آيات مظلومه بين جهل المسلمين وحقد المستشرقين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mosaab1975 مسلم اكتشف المزيد حول mosaab1975
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 10 (0 أعضاء و 10 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mosaab1975
    3- عضو نشيط
    • 9 يول, 2009
    • 485
    • باحث عن الحق
    • مسلم

    #46
    فهل هذه الآيات الكريمة في الكفار أم في المسليمن أم عامة؟
    (َمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : 44 )
    َ(مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة : 45 )
    (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة : 47 )
    فهل هذه الآيات الكريمة في الكفار أم في المسليمن أم عامة؟
    ذهب بعض أهل العلم الى ان هذه الآيات كلها في الكافرين من أهل الكتاب و حجتهم انها جاءت في سياق الآيات عن اهل الكتاب.
    وهنذا اختيار الطبري رحمه الله فقد قال بعد ايراد جملة من الأقوال:(واولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفار اهل الكتاب لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت, وهم المعنيون بها, وهذه الآيات سياق الخبر عنهم فكونها خبرا عنهم اولى.
    فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله فكيف جعلته خاصا؟
    قيل : إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين, فأخبر عنهم انهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه, كافرون . وكذلك القول في كل من لم يحكم بما انزل الله جاحدا به هو بالله كافر كما قال ابن عباس, لأنه بجحوده حكم الله بعلمه أنه انزله في كتابه نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي.
    وذهب بعض العلماء الى ان الآيات وان كان سياقها في بني اسرائيل الا ان الله عز وجل رضي بها لهذه الأمة وهي علينا واجبة فصح عن ابراهيم النخعي عن الطبري وغيره انه قال في هذه الآية:(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة : 47 )
    أنه قال: نزلت في بني اسرائيل ثم رضي بها لهؤلاء وفي رواية ورضي لهذه الأمة بها.
    قال الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان:(قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر المتبادر من سياق الآيات أن آية {هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ} نازلة في المسلمين، لأنه تعالى قال قبلها مخاطباً لمسلمي. هذه الأُمة {فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِأايَـٰتِى ثَمَناً قَلِيلاً} ، ثم قال: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ} فالخطاب للمسلمين كما هو ظاهر متبادر من سياق الآية، وعليه فالكفر إما كفر دون كفر، وإما أن يكون فعل ذلك مستحلاً له، أو قاصداً به جحد أحكام الله وردها مع العلم بها.
    أما من حكم بغير حكم الله، وهو عالم أنه مرتكب ذنباً فاعل قبيحاً، وإنما حمله على ذلك الهوى فهو من سائر عصاة المسلمين، وسياق القرآن ظاهر أيضاً في أن آية {فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} في اليهود لأنه قال قبلها: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلاٌّنْفَ بِٱلاٌّنْفِ وَٱلاٍّذُنَ بِٱلاٍّذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} .
    فالخطاب لهم لوضوح دلالة السياق عليه كما أنه ظاهر أيضاً في أن آية {فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُون } .
    واعلم أن تحرير المقام في هذا البحث أن الكفر والظلم والفسق كل واحد منها ربما أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ} معارضةً للرُّسل وإبطالاً لأحكام الله فظلمه وفسقه وكفره كلها كفر مخرج عن الملة، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ} معتقداً أنه مرتكب حراماً فاعل قبيحاً فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج عن الملة، وقد عرفت أن ظاهر القرآن يدل على أن الأولى في المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى، والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، وتحقيق أحكام الكل هو ما رأيت، والعلم عند الله تعالى.)
    وقال ان سعدي: ( فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر ، وقد يكون كفرا ينقل عن الملة . وذلك إذا اعتقد حله وجوازه . وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن أعمال الكفر ، قد استحق من فعله ، العذاب الشديد . )
    حاصل القول في الحكم بغير ما انزل الله :
    فمما سبق يتبين أنه لأهل العلم تفصيلات وأقوال فيمن حكم بغير ما انزل الله حاصلها وأصوبها والله اعلم:
    اولا : من حكم بغير ما انزل الله معتقدا ان ما انزله الله هو الحق والخير والصواب ولكنه حكم بغير ما انزل الله طمعا في الدنيا او اشباعا لرغبة نفس وانتصار لها فهذا لايكفر كفرا مخرجا من الملة.
    ثانيا: من حكم بغير ما انزل الله مستحلا له او مفضلا له على حكم الله عز وجل فقد كفر كفرا مخرجا له عن الإسلام, وكذا من استهزأ بأحكام الله عز وجل.
    ثالثا: من جحد حكم الله عز وجل المنزل على رسله وأظهر خلاقه وزعم انه من عند الله وحكم به فهو كافر كفرا مخرجا عن الإسلام كاليهود الذين بدلوا حكم الله في الزانين الذي هو الرجم.
    رابعا: أن الحاكم بغير ما انزل الله قد وردت فيه ايات ثلاث في هذا المقام وهي ايات رقم 44 و45 و 47 من سورة المائدة. والكفر والفسق والظلم كلها قد تأتي بمعنى واحد وهو الكفر المخرج عن الملة أحيانا , (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة : 254 )
    وقد تأتي بمعان أخر وتكون كلها ليست بمخرجة من الملة كحديث:( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) ( البخاري ومسلم), فليس بكفر مخرج من الملة لأن الله تعالى قال:((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) (الحجرات : 9 )
    خامسا: ان المكره على الحكم بغير ما انزل الله والمجبر على فعل ذلك لا ينسحب عليه الحكم بالكفر , قال تعالى:(الا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
    سادسا: إن المتأول الذي حكم بغير ما أنزل الله وهو متأول لا يحكم عليه بالكفر .

