بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأمي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
لغتك تظهرك2
بولس رسول الأمم
بولس رسول الأمم
بحمد الله تعالى قد أثبتنا في الجزء الأول من مقال لغتك تظهرك أن بولس ينتمي إلى جماعة الصدوقيين وليس الفريسيين كما ادعى وتناولنا لماذا شدد بولس علي فريسيته المزيفة وكذلك فندنا الحادثة الخرافية التي يدَعي بأنها قد حدثت له وهو في طريقه إلى دمشق.( راجع الجزء الأول من لغتك تظهرك )
وسنتناول في هذا الجزء الكذبة الكبرى التي غيرت الفكر اللاهوتي المسيحي .
وسنبدأ بما هو مذكور في (اع 17:26)".....و من الأمم الذين انا الآن أرسلك إليهم"
هذه الكلمات هي حديث يسوع المسيح كما يزعم بولس له . في الطريق إلى دمشق .
ولاحظ معي عزيزي القاريء حرف الواو . وكائنما يريد بولس أن يقول أنا مرسل بإرسالية كبري للأمم . أي أنني رسول الأمم .
وممن هذه الإرسالية ؟ من يسوع المسيح . الذي في حياته على الأرض وإن جاز التعبير قد عجز عن إتمام هذه الإرسالية.وكيف هو قد عجز ؟ لا
بل لم تكن هذه هي مهمته " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة "
( متى 16:15 )
وكيف وهو صاحب الرسالة والدعوة . فعند إرساله تلاميذه (الحواريين) الإثني عشر بحسب (متى 10: 5-6 ) " وهؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً . إلى طريق أمم لاتمضوا وإلى مدينة للسامريين لاتدخلوا . بل اْذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " .
مع العلم أن الإثني عشر لا يوجد بينهم شخص اْسمه شاول أو بولس.!
فإن صاحب الرسالة يسوع المسيح المرسل من الله تعالى.قد صرح في أكثر من موضع أنه قد أرسل من أجل بني إسرائيل . أي أنه نبي لليهود فقط وليس نبي الأمم .
ويأتي بولس ويقول أن يسوع المسيح أرسله للتبشير بين الأمم . أي أنه رسول الأمم .
فمن الآيات الموجودة بإنجيل متى . علما بأن متى من التلاميذ نؤكد الآتي :-
1. يسوع المسيح أرسله الله تعالى من أجل بني إسرائيل فقط ( اليهود )
2. يسوع المسيح أمر تلاميذه بالتبشير بملكوت الله لبني إسرائيل فقط ( اليهود )
يسوع المسيح يدعواْ بملكوت الله:-
(متى 10 : 7 ) " وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا (ادعوا) قائلين . أنه قد اْقترب ملكوت السموات " فهذه هي وصية يسوع لتلاميذه .
معنى هذا الكلام باللغة الدارجة . (لغتك تظهرك ) . يا ناس توبواْ من خطاياكم. ارجعوا إلى الله . اعملوا بالوصايا حسب شريعة موسى. أنتم ناسين إنو في قيامة . وفي حساب ..
فهذه عزيزي القارئ هي لغة الأنبياء . من بدء الخليقة . إرشاد الناس والنصح والتشجيع على العمل الصالح . وإلا فماذا كانت رسالة يوحنا المعمدان ( يحيى عليه السلام ) .
( متى 3 : 1-2 ) " وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهوديه . قائلا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات "
فهذه هي رسالة الأنبياء . دعوة الناس إلى التوبة ..
( لوقا 4 : 42-43 ) " ولما صار النهار خرج وذهب إلى موضع خلاء وكان الجموع يفتشون عليه فجاءُوا إليه وأمسكوه لئلا يذهب عنهم . فقال لهم إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضا بملكوت الله لأني لهذا قد أرسلت.
لاحظ معي هذه اللغة الظاهرة . ( أُبشر بملكوت الله . )
فماذا حدث بعد ذلك ؟
( اع 1 : 1-3 ) " الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما أوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين أراهم أيضا نفسه حيّا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله "
فها هو سفر أعمال الرسل . يشير إلى ما فعله يسوع وعلمه . حتى آخر لحظه ملكوت الله .
دعونا نستوضح الأمر قليلاً . في لغة بولس . فإن لغته تظهره .
