جرائم الطب الطائفي في مصر
خالد المصري
حينما يمرض أحدُنا - عافانا الله وإياكم من الأمراض - فإنَّ أوَّل ما يفكّر فيه هو البحث عن طبيب ماهر حاذق يذهب إليه، لا ينظر أحدنا لشخص الطَّبيب ولا لِلونه ولا لِدينه، فكلّ ما يهمُّنا هو مهارة الطَّبيب؛ لأنَّ صحَّتنا هي أغلى ما نملك فلا بدَّ من العناية بها أشدَّ العناية، من خلال اختِيار طبيب ماهر يشخّص المرض بحرفيَّة، ويصف الدواء اللازم.
وعلى ذلك فنحن لا نفكّر في دين الطبيب: هل هو مسلم أو نصراني؟ وتعتبر هذه الثقة من المسلمين هي أهمّ الأسباب التي جعلت الأطبَّاء النَّصارى في مصر في قمَّة نجاحِهم وتألُّقهم؛ لأنَّ كلَّ مرضاهم من المسلمين يثِقون فيهم ويقدِّرون مهارتهم.
ونحن لا نُنكِر أنَّ هناك أطبَّاء نصارى في مصر في قمَّة الحرفية والإتقان والأخلاق العالية، وأصحاب ضمائر حيَّة ووطنيَّة يستحيل أن يُزايد عليها أحد، وأذكر كنموذج الدكتور مجدي يعقوب؛ الذي أنشأ من مالِه الخاصّ مركزًا طبيًّا عالميًّا في مدينة أسوان لأمراض القلب لعلاج الفقراء، هذه الفئات من الناس نَحترمها ونقدرها ولا نقبل المزايدة عليْها.
أصبح الطبيب النصراني أيًّا كانت درجة مهارته - نتيجة عوامل كثيرة سنذكر بعضها - له العديد من المزايا التي تُمنح له طبقًا للقوانين واللَّوائح الوضعيَّة حتَّى تضع حدًّا للتَّمييز بينه وبين المسلم، ومن ضِمْن هذه اللَّوائح لائحة تقول: إنه لا بدَّ من وجود نسبة من المسيحيِّين في كلّ درجة إداريَّة عليا.
للدرجة التي جعلتْ أحدَ الأطبَّاء يقول:
"أنا أعمل في عيادة تأمين صحّي بالإسكندرية، ومديرنا - الَّذي هو صديقنا - طبيب مسيحي، وهو أصغر الأطبَّاء العاملين في العيادة، وهو الوحيد الَّذي لم يحصُل على دراسات عُليا ولا مؤهَّل إداري، سوى أنَّه لا بدَّ من وجود نسبة من المسيحيِّين في كل درجة إداريَّة عليا، وبالرَّغم من المستحقَّات الماليَّة الضَّخمة التي يحصُل عليْها زيادة عمَّا نحصل عليه - نحن المسلمين - في البلاد الإسلاميَّة اسمًا، ومع ذلك فإنَّه مثل كلّ مسيحي يشعُر بالاضطهاد طول عمره، ومن قبْل هذه الأحداث كان دائمَ الحديث معنا عن أمنيَّتِه أن يُهاجِر إلى أمريكا، ولو أصبح هناك مواطنًا درجة رابعة - على حد قوله - لكي يشعُر بآدميَّته!".
يا سادة، نحن لا نعترِض على كل هذا، ولكن ..!
ولكن، ماذا لو خان الطَّبيب القسَم وخان مريضَه، وقدَّم له علاجًا خاطئًا متعمّدًا ذلك، أو حاول أن يُصيبَه بعاهة تبقى معه طوال حياتِه لأنَّه مخالف لدينه؟!
هل يقابل ثقة المسلم في طبيبِه المسيحي الخيانة منْه الَّتي لا ترضاها قدسيَّة المهنة، ولا الأعراف، ولا الأخلاق!
