في القرآن الكريم . لماذا يقسم الله بمخلوقاته وليس بذاته الالهيه ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

louiza_ مسلمة اكتشف المزيد حول louiza_
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 6 (0 أعضاء و 6 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • louiza_
    حارسة من حراس العقيدة

    • 9 مار, 2009
    • 1120
    • ربة منزل
    • مسلمة

    في القرآن الكريم . لماذا يقسم الله بمخلوقاته وليس بذاته الالهيه ؟

    عرض الافتراء

    القسم دليل على الايمان والعبادة، والقسم بالله شهادة للتوحيد. والقسم بغير الله انحراف عن التوحيد.
    في المحاكم يُعتمد القسم الرسمي بذات الله وبكلامه للشاهد او المدعي، حيث نصت قوانين المرافعات " البينة على من ادعى واليمين على من انكر" ومن يحنث بقسمه يتعرض للعقوبات لأنه يستخف بالذات الالهية. فالقسم دائما يكون بذات الله وليس بمخلوقاته.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عرض مواطن الافتراء

    في القرآن القسم مختلف تماما، فالله لايقسم بذاته بل بمخلوقاته التي لا تقدم ولاتؤخر.
    جاء في سورة الطور: " وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُور فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِن دَافِعٍ"
    فما فائدة القسم بجبل ؟ وهناك اعظم من الجبال !!!

    عرض الهدف من الافتراء

    هل يجامل اللهُ العربَ ليقسم بما كانوا يعرفون ليؤمنوا به حتى لو كانت من الجماد او الحيوان اوالنبات. وهل القسم يتم بالخالق الاعظم ام بالشئ الادنى عظمة ومن مخلوقات الخالق ؟ وحتى لو كان الله هو من يقسم فلا وجود لاعظم منه فيقسم بذاته كما جاء بآيات العهد الجديد والقديم من الكتاب المقدس . وهل اتباع طريقة القسم الوثني فيه جمال لاسلوب وكمال التنزيل؟ سؤال بحاجة الى اجابة

    منتظرة مشاركة المسلمين وانا متأكده من قوة حجتكم وثبات عقيدتكم وناقل الكفر ليس بكافر
  • The Truth
    المشرف العام
    على أقسام النصرانيات

    • 28 يون, 2009
    • 2239
    • Chemist
    • مسلم

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله اختنا الكريمة
    أسأل الله تعالى ان تكونوا بكامل الخير
    الامر حقا يشغل البعض و اجمل ما قرأت في موضوع بحثا حول الامر بعنوان
    ((أسْلوبُ القسَم الظاهر في القرآن الكريم بلاغته وأغراضه))
    د. سامي عطا حسن
    جامعة آل البيت المفرق المملكة الأردنية الهاشمية

    ************************
    أنواع القسم الظاهر في القرآن الكريم

    المطلب الأول : - إقسامه تعالى بذاته وصفاته . وقد جاء في خمسة مواطن من القرآن : -

    الموطن الأول : قوله تعالى في سياق الكلام على المنافقين : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما . ) [1]

    الموطن الثاني : قوله تعالى : ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون . ) [2]

    الموطن الثالث : قوله تعالى : ( فوربك لنحشرنهم والشياطين . ) [3]

    الموطن الرابع : قوله تعالى :( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون .) [4]

    الموطن الخامس : قوله تعالى : ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين . ) [5] .

    وأما قوله تعالى في سورة يونس :( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ) [6] ، وقوله تعالى في سورة التغابن : - ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ) [7] فليس من باب إقسامه تعالى بذاته ، وإنما هو من باب تعليمه النبي – صلى الله عليه وسلم – كيفية الجواب ، فهو بالنهاية من أقسام النبي – صلى الله عليه وسلم - بربه ، على الطريقة التي دله الله عليها ، وأرشده إليها

    المطلب الثاني : - وهو إقسامه تعالى بمخلوقاته ، وهو كثير في القرآن .

    القسم بالمخلوقات في القرآن الكريم :
    إذا إستقصينا القسم في القرآن وجدناه تعالى يقسم على أصول الإيمان التي يجب على الخلق معرفتها ، فتارة يقسم على أن الله واحد ، وتارة يقسم على البعث ، وتارة يقسم على حال الإنسان .

    يقسم على أن الله واحد ، كقوله تعالى : (والصافات صفا . فالزاجرات زجرا . فالتاليات ذكرا . إن إلهكم لواحد)[8] .

    وعلى أن القرآن حق ، كقوله تعالى : (فلا أقسم بمواقع النجوم . وإنه لقسم لو تعلمون عظيم . إنه لقرآن كريم) [9] .

    وعلى أن الرسول حق ، كقوله تعالى : - (يس .والقرآن الحكيم . إنك لمن المرسلين ) [10] . وعلى الجزاء ، كقوله تعالى : ( والطور . وكتاب مسطور. في رق منشور. والبيت المعمور. والسقف المرفوع .والبحر المسجور . إن عذاب ربك لواقع . ما له من دافع )[11] .

    وعلى حال الإنسان ، كقوله تعالى : (والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . وما خلق الذكر والأنثى . إن سعيكم لشتى) [12] .

    وفي هذه الآيات وغيرها ترى المقسم به من مخلوقات الله تعالى ، فبإقسامه أولا ، وكونه يقسم بالمخلوقات ثانيا، أثار الشبهات التالية [13] : -

    1 - الجري على عادة الحلف عندنا غير محمود شرعا ،فالذي يلجأ للقسم متهم في صدقه ، مفتقر إلى تأييد دعواه ، فلماذا أكثر الله من الأقسام في القرآن . ؟

    2- نهى النبي – صلى الله عليه وسلم- عن الحلف بغير الله [14]، ثم إن الحلف بغير الله يقتضي تعظيمه ، والعظمة لله وحده ، واجتناب الحلف مطلوب شرعا ، فكيف يحلف الله بمخلوقاته ، كالتين والزيتون ؟

    3 - القسم القرآني كما قلنا وقع على أمور مهمة جدا ، هي أصول الإيمان ، فما المقصود به ؟ إن كان المقصود تحقيق المحلوف عليه وإثباته في ذهن المؤمن ، فالمؤمن مصدق لا يحتاج إلى يمين ، وإن كان المقصود به تحقيقه وإثباته في ذهن الكافر ، فالكافر لا يصدق باليمين [15]، ولا يقنعه إلا الدليل الساطع ، والبرهان القاطع . تلك الشبهات تخطر كلها أو بعضها في بال كثير من الناس .

    فإذا سأل أحدهم : كيف يقسم الله بمخلوقاته ؟ كان الجواب : إن الله أراد تشريف تلك المخلوقات ، والتنويه بها وإعلاء شأنها ، والرد على من ذمها ، وهذا ظاهر الصحة في قوله تعالى : (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) [16]، إذا قلنا إنه خطاب من الله لنبيه – صلى الله عليه وسلم- ، فقد كان النبي واحدا من العرب ، ظهر فيهم وعليهم ، فلقي منهم إيذاءً واستهزاء ، ولقي منه عنادا وإصراراً ، وعتواً واستكبارا ، فمن المعقول أن يشرفه الله بأن يقسم بحياته ، أما أن يشرف الخيل العاديات ضبحا بالقسم ، فبعيد ، وأبعد منه أن يشرف بالقسم كلا من الشمس ، والقمر ، والنجوم ، وقد بلغت عندهم من الشرف غايتة ، حتى عبدها بعضهم ، وفي تشريفه إياها بالقسم بها ، إغراء لهم بالتمادي في عبادتها ، وهو يقول – سبحانه - (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر . )[17] .

