أيها الزميل الفاضل . .
بعد الشكر علي الشرح المبسط . . أريد ان تعرف انني ادرس الطب و أعلم جيدا فسيولوجي القلب و المخ و كيف تشرح الكتب الطبية العلاقة بينهما .
لكن . .
أنت لم تفهم مشاركتي .. . أنا لم أقل أصلا ان القلب مصدر المشاعر و الأفكار .
لقد كانت مشاركتي بخصوص قولك ان القلب ليس له علاقة مع الأفكار و المشاعر . . و لكن فوجئت ان مقالتك جاءت - في أغلبها - تؤكد هذه العلاقة . . حتى بالرغم من انك اردت سحبها علي ان تغيرات حالة القلب هي مجرد استجابات " ميكانيكية " لتغيرات و نبضات عصبية . .
لكن عفوا . . تغيير المسميات لا يغير في الأمر شئ . . بل مازال كلامك يؤكد علي هذه العلاقة الوثيقة بين القلب و الانفعالات و الأفكار! ..
عموما هناك نقاط احترازية في مناقشة هذه الأمور .
1. ان العلم الطبي و الحقائق التي يرسمها لا تصلح كدليل دامغ في المناقشات التي تتعلق بالامور الروحانية و الدينية . .
ليس لأنها خاطئة . .لكن لأنها - في وجهة نظري - قاصرة و أحادية الزاوية .. كمن ينظر بعين بواحدة . .
و قبل ان تثور علي دعني ألفت نظرك الكريم إلي هذه الحقيقة ؛ ان الطريقة التي تكونت بها معارفنا المختلفة و بما فيها المعرفة الطبية .. قد قامت علي أساس النظر المادي المجرد للظواهر . . بل ان الرجال الذين أسسوا هذه المعارف المختلفة قد عملوا جاهدين علي ابقاء النظرة المادية هي الأساس مع إقصاء أي نوع من التفاسير اللا مادية .
و النتيجة كانت هي الآتي .
أصبح عندنا تلال من الكتب و الدراسات المختلفة التي تتحدث عن جسم الإنسان كما لو انه ماكينة من البروتيات و الانزيمات .
لقد أفرزت هذه الطريقة في تكوين المعارف المختلفة آلات و آليات . . و ليس فيها إلى الآن ما يستطيع ان يربط بين عالم المشاعر و الروحانيات و عالم الآلات . . كلها عبارة عن نظريات مقترحة تسعي لتفسير حالة شعورية معينة علي أساس مادة هنا و مادة هناك . . نشاط عصبي هنا و نشاط عصبي هناك . .
لكن ليس فيها إلى الآن ما يستطيع ان يبرر شعور الإنسان بالحزن أو السعادة أو . . الخ الخ . ربما تقول تيارات عصبية في موضع معين في القشرة المخية . . الخ . لكن مازال كل هذا لا يفسر كيف تتحول مجرد هذه النبضات إلي حالة شعورية روحية بل و يمتد تأثيرها إلي الآلات و الأعضاء أيضا .
يعني مثلا . .
ما أريد قوله باختصار .
هو انك حينما تريد استخدام علم بني من أساسه علي أسس إقصاء و عدم مراعاة الجوانب اللا مادية حين دراسة الظواهر و الأعضاء المختلفة . . و تريد استخدام هذا العلم في مناطحة و تفنيد عالم قائم في أغلبه أساسا علي الروحانيات . . هذا أشبه بمن يتحدث لغة الزهرة علي كوكب المريخ ! .
2. ان العلوم المختلفة بما فيها الطب هي معارف غير ثابتة و لا نهائية الحسم و القطعية و تخضع بصفة يومية للتحديث و التعديل .
3 .
و وهذه وجهة نظر شخصية .
هو ما اسميه بخديعة العلم الحديث . و هذه نقطة متعلقة في مضمونها كثيرا بالنقطة الاولى .
للأسف كما قلت سابقا . ان الطريقة التي تم بها بناء العلوم الحديث هي طريقة اما جاهلة غير متعمدة ، أو متعمدة و خبيثة . . و في كلتا الحالتين فقد تم بناؤها علي أساس قصر ما نعرفه نحن بالعلوم علي الأساس المادي و إقصاء الجانب الروحي أو بصفة عامة غير المادي . . مع ان هذا مخالف لتاريخ البشر منذ القدم . .