    تعليق

    • قلب ينزف دموع
      6- عضو متقدم
      • 11 ماي, 2008
      • 906
      • موحد بالله ( صاحب المصريه السعوديه لتعبئه البودر والمواد الغذائيه
      • مسلم

      #47
      جزاك الله خيرا
      ما شاء الله احسنت احسنت احسنت اخي
      موضوع مميز جعله الله في ميزان حسناتك
      لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا

      تعليق

      • mosaab1975
        3- عضو نشيط
        • 9 يول, 2009
        • 485
        • باحث عن الحق
        • مسلم

        #48
        المشاركة الأصلية بواسطة قلب ينزف دموع
        جزاك الله خيرا
        ما شاء الله احسنت احسنت احسنت اخي
        موضوع مميز جعله الله في ميزان حسناتك

        جزاك الله خيرا على مرورك الكريم

        تعليق

        • mosaab1975
          3- عضو نشيط
          • 9 يول, 2009
          • 485
          • باحث عن الحق
          • مسلم

          #49
          من نوالي؟

          من نوالي؟
          قال تعالى:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة : 55 )
          زعم قوم أنها نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقد تصدق بخاتمه وهو راكع.
          وأوردوا مجموعة من الآثار التي ذكرها المفسرون عند الآية كالطبري:( 9601ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, قال: ثم أخبرهم بـمن يتولاهم, فقال: إنّـمَا وَلِـيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِـيـمُونَ الصّلاةَ ويُؤْتُونَ الزّكاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ هؤلاء جميع الـمؤمنـين, ولكن علـيّ بن أبـي طالب مرّ به سائل وهو راكع فـي الـمسجد, فأعطاه خاتـمه) والقرطبي.
          ان معنى الآية كما ذكره الطبري
          :( القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }..
          يعنـي تعالـى ذكره بقوله: إنّـمَا وَلِـيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا لـيس لكم أيها الـمؤمنون ناصر إلاّ الله ورسوله والـمؤمنون, الذين صفتهم ما ذكر تعالـى ذكره. فأما الـيهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرءوا من ولايتهم ونهاكم أن تتـخذوا منهم أولـياء, فلـيسوا لكم أولـياء ولا نُصَراء, بل بعضهم أولـياء بعض, ولا تتـخذوا منهم ولـيا ولا نصيرا.)
          وأغلب الظن أنها من موضوعات الشيعة في سيدنا علي رضي الله عنه
          , فلماذا تفسير (وَالَّذِينَ آمَنُواْ) بعلي رضي الله عنه, وتنحصر فيه ؟ ولماذا تصدق علي رضي الله عنه وهو ر اكع ولم ينتظر حتى يفرغ من صلاته؟
          وقد اورد ابن كثير تعقيبا لهذا القول فقال :( وأما قوله {وهم راكعون}
          فقد توهم بعض
          الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله {ويؤتون الزكاة} أي في حال ركوعهم, ولو كان هذا كذلك, لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره, لأنه ممدوح, وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى, وحتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الاَية نزلت فيه, وذلك أنه مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه.
          وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي, حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب, وحدثنا أبو سعيد الأشج, حدثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول, حدثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل, قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع, فنزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}, وقال ابن جرير: حدثني الحارث, حدثنا عبد العزيز, حدثنا غالب بن عبيد الله, سمعت مجاهداً يقول في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الاَية. نزلت في علي بن أبي طالب, تصدق وهو راكع, وقال عبد الرزاق: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد, عن أبيه, عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الاَية, نزلت في علي بن أبي طالب,
          عبد الوهاب بن مجاهد لا يحتج به.وروى ابن مردويه من طريق سفيان الثوري, عن أبي سنان, عن الضحاك, عن ابن عباس, قال: كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي, فمر سائل وهو راكع, فأعطاه خاتمه, فنزلت {إنما وليكم الله ورسوله} الاَية, الضحاك لم يلق ابن عباس. وروى ابن مردويه أيضاً من طريق محمد بن السائب الكلبي, وهو متروك
          , عن أبي صالح, عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد, وإذا مسكين يسأل, فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: «أعطاك أحد شيئاً ؟» قال: نعم. قال «من ؟» قال: ذلك الرجل القائم. قال «على أي حال أعطاكه ؟» قال: وهو راكع, قال «وذلك علي بن أبي طالب». قال, فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول {ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} وهذا إسناد لا يُفرح به.
          ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه, وعمار بن ياسر وأبي رافع, وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها, ثم روى بإسناده عن ميمون بن مهران, عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم, وقال ابن جرير: حدثنا هناد, حدثنا عبدة عن عبد الملك, عن أبي جعفر قال: سألته عن هذه الاَية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قلنا: من الذين آمنوا ؟ قال: الذين آمنوا. قلنا بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب, قال: علي من الذين آمنوا, وقال أسباط عن السدي: نزلت هذه الاَية في جميع المؤمنين, ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد, فأعطاه خاتمه.
          وقال علي بن أبي طلحة الوالبي, عن ابن عباس: من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا, رواه ابن جرير, وقد تقدم في الأحاديث التي أوردناها أن هذه الاَيات كلها نزلت في عبادة بن الصامت رضي الله عنه حين تبرأ من حلف اليهود, ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين, ولهذا قال تعالى بعد هذا كله {ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} كما قال تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز, لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الاَخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} فكل من رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين, فهو مفلح في الدنيا والاَخرة, ومنصور في الدنيا والاَخرة, ولهذا قال تعالى في هذه الاَية الكريمة {ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)
          ومن الذي جوز للسائل ان يدخل المسجد ويسأل الناس وهم ما بين راكع وساجد ؟ وهل امرنا الله تعالى ان نؤدي زكاتنا ونخن على هيئة الركوع؟
          أم هو الخضوع والإمتثال والانقياد لله عز وجل , فالآية تتحدث عن الولاء الذي جعلته لله عز وجل ولرسولة صلى الله عليه وسلم وللذين آمنوا الذين من أخص صفاتهم (( إقامة الصلاة)) وإيتاء الزكاة والخشوع والخضوع والامتثال والانقياد لله رب العالمين
          .