    أساس تلك الشبهات : -

    لعل مما سبب في تسرب هذه الشبهات إلى الأذهان ، ظنها أن الغرض من القسم تقديس المقسم به ، أو تشريفه وتعظيمه ، وساعد على ذلك ، أن معظم ما أقسم الله به من مخلوقاته شريف في ذاته ، كالقرآن ، والشمس ، والقمر ، ولكن القسم في اللغة قد يكون بالخسيس كذلك ، ليؤدي غرضاً مقصوداً ، وسنرى في الأسطر القادمة ، أن في القسم بالمخلوقات ، نوع يباين القسم التقديسي ، ويباين القسم التشريفي ، وجيئ به ليؤدي غرضاً جليلا لا يؤديه غيره .

    ولما كان القرآن قد نزل بلغة العرب ، وعلى طريقتهم ، وأسلوبهم ، كان علينا أن نعرف الغرض الأصلي من القسم عندهم ، وأن نتبين خصائصه وأهدافه ، لتتداعى تلك الشبهات .

    **********************
    [1] - سورة النساء : آية / 65 .
    [2] - سورة الحجر : الآيتان / 92، 93 .
    [3] - سورة مريم : آية / 68 .
    [4] - سورة الذاريات : آية / 23 .
    [5] - سورة المعارج : الآيتان / 40 ، 41 .
    [6] - سورة يونس : آية / 53 .
    [7] - سورة التغابن : آية / 7 .
    [8]-سورة الصافات : الآيات/1، 2 ، 3 ، 4 .
    [9] - –سورة الواقعة :الآيات /75، 76 ، 77 .
    [10] - سورة يس : الآيات /1 ، 2 ، 3 .
    [11] - سورة الطور : الآيات /1، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 .
    [12] - سورة الليل الآيات /1 ، 2 ، 3 ، 4 . .وانظر ابن قيم الجوزية : التبيان في أقسام القرآن ، ص 4 – 8 .
    [13] - عبد الحميد الفراهي : إمعان في أقسام القرآن ،ص 4. ( بتصرف ) .
    [14] - الإمام مسلم : صحيح مسلم : كتاب الأيمان ، ج11 / ص 104- 107 .
    [15] - انظر : الزركشي : البرهان في علوم القرآن ، ج3/ ص 41 .
    [16] - سورة الحجر : آية /72.
    [17] - سورة فصلت : آية /37.

    يُتبع

    تعليق

    • جـنـدي الـمـسـتـقـبـل
      3- عضو نشيط

      • 1 أكت, 2008
      • 389
      • طالب
      • مسلم

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم ..!

      القسم : بفتح القاف والسين ، اليمين ، وهو : تأكيد الشيء بذكر مُعَظَّم بالواو ، أو إحدى أخواتها ، وأدواته ثلاث :

      الواو – مثل قوله تعالى : (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقّ)(الذريات: الآية 23) ويحذف معها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم ظاهر .

      والباء – مثل قوله تعالى (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (القيامة:1) ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال ، ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82) ويجوز أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا ، وأن يليها ضمير كما في قولك : الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين .

      والتاء – مثل قوله تعالى : (تاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)(النحل: الآية 56) ويحذف معها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم الله ، أو رب مثل : ترب الكعبة لأحجن إن شاء الله .

      والأصل ذكر المقسم به ، وهو كثير كما في المثل السابقة . وقد يحذف وحده مثل قولك : أحلف عليك لتجتهدن .

      وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)

      والأصل ذكر المقسم عليه ، وهو كثير مثل قوله تعالى : (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُن)(التغابن: الآية 7) وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1) وتقديره ليهلكن .

      وقد يحذف وجوبا إذا تقدمه ، أو اكتنفه ما يغني عنه ، قاله ابن هشام في المغني ومثل له بنحو : زيد قائم والله ، وزيد والله قائم .

      وللقسم فائدتان :

      إحداهما : بيان عظمة المقسم به .

      والثانية : بيان أهمية المقسم عليه ، وإرادة توكيده ، ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية :

      الأولى : أن يكون المقسم عليه ذا أهمية .

      الثانية : أن يكون المخاطب مترددا في شأنه .

      الثالثة : أن يكون المخاطب منكرا له . [ اصول فِي التفسِير لابن عثِيمِين ]

      للفائدة اكثر : هنا

      تعليق

      • هبـة الله
        3- عضو نشيط
        • 13 نوف, 2009
        • 326
        • مهندس
        • مسلم

        #4
        كتبت مداخلتى قبل ان اقرأ رد الزميل truth هو كفى و وفى ان شاء الله

        تعليق

        • The Truth
          المشرف العام
          على أقسام النصرانيات

          • 28 يون, 2009
          • 2239
          • Chemist
          • مسلم

          #5
          أغراض القسم القرآني وأهدافه

          يقول ابن يعيش : - (الغرض من القسم : توكيد ما يقسم عليه من نفي وإثبات) [1]

          وقال ابن القيم : (والمقسم عليه : يراد بالقسم توكيده ، وتحقيقه) [2]،

          والقرآن نزل بلغة العرب ، ومن عاداتها القسم إذا أرادت أن تؤكد أمرا ، وقلما نجد القسم مستعملا في اللغات الأخرى وآدابها [3] .

          وكثيرا ما يحتاج المتكلم إلى تأكيد خبر يسوقه ، أو توثيق وعد يصدر منه، وبخاصة في الأمور المهمة كالمحالفات ، والمعاهدات ، وكان للتأكيد عند العرب صيغ مختلفة ، وكان القسم أقواها تأكيدا وتحقيقا ، لأنه يفيد الجزم بصحته ، والقطع بصدقه ، وقد بلغ من شأن القسم عندهم ، أنهم كانوا يحترزون كل الإحتراز من الأيمان الكاذبة ، ويعتقدون أنها شؤم على صاحبها ، تخرب الديار ، وتدعها بلاقع ، لما فيها من الغدر والخيانة ، ومن أجل هذا كانت اليمين عندهم قاطعة في إثبات الحقوق .

          فالغرض الأصلي من القسم تأكيد المقسم عليه ، أما تقديس المقسم به ، أو تشريفه ، فغير مقصود أصالة ، وإن أتى تبعا

          والقسم أنواع :

          1- نوع يلزم فيه التقديس .
          2- ونوع فيه تشريف وإعزاز للمقسم به .
          3 - ونوع ثالث هو المقصود بالبيان ، يكون القسم فيه بالدليل ، أو ما في حكمه، وهو القسم الاستدلالي .

          القسم التقديسي : - وهو إقسام الإنسان بمعبوده ، فهو عند المسلمين : أن يقسم بالله أو بصفة من صفاته ، فيقول أحدهم : أقسم بالله ، أو بعزته ، أو بجلاله لأفعلن كذا ، وهو أقوى أنواع القسم تأكيدا للمقسم عليه ، وهو القسم الشرعي ، الذي يأثم الإنسان على نقضه بعد تأكيده .

