آيات مظلومه بين جهل المسلمين وحقد المستشرقين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mosaab1975 مسلم اكتشف المزيد حول mosaab1975
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 3 (0 أعضاء و 3 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mosaab1975
    3- عضو نشيط
    • 9 يول, 2009
    • 485
    • باحث عن الحق
    • مسلم

    #31
    (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) (النساء : 15 )
    ابن كثير(كان الحكم في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة, حبست في بيت فلا تمكن من الخروج منه إلى أن تموت, ولهذا قال {واللاتي يأتين الفاحشة} يعني الزنا {من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم, فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً} فالسبيل الذي جعله الله هو الناسخ لذلك, قال ابن عباس رضي الله عنه: كان الحكم كذلك حتى أنزل الله سورة النور, فنسخها بالجلد أو الرجم, وكذا رُوى عن عكرمة, وسعيد بن جبير والحسن وعطاء الخراساني وأبي صالح وقتادة وزيد بن أسلم والضحاك, أنها منسوخة, وهو أمر متفق عليه ـ قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا سعيد عن قتادة, عن الحسن, عن حطان بن عبد الله الرقاشي, عن عبادة بن الصامت, قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي, أثر عليه, وكرب لذلك, وتَرَبّد وجهه, فأنزل الله عز وجل عليه ذات يوم, فلما سري عنه, قال: «خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلاً, الثيب بالثيب, والبكر بالبكر, الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة, والبكر جلد مائة ثم نفي سنة», وقد رواه مسلم وأصحاب السنن من طرق عن قتادة, عن الحسن, عن حطان, عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه «خذوا عني خذوا عني, قد جعل الله لهن سبيلاً, البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام, والثيب بالثيب جلد مائة والرجم» وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهكذا رواه أبو داود الطيالسي عن مبارك ابن فضالة, عن الحسن, عن حطان بن عبد الله الرقاشي, عن عبادة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي, عرف ذلك في وجهه, فلما أنزلت {أو يجعل الله لهن سبيلاً} فلما ارتفع الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خذوا خذوا قد جعل الله لهن سبيلا, البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة, والثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة».
    وروى الطبراني من طريق ابن لهيعة عن أخيه عيسى بن لهيعة, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: لما نزلت سورة النساء, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا حبس بعد سورة النساء». وقد ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى القول بمقتضى هذا الحديث, وهو الجمع بين الجلد والرجم في حق الثيب الزاني, وذهب الجمهور إلى أن الثيب الزاني إنما يرجم فقط من غير جلد, قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجم ماعزا والغامدية واليهوديين, ولم يجلدهم قبل ذلك, فدل على أن الرجم ليس بحتم, بل هو منسوخ على قولهم, والله أعلم وقوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} أي واللذان يأتيان الفاحشة فآذوهما, قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما: أي بالشتم والتعيير والضرب بالنعال, وكان الحكم كذلك, حتى نسخه الله بالجلد أو الرجم,
    وقال عكرمة وعطاء والحسن وعبد الله بن كثير: نزلت في الرجل والمرأة إذا زنيا. وقال السدي: نزلت في الفتيان من قبل أن يتزوجوا. وقال مجاهد: نزلت في الرجلين إذا فعلا ـ لا يكنى, وكأنه يريد اللواط ـ والله أعلم, وقد روى أهل السنن من حديث عمرو بن أبي عمرو, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من رأيتموه يعمل عمل قوم لوط, فاقتلوا الفاعل والمفعول به». وقوله: {فإن تابا وأصلحا} أي أقلعا ونزعا عما كانا عليه وصلحت أعمالهما وحسنت, {فأعرضوا عنهما} أي لا تعنفوهما بكلام قبيح بعد ذلك, لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له {إن الله كان تواباً رحيماً}. وقد ثبت في الصحيحين «إذا زنت أمة أحدكم, فليجلدها الحد ولا يثرب عليها» أي ثم لا يعيرها بما صنعت بعد الحد الذي هو كفارة لما صنعت.)
    وأما تفسير الطبري فنجد فيه:(...7106ـ حدثنا الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: حدثنـي معاوية بن صالـح, عن علـيّ بن أبـي طلـحة عن ابن عبـاس, قوله: {وَاللاّتِـي يَأْتِـينَ الفـاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ} إلـى: {أوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنّ سَبِـيلاً} فكانت الـمرأة إذا زنت حبست فـي البـيت حتـى تـموت, ثم أنزل الله تبـارك وتعالـى بعد ذلك: {الزّانِـيَةُ وَالزّانِـي فـاجْلِدُوا كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ} فإن كانا مـحصنـين رُجما, فهذه سبـيـلهما الذي جعل الله لهما.
    7107ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس قوله: {أوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنّ سَبِـيلاً} فقد جعل الله لهنّ, وهو الـجلد والرجم...)
    الآية: 16 {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما}
    ورد في الجلالين:((واللّذان) بتخفيف النون وتشديدها (يأتيانها) أي الفاحشة الزنا أو اللواط (منكم) أي الرجال (فآذوهما) بالسب والضرب بالنعال (فإن تابا) منها (وأصلحا) العمل (فأعرضوا عنهما) ولا تؤذوهما (إن الله كان توابا) على من تاب (رحيما) به ،
    وهذا منسوخ بالحد إن أريد بها الزنا وكذا إن أريد بها اللواط
    عند الشافعي لكن المفعول به لا يرجم عنده وإن كان محصنا بل يجلد ويغرب وإرادة اللواط أظهر بدليل تثنية الضمير والأول قال أراد الزاني والزانية ويرده تبيينهما بمن المتصلة بضمير الرجال واشتراكهما في الأذى والتوبة والإعراض وهو مخصوص بالرجال لما تقدم في النساء من الحبس)
    والإمام البغوي( معالم التنزيل)(قوله تعالى:"واللذان يأتيانها منكم"،يعني: الرجل والمرأة ،والهاء راجعة إلى الفاحشة ، قرأ ابن كثير اللذان ، واللذين ، وهاتان، وهذان مشددة النون للتأكيد، ووافقه أهل البصرة في (فذانك) والآخرون بالتخفيف، قال أبو عبيد : خص أبو عمرو (فذانك) بالتشديد لقلة الحروف في الاسم "فآذوهما"قالعطاءوقتادة: فعيروهما باللسان: أما خفت الله؟ أما استحييت من الله حيث زنيت؟ قا ل ابن عباس : سبوهما واشتموهما....... فإن قيل: ذكر الحبس في الآية الأولى وذكر في هذه الآية الإيذاء ، فكيف وجه الجمع؟ قيل: الآية الأولى في النساء وهذه في الرجال ،وهو قول مجاهد، وقيل: الآية الأولى في الثيب وهذه في البكر. "فإن تابا"، من الفاحشة"وأصلحا" ، العمل فيما بعد،"فأعرضوا عنهما"، فلا تؤذوهما ، "إن الله كان تواباً رحيماً". وهذا كله كان قبل نزول الحدود ، فنسخت بالجد والرجم، فالجلد في القرآن قال الله تعالى:"الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" (النور-2) والرجم في السنة)
    ويقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله:(" و " كذلك " واللذان يأتيانها " أي :
    الفاحشة " منكم " من الرجال والنساء
    " فآذوهما " بالقول والتوبيخ والتعيير ، والضرب الرادع عن هذه الفاحشة . فعلى هذا كان الرجال إذا فعلوا الفاحشة يؤذون ، والنساء يحبسن ويؤذين . فالحبس غايته للموت ، والأذية نهايتها إلى التوبة والإصلاح . ولهذا قال : " فإن تابا " أي : رجعا عن الذنب الذي فعلاه ، وندما عليه ، وعزما أن لا يعودا " وأصلحا " العمل الدال على صدق التوبة " فأعرضوا عنهما " أي : عن أذاهما" )
    يقول الشيخ الشعراوي رحمة الله :(واللاتي اسم موصول لجماعة الإناث وأنا أرى أن ذلك خاص بأكتفاء المرأة بالمرأة . ويقصد بقوله تعالى( فاستشهدوا عليهن أربعة ) ,... أي لأنهما اثنتان تستمتعان ببعضهما ومطلوب على كل واحدة اثنان فيكونوا أربعة ....والذين يقولون إن هذه المسألة خاصة بعمليه بين الرجل وأمرأة نقول له إن كلمة ( واللاتي) : هذه اسم موصول لجماعة الإناث أما اذا كان هذا بين ذكر وذكر ففي هذه الحالة يقول الحق سبحانه:(وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً)
    .....لذلك تكون المسألة الأولى تخص المرأة مع المرأة والعقاب هو الإمساك في البيوت حتى يتوفاهن الموت

