وغيرهما، ويمكنك من بعضها تحميل مكتبات كاملة إلى جهازك، ومن بعضها البحث مباشرة فى الموقع، وربما لا يستغرق الأمر منك ربع الساعة على الأكثر. وحتى تضحى بهذا الوقت سيظل (بولس) كذابـًا فى دعواه، ولا أخفيك سرًا أنه سيظل كذابـًا بعدها !
تقول: "فند القشور كيفما شئت فهى لا تعنينا فى قليل أو كثير وخسارة تضييع الوقت فى الرد عليها". لو كانت عندك مجرد "قشور" كما تزعم لما أنفقت من وقتك للبحث عنها والكتابة فيها ! .. وعلى أية حال، إن كانت لا تعنيك، فدع الموضوع لى ولمن يعنيه ولا تهدر وقتك ! [للأسف قارئى سيظل الزميل مصرًا على إهدار وقته فى القشور بمشاركتين تاليتين !!].
بينا كذب (بولس) فى قوله: "لأنه مكتوب في البخاري من رأى نبياً فقد رأى هدىً لأن الشياطين لا تتمثل بالأنبياء". فلفظ العبارة لا يوجد لا فى البخارى ولا غيره !
تورد حديث "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي". وأعيد: هذا دينك يا عزيزى ! لا يهمك أنت و(بولس) إن كان اللفظان متطابقين أم لا. هكذا يتعامل النصرانى مع كتبه ! .. أما فى ديننا فلا نعترف بهذا التعويم غير العلمى. لأن الألفاظ أوعية المعانى، فإن اختلفت الألفاظ اختلفت المعانى ولا يشترط أن تتعارض ! .. ولهذا سهل على قساوستكم خداعكم ! .. فهم مثلاً يوردون أقوالاً من التفاسير لا يتبناها صاحب التفسير نفسه بل هو يحكيها عن غيره، لكنك تشربون الكل لأنهم لا يعلمونكم الدقة العلمية وهذا من مصلحتهم !!
ثم تورد أحاديث عن "الرؤيا" وفاتك أن (بولس) كان مستيقظـًا غير نائم !!
تعتذر عن (بولس) وتقول: "بولس يروى من ذاكرته". كلا، بل يتكلم من الأبحاث الموثقة التى ذكرها فى حكايته. وكثيرًا ما يشفع عباراته بالأقواس وعلامات الاقتباس. فإن كان يتحدث من ذاكرته ومع ذلك يصر على علامات الترقيم التى تفيد النص والمطابقة فهو يخادع سامعيه. أى أن (بولس) لا يخرج عن "كاذب" أو "مخادع" فاختر لصاحبك أيهما تشاء.
وتقول: "ولو كان مزورا لكتب الاحاديث بالنص وبسهولة كسهولة عثورى عليها". كلا ولكن (بولس) مطمئن إلى غفلة قرائه .. ألا ترى أنك كنت تنسخ أجزاء حكاية (بولس) بكل استمتاع وتأييد حتى أنك قسمتها على أربعة موضوعات ولم تنهها بعد ؟! .. بل إنك كنت قد لونت الفقرة التى يروى فيها (بولس) رؤيته التى نتناقش فيها باللون الأحمر الفاقع !! .. كاتب حكاية (بولس) عزيزى يدغدع أحاسيس النصرانى بمثل هذه الخزعبلات، وهذا التخدير هو الذى ألهاك وغيرك عن التدقيق فى كلام الكاذب.
العجيب أننا عندما ننبهكم إلى كذب الكاذبين تدعى أنك لا تهدر وقتك فى القشور (بصرف النظر عن مشاركاتك التى سبقت والتى ستأتى !) .. لكن أقول: لا تهدر وقتك على القشور وأنت أهدرته من قبل على نسخ هذه القشور والسخافات فى أربعة موضوعات ولم تنتهِ بعد !! .. وعلى أية حال، فإن القمص زكريا بطرس لا يرى ما ترى، إذ رأى أهمية قراءة القصة - من النسخة المطولة ! - والتعليق عليها بكل تفاعل وتعاطف ، على مسامع نصارى غرفته فى البالتوك ، على مدار زمان طويل !