          قالت العلماء : أقسم الله تعالى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، في قوله ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم
          يعمهون ) [4]
          لتعرف الناس عظمته عند الله تعالى ، ومكانته لديه ) [5] هذا إذا كان الله عز وجل هو المقسم ، أما العباد إذا أقسموا ، فالاسلام حرم عليهم القسم بغير الله ، أو صفة من صفاته ، وقد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يحلف بأبيه ، فقال : ( إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) [6]. وللفقهاء في ذلك آراء وأقوال ليس هذا موضعها . [7]

          القسم التشريفي : - يحس الإنسان في نفسه عزة ورفعة ، فيحمله هذا إذا أراد تأكيد كلام أن يقول : ورأسي ، أو وحياتي، أو لعمري ، لأفعلن كذا ، وقد يريد إعزاز المخاطب وإكرامه فيقول : ورأسك ، أو لعمرك ، فكل هذه الأقسام تفيد التأكيد ، ومع أنها تشعر بتعظيم المقسم به ، إلا إلى أنها لا تصل إلى حد التقديس .

          القسم الإستدلالي :
          1- روي أن (هجرسا) حين هم بقتل خاله (جساساً) قاتل أبيه ، قال : - ( وفرسي وأذنيه ، ورمحي ونصليه ، وسيفي وغراريه ، لا يترك الرجل قاتل أبيه وهو ينظر إليه ) [8]، ثم طعنه فقضى عليه . لم يرد (هجرس) تقديس فرسه ، وأذنيه ورمحه ، ونصليه وسيفه ، وغراريه ، ولا تشريفها ، وإن كانت عظيمة عنده ، عزيزة عليه ، ولكنه أراد أن يقول :

          لا عذر لي في أن أترك قاتل أبي حيا أنظر إليه ، وأنا تام الأهبة ، قادر على الضرب والطعن والثأر ، أو أراد أن يقول : أنا تام العدة ، قادر على الثأر ، ومن كان كذلك ، لا يسوغ له أن يترك قاتل أبيه حيا وهو ينظر إليه ، فأنا لا يسوغ لي أن أترك قاتل أبي حيا ، وأنا أنظر إليه ، فوضع الدليل في صورة القسم التي تفيد تأكيد المحلوف عليه ، وتلفت السامع إليه ، دون أن تعطي الخصم فرصة الإنكار ، أو الفرار .

          2 – قال عروة بن مرة الهذلي : -
          وقال أبو أمامة يالبكر فقلت ومرخة دعوى كبير .

          يستهزئ الشاعر بأبي أمامة على استغاثته بقبيلة بكر ، فقال : هذه دعوى كبيرة ، أي : ما أصغر من يدعوهم لنصره ، فأقسم بشجرة صغيرة لا تؤوي من يلوذ بها ، وضربها مثلا لأضعف الأشياء ملاذا ، وإنما قال :(كبير) ، تهكما ، فهو يريد : فقلت ومرخة دعوى صغير ، على حد قولك للأسود : يا أبيض ، وللجبان : يا أسد . وكقوله تعالى : (ذق إنك أنت العزيز الكريم) [9] أي : الذليل اللئيم .

          ويتضح هذا المعنى مما قاله أبو جندب الهذلي :

          وكنت إذا جار دعا لمضوفة أشمر حتى ينصف الساق مئزري .
          فلا تحسباجاري لدى ظل مرخة ولا تحسبنه فقع قاع بقرقر .

          والمرخة : شجرة ضئيلة الظل ، لا تقي من استظل بها حر الشمس ، ولذا تقول العرب لمن لجأ إلى ضعيف لا يحميه : لقد استظل بمرخة . [10]

          فالتقديس والتشريف لا يلازمان المقسم به ، بل قد يكون حقيرا ، أو بغيضا ثقيلا ، وقد يكون القسم للتذكير بالمقسم به ، والتنبيه إليه ، وقد يكون للإستدلال بالمقسم به على المقسم عليه ، أو لتشبيه المقسم عليه بالمقسم به .

          وإلى هذا أشار الفخر الرازي - عند تفسير قوله تعالى : (والذاريات ذروا . فالحاملات وقراً .فالجاريات يسرا . فالمقسمات أمرا. إنما توعدون لصادق . وإن الدين لواقع .) [11] إلى أن الأيمان الواقعة في القرآن ، وإن وردت في صورة القسم ، فالمقصود بها الاستدلال بالمقسم به على المقسم عليه ، وهو هنا صدق الوعد ، والبعث ، والجزاء ، كأنه قيل : من قدر على هذه الأمور العجيبة المقسم بها ، يقدر على إعادة من أنشأه أولا [12].

          وأكثر أقسام القرآن إستدلالية ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها : -

          1- إن حملها على الإستدلال هو اللائق بجلال الله وبجلال كتابه ، لأنه ليس من اللائق ولا من الصواب ، أن يفهم أي قسم من أقسام الله على أنه تقديس للمقسم به ، لأن هذا التقديس يجوز على البشر ، ولا يصح مع الخالق ، إلا في حالة واحدة وهي: القسم بالله ، فإنه تقديس .

          2- إن القرآن يتصرف في أساليبه ، فتارة يذكر الأمور الدالة على وجود الله ، ووحدانيته وقدرته ، في أسلوب القسم بها ، وتارة يسوقها مساق العظة والتوجية ، وهي في الحالتين بينات على ما سيقت إليه ، لمن يتفكر فيها ، ويتدبر مراميها . قال تعالى : - (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [13]، وفي آيات أخرى استدلال بالأرض ، والسماء ، والجبال ، والبحار، وغيرها ، على طريق القسم بها ، ولا شك أن توجيه القسم بها على أنه استدلالي للاحتجاج والاستشهاد ، يناظر ذكرها للعظة ، والتوجيه ، والاعتبار

          3- ليس من المعقول أن يتصور إنسان مؤمن أن الله الخالق يقدس مخلوقاته التي أقسم الله بها ، وهي كما ذكر القرآن الكريم مرارا ، مسخرة طائعة لله ، لا تملك لنفسها ولا لغيرها ، نفعا ولا ضرا .

          4- على أن القرآن الكريم قد يذكر الآيات الدالة ، ثم يقسم بالله سبحانه ، كأنه قد مهد بذكرها ، لبيان المراد من الاستدلال بها ، قال تعالى : (وفي الأرض آيات للموقنين . وفي أنفسكم أفلا تبصرون . وفي السماء رزقكم وما توعدون . فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) [14] .

          ومعنى هذا : أن الآيات المنبثه في الأرض وما عليها ، وفي النفوس وأحوالها وأسرارها ، وفي السماء ونجومها وسحبها ، كلها أدلة على وجود الله وقدرته ، ودلائل على صدق النبوة والبعث ، والقرآن ، ولهذا عقب بالقسم بذاته العلية ، وهذا القسم بالذات العلية مراد به التقديس ، لأنه بالله المعبود بحق ، ولأنه متضمن الاستدلال بما تدل عليه السماء والأرض من بينات على وجود الله تعالى ، وعلى صدق محمد –عليه الصلاة والسلام- .

          5- ثم إذا رجعنا إلى الأقسام القرآنية وأجوبتها ، وجدنا ملاءمة بينهما ، وأدركنا أن المناسبة قوية بين القسم والمقسم به ، وهذا يعزز أنها أقسام استدلالية ، من ذلك مثلا :

          قول الله تعالى : ( والضحى .والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى ) [15].

