=================================
ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ــ أقتبس لكم اليوم أحبتى فى الله واحدة من أعاجيب كتاب النصارى المقدس .. وما أكثرها على صفحات هذا الكتاب ..
بطل هذه القصة هو شمشون ..
وشمشون هذا باركه رب الكتاب المقدس منذ ميلاده كما يقول الكتاب :
قض 13: 24 فولدت المرأة ابنا ودعت اسمه شمشون.فكبر الصبي وباركه الرب.
تبدأ القصة حينما قرر شمشون أن يتزوج من امرأة فلسطينية .. وبالفعل تزوجها ثم خرج شمشون وتركها وربما نسى أصلاً أنه تزوجها من كثرة عدد النساء اللاتى عرفهن شمشون (وبالطبع كلنا نعرف معنى كلمة عرفهن فى الكتاب المقدس)
ــ طالت فترة غياب شمشون ... صارت البنت كالمعلقة .. متزوجة وزوجها هجرها .. وبعد فترة من الاحتمال لهذا الظلم يقرر الأب أخيراً أن يرحم ابنته من هذا الطغيان و يعتبر زواجها من شمشون لاغى نظراً لطول غيابه وتركه لزوجته ... ويزوجها أبيها زوجاً أخر أكثر صلاحاً واستقامة من شمشوننا بطل القصة ...
ـــ ولكن فى أحد الأيام يحدث مالا يتوقعه الأب ولا البنت .. ويعود شمشون بعدما تذكر أخيراً أن له زوجة فلسطينية من بين النساء اللاتى (عرفهن) ...
فماذا فعل الأب ... تعالوا لنقرأ :
1 وكان بعد مدّة في ايام حصاد الحنطة ان شمشون افتقد امرأته بجدي معزى.وقال ادخل الى امرأتي الى حجرتها.ولكن اباها لم يدعه ان يدخل.
2 وقال ابوها اني قلت انك قد كرهتها فاعطيتها لصاحبك.أليست اختها الصغيرة احسن منها.فلتكن لك عوضا عنها.
أى رعب هذا وأى طغيان لشمشون الذى يجعل الأب يعرض على شمشون أن يعطيه ابنته الأخرى الصغيرة مقابل أن يرضى شمشون عنه ولا يؤذيه ؟؟؟
ــ ولأن شمشون مبارك من رب الكتاب المقدس وقد أخذ توكيلاً وتفويضاً منه بفعل كل شىء وأى شىء .. فقد رفض عرض الأب المسكين .. وقرر أن يعاقب الفلسطينيين عقاباً جماعياً وفقاً لمبدأ السيئة تعم !!
ــ الانتقام بذيول الثعالب : ــ
ويقرر شمشون أن ينتقم من جميع الفلسطينين عن طريق حرق حقولهم وذلك عن طريق فكرة فى غاية الطرافة فقد قرر أن يمسك بمجموعة من الثعالب (ثعلبين ثعلبين) وأن يضع بين كل ذيلين مشعل.. ومن ثم تنطلق الثعالب بالمشاعل فتحرق جميع حقول الفلسطينين ..
3 فقال لهم شمشون اني بريء الآن من الفلسطينيين اذا عملت بهم شرا.
4 وذهب شمشون وامسك ثلاث مئة ابن آوى واخذ مشاعل وجعل ذنبا الى ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط.
5 ثم اضرم المشاعل نارا واطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الاكداس والزرع وكروم الزيتون
وبغض النظر عن كيفية بقاء الثعالب مستسلمة لأيدى شمشون حتى يربط أذيالهم اثنين اثنين
وبغض النظر عن كيفية استسلام الثعالب لكى يضرم شمشون النار بأذيالها دون أن تصرخ أو تنبث بنبت شفه ..
وبغض النظر عن كيفية جرى الثعالب نحو حقول الفلسطينين دون أن يوجد ولو ثعلب واحد معارض فيجرى فى الاتجاه المضاد !!(وكأنهم موجهون بالريموت كنترول)
بغض النظر عن كيفية تصديق الأمر برمته ...
المهم أن شمشون قد حرق جميع حقول الفلسطينين وفقاً لما جاء فى الكتاب المقدس ..
رد فعل الفلسطينيين : ـــ
ولأن شمشون كان طاغية فلم يكن للفلسطينين جرأة على مواجهته ... بل اكتفوا بالانتقام ممن عكر مزاج شمشون فجعله يفعل هذا بهم .. فحرقوا الأب وابنته ... لربما يرضى شمشون ويكتفى بعقابه السابق وكفى ...
6 فقال الفلسطينيون من فعل هذا.فقالوا شمشون صهر التمنّي لانه اخذ امرأته واعطاها لصاحبه.فصعد الفلسطينيون واحرقوها واباها بالنار.
ــ ولكن شمشون كان له رأى آخر ....
7 فقال لهم شمشون ولو فعلتم هذا فاني انتقم منكم وبعد اكفّ.
8 وضربهم ساقا على فخذ ضربا عظيما..
لا فائدة ... سيقتلهم شمشون سيقتلهم ....
ــ ولكن لابد للظلم من نهاية .. ولابد للاضطاد من انتفاضة .. فقد تجمع الفلسطينيون من أجل الثأر وقرروا مواجهة شمشون أخيراً ... ولكن المعركة انتهت لشمشون وبطريقة أكثر طرافة من سابقتها .. انتهت بقتل ألف فلسطينى وبفك حمار ...
نقرأ معاً
4 ولما جاء الى لحي صاح الفلسطينيين للقائه.فحلّ عليه روح الرب فكان الحبلان اللذان على ذراعيه ككتان احرق بالنار فانحلّ الوثاق عن يديه.
15 ووجد لحي حمار طريّا فمدّ يده واخذه وضرب به الف رجل
جائزة الرب لشمشون من أجل هذا القتل العظيم : ــ
18 ثم عطش جدا فدعا الرب وقال انك قد جعلت بيد عبدك هذا الخلاص العظيم والآن اموت من العطش واسقط بيد الغلف.
19 فشقّ الله الكفّة التي في لحي فخرج منها ماء فشرب ورجعت روحه فانتعش.لذلك دعا اسمه عين هقّوري التي في لحي الى هذا اليوم.
وفى النهاية .. يحتار المرء عندما يبحث عن مغزى من هذه القصة العجيبة !!
ــ هل المغزى من هذه القصة .. أنه لابد من قتل الفلسطينيين مهما فعلوا ومهما كانوا مسالمين حتى يبارك الرب الاسرائيلى ؟؟
ربما ...
ــ أم أن المغزى هو أن زواج الاسرائيليين من غير الاسرائيليين هو زواج لايرضى الرب ولابد من التطهير عن هذه الخطيئة بقتل الآلاف ؟؟؟
من يجد مغزى آخر لهذه القصة من وجهة نظر مختلفة ... فليضعه فى رده ... وجزاكم الله خيراً ...
تعليق