بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع هام اردت التحدث فيه لما رايته من فتنة لا ننكر وجودها ووقوعها الان
فاردت ان اتكلم عن دور المسلم تجاه الفتنة وسوف يكون حديثى من خلال النظر لنموذجين من خيرة اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لايخفيان على احد
عبدالله بن عمر رضى الله عنهما
حذيفه بن اليمان رضى الله عنهما
اولا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما
ذلك الرجل الصالح الورع الفقيه اكثر الناس تمسكا بسنة نبيه متتبعا لخطاه قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله ، لو كان يصلي من الليل
رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قطعة استبرق ، فكأني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت إليه ، ورأيت كأن اثنين أتياني ، أرادا أن يذهبا بي إلى النار ، فتلقاهما ملك فقال : لم ترع ، خليا عنه . فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى رؤياي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم الرجل عبد الله ، لو كان يصلي من الليل . فكان عبد الله رضي الله عنه يصلي من الليل . وكانوا لا يزالون يقصون على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا : أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم قد تواطت في العشر الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها من العشر الأواخر .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1156
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ومع ما كان يتمتع به من علم وورع وتقوى وشجاعة ماذا كان موقفه تجاه الفتنة ؟؟(حين راى المسلمين يحمل بعضهم على بعض )
هل اخذته الحمية فخرج حاملا سيفه مثيرا للفتنة داعيا اليها ؟؟!!
هل شرع فى اثارة الراى على من خالفه منهم ؟؟!!!
بل اعتزل متالما ما يرى من الفتنة متحسرا عليهم حين راى ما حدثهم عنه النبى صلى الله عليه وسلم
لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3608
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فلم يرد ان يكون له أي دور فى هذه الفتنة موضحا موقفه بقوله
أن رجلا أتى ابن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن ، ما حملك على أن تحج وتعتمر عاما ، وتترك الجهاد في سبيل الله عز وجل ، وقد علمت ما رغب الله فيه ؟ قال : يا ابن أخي ، بني الإسلام على خمس : إيمان بالله ورسوله ، والصلاة الخمس ، وصيام رمضان ، وأداء الزكاة ، وحج البيت . قال : يا أبا عبد الرحمن ، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } . { قاتلوهم حتى لا تكون فتنة } . قال : فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الإسلام قليلا ، فكان الرجل يفتن في دينه : إما قتلوه وإما يعذبونه ، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة ، قال : فما قولك في علي وعثمان ؟ قال : أما عثمان فكأن الله عفا عنه ، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه . أما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه ، وأشار بيده ، فقال : هذا بيته حيث ترون .
الراوي: نافع مولى ابن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4514
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ولقد عقب الشيخ خالد محمد خالد على ذلك مبينا نظرية ابن عمر
ولكنه برغم قوته وجرأته ظل الى آخر أيامه، حريصا على ألا يكون له في الفتنة المسلحة دور ونصيب، رافضا أن ينحاز لأي فريق...
وكان ينفجر أسى وألما، حين يرى دماء المسلمين تسيل بأيديهم..!!
ولو استطاع أن يمنع القتال، ويصون الدم لفعل، ولكن الأحداث كانت أقوى منه فاعتزلها.
على أنه حين رفض أن يقاتل مع الامام علي الذي كان الحق له، وكان الحق معه، فانه لم يفعل ذلك هربا، والا التماسا للنجاة.. بل رفضا للخلاف كله، والفتنة كلها، وتجنبا لقتال لا يدو بين مسلم ومشرك، بل بين مسلمين يأكل بعضهم بعضا..
فهو اذن لم يتجنب القتال ولم يشترك فيه، لاهروبا، أ، سلبية، بل رفضا لاقرار حرب أهلية بين الأمة المؤمنة، واستنكافا على أن يشهر مسلم في وجه مسلم سيفا..
رجال حول الرسول خالد محمد خالد
ثانيا حذيفه بن اليمان رضى الله عنهما
كاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم وعدو النفاق الاول عهد اليه النبى بسره حين اطلعه على اسماء المنافقين وكان اكثر الناس حرصا ان يعلم عن الفتنة خشية الوقوع فيها فكان اخشى الناس للفتن حتى قبل وقوعها واسبقهم الى معرفة كيفية النجاة منها
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم ، وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7084
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وبالرغم من ما كان يتمتع به من جراة وشجاعة ماذا كان موقفه عندالفتنة وحتى عند مقتل ابيه يوم احد امام عينيه
لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة ، فصاح إبليس : أي عباد الله أخراكم ، فرجعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم ، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه ، فنادى : أي عباد الله أبي أبي ، فقالت : فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه ، فقال حذيفة : غفر الله لكم . قال أبي : فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3824
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فما فعل لقتلة ابيه ؟؟
هل اخذته الحمية فثار عليهم غاضبا ؟؟!!
هل لعنهم هل قاتلهم هل فعل كذا وكذا ؟؟!!!
ما كان منه رحمه الله الا ان التمس العذر لاصحابه فهو يعلم ما كانوا فيه من شدة الموقف فقابلهم بقوله الحكيم غفر الله لكم
وما فعل حين راى اختلاف الناس فى القراءة فخشى عليهم من الاختلاف والفتنة فسارع الى ولى الامر عثمان بن عفان رضى الله عنه ناصحا الى الخير لا مثيرا لفتنة بل امرا بالمعرف ناهيا عن المنكر كما امره الله تعالى وكما علمه نبيه صلى الله عليه وسلم
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب ، اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل عثمان إلى حفصة : أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا ، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4987
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فها هم خير الامة ورجالها من اتباع رسولها الكريم يضربون لنا خير مثال للمسلم الصادق فهم من تعلم على يد خير البشر واشرفهم نبيهم الكريم الذى علمهم متى يتكلمون ومتى يصمتون متى يشتركون ومتى يعتزلون لا يكونون كما السفهاء الذين يتخبطهم الشيطان
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر
لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا
الراوي: حذيفة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2007
خلاصة الدرجة: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
ان المسلم الصادق هو من يعلم متى تكون الفتنة وما يكون دوره نحوها بل ان افضلهم هو من حاول منعها ونصح للمسلمين محاولا الاصلاح بينهم ولو بالكذب
ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس ، فينمى خيرا ، و يقول خيرا
الراوي: أم كلثوم بنت عقبة و شداد بن أوس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5379
خلاصة الدرجة: صحيح
إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم
الراوي: تميم الداري المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 21/284
خلاصة الدرجة: صحيح
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال
اخوانى الكرام ان الفتنة هى اخطر سلاح فى يد اعدائنا فلا تعطوهم ما ارادوا
{لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} (48) سورة التوبة
{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (25) سورة الأنفال
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88) سورة هود
تعليق