          أقسم - عز وجل –بآيتين عظيمتين من آياته وهما : الضحى ، والليل إذا سجى ، يقول السيوطي مجليا التلاؤم بين هذا القسم وجوابه : - ( وتأمل مطابقة هذا القسم ، وهو نور الوحي الذي وافاه بعد احتباسه عنه ، حتى قال أعداؤه : ودع محمدا ربه ، فأقسم بضوء النهار بعد ظلمة الليل ، على ضوء الوحي ونوره ، بعد ظلمة احتباسه واحتجابه ) [16]

          ويمكننا أن نجمل أغراض القسم في القرآن الكريم فيما يلي :

          1- تأكيد الخبر وتقريره ، وتلك عادة العرب الذين كانوا يقطعون كلامهم بالقسم ، لأن (القصد بالقسم تحقيق الخبر وتوكيده) [17]. وهذا الغرض يظهر لنا إذا علمنا أن المقسم عليه كثيرا ما يكون من الأمور الخفية الغائبة ، فيقسم عليها لإثباتها ، مثل قوله تعالى : (لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة . أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه . بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) [18] فالقسم في كلام الله ( يزيل الشكوك ، ويحبط الشبهات ، ويقيم الحجة ، ويؤكد الأخبار، ويقرر الحكم في أكمل صورة ) [19].

          2- لفت الأنظار إلى الكون وما يحويه من أسرار عجيبة ، وما فيه من نظام بديع محكم [20] ، إذ كل يجري إلى أجل مسمى ، وكل في فلك يسبحون ، فجاء القسم في القرآن الكريم على هذه الأمور لأجل ذلك .

          3- إثبات صدق الرسول –صلى الله عليه وسلم- إذ العرب كانت تعتقد أن الأيمان الكاذبة تدع الديار بلاقع ، وأنها تضر صاحبها . وقد كان إكثار النبي –صلى الله عليه وسلم- من الحلف بأمر الله تعالى ، مثل قوله تعالى : (ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ) [21] .وقوله تعالى (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم ) [22]. ومع قسمه –صلى الله عليه وسلم- لم يصب بسوء ما،بل ارتفع شأنه وعلا ذكره –صلى الله عليه وسلم- ، فكان دليلا على صدقه .[23].

          4- إبراز المعقول في صورة المحسوس ، وذلك أن الأمر المعقول إذا صور في شيء حسي ، فإن العقل يستوعبه ، أكثر ما لو كان مجردا عن الحس ، ومثله تشبيه الوحي بالضحى في رابعة النهار ، وتشبيه الباطل بالليل ، وانتصار الحق بالنهار ، إشارة إلى أن الليل البهيم ، لابد وأن يعقبه صبح مشرق بهيج ، يبدد ظلامه وظلماته ، وكذلك ظلام الشرك والجهل ، لابد وأن يعقبه نور الحق واليقين .

          5- تصحيح العقائد الباطلة ، فالقسم بالنجم إذا هوى ، وبالكواكب ، وبالشمس ، والقمر ، فيه رد على من اعتقد أنها آلهة ، وأن لها تصرفا في العالم السفلي .

          6- لفت الأنظار إلى أحدات بارزة ، كان لها أكبر الأثر في تاريخ البشر ، وذلك الغرض يظهر في القسم بالأمكنة مثل (الطور) فالقسم به فيه إشارة إلى ماكان عند ذلك الجبل من الآيات التي ظهرت لموسى –عليه السلام-
          والقسم بالبلد الأمين ( وهذا البلد الأمين) فيه إشارة إلى حادثة ظهور النور المحمدي من هذا البلد الأمين ، ذلك النور الذي بدد ظلمات الجهل والضلال ، ثم شع في آفاق الدنيا وملأ جنباتها ، إلى آخر ما هنالك من أهداف وأغراض .[24]
          ****************************
          [1] - ابن يعيش : موفق الدين يعيش بن علي: شرح المفصل ،ج9/ ص 90 .
          [2] - ابن القيم : التبيان في أقسام القرآن ، ( مرجع سابق ) ص 2 .
          [3] - انظر : د. عبد الجليل عبد الرحيم : لغة القرآن الكريم ، ص 265.
          [4] - سورة الحجر : آية / 72.
          [5] - السيوطي : الاتقات ، ج2 / ص 170 .
          [6] - الامام مسلم : صحيح مسلم بشرح النووي ، كتاب الايمان ، ج2/ ص 20 .
          [7] - أبو اليقظان عطية الجبوري : اليمين والآثار المترتبة عليه . ص52-55.
          [8] - عبد الحميد الفراهي : إمعان في أقسام القرآن ( مرجع سابق ) ص 35 . وانظر القصةكاملة في الأغاني : لأبي الفرج الأصفهاني ج5/ ص61 . ومحمد أحمد جاد المولى : أيام العرب في الجاهلية ، وزملاؤه . ص 142-168 .
          [9] - سورة الدخان : آية / 49 .
          [10] - عبد الحميد الفراهي : إمعان في أقسام القرآن ( مرجع سابق ) ص 35 . ( بتصرف ) . والقاع : المستوي من الأرض . والقرقر: الأملس الذي لا حجارة فيه . انظر : الرازي : مختار الصحاح ، ص 556. وابن منظور : لسان العرب ج11 / ص 128 .
          [11] - سورة الذاريات : الآيات /1-6 .
          [12] - الفخر الرازي :التفسير الكبير ( مرجع سابق ) ط3، تفيسر سورة الذاريات ص193-196.
          [13] - سورة الذاريات : آية /21.
          [14] - سورة الذاريات :الآيات /20، 21 ، 22 ، 23 .
          [15] - سورة الضحى : الآيات : 1، 2 ، 3 .
          [16] - السيوطي : الإتقان في علوم القرآن ، ج4/ ص51.
          [17] - السيوطي : الإتقان في علوم القرآن ، ( مرجع سابق ) ج2/ 132 .
          [18] - سورة القيامة : الآيات /1 ، 2 ، 3 ، 4 .
          [19] - مناع القطان : مباحث في علوم القرآن ، ص 291 .
          [20] - انظر : د. عبد الجليل عبد الرحيم : لغة القرآن الكريم ، ص 267 .
          [21] - سورة يونس : آية /53 .
          [22] - سورة سبأ : آية /3 .
          [23] - انظر : د. عبد الجليل عبد الرحيم : لغة القرآن الكريم ، ص 267.
          [24] -د. سمير عبد العزيز : الكشف والبيان في علوم القرآن ، ص285-287. بتصرف واختصار . وانظر : د. عبد الجليل عبد الرحيم : لغة القرآن الكريم ، ص 268 . و أحمد أحمدبدوي : من بلاغة القرآن ، ص 170-173.

          يُتبع

          تعليق

          • louiza_
            حارسة من حراس العقيدة

            • 9 مار, 2009
            • 1120
            • ربة منزل
            • مسلمة

            #6
            الله الله الله الله يا the truth

            تعليق

            • The Truth
              المشرف العام
              على أقسام النصرانيات

              • 28 يون, 2009
              • 2239
              • Chemist
              • مسلم

              #7
              الأمور المقسم عليها في القرآن الكريم

              يمكن إجمال الأمور المقسم عليها في القرآن الكريم في أصول أربعة ، هي أسس الإيمان ، وهي :

              الأول :- تثبيت أساس التوحيد .
              الثاني :- تقرير أمر النبوة ، والإشادة بصدق الكتاب الحكيم .
              الثالث:- إثبات الحياة الأخرى ، وما يتصل بها من حساب ، فثواب أو عقاب .
              الرابع :- توضيح المهم من أحوال الإنسان وتصرفاته في هذه الحياة .

