ابن باز والعثيمين والألباني (الهرولة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

معارج القبول دينى الاسلام اكتشف المزيد حول معارج القبول
هذا الموضوع مغلق.
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب عيسى بن مريم
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    • 14 سبت, 2006
    • 623
    • ---
    • مسلم

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو عمر المصرى
    الاخ محب عيسى بن مريم


    قد أتفق معك ان منتدانا ليس المنتدى المناسب لمناقشة مثل تلك الامور , و حريٌ بنا ان نتحرى ما ننشره هنا من امورٍ قد تُستشكل على النصراني محل دعوتنا للإسلام ( نظراً لكونه مازال يتخبط في ظلمات الشرك)
    و هذا هو هدي سلفنا الذي كان يحدّث الناس بقدر ما يعقلون, و قد كان الامام احمد بن حنبل ربما يمتنع عن التحديث بأحاديثَ معينةٍ اذا وجد عاميّاً في مجلسه

    و لكن .....

    أمّا و قد نُشر الموضوع في منتدانا فلا يُعقل ان نرد عليه بالإنكار حتى لا تستوحشه الأسماع , بل نقره إن كان صحيحاً و نرده إن كان باطلاً غيرَ عابئين بإستنكار المستنكرين , و إلا ماذا سيكون ردك على من يستشنع ان النملة و الهدهد يتحدثان؟

    اما ردك لصفة الهرولة ......

    فأقول ان كان رفضك خاصٌ بصفة الهرولة فقط دون غيرها من الصفات - كما تقول - فقد يكون لقولك نصيبٌ من الوجاهة , و قد سبقك الى ذلك بعض اهل العلم كإبن تيمية مثلاً في رده على الرازي( ليس تأويلاً للصفة , بل بإعتبار ان هذا النص غير داخلٍ في باب الصفات) بإعتبار ان النص بالكامل لا يُحمل على حقيقته مثل مشي العبد لله الذى يُحمل على معنى تقربه بالقربات و ليس على قطع مسافة الأرض, و كون ان الله هو سمع الانسان و يده و رجله الذي يُحمل على التأييد دون قصد الحقيقة

    فهذا الرأي له وجاهته بعض الشيء ,و انت كنت اختلف معه و ذلك لأني لا اجرؤ على ان اقول :( لا , ان الله لا يأتي هرولة لمن جاءه من عباده يمشي).... بعد ان قال الله تعالى :‏ (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة‏)

    فأي ارضٍ تقلني و أي سماءٍ تظلني إذا رددت ما اثبته الله

    فحتى مع التسليم ان مشي العبد كناية عن تقربه لله , فإن صفة المشي واقعةٌ لا محالة في حق العبد , و لو لم تكن من صفات الانسان لما اُلحقت به على سبيل الكناية , و لا مجال لأن اقول طار العبد او جاء طائراً فهذا ما لم تعرفه اللغة العربية, و بالتالي لو لم تكن صفة الرب الهرولة لمن جاءه ماشياً ( هكذا مقيدة , إذ لا تصح على إطلاقها ) لما أُلحقت به حتى على سبيل الكناية...... تماماً مثل قوله تعالى : (يد الله فوق ايديهم) , و قوله تعالى : (فإنك بأعيننا) فحتى لو سلمنا جدلاً ان معنى الاولى معية التأييد و الثانية بمعنى الكلأ و الرعاية ....فإنه لولا ثبوت تلك الصفات بحق الله تعالى في نصوصٍ أخرى لما أُلحقت به على سبيل الكناية

    و لعل هذا الكلام يجّرنا نحو الحديث عن ان ردك لصفة الهرولة لا يتوقف عندها , بل يمتد لغيرها مما هو واقعٌ تصريحاً في كتاب ربنا عز و جل و سنة نبينا صلى الله عليه و سلم و إجماع سلفنا الصالح المشهود لقرونهم بالخيرية ( لا كما تتصور انه محل خلاف بين المسلمين)