    تعليق

    • mosaab1975
      3- عضو نشيط
      • 9 يول, 2009
      • 485
      • باحث عن الحق
      • مسلم

      #32
      هل المصر على المعصية مخلد في النار؟1
      (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) (النساء : 14 )
      والفهم الخاطيء لهذه الآيه أن استدل بها الخوارج -قديما- وأهل التفكير والهجرة - حديثا- على كفر مرتكب الكبيرة, والمصر على المعصية وذلك بناء على أن الله تعالى حكم على ذلك العاصي والمتعدي لحدود الله بالخلود في النار , ولايخلد في النار الا الكافر , لذلك المصر على المعصية كافر مخلد في النار والعياذ بالله .
      و لقوله تعالى:(إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) (الجن : 23 )
      (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً) (الأحزاب : 36 ) وجعلوه مساويا لقوله تعالى:(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً) (النساء : 116 ) وغير ذلك من الآيات .
      والرد على ذلك أن الآيات فهمت على غير وجهها ولم يحسن الأستدلال بها ذلم أنه اخذ بعموم النصوص وهذه النصوص كلها مقيدة لقوله الله تعالى:( (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 )
      وذلك لأن مطلق المعصية يدخل فيه الشرك وما دون الشرك .
      فأما الشرك فإنه لا يغفر وأما ما دون الشرك فهو في نطاق المشيئة.
      فإذا ذكرت المعصية في الآية وترتب عليها الكفر أو الخلود في النار علم أنها تعني الشرك , وأذا لم يترتب عليها الخلود الأبدي في النار فهي بمعنى ما دون الشرك . الذي هو داخل في نطاق (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)).
      فما هذذا الذي سيغفر ؟ أهي الطاعات؟ كلا ,, لأن الطاعات يثاب عليها الإنسان ولا يقال ستغفر له.
      أهو الشرك؟ الشرك لا يغفر إلا بالتوبه ( (قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ) (الأنفال : 38 )
      فلا شك إن الذي سيغفر هي المعاصي حتما وليس شيئا آخر ولكن في نطاق المشيئة ,ولا يمكن أن تكون المعاصي التي تاب الإنسان منها لأن التي تاب منها تغفر بالتوبه والاستغفار , فهذه التي هي في نطاق المشيئة ((معاصي لم يتب منها)) ومع ذلك لم يحكم عليه القرآن بالكفر أو الخلود في النار مع انه مصر عليها ولم يتب منها , وكذلك في السنة المطهرة فالأمر كما وضحه النبي في حديث عبادة بن الصامت :رضي الله عنه : قال كنا عند رسول الله في مجلس, فقال: ( تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ) وقرأ الآية التي أخذت على النساء
      ثم قال : ( فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو الى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ) رواه البخاري ومسلم في الحدود
      ولم يقل فهو مخلد في النار.



      يتبــــــــــــــع ان شاء الله

      تعليق

      • mosaab1975
        3- عضو نشيط
        • 9 يول, 2009
        • 485
        • باحث عن الحق
        • مسلم

        #33
        هل المصر على المعصية مخلد في النار؟2

        هل المصر على المعصية مخلد في النار؟2
        هذا ولايمكن ان تستساغ الآية على هذا الفهم القاصر والمعنى المتناقض فيجب أن ندرك معنى قوله تعالى :(تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (النساء : 13 )
        فيبنى عليه حسبالفهم الخاطيء للآية أن من يطع الله ورسوله - مجرد طاعة واحدة - فهومؤمن مخلد في الجنة ,والذي يعصي الله ورسوله -مجرد معصية أو يُصر عليها-فهو كافر ,مخلد في النار قيترتب على ذلك إذا جمع المرء بين الطاعة والمعصية ,يحكم عليه بالإيمان والكفر معا وبالخلود في الجنة والنار في آن واحد ,وهذا خلط وتناقض في دين الله لا يجوز.
        ثم يقال : لماذا تبنى الأحكام على آيات الوعيد دون أيات الوعد؟
        ولماذا لا يجمع بين النصوص في الباب الواحد حتى يستخرج الحكم صحيحا.
        إنه بالنظر الى قوله (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) أخرجه البخاري في الإيمان(44) ومسلم في الإيمان(193) والترمذي( 2593)
        على سبيل المثال , يدل على أن الآية الكريمة لم تتحدث عن مجرد المعصية وإنما تتحدث عن معصية الشرك , لأن كل شرك معصية وليست كل معصية شرك فإا كان لايخلد في النار إلا مشرك والآية حكمت بالخلود في النار فهو الشرك قطعا , جمعا بين النصوص التي دلت على أنه لا يخلد في النار مسلم.
        إن القرآن الكريم يبين أنه ليست كل معصية شركا, بل تطلق على الشرك وعلى ما دون الشرك, فأطلقت على ما دون الشرك في قوله تعالى:(َعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طه : 121 )
        فالمعصية هنا ليست من قبيل الشرك لاستحالته على الأنبياء.
        وأطلق على الشرك في مثل (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً) (الحاقة : 10 )
        فيتضح لنا أن المعاصي دون الشرك حتما ويسلم القول بأن ليست كل معصية شركا وانما الشرك معصية.
        وكذلك مثل كلمة المعصية مرادفاتها في القران الكريم نحو السيئة والخطيئة والإثم والذنب , فكلهاترد بمعنى الشرك ,وبمعنى دون الشرك وتطلق عليهما أحيانا في سيلق واحد .
        ومثال كلمة ( الخطيئة) جاءت بمعنى الشرك في قوله تعالى:(بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة : 81 )
        وبمعنى الشرك , ومادونه في قوله تعالى:(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً) (نوح : 25 )
        وبمعنى ما دون الشرك حتما (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (الشعراء : 82 )
        وبمعنى ما دون الشرك في قوله:(إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً) (النساء : 31
        (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (الشورى : 25 )
        والآيات كثيره في هذا السياق. مثلا النجم :32, الشمس :14, محمد:19