كان من كذب (بولس): "فقال ابن كثير إن المسيح كان له كرامة أن يرزق من يشاء". ولم يقل ابن كثير ذلك لا بلفظه ولا معناه !
وتقول: "هذه الحادثة العجيبة التى ذكرها ابن كثير والتى أنفرد بها السيد المسيح فيها الدليل على هذه الكرامة". الآثار التى رواها ابن كثير هى آثار يرويها ولا يشترط أن تكون من رأيه، فلا يصح نسبتها إليه. وهنا تقابلنا مرة أخرى مشكلة عدم الدقة النصرانية فى مقابلة الدقة العلمية الإسلامية. هذه واحدة. والثانية: أن هذه الآثار لا تفيد إلا إكرام الله للمسيح بإنزال طعام قليل يأكل منه الجمع الكثير. وليس هذا ما أراد (بولس) تقريره، وإنما نسب لابن كثير أن المسيح كان "يرزق من يشاء" ! .. هكذا بإطلاق جاهل شركى ! .. "يرزق من يشاء" هذه لم تكن للمسيح ولا لغيره، وإنما الله ينزل الطعام على من شاء من أتباع الأنبياء .. أعلم أن الأمرين مستويان عندك، وهذه المشكلة التى نبهتك عليها أولاً: الدقة العلمية ! .. الله هو الذى "يرزق من يشاء". وأما المسيح فمجرد عبد أنعم ربه عليه لا يزيد على ذلك، قال تعالى: { إن هو إلا عبد أنعمنا عليه } .. فابن كثير رحمه الله وحاشاه لم يقل: "إن المسيح كان له كرامة أن يرزق من يشاء"، هذا كذب من (بولس)، وهو كذب مفضوح ! ولو روجه قمص على أسماع النصارى جهرة !
وأما قولك "أنفرد بها السيد المسيح" فهذا جهل منك؛ لأن الله أنزل على أتباع موسى عليه السلام المن والسلوى. وقدر المسيح لا يدانى قدر موسى الكليم، عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.
تحتج برواية مفادها أن قريشـًا طلبت من نبينا عليه الصلاة والسلام أن يحول الصفا ذهبـًا، فدعا فأتاه الوحى: إن شئت أصبح الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة. قال: بل باب التوبة والرحمة.
حسبت أنت أن نبينا عليه الصلاة والسلام رفض المعجزة لأنه ليس نبيـًا صادقـًا، وهذا جهل منك؛ لأن الرواية التى تحتج بها فيها أن الله قد خيره، والله لا يخير النبى الكاذب. فإن كنت تحتج بالرواية فجهل منك أن تحتج بما هو حجة عليك ! .. وإن كانت الرواية ليست حجة عندك ولا تصدقها فجهل منك أن تحتج بما لا تؤمن بصدقه ! .. فإن قلت: لا أؤمن بصدقها ولكن أحتج على المسلمين الذين يؤمنون بها من باب إلزام الخصم، فهذا جهل منك أيضـًا، لأن الرواية ليس فيها حجة على المسلمين كما قدمنا، بل فيها تثبيت معجزات النبى عليه الصلاة والسلام لما خيره ربه. فعلى كل الأحوال إيرادك للرواية على مقصودك جهل لازم.
ثم إن المسيح لم يستجب للحواريين مباشرة؛ لأن المعجزات ليست بيديه ولا إليه، وإنما المعجزات بيد الله وحده، وإنما المسيح عبد لا يزيد على ذلك، ولو استنكف من ذلك عذبه سيده ! .. فالحواريون لما طلبوا المائدة قال المسيح: { اتقوا الله إن كنتم مؤمنين } فلم يأتهم بما طلبوا مباشرة. ولم يستجب إلا بعد قولهم { نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين } فلو كان تأخير النبى للمعجزة دليلاً على كذبه للزمك هنا أن المسيح ليس من عند الله.
والمسيح لم يستطع الإتيان بشىء إلا بعد الاضطرار إلى الله فى الدعاء، فالآيات من الله وحده، ولا تكون إلا بإذنه تعالى وعز وجل. ولم يستجب الله للمسيح مباشرة ولكن اشترط { إنى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنى أعذبه عذابـًا لا أعذبه أحدًا من العالمين }. فلو كانت الآيات والمعجزات من المسيح لما اضطر كالعبد المتذلل إلى سيده فى الدعاء، ولما اشترط عليه ربه ومولاه ما شرط.