          تعليق

          • mosaab1975
            3- عضو نشيط
            • 9 يول, 2009
            • 485
            • باحث عن الحق
            • مسلم

            #50
            من نعادي1

            مـــــــــــــــن نعادي؟1

            قال تعالى :(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة : 82 )

            والفهم الخاطيء في الآيات يتمثل عمليا في موالاتنا لليهود وصداقتنا لهم ومسالمتنا لهم , مع ان الله قد بين أنهم أشد عداوة للذين آمنوا ,وأن عداوتهم أشد من عداوة المشركين ويتمثل نظريا وعمليا في موالاة النصارى بزعم انهم يودوننا ويحبوننا وقريبون لنا.
            هذا وكم تستغل هذه الآية الكريمة عند الحديث عن الوحدة الوطنية والبعد عن الفتنه الطائفية ولذلك تجد المسلمين منهم من يحب النصارى عملا بهذه الآية ولقد نسي مبدأ الولاء والبراء. والحق يقال : إن هذه الآية لا تعني ما ذهبوا اليه على الإطلاق لأن محبة الكافرين كفر ولأن الركون اليهم وائتمانهم ومداهنتهم ونحو ذلك من الموالاة التي حرمها الله كما قال تعالى:( (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة : 51 )
            وقال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (آل عمران : 100 )
            وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ() (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ() (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران : -200-118 )
            وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (المائدة : 57 )
            وآيات عديده اخرى في نفس السياق تنهى عن اتخاذ الكفار اولياء ومحبتهم.
            ولكن كيف يتفق هذا مع ذاك؟
            لنعد اولا الى سبب النزول: لأهل العلم في ذلك أقوال كثيره, ذكر منها الطبري رحمه الله
            احدها: إن هذه الآية نزلت والتي بعدها نزلت في نفر قدموا الى النبي صلى الله عليه وسلم من نصارى الحبشه فلما سمعوا القران أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
            والثاني: أنها نزلت في النجاشي وأصحاب له اسلموا معه
            والثالث: إنهم قوم كانوا على شريعة عيسى عليه السلام من أهل الإيمان فلما بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا به.
            قال الطبري: والوصاب في ذات القول عندي: أن الله تعالى وصف صفة قوم قالوا:( إنا نصارى) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يجدهم أقرب الناس ودادا لأهل الإيمان بالله ورسوله, ولم يسم لنا اسمائهم , وقد يجوز أن يكون أريد بهم بذلك أصحاب النجاشي, ويجوز ان يكون اريد به قوم كانوا على شريعة عيسى عليه السلام فأدركهم الإسلام فأسلموا لما سمعوا القرآن وعرفوا انه الحق .

            تعليق

            • mosaab1975
              3- عضو نشيط
              • 9 يول, 2009
              • 485
              • باحث عن الحق
              • مسلم

              #51
              من نعادي2

              من نعادي2
              وأيا ما كان الأمر:نزلت في النجاشي أو غيره فالشاهد أنها نزلت في قوم من النصارى عرفوا الحق, ولم يستكبروا على اتباعه ولم يأنفوا على الدخول فيه بل انقادوا الى الحق وهم اهل علم وعباده – فآمنوا يعني لم يبقوا على نصرانيتهم ودعوا الله ان يدخلهم مع القوم الصالحين فترتب على ذلك دخولهم الجنات التي حرمها الله على الكافرين كما قال تعالى: (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ() بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة : 112-111 ) فالجنة حرام الا على اهل الإسلام وهؤلاء اهلها فكيف هم اذن؟ نصارى يجب أن نحبهم لأنهم يحبوننا كما زعموا؟ كلا بل هم الذين قال الله عنهم : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران : 199 )
              وهذا الصنف هم الذين قال تعالى فيهم : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ() وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) الى قوله تعالى: (لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (القصص :-55 52 )
              لكن لو سأل سائل : ما وجه الثناء على هذه الفئة من التصارى؟
              يقول الطبري رحمه الله: (والصواب فـي ذلك من القول عندنا أن يقال: إن الله تعالـى ذكره أخبر عن النفر الذين أثنى علـيهم من النصارى بقرب مودتهم لأهل الإيـمان بـالله ورسوله, أن ذلك إنـما كان منهم لأن منهم أهل اجتهاد فـي العبـادة وترهيب فـي الديارات والصوامع, وأن منهم علـماء بكتبهم وأهل تلاوة لها, فهم لا يبعدون من الـمؤمنـين لتواضعهم للـحقّ إذا عرفوه, ولا يستكبرون عن قبوله إذا تبـينوه لأنهم أهل دين واجتهاد فـيه ونصيحة لأنفسهم فـي ذات الله, ولـيسوا كالـيهود الذين قد دَرِبُوا بقتل الأنبـياء والرسل ومعاندة الله فـي أمره ونهيه وتـحريف تنزيـله الذي أنزله فـي كتبه.
              وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله : (وقوله تعالى: {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى} أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة, وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة, كما قال تعالى {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية} وفي كتابهم: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر. وليس القتال مشروعاً في ملتهم, ولهذا قال تعالى: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون} أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم)
              وقال ايضا :( فقوله {ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون} تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع, ثم وصفهم بالانقياد للحق واتباعه والإنصاف, فقال {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} أي مما عندهم من البشارة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم {يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} أي مع من يشهد بصحة هذا ويؤمن به.)
              لكن سؤال : هل النصارى القائلون بأن المسيح هو الله والقائلون ان الله ثالث ثلاثه , وكذا القائلون ان المسيح ابن الله هل يدخلون في هذه الآية ؟
              الجواب : لا يدخل المذكورون في الآية الكريمة وذلك لأن الفرق الثلاث كفار, قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 ) وقال تعالى:((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة : 73 ) وقال تعالى:((وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة : 30 )
              انما الآيه في قوم آمنوا بعيسى صلى الله عليه وسلم واتبعوه وصدقوا ما جاءهم به ثم لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم آمنوا به ايضا وصدقوا بما معه.