حيث كان العلماء في الماضي أغلبهم من رجال دين و كهنة و فلاسفة و أصحاب فكر . .
و بعيدا عن صحة هذه العقائد القديمة أو خطأها - بالتأكيد - . . فإن الشاهد في الأمر هو انها كانت دائما تعي العلاقة بين الجسد و " الروح " و كيف ان كل منهما حقيقة لا يقبل التشكيك في أي منهما . .
هذه النظرة ربما بدأ العالم مؤخرا في الرجوع إليها . .خاصة بعدما رأينا عجز علومنا رغم اتساعها و دقتها عن تفسير ظواهر بسيطة مثل النوم و الاحاسيس و قدرات التخمين و الحدس و التليباثي .
و كمثال . .في الماضي كان فن العلاج بالابر الصينية غير معترف به . . بل و يعتبر نوع من الشعوذة الطبية . . و الآن بدأ بعض الأطباء في الخارج في تعلمه و ممارسته !
أيضا . . العلاج بالايحاء و التنويم المغناطيسي . . أصبح الآن أحد طرق العلاج الطبي النفسي المعتمدة . . ربما ليس في مصر لكن في الخارج ، نعم .
ناهيك عن الدراسات الكثيرة في مجال البارانورمال و ال سيكك فينومنا .
ما علاقة ما أقول . بموضوعنا ؟
علاقة وثيقة . .
هو اننا نتحدث هنا عن العقل و العقل ليس عملية حيوية تسيطر عليها الكيمياء الحيوية . . بل هو قدرة و ملكة ليس لها علاقة بالتشريح و الفسيولوجي .
و عندما يتحدث القرآن عن الربط بين العقل و القلب فإنه لا يطلب منك أو من غيرك ان تشرح القلب . .بل ان تراعي الرابط بين تأثر القلب ووظائفه و اداءه و بين العمليات الفكرية المختلفة التي تكون في النهاية ما يسمى بالعقل .
انها دعوه لمراقبة ظاهرة و ليس تحليل هستولوجي أو تشريحي .
مع وافر احترامي .
بعد الشكر علي الشرح المبسط . . أريد ان تعرف انني ادرس الطب و أعلم جيدا فسيولوجي القلب و المخ و كيف تشرح الكتب الطبية العلاقة بينهما .
لكن . .
أنت لم تفهم مشاركتي .. . أنا لم أقل أصلا ان القلب مصدر المشاعر و الأفكار .
لقد كانت مشاركتي بخصوص قولك ان القلب ليس له علاقة مع الأفكار و المشاعر . . و لكن فوجئت ان مقالتك جاءت - في أغلبها - تؤكد هذه العلاقة . . حتى بالرغم من انك اردت سحبها علي ان تغيرات حالة القلب هي مجرد استجابات " ميكانيكية " لتغيرات و نبضات عصبية . .
لكن عفوا . . تغيير المسميات لا يغير في الأمر شئ . . بل مازال كلامك يؤكد علي هذه العلاقة الوثيقة بين القلب و الانفعالات و الأفكار! ..
عموما هناك نقاط احترازية في مناقشة هذه الأمور .
1. ان العلم الطبي و الحقائق التي يرسمها لا تصلح كدليل دامغ في المناقشات التي تتعلق بالامور الروحانية و الدينية . .
ليس لأنها خاطئة . .لكن لأنها - في وجهة نظري - قاصرة و أحادية الزاوية .. كمن ينظر بعين بواحدة . .
و قبل ان تثور علي دعني ألفت نظرك الكريم إلي هذه الحقيقة ؛ ان الطريقة التي تكونت بها معارفنا المختلفة و بما فيها المعرفة الطبية .. قد قامت علي أساس النظر المادي المجرد للظواهر . . بل ان الرجال الذين أسسوا هذه المعارف المختلفة قد عملوا جاهدين علي ابقاء النظرة المادية هي الأساس مع إقصاء أي نوع من التفاسير اللا مادية .
و النتيجة كانت هي الآتي .
أصبح عندنا تلال من الكتب و الدراسات المختلفة التي تتحدث عن جسم الإنسان كما لو انه ماكينة من البروتيات و الانزيمات .
