مقدمة كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة - للشيخ أحمد فريد
مُقَدِّمَة
الحمد لله الواحد، العزيز المَاجِد، المتفرد بالتوحيد، والمتمجدِ بالتمجيدِ، الذي لا تبلغه صفاتُ العبيد، ليس له منازع ولا نديد، وهو المبدئ المعيد، الفعَّال لما يريد، جلَّ عن اتخاذ الصواحب والأولاد، لم تغرب عنه خفيات الأمور، ولم تغيره سوالف صروف الدهور، خلق الأشياء بقدرته ودبرها بمشيئته، وقهرها بجبروته، وذللها بعزته، فذل لعظمته المنكرون، واستكان لعز ربوبيته المتكلمون، وانقطع دون الرسوخ في علمه العالمون.
فنحمده كما حمد نفسه، وكما هو أهله ومستحقه، وكما حمده الحامدون من جميع خلقه، ونستعينه استعانة من فوض أمرَه إليه، وأقرَّ أنه لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه، ونستغفره استغفار مُقِرٍّ بذنبه، معترف بخطيئته.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارًا بوحدانيته وإخلاصًا لربوبيته.
ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ونبيه وأمينه وصفيه، أرسله إلى خلقه بالنور الساطع، والسراج اللامع والحجج الظاهرة، والآيات الباهرة، فبلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وجاهد في الله حق جهاده، حتى تمت كلمة الله - عز وجل - وظهر أمره، وانقاد الناس للحق خاضعين، حتى أتاه اليقين، فصلوات الله عليه من قائد إلى هدى مبين، وعلى آل بيته الطيبين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه الغُرِّ الميامين، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
وبعد...
فإن أهل كل زمان يحتاجون أن يبلغهم الحق بلغتهم، وبالطريقة التي تبلغها عقولهم، وتوافق هممهم، ولو نظرت في كتب المتقدمين لرأيتها على ما تضمنته من الحق والصواب، من الإسهاب والتدقيق وما تتقاصر دونه همم أكثر المعاصرين، وتقصر دون فهمها عقول الطالبين، ثم إن كثيرًَا من مؤلفات المتأخرين قد تجانب الصواب في بعض الأبواب، أو تكون من البساطة في العقيدة بما لا يوافق طلاب العلم الشريف، فرأيت أن أجمع كتابًا في العقيدة السلفية من كتب المتقدمين وكتابات المحققين من المتأخرين، يسهل تناوله لكل طالب، ويقرب الحق لكل راغب. وعلم التوحيد هو أول ما يجب معرفته بالدليل، والتوحيد مأخوذ من أن الله - سبحانه وتعالى - واحد، والحق أن معرفة الإله الواحد هو صلب هذا العلم، حسب ما عرفنا الله - عز وجل - بنفسه، وما عرفنا به رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو أشرف العلوم؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وليس أحدٌ أشرف من الله - عز وجل.
وهو علم الأصول، وهو الفقه الأكبر، وهو كذلك علم العقيدة، والعقيدة: هي التصديق بالشيء، والجزم به دون شك أو ريبة، فهي بمعنى الإيمان، ومفهوم الإيمان أو العقيدة ينتظم ستة أمور:
أولًًا: الإيمان بالله - تعالى - بربوبيته وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وباستحقاقه وحده لجميع ألوان العبادة لا إله غيره ولا ربَّ سواه.
ثانيًا: الإيمان بملائكة الله - تعالى - التي أخبرنا بها، وما ثبت عن رسوله المعصوم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من صفاتها ووظائفها.
ثالثًا: الإيمان بكتب الله المنزلة على رسله الكرام جملة وتفصيلًا.
رابعًا: الإيمان بأنبياء الله ورسله الذين اختارهم الله لهداية خلقه.
خامسًا: الإيمان باليوم الآخر: ويشمل ذلك الإيمان بالموت وما بعده من حياة البرزخ والقيامة والجنة والنار.
سادسًا: الإيمان بالقدر خيره وشره وحلوه ومره.
وعمدة هذا التفريع حديث جبريل المشهور حين جاء إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) [1].
وهذه الأمور الستة هي أركان الإيمان، وهي الأصول التي بعث بها الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بل وكل رسول قبله كما قال الله - عز وجل: { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }[2].
قال الشيخ سيد سابق - رحمه الله:
وما شرعه الله لنا من الإيمان، ووصانا به كما وصى رسله السابقين هو أصول العقائد وقواعد الإيمان، لا فروع الدين ولا شرائعه، فإن لكل أمة من التشريعات العملية ما يتناسب مع ظروفها وأحوالها ومستواها الفكري والروحي: { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً}[3].