أضع بين أيديكم شهادةً لثلاثة أطبَّاء من كبار الأطبَّاء الَّذين قرأت شهادتَهم في تعليقات لهم منفصِلة، في مقالة لي في إحدى الصُّحف اليوميَّة المستقلَّة يوم 6 /6 /2009، وكانت تحت عنوان: (هل خذل أوباما أقباط المهجر)، وكانت تعليقًا على خطاب الرَّئيس الأمريكي باراك أوباما عشيَّة إلقائه خطابه الشَّهير في جامعة القاهرة.
أضع بين أيدي حضراتِكم شهادة الأطبَّاء الثلاثة، ولحضراتكم الحكم:
الشهادة الأولى من د. مدحت الزناتي - استشاري العلاج الطبيعي - والَّذي قال:
"أذكر أنَّه في الثمانينيات ورد إليْنا خطاب من أمْن الدَّولة، يطلب إحصاءً عن عدد حالات الأطْفال المصابين بشلَل مؤقَّت بالذراع أصيبوا به أثناء الولادة، وأسماء الجرَّاحين المشرفين على ولاداتِهم في عموم المحافظة، وهي جريمة أُخرى أُضيفت وقتها إلى ربط قنوات المبايض، والحبل المنوي، والإجهاض، وترْقيع البكارة التي مارسها جرَّاحون نصارى أساؤوا أوَّل ما عملوا إلى زملائِهم من النَّصارى، فأعرض عنْهم النَّاس ولم أرَ لعياداتِهم رواجًا، جرائم الطّبّ الطَّائفي التي قام بها الجرَّاحون المسيحيُّون يَجب ألا تسقُط بالتَّقادم، ويجب أن يعاقب كلُّ مَن ارتكب هذه الجرائم".
انتهت شهادة الدكتور مدحت الزناتي، وهو دكتور استشاري كبير، وذكر في شهادته أنَّ في الثمانينات حدثت حالة شلل مؤقت في الذِّراع عند بعض الأطفال حديثي الولادة - لم يذكر عددهم - وأنَّ أمن الدَّولة طلبت منهم أعدادَهم وأسماء المشرفين على ولاداتِهم في عموم المحافظة، ثم أكمل شهادته بقولِه بأنَّ هذه الجريمة أضيفت إلى جرائم أُخرى قام بها بعض أطبَّاء النساء والتوليد، من خلال ربْط قنوات المبايض والحبل المنوي، والإجهاض وترْقيع البكارة التي مارسها جرَّاحون نصارى.
والشَّهادة الثانية من د. هشام عبدالحميد، والذي قال حرفيًّا:
"وأحد أشْهَر هذه الجرائم مسجَّلة في أمن الدَّولة بالإسكندريَّة، عندما قام جرَّاح مسيحي باستِئصال مبيض لفتاة مسلمة بدون داعٍ بعد ما عمل لها استِئصال زايدة دودية، وللأسف لم يلْق الوضيع جزاءه بحجَّة أنَّ الموضوع لو تمَّ الإعلان عنه وأصبحت قضيَّة رأي عام، سوف يعرف المسلمون حقيقة المسيحيِّين وينتقمون منهم، وبعد ذلك بفترة قصيرة كافأت الكنيسة هذا الجرَّاح الحقير ببعثة علمية إلى أمريكا بِمساعدة أقباط أمريكا، ما تمَّ كشْفه والإعلان عنْه لا يمثِّل - كما يقولون - سوى قمة طافية لجبل ثلجي ضخْم مختفٍ تحت الماء، وضحايا جرائم الطّبّ الطَّائفي من المسلمين والمسلِمات بالآلاف من الذين حُرِموا نعمة الإنجاب، وكما قال الغزالي في "قذائف الحق" ناقلاً حوار شنودة مع أحد الأطبَّاء: "بس ربط حبل منوي أو قناة فالوب من ناحية واحدة مش هيخلّي المسلم عقيم يا أبونا"، فردَّ عليه شنودة: "مش فرصته في الإنجاب هتقلّ ولا لأ؟" رد الطبيب القبطي: "هتقل طبعا"، "خلاص دي مهمتكم".