        تعليق

        • أبو حمزة
          اللجنة العلمية
          مشرف شرف المنتدى

          • 29 مار, 2007
          • 2345
          • مهندس مجاهد
          • مسلم

          #34
          جزاك الله خيراً أخى الفاضل
          وكأنى أعرفك.!!!
          هل تحدثنا من قبل على الياهو؟
          هل بعثتُ لك دعوة للحضور إلى المنتدى؟

          تعليق

          • mosaab1975
            3- عضو نشيط
            • 9 يول, 2009
            • 485
            • باحث عن الحق
            • مسلم

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة
            جزاك الله خيراً أخى الفاضل
            وكأنى أعرفك.!!!
            هل تحدثنا من قبل على الياهو؟
            هل بعثتُ لك دعوة للحضور إلى المنتدى؟

            السلام عليكم
            حياك الله اخي الفاضل
            انا اتشرف بمعرفتك يا اخي الفاضل ولكن انا لم احاور اي احد على الياهو ,ولقد عرفت المنتدى المبارك هذا بالبحث في المنتديات الإسلامية
            وصدقني انا تشرفت بمرورك على مواضيعي وجزاك الله خيرا

            تعليق

            • mosaab1975
              3- عضو نشيط
              • 9 يول, 2009
              • 485
              • باحث عن الحق
              • مسلم

              #36
              قوامة الرجال على النساء1/2

              قوامة الرجال على النساء1/2

              [(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) (النساء : 34 )
              فزعم اعداء الإسلام أن الإسلام ظلم المرأة في هذه الآية, لما أعطى الرجل حق القوامة أو الزعامة فاستغلها الرجل في ظلم المرأة وهضم حقوقها فهو بسبب تلك القوامة التي منحت له, ولم تمنح للمرأة يعدد الزوجات ويضرب امرأته بما يتنافى عن الآدمية ’ويهجرها دون لوم عليه , ثم هو بنفس الحق الذي منحه الإسلام له يطلق المرأة في أي وقت يشاء دون أن تعطى المرأة هذا الحق من باب المساواة, ولماذا يلزمها ببيتت الطاعة؟؟؟
              تعالوا بنظرة سريعة لنرى هل الإسلام عدوالمرأة.
              من البديهيات التي لا تحتاج لى ذكر و لا إعادة , أن المرأة في عرف الإسلام كائن إنساني و له روح إنسانية من نفس النوع الذي منه الرجل, (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء : 1 )
              فهي إذن الوحدة الكاملة في الأصل والمنشأ والمصير, والمساواة الكاملة في الكيان البشري , تترتب عليها كل الحقوق المتصلة مباشرة بهذا الكيان , فحرمة الدم أو العرض والمال, والكرامة التي لا يجوز أن تلمز مواجهة او تغتاب,ولا يجوز أن يتجسس عليها ولا يقتحم عليها المنزل لأنها شك فيها , كلها حقوق مشتركة لاتمييز فيها بين جنس وجنس , و الأوامر والتشريعات فيها عامة للجميع, (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات : 11 )
              وقال ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله ) رواه الشيخان .
              والجزاء في الآخره واحد للجنسين: ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) (آل عمران : 195 )
              والحديث عن هذا الموضوع يطول ....
              ولكن الإسلام بعد هذا , بعد تقرير المساواة الكاملة في الإنسانية والمساواة في جميع الحقوق التي تتصل مباشرة بالكيان البشري المشترك بين الجميع , يفرق بين الرجل والمرأة في بعض الحقوق وبعض الواجبات. وهنا الضجه التي تثار ممن يصطادون في الماء العكر كما يقال, وقبل الدخزل الى تفصيل هذه المواضيع التي يفرق فيها الإسلام بين الرجل والمرأة ينبغي ان نرد المسالة الى جوهرها الحقيقي, إلى أصولها الوظيفية ,الجسمية والنفسية. ثم نستعرض بعد ذلك رأي الإسلام.
              نتساءل, هل هما جنس واحد أو جنسان؟ وهل هي وظيفةواحدة أم وظيفتان؟ تلك عقدة الموضوع,
              والحق: إن الإختلاف طبيعة بين الرجل والمرأة , مع اشتراكهما في الأصل الكبير, حقيقة لا ينكرها عاقل, فكل منهما مهيأ لوظيفة معينة وعلى حسب تلك الوظيفة صيغت مشاعر كل منهما وأفكاره كما صيغ جسده من قبل بحيث يؤدي وظيفته المرسومة على أفضل وجه.

              قلت : والحق: إن الإختلاف طبيعة بين الرجل والمرأة , مع اشتراكهما في الأصل الكبير, حقيقة لا ينكرها عاقل, فكل منهما مهيأ لوظيفة معينة وعلى حسب تلك الوظيفة صيغت مشاعر كل منهما وأفكاره كما صيغ جسده من قبل بحيث يؤدي وظيفته المرسومة على أفضل وجه.
              ن المساواة في الإنسانية أمر طبيعي ومطلب معقول , فالمرأة والرجل هما شقا الإنسانية, أما المساواة في وظائف الحياة و طرائقها فكيف يمكن تنفيذه,هل يمكن ان نجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والرضاع, مثلا, هذه عاطفة واحدة وهي الأمومه التي تحتاج الى الرقه والى العاطفه وهي مطلوبه في المراة ولكن على الجانب الأخر , نجد ان الرجل مكلف بوظيفة أخرى ومهيأ لها على طريقة اخرى, فهو مكلف بصراع الحياة في الخارج , لإستخلاص القوت ولحماية الزوجه والأولاد من العدوان.
              هذه الوظيفة اذا لا تحتاج ان تكون العاطفة هي المنبع لأن ذلك يضرها .والكلام في هذا الأمر طويل ولكن على العجاله عرفنا ان هناك اختلافات طبيعية و واقعية بين الرجل والمراة,
              إن مزية الإسلام الكبرى أنه نظام واقعي , يراعي الفطرة البشرية دائما و لا يصادمها ولا يحيد عن طبيعتها وهو يدعو الناس الى تهذيب طبائعهم .
              فعندما (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) (النساء : 34 )
              كان هذا الحكم يعتمد على الحقائق الكونية . كمن يقول : الشمس أكبر من القمر , فهذا التفضيل لا يفيد أن القمر حقير ولا أنه مظلم , بل إن لكل واحد منهما عمله المنوط به, , ولو ان كل شيء في الوجود أد رسالته تبعا لإستعداده الخاص لاذدهرت الدنيا واستقام أمرها., أما أن يذهل عن وظيفته اللائقة به ثم يرمق وظيفة الآخر بتطلع ولهفة , فذلك ما لاتصلح عليه الحياة, ولذلك يقول عز وجل:( (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (النساء : 32 )
              ويقول الرسول (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء) ( أخرجه البخاري في اللباس وأبو داوود في اللباس)
              فالإسلام بنى الكيان الأدبي للمرأة على دعائم راسخه ولا نعرف نظاما قبل او بعد الإسلام أولى النساء بهذه العناية والرعاية أو أسدى لهن هذه الكرامة.
              من أهم مواضع التفرقه بين الرجل والمراة في الإسلام هما: الميراث, والشهاده وتعد الزوجات ( وسبق ان تحدثت عنهم) والقوامة, والطلاق و واجب الطاعة.
              ففي مسألة القوامة للرجل على المرأة سبين:

              1) ان الرجل مكلف بالإنفاق على الأسره ولا يستقيم مع العدالة في شيء أن يكلف فرد بالإنقاق بدون أن يكون له القيام عليها والإشراف على شؤونها.
              2) إن المرأة مرهفة العاطفة قوية الانفعال وان ناحية الوجدان لديها تسيطر على مختلف النواحي في حياتها , وان وظيفتها الأساسية وهي الأمومة والحضانة.
              ثم ما معنى القوامة؟

              انها ليست - كما زعموا - سيطرة و زعامة وعنف, بل رياسة رحيمة قائمة على المودة والمحبة والإرشاد والحفاظ على المراة وصيانة كرامتها و حفظ حقوقها, وتحقيق مصلحتها على خير وجه. وليست بسلطان مفروض .
              وفي مقابل ذلك , فرض الإسلام عدة واجبات على الرجل كما ذكرنا ’ مثل الإنفاق على الاسرة وصيانة أفرادها ورعاية حقوقهم , كما أوجب عليه العدالة والمعاملة بالحسنى والرفق في علاج مشاكل الحياة الزوجية وأخذ الأمر بيسر وهواده , ولذلك كان النبي يقول:( خيركم خيركم لأهله) ( أخرجه الترمذي في المناقب وابن ماجه في النكاح وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 285)
              وقد لخص القرآن الكريم هذا في عبارة موجزة بليغة , إذ يقول :( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) (البقرة : 228 )


              يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع



              تعليق

              • mosaab1975
                3- عضو نشيط
                • 9 يول, 2009
                • 485
                • باحث عن الحق
                • مسلم

                #37
                قوامة الرجال على النساء2/2

                قوامة الرجال على النساء2/2


                ثم نقول للذين قالوا: لماذا لم يعط الإسلام حق القوامه للمراة بينهما بالمساواة؟؟؟!!!!
                إن الإسلام يسير في مسألة الرجل والمرأة على طريقته الواقعية المدركة لفطرة البشر, فيسوي بينهما حيث تكون التسوية هي منطق الفطرة الصحيحة ويفرق بينهما كذلك حيث تكون الفرقه هي المنطق الصحيح للفطرة , فالضرورة تقتضي أن يكون هناك ( قيم) توكل اليه الإدارة العامة لهذه الشركة القائمة بين الرجل والمراة , ما ينتج عنهما من نسل ,وما يستتبعه من تبعات ,وقد اهتدى الناس في كل تنظيماتهم الى أنه لابد من رئيس مسؤل وإلا ضربت الفوضى اطنابها وعادت الخساره على الجميع .
                وهناك ثلاثة أوضاع يمكن أن تفرض بشأن القوامه في الأسره:
                1) إما أن يكون الرجل هو القيم
                2) إما أن تكون المراة هي القيم,
                3) أو يكونا معا.
                ونستبعد الفرض الثالث منذ البدء لأن وجود رئيسين للعمل الواحد مدعاة الى الفوضى, قال تعالى:(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنبياء : 22 )
                بقي الفرضان الأوليان اذا.
                ولكن لنسأل ، ايهما اولى بالقوامه, العقل ام العاطفة. ؟
                إن الرجل بطبيعته مفكر لا منفعل , وبما يحتوي كيانه على قدرة للصراع واحتمال اعصابه لنتائجه وتبعاته , وبالتالي أصلح من المرأة في أمر القوامة على البيت .
                ان الرئاسة الناجحة هي التي تقوم على التفاهم الكامل والتعاطف المستمر, وكل توجيهات الإسلام تهدف الى إيجاد هذه الروح داخل الأسره ,والى تغليب الحب والتفاهم, قال تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء : 19 )
                لكنهم يقولون:
                باسم القوامة الرجل يطالب المرأة بواجب الطاعة وإن نشزت طلبها في بيت الطاعة,,, فلم؟؟؟
                نقول : إن الوضع الصحيح لهذا النظام في الإسلام (حق مقابلة واجب) فكل حق لأحد الزوجين على زوجه يقابله واجب يؤديه اليه.
                وهذا ليس مقصورا على الشريعة الإسلامية , بل إنه الوضع المقرر في جميع الشرائع للأمم المتحضره, كانت المادة (213) من القانون الفرنسي تقضي بإلزام المرأة طاعة زوجها وأن تسكن معه حيث يسكن، كما يقضي هذا القانون بإلزام الزوجة بعدم التصرف في أموالها إلا بإذن كتابي من زوجها.
                ان هذا يشبه قوله تعالى:(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) (النساء : 34 )
                فإن قصر الزوج في الإنفاق على زوجته أرغمه القانون على ذلك إرغاما , وكذلك اذا نشزت الزوجه أي لم تشأ ان تسكن حيث الزوج يسكن ويريد اسكانها , فهنا ترغم على الإذعان لما سنه من أوضاع.
                إن رد الأمور الى اوضاعها السليمه لابد أن يتسم بمظهر القسوة على المخالف وعدم مسايرته في رغباته, فهو لا يحابي أحد من الزوجين على حساب الآخر ,وانما يلزم كليهما القيام بواجبه.
                فلنتصور انه الغي هذا النظام.فسوف يترتب ما يلي:
                اولا: أن يكون للزوجه مطلق الحريه في أن تسكن مع الزوج او لا تسكن معه.
                او ثانيا: أن يفرق بين الزوجين بمجرد ان تنشز المرأة وتبدو منها الرغبة في عدم معاشرة الزوج. اذا هنا الطلاق اصبح بيد الزوجه وانه قد نقل من الزوج بصورته المقيده الى الزوجه في صورة طليقه لا يحده قيد و لا يخضع الا لما تمليه أهواء العاطفة.
                وربما, ثالثا: أن يلزم الزوج بمتابعة زوجته الناشز , فيحكم عليه بدخول بيت الطاعة في المنزل الذي نشزت فيه المرأة .
                ولنعلم ان نظام الطاعة في الإسلام لا يجبر المرأة أن تحضر الى بيت الزوجية على الرغم منها , وانما لها على الزوج حق النفقه فإذا رفضت العودة سقط حقها في النفقه.