ثم قال - رحمه الله: وإنما جعل الله هذه العقيدة عامة للبشر، وخالدة على الدهر، لما لها من الأثر البين والنفع الظاهر في حياة الأفراد والجماعات.
فالمعرفة بالله من شأنها أن تفجر المشاعر النبيلة وتوقظ حواس الخير، وتربي ملكة المراقبة، وتبعث على طلب معالي الأمور وأشرافها، وتنأى بالمرء عن محقرات الأعمال وسفسافها.
والمعرفة بالملائكة تدعو إلى التشبه بهم، والتعاون معهم على الحق والخير، كما تدعوا إلى الوعي الكامل واليقظة التامة، فلا يصدر من الإنسان إلا ما هو حسن، ولا يتصرف إلا لغاية كريمة.
والمعرفة بالكتب الإلهية إنما هي عرفان بالمنهج الرشيد، الذي رسمه الله للإنسان كي يصل بالسير عليه إلى كماله المادي والأدبي.
والمعرفة بالرسل إنما يقصد بها ترسم خطاهم، والتخلق بأخلاقهم، والتأسي بهم، باعتبار أنهم يمثلون القيم الصالحة، والحياة النظيفة التي أرادها الله للناس.
والمعرفة باليوم الآخر هي أقوى باعث على فعل الخير وترك الشر.
والمعرفة بالقدر: تزود المرء بقوى وطاقات تتعدى كل العِقاب والصعاب وتصغر دونها الأحداث الجسام.
وهكذا يبدو بجلاء أن العقيدة إنما يقصد بها تهذيب السلوك، وتزكية النفوس، وتوجيهها نحو المثل الأعلى، فضلًا عن أنها حقائق ثابتة، وهي تعد من أعلى المعارف الإنسانية، إن لم تكن أعلاه على الإطلاق [4].
قلت: وهي قبل ذلك وبعده أول واجب على العبد نحو ربه الجليل - عز وجل - أن يتعرف على ربه كما عرفنا بنفسه وكما عرفنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم يفرد ربه - عز وجل: بجميع ألوان العبادة دون من سواه. قال الله - عز وجل: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [5].
ونحن في هذا الوقت الذي ننادي فيه بالتصفية والتربية تشتد الحاجة فيه إلى كتاب منهجي عن العقيدة يتربى عليه الشباب المسلم، فالتوحيد هو الأصل الأول من الأصول العلمية للدعوة السلفية، والأمر بالتوحيد هو أول أمر في كتاب الله. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [6].
وقد اشترط الله - عز وجل- على جميع المسلمين أن تكون عقيدتهم مطابقة لعقيدة الصحابة - رضي الله عنهم؛ فقال - تعالى: { فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ } [7]. فيجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الصحيحة السلفية التي مضى عليها سلف الأمة رضي الله عنهم.
وقد عمدت بفضل الله - عز وجل - وتوفيقه إلى جمع هذا المصَنَّف أُقَرِّبُ به عقائد السلف إلى طلاب العلم الشريف، وطريقتي في البحث أن أبدأ في كل قضية من قضايا التوحيد بذكر العقيدة السلفية بأوجز عبارة وألطف إشارة، ثم أذكر أدلة ذلك من صريح الكتاب وصحيح السنة، وأستأنس بآثار سلف الأمة، وربما أذكر عقائد المخالفين لدحض شبههم ودفع باطلهم، وقبل أن أوضح أصول الإيمان الستة بدأت بذكر قضية الإيمان والكفر، والله - تعالى- هو الموفق للصواب، والهادي للرشاد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وقد بذلت جهدًا أحتسبه عند الله - عز وجل- في تحقيق المرفوع من الأخبار ولا أدعي أنني استوعبت مواضع الأحاديث في كتب السنة، وإنما اقتصرت في الغالب على الصحيحين إن كان الحديث فيهما أو بقية الكتب الستة، وربما زدت على ذلك بحسب ما توفر لدي من المراجع الحديثة وهمة البحث، والله يغفر لي تقصيري وزللي وينفعني يوم القيامة بصالح عملي، وأسميت هذا الكتاب المبارك:
فنحمده كما حمد نفسه، وكما هو أهله ومستحقه، وكما حمده الحامدون من جميع خلقه، ونستعينه استعانة من فوض أمرَه إليه، وأقرَّ أنه لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه، ونستغفره استغفار مُقِرٍّ بذنبه، معترف بخطيئته.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارًا بوحدانيته وإخلاصًا لربوبيته.
ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ونبيه وأمينه وصفيه، أرسله إلى خلقه بالنور الساطع، والسراج اللامع والحجج الظاهرة، والآيات الباهرة، فبلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وجاهد في الله حق جهاده، حتى تمت كلمة الله - عز وجل - وظهر أمره، وانقاد الناس للحق خاضعين، حتى أتاه اليقين، فصلوات الله عليه من قائد إلى هدى مبين، وعلى آل بيته الطيبين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه الغُرِّ الميامين، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
وبعد...
فإن أهل كل زمان يحتاجون أن يبلغهم الحق بلغتهم، وبالطريقة التي تبلغها عقولهم، وتوافق هممهم، ولو نظرت في كتب المتقدمين لرأيتها على ما تضمنته من الحق والصواب، من الإسهاب والتدقيق وما تتقاصر دونه همم أكثر المعاصرين، وتقصر دون فهمها عقول الطالبين، ثم إن كثيرًَا من مؤلفات المتأخرين قد تجانب الصواب في بعض الأبواب، أو تكون من البساطة في العقيدة بما لا يوافق طلاب العلم الشريف، فرأيت أن أجمع كتابًا في العقيدة السلفية من كتب المتقدمين وكتابات المحققين من المتأخرين، يسهل تناوله لكل طالب، ويقرب الحق لكل راغب. وعلم التوحيد هو أول ما يجب معرفته بالدليل، والتوحيد مأخوذ من أن الله - سبحانه وتعالى - واحد، والحق أن معرفة الإله الواحد هو صلب هذا العلم، حسب ما عرفنا الله - عز وجل - بنفسه، وما عرفنا به رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو أشرف العلوم؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وليس أحدٌ أشرف من الله - عز وجل.
وهو علم الأصول، وهو الفقه الأكبر، وهو كذلك علم العقيدة، والعقيدة: هي التصديق بالشيء، والجزم به دون شك أو ريبة، فهي بمعنى الإيمان، ومفهوم الإيمان أو العقيدة ينتظم ستة أمور:
أولًًا: الإيمان بالله - تعالى - بربوبيته وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وباستحقاقه وحده لجميع ألوان العبادة لا إله غيره ولا ربَّ سواه.
ثانيًا: الإيمان بملائكة الله - تعالى - التي أخبرنا بها، وما ثبت عن رسوله المعصوم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من صفاتها ووظائفها.
ثالثًا: الإيمان بكتب الله المنزلة على رسله الكرام جملة وتفصيلًا.
رابعًا: الإيمان بأنبياء الله ورسله الذين اختارهم الله لهداية خلقه.
خامسًا: الإيمان باليوم الآخر: ويشمل ذلك الإيمان بالموت وما بعده من حياة البرزخ والقيامة والجنة والنار.
سادسًا: الإيمان بالقدر خيره وشره وحلوه ومره.
وعمدة هذا التفريع حديث جبريل المشهور حين جاء إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) [1].
وهذه الأمور الستة هي أركان الإيمان، وهي الأصول التي بعث بها الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بل وكل رسول قبله كما قال الله - عز وجل: { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }[2].
قال الشيخ سيد سابق - رحمه الله:
وما شرعه الله لنا من الإيمان، ووصانا به كما وصى رسله السابقين هو أصول العقائد وقواعد الإيمان، لا فروع الدين ولا شرائعه، فإن لكل أمة من التشريعات العملية ما يتناسب مع ظروفها وأحوالها ومستواها الفكري والروحي: { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً}[3].
ثم قال - رحمه الله: وإنما جعل الله هذه العقيدة عامة للبشر، وخالدة على الدهر، لما لها من الأثر البين والنفع الظاهر في حياة الأفراد والجماعات.
فالمعرفة بالله من شأنها أن تفجر المشاعر النبيلة وتوقظ حواس الخير، وتربي ملكة المراقبة، وتبعث على طلب معالي الأمور وأشرافها، وتنأى بالمرء عن محقرات الأعمال وسفسافها.
والمعرفة بالملائكة تدعو إلى التشبه بهم، والتعاون معهم على الحق والخير، كما تدعوا إلى الوعي الكامل واليقظة التامة، فلا يصدر من الإنسان إلا ما هو حسن، ولا يتصرف إلا لغاية كريمة.
والمعرفة بالكتب الإلهية إنما هي عرفان بالمنهج الرشيد، الذي رسمه الله للإنسان كي يصل بالسير عليه إلى كماله المادي والأدبي.
والمعرفة بالرسل إنما يقصد بها ترسم خطاهم، والتخلق بأخلاقهم، والتأسي بهم، باعتبار أنهم يمثلون القيم الصالحة، والحياة النظيفة التي أرادها الله للناس.