    فإن شئت تحدثنا في هذا الامر في القسم الخاص , و إن شئت اكتفينا بما قدمنا


    و الله من وراء القصد
    أخي الحبيب

    كلامي كان واضحا في ما قصدت..
    اثبات هذه الصفات التي هي لم ترد بنص واضح يبنى عليه عقيدة ليس من العقيدة في شيء..أنا أؤمن ان الله كريم لانه وصف نفسه بنص واضح مباشر بأنه كريم...أما فيما لم يصف نفسه به... فأنا لا انكر ولا اثبت... بل انكر ان يتم البحث في هذا الموضوع طالما ان الله تعالى عز وجل لم يثبت ذلك في صفة نسبها لنفسه.. فهذا من البدع التي انكرها الصحابة والتابعون.. فعندما يردني مثل هذا الحديث اقول : صدق الله ربنا... وافهم الحديث على أنه تقرب بالطاعات كما هو ظاهر الحديث.. وليس سباقا في المشي...وهذاالمعنى هو ما اجمع عليه جمهور علماء المسلمين...اما ظاهر اللفظ من الحديث وايراد الله تعالى افعالا تشابه فعل المخلوق.. فاتوقف عنده ولا ابحث فيه ..فلا اثبت ولا انكر ..
    نقل عن الامام مالك رحمه الله انه ساله رجل فقال: الرمن على العرش استوى، فكيف الاستواء.. فتغير لون وجه الامام مالك وقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما اراك إلا مبتدعا، ثم أمر به فأخرج من مجلسه..

    ولعلي لم أصل بعد إلى أن اتهم صاحب الموضوع بالبدعة، لكنني ما زلت اصر ان بحث مثل هذه الأمور ليس مكانه هنا في منتدى دعوي من جهة، وليس مكانه بين عموم الناس من جهة، فطالما انه ليس هناك اتفاق بين جمهور المسلمين على اقرار او نفي مثل هذه الأمور.. فالأمر في سعة، والأنجى للمسلم ان يقر بالمعنى المباشر للحديث الذي اتفق عليه جمهور علماء المسلمين ، فإذا ما دخل في متاهات لا يعرف عنها اكتفى بالقول: صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم.. وطالما أن الرسول صلى الله عليه و سلم استخدم هذا اللفظ في الحديث القدسي فهو صدق وحق.. اما الكيف فلا اسأل عنه اساسا ولا اجعله عقيدة لي..بل أكتفي بالقول: ليس كمثله شيء عز وجل ..

    تعليق

    • معارج القبول
      8- عضو همام
      عضو مجموعة الأخوات

      • 29 أكت, 2009
      • 1384
      • التعليم
      • دينى الاسلام

      #17
      أما الفعل الوارد في الحديث فالمعنى معلوم والكيف مجهول..وعند هذا نتوقف.. فلا نثبت ولا ننفي

      بل الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه وتفويض الكيفية لله و ليس تفويض الصفة أو تأويلها

      أما البدعة فالسؤال عن الكيفية و ليس السؤال عن معنى الصفة نفسها

      فأرجو إعادة القراءة و سؤال أهل العلم


      وأطلب من الإخوة المشرفين إغلاق الموضوع منعا للجدل

      وأسأل الله أن يرينا جميعا الحق حقا و أن يرزقنا اتباعه

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

      تعليق

      • محب رسول الله
        مُشرِف قسم الدراسات النقدية المتخصصة

        • 17 فبر, 2007
        • 1147
        • مسلم

        #18
        السلام علكيم
        تم غلق الموضوع نظرا لعدم الدخول في حوار اسلامي اسلامي و هذا مخالف لقوانين المنتدي....
        و لرغبة صاحب الموضوع في ذلك....
        اقتباس:
        نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
        بأبي أنت و أمي يا رسول الله
        ****
        بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
        تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
        تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
        يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


        منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

        التوثيق ,التوثيق,التوثيق
        بارك الله فيكم

        تعليق

        • ابو عمر المصرى
          اللجنة العلمية
          مشرف شرف المنتدى

          • 1 أبر, 2007
          • 826
          • مسلم

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة محب عيسى بن مريم

          نقل عن الامام مالك رحمه الله انه ساله رجل فقال: الرمن على العرش استوى، فكيف الاستواء.. فتغير لون وجه الامام مالك وقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما اراك إلا مبتدعا، ثم أمر به فأخرج من مجلسه..


