تحريف الرسم القرآني : البقرة الناقصة
صفحة المخطوطة المعروضة من (سورة البقرة) ، وترجع إلى القرن ال13 هـ (1298 هـ ) كتبها الخطاط "علي رقيق" وأهداها إلى مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة ، ونلاحظ فيها الآتي
(1) المخطوطة مكتوبة بهيجن بين الرسم الإملائي والعثماني ، وفي هذا إنحراف عن المصحف العثماني بخطه البدائي
(2) في السطر الثالث:
قُلْ اءَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (البقرة 140)
مخالف للرسم العثماني الحديث
قُلْ ءاَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (البقرة 140)
ومخالف أيضا للقرآن الحالي بالرسم الإملائي
قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (البقرة 140)
(3) في السطر الخامس:
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ غمَّا تَعْمَلُونَ (البقرة 140)
بينما في القرآن الحالي
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (البقرة 140)
(4) من الملاحظ إنه في هذه المخطوطة خالف الخطاط العرف المتبع بأن الألف الخنجرية تحل مكان ألف المد في التعديل المضاف على الرسم العثماني ، فقرر الخطاط ان يضيف الألف الخنجرية بجانب ألف المد في الكثير من الكلمات فصارت تحوي على ألفين مثل:
الأسبـٰـاط (وتكتب في العثماني الأسبــٰـط ) مما جعل الكلمة إملائيا بألفين (الأسبااط) وهذا زاد تحريف فوق التحريف
ومثلها إسمـٰـاعيل ، نصـــٰــارى ، بغـــٰــافل ....
(5) الأهم أن سورة البقرة تنتهي عند الآية 141
بصدق الله العظيم ... وكلمة تمت
فمن هم الذين كفروا ؟؟؟؟؟
انهم الفلسطينيين بحسب القرآن !!!!!!
" { وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ } : الَّذِينَ كَفَرُوا بِك فَجَحَدُوك إلَهًا وَعَبَدُوا غَيْرك وَاِتَّخَذُوا الْأَوْثَان أَرْبَابًا . "
( جامع البيان - الطبري )
اذن بحسب منطقكم الاعوج .. فهذه عنصرية قرآنية ضد الفلسطينين ..!!!!!
فها هم علماء ومفسري الاسلام .. لم يجدوا في هذا اي عنصرية ..!!!
بل هو مروي في كتبكم والتي تدرس في جامعاتكم .. اقرأ قصة جالوت الفلسطيني الكافر :
" { وَقَتَلَ دَاوُد جَالُوت } وَدَاوُد هَذَا هُوَ دَاوُد بْن إيشا نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَكَانَ سَبَب قَتَلَهُ إيَّاهُ كَمَا : 4477 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا بَكَّار بْن عَبْد اللَّه , قَالَ : سَمِعْت وَهْب بْن مُنَبِّه يُحَدِّث , قال : لَمَّا خرج , أو قال : لَمَّا بَرَزَ طَالُوت لِجَالُوت , قَالَ جَالُوت : أَبَرَزُوا لِي مَنْ يُقَاتِلنِي , فَإِنْ قَتَلَنِي , فَلَكُمْ مُلْكِي , وَإِنْ قَتَلْته فَلِي مُلْككُمْ ! فَأُتِيَ بِدَاوُدَ إلَى طَالُوت , فَقَاضَاهُ إنْ قَتَلَهُ أَنْ يُنْكِحهُ ابْنَته وَأَنْ يُحَكِّمهُ فِي مَاله . فَأَلْبَسَهُ طَالُوت سِلَاحًا , فَكَرِهَ دَاوُد أَنَّ يُقَاتِلهُ , وَقَالَ : إنَّ اللَّه لَمْ يَنْصُرنِي عَلَيْهِ لَمْ يُغْنِ السِّلَاح . فَخَرَجَ إلَيْهِ بِالْمِقْلَاعِ وَبِمِخْلَاةٍ فِيهَا أَحْجَار , ثُمَّ بَرَزَ لَهُ , قَالَ لَهُ جَالُوت : أَنْت تُقَاتِلنِي ؟ قَالَ دَاوُد : نَعَمْ . قَالَ : وَيْلك أَمَا تَخْرَج إلَيَّ إلَّا كَمَا يُخْرَج إلَى الْكَلْب بِالْمِقْلَاعِ وَالْحِجَارَة ؟ لَأُبَدِّدَنَّ لَحْمك , وَلَأُطْعِمَنَّه الْيَوْم الطَّيْر وَالسِّبَاع ! فَقَالَ لَهُ دَاوُد : بَلْ أَنْت عَدُوّ اللَّه شَرّ مِنْ الْكَلْب . فَأَخَذَ دَاوُد حَجَرًا وَرَمَاهُ بِالْمِقْلَاعِ , فَأَصَابَتْ بَيْن عَيْنَيْهِ حَتَّى نَفَذَتْ فِي دِمَاغه , فَصُرِعَ جَالُوت , وَانْهَزَمَ مَنْ مَعَهُ , وَاحْتَزَّ دَاوُد رَأْسه . فَلَمَّا رَجَعُوا إلَى طَالُوت ادَّعَى النَّاس قَتْل جَالُوت , فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي بِالسَّيْفِ وَبِالشَّيْءِ مَنْ سِلَاحه أَوْ جَسَده , وَخَبَّأَ دَاوُد رَأْسه , فَقَالَ طَالُوت : مَنْ جَاءَ بِرَأْسِهِ فَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ . فَجَاءَ بِهِ دَاوُد . ثُمَّ قَالَ لِطَالُوت : أَعْطِنِي مَا وَعَدْتنِي ! فَنَدِمَ طَالُوت عَلَى مَا كَانَ شَرَطَ لَهُ , وَقَالَ : إنَّ بَنَات الْمُلُوك لَا بُدّ لَهُنَّ مِنْ صَدَاق , وَأَنْت رَجُل جَرِيء شُجَاع , فَاحْتَمِلْ صَدَاقهَا ثَلَثمِائَةِ غُلْفَة مِنْ أَعْدَائِنَا ! وَكَانَ يَرْجُو بِذَلِك أَنْ يَقْتُل دَاوُد . فَغَزَا دَاوُد وَأَسَرَ مِنْهُمْ ثَلَثمِائَةِ , وَقَطَعَ غُلْفهمْ وَجَاءَ بِهَا , فَلَمْ يَجِد طَالُوت بُدًّا مَنْ أَنْ يُزَوِّجهُ . ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ النَّدَامَة , فَأَرَادَ قَتْل دَاوُد حَتَّى هَرَبَ مِنْهُ إلَى الْجَبَل , فَنَهَضَ إلَيْهِ طَالُوت فَحَاصَرَهُ . فَلَمَّا كَانَ ذَات لَيْلَة سُلِّطَ النَّوْم عَلَى طَالُوت وَحَرَسه , فَهَبَطَ إلَيْهِمْ دَاوُد , فَأَخَذَ إبْرِيق طَالُوت الَّذِي كَانَ يَشْرَب مِنْهُ وَيَتَوَضَّأ , وَقَطَعَ شَعَرَات مَنْ لِحْيَته وَشَيْئًا مَنْ هُدْب ثِيَابه , ثُمَّ رَجَعَ دَاوُد إلَى مَكَانه , + فناده أَنَّ حَرَسك , فَإِنِّي لَوْ شِئْت أَقْتُلك الْبَارِحَة فَعَلْت , فَإِنَّهُ هَذَا إبْرِيقك وَشَيْء مَنْ شَعْر لِحْيَتك وَهُدْب ثِيَابك , وَبَعَثَ إلَيْهِ . فَعَلِمَ طَالُوت أَنَّهُ لَوْ شَاءَ قَتَلَهُ , فَعَطَّفَهُ ذَلِك عَلَيْهِ فَأَمَّنَهُ , وَعَاهَدَهُ بِاَللَّهِ لَا يَرَى مِنْهُ بَأْسًا . "
كما جاء في سورة يس 30
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
ما معنى كلمة " الحسرة " ...؟!
يقول الشيخ الطنطاوي :
" والحسرة: الغم والحزن على ما فات، والندم عليه ندما لا نفع من ورائه، كأن المتحسر قد انحسرت عنه قواه وذهبت، وصار فى غير استطاعته إرجاعها.
و " يا " حرف نداء و " حسرة " منادى ونداؤها على المجاز بتنزيلها منزلة العقلاء.
والمراد بالعباد: أولئك الذين كذبوا الرسل، وآثروا العمى على الهدى، ويدخل فيهم دخولا أوليا أصحاب تلك القرية المهلكة .."
(تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم - طنطاوي )
اذن الحسرة هي الندم ..!
واصل القراءة لتعلم بأن " ربك " هو من يتحسر ويندم !