وعلى مسؤوليَّة الدكتور هشام - وهو رجل متخصِّص - أنَّ ما تمَّ كشْفه من الضَّحايا هو القليل جدًّا، وهناك ضحايا لجرائم الطّبّ الطَّائفي من المسلمين والمسلمات بالآلاف، وتحديدًا من الَّذين حرموا نعمة الإنجاب، واستِشْهاد الدكتور هشام بكتاب الشَّيخ الغزالي "قذائف الحق"، وهو الكتاب الشَّهير للإمام الغزالي - رحمه الله - الَّذي فضح فيه هذا المخطَّط.
الشهادة الثالثة من د. حسام الشافعي قال:
"تقليل عدد المسلمين أحد جوانب الخطَّة التي طلب تنفيذها شنودة من الأطبَّاء الأقباط في اجتماعه السرّي الشهير عام 1972 مع خاصَّة الأقباط، من أطبَّاء ورجال أعمال، وضبَّاط بالجيش والشُّرطة ومستشارين، وتمكَّنت المخابرات من تسْجيل ما دار فيها، ونشرها الشيخ الغزالي في كتاب "قذائف الحق"، ود. عمارة في العديد من الصحف، ودار الحوار المذكور آنفًا بين شنودة وأحد الأطبَّاء حول مناقشة التقنية التي ستسْتعمل ومدى تأثيرها، وكان الجرَّاح القبطي يشرح أنواع العمليَّات التي يستطيع أن يصل فيها إلى الجهاز التناسلي الرَّئيس للمريض المسلم، وانطلق بعدها أخبث ما عرفتْه المهنة النَّبيلة من أفعال تترفَّع عنها حتَّى آكلات الجيف".
انتهتْ شهادة الأطبَّاء الثَّلاثة، وحقيقة لا أعرف ما إن كانت هناك قضايا أخرى مماثلة أم لا، عُرفت على مستوى هؤلاء الأطباء أو غيرهم، ولكن المهم لديَّ الآن أنَّ الموضوع يخرج عن كونِه أخطاء طبّيَّة؛ بل هي مخطَّطات مدروسة ويتمّ تنفيذها بعناية.
أنا لا أُريد أن أعمِّم الأمر على كلِّ الأطبَّاء النَّصارى في مصر، فكما ذكرت هناك بعض النماذج الطيّبة أصحاب الضَّمائر الحية، ولكنَّ هناك مجرمين ماتت ضمائرهم وفقدوا كلَّ المعاني النَّبيلة في حياتهم، نزعوا ذاك الرّداء الأبيض وارتَدَوا رداءً أسودَ قاتمًا هو رداء الشَّياطين، متى يتمّ تقْديمهم للمُحاكمة التي تقتصّ منهم على جرائمِهِم في حقّ ضحايا أبْرياء وثِقوا فيهم، وقدَّموا لهم أجسادَهم أمانةً بين أيديهم؛ عسى أن يكونوا سببًا في شفائهم، ولكنَّهم خانوا الأمانات وضيَّعوها، وحملوا بيْن أياديهم سكاكين يذبحون بها ضحاياهم بدلاً من مشرط يُداوي جراحهم.
هل يا تُرى لا زالت هذه النَّماذج تعيش بيْننا ويُمارسون أعمالَهم المهنيَّة؟ هل هؤلاء هم جيل السبعينيات والثمانينيات من الأطبَّاء ممَّن زرع الحقد والغلّ في قلوبهم؟
هل في الإمكان تقْديم هؤلاء المجرمين لمحاكمات عادلة تقتص منهم؟ هل يا سادة جرائم الطّبّ الطائفي تسقط بالتقادم؟
لا زلنا ننتظِر الجواب ممَّن بيده الإجابة.