                إن أمر الطلاق بيد الزوج إن شاء طلقها وإن شاء أمسكه , ولكن أي رجل كريم لا يقبل أن يحتفظ بأمرأة لا تريد الحياة معه.
                وهنا نصل الى النقطة الأخيرة في مسألة القوامة المرتبطة بالطلاق والتأديب فنقول: ومن حق القوامه - نشأ في الإسلام - أن يكون الرجل هو الذي له حق الطلاق لا المراة ,وتقول النسوة اللاتي احترفن إقامة المؤتمات : إن هذا ظلم وإنه كان ينبغي أن تعطى المراة أيضا هذا الحق فتطلق الرجل حين تريد.
                ودعوني أسأل : كم مرة في حياة اي امراة وافقت على الشيء ثم رفضته.؟ اليس يحدث ذلك حين تتغير عاطفتها نحوه ؟ولنا اذا ان نتصور كم مرة سوف تتطلق المراة زوجها ثم تعود فترده. ثم تطلقه ثم ترده وهكذا.
                وليس هذا معناه انه لا يوجد رجال يصنعون ذلك , فقد بينا من قبل أن في كلا الجنسين قدرا من طباع الآخر يزيد أو ينقص. ولكن الأحكام العامه في مثل هذه لأحوال تكون موكله بالأغلبية الساحقة و لا بالحالات الفردية التي تدخل في باب الشذوذ.
                على أن الإسلام أعطى المراة حقا كالطلاق, وهو الخلع تستخدمه اذا شاءت, فهو حقها ولها ما تريد .قال تعالى:( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة : 229 )
                ودعونا نتساءل: هل الإسلام هو الذي ابتدع الطلاق فحسب؟
                وهل الطلاق في الإسلام بدون مقدمات او اسباب.؟
                ولماذا عادت اوروبا للأخذ به؟
                إن الإسلام جعل الزواج عهدا وثيقا أو ميثاقا غليظا وأمر بالمحافظة على الحقوق الزوجية,واوجب على الرجل القوامة والمسؤليه,وأمره بحسن العشرة والصبر على تقصيره أو قصورها ولم يحل له اهمال نفقتها, ولا عند نشوزها أن بيدأ بضربها.واذا احتاج الأمر الى الضرب بعد الوعظ والهجر فلا يضرب على الوجه لما فيه من هانة لكرامة الإنسان, ولا على اي عضو يؤدي الى خطورة , ولا يكون الضرب مبرحا يصيب مقتلا او يكسر عظما او يقطع لحما أو يسيل دما , بل هو الى التأنيب والتهديد أقرب من أن يكون عقوبة وتعذيب.
                فإذا استحكمت النفرة وتفاقم النزاع وأخفقت كل وسائل الإصلاح والتحكيم والتوفيق , فهنا يكون الطلاق هو العلاج رغم مرارته, استجابة لنداء الواقع وتلبية لضرورة, وحلا لمشكلات لا يحلها إلا الفراق بالمعروف , تلك هي وسيلة الطلاق وآخر الدواء الكي.
                كما أن الإسلام وضع قيودا للحد من الطلاق, فجعله في طهر لم يمس فيه الزوج زوجته, ولم يوقع طلاق الغضبان, وأعطى فرصه للمراجعة بالطلقة الأولى والثانية والرجعتين وأمر ببقاء المطلقة في بيت الزوجية أثناء العدة,(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) (الطلاق : 1 ), فإن كان لابد من الفراق بين الزوجين فالمطلوب منهما أن يكون بمعروف وإحسان بلا إيذاء ولا افتراء ولا إضاعة للحقوق.
                والمسلم الذي يطلق فيجمع بثلاث طلقات يكون قد خالف الشرع في ذلك , وإذا طلق الزوج زوجته وبلغت الأجل المحدود لها - اي قاربت عدتها أن تنقضي- كان على الزوج أحد الأمرين : إما أن يمسكها بمعروف أي يرجعها بقصد الإحسان والإصلاح. وإما أن يسرحها ويفارقها بمعروف.
                فأيــــــــــــن المسيحيـــــــــــــــــــــة من هذا ؟
                إن الإسلام عندما خول الرجل حق الطلاق لم يكن ذلك ظلما للمراة كما زعم أعداء الإسلام, وإنما لأن الرجل هو صاحب الإنفاق على هذا البيت وإنشائه وتولي أموره , فهو أحرصعليه وأكثر محافظة لهمن غيره فضلا عما حباه الله به من كمال العقل أو تمام الرشد.
                ونذكر, إن عشرات الأمم المسيحية احترمت الواقع وأباحت الطلاق بعيدا عن التعاليم المتوارثة بين كهنة الكنيسة , فكيف نفكر نفكر نحن ان نضع ايدي المسلمين في الأغلال التي طرحها غيرهم؟

                تعليق

                • mosaab1975
                  3- عضو نشيط
                  • 9 يول, 2009
                  • 485
                  • باحث عن الحق
                  • مسلم

                  #38
                  الحق ما شهدت به الأعداء

                  --------------------------------------------------------------------------------

                  قس يقول ان الرجل غير عن المرأة وهذا لما رجع الى الفطرة
                  وجدت هذا التعليق على اليوتيوب عن قوامة الرجل على المرأة.
                  اتركم معه


                  http://www.4shared.com/file/16617638.../________.html

                  تعليق

                  • jamal_2022
                    0- عضو حديث
                    • 17 أبر, 2007
                    • 12

                    #39
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

                    تعليق

                    • mosaab1975
                      3- عضو نشيط
                      • 9 يول, 2009
                      • 485
                      • باحث عن الحق
                      • مسلم

                      #40
                      ما حكم التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم.

                      ما حكم التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
                      --------------------------------------------------------------------------------
                      قال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً) (النساء : 64 )
                      والفهم الخاطيء للآية يتمثل فيما زعمه البعض أن الآية تأمر بالتوسل بالنبي والذهاب اليه أو طلب الأستغفار , فهو وسيلتنا الى الله عزوجل ولا فارق في ذلك بين حياته وموته , إذ ثبت أن رجلا أعرابيا قدم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتلى الآية ثم قال: (وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك) ,وفي رواية أخرى : ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى العتبي وقال : الحق بالأعرابي وبشره بأن الله قد غفر له.....أ هـ.( ذكر نحوه ابن كثير في تفسيره للآية )
                      والحقيقة أن الآية الكريمة لم تتحدث عن التوسل من قريب أو بعيد بل هو أمر عجيب وفهم غريب.
                      ونقول: بأن هذا الذي ذكر لم يصح ولا دليل عليه , بل لا وجه له في الآية .
                      إذ أن معنى الآية هو انها نزلت في توبة المنافقين وقد جاءت بين الآيات التي تتحدث عن المنافقين.
                      قال الطبري في تفسيره:(القول في تأويل قوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رّسُولٍ أِلاّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنّهُمْ إِذ ظّلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوّاباً رّحِيماً }..يعني بذلك جلّ ثناؤه: لم نرسل يا محمد رسولاً إلا فرضت طاعته على من أرسلته إليه, يقول تعالى ذكره: فأنت يا محمد من الرسل الذين فرضت طاعتهم على من أرسلته إليه. وإنما هذا من الله توبيخ للمحتكمين من المنافقين الذين كانوا يزعمون أنهم يؤمنون بما أنزل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما اختصموا فيه إلى الطاغوت, صدودا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول لهم تعالى ذكره: ما أرسلت رسولاً إلا فرضت طاعته على من أرسلته إليه, فمحمد صلى الله عليه وسلم من أولئك الرسل, فمن ترك طاعته والرضا بحكمه واحتكم إلى الطاغوت, فقد خالف أمري وضيع فرضي. ثم أخبر جلّ ثناؤه أن من أطاع رسله, فإنما يطيعهم بإذنه, يعني بتقديره ذلك وقضائه السابق في علمه ومشيئته. )
                      ويقول ابن سعدي في تفسيره للآية( فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما "
                      أي : لتاب عليهم بمغفرته ظلمهم ، ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها ، والثواب عليها . وهذا المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، مختص بحياته؛ لأن السياق يدل على ذلك ، لكون الاستغفار من الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يكون إلا في حياته . وأما بعد موته ، فإنه لا يطلب منه شيء ، بل ذلك شرك .)
                      وأما بالنسبة لقصة الإعرابي وحكاية العتبي التي ذكرت في البداية لا تصح ولا يستشهد بمثلها في أمور العقيدة والأحكام.
                      ومع ذلك فقد أوجب المتصوفه على أتباعهم العمل بها , فكل من زار قبرالنبي عليه السلام يجب أن يتلو الآية ويقول مقالة الأعرابي,
                      فإذا قيل : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهي على المعنى العام كالآتي:
                      يرشد الله تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ويسألون أن يستغفر لهم , فإنه مجاب الدعاء , فنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم. وهكذا كان يفعل أصحاب النبي عليه الصلاةوالسلام لا في الاستغفار فقط وإنما في قضاء حوائجهم أيضا . كمن كان يطلب الشفاء او استجابة الدعاء وغير ذلك......
                      ولا مانع في ذلك ولا ضرر بل هو من التوسل المشروع بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته , وإذا كان المسلم يدعو لأخيه المسلم فمن باب أولى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأمته , فأين التوسل في هذا أو اين التوسل بالنبي عليه السلام بعدوفاته