وأما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد آتى قومه من المعجزات البينة الظاهرة، وعلى رأسها القرآن الكريم، وقد عجزوا عن معارضته كلهم، بخلاف انشقاق القمر وغيره. فلم يطلبوا انقلاب الصفا ذهبـًا لأنه لم يأتِ بمعجزة، ولكنهم أرادوا التعنت لا غير. ومن سنن الله عز وجل أنه ينزل من المعجزات ما يريد سبحانه لا ما يريد عباده ويشترطون، فإن المعجزة التى ينزلها الله كالمعجزة التى يطلبها عباده ولا فرق، فمن كان مؤمنـًا بالمعجزات لزمه الإيمان بما أنزله الله دون اشتراط لأن الكل معجز، ومَن أنكر المعجزات الأولى فلا تنفعه التى يطلبها إذ لم تنفعه الأولى. فلا يستجيب الله فى طلبه إلا بشرط التعذيب والإهلاك عند عدم الإيمان. وهذا ما خيره الله نبيه محمدًا ، فلم يشأ عليه الصلاة والسلام أن تكون أمته كالأمم السابقة المهلكة ولكن رجا أن يكون أكثر الأنبياء تابعـًا يوم القيامة، فاختار لهم باب الرحمة والتوبة، وسلام الله على رحمته للعالمين.
ولو كان مجرد رفض الرسول للمعجزة "المقترحة" تكذيبـًا لرسالته، لكان المسيح أولى بذلك التكذيب، عندما رفض الآية المقترحة كما فى مرقص 8 : "فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه. فتنهد بروحه وقال: لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية. ثم تركهم ودخل أيضا السفينة ومضى إلى العبر".
فليس فى الرواية حجة علينا، لا بحسب الإسلام، ولا بحسب النصرانية. والحمد لله.
وأرجو أن تكون مثل هذه المسائل الخارجة عن الموضوع فى موضوع منفصل، وإنما استجبت لك هذه المرة حتى لا تغضب، وحتى تعلم أن الأمر قد يطول فيحتاج إلى موضوع منفصل.
ملحوظة: قولك "يا حرام" فهذه سوقية أرجو الترفع عنها.
الزميل : Son of Jesus ..
شكرًا لك على محاولة التنظيم هذه المرة. وأرجو مزيدًا منه فى المرات القادمة.
اعذرنى لأنى لن أعقب على كل كلمة قلتها؛ إذ إن بعض النقاط اكتفيت أنت فيها بالإحالة على ما كتب سابقـًا، فلا تحتاج هذه إلى التعقيب منى. وسأعقب على ما يعارض كلامى فقط، وإن فاتنى نقطة تنبهنى وأجيبك إن شاء الله. وهذا معناه أن نطرح جانبـًا ما قبل النقطة (4 مكرر)، وكذلك النقطة (7).
تقول: "هل كلامى فيه ان ابا عامر النصرانى كان من اليهود؟". قرر (بولس) أن "اليهود" هم من بنى المسجد. وكذبته أنا فى ذلك. وأنت تدافع عن (بولس). ولتنقض كلامى وتثبت دعوى (بولس) فالمفترض أن تثبت أن من بنى المسجد كان من "اليهود". لكنى فوجئت بتقريرك أن المسجد بُنى بأمر "النصرانى". فلا معنى لذلك عند العاقل إلا أنك تدرج "النصرانى" ضمن اليهود. بالطبع أنت لا تجرؤ على ذلك، لكنه ظاهر كلامك وهو يلزمك. من أجل ذلك طالبتك باحترام عقل القارئ غير النصرانى على الأقل. وعلى أية حال، لا إشكال، هل "النصرانى" عندك ليس من "اليهود" ؟ .. أشكرك إذن على موافقتى فى تكذيب (بولس) الذى خالفنى وخالفك وقرر أن من بنى المسجد هم "اليهود".
تستنكر قولى عن نفسى "عالمك" مع أنك أنت الذى أطلقتها علىّ ابتداءً لا أنا !