( اف 5 : 5 ) " فإنكم تعلمون هذا أن كل زان أو نجس أو طماع الذي هو عابد للأوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيحوالله"
جميله هي دعوة بولس . مثلها مثل دعوة أي نبي . الابتعاد عن الزنا . والنجاسة والطمع . الذي شبهه بعبادة الأوثان .
ولكن ؟ احترس من هذه اللغة !!
بولس ساوي بين ملكوت المسيح والله . أي ان
ملكوت المسيح = ملكوت الله
وهذا منافي تماماً لما كان يدعو به يسوع المسيح فقد كان يكرز بملكوت الله وليس بملكوته .
والعجيب أن بطرس قد انقاد إلى هذا الرياء إلى هذا النوع من اللغة فها هو يقتبس من رسالات بولس معترفا بذلك ( 2بط 3 : 15 )
" واحسبوا اناة ربنا خلاصا.كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضا بحسب الحكمة المعطاة له "
ففي نفس الرسالة بطرس يسطر الكلمات ويلونها بلون غريب عنه . فبمجرد قراءة هذه الكلمات تدرك أنها من صنع بولس ( فهذا ما يقوله علم اللاهوت ) وكما اشرنا من قبل ان معني كلمة اللاهوت (كلمة يونانية من مقطعين المقطع الأول يعني الكلام أو الحديث . والمقطع الثاني الله . وبما أن اللغة هي أداة التواصل بين التعليم عن الله. بالرغم أن الله واحد لا يتغير ولا يتطور ولا ينحصر في لغة بشرية . فأصبح معني الكلمة الكلام عن الله).
فلنري ماذا قال بطرس في (2بط 1 : 5-11 ) " ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفه وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة أخوية وفي المودة الأخوية محبة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيّركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح.لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين.لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلّوا أبدا. لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول إلى ملكوت ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح الأبدي "
جميله ورائعة هذه الملحمة الشعرية المصبوغة بالفلسفة اليونانية القديمة . فهذه الدعوة قد صيغت كلماتها بكامل الروعة ( الفضيلة-المعرفة-الصبر-التقوى-المحبة ) ولكن .
احترس من هذه اللغة . فهذه اللغة تظهر فخا اكبر !!
فقد صار ملكوت الله. هو ملكوت يسوع المسيح !
تأمل معي عزيزي القارئ . التحول العجيب والتحريف لما كان يكرز به يسوع المسيح . فدعونا نتصفح الكتاب المقدس قليلا لنري رد صاحب الدعوة الأصلية بملكوت الله واقصد يسوع المسيح .
فلنتناول المثل الرائع ( مثل الكرامين ) بحسب ( متى 21 : 33-44 )
" ...كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبني برجا وسلمه إلى كرامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره.فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا.ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين.ففعلوا بهم كذلك.فأخيرا أرسل إليهم ابنه قائلا يهابون ابني.وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله ونأخذ ميراثه.فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه.فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين.قالوا له.أولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديّا ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها.قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب.الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية.من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا.لذلك أقول لكم أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره.ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه "
واطلب منك عزيزي القاري أن تقراء المثل مره أخرى . بل عدة مرات . لنستوضح كلمات المثل :
رب البيت : هو الله سبحانه وتعالي خالق السموات والارض
الكَرم : هو هذا الدنيا التي نعيش فيها . وقد خلقها الله للانسان كامله
جاهزة للعيش فيها " معصرة-برج-..." ( تك 1 : 25 )
الكرامين : الإنسان الذي سلطه الله علي كل الأرض (تك 1 : 26 )
العبيد : الأنبياء المرسلين إلى بني إسرائيل . وفعلوا بهم ما فعلوا
الابن : يسوع المسيح ( إن جاز التعبير ) فهو كلمة الله . وليس لهذا
أي علاقة بموضوع لاهوت المسيح ( بحسب المحتوي والقرينة )
كرامين آخرين : أمة أخري
حجر الزاوية : من ...... سنري بعد قليل .