                      تعليق

                      • mosaab1975
                        3- عضو نشيط
                        • 9 يول, 2009
                        • 485
                        • باحث عن الحق
                        • مسلم

                        #41
                        هل في القران تناقض

                        هل في القرآن تناقض

                        --------------------------------------------------------------------------------

                        (
                        أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً () مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) (النساء :78 -79 )
                        زعم المستشرقون ومن يبحث عن زعزعه الإيمان للمسلم أن في القران تناقضا , إذ كيف يقول الله :( قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ ) وفي نفس الوقت يقول تعالى:(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ)
                        لابد لنا ان نعرف ان الحسنة إما حسنة كونيه بمعنى النعمة والخير والعطاء والصحة والعافية والنصر والعز والجاه, فهذه الحسنة من الله تعالى,
                        وإما حسنة شرعية: بمعنى الطاعة وفعل الخيرات فإنها تنسب الى الله عز وجل لأنه هو الذي بها أمر .
                        والسيئة سيتان: سيئة كونية وهي بمعنى النقمه والإبتلاء والشر والمرض والذل, فهذه من عند الله ايضا لأن الله عز وجل هو الذي يبلو العباد امتحانا وانتقاما حسب مقتضيات رحمته في تربية عباده وتدبير شؤنهم .قا ل تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء : 35 )
                        وقال تعالى:(فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ()وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ() كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (الفجر : 17-15 )
                        كلا : أي لست عند العطاء مكرما ولا عند المنع ممتهنا, ولكنك مبتلى في كل من الحالتين, وهذا معنى قول ابن كثير الذي قال في تفسيره للآية:(يقول تعالى منكرا على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله تعالى عليه في الرزق ليختبره في ذلك فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما قال تعالى ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له كما قال الله تعالى ( كلا ) أي ليس الأمر كما زعم لا في هذا ولا في هذا فإن الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك وإذا كان فقيرا بأن يصبر)
                        السيئة الشرعية: التي هي بمعنى المعصية والمخالفة فهذه السيئة لا تنسب إلا الى العبد فاعلها , ولا تصح نسبتها الى الله تعالى أبدا لأن الله تعالى لم يشرعها ولم يأمر بها ولم يرغب فيها بل حرمها وتوعد عليها منفرا منها, فكيف تصح نسبتها الى الله تعالى؟ لا .
                        وهذا معنى قوله تعالى:(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) (النساء : 79 )
                        وهذه الأيات نزلت ردا على المنافقين الذين كانوا ينسبون الحسنة بمعنى النعمة الى الله تعالى, وينسبون السيئة بمعنى النقمة والبلاء والشر الى الرسولرصلى الله عليه وسلم ,فرد الله تعالى عليهم قولهم هذا وعابه عليهم ونسبهم الى سوء الفهم وقلة الإدراك, وأخبر مقررا أن كلا من هذين النوعين من الحسنة و السيئة هما من عند الله تعالى, وبهذا زال الإشكال الذي كان يقف عنده كثير من المؤمنين حيارى , وحاشا ان يكون في كتاب الله تعارض او تناقضا, (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{}لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت : 41-42 )
                        قال ابن كثير في تفسيره:(وقوله: {وإن تصبهم حسنة} أي خصب ورزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك, هذا معنى قول ابن عباس وأبي العالية والسدي {يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة} أي قحط وجدب ونقص في الثمار والزروع أو موت أولاد أو إنتاج أو غير ذلك كما يقوله أبو العالية والسدي {يقولوا هذه من عندك} أي من قبلك وبسبب اتباعنا لك واقتدائنا بدينك, كما قال تعالى عن قوم فرعون {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه, وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} وكما قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} الاَية, وهكذا قال هؤلاء المنافقون الذين دخلوا في الإسلام ظاهراً وهم كارهون له في نفس الأمر, ولهذا إذا أصابهم شر إنما يسندونه إلى اتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال السدي: وإن تصبهم حسنة, قال: والحسنة الخصب, تنتج مواشيهم وخيولهم, ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان, قالوا {هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة} والسيئة الجدب والضرر في أموالهم, تشاءموا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقالوا {هذه من عندك} يقولون: بتركنا ديننا واتباعنا محمداً أصابنا هذا البلاء, فأنزل الله عز وجل {قل كل من عند الله} فقوله: قل كل من عند الله, أي الجميع بقضاء الله وقدره, وهو نافذ في البر والفاجر والمؤمن والكافر. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس, قل كل من عند الله, أي الحسنة والسيئة. وكذا قال الحسن البصري. ثم قال تعالى منكراً على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب, وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم {فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً})

                        تعليق

                        • mosaab1975
                          3- عضو نشيط
                          • 9 يول, 2009
                          • 485
                          • باحث عن الحق
                          • مسلم

                          #42
                          سورة المائدة

                          سورة المائدة
                          إن هذه السورة الكريمة المباركة أخر سورة نزلت من كتاب الله كما جاء في حديث عبدالله بن عمر وعائشة و بها قول الله تعالى:(لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) (المائدة : 3 )اخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب .
                          هـل النبي صلى الله عليه وسلم نور؟
                          قال تعالى:((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ()يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (المائدة : 15-16 )
                          ما المراد بقوله تعالى:(وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) :
                          لأهل العلم اقوال في ذلك:
                          1) أنه يسكت عن مسائل كثيرة من مسائلكم ولا يخبركم بها بل يسترها عليكم ولا يفضحكم بمخازيكم
                          2) أنه يعفو عن كثير من التكاليف الشاقه التي كنتم كلفتم بها كما قال تعالى:((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 )
                          والشاهد هنا ( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ )
                          والفهم الخاطيء هنا تفسير النور بالنبي صلى الله عليه وسلم. كما ذكره الألوسي والجلالين . ولما فسرت ألاية بهذا ذهب الصوفية بذلك كل مذهب , فقالوا النبي نور من الله وهو قبضه نورانية رحمانية ومن نوره خلقت المخلوقات وهو أول المخلوقات, واستدلوا ببعض الأحاديث الموضوعه منها:( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) و ( قبض الله قبضه من نوره وقال لها كوني محمدا) وزعموا أنها نورانية حسيه تتنافى مع البشرية وما الهيكل البشري الا غطاء للنور المحمدي أو الحقيقة المحمدية .
                          لقد ردد الصوفيه هذا الكلام وبنوا عليه مذهبهم , بل اسسوا عليه معتقدهم , فخالفوا بذلك أهل السنة والجماعه في أصل من أصول الدين وأوقعهم ذلك في الشرك الأكير والكفر المبين.
                          والمفهوم الصحيح للآية ليس على نحو ما ذهبوا اليه أو بنوا عليه ما اعتقدوه .
                          فتفسير (النور)الوارد هو القرآن الكريم وليس النبي على الرغم ان الآية تحتمل المعنيين , فقوله تعالى:(قد جاءكم من الله نور) يمكن أن تفسر قد جاءكم من الله نور هو النبي عليه السلام أو جاءكم من الله نور هو القرآن , لأن كلمة جاءكم تصح على المعنيين.
                          قال الطبري في تفسيره(حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: يا أهْلَ الكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا وهو مـحمد صلى الله عليه وسلم.
                          ) , وقال البغوي:( " قد جاءكم من الله نور "، يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقيل: الإسلام، " وكتاب مبين "، أي: بين ، وقيل: مبين وهو القرآن.
                          )
                          وقال ابن سعدي رحمه الله:( قد جاءكم من الله نور "

                          وهو القرآن ، يستضاء به في ظلمات الجهالة ، وعماية الضلالة .