استنكرت ردى للحديث الذى أتيت أنت به لعدم موافقته اللفظ الذى ذكره بولس. واستنكارك غير مستغرب. هذا دينك عزيزى ! .. لكن الإسلام يعلمنا الدقة العلمية. فإذا أردت ذكر لفظ قريب عليك التنبيه أن ذلك "بالمعنى" حتى لا تخدع قارئك. والفارق الذى لا تراه أن تنبيهك "بالمعنى" يعنى "المعنى من فهمك أنت" وبالتالى القارئ غير ملزم به. أعلم أن هذا الكلام جديد عليك لأنك لم تسمعه من علمائك من قبل ! .. وبالمناسبة يمكننا فهم دعواكم بعدم تحريف الكتاب على ضوء عقيدتك هنا، فالمخالفة فى الألفاظ لا تدخل فى التحريف عندكم !!
تقول: "اشكر توضيحك سبب عدم صلاة بولس فى الزوايا" لا شكر على واجب، بل أشكرك على موافقتى فى تكذيب (بولس). وتقول بعدها: "واعرف سبب عدم ردك على اسئلة النصرانى ابن يسوع". أنت تقصد سؤالك عن الحوار التليفزيونى، وأنا لم أجب عنه لأن عبارتك هناك ركيكة جدًا فلم أفهم المقصود، والحوار التليفزيونى خارج عن موضوعنا لو تنبهت.
تقول: "هل تظن الا عمل لى لتطالبنى بقراءة ابن تيمية و ابن حزم وغيرهم". قرر زميلك "ياويكا" فى موضوع آخر أن هناك اختراعـًا اسمه (جوجل)، فيمكنك استخدامه لتعلم مواقع الكتب التراثية، كموقع (مشكاة) و(الوراق) وغيرهما، ويمكنك من بعضها تحميل مكتبات كاملة إلى جهازك، ومن بعضها البحث مباشرة فى الموقع، وربما لا يستغرق الأمر منك ربع الساعة على الأكثر. وحتى تضحى بهذا الوقت سيظل (بولس) كذابـًا فى دعواه، ولا أخفيك سرًا أنه سيظل كذابـًا بعدها !
تقول: "فند القشور كيفما شئت فهى لا تعنينا فى قليل أو كثير وخسارة تضييع الوقت فى الرد عليها". لو كانت عندك مجرد "قشور" كما تزعم لما أنفقت من وقتك للبحث عنها والكتابة فيها ! .. وعلى أية حال، إن كانت لا تعنيك، فدع الموضوع لى ولمن يعنيه ولا تهدر وقتك ! [للأسف قارئى سيظل الزميل مصرًا على إهدار وقته فى القشور بمشاركتين تاليتين !!].
بينا كذب (بولس) فى قوله: "لأنه مكتوب في البخاري من رأى نبياً فقد رأى هدىً لأن الشياطين لا تتمثل بالأنبياء". فلفظ العبارة لا يوجد لا فى البخارى ولا غيره !
تورد حديث "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي". وأعيد: هذا دينك يا عزيزى ! لا يهمك أنت و(بولس) إن كان اللفظان متطابقين أم لا. هكذا يتعامل النصرانى مع كتبه ! .. أما فى ديننا فلا نعترف بهذا التعويم غير العلمى. لأن الألفاظ أوعية المعانى، فإن اختلفت الألفاظ اختلفت المعانى ولا يشترط أن تتعارض ! .. ولهذا سهل على قساوستكم خداعكم ! .. فهم مثلاً يوردون أقوالاً من التفاسير لا يتبناها صاحب التفسير نفسه بل هو يحكيها عن غيره، لكنك تشربون الكل لأنهم لا يعلمونكم الدقة العلمية وهذا من مصلحتهم !!
ثم تورد أحاديث عن "الرؤيا" وفاتك أن (بولس) كان مستيقظـًا غير نائم !!
تعتذر عن (بولس) وتقول: "بولس يروى من ذاكرته". كلا، بل يتكلم من الأبحاث الموثقة التى ذكرها فى حكايته. وكثيرًا ما يشفع عباراته بالأقواس وعلامات الاقتباس. فإن كان يتحدث من ذاكرته ومع ذلك يصر على علامات الترقيم التى تفيد النص والمطابقة فهو يخادع سامعيه. أى أن (بولس) لا يخرج عن "كاذب" أو "مخادع" فاختر لصاحبك أيهما تشاء.