اقرأ :
" { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } نداء للحسرة عليهم، كأنما قيل لها: تعالي يا حسرة فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضري فيها، وهي حال استهزائهم بالرسل. والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلهفون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من الله تعالى على سبيل الاستعارة فى معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه، وقراءة من قرأ: «يا حسرتاه» تعضد هذا الوجه لأن المعنى: يا حسرتي. وقرىء: «يا حسرة العباد»، على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم؛ من حيث أنها موجهة إليهم. ويا حسرة على العباد: على إجراء الوصل مجرى الوقف. "
( تفسير الكشاف – الزمخشري )
اذن يجوز ان يكون من ربك !
وايضاً جاء في تفسير الصابوني :
" ثم قال تعالى { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي يا أسفاً على هؤلاء المكذبين لرسل الله المنكرين لآياته ويا حسرةً عليهم، ما جاءهم رسولٌ إلا كذبوه واستهزءوا به .. "
(تفسير صفوة التفاسير- الصابوني )
اقرأ ايضاً كيف ان ربك يتوجع نادماً .. من كتاب تيسير الكريم المنان للسعدي :
" قال اللّه متوجعا للعباد: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي: ما أعظم شقاءهم، وأطول عناءهم، وأشد جهلهم، حيث كانوا بهذه الصفة القبيحة، التي هي سبب لكل شقاء وعذاب ونكال" .. " !!
(تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن - تفسير السعدي - سورة يس 30)
شو ؟؟؟؟!!!
قال الله شو ؟؟؟!!
" قال الله متوجعاً للعباد " !!
اذن ربكم يتحسر ... ويتوجع يا مسلمين ..!!!!
وطبعاً الاجابة والتبرير اياه :
" بلا كيف ولا تشبيه" .
ولكنه " يتحسر " ..!
اما ان نسبت " الحسرة " الى البشر ايضاً .. فهذا لا يمنع ان تنسب الى ربك .. كما قالها بنفسه : { يا حسرة على العباد } !
صفحة المخطوطة المعروضة من (سورة البقرة) ، وترجع إلى القرن ال13 هـ (1298 هـ ) كتبها الخطاط "علي رقيق" وأهداها إلى مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة ، ونلاحظ فيها الآتي
(1) المخطوطة مكتوبة بهيجن بين الرسم الإملائي والعثماني ، وفي هذا إنحراف عن المصحف العثماني بخطه البدائي
(2) في السطر الثالث:
قُلْ اءَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (البقرة 140)
مخالف للرسم العثماني الحديث
قُلْ ءاَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (البقرة 140)
ومخالف أيضا للقرآن الحالي بالرسم الإملائي
قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (البقرة 140)
(3) في السطر الخامس:
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ غمَّا تَعْمَلُونَ (البقرة 140)
بينما في القرآن الحالي
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (البقرة 140)
(4) من الملاحظ إنه في هذه المخطوطة خالف الخطاط العرف المتبع بأن الألف الخنجرية تحل مكان ألف المد في التعديل المضاف على الرسم العثماني ، فقرر الخطاط ان يضيف الألف الخنجرية بجانب ألف المد في الكثير من الكلمات فصارت تحوي على ألفين مثل:
الأسبـٰـاط (وتكتب في العثماني الأسبــٰـط ) مما جعل الكلمة إملائيا بألفين (الأسبااط) وهذا زاد تحريف فوق التحريف
ومثلها إسمـٰـاعيل ، نصـــٰــارى ، بغـــٰــافل ....
(5) الأهم أن سورة البقرة تنتهي عند الآية 141
بصدق الله العظيم ... وكلمة تمت
فهل تمت سورة البقرة عند الآية141 ؟
أم أنها تمتد إلى 286 آية؟
سؤال .. مجرد سؤال برئ؟
{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } ( البقرة : 250 و251) أم أنها تمتد إلى 286 آية؟
سؤال .. مجرد سؤال برئ؟
فمن هم الذين كفروا ؟؟؟؟؟
انهم الفلسطينيين بحسب القرآن !!!!!!
" { وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ } : الَّذِينَ كَفَرُوا بِك فَجَحَدُوك إلَهًا وَعَبَدُوا غَيْرك وَاِتَّخَذُوا الْأَوْثَان أَرْبَابًا . "
( جامع البيان - الطبري )
اذن بحسب منطقكم الاعوج .. فهذه عنصرية قرآنية ضد الفلسطينين ..!!!!!