لقد أفرزت هذه الطريقة في تكوين المعارف المختلفة آلات و آليات . . و ليس فيها إلى الآن ما يستطيع ان يربط بين عالم المشاعر و الروحانيات و عالم الآلات . . كلها عبارة عن نظريات مقترحة تسعي لتفسير حالة شعورية معينة علي أساس مادة هنا و مادة هناك . . نشاط عصبي هنا و نشاط عصبي هناك . .
لكن ليس فيها إلى الآن ما يستطيع ان يبرر شعور الإنسان بالحزن أو السعادة أو . . الخ الخ . ربما تقول تيارات عصبية في موضع معين في القشرة المخية . . الخ . لكن مازال كل هذا لا يفسر كيف تتحول مجرد هذه النبضات إلي حالة شعورية روحية بل و يمتد تأثيرها إلي الآلات و الأعضاء أيضا .
يعني مثلا . .
ما أريد قوله باختصار .
هو انك حينما تريد استخدام علم بني من أساسه علي أسس إقصاء و عدم مراعاة الجوانب اللا مادية حين دراسة الظواهر و الأعضاء المختلفة . . و تريد استخدام هذا العلم في مناطحة و تفنيد عالم قائم في أغلبه أساسا علي الروحانيات . . هذا أشبه بمن يتحدث لغة الزهرة علي كوكب المريخ ! .
2. ان العلوم المختلفة بما فيها الطب هي معارف غير ثابتة و لا نهائية الحسم و القطعية و تخضع بصفة يومية للتحديث و التعديل .
3 .
و وهذه وجهة نظر شخصية .
هو ما اسميه بخديعة العلم الحديث . و هذه نقطة متعلقة في مضمونها كثيرا بالنقطة الاولى .
للأسف كما قلت سابقا . ان الطريقة التي تم بها بناء العلوم الحديث هي طريقة اما جاهلة غير متعمدة ، أو متعمدة و خبيثة . . و في كلتا الحالتين فقد تم بناؤها علي أساس قصر ما نعرفه نحن بالعلوم علي الأساس المادي و إقصاء الجانب الروحي أو بصفة عامة غير المادي . . مع ان هذا مخالف لتاريخ البشر منذ القدم . .
حيث كان العلماء في الماضي أغلبهم من رجال دين و كهنة و فلاسفة و أصحاب فكر . .
و بعيدا عن صحة هذه العقائد القديمة أو خطأها - بالتأكيد - . . فإن الشاهد في الأمر هو انها كانت دائما تعي العلاقة بين الجسد و " الروح " و كيف ان كل منهما حقيقة لا يقبل التشكيك في أي منهما . .
هذه النظرة ربما بدأ العالم مؤخرا في الرجوع إليها . .خاصة بعدما رأينا عجز علومنا رغم اتساعها و دقتها عن تفسير ظواهر بسيطة مثل النوم و الاحاسيس و قدرات التخمين و الحدس و التليباثي .
و كمثال . .في الماضي كان فن العلاج بالابر الصينية غير معترف به . . بل و يعتبر نوع من الشعوذة الطبية . . و الآن بدأ بعض الأطباء في الخارج في تعلمه و ممارسته !
أيضا . . العلاج بالايحاء و التنويم المغناطيسي . . أصبح الآن أحد طرق العلاج الطبي النفسي المعتمدة . . ربما ليس في مصر لكن في الخارج ، نعم .
ناهيك عن الدراسات الكثيرة في مجال البارانورمال و ال سيكك فينومنا .
ما علاقة ما أقول . بموضوعنا ؟
علاقة وثيقة . .
هو اننا نتحدث هنا عن العقل و العقل ليس عملية حيوية تسيطر عليها الكيمياء الحيوية . . بل هو قدرة و ملكة ليس لها علاقة بالتشريح و الفسيولوجي .
و عندما يتحدث القرآن عن الربط بين العقل و القلب فإنه لا يطلب منك أو من غيرك ان تشرح القلب . .بل ان تراعي الرابط بين تأثر القلب ووظائفه و اداءه و بين العمليات الفكرية المختلفة التي تكون في النهاية ما يسمى بالعقل .
انها دعوه لمراقبة ظاهرة و ليس تحليل هستولوجي أو تشريحي .
مع وافر احترامي .
تعليق