              أما الأصل الأول وهو تثبيت أساس التوحيد : فيدخل تحت هذا الأصل قوله تعالى : - ( والصافات صفا . فالزاجرات زجرا . فالتاليات ذكرا . إن إلهكم لواحد ) [1].

              قال الشيخ طه الراوي : ( أقسم تعالى بنفوس الغزاة التي تقاتل في سبيل الحق متحدة مع بعضها كالبنيان المرصوص ، وبهذا الإتحاد والتراص تزجر المبطلين ، وتهديهم إلى سبيل الرشد ، أقسم على أنه لا معبود بحق إلا إله واحد لا شريك له ، فهو قسم بالمتحدين على ثبوت التوحيد ، وفيه إشارة إلى أنه كما أن القوة والنجاح وليدة الإتحاد ، فكذلك وحدانية الصانع ، وانعدام الشريك هي السبب في إبداع هذا الكون ، وإحكام نظامه ، إذ لو كان مع الله آلهة أخرى لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ، وبذلك يختل نظام الكون ، وتندثر معالمه ) [2] .

              وأكثر المفسرين على أن المراد بالصافات ، والزاجرات ، والتاليات ، جماعة من الملائكة ، موصوفة بهذه الصفات ، وهو الأظهر والأرجح ، إذ تؤيده الآيات القرآنية ، فقد جاء وصف الملائكة بأنهم صافون
              في قوله تعالى : ( وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون ) [3] في نفس السورة ، كما جاء وصفهم بذلك فيما رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( فضلنا على الناس بثلاث ، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة .. الحديث ) [4] ، ولأن هذا القول هو المأثور عن جماعة من الصحابة والتابعين .[5]

              فيكون المعنى : وحق الملائكة الذين يصفون أنفسهم صفا لعبادة الله تعالى وطاعته ، والذين يزجرون غيرهم عن ارتكاب المعاصي ، أو يزجرون السحاب إلى الجهات التي كلفهم الله بدفعه إليها ، والذين يتلون آيات الله المنزلة على أنبيائه، تقربا إليه ، وطاعة له .. إن ربكم أيها الناس لواحد لا شريك له في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، ولا في خلقه ..

              ومما جاء في الأصل الثاني : وهو تقرير أمر النبوة ، والإشادة بصدق الكتاب الحكيم :

              قوله تعالى : - (يس . والقرآن الحكيم . إنك لمن المرسلين ) [6].

              أقسم جل شأنه بالقرآن الحكيم ، المعجز في نظمه ، وبديع معانيه ، المتقن في تشريعه وأحكامه ، الذي بلغ أعلى طبقات البلاغة ، على أن محمدا –صلى الله عليه وسلم- رسول من المرسلين ،والتأكيد بالقسم لشدة إنكارهم لرسالته . ومن المعلوم أن القرآن معجزة من معجزات رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وتحدى العرب أن يأتوا بحديث مثله ، أو بعشر سور من مثله مفتريات ، أو بسورة من مثله ، فلم يستطيعوا ، فإقسام الله بالقرآن على صحة الرسالة ، إقسام بالمعجزة التي تؤيد تلك الرسالة ، والدليل الذي يثبتها ، كأنه قال : إنك من المرسلين بدليل القرآن الحكيم ، فأخرج الدليل مخرج اليمين ، لأن المتكلم - كما قا ل الفخر الرازي - : ( إذا شرع في أول كلامه يحلف ، يعلم السامع أنه يريد أن يتكلم بكلام عظيم ، فيصغي إليه ) [7] تمام الإصغاء ، ويقبل على سماعه كل الإقبال ، ثم إن في القسم بالمعجزة تذكيرا بها ، وتبكيتا للمعاند على الإغضاء عنها ، ولا أدل على هذا التوجيه من أن الله - جل شأنه - عودنا في كتابه العزيز ، تصريف الآيات والبراهين ، التي يسوقها دلائل على أصول الإيمان ، فتارة يذكرها على سبيل الآية والعبرة ، وتارة يذكرها كأنها خبر من الأخبار ، وأحيانا يذكرها بأسلوب القسم .

              ومنه قوله تعالى : - ( والسماء ذات الحبك . إنكم لفي قول مختلف . ) [8] إذ نجد فيه تلاؤم جواب القسم ( إنكم لفي قول مختلف ) مع هذا الوصف الذي وصفت به السماء ( ذات الحبك ) ، فالحبك : هي الطرائق ، ولما كان هذا الوصف مشعرا بالتشعب والإختلاف ..

              جاء الجواب [ ( إنكم لفي قول مختلف ) قولهم في الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، ساحر ، وشاعر ، ومجنون وفي القرآن ، شعر وسحر ، وأساطير الأولين ، وعن الضحاك : قول الكفرة : لا يكون مستويا ، إنما هو متناقض مختلف ] [9]

              وقال البيضاوي : ( ولعل النكتة [10] في هذا القسم تشبيه أقوالهم في اختلافها وتنافي أغراضها ،

              بالطرائق للسموات في تباعدها ، واختلاف غاياتها ) [11] .

              ومنه كذلك قوله تعالى : (والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى .علمه شديد القوى) [12].

              قال المفسرون : أراد بالنجم : جنس النجوم أو أراد به الثريا على ما اشتهر عند العرب . وهوى النجم : غرب أو طلع . يقال : هوى هويا –بفتح الهاء – إذا سقط وغرب ، وهوى هويا – بضم الهاء- إذا على وصعد. وما ضل : أي ما عدل عن الطريق المستقيم ، ووما غوى : أي ما اعتقد باطلا ، والغي : خلاف الرشد ، وهو الجهل مع اعتقاد فاسد [13].

              أقسم – سبحانه – بالكوكب الذي ينبعث منه النور ، وتكون به الهداية في ظلمات البر ، والبحر ، على كون محمد – صلى الله عليه وسلم- سالكا جادة الرشد والهداية ، ونفى عنه ما كانت قريش تنسبه إليه من الضلال في ترك ما كانت عليه آباؤهم ، وأئمة الكفر منهم ، وأن ما جاء به من الكتاب ليس من عنده ، وإنما هو وحي إلهي . وكانت العرب تضرب الأمثال بهداية النجم والإهتداء به ، ومما يؤثر عنهم في هذا قولهم : فلان أهدى من النجم ، ويقولون : لا يضل فلان حتى يضل النجم . وإلى هذا أشار القرآن نفسه فقال: - ( وبالنجم هم يهتدون ) [14] .

              والمناسبة بين المقسم به والمقسم عليه ظاهرة جلية ، فا لمقسم به : هو النجم الذي لا يضل السبيل ، وبه يهتدي السائرون ، والمقسم عليه : كون محمد – صلى الله عليه وسلم – على محجة الهداية ، وكون ما جاء به ليس إلا وحيا تلقاه من عالم الغيب والشهادة .