منقول
http://www.alukah.net/articles/1/8617.aspx
حينما يمرض أحدُنا - عافانا الله وإياكم من الأمراض - فإنَّ أوَّل ما يفكّر فيه هو البحث عن طبيب ماهر حاذق يذهب إليه، لا ينظر أحدنا لشخص الطَّبيب ولا لِلونه ولا لِدينه، فكلّ ما يهمُّنا هو مهارة الطَّبيب؛ لأنَّ صحَّتنا هي أغلى ما نملك فلا بدَّ من العناية بها أشدَّ العناية، من خلال اختِيار طبيب ماهر يشخّص المرض بحرفيَّة، ويصف الدواء اللازم.
وعلى ذلك فنحن لا نفكّر في دين الطبيب: هل هو مسلم أو نصراني؟ وتعتبر هذه الثقة من المسلمين هي أهمّ الأسباب التي جعلت الأطبَّاء النَّصارى في مصر في قمَّة نجاحِهم وتألُّقهم؛ لأنَّ كلَّ مرضاهم من المسلمين يثِقون فيهم ويقدِّرون مهارتهم.
ونحن لا نُنكِر أنَّ هناك أطبَّاء نصارى في مصر في قمَّة الحرفية والإتقان والأخلاق العالية، وأصحاب ضمائر حيَّة ووطنيَّة يستحيل أن يُزايد عليها أحد، وأذكر كنموذج الدكتور مجدي يعقوب؛ الذي أنشأ من مالِه الخاصّ مركزًا طبيًّا عالميًّا في مدينة أسوان لأمراض القلب لعلاج الفقراء، هذه الفئات من الناس نَحترمها ونقدرها ولا نقبل المزايدة عليْها.
أصبح الطبيب النصراني أيًّا كانت درجة مهارته - نتيجة عوامل كثيرة سنذكر بعضها - له العديد من المزايا التي تُمنح له طبقًا للقوانين واللَّوائح الوضعيَّة حتَّى تضع حدًّا للتَّمييز بينه وبين المسلم، ومن ضِمْن هذه اللَّوائح لائحة تقول: إنه لا بدَّ من وجود نسبة من المسيحيِّين في كلّ درجة إداريَّة عليا.
للدرجة التي جعلتْ أحدَ الأطبَّاء يقول:
"أنا أعمل في عيادة تأمين صحّي بالإسكندرية، ومديرنا - الَّذي هو صديقنا - طبيب مسيحي، وهو أصغر الأطبَّاء العاملين في العيادة، وهو الوحيد الَّذي لم يحصُل على دراسات عُليا ولا مؤهَّل إداري، سوى أنَّه لا بدَّ من وجود نسبة من المسيحيِّين في كل درجة إداريَّة عليا، وبالرَّغم من المستحقَّات الماليَّة الضَّخمة التي يحصُل عليْها زيادة عمَّا نحصل عليه - نحن المسلمين - في البلاد الإسلاميَّة اسمًا، ومع ذلك فإنَّه مثل كلّ مسيحي يشعُر بالاضطهاد طول عمره، ومن قبْل هذه الأحداث كان دائمَ الحديث معنا عن أمنيَّتِه أن يُهاجِر إلى أمريكا، ولو أصبح هناك مواطنًا درجة رابعة - على حد قوله - لكي يشعُر بآدميَّته!".
يا سادة، نحن لا نعترِض على كل هذا، ولكن ..!
ولكن، ماذا لو خان الطَّبيب القسَم وخان مريضَه، وقدَّم له علاجًا خاطئًا متعمّدًا ذلك، أو حاول أن يُصيبَه بعاهة تبقى معه طوال حياتِه لأنَّه مخالف لدينه؟!
هل يقابل ثقة المسلم في طبيبِه المسيحي الخيانة منْه الَّتي لا ترضاها قدسيَّة المهنة، ولا الأعراف، ولا الأخلاق!