مهر داوود غرلة الفلسطينيين !
اما عن مهر داود بغلفة عبدة الاوثان ..
اما عن مهر داود بغلفة عبدة الاوثان ..
فها هم علماء ومفسري الاسلام .. لم يجدوا في هذا اي عنصرية ..!!!
بل هو مروي في كتبكم والتي تدرس في جامعاتكم .. اقرأ قصة جالوت الفلسطيني الكافر :
" { وَقَتَلَ دَاوُد جَالُوت } وَدَاوُد هَذَا هُوَ دَاوُد بْن إيشا نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَكَانَ سَبَب قَتَلَهُ إيَّاهُ كَمَا : 4477 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا بَكَّار بْن عَبْد اللَّه , قَالَ : سَمِعْت وَهْب بْن مُنَبِّه يُحَدِّث , قال : لَمَّا خرج , أو قال : لَمَّا بَرَزَ طَالُوت لِجَالُوت , قَالَ جَالُوت : أَبَرَزُوا لِي مَنْ يُقَاتِلنِي , فَإِنْ قَتَلَنِي , فَلَكُمْ مُلْكِي , وَإِنْ قَتَلْته فَلِي مُلْككُمْ ! فَأُتِيَ بِدَاوُدَ إلَى طَالُوت , فَقَاضَاهُ إنْ قَتَلَهُ أَنْ يُنْكِحهُ ابْنَته وَأَنْ يُحَكِّمهُ فِي مَاله . فَأَلْبَسَهُ طَالُوت سِلَاحًا , فَكَرِهَ دَاوُد أَنَّ يُقَاتِلهُ , وَقَالَ : إنَّ اللَّه لَمْ يَنْصُرنِي عَلَيْهِ لَمْ يُغْنِ السِّلَاح . فَخَرَجَ إلَيْهِ بِالْمِقْلَاعِ وَبِمِخْلَاةٍ فِيهَا أَحْجَار , ثُمَّ بَرَزَ لَهُ , قَالَ لَهُ جَالُوت : أَنْت تُقَاتِلنِي ؟ قَالَ دَاوُد : نَعَمْ . قَالَ : وَيْلك أَمَا تَخْرَج إلَيَّ إلَّا كَمَا يُخْرَج إلَى الْكَلْب بِالْمِقْلَاعِ وَالْحِجَارَة ؟ لَأُبَدِّدَنَّ لَحْمك , وَلَأُطْعِمَنَّه الْيَوْم الطَّيْر وَالسِّبَاع ! فَقَالَ لَهُ دَاوُد : بَلْ أَنْت عَدُوّ اللَّه شَرّ مِنْ الْكَلْب . فَأَخَذَ دَاوُد حَجَرًا وَرَمَاهُ بِالْمِقْلَاعِ , فَأَصَابَتْ بَيْن عَيْنَيْهِ حَتَّى نَفَذَتْ فِي دِمَاغه , فَصُرِعَ جَالُوت , وَانْهَزَمَ مَنْ مَعَهُ , وَاحْتَزَّ دَاوُد رَأْسه . فَلَمَّا رَجَعُوا إلَى طَالُوت ادَّعَى النَّاس قَتْل جَالُوت , فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي بِالسَّيْفِ وَبِالشَّيْءِ مَنْ سِلَاحه أَوْ جَسَده , وَخَبَّأَ دَاوُد رَأْسه , فَقَالَ طَالُوت : مَنْ جَاءَ بِرَأْسِهِ فَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ . فَجَاءَ بِهِ دَاوُد . ثُمَّ قَالَ لِطَالُوت : أَعْطِنِي مَا وَعَدْتنِي ! فَنَدِمَ طَالُوت عَلَى مَا كَانَ شَرَطَ لَهُ , وَقَالَ : إنَّ بَنَات الْمُلُوك لَا بُدّ لَهُنَّ مِنْ صَدَاق , وَأَنْت رَجُل جَرِيء شُجَاع , فَاحْتَمِلْ صَدَاقهَا ثَلَثمِائَةِ غُلْفَة مِنْ أَعْدَائِنَا ! وَكَانَ يَرْجُو بِذَلِك أَنْ يَقْتُل دَاوُد . فَغَزَا دَاوُد وَأَسَرَ مِنْهُمْ ثَلَثمِائَةِ , وَقَطَعَ غُلْفهمْ وَجَاءَ بِهَا , فَلَمْ يَجِد طَالُوت بُدًّا مَنْ أَنْ يُزَوِّجهُ . ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ النَّدَامَة , فَأَرَادَ قَتْل دَاوُد حَتَّى هَرَبَ مِنْهُ إلَى الْجَبَل , فَنَهَضَ إلَيْهِ طَالُوت فَحَاصَرَهُ . فَلَمَّا كَانَ ذَات لَيْلَة سُلِّطَ النَّوْم عَلَى طَالُوت وَحَرَسه , فَهَبَطَ إلَيْهِمْ دَاوُد , فَأَخَذَ إبْرِيق طَالُوت الَّذِي كَانَ يَشْرَب مِنْهُ وَيَتَوَضَّأ , وَقَطَعَ شَعَرَات مَنْ لِحْيَته وَشَيْئًا مَنْ هُدْب ثِيَابه , ثُمَّ رَجَعَ دَاوُد إلَى مَكَانه , + فناده أَنَّ حَرَسك , فَإِنِّي لَوْ شِئْت أَقْتُلك الْبَارِحَة فَعَلْت , فَإِنَّهُ هَذَا إبْرِيقك وَشَيْء مَنْ شَعْر لِحْيَتك وَهُدْب ثِيَابك , وَبَعَثَ إلَيْهِ . فَعَلِمَ طَالُوت أَنَّهُ لَوْ شَاءَ قَتَلَهُ , فَعَطَّفَهُ ذَلِك عَلَيْهِ فَأَمَّنَهُ , وَعَاهَدَهُ بِاَللَّهِ لَا يَرَى مِنْهُ بَأْسًا . "
كما جاء في سورة يس 30
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
ما معنى كلمة " الحسرة " ...؟!
يقول الشيخ الطنطاوي :
" والحسرة: الغم والحزن على ما فات، والندم عليه ندما لا نفع من ورائه، كأن المتحسر قد انحسرت عنه قواه وذهبت، وصار فى غير استطاعته إرجاعها.
و " يا " حرف نداء و " حسرة " منادى ونداؤها على المجاز بتنزيلها منزلة العقلاء.
والمراد بالعباد: أولئك الذين كذبوا الرسل، وآثروا العمى على الهدى، ويدخل فيهم دخولا أوليا أصحاب تلك القرية المهلكة .."
(تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم - طنطاوي )
اذن الحسرة هي الندم ..!
واصل القراءة لتعلم بأن " ربك " هو من يتحسر ويندم !
اقرأ :
" { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } نداء للحسرة عليهم، كأنما قيل لها: تعالي يا حسرة فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضري فيها، وهي حال استهزائهم بالرسل. والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلهفون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من الله تعالى على سبيل الاستعارة فى معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه، وقراءة من قرأ: «يا حسرتاه» تعضد هذا الوجه لأن المعنى: يا حسرتي. وقرىء: «يا حسرة العباد»، على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم؛ من حيث أنها موجهة إليهم. ويا حسرة على العباد: على إجراء الوصل مجرى الوقف. "
( تفسير الكشاف – الزمخشري )
اذن يجوز ان يكون من ربك !
وايضاً جاء في تفسير الصابوني :
" ثم قال تعالى { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي يا أسفاً على هؤلاء المكذبين لرسل الله المنكرين لآياته ويا حسرةً عليهم، ما جاءهم رسولٌ إلا كذبوه واستهزءوا به .. "
(تفسير صفوة التفاسير- الصابوني )
اقرأ ايضاً كيف ان ربك يتوجع نادماً .. من كتاب تيسير الكريم المنان للسعدي :
" قال اللّه متوجعا للعباد: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي: ما أعظم شقاءهم، وأطول عناءهم، وأشد جهلهم، حيث كانوا بهذه الصفة القبيحة، التي هي سبب لكل شقاء وعذاب ونكال" .. " !!
(تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن - تفسير السعدي - سورة يس 30)
شو ؟؟؟؟!!!
قال الله شو ؟؟؟!!
" قال الله متوجعاً للعباد " !!
اذن ربكم يتحسر ... ويتوجع يا مسلمين ..!!!!
وطبعاً الاجابة والتبرير اياه :
" بلا كيف ولا تشبيه" .
ولكنه " يتحسر " ..!
اما ان نسبت " الحسرة " الى البشر ايضاً .. فهذا لا يمنع ان تنسب الى ربك .. كما قالها بنفسه : { يا حسرة على العباد } !
تعليق