خلال نقاشات دارت في هذا المنتدى بين اهله الكرام و احد ضيوفهم الاعزاء من الملاحدة تذكرت قصة لشخص و هو صغير كان يأخذه والده للصلاة معه فى المسجد , وكان طفلاً ذو وعي يفكر و يسأل و يجادل ..فسأل اباه : لمن نصلي يا أبي , فيجيب الاب : نصلى لله ... فسأله الطفل : لماذا يا أبي , يجيب الاب : لشكر نعمته , الطفل : وما هي نعمته ..فأجابه الاب بأبسط الاشياء لذهن طفله : مثل الطعام الذي نأكله ... كانت هذه الاجابة كافية له في هذا الوقت , فكان يذهب و يصلي , ويذكر ما اصابه من النعمة في صلاته ( لانه كان لا يستطيع حفظ الادعية و السور ) و يشكر الله عز وجل عليها .... بمرور الوقت بدأ الطفل يفكر ويسأل والد ه , الست يا ابي من يحضر لنا الطعام , فأجابه و الده : نعم يا بني انا احضره , فأنا سبب , ولكن من خلقه و صنعه اصلا ؟ .... الله يا بني , لم يدرك الطفل معنى هذا الكلام و لم يستوعبه حينها و لكن بعد هذا حدث امر خطير فقد ادرك معنى الموت , كان يعرف ان جديه ماتا , و لكن عندما سأل عن معنى الموت قيل له انه فناء ونهاية الحياة .... فاغتم غماً شديداً , فطفل مثله متعلق بالحياة و العائلة و الاصدقاء و اللعب كان صعباً عليه ان يترك كل هذا ليفنى و يصير تراباً , وسأل نفسه ان كنت الى فناء فلماذا انا موجود اصلاً فلأفنى الان خيرٌ لى من مشقة التعلق بالحياة و الخوض فيها ... احبط الطفل احباطاً شديداً , ولكن اتاه الفرج سمع ما اثلج صدره من معهده الازهري الابتدائي الذي كان يدرس فيه , عرف من اساتذته ان الله تعالي ليس برازق فقط و لكنه خالق رحمن رحيم , يثيب و يعاقب , وان حياته لها قيمة و على اساس عمله فيها تكون مثوبته او عقابه , اصبح سعيداً مسرواً اصبح جاداً و يبالي بما كان لايبالى به من ترك نصرة المظلوم من اصحابه عندما كان يعتدي عليهم من هم اقوى منهم , اصبح لا يقول الا صدقاً و لا يعمل الا خيراً فهذا ما تستريح له نفسه ( فطرته النقية ) كما إنه يعلم الان انه مُحاسب و مُراقب.
يتبع بإذن الله
يتبع بإذن الله
تعليق