السلام والتسليم...!!
اللهم صلِّ وسلّم وبارِك على سيِّدنا ونبيِّنا محمد وعلى آلِهِ وصحْبِهِ وسلِّم تسْليماً كثيراً...
سأل أخٌ لنا في الله عن قولِ " اللهم صلِّ وسلِّم " ... ففي حوار مع أحد النصارى , ذكر له النصرانيُّ مُسلّماتٍ مزعومة على انها حقائِق وثوابِت اسلامية يُخْطىء فيها العامة .. وجاء الأخ يسأل فقال :
1- هل يصِحُّ أن يُسلِّمَ اللهُ على عبْدِهِ ؟!... وهل كان هذا خطأٌ درَجَ عليْهِ العامّة ؟!!
ونُجيبُ بإيجازٍ – إن شاء الله - ثم تفْصيل ...2- وإن صحّ فما معنى التسْليم؟!!... وهل معروفٌ أن السلام لا يعني التسْليم ؟!!
3- ما الفرق بين "السلام لـ " و "السلام على " ؟!
1- أوّلاً : بالنسبةِ لسؤالِ هل يصح أن يُسلِّم الله على عبدِهِ ؟, وهل سلام الله على عِبادِهِ خطأ وقع فيهِ العامة ؟ ..
فنقولُ بالتأكيد أن الله يُصلِّي ويُسلِّمُ على عِبادِهِ , ولا يصِحُّ أن يُسلِّمَ العِبادُ على اللهِ , لأن الله هو السلام ومنه السلام .. وفي حديثِ الرسولِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّم "لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام"[1] ... وعلى هذا عقيدةُ و إيمانُ سلفِ الأمةِ وخلفِها , ولايخْتلِف على ذلِك أحدٌ من عُلَماءِ المُسْلِمين ... ولا يوجَد أيُّ خطأ وقع فيه العامةُ أو غيرُهُم , بل الصوابُ أن اللهَ يُسلِّم على عِبادِهِ .. فالسلامُ لا يكون إلا منه , وهناكَ تنبيهاتٍ نتعرّضُ لها في سياقِ الحديثِ إن شاء الله.
2- ثانِياً : بالنسبة لسؤال الأخ "ما معنى السلام وهل صحيح أن السلام لا يعني التسليم؟..
فنقول أن معنى السّلامُ هو التسْليمُ , لُغةً ً , وهو صواب. .. ولِذا فالسلام يعني التسليم. وقال الزجاج : سَلَّمت تسليماً وسلاماً. وفي مختار الصحاحِ: السَّلام الاسمُ من التسليم. والسَّلام اسمٌ من أسْماءِ الله تعالى. والسَّلاَمُ البراءةُ منَ العُيُوب. وفي تاج العروس " التسليم ( السلام ) أي التحية وهو اسم من التسليم قال المبرد وهو مصدر سلمت ومعناه الدعاء للانسان بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه".
3- ثالِثاً : لماذا يكون حرف الجر مع السلام " على ".. لما نقول "السلام عليكم" , وليس "السلام لكم" كما يقول النصارى؟.
لأن اللغة العربية هي المعوّلُ عليْها ... وفيها "السلام على" يكون في مقام التحيةِ والطلب .. بينما "السلام لـ" يكون في مقام الإخبار عن حالة يحصُل فيها السلامة .. والقرآن الكريم هو أصلُ اللغةِ العربية ومرجِعُها .. وفيهِ :
"السلام على" يكون في مقام التحيةِ والطلب .. كقولِهِ تعالى "سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ" , وقولِهِ تعالى "سَلامٌ عَلَى نُوحٍ" , وقولِهِ تعالى " سلامٌ عليْكُم طِبْتُم"
أما "السلام لـ " فيكون في مقام الإخبار عن حالة ذُكِر فيها ما يحصل له من السلامة .. كقولِهِ تعالى "وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ " .. وقد تضمنت الآيةُ ذكر مراتب الناس وأقسامهم عند القيامة الصغرى حال القدوم على الله فذكر أنهم ثلاثة أقسام :
1- مقرب له الروح والريحان وجنة النعيم.
2- ومقتصد من أصحاب اليمين له السلامة فوعده بحصولِ السلامة
3- وظالم بتكذيبه وضلاله فأوعده بنزل من حميم وتصلية جحيم.
1- مقرب له الروح والريحان وجنة النعيم.
2- ومقتصد من أصحاب اليمين له السلامة فوعده بحصولِ السلامة
3- وظالم بتكذيبه وضلاله فأوعده بنزل من حميم وتصلية جحيم.
ولِذا فإن في مقام التحية يكون الأليَقُ فيهِ القوْلُ "السلامُ على"...
وفي مقام الإخبار بحصول السلامٍ لشخْصٍ أو فِئةٍ فإننا نقول " اعطيْنا السلام لـفلانٍ ".
يتبع
تعليق