              تعليق

              • mosaab1975
                3- عضو نشيط
                • 9 يول, 2009
                • 485
                • باحث عن الحق
                • مسلم

                #52
                ما حكم الدعوة الى الله

                ما حكم الدعوة الى الله

                قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المائدة : 105 )
                ان كثير من الدعة الى الله يسمعون هذه الآية اذا قام بالدعوة او انكار المنكر , ويقال له :"دع الخلق للخالق" و "عليكم أنفسكم" الى اخر هذه الجمل والكلمات.
                إن مثل هذا الفهم الخاطيء للآية يهدم قاعدة أساسية من قواعد الإسلام فضل الله بها هذه الأمة وميزها بها على غيرها, ألا وهي قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
                إن هذه الآية الكريمة تؤخذ في ظلال قوله تعالى:(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف : 108 )
                وفي ظلال قوله تعالى :(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران : 104 )
                وقوله تعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران : 110 )
                وفي ظل حديث النبي صلى الله عليه وسلم :(ليبلغ الشاهد منكم الغائب) رواه البخاري في العلم ومسلم في الحج.
                وفي ظل قوله عليه السلام:(بلغوا عني ولو آية) اخرجه البخاري في الأنبياء والبغوي في شرح السنة (113)
                وهكذا نرى ان الآيات التي تحث على الدعوه والأمر بالمعروف كثيرة بالإضافة الى احاديث النبي صلى الله عليه وسلم, فكيف نربط بينها وبين الآية؟
                إن المعنى والله اعلم هو : يا من آمنتم بالله وصدقتم المرسلين عليكم اصلاح أنفسكم وتزكيتها ونهيها عن الهوى واعلموا انكم اذا فعلتم ذلك وقمتم بما أوجبه الله عليكم من الأمر والنهي ولم يستجب لكم فليس بضاركم ذلك شيئا,
                يقول الطبري:(يقول تعالـى ذكره: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا عَلَـيْكُمْ أنْفُسَكُمْ فأصلـحوها, واعملوا فـي خلاصها من عقاب الله تعالـى, وانظروا لها فـيـما يقرّبها من ربها, فإنه لاَ يَضُرّكُمْ مَنْ ضَلّ يقول: لا يضرّكم من كفر وسلك غير سبـيـل الـحقّ إذا أنتـم اهتديتـم وآمنتـم بربكم وأطعتـموه فـيـما أمركم به وفـيـما نهاكم عنه, فحرّمتـم حرامه وحللتـم حلاله), ثم يختم بحثه رحمه الله بقوله:(وأولـى هذه الأقوال, وأصحّ التأويلات عندنا بتأويـل هذه الاَية ما رُوي عن أبـي بكر الصدّيق فـيها, وهو: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا عَلَـيْكُمْ أنْفُسَكُمْ: الزموا العمل بطاعة الله, وبـما أمركم به, وانتهوا عما نهاكم الله عنه. لاَ يَضُرّكُمْ مَنْ ضَلّ إذَا اهْتَدَيْتُـمْ يقول: فإنه لا يضرّكم ضلال من ضلّ إذا أنتـم رمتـم العمل بطاعة الله, وأدّيتـم فـيـمن ضلّ من الناس ما ألزمكم الله به فـيه من فرض الأمر بـالـمعروف والنهي عن الـمنكر, الذي يركبه أو يحاول ركوبه, والأخذ علـى يديه إذا رام ظلـما لـمسلـم أو معاهد ومنعه منه فأبى النزوع عن ذلك, ولا ضير علـيكم فـي تـماديه فـي غيه وضلاله إذا أنتـم اهتديتـم وأدّيتـم حقّ الله تعالـى فـيه., )وإنـما قلنا ذلك أولـى التأويلات فـي ذلك بـالصواب, لأن الله تعالـى أمر الـمؤمنـين أن يقوموا بـالقسط ويتعاونوا علـى البرّ والتقوى ومن القـيام بـالقسط: الأخذ علـى يد الظالـم ومن التعاون علـى البرّ والتقوى: الأمر بـالـمعروف. وهذا مع ما تظاهرت به الأخبـار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره بـالأمر بـالـمعروف والنهي عن الـمنكر ولو كان للناس تَرْك ذلك, لـم يكن للأمر به معنى إلا فـي الـحال التـي رخص فـيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك ذلك, وهي حال العجز عن القـيام به بـالـجوارح الظاهرة فـيكون مرخصا له تركه إذا قام حينئذ بأداء فرض الله علـيه فـي ذلك بقلبه. وإذا كان ما وصفنا من التأويـل بـالاَية أولـى, فبـيّن أنه قد دخـل فـي معنى قوله: إذا اهْتَدَيْتُـمْ ما قاله حذيفة وسعيد بن الـمسيب, من أن ذلك: أذا أمرتـم بـالـمعروف ونهيتـم عن الـمنكر, ومعنى ما رواه أبو ثعلبة الـخشنـي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
                فليس في الآية مستدل لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وانما غاية ما فيها أن ضلال من ضل لا يضر من اهتدى.لأن من المعلوم ان من اوصاف المهتدي انه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.قال تعالى:(فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ) (هود : 116 )

                تعليق

                • mosaab1975
                  3- عضو نشيط
                  • 9 يول, 2009
                  • 485
                  • باحث عن الحق
                  • مسلم