وتقول: "ولو كان مزورا لكتب الاحاديث بالنص وبسهولة كسهولة عثورى عليها". كلا ولكن (بولس) مطمئن إلى غفلة قرائه .. ألا ترى أنك كنت تنسخ أجزاء حكاية (بولس) بكل استمتاع وتأييد حتى أنك قسمتها على أربعة موضوعات ولم تنهها بعد ؟! .. بل إنك كنت قد لونت الفقرة التى يروى فيها (بولس) رؤيته التى نتناقش فيها باللون الأحمر الفاقع !! .. كاتب حكاية (بولس) عزيزى يدغدع أحاسيس النصرانى بمثل هذه الخزعبلات، وهذا التخدير هو الذى ألهاك وغيرك عن التدقيق فى كلام الكاذب.
العجيب أننا عندما ننبهكم إلى كذب الكاذبين تدعى أنك لا تهدر وقتك فى القشور (بصرف النظر عن مشاركاتك التى سبقت والتى ستأتى !) .. لكن أقول: لا تهدر وقتك على القشور وأنت أهدرته من قبل على نسخ هذه القشور والسخافات فى أربعة موضوعات ولم تنتهِ بعد !! .. وعلى أية حال، فإن القمص زكريا بطرس لا يرى ما ترى، إذ رأى أهمية قراءة القصة - من النسخة المطولة ! - والتعليق عليها بكل تفاعل وتعاطف ، على مسامع نصارى غرفته فى البالتوك ، على مدار زمان طويل !
كان من كذب (بولس): "فقال ابن كثير إن المسيح كان له كرامة أن يرزق من يشاء". ولم يقل ابن كثير ذلك لا بلفظه ولا معناه !
وتقول: "هذه الحادثة العجيبة التى ذكرها ابن كثير والتى أنفرد بها السيد المسيح فيها الدليل على هذه الكرامة". الآثار التى رواها ابن كثير هى آثار يرويها ولا يشترط أن تكون من رأيه، فلا يصح نسبتها إليه. وهنا تقابلنا مرة أخرى مشكلة عدم الدقة النصرانية فى مقابلة الدقة العلمية الإسلامية. هذه واحدة. والثانية: أن هذه الآثار لا تفيد إلا إكرام الله للمسيح بإنزال طعام قليل يأكل منه الجمع الكثير. وليس هذا ما أراد (بولس) تقريره، وإنما نسب لابن كثير أن المسيح كان "يرزق من يشاء" ! .. هكذا بإطلاق جاهل شركى ! .. "يرزق من يشاء" هذه لم تكن للمسيح ولا لغيره، وإنما الله ينزل الطعام على من شاء من أتباع الأنبياء .. أعلم أن الأمرين مستويان عندك، وهذه المشكلة التى نبهتك عليها أولاً: الدقة العلمية ! .. الله هو الذى "يرزق من يشاء". وأما المسيح فمجرد عبد أنعم ربه عليه لا يزيد على ذلك، قال تعالى: { إن هو إلا عبد أنعمنا عليه } .. فابن كثير رحمه الله وحاشاه لم يقل: "إن المسيح كان له كرامة أن يرزق من يشاء"، هذا كذب من (بولس)، وهو كذب مفضوح ! ولو روجه قمص على أسماع النصارى جهرة !
وأما قولك "أنفرد بها السيد المسيح" فهذا جهل منك؛ لأن الله أنزل على أتباع موسى عليه السلام المن والسلوى. وقدر المسيح لا يدانى قدر موسى الكليم، عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.
تحتج برواية مفادها أن قريشـًا طلبت من نبينا عليه الصلاة والسلام أن يحول الصفا ذهبـًا، فدعا فأتاه الوحى: إن شئت أصبح الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة. قال: بل باب التوبة والرحمة.