              وإنما قال : ما ضل صاحبكم ، ولم يقل : ما ضل محمد ، تأكيدا لإقامة الحجة عليهم لأنهم مصاحبون له طوال أربعين سنة قبل البعثة ، وهم أعلم الخلق به ، وبحاله، وبأقواله ، وبأعماله ، وأنهم في تلك المدة الطويلة لم يشاهدوا منه إلا الصدق ، والأمانة ، والعقل الراجح ، والقول السديد ، فقولهم بعد بعثته

              صلى الله عليه وسلم – إنه ساحر ، أو مجنون ، هو نوع من كذبهم البين ، وجهلهم المطبق . [15]

              ومما جاء في الأصل الثالث :

              في إثبات الحياة الأخرى ، وما يتصل بها من حساب ، فثواب أو عقاب ، قوله تعالى : - (والذاريات ذروا . فالحاملات وقرا . فالجاريات يسرا . فالمقسمات أمرا . إنما توعدون لصادق . وإن الدين لواقع .) [16]

              أقسم الله –جل شأنه- بأمور أربعة على أن ما توعد به من البعث، وأمر الساعة حق ، وعلى أن الدين وهو الجزاء ، من ثواب أوعقاب ، واقع لا محالة ، فهو قسم على البعث ، وعلى الجزاء .

              قال الفخر الرازي : -( الأمور الأربعة -التي أقسم الله بها هنا – جاز أن تكون أمورا متباينة ، وجاز أن تكون أمرا له اعتبارات أربع ، الأول : أن الذاريات : هي الرياح ، والحاملات : هي السحاب ، والجاريات : هي السفن ، والمقسمات : هي الملائكة الذين يقسمون الأرزاق . والثاني : وهو الأقرب : أن هذه صفات أربع للرياح ، فالذاريات : هي الرياح التي تنشئ السحاب ، والحاملات : هي الرياح التي تحمل السحب التي هي بخار المياه .

              والجاريات : هي الرياح التي تجري بالسحب بعد حملها . والمقسمات : هي الرياح التي تفرق الأمطار على الأقطار ..) [17] . وعلى هذا تكون الفاء لبيان ترتيب هذه الصفات في الوجود ، فإن الذاريات تثير البخار ، فينعقد سحابا ، فتحمله الرياح ، فتفرقه على الأقطار .

              والمقسم عليه : صدق الموعود من البعث والنشور ، ووقوع الحساب، فالثواب أو العقاب . فالمناسبة بين المقسم به ، والمقسم عليه واضحة ، فالقادر على تأليف السحاب من ذرات البخار ، بواسطة الرياح الذارية ، ثم إعادته بعد ذلك إلى سيرته الأولى ، قادر على إعادة الإنسان ، وتأليف أجزائه المتفرقة .

              وقد أقسم هنا بالرياح والسحاب على البعث والجزاء ، وذكرهما في سورة الروم على سبيل الآية والعبرة ، فقال تعالى : (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ، ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ، وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين ، فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير) [18].

              فالقادر على إرسال الرياح ، وإثارة السحب ، وإحياء الأرض بعد موتها ، قادر على إحياء الموتى [19].

              ومما جاء في الأصل الرابع ، وهو بيان أحوال الإنسان وتصرفاته المختلفة :

              قوله تعالى : - (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) [20].

              والمقسم عليه في هذه السورة يتكون من أمور ثلاثة :

              أ: - دليل من أدلة القدرة الإلهية على البعث ، والجزاء ،
              وهو قوله تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).

              ب: - وعيد صارم شديد ، وهو قوله تعالى :(ثم رددناه أسفل سافلين ) وأسفل سافلين : النار على الصحيح ، أو هو سجين موضع الفجار، كما أن عليين موضع الأبرار .

              ورددناه : معناه ونرده ، فعبر بالماضي موضع المضارع المستقبل ، إيذانا بأن الرد أسفل سافلين واقع لا محالة ، وتشبيها للمستقبل المحقق وقوعه ، بالماضي الواقع فعلا .

              ج : - وعد حسن ، وهو قوله تعالى : (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) [21]
              أي: مقطوع . والقسم في هذه السورة أكثر انصبابا على الأمرين الأخيرين ، أي : على الوعد والوعيد

              قال المفسرون [22] : - أراد بالتين والزيتون : المكان الذي كثر شجرها فيه ، على سبيل التجوز ، عبر بالحال وهو التين والزيتون ، وأراد المحل ، وهو الأرض المقدسة ، التي ظهر فيها عيسى –عليه السلام- .وقالوا : إن هذا المعنى هو الذي يتناسب مع طور سينين ، ومع البلد الأمين ، والتعبير بالحال عن المحل مألوف في الكلام العربي ، قال تعالى : (وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون )[23] ، أي : ففي جنته التي تحل فيها الرحمة .

              وعلى هذا يكون الله قد أقسم على خلق الإنسان وتعذيبه وإثابته بأمكنة ثلاثة ، هي مظاهر أنبيائه ورسله أصحاب الشرائع العظام المعروفة ، أقسم بأرض بيت المقدس مظهر رسوله وكلمته وروحه –عيسى بن مريم- وفيها نزل الإنجيل عليه ، ثم أقسم بالجبل الذي كلم الله موسى عليه تكليما ، وناداه من جانب الطور الأيمن من البقعة المباركة من الشجرة التي فيه ، أن اذهب إلى فرعون إنه طغى ، ثم أقسم بالبلد الأمين مظهر خاتم الأنبياء والمرسلين ، فتدرج من التين والزيتون ، إلى طور سينين ، إلى بلد الله الأمين ، فختم بموطن الرسالة الخاتمة ، أشرف الرسالات . [24]

              أقسم بهذه الأمكنة الثلاثة التي هي مهبط الوحي والرسالة ، على أن ما سيلاقيه من ثواب أو عقاب ، إنما هو نتيجة إيمانه ، أو كفره وطغيانه ، بعد أن أرسل رسلا مبشرين ومنذرين .

              وكأنه جل شأنه يقول : ( هأنذا قد أرسلت لكم الرسل ، فأناروا لكم الطريق ، وميزوا لكم الرشد من الغي ، فإن عصيتم فلكم أسفل سافلين ، وإن أطعتم فلكم أجر غير ممنون ) [25]