          والأنجى للمسلم ان يقر بالمعنى المباشر للحديث الذي اتفق عليه جمهور علماء المسلمين ، فإذا ما دخل في متاهات لا يعرف عنها اكتفى بالقول: صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم.. وطالما أن الرسول صلى الله عليه و سلم استخدم هذا اللفظ في الحديث القدسي فهو صدق وحق.. اما الكيف فلا اسأل عنه اساساً ولا اجعله عقيدة لي..بل أكتفي بالقول: ليس كمثله شيء عز وجل ..

          الفقرة السابقة بالكامل من كلام اخي الكريم محب عيسى بن مريم هي عين معتقد أهل السنة و الجماعة في كل ما جاءت به النصوص الشرعية من الأمور الغيبية

          نقر بما جاءت به النصوص من ألفاظ , و نَكِل كيفيتها لعلام الغيوب جل و علا
          [frame="2 90"]



          [/frame]

          تعليق

          • م /الدخاخني
            إدارة المنتدى

            • 17 يون, 2006
            • 2724
            • مهندس
            • مسلم

            #20
            بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
            وبعـــــــــــــــــــــــــــــــد

            الإخوة الأفاضل :
            سأنقل لكم الفصل الثاني من كتاب ( القواعد المثلي في صفات الله تعالي ) للشيخ / محمد بن صالح العثيمين .
            لعلنا جميعا نستفيد من هذا الكتاب .
            والكتاب موجود علي هذا الرابط لمن أراد الإستزادة .
            https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=9169

            قواعد في صفات الله تعالى

            القاعدة الأولى : صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.
            أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(50). والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.
            وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة؛ ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)(51). وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)(52). وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً)(53)، وعلى قومه: (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(54).
            ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به.
            وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟
            وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز،والعمى،والصمم ونحوها؛لقوله تعالى:(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)(55). وقوله عن موسى: (فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)(56). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)(57). وقوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(58).وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال:"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"(59). وقال: " أيها الناس، اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ، ولا غائباً"(60).
            وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(61). وقوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)(62).
            ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(63). وقال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)(64).
            وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصاً في حال، لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً، ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها. فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها؛ لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها،كقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(65). وقوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً)(66). وقوله: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(67).وقوله:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(68). وقوله: (قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(69).
            ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(70). فقال: (فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقاً.
            وبذا عرف أن قول بعض العوام: "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه.
            القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء:
            وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله لا منتهى لها، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(71).
            ومن أمثلة ذلك: أن من صفات الله تعالى المجيء، والإتيان، والأخذ والإمساك، والبطش، إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال تعالى: (وَجَاءَ رَبُّك)(72). وقال: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ)(73). وقال: (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ)(74). وقال: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(75). وقال: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)(76). وقال: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(77). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"(78).
            فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها، فلا نقول إن من أسمائه الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به.
            القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية، وسلبية:
            فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك.
            فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل.
            أما السمع: فمنه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً)(79).
            فالإيمان بالله يتضمن: الإيمان بصفاته. والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله. وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله – عز وجل.
            وأما العقل: فلأن الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره، فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتي حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح بما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله – عز وجل – فوجب قبول خبره على ما أخبر به.
            وهكذا نقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأصدقهم خبراً وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بياناً، فوجب قبول ما أخبر به على ما هو عليه.
            والصفات السلبية: ما نفاها الله – سبحانه – عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه كالموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب.
            فيجب نفيها عن الله تعالى – لما سبق – مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل، وذلك لأن ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده، لا لمجرد نفيه؛ لأن النفي ليس بكمال، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال، وذلك لأن النفي عدم، والعدم ليس بشيء، فضلاً عن أن يكون كمالاً، ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له، فلا يكون كمالاً كما لو قلت: الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً، كما في قول الشاعر:
            قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل
            وقول الآخر:
            لكن قومي وإن كانوا ذوى حسب ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
            * مثال ذلك: قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوت)(80).
            فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.
            * مثال آخر: قوله تعالى:(وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)(81).نفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله.
            * مثال ثالث: قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)(82). فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه وقدرته. ولهذا قال بعده: (إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً). لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب الإيجاد، وإما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله تعالى وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.
            وبهذا المثال علمنا أن الصفة السلبية قد تتضمن أكثر من كمال.
            القاعدة الرابعة: الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال، فكلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.
            ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم.
            أما الصفات السلبية فلم تذكر غالباً إلا في الأحوال التالية:
            الأولى: بيان عموم كماله كما في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(83)، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(84).
            الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون، كما في قوله: (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً)(85).
            الثالثة: دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين، كما في قوله: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ)(86). وقوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)(87).
            القاعدة الخامسة: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية:
            فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين.
            والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا.
            وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً. وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(88). وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته. وقد تكون الحكمة معلومة لنا، وقد نعجزعن إدراكها لكننا نعلم علم اليقين أنه – سبحانـه – لا يشاء شيئاً إلا وهو موافق للحكمة ، كما يشير إليه قوله تعالى : (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشـَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)(89).
            القاعدة السادسة: يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين: أحدهما: التمثيل. والثاني: التكييف.
            فأما التمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين، وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
            أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(90). وقوله: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)(91). وقوله: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)(92). وقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(93).
            وأما العقل فمن وجوه:
            الأول: أنه قد علم بالضرورة أن بين الخالق والمخلوق تبياناً في الذات، وهذا يستلزم أن يكون بينهما تباين في الصفات؛ لأن صفة كل موصوف تليق به، كما هو ظاهر في صفات المخلوقات المتباينة في الذوات، فقوة البعير مثلاً غير قوة الذرة، فإذا ظهر التباين بين المخلوقات مع اشتراكها في الإمكان والحدوث، فظهور التباين بينها وبين الخالق أجلى وأقوى.
            الثاني: أن يقال: كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهاً في صفاته للمخلوق المربوب الناقص المفتقر إلى من يكمله، وهل اعتقاد ذلك إلا تنقص لحق الخالق؟! فإن تشبيه الكامل بالناقص يجعله ناقصاً.
            الثالث: أننا نشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية، فنشاهد أن للإنسان يداً ليست كيد الفيل، وله قوة ليست كقوة الجمل، مع الاتفاق في الاسم، فهذه يد وهذه يد، وهذه قوة وهذه قوة، وبينهما تباين في الكيفية والوصف، فعلم بذلك أن الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة.
            والتشبيه كالتمثيل، وقد يفرق بينهما بأن التمثيل التسوية في كل الصفات، والتشبيه التسوية في أكثر الصفات،لكن التعبير بنفي التمثيل أولى لموافقة القرآن:(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(94).
            وأما التكييف: فهو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا، من غير أن يقيدها بمماثل. وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.

