بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون ) الأعراف 180َ
سمعت احد النصارى يعترض على المسلمين في اسم الله عز وجل الجبار وقال انه لا يليق بالخالق سبحانه وتعالى ان يكون جبار وان اسم الجبار يتعارض مع اسم الرؤف الرحيم وهذا تناقض فأحببت ان اكتب للإخوة ولجميع المعرضين شرح وتفصيل لهذا الاسم العظيم نقلا عن علمائنا الأجلاء في شرحهم وتفسيرهم لهذا الاسم العظيم
لفظا في اللغة :
أصل الفظ لغة يرجع الى جبر مادة ( الجيم والباء والراء ) .
أولا معجم لسان العرب لابن منظور :
جبر (لسان العرب)
الجَبَّارُ: الله عز اسمه القاهر خلقه على ما أَراد من أَمر ونهي. ابن الأَنباري: الجبار في صفة الله عز وجل الذي لا يُنالُ، ومنه جَبَّارُ النخل.
الجَبَّارُ: الله عز اسمه القاهر خلقه على ما أَراد من أَمر ونهي. ابن الأَنباري: الجبار في صفة الله عز وجل الذي لا يُنالُ، ومنه جَبَّارُ النخل.
ثانيا معجم الصحاح في اللغة :
أبو عَمرو: الجَبْرُ: أن تُغْني الرجل من فقر، أو تُصلح عَظمهُ مِنْ كَسْر. يقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً.
وَجَبَرَ العظمُ بنفسه جُبوراً، أي انْجَبَرَ.
واجْتَبَرَ العظْمُ مثل انْجَبَرَ. يقال: جَبَرَ الله فلاناً فاجْتَبَرَ، أي سدّ مفاقِرَهُ.
ثالثا معجم مقاييس اللغة
الجيم والباء والراء أصلٌ واحد، وهو جِنْسٌ من العظَمة والعُلوّ والاستقامة. فالجَبَّار: الذي طَال وفاتَ اليد، يقال فرسٌ جَبَّارٌ، ونخلة جَبَّارَةٌ.
وذو الجَُبُّورة وذو الجُبَُرُوت: الله جلّ ثناؤه.
وذو الجَُبُّورة وذو الجُبَُرُوت: الله جلّ ثناؤه.
وقال فصلية الشيخ خالد بن عثمان السبت في شرحه لاسم الله الجبار لغة انه مأخوذ من الجبر وانه يقع تحت أربع معانا
1 – الإصلاح : هو
أ- الاغناء من الفقر ( جبر الفقير ) ويكون باغنياءه
ب- تقوية الضعيف ( يكون بتقوته )
ج- جبر المريض ( يكون بشفائه)
د- جبر الكسير ( يكون بإصلاح كسره )
2- الأكره والقهر والإرغام :
وهو أن يقال جبرته على الشيء وأكرهته عليه والزمته به .
3- العزة والارتفاع والعلو والشموخ والطول :
كان تقول هذا بناء جبار : بمعنى انه بناء طويل ضخم طويل رفيع به ضخامة وتقول هذه نخلة جبارة بمعنى طويلة لا تصل ايدى البشر إلى ثمارها .
ويقال رجل جبار إذا كان طويل عظيم تشبيها بالنخل العالى الطويل وتقول هذا عمل جبار بمعنى لا يطاق .
4- وتاتى بمعنى المتكبر :
وتقول تجبر الرجل اى تكبر ومنها قول الله تعالى (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) مريم 32
معنى اسم الله الجبار :
بعد شرح الاسم لغة فاننا ناتى إلى شرح معنى اسم الله الجبار كما قال علمائنا الأجلاء بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكيف فان الناظر إلى اسم الله الجبار يجده يشمل جميع المعانى السابقة
قال ابن قيم الجوزية في شرح اسم الله الجبار انه له ثلاث معانى تصح اردتها منه
أحدها : انه الذى يجبر الضعفاء من عباده ، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من اجله الخاضعة لعظمته وجلاله ، فكم جبر سبحانه من كسير وأغنى من فقير واعز من ذليل وأزال من شده ويسر من عسير ، وكم جبر من مصاب فوفقه للثبات والصبر
والمعنى الثاني : انه القهار الذى دان كل شىء لعظمته وخضع كل مخلوق لجبروته ، وعزته ، فهو يجبر عباده على ما اراد مما اقتضته حكمته ومشيئته فلا يستطيعون الفكاك منه .
والثالث : انه العلى بذاته فوق جميع خلقه ،فلا يستطيع احد منهم أن يدنو منه (1)
وقال العلامة بن عثيمين رحمه الله
الأول: جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.
الثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.
الثالث: جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم. قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار:
وكذلك الجبار من أوصافه والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا ذا كسرة فالجبر منه دان
والثانِ جبر القهر بالعز الذي لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة الـ ـعليا التي فاقت لكل بنان (2 )
وقال العلامة السعدى :
هو المتكبر عن كل سوء ونقص وعن مماثلة احد وان يكون له كفو او ضد او سمى او شريك في خصائصه وحقوقه (3)
وفى النهاية أقول أن الله هو الجبار الذى يجبر الفقراء ويصلح حالهم ويجبر المرضى ويشفيهم أصحاب المصائب
وهو الذى كل شي خضع لقهره سبحانه وتعالى فلا لا حد مهما كانت إرادته او قوته يستطيع أن يخرج عن مااراده الله عز وجل وهو العلى له علو الذات وعلو القدر وعلو القهر وهو المتكبر تكبر أن يكون له شبيه او ضد .
----------------------------------------------------------------------
شرح أسماء الله الحسنى لابن القيم ص 249(1)
مجموعة الفتاوى لابن عثيمين المجلد الأول باب الأسماء والصفات كتاب الكتروني (2)
نقلا عن الشيخ احمد بن شعبان بن احمد في تحقيقه لكتاب شرح أسماء الله الحسنى لابن القيم ص 249