أضع بين أيديكم شهادةً لثلاثة أطبَّاء من كبار الأطبَّاء الَّذين قرأت شهادتَهم في تعليقات لهم منفصِلة، في مقالة لي في إحدى الصُّحف اليوميَّة المستقلَّة يوم 6 /6 /2009، وكانت تحت عنوان: (هل خذل أوباما أقباط المهجر)، وكانت تعليقًا على خطاب الرَّئيس الأمريكي باراك أوباما عشيَّة إلقائه خطابه الشَّهير في جامعة القاهرة.
أضع بين أيدي حضراتِكم شهادة الأطبَّاء الثلاثة، ولحضراتكم الحكم:
الشهادة الأولى من د. مدحت الزناتي - استشاري العلاج الطبيعي - والَّذي قال:
"أذكر أنَّه في الثمانينيات ورد إليْنا خطاب من أمْن الدَّولة، يطلب إحصاءً عن عدد حالات الأطْفال المصابين بشلَل مؤقَّت بالذراع أصيبوا به أثناء الولادة، وأسماء الجرَّاحين المشرفين على ولاداتِهم في عموم المحافظة، وهي جريمة أُخرى أُضيفت وقتها إلى ربط قنوات المبايض، والحبل المنوي، والإجهاض، وترْقيع البكارة التي مارسها جرَّاحون نصارى أساؤوا أوَّل ما عملوا إلى زملائِهم من النَّصارى، فأعرض عنْهم النَّاس ولم أرَ لعياداتِهم رواجًا، جرائم الطّبّ الطَّائفي التي قام بها الجرَّاحون المسيحيُّون يَجب ألا تسقُط بالتَّقادم، ويجب أن يعاقب كلُّ مَن ارتكب هذه الجرائم".
انتهت شهادة الدكتور مدحت الزناتي، وهو دكتور استشاري كبير، وذكر في شهادته أنَّ في الثمانينات حدثت حالة شلل مؤقت في الذِّراع عند بعض الأطفال حديثي الولادة - لم يذكر عددهم - وأنَّ أمن الدَّولة طلبت منهم أعدادَهم وأسماء المشرفين على ولاداتِهم في عموم المحافظة، ثم أكمل شهادته بقولِه بأنَّ هذه الجريمة أضيفت إلى جرائم أُخرى قام بها بعض أطبَّاء النساء والتوليد، من خلال ربْط قنوات المبايض والحبل المنوي، والإجهاض وترْقيع البكارة التي مارسها جرَّاحون نصارى.
والشَّهادة الثانية من د. هشام عبدالحميد، والذي قال حرفيًّا:
"وأحد أشْهَر هذه الجرائم مسجَّلة في أمن الدَّولة بالإسكندريَّة، عندما قام جرَّاح مسيحي باستِئصال مبيض لفتاة مسلمة بدون داعٍ بعد ما عمل لها استِئصال زايدة دودية، وللأسف لم يلْق الوضيع جزاءه بحجَّة أنَّ الموضوع لو تمَّ الإعلان عنه وأصبحت قضيَّة رأي عام، سوف يعرف المسلمون حقيقة المسيحيِّين وينتقمون منهم، وبعد ذلك بفترة قصيرة كافأت الكنيسة هذا الجرَّاح الحقير ببعثة علمية إلى أمريكا بِمساعدة أقباط أمريكا، ما تمَّ كشْفه والإعلان عنْه لا يمثِّل - كما يقولون - سوى قمة طافية لجبل ثلجي ضخْم مختفٍ تحت الماء، وضحايا جرائم الطّبّ الطَّائفي من المسلمين والمسلِمات بالآلاف من الذين حُرِموا نعمة الإنجاب، وكما قال الغزالي في "قذائف الحق" ناقلاً حوار شنودة مع أحد الأطبَّاء: "بس ربط حبل منوي أو قناة فالوب من ناحية واحدة مش هيخلّي المسلم عقيم يا أبونا"، فردَّ عليه شنودة: "مش فرصته في الإنجاب هتقلّ ولا لأ؟" رد الطبيب القبطي: "هتقل طبعا"، "خلاص دي مهمتكم".