            أما السمع: فمنه قوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)(95). وقوله: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(96). ومن المعلوم أنه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا؛ لأنه تعالى أخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها، فيكون تكييفنا قفواً لما ليس لنا به علم، وقولاً بما لا يمكننا الإحاطة به.

            وأما العقل: فلأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته أو العلم بنظيره المساوي له،أو بالخبر الصادق عنه،وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله – عز وجل – فوجب بطلان تكييفها.

            وأيضاً فإننا نقول: أي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى؟

            إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، فالله أعظم وأجل من ذلك.

            وأي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فإنك ستكون كاذباً فيها؛ لأنه لا علم لك بذلك.

            وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديراً بالجنان، أو تقديراً باللسان، أو تحريراً بالبنان.

            ولهذا لما سئل مالك – رحمه الله تعالى – عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(97) كيف استوى؟ أطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضاء (العرق) ثم قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" وروى عن شيخه ربيعة أيضاً: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول". وقد مشى أهل العلم بعدهما على هذا الميزان. وإذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه.

            فالحذر الحذر من التكييف أو محاولته، فإنك إن فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها، وإن ألقاه الشيطان في قلبك فاعلم أنه من نزغاته، فالجأ إلى ربك فإنه معاذك، وافعل ما أمرك به فإنه طبيبك، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(98).

            القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.

            فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث" "انظر القاعدة الخامسة في الأسماء).

            ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:

            الأول: التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.

            الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).

            الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها – على الترتيب – قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث(100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(102).
            بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

            (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
            ردود 0
            51 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة عطيه الدماطى
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
            ردود 0
            50 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
            ردود 0
            78 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
            ردود 0
            87 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة صلاح عامر
            بواسطة صلاح عامر
            ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
            ردود 0
            76 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة صلاح عامر
            بواسطة صلاح عامر
            يعمل...