              ويمكننا القول : إن الله تعالى أقسم بالشمس ، والقمر ، والنجوم ، والليل ، والنهار ، والبحر ، والعصر ، والسحاب ، والنفس ، والملائكة ، وغيرها من المخلوقات ، وكلها آيات دالة على قدرته ، ووحدانيته ، وكماله ، وقد ذكرها في مواضع مختلفة من كتابه بغير أسلوب القسم .
              ***************************
              [1] - سورة الصافات : الآيات /1 ، 2 ، 3 ، 4 .
              [2]- طه الراوي : مباحث إسلامية ( مرجع سابق ) ص 13 .
              [3] - سورة الصافات : الآيتان ، 165، 166 .
              [4] - الإمام مسلم : صحيح مسلم ، كتاب المساجد ، ج2، ص 63.
              [5] - انظر الآلوسي :روح المعاني ، ج23/ ص64. ود.محمد السيد الطنطاوي:التفسير الوسيط ج22/ ص82.
              [6] - سورة يس : الآيات /1، 2 ، 3 .
              [7] - الفخر الرازي : التفسير الكبير ( مرجع سابق ) تفسير سورة الذاريات ، ج27 / ص194 .
              [8] - سورة الذاريات : الآيتان / 7، 8 .
              [9] - الزمخشري : الكشاف ( مرجع سابق ) ، ج4 / ص 14 .
              [10] - يريد بيان مناسبة المقسم به هنا ، وهو قوله : والسماء .. الآية ، للمقسم عليه ، وهو قوله : إنكم .. الآية . انظر : حاشية الشهاب : ج8/ ص 95.
              [11] - تفسير البيضاوي ( أنوار التنزيل وأسرار التأويل ) : بهامش حاشية الشهاب ، ج8/ ص 95 .
              [12] - سورة النجم : الآيات /1-5.
              [13] - حاشية الشهاب(عناية القاضي وكفاية الراضي ) : وبهامشها تفسير البيضاوي ( مرجع سابق ) ج8/ ص109 .
              [14] - سورة النحل : آية / 16 .
              [15]- انظر : الشهاب الخفاجي : حاشية الشهاب ( مرجع سابق ) : ج8 / ص 109- 110 و سليمان بن عمر الشهير بالجمل : الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية : ج4 / ص 222- 223 .
              [16] -سورة الذاريات :الآيات /1، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 .
              [17] - الفخر الرازي : التفسير الكبير ( مرجع سابق ) ج27/ ص 195 .
              [18] - سورة الروم الآيات /48، 49 ، 50 .
              [19] - انظر : سليمان بن عمر : الفتوحات الإلهية ، ج4 / ص 201 .
              [20] - سورة التين : الآيات /1، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6.
              [21] - سورة التين : آية / 6 .
              [22] - انظر : الألوسي ( مرجع سابق ) : روح المعاني ، ج30/ ص 221-223. و اسماعيل بن كثير : تفسير القرآن العظيم ، ج4 / ص 526 .
              [23] - سورة آل عمران : آية /107.
              [24] - انظر : د. فاضل السامرائي : التعبير القرآني ، ص 299-309 .
              [25] - ابن قيم الجوزية : التبيان في أقسام القرآن ، ( مرجع سابق ) ص43-54.

              يُتبع

              تعليق

              • louiza_
                حارسة من حراس العقيدة

                • 9 مار, 2009
                • 1120
                • ربة منزل
                • مسلمة

                #8
                ربنا يوفقك ويحرسك لناسك واهلك ياااااااا رب

                تعليق

                • The Truth
                  المشرف العام
                  على أقسام النصرانيات

                  • 28 يون, 2009
                  • 2239
                  • Chemist
                  • مسلم

                  #9
                  بلاغة القسم القرآني

                  بعد هذا الإيجاز يجدر بنا أن نتعرف على ما في أسلوب القسم من وجوه البلاغة ، لتكتمل النظرة ، وتتم الفكرة

                  1- يمتاز أسلوب القسم بإيجازه ، ولهذا يهجم على السامع ، فيمتلك مشاعره ، ولعل العرب أكثروا منه ، وأفتتنوا فيه لوجازته ، وهم إلى الإيجاز أميل في شعرهم ونثرهم ، ومن هنا راجت الأمثال بينهم وشاعت ، وذاعت الحكم والتوقيعات فيما بعد العصر الجاهلي ، وتسابقوا إلى تجديدها ، والاحتفاظ بها .

                  2-القسم ضرب من الأسلوب الإنشائي ، لا مناص للخصم من الإقرار به ، ولا وجه له في إنكاره ، فإن شاء أن ينكر ، انصب إنكاره على جواب القسم ، لا على القسم نفسه ، لأن الجواب خبر [1] لا إنشاء [2] .

                  وقد يجمع القرآن الكريم بين القسم والوصف ، كالقسم بالقرآن المجيد واليوم الموعود ، والصافات صفا ، ففي هذا وأشباهه قسم ، ووصف للمقسم به ، ليكون الاستدلال أعظم في النفس وأوقع .

                  3- قد يحذف جواب القسم في القرآن ، وهو المقسم عليه ، فينتقل بعد القسم إلى كلام آخر ، لكنه مرتبط بالجواب المحذوف . والسر في هذا أنه يسد على المخاطب المنكر طريق الفرار ، فلا ينتقل من القسم وهو إنشاء ، إلى الجواب وهو خبر ، لئلا يجاري المنكر في الجواب ، ثم ليكون القسم كالتمهيد والتنبيه ، فيسترعي سمع المخاطب ، فيرهف أذنيه ليستمع ما بعد القسم ، فإذا به يسمع ما يؤيد الاستدلال المقصود من القسم نفسه ، كقوله تعالى : (ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) [3] ، فأقسم بحرف من حروف الهجاء التي يتكون منها القرآن ، على سبيل التحدي والتنبيه على الإعجاز ، وأتبعه بالقسم بالقرآن ، وحذف الجواب لدلالة التحدي عليه ، كأنه قال: والقرآن ذي الذكر إنه كلام معجز ، ولكن الكفار استكبروا ولم يذعنوا إليه ، فعارضوا الرسول وكذبوه .

                  أو كأنه قال : أقسم بالقرآن ذي الشرف العظيم ، إنك لصادق فيما تبلغ عن ربك ، ولكن الكفار استكبروا ولم يذعنوا للحق ، وأصروا على العناد . أو أقسم بالقرآن أن الأمر ليس كما يزعم هؤلاء الكفار ، بل هم في استكبار ومخالفة ، وعداوة لمحمد .

                  4- إن من مزايا القسم أنه يسهل الجمع بين عدة أدلة في جملة واحدة ، أو في جمل متلاحقة ، كما في سور: التين ، والبلد ، والطور ، والشمس ، والليل ، والفجر ، مع الإيجاز، ولو أن الأدلة فصلت وبسط فيها القول ، لفقد الكلام روعته وتأثيره .

                  5-يشرك القسم الإستدلالي السامع في استنباط الدليل ، ويخفف من عناده وخصامه ، فيشعر أنه تعرف وتأمل، ولهذا كانت الأساليب الإنشائية كلها أكثر اجتذابا من الأساليب الخبرية . وهذا هو السبب في أن الحاذق اللبق ينوع أساليبه ، ويراوح بين الإنشاء والخبر ، لينشط المخاطب ، ويشركه في الفهم ، والبحث ، والاستنباط ، حتى ليتوهم أنه هو الذي اهتدى إلى الحق بنفسه .

                  6-ومن ضروب بلاغة القسم أنه تقديم لتوثيق الصدق قبل ذكر الدعوى، لأنه يقرع أذني المخاطب ، فيصغي ويترقب ما بعده ، ثم تجيء الدعوى فيسهل قياده لها ، ولكنه إذا فوجئ بالدعوى التي ينكرها ، انصرف عنها ونفر منها . وشتان ما بين قولك : (ما أنت بنعمة ربك بمجنون . أقسم بالقلم وما يسطرون) ، وقوله تعالى : (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) [4]

                  فسبحان من نفى عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - التهمة قبل حكايتها .

                  الخلاصة :

                  1- إقسم القرآن الكريم جريا على عادة العرب في توكيد الأخبار ، لتستقر في النفس ، ويتزعزع فيها ما يخالفها ، وإذا كان القسم لا ينجح احيانا في حمل المخاطب على التصديق ، فإنه كثيرا ما يوهن في النفس الفكرة المخالفة ، ويدفع إلى الشك فيها ، ويبعث المرء على التفكير الجاد والقوي فيما ورد القسم من أجله [5].

                  2 - أقسم الله بجميع مخلوقاته ، شاهدها ومشهودها، ما نبصره وما لا نبصره . على وجوده ووحدانيته ، وقدرته ، ووقوع البعث ، وصدق النبي –صلى الله عليه وسلم- ، ولينبهنا على ما فيها من روعة ، تدفع إلى التفكير في خالقها .