                  #53
                  ما حكم الدعوة الى الله 2

                  ما حكم الدعوة الى الله 2
                  وقوله تعالى:((لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة : 105 ) ليست من البداية بدون أمر بمعروف أو نهي عن منكر بل اذا دعوتم الى الله وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ونصحتم لله ولرسوله وللمؤمنين, وأديتم ما عليكم ثم بعد ذلك لم يستجب لكم , فما عليكم الا البلاغ ولا يضركم بعد من ضل اذا اهتديتم وأديتم وأحسنتم.. فهي بعد القيام بالدعوه على اكمل وجه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أراد الله تعالى.
                  ثم تعالوا ننظر كيف فسرها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , روى الترمذي عن ابي أمية الشيعاني قال : أتيت أبا ثعلبه الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أي اية؟ قلت : قول الله تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المائدة : 105 ) قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا, سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:( بل ائتمروا بالمعروف وتناهو عن المنكر . حتى اذا رأيت شحا مطاعا, وهوىً متبعاً, ودنيا مؤثرة و إعجاب كل ذي رأي برأيه , فعليك بخاصة نفسك, ودع العوام , فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر , للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم ), قال عبدالله بن المبارك : وزاد غير عتبه: قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال :( بل أجر خمسين منكم). أخرجه ابو داوود في الملاحم والترمذي في التفسير وابن ماجه في الفتن , وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2344)
                  وروى الإمام أحمد عن قيس قال : قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المائدة : 105 ),وإنكم تضعونها في غير موضعها , وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( إن الناس إذا رأو المنكر لا يغيرونه يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه) قال: وسمعت أبا بكر يقول: يا أيها الناس : إياكم والكذب فإن الكذب مجنب الإيمان. (قال الشيخ شاكر في تحقيق المسند تحت رقم 16: اسناده صحيح)
                  و روى جرير عن سفيان بن عقال قال: قيل لابن عمر: لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه,فإن الله تعالى قال:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ .....) فقال ابن عمر: انها ليست لي ولا لأصحابي, لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ألا فليبلغ الشاهد الغائب) فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب , ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم.
                  وروى الطبري في تفسيره للآية:(10099ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا ابن فضالة, عن معاوية بن صالـح, عن جبـير بن نفـير, قال: كنت فـي حلقة فـيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإنـي لأصغر القوم, فتذاكروا الأمر بـالـمعروف والنهي عن الـمنكر, فقلت أنا: ألـيس الله يقول فـي كتابه: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا عَلَـيْكُمْ أنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرّكُمْ مَنْ ضَلّ إذَا اهْتَدَيْتُـمْ؟ فأقبلوا علـيّ بلسان واحد, وقالوا: تنزع بآية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويـلها حتـى تـمنـيت أنـي لـم أكن تكلـمت. ثم أقبلوا يتـحدثون فلـما حضر قـيامهم, قالوا: إنك غلام حدث السنّ, وإنك نزعت بآية لا تدري ما هي, وعسى أن تدرك ذلك الزمان إذا رأيت شحّا مطاعا, وهو متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه, فعلـيك بنفسك لا يضرّك من ضلّ إذا اهتديت)


                  تعليق

                  • mosaab1975
                    3- عضو نشيط
                    • 9 يول, 2009
                    • 485
                    • باحث عن الحق
                    • مسلم

                    #54
                    ما معنى الظلم؟

                    ما معنى الظلم؟
                    قال تعالى:((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (الأنعام : 82 )
                    وهي من الآيات التي تأولها الصحابه رضي الله عنهم على غير وجهها, يتمثل ذلك في فهمهم لمعنى الظلم في الآية بأنه ظلم النفس الذي لا يكاد ينجو منه انسان فشق ذلك عليهم وليس الأمر كذلك , روى البخاري عن عبدالله قال : لما نزلت ( وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) قال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : وأينا لم يظلم نفسه ؟ فنزلت :((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان : 13 )
                    ولـأحمد بنحوه، عن عبد الله قال: { لما نزلت الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا رسول الله! فأيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]؟ إنما هو الشرك }.
                    وبهذا المعنى الصحيح يتبين أن الظلم ظلمان . ظلم أكبر وظلم أصغر كالذي حكاه السلف الصالح وقال به اهل السنة والجماعة .
                    فالله سبحانه سمى الكافر ظالما, كما في قوله تعالى(وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة : 254 )
                    وقال تعالى:(َمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)الطلاق : 1)
                    فالإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، جعل العنوان: ' باب فضل التوحيد وما يكفر به من الذنوب ' ثم ذكر قول الله تبارك وتعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فذكر هذه الآية في هذا الباب، والباب عنوانه: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، فكيف يأتي بهذه الآية وهي: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].

                    فنقول: أنه جاء بها لمناسبة عظيمة واضحة، وهي ما ذكره في الشرح، من تفسير رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن تفسير ابن كثير رحمه الله، ثم ذكر الشارح قول ابن زيد ، وابن إسحاق : هذه من الله، فما معنى هذه من الله؟ ثم قال: على فصل القضاء بين إبراهيم وقومه.

                    معنى قوله: هذه من الله، يقصد بها قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فالله تبارك وتعالى فصل بهذه الآية بين إبراهيم وقومه.
                    قال شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله تعالى: والذي شق عليهم: أنهم ظنوا أن الظلم المشروط عدمه هو ظلم العبد نفسه، وأنه لا أمن ولا اهتداء إلا لمن لم يظلم نفسه، فبين لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما دلهم على أن الشرك ظلمٌ في كتاب الله، فلا يحصل الأمن والاهتداء إلا لمن لم يلبس إيمانه بهذا الظلم، فإن من لم يلبس إيمانه بهذا الظلم كان من أهل الأمن والاهتداء، كما كان من أهل الاصطفاء في قوله: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [فاطر:32].

                    وهذا لا ينفي أن يؤاخذ أحدهم بظلمه لنفسه، بذنب إذا لم يتب، كما قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8].

                    وقد سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: {يا رسول الله! أيّنا لم يعمل سوءاً؟ فقال: يا أبا بكر ! ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ أليس يصيبك الَّأواء؟ فذلك ما تجزون به } فبين أن المؤمن الذي إذا مات دخل الجنة قد يجزى بسيئاته في الدنيا بالمصائب.

                    فمن سلم من أجناس الظلم الثلاثة: الشرك، وظلم العباد، وظلمه لنفسه بما دون الشرك، كان له الأمن التام والاهتداء التام، ومن لم يسلم من ظلمه لنفسه كان له الأمن والاهتداء مطلقاً.

                    بمعنى: أنه لا بد أن يدخل الجنة كما وعد بذلك في الآية الأخرى، وقد هداه الله إلى الصراط المستقيم الذي تكون عاقبته فيه إلى الجنة، ويحصل له من نقص الأمن والاهتداء، بحسب ما نقص من إيمانه بظلمه لنفسه.