ولكن دعونا نعود إلى كلمات يسوع المسيح الاخري " من قِبل الرب كان هذا . وهو عجيب في أعينا "
نعم انه أمر الله سبحانه وتعالى . وقد يكون هذا الكلام عجيب في أعينا . وكيف وها يسوع المسيح يصرح إن ملكوت الله ينزع ويعطي لأمة أخرى تعمل أثماره . ولاحظ معي أمة أخرى . أقول لك انه وعد الله ....
أنه عهد قديم من الله لإبراهيم ( عليه السلام ) ليس الوعد أو العهد المعروف " انه بإسحاق يكون لك نسل " بل وعد آخر . قد وعده الله إلى إبراهيم . ( تك 21 : 13 ) " وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك "
بل ليس الوعد لإبراهيم فقط بل أيضا إلى هاجر ( تك 21 : 18 ) " قومي احملي الغلام وشدي يدك به . لأني سأجعله أمة عظيمة"
ماذا ؟ ! أمة عظيمة.. نعم أمة عظيمة . بل أمة أخرى . كما دعاها يسوع المسيح !! لا تذهل عزيزي القارئ. لا تقل إن هذا غير ممكن.
فقد حدث نفس الشي مع يسوع المسيح في نفس المثل المذكور في
( لو 20 : 16 ) " فلما سمعوا قالوا حاشا "
لماذا ؟ لان ملكوت الله ينزع ويعطي للأمة الأخرى . الأمة التي صار نبيها " صلى الله عليه وسلم " ذاك الحجر . الحجر الذي صار رأس الزاوية .
الحجر الذي به يكتمل البناء . فهو محمد ( صلى الله عليه وسلم )
هل تعلم عزيزي القاري أن الله سبحانه قد ساوي بين أسباط بني إسرائيل الاثني عشر . إذ قَدر الله أن جعل قبائل العرب اثني عشر أيضا .
( تك 49 : 28 ) " جميع هؤلاء هم أسباط إسرائيل الاثنا عشر.وهذا ما كلمهم به أبوهم وباركهم.كل واحد بحسب بركته باركهم "
( تك 25 : 13-16 ) " وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم.نبايوت بكر إسماعيل وقيدار وأدبئيل ومبسا ومشماع ودومة ومسّا وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة. هؤلاء هم بنو إسماعيل وهذه أسماؤهم بديارهم وحصونهم اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم "
سبحان الله . سبحان الله . " الحجر الذي رفضه البنائون صار رأس الزاوية "
لأجل هذا قد صار الحجر المرفوض البعيد عن موضع بني إسرائيل. الأممي . مكمل البناء انه رأس البناء. انه خاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وسلم )
فهذا الفكر اللاهوتي ليس بغريب . انه فكر اليهود أنفسهم . فإنهم يعلمون أن آخر الأنبياء اثنان . نعم اثنان وليس واحد . احدهما يدعي المسيح والآخر النبي .
( يو 1 : 19- 22 ) " وهذه هي شهادة يوحنا ( يحي عليه السلام ) حين ارسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت. فاعترف ولم ينكر واقرّ أني لست أنا المسيح.فسألوه إذا ماذا.إيليا أنت.فقال لست أنا.النبي أنت.فأجاب لا "
لاحظ معي الآتي وأمهم جدا : -
· أن الذين جاؤا من أورشليم حيث موضع السجود موضع الهيكل . الكهنة واللاوين . فهؤلاء ليس بأشخاص عاديين . انه من سبط لاوي السبط المختص بأمور العبادة بالهيكل السبط الذي به الدارسين للتوراة .
· يوحنا أقر بأنه ليس المسيح
· فسألوه . النبي أنت . ولاحظ معي الكلمة معرفه بحرف الألف واللام . راجع كل النصوص والترجمات للكتاب المقدس . ستجدها كذلك .
معني هذا اللغة . ( لغتك تظهرك ) إن اليهود ينتظرون مسيح ونبي . ولكن يا خسارة . فان هذا النبي كما قال المسيح ليس من اليهود انه من الأمم . انه البركيليتوس ( احمد ) انه رسول الله صلي الله عليه وسلم .
بعد كل هذه الإيضاحات . نعود مرة أخرى إلى رسول الأمم المزيف بولس .
ولكن إنشاء الله ... في الجزء الثالث من ( لغتك تظهرك )
بقلم خادم الإسلام . شماس سابق بالكنيسة الارثوذوكسية بالسودان
تعليق