                  3-إن القسم بالله تعالى مقصود به التقديس ، لأنه الخالق الذي يستوجب التقديس والعبادة ، وما عدا ذلك فالتقديس والتشريف غير لازمين للقسم ، وإن كان المقسم به عظيما في ذاته ، وعظيما عند خالقه .

                  4 - صوغ الدليل في صورة القسم ، فيه توكيد للمقسم عليه ، وتنبيه للسامع إليه ، وتمهيد له بما يقرره في الذهن

                  5 - إن القرآن قد يستعمل أسلوب القسم بغير مقسم به كما جرى في العرف العربي ، نحو قوله تعالى : (أخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) [6]، ونحو قوله تعالى : (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) [7].

                  6 - باستقراء آيات الله البينات ، وجدت أن القسم الوارد فيها غالبا ما يكون بالواو ، وأنه لا يكون إلامن الله تعالى في الأعم الأغلب ، فيقسم الله عز وجل بما شاء على ما شاء .

                  7 _ في إيراد الدليل بصورة القسم ، إيجاز في إيضاح ، أو إيضاح في إيجاز [8].

                  ******************************
                  [1] - الخبر : هو ما احتمل الصدق والكذب لذاته ، أي : لذات الخبر نفسه . وهذا بالطبع يخرج ما كان صادقا قطعا ، وما كان كاذبا قطعا . انظر : فضل حسن عباس : البلاغة فنونها وأفنانها ، مبحث الخبر ، ص99 وما بعدها .
                  [2] - الإنشاء : ما لا يحتمل صدقا ولا كذبا . وهو قسمان : طلبي ، وغير طلبي . انظر : فضل حسن عباس : البلاغة فنونها وأفنانها ، ( مرجع سابق ) مبحث الإنشاء ، ص147 وما بعدها .
                  [3] - سورة ص : الآيتان /1، 2 .
                  [4] - سورة القلم : الآيتان /1، 2
                  [5] - انظر : أحمد أحمد بدوي : من بلاغة القرآن ، ص 170 .
                  [6] - سورة الأعراف : آية /18 .
                  [7] - سورة المجادلة آية /21 .
                  [8] - انظر محاضرة الأستاذ عمر أبو النصر بنادي دار العلوم – جامعة القاهرة ، في ( 5 يوليو عام 1943 م ) . ونشرت في مجلة دار العلوم بمصر في شهر سبتمبر من نفس العام . ( بتصرف واختصار ) .
                  ******************************
                  معلش ممكن كون الرد طويل شوية
                  لكن فيه الخير يإذن الله تعالى
                  حياكم الله

                  تعليق

                  • The Truth
                    المشرف العام
                    على أقسام النصرانيات

                    • 28 يون, 2009
                    • 2239
                    • Chemist
                    • مسلم

                    #10
                    ربنا يبارك فيكم اختنا الكريمة لويزا
                    ونفع الله تعالى بكم وبنا
                    اللهم آمين
                    وبارك الله تعالى في الاخوة (جندي المستقبل) و الاخت CSharp

                    تعليق

                    • louiza_
                      حارسة من حراس العقيدة

                      • 9 مار, 2009
                      • 1120
                      • ربة منزل
                      • مسلمة

                      #11
                      انا سجلت الاجابه وبدرسها علشان اعلق عليها وشكرآ على اهتمامك

                      تعليق

                      • الفارس الصغير
                        4- عضو فعال

                        • 12 نوف, 2009
                        • 586
                        • باحث
                        • مسلم

                        #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        اشكر اختى لويزا على هذا الموضوع الرائع واشكر الاخ جندى المستقبل و the truth
                        واردت ان اعقب على هذا الموضوع ببعض الخواطر التى لاحت فى ذهنى وهى
                        ان كل الايات التى يقسم فيها الله موجهه للكافرين الذين لا يؤمنون بالقران ويؤمنون بالماديات فقط فاذا اقسم الله بنفسه فلن يؤثر على الكافرين لانهم يؤمنون بما يروه فقط ولكن اقسم الله باشياء ماديه لكى يتفكرو فى خلقها
                        ثم ان معظم الايات التى فيها يقسم الله هى ايات بها معجزات علميه وكان الله يقسم بالمعجزات القران فهى خير دليل على ان القران من عند الله
                        ولانى مؤمن ان كل شبهه يثيرها البعض موجود مثلها بل افظع منها فى الكتاب المقدس فقد تصفحت الكتاب المقدس فوجد كم هائل من الاعداد التى يقسم فيها الله ورغم ان الله فى القران يقسم فى الايات الموجهه للكافرين ووبالتالى القسم مبرر هنا الا ان فى اعداد الكتاب المقدس التى يقسم فيها الله موجهه وتخاطب الانبياء وبالتالى فان القسم هنا غير مبرر ام ان انبياء العهد القديم ليس عندهم ثقه فى الله الذى اختارهم ليكونو كتاب كلمة الله فى الكتاب المقدس

                        ولقد استوقفنى عدد يقسم فيه الله بفخر ( مجد ) يعقوب وذلك فى سفر عاموس الاصحاح 8 العدد 7
                        قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ
                        اى ان الله فى الكتاب المقدس اقسم بمجد انسان وليس بمجده وانا هنا اتسائل لماذا اقسم بمجد يعقوب ولم يقسم بمجد المسيح
                        او مجد المسيح ابن الانسان والمسيح عند النصارى اعظم من اى شخص بلاهوته الوهمى وناسوته الانسانى

                        تعليق

                        • نصرة الإسلام
                          المشرفة العامة
                          على الأقسام الإسلامية

                          • 17 مار, 2008
                          • 14565
                          • عبادة الله
                          • مسلمة ولله الحمد

                          #13
                          جزى الله خيراً الأخ الكريم ذا تروث عن النقل المتميز الشامل ..
                          فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                          شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                          مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                          لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                          إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                          أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                          خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                          الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                          أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                          <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                          ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                          تعليق

                          • بستان السنة
                            2- عضو مشارك
                            • 20 أغس, 2010
                            • 119
                            • لا أعمل
                            • مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة

                            #14
                            جزاكم الله خيرا

                            تعليق

                            • سدرة
                              10- عضو متميز
                              عضو مجموعة الأخوات

                              حارس من حراس العقيدة
                              • 28 ينا, 2013
                              • 1791
                              • مسلمه

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة The Truth
                              الامر حقا يشغل البعض و اجمل ما قرأت في موضوع بحثا حول الامر بعنوان
                              ((أسْلوبُ القسَم الظاهر في القرآن الكريم بلاغته وأغراضه))
                              د. سامي عطا حسن
                              جامعة آل البيت المفرق المملكة الأردنية الهاشمية




                              احسنت النقل .. جزاك الله خيراً
                              لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                              حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                              قل خيرًا او اصمت



                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة عبدالحميد حسين سيد أحمد, منذ يوم مضى
                              ردود 0
                              17 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة عبدالحميد حسين سيد أحمد
                              ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              22 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 4 أسابيع
                              ردود 0
                              18 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد الشامي1
                              بواسطة أحمد الشامي1
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أكت, 2024, 01:29 ص
                              رد 1
                              14 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                              رد 1
                              36 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              يعمل...