                    وليس مراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: {إنما هو الشرك } أن من لم يشرك الشرك الأكبر يكون له الأمن التام والاهتداء التام، فإن أحاديثه الكثيرة مع نصوص القرآن: تبين أن أهل الكبائر معرضون للخوف، لم يحصل لهم الأمن التام والاهتداء التام الذي يكونون بهما مهتدين إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، من غير عذاب يحصل لهم، بل معهم أصل الاهتداء إلى هذا الصراط، ومعهم أصل نعمة الله عليهم، ولا بد لهم من دخول الجنة.

                    وقوله: { إنما هو الشرك } إن أراد الأكبر فمقصوده: أن من لم يكن من أهله فهو آمن مما وُعد به المشركون، من عذاب الدنيا والآخرة، وإن كان مراده جنس الشرك، يقال: ظلم العبد نفسه، كبخله - لحب المال - ببعض الواجب، هو شرك أصغر، وحبه ما يبغضه الله تعالى، حتى يقدم هواه على محبة الله شرك أصغر، ونحو ذلك، فهذا فاته من الأمن والاهتداء بحسبه، ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الشرك بهذا الاعتبار، انتهى ملخصاً '.

                    أقول: كلام شَيْخ الإِسْلامِ عظيم جداً، وقد لا نستوعب فهمه كله، ولكن نلخص القضايا الأساسية.

                    أولاً: نفهم أن الإنسان الذي يحقق التوحيد، والذي وعده الله تبارك وتعالى بالأمن والاهتداء، هو الذي لم يلبس ولم يخلط إيمانه بظلم، ولا يعني ذلك أن يحصل الاهتداء التام والأمن التام له إذا كان لديه معاصي وذنوب وكبائر.

                    لأن الأمن التام والاهتداء التام لا يكون إلا لمن سلم من الشرك، ومن الذنوب والمعاصي.

                    وأما من حقق التوحيد وسلم من الشرك -والآن نأخذ الشرك على أنه الشرك الأكبر حتى لا تختلط الأفهام- ولكنه ارتكب الذنوب والمعاصي، فهل هذا آمن أم خائف؟

                    نقول: هذا له أمن ناقص، واهتداء ناقص، والذي أنقص أمنه وأنقص اهتداءه هو الذنوب والمعاصي، فهي تؤثر وإن كان محققاً ومستكملاً للتوحيد، لأن لها أثراً وعلاقة، كما سنوضح ذلك إن شاء الله تبارك وتعالى.

                    ومن الذي ليس له أمن ولا اهتداء بالإطلاق؟

                    هو المشرك الذي أشرك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72] فهذا ليس له أمن، ولا اهتداء لا في الدنيا ولا في الآخرة.

                    إذاً من حقق التوحيد، وقام بحقوق التوحيد، بأداء الفرائض وترك ما حرم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ له الأمن والاهتداء التامين بإذن الله.

                    تعليق

                    • mosaab1975
                      3- عضو نشيط
                      • 9 يول, 2009
                      • 485
                      • باحث عن الحق
                      • مسلم

                      #55
                      ما هو الميثاق

                      قال تعالى(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ()أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (الأعراف : 173 : 172 )
                      ولقد زعم اناس أن آية الميثاق هذه كافية في اقامة الحجة علىالعباد , لأنهم فطروا على التوحيد , وقد أقروا به في الإشهاد , فلا وجه لأن يعذر الناس في أموره ومسائله وكونهم ينسون هذا بعد ذلك أو يغفلون عنه فلا عذر لهم في ذلك أيضا.
                      فحجة الله على العباد قائمة بذلك الإشهاد ,وليس بإرسال الرسل ,ومن ثم لا يوجد شيء يسمى بأهل الفترة ,وان الناس اذا قصروا وفرطوا في تعليم أمور الدين مع امكانية ذلك فان جهلوا و وقعوا في أمور الشرك بعد ذلك فلا عذر لهم بالجهل فبإمكانية العلم قامت عليهم الحجة.
                      وذكروا احاديث في تفسير الأية , كما ورد في ابن كثير: وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال, وفي بعضها الاستشهاد عليهم بأن الله ربهم. قال الإمام أحمد حدثنا حجاج حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به قال: فيقول: نعم فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي» أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به.( البخاري في الرقاق ومسلم في المنافقين)
                      ومن هنا نشات قضية فرضت نفسها على الساحة تلوكها ألسنة أبناء الصحوة دائما , هل هناك عذر بالجهل أم أنه لا عذر بالجهل؟
                      إن قضية العذر وعدمه أخذت اكبر من حجمها, وغن مذهب اهل السنة والجماعة هو العذر بالجهل,وهو الي أدين لله عز وجل به, ولأن عدم العذر بالجهل معناه الحكم بالكفر على الناس قاطبة وتكفير الناس أجمعين.
                      والقول الراجح ان شاء الله هو: وهذه الآية الكريمة ليست كما زعموا حجة كافية في إقامة الحجة على العباد بل أجمع اهل العلم على انه لابد من بعث الرسل حجة على الناس كما قال تعالى:((رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء : 165 )
                      يقول ابن كثير:( وقال أيضاً حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة حدثنا أبو مسعود عن جرير قال مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام قال: فقال: يا جابر إذا أنت وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عنه عقده فإن ابني مجلس ومسؤول ففعلت به الذي أمر فلما فرغت قلت يرحمك الله عما يسأل ابنك من يسأله إياه قال: يسأل عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قلت: يا أبا القاسم وما هذا الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قال: حدثني ابن عباس: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خلقها إلى يوم القيامة فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وتكفل لهم بالأرزاق ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ فمن أدرك منهم الميثاق الاَخر فوفى به نفعه الميثاق الأول ومن أدرك الميثاق الاَخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول ومن مات صغيراً قبل أن يدرك الميثاق الاَخر مات على الميثاق الأول على الفطرة فهذه الطرق كلها مما تقوي وقف هذا على ابن عباس والله أعلم.
                      )
                      ونحن لا نستبعد أن يكون قول الله تعالى: { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم.. الآيات } على وجهه لا على سبيل الحال. لأنه في تصورنا يقع كما أخبر عنه الله سبحانه. وليس هناك ما يمنع أن يقع حين يشاؤه.. ولكنا كذلك لا نستبعد هذا التأويل الذي اختاره ابن كثير، وذكره الحسن البصري واستشهد له بالآية.. والله أعلم أي ذلك كان..