وعلى مسؤوليَّة الدكتور هشام - وهو رجل متخصِّص - أنَّ ما تمَّ كشْفه من الضَّحايا هو القليل جدًّا، وهناك ضحايا لجرائم الطّبّ الطَّائفي من المسلمين والمسلمات بالآلاف، وتحديدًا من الَّذين حرموا نعمة الإنجاب، واستِشْهاد الدكتور هشام بكتاب الشَّيخ الغزالي "قذائف الحق"، وهو الكتاب الشَّهير للإمام الغزالي - رحمه الله - الَّذي فضح فيه هذا المخطَّط.
الشهادة الثالثة من د. حسام الشافعي قال:
"تقليل عدد المسلمين أحد جوانب الخطَّة التي طلب تنفيذها شنودة من الأطبَّاء الأقباط في اجتماعه السرّي الشهير عام 1972 مع خاصَّة الأقباط، من أطبَّاء ورجال أعمال، وضبَّاط بالجيش والشُّرطة ومستشارين، وتمكَّنت المخابرات من تسْجيل ما دار فيها، ونشرها الشيخ الغزالي في كتاب "قذائف الحق"، ود. عمارة في العديد من الصحف، ودار الحوار المذكور آنفًا بين شنودة وأحد الأطبَّاء حول مناقشة التقنية التي ستسْتعمل ومدى تأثيرها، وكان الجرَّاح القبطي يشرح أنواع العمليَّات التي يستطيع أن يصل فيها إلى الجهاز التناسلي الرَّئيس للمريض المسلم، وانطلق بعدها أخبث ما عرفتْه المهنة النَّبيلة من أفعال تترفَّع عنها حتَّى آكلات الجيف".
انتهتْ شهادة الأطبَّاء الثَّلاثة، وحقيقة لا أعرف ما إن كانت هناك قضايا أخرى مماثلة أم لا، عُرفت على مستوى هؤلاء الأطباء أو غيرهم، ولكن المهم لديَّ الآن أنَّ الموضوع يخرج عن كونِه أخطاء طبّيَّة؛ بل هي مخطَّطات مدروسة ويتمّ تنفيذها بعناية.
أنا لا أُريد أن أعمِّم الأمر على كلِّ الأطبَّاء النَّصارى في مصر، فكما ذكرت هناك بعض النماذج الطيّبة أصحاب الضَّمائر الحية، ولكنَّ هناك مجرمين ماتت ضمائرهم وفقدوا كلَّ المعاني النَّبيلة في حياتهم، نزعوا ذاك الرّداء الأبيض وارتَدَوا رداءً أسودَ قاتمًا هو رداء الشَّياطين، متى يتمّ تقْديمهم للمُحاكمة التي تقتصّ منهم على جرائمِهِم في حقّ ضحايا أبْرياء وثِقوا فيهم، وقدَّموا لهم أجسادَهم أمانةً بين أيديهم؛ عسى أن يكونوا سببًا في شفائهم، ولكنَّهم خانوا الأمانات وضيَّعوها، وحملوا بيْن أياديهم سكاكين يذبحون بها ضحاياهم بدلاً من مشرط يُداوي جراحهم.
هل يا تُرى لا زالت هذه النَّماذج تعيش بيْننا ويُمارسون أعمالَهم المهنيَّة؟ هل هؤلاء هم جيل السبعينيات والثمانينيات من الأطبَّاء ممَّن زرع الحقد والغلّ في قلوبهم؟
هل في الإمكان تقْديم هؤلاء المجرمين لمحاكمات عادلة تقتص منهم؟ هل يا سادة جرائم الطّبّ الطائفي تسقط بالتقادم؟
لا زلنا ننتظِر الجواب ممَّن بيده الإجابة.
منقول
http://www.alukah.net/articles/1/8617.aspx
تعليق