والمعرفة باليوم الآخر هي أقوى باعث على فعل الخير وترك الشر.
والمعرفة بالقدر: تزود المرء بقوى وطاقات تتعدى كل العِقاب والصعاب وتصغر دونها الأحداث الجسام.
وهكذا يبدو بجلاء أن العقيدة إنما يقصد بها تهذيب السلوك، وتزكية النفوس، وتوجيهها نحو المثل الأعلى، فضلًا عن أنها حقائق ثابتة، وهي تعد من أعلى المعارف الإنسانية، إن لم تكن أعلاه على الإطلاق [4].
قلت: وهي قبل ذلك وبعده أول واجب على العبد نحو ربه الجليل - عز وجل - أن يتعرف على ربه كما عرفنا بنفسه وكما عرفنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم يفرد ربه - عز وجل: بجميع ألوان العبادة دون من سواه. قال الله - عز وجل: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [5].
ونحن في هذا الوقت الذي ننادي فيه بالتصفية والتربية تشتد الحاجة فيه إلى كتاب منهجي عن العقيدة يتربى عليه الشباب المسلم، فالتوحيد هو الأصل الأول من الأصول العلمية للدعوة السلفية، والأمر بالتوحيد هو أول أمر في كتاب الله. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [6].
وقد اشترط الله - عز وجل- على جميع المسلمين أن تكون عقيدتهم مطابقة لعقيدة الصحابة - رضي الله عنهم؛ فقال - تعالى: { فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ } [7]. فيجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الصحيحة السلفية التي مضى عليها سلف الأمة رضي الله عنهم.
وقد عمدت بفضل الله - عز وجل - وتوفيقه إلى جمع هذا المصَنَّف أُقَرِّبُ به عقائد السلف إلى طلاب العلم الشريف، وطريقتي في البحث أن أبدأ في كل قضية من قضايا التوحيد بذكر العقيدة السلفية بأوجز عبارة وألطف إشارة، ثم أذكر أدلة ذلك من صريح الكتاب وصحيح السنة، وأستأنس بآثار سلف الأمة، وربما أذكر عقائد المخالفين لدحض شبههم ودفع باطلهم، وقبل أن أوضح أصول الإيمان الستة بدأت بذكر قضية الإيمان والكفر، والله - تعالى- هو الموفق للصواب، والهادي للرشاد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وقد بذلت جهدًا أحتسبه عند الله - عز وجل- في تحقيق المرفوع من الأخبار ولا أدعي أنني استوعبت مواضع الأحاديث في كتب السنة، وإنما اقتصرت في الغالب على الصحيحين إن كان الحديث فيهما أو بقية الكتب الستة، وربما زدت على ذلك بحسب ما توفر لدي من المراجع الحديثة وهمة البحث، والله يغفر لي تقصيري وزللي وينفعني يوم القيامة بصالح عملي، وأسميت هذا الكتاب المبارك:
((عقيدة أهل السنة والجماعة))
وهو اسم يوافق مسماه، حيث إنني جمعت فيه أزكى وأطيب ما وقفت عليه من مصنفات العلماء السلفيين السابقين منهم واللاحقين؛ فمن كان شحيحًا بدينه، حريصًا على يقينه، فعليه أن يصرف ساعة يسيرة من أوقاته الشريفة في الخوض في هذا الكتاب ومبانيه، ويتخذ زادًا كافيًا شافيًا من معانيه.
والله يهدينا وإخواننا المسلمين إلى صراطه المستقيم، ويجمع بيننا وبين السلف الصالحين في أعلى عليين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
________________
(1) رواه البخاري (1/114) الإيمان، ومسلم (1/157-160) الإيمان.
(2) سورة الشورى:13.
(3) سورة المائدة: 48.
(4) العقائد الإسلامية لسيد سابق ص(9، 10) بتصرف.
(5) سورة الذاريات: 56.
(6)سورة البقرة: 21.
(7) سورة البقرة: 137.
والله يهدينا وإخواننا المسلمين إلى صراطه المستقيم، ويجمع بيننا وبين السلف الصالحين في أعلى عليين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
________________
(1) رواه البخاري (1/114) الإيمان، ومسلم (1/157-160) الإيمان.
(2) سورة الشورى:13.
(3) سورة المائدة: 48.
(4) العقائد الإسلامية لسيد سابق ص(9، 10) بتصرف.
(5) سورة الذاريات: 56.
(6)سورة البقرة: 21.
(7) سورة البقرة: 137.
منتدى الحكمة الفضائية
تعليق