                      وفي أي من الحالين يخلص لنا أن هناك عهداً من الله على فطرة البشر أن توحده. وأن حقيقة التوحيد مركوزة في هذه الفطرة؛ يخرج بها كل مولود إلى الوجود؛ فلا يميل عنها إلا أن يفسد فطرته عامل خارجي عنها! عامل يستغل الاستعداد البشري للهدى وللضلال. وهو استعداد كذلك كامن تخرجه إلى حيز الوجود ملابسات وظروف.
                      ي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة - وفي رواية. " على هذه الملة " - فأَبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تولد بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ".
                      وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ".

                      إن حقيقة التوحيد ليست مركوزة في فطرة " الإنسان " وحده؛ ولكنها كذلك مركوزة في فطرة هذا الوجود من حوله - وما الفطرة البشرية إلا قطاع من فطرة الوجود كله. موصولة به غير منقطعة عنه، محكومة بذات الناموس الذي يحكمه - بينما هي تتلقى كذلك أصداءه وإيقاعاته المعبرة عن تأثره واعترافه بتلك الحقيقة الكونية الكبيرة..

                      (رد شبهة سورة الأعراف 172)

                      تعليق

                      • mosaab1975
                        3- عضو نشيط
                        • 9 يول, 2009
                        • 485
                        • باحث عن الحق
                        • مسلم

                        #56
                        هل وقع ادم في الشرك؟

                        هل وقع ادم في الشرك؟

                        --------------------------------------------------------------------------------

                        قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ() فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ()أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)(الأعراف : -191-189 )

                        والمعنى الخاطيء الذي فهم لهذه الآية يتمثل في الإسرائيليات التي احاطت بها, واتهمت سيدنا آدم وزوجه حواء بوقوعهما في الشرك.(يرجع الى الرابط هذا لمعرفة المزيد http://www.alresalla.com/showthread.php?t=2572&page=2)
                        التفسير الصحيح :
                        ولهذا قال الله تعالى : {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}( تفسير ابن كثير والبغوي : ج 3 ص 613 ، 614 ط المنار.) فذكر آدم وحواء أولًا كالتوطئة لما بعدهما من الوالدين ، وهو كالاستطراد من الشخص إلى الجنس ، وهذا الذي ذهب إليه هذا الإمام الحافظ الناقد ابن كثير في تخريج الحديث والآثار هو الذي يجب أن يصار إليه ، وهو الذي ندين الله عليه ، ولا سيما أن التفسير الحق للآيتين لا يتوقَّف على شيء مما روى.
                        والمحققون من المفسرين : منهم من نحا منحى العلامة ابن كثير فجعل الآية الأولى في آدم وحواء وجعل قوله : {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا} الآية في المشركين من ذريتهما ، أي : جعلا أولادهما شركاء لله فيما أتاهما ، والمراد بهم ، الجنس ، أي : جنس الذَّكَر والأُنْثى ، فمن ثم حسن قوله : {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون} بالجمع ، ويكون هذا الكلام من الموصول لفظا المفصول معنى ، ومنهم من جعل الآيتين في ذرية آدم وحواء ، أي : خلقكم من نفس واحدة ، وهي نفس الذَّكَر ، وجعل منها ، أي : من جنسها : زوجها وهي : الأنثى ، فلما آتاهما صالحا ، أي : بشرا سويا كاملا ، جعلا -أي : الزوجان الكافران- لله شركاء فيما آتاهما ، وبذلك : أبدلا شكر الله ؛ كفرانا به وجحودًا ، وعلى هذا : لا يكون لآدم وحواء ذكر ما في الآيتين .
                        ونختم بما قال ابن كثير:(وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا, وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء, وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته, وهو كالاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس, كقوله {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} الاَية, ومعلوم أن المصابيح وهي النجوم التي زينت بها السماء ليست هي التي يرمى بها, وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها, ولهذا نظائر في القرآن, والله أعلم.)

                        تعليق

                        • mosaab1975
                          3- عضو نشيط
                          • 9 يول, 2009
                          • 485
                          • باحث عن الحق
                          • مسلم

                          #57
                          متى يٌجنح للسلم

                          متى يٌجنح للسلم
                          قال تعالى : ((وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنفال : 61 )
                          هذه الآية تمثل في رفعها شعارا لصلحنا مع اليهود ومعاهدة اليهود , وقد قاسوا ذلك على صلح الحديبية .
                          لو كانوا هم من طلب السلام لصح الإستدلال بالآية , ولو كان سلاما عادلا فيه رد للمظالم الى أهلها ودفع الحقوق لأصحابها , فلا بأس.
                          أما و أن نجنح نحن للسلام عن ضعف واستسلام في صلح جائر , أنقلبت فيه المعايير وانعكست الحقائق وصار الظالم مظلوما, وصار ابناء الوطن معتدين ومن يدافع عن حقه ارهابي ومتطرف , ثم يأتي من يستشهد بهذه الآية من كتاب الله على هذا الوضع المتردي , فهذا ما ليس له علاقه ابدا بمفهوم الآية .
                          وان قياس هذا بصلح الحديبية قياس باطل. فإن صلح الحديبية كان نصرا للإسلام بكل المقاييس , فأين هذا من ذاك؟
                          واقولها وبكل ثقه : ( لا سلام مع اليهود حنى آخر الزمان , وأقرؤا التاريخ , وانظروا الى عهود اليهود على مر الزمان هل بقي عهد لم ينقض, قال تعالى: ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة : 120 ) لاحظ الامر( ترضى) بصيغة المضارع المستمر : أي لن ترضى لا الآن ولا غدا ولا في المستقبل ابدا)
                          تفسير ابن الكثير:" وإن جنحوا " أي مالوا " للسلم " أي المسالمة والمصالحة والمهادنة " فاجنح لها " أي فمل إليها واقبل منهم ذلك ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر .
                          وبالتالي للمسلم الحق في المعاهدة عندما يكون العدو اقوى عددا وعدة لكن يتم خلال ذلك الإعداد للمواجهة وليس الاستسلام والخنوع كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبة . فالقران الكريم لا تنافر ولا تعارض فيه حيث يقول تعالى : (فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) سورة محمد الآية 35. كما أن القرآن الكريم حافل بآيات كثيرة تحض على الجهاد لنشر الإسلام فما بالنا بمن اعتدى على بيضة الإسلام وأذل المسلمين وانتهك حرماتهم.
                          إن جنحوا : إن تفيد الشك فى ميل الأعداء إلى السلام .
                          إذا طلب منا الأعداء السلام علينا أن نقبل ذلك وفي نفس الوقت نظل مستعدين بالسلاح والقوة .