حسبت أنت أن نبينا عليه الصلاة والسلام رفض المعجزة لأنه ليس نبيـًا صادقـًا، وهذا جهل منك؛ لأن الرواية التى تحتج بها فيها أن الله قد خيره، والله لا يخير النبى الكاذب. فإن كنت تحتج بالرواية فجهل منك أن تحتج بما هو حجة عليك ! .. وإن كانت الرواية ليست حجة عندك ولا تصدقها فجهل منك أن تحتج بما لا تؤمن بصدقه ! .. فإن قلت: لا أؤمن بصدقها ولكن أحتج على المسلمين الذين يؤمنون بها من باب إلزام الخصم، فهذا جهل منك أيضـًا، لأن الرواية ليس فيها حجة على المسلمين كما قدمنا، بل فيها تثبيت معجزات النبى عليه الصلاة والسلام لما خيره ربه. فعلى كل الأحوال إيرادك للرواية على مقصودك جهل لازم.
ثم إن المسيح لم يستجب للحواريين مباشرة؛ لأن المعجزات ليست بيديه ولا إليه، وإنما المعجزات بيد الله وحده، وإنما المسيح عبد لا يزيد على ذلك، ولو استنكف من ذلك عذبه سيده ! .. فالحواريون لما طلبوا المائدة قال المسيح: { اتقوا الله إن كنتم مؤمنين } فلم يأتهم بما طلبوا مباشرة. ولم يستجب إلا بعد قولهم { نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين } فلو كان تأخير النبى للمعجزة دليلاً على كذبه للزمك هنا أن المسيح ليس من عند الله.
والمسيح لم يستطع الإتيان بشىء إلا بعد الاضطرار إلى الله فى الدعاء، فالآيات من الله وحده، ولا تكون إلا بإذنه تعالى وعز وجل. ولم يستجب الله للمسيح مباشرة ولكن اشترط { إنى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنى أعذبه عذابـًا لا أعذبه أحدًا من العالمين }. فلو كانت الآيات والمعجزات من المسيح لما اضطر كالعبد المتذلل إلى سيده فى الدعاء، ولما اشترط عليه ربه ومولاه ما شرط.
وأما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد آتى قومه من المعجزات البينة الظاهرة، وعلى رأسها القرآن الكريم، وقد عجزوا عن معارضته كلهم، بخلاف انشقاق القمر وغيره. فلم يطلبوا انقلاب الصفا ذهبـًا لأنه لم يأتِ بمعجزة، ولكنهم أرادوا التعنت لا غير. ومن سنن الله عز وجل أنه ينزل من المعجزات ما يريد سبحانه لا ما يريد عباده ويشترطون، فإن المعجزة التى ينزلها الله كالمعجزة التى يطلبها عباده ولا فرق، فمن كان مؤمنـًا بالمعجزات لزمه الإيمان بما أنزله الله دون اشتراط لأن الكل معجز، ومَن أنكر المعجزات الأولى فلا تنفعه التى يطلبها إذ لم تنفعه الأولى. فلا يستجيب الله فى طلبه إلا بشرط التعذيب والإهلاك عند عدم الإيمان. وهذا ما خيره الله نبيه محمدًا ، فلم يشأ عليه الصلاة والسلام أن تكون أمته كالأمم السابقة المهلكة ولكن رجا أن يكون أكثر الأنبياء تابعـًا يوم القيامة، فاختار لهم باب الرحمة والتوبة، وسلام الله على رحمته للعالمين.
ولو كان مجرد رفض الرسول للمعجزة "المقترحة" تكذيبـًا لرسالته، لكان المسيح أولى بذلك التكذيب، عندما رفض الآية المقترحة كما فى مرقص 8 : "فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه. فتنهد بروحه وقال: لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية. ثم تركهم ودخل أيضا السفينة ومضى إلى العبر".
فليس فى الرواية حجة علينا، لا بحسب الإسلام، ولا بحسب النصرانية. والحمد لله.
وأرجو أن تكون مثل هذه المسائل الخارجة عن الموضوع فى موضوع منفصل، وإنما استجبت لك هذه المرة حتى لا تغضب، وحتى تعلم أن الأمر قد يطول فيحتاج إلى موضوع منفصل.
ملحوظة: قولك "يا حرام" فهذه سوقية أرجو الترفع عنها.
تعليق