                          " وكتاب مبين "
                          بكل ما يحتاج الخلق إليه ، من أمور دينهم ودنياهم . من العلم بالله ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية . ثم ذكر من الذي يهتدي بهذا القرآن ؟ وما هو السبب الذي من العبد لحصول ذلك فقال :
                          " يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام "
                          )
                          يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

                          تعليق

                          • mosaab1975
                            3- عضو نشيط
                            • 9 يول, 2009
                            • 485
                            • باحث عن الحق
                            • مسلم

                            #43
                            هـل النبي صلى الله عليه وسلم نور؟ 2/2

                            هـل النبي صلى الله عليه وسلم نور؟ 2/2
                            ان الله تعالى لو قال: قد أرسلنا اليكم نورا, فلا يحتمل الا النبي صلى الله عليه وسلم, ولو قال : أنزلنا اليكم نورا, فلا يحتمل إلا القران , فإذا لم يكن هذا مفسرا في تلك الآية فهو مفسر في غيرها في مثل قولة تعالى:((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) (النساء : 174 ) والمراد بالنور هنا هو القران.
                            وقال تعالى:(َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 )
                            والنور الذي أنزل معه القرآن أيضا , وقوله تعالى:((فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (التغابن : 8 ) هو القران كذلك. فهذه الأيات التي ذكرت النور بمعنى القرآن كافية لتفسير آية المائدة(قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ ) بأنه هو القران وليس النبي .
                            وقد يقول قائل: فكيف يكون النور هو القرآن والكتاب المبين هو القرآن!!! فيعطف الشيء على نفسه.
                            والجواب: ان هذا ليس من جنس هذا وانما هو من باب تعدد الصفات لموصوف واحد ونظائرة في القران الكريم كثيرة, ومنها ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) (الإسراء : 82 ) , وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (يونس : 57 )
                            فكل هذا يدل على جواز تعدد الصفات لموصوف واحد.
                            إن النورانية لا ننفيها عن النبي قال تعالى: (وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) (الأحزاب : 46 ) ولكن هذه النورانية (معنوية) لا تتنافى مع بشريته صلى الله عليه وسلم التي اثبتها له القرآن الكريم في كثير من الآيات ومنها قوله تعالى:(ُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً) (الإسراء : 93 ) وفي السنة :( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون ألي , فلعل أحدكم يكون ألحن بالحجه من أخيه فأقضي له فإنما أقضي له بقطعة من النار....) ( رواه البخاري في المظالم ومسلم في الأقضية)

                            تعليق

                            • mosaab1975
                              3- عضو نشيط
                              • 9 يول, 2009
                              • 485
                              • باحث عن الحق
                              • مسلم

                              #44
                              ماهي الوسيلة؟

                              ما هي الوسيلة؟
                              :007
                              :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة : 35 )
                              وهذه الآية يتخذها الصوفية بدعوة جواز التوسل بالأنبياء والأولياء, وكذلك الأولياء الصالحين, وتوسعوا فيها حيث شملت مشايخ الطرق.
                              فباب الوسيلة مشروع على مصراعية لا يضرهم ولا يضيرهم ان يتوسلوا بأي شيء سواء سواء كان دعاء ام نذرا أم طوافا,
                              ولكن ما هي الوسيله؟ وهل كل وسيلة مشروعة؟
                              معنى الوسيلة:
                              جاء في لسان العرب تحت (وسل)ص 4837:{{ الوسيلة: المنزلة عند الملك, والوسيلة : الدرجة , والوسيلة : القربة, و وسل فلان الى الله وسيلة إذا عمل عملا تقرب به اليه.}}
                              في الوسيلة قولان ذكرهما أهل التفسير، وقربهما ابن الجوزي في (زاد المسير" (2/348) قال:
                              (أحدهما: أنه القربة، قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد والفراء. وقال قتادة: تقربوا إليه بما يرضيه. قال أبو عبيدة: يقال: توسلت إليه، أي: تقربت إليه. وأنشد:
                              إذا غفل الواشون غدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل
                              الثاني: المحبة، يقول: تحببوا إلى الله. هذا قول ابن زيد) 1 هـ.
                              فالوسيلة: التقرب إلى الله بأنواع القرب والطاعات، وأعلاها إخلاص الدين له، والتقرب إليه بمحبته ومحبة رسوله ومحبة دينه ومحبة من شرع حبه، بهذا يجمع ما قاله السلف،. وقولهم من اختلاف التنوع.
                              قال العلامة الشنقيطي رحمه الله في (تفسيره) (98/2):
                              "التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتفسير ابن عباس داخل في هذا، لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته.
                              وهذه الوسيلة لابد لها من شروط اساسية لتكون مجدية نافعة يحصل بها القرب أو تقضى بها الحاجة, وهي:1) ان يكون العبد المتوسل الى الله مؤمنا صالحا
                              2) أن يكون العمل المتوسل به مما شرع الله لعباده .
                              3) أن يتقربوا به اليه سبحانه.
                              4) أن يكون العمل المشروع قربه موافقا في أدائة لما كان الرسول يؤدية عليه, فلا يزاد فيه ولا ينقص منه ولا يفعل في غير زمانه الذي شرع له ولا في غير مكانه الذي عين له وحدد.
                              فبهذا لا يكون عمل غير المؤمن قربة ولا وسيلة ولا تكون البدعة قربة الى الله تعالى .
                              اذا بذلك ايضا يتضح ان ليس كل وسيلة مشروعة , فالوسيلة منها ما هو جائز ومنها ما هو ممنوع.
                              قال ابن كثير رحمه الله :