                          تعليق

                          • mosaab1975
                            3- عضو نشيط
                            • 9 يول, 2009
                            • 485
                            • باحث عن الحق
                            • مسلم

                            #58
                            قال تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ() لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (الأنفال : 67-68 )
                            وهنا يقول من لا يعقلون : خالف النبي صلى الله عليه وسلم حكم الله ورغب في عرض الدنيا , وقد توعده الله مع اصحابه بالعذاب العظيم , وهذا يدل على عدم عصمته من الخطأ والمعصية .
                            ونقول: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان شأنه كله من الوحي: ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى()إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم : 4-3 )
                            ولكن تصدر منه بعض التصرفات التي لم يوح اليه شيء بخصوصها، بل كان امره متروك الى اجتهاده الخاص, فكان في بعض الاحيان يؤديه اجتهادا الى ما هو حسن, ولنرى ما ورد في سبب نزول الآية .
                            قال ابن كثير:
                            قال الإمام أحمد: حدثنا علي بن هاشم, عن حميد, عن أنس رضي الله عنه, قال: استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر, فقال «إن الله قد أمكنكم منهم» فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم, ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس» فقام عمر فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم, فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم, ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: للناس مثل ذلك, فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه, فقال: يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم, وأن تقبل منهم الفداء, قال فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم, فعفا عنهم وقبل منهم الفداء, قال وأنزل الله عز وجل {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} وقد سبق في أول السورة حديث ابن عباس في صحيح مسلم بنحو ذلك, وقال الأعمش: عن عمرو بن مرة, عن أبي عبيدة, عن عبد الله قال: لما كان يوم بدر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تقولون في هؤلاء الأسارى ؟» فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأهلك, استبقهم واستتبهم لعل الله أن يتوب عليهم, وقال عمر «يا رسول الله كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم, وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله أنت في واد كثير الحطب, أضرم الوادي عليهم ناراً, ثم ألقهم فيه, قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئاً, ثم قام فدخل, فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر, وقال ناس: يأخذ بقول عمر, وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة.
                            ثم يقول ابن كثير :( وقال محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح, عن عطاء عن ابن عباس: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى} فقرأ حتى بلغ عذاب عظيم. قال غنائم بدر قبل أن يحلها لهم, يقول: لولا أني لا أعذب من عصاني, حتى أتقدم إليه لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم, وكذا روى ابن أبي نجيح: عن مجاهد, وقال الأعمش: سبق منه أن لا يعذب أحداً شهد بدراً, وروي نحوه عن سعد بن أبي وقاص, وسعيد بن جبير وعطاء, وقال شعبة عن أبي هاشم عن مجاهد {لولا كتاب من الله سبق} أي لهم بالمغفرة ونحوه, عن سفيان الثوري رحمه الله, وقال علي بن أبي طلحة: عن ابن عباس في قوله {لولا كتاب من الله سبق} يعني في أم الكتاب الأول, أن المغانم والأسارى حلال لكم {لمسكم فيما أخذتم} من الأسارى {عذاب عظيم} قال الله تعالى: {فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً} الاَية. وكذا روى العوفي عن ابن عباس, وروي مثله عن أبي هريرة, وابن مسعود, وسعيد بن جبير, وعطاء والحسن البصري, وقتادة والأعمش أيضاً, أن المراد {لولا كتاب من الله سبق} لهذه الأمة بإحلال الغنائم, وهو اختيار ابن جرير رحمه الله.)
                            اذا مفهوم الاية : ان هذه الحادثه قد اجتهد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان يوحى اليه , ولم يخطيء في حكمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُقَر على خطأ .
                            " لولا كتاب من الله سبق "
                            به القضاء والقدر ، أنه قد أحل لكم الغنائم ، وأن الله رفع عنكم ـ أيتها الأمة ـ العذاب
                            فلما اقر الله سبحانه عملهم قال :(فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنفال : 69 )

                            تعليق

                            • وما توفيقى الا بالله 2
                              2- عضو مشارك
                              • 22 أغس, 2009
                              • 245
                              • طالب
                              • مسلم

                              #59
                              شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

                              تعليق

                              • mosaab1975
                                3- عضو نشيط
                                • 9 يول, 2009
                                • 485
                                • باحث عن الحق
                                • مسلم

                                #60
                                المشاركة الأصلية بواسطة وما توفيقى الا بالله 2
                                شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                                جزاك الله خيرا سررت بمرورك الكريم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                                رد 1
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 3 أسابيع
                                ردود 7
                                128 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة فارس الميـدان
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
                                رد 1
                                152 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
                                رد 1
                                155 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                                ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
                                ردود 4
                                35 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة محمد,,
                                بواسطة محمد,,
                                يعمل...