                              " يقول تعال آمراً عباده المؤمنين بتقواه ، وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف من المحارم وترك المنهيات ، وقد قال بعدها : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي : القربة ، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ، وقال قتادة : أي : تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وقرأ ابن زيد : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) ، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه . والوسائل والوسيلة : هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود " انتهى .
                              وقال الشنقيطي رحمه الله :
                              ((التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة ، على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفسير ابن عباس داخل في هذا ؛ لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته .
                              وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهَّال المدعين للتصوُّف من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه : أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى ، واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار ، كما صرح به تعالى في قوله عنهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ ) وقوله : ( وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَـٰؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلسَّمَـوَتِ وَلاَ في ٱلأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ، فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريق الموصلة إلى رِضى الله وجنته ورحمته هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل ، ( لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ ) .
                              وهذا الذي فسرنا به الوسيلة هنا هو معناها أيضاً في قوله تعالى : ( أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) ، وليس المراد بالوسيلة أيضاً المنزلة التي في الجنة التي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نسأل له الله أن يعطيه إياها ، نرجو الله أن يعطيه إياها ؛ لأنها لا تنبغي إلا لعبد ، وهو يرجو أن يكون هو )) انتهى باختصار .
                              "أضواء البيان" (2/86– 88) .
                              وقد ثبت في صحيح البخاري، من طريق محمد بن المُنكَدِر، عن جابر بن عبد الله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قال حين يسمع النداء:اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودا الذي وعدته، إلا حَلَّتْ له الشفاعة يوم القيامة » .
                              حديث آخر في صحيح مسلم:من حديث كعب عن علقمة، عن عبد الرحمن بن جُبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عَليّ، فإنه من صلى عَليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلًّتْ عليه الشفاعة. »

                              تعليق

                              • mosaab1975
                                3- عضو نشيط
                                • 9 يول, 2009
                                • 485
                                • باحث عن الحق
                                • مسلم

                                #45
                                قال تعالى:(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : 44 )
                                هذا ثناء على التوراة التي اعرض عنها اليهود مع زعمهم انهم يتبعونها , فحتى لا يظن ظان لكون اليهود قد ذمهم الله عزوجل وذم صنيعهم أن التوراة قد ذُمت, فدفع هذا الظن وبين فضل التوراة وفضل المستمسكين بها , وهذا الى مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
                                أما بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بالقرآن , مع الإيمان بالتوراة قال تعالى:(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) (المائدة : 48 )
                                قال القاسمي في محاسن التاويل:
                                { (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ)
                                أي: لا لمن يأتي بعدهم
                                , ولم يختص بالحكم بها الأنبياء بل يحكم بها (الرَّبَّانِيُّونَ ) أي : الزهاد والعباد , (وَالأَحْبَارُ) : اي العلماء الفقهاء,
                                (بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ) أي : بسبب الذي استودعوه من كتاب الله أن يحفظوه من التغيير والتبديل وأن يقضوا بأحكامه.والضمير في ( اسْتُحْفِظُواْ) للأنبياء والربانيين والأحبار جميعا ,ويكون الاستحفاظ من الله , اي: كلفهم حفظه , أو للربانيين والأحبار ويكون الاستحفاظ من الأنبياء(وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء) اي: رقباء يحمونه من أن يحوم حوله التغيير والتبديل بوجه من الوجوه,أو بأنه حق وصدق من عند الله .فمعلمو اليهود وعلماؤهم الصالحون لا يفتون ولا يقضون اى بما لم ينسخ من شريعتهم, وما لم يحرف منها لشيوعه وتواتر العمل به.
                                قال ابن سعدي : " إنا أنزلنا التوراة "

                                على موسى بن عمران ، عليه الصلاة والسلام .

                                " فيها هدى " يهدي إلى الإيمان والحق ، ويعصم من الضلالة .

                                " ونور " يستضاء به في ظلم الجهل والحيرة والشكوك ، والشبهات ، والشهوات . كما قال تعالى :
                                " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين "
                                " يحكم بها " بين الذين هادوا ، أي : اليهود في القضايا والفتاوى
                                " النبيون الذين أسلموا "
                                لله ، وانقادوا لأوامره ، الذين إسلامهم ، أعظم من إسلام غيرهم ، صفوة الله من العباد . فإذا كان هؤلاء النبيون الكرام ، والسادة للأنام ، قد اقتدوا بها ، وائتموا ، ومشوا خلفها ، فما الذي منع هؤلاء الأراذل من اليهود ، من الاقتداء بها ؟ وما الذي أوجب لهم ، أن ينبذوا أشرف ما فيها من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، الذي لا يقبل عمل ظاهر وباطن ، إلا بتلك العقيدة ؟ هل لهم إمام في ذلك ؟ نعم لهم أئمة دأبهم التحريف ، وإقامة رياستهم ومناصبهم بين الناس ، والتأكل بكتمان الحق ، وإظهار الباطل ، أولئك أئمة الضلال ، الذين يدعون إلى النار . وقوله :
                                " الربانيون والأحبار "
                                أي : وكذلك يحكم بالتوراة الذين هادوا أئمة الدين من الربانيين أي : العلماء العاملين المعلمين ، الذين يربون الناس بأحسن تربية ، ويسلكون معهم مسلك الأنبياء المشفقين . والأحبار أي : العلماء الكبار الذين يقتدى بأقوالهم ، وترمق آثارهم ، ولهم لسان الصدق بين أممهم . وذلك الحكم الصادر منهم الموافق للحق
                                " بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء "
                                أي : بسبب أن الله استحفظهم على كتابه ، وجعلهم أمناء عليه ، وهو أمانة عندهم ، أوجب عليهم حفظه ، من الزيادة والنقصان والكتمان ، وتعليمه لمن لا يعلمه . وهم شهداء عليه ، بحيث إنهم المرجوع إليهم فيه ، وفيما اشتبه على الناس منه . فالله تعالى قد حمل أهل العلم ، ما لم يحمله الجهال ، فيجب عليهم القيام بأعباء ما حملوا . وأن لا يقتدوا بالجهال ، في الإخلاد إلى البطالة والكسل . وأن لا يقتصروا على مجرد العبادات القاصرة ، من أنواع الذكر ، والصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ، ونحو ذلك من الأمور ، التي إذا قام بها غير أهل العلم ، سلموا ونجوا . وأما أهل العلم ، فكما أنهم مطالبون أن يعلموا الناس وينبهوهم على ما يحتاجون إليه ، من أمور دينهم ، خصوصا الأمور الأصولية ، والتي يكثر وقوعها وأن لا يخشوا الناس بل يخشون ربهم ولهذا قال :

                                " فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا "

                                فتكتموا الحق ، وتظهروا الباطل ، لأجل متاع الدنيا القليل . وهذه الآفات ، إذا سلم منها العالم ، فهو من توفيقه . وسعادته بأن يكون همه ، الاجتهاد في العلم والتعليم ، ويعلم ، أن الله قد استحفظه بما أودعه من العلم ، واستشهده عليه وأن يكون خائفا من ربه . ولا يمنعه خوف الناس وخشيتهم ، من القيام بما هو لازم له . وأن لا يؤثر الدنيا على الدين . كما أن علامة شقاوة العالم ، أن يكون مخلدا للبطالة ، غير قائم بما أمر به ، ولا مبال بما استحفظ عليه . قد أهمله وأضاعه ، قد باع الدين بالدنيا ، قد ارتشى في أحكامه ، وأخذ المال على فتاويه ، ولم يعلم عباد الله ، إلا بأجرة وجعالة . فهذا قد من الله عليه بمنة عظيمة ، كفرها ، ودفع حظا جسيما ، حرم منه غيره

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                                رد 1
                                15 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 4 أسابيع
                                ردود 7
                                168 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة فارس الميـدان
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
                                رد 1
                                153 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
                                رد 1
                                158 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                                ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
                                ردود 4
                                38 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة محمد,,
                                بواسطة محمد,,
                                يعمل...