رد من فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى على سؤال فى القضاء والقدر
البعض يحتج بالقضاء والقدر على ما يفعله من الأمور ، وترى بعض العصاة مثلاً يحتجون بالقدر في أن الله لم يرد لهم الهداية ، وقدر عليهم ذلك ، فلماذا يحاسبون !!!
سألته سائلة : عرف الله أنه عادل ، فلماذا خلق الإنسان مختلف الظروف ، ثم يحاسب الجميع حساباً واحداً ، برغم اختلاف ظروف كلاً منهم ، وهو الذي قدر لهم حياتهم ، وظروفهم ؟
فأجاب فضيلة الشيخ الشعراوي :
لابد أن تفهمي الفرق بين قضى ، وبين قدر .
( قضى ) ، يعني حكم حكماً لازماً لا يمكن أن ينتهي ، وذلك في الأمور التي لا دخل للإنسان فيها ، ولذلك فالله لا يحاسبك على القضاء .
ولكن ( قدّر) ، يعني أن الأمور تأتي في المستقبل من وجهة نظرك ، فتقول : إنني قدرت أن أفعل كذا . وعندما يأتي وزير الزراعة مثلاً بناء على الإحصاءات والأرقام ويقول : تقدر الدولة محصول القطن هذا العام بكذا مليون قنطار . مع أن علم البشر ناقص ، وتقديره حسب المعلومات التي وصلت إليه .
ولكن تقدير الله عز وجل لا يحدث فيه خلاف ، لأن معلوماته مؤكدة . فإذا قدر على إنسان في الأزل أن يكون عاصياً ، فمعنى ذلك أنه علم أزلاً أن هذا الإنسان سيختار المعصية . ولكن ساعة اختيار المعصية .. هل أرغمه الله عليها ؟
الوزير حينما قدر المحصول ، هل أرغم الأرض على أنها تنفذ تقديره ؟ لا . بل هو قدر حسب المعلومات التي وصلت إليه والمسألة تسير في طريقها الطبيعي بدون تدخل منه .
كذلك خلق الله الخلق ، وقال : هناك أمور قضيتها ، وهذه لا أحاسب عليها أحداً ، وهناك أمور تركت للعبد الاختيار فيها ... ولكن قدرت أن العبد سوف يعمل كذا ساعة كذا ، لا أقهره على أن يعمل ، لأنه عمل بصفة الاختيار ، ولكني أعلم ما سوف يعمل .
فالله قدّر ، لأنه علم أنك ستختار ، ولم يقدّر ليوجب عليك أن تصنع ما قدّر . وهذا هو الفرق بين القضاء والتقدير .
ولنضرب لذلك مثلاً ، فلو أن كلية الحقوق مثلاً حددت جائزة ، فقال عميد الكلية لأستاذ المادة : إنه يريد امتيازاً في مادة كذا ، ليعطى جائزة قدرها كذا .. فرشح الأستاذ أحد تلاميذه ، لأنه يعرفه ، فلم يثق العميد في كلامه ، وعقد اختباراً ، فجاءت النتيجة حسب ما قدر الأستاذ ، فهل كان الأستاذ على يد الطالب ساعة أن كتب الإجابة ؟
كلا . ولكنه حكم لعلمه بامتياز هذا الطالب بالذات ، ولكنه علمٌ قد يختل ، لأنه علم بشر ، ولكن علم الله لا يختل أبداً .
البعض يحتج بالقضاء والقدر على ما يفعله من الأمور ، وترى بعض العصاة مثلاً يحتجون بالقدر في أن الله لم يرد لهم الهداية ، وقدر عليهم ذلك ، فلماذا يحاسبون !!!
سألته سائلة : عرف الله أنه عادل ، فلماذا خلق الإنسان مختلف الظروف ، ثم يحاسب الجميع حساباً واحداً ، برغم اختلاف ظروف كلاً منهم ، وهو الذي قدر لهم حياتهم ، وظروفهم ؟
فأجاب فضيلة الشيخ الشعراوي :
لابد أن تفهمي الفرق بين قضى ، وبين قدر .
( قضى ) ، يعني حكم حكماً لازماً لا يمكن أن ينتهي ، وذلك في الأمور التي لا دخل للإنسان فيها ، ولذلك فالله لا يحاسبك على القضاء .
ولكن ( قدّر) ، يعني أن الأمور تأتي في المستقبل من وجهة نظرك ، فتقول : إنني قدرت أن أفعل كذا . وعندما يأتي وزير الزراعة مثلاً بناء على الإحصاءات والأرقام ويقول : تقدر الدولة محصول القطن هذا العام بكذا مليون قنطار . مع أن علم البشر ناقص ، وتقديره حسب المعلومات التي وصلت إليه .
ولكن تقدير الله عز وجل لا يحدث فيه خلاف ، لأن معلوماته مؤكدة . فإذا قدر على إنسان في الأزل أن يكون عاصياً ، فمعنى ذلك أنه علم أزلاً أن هذا الإنسان سيختار المعصية . ولكن ساعة اختيار المعصية .. هل أرغمه الله عليها ؟
الوزير حينما قدر المحصول ، هل أرغم الأرض على أنها تنفذ تقديره ؟ لا . بل هو قدر حسب المعلومات التي وصلت إليه والمسألة تسير في طريقها الطبيعي بدون تدخل منه .
كذلك خلق الله الخلق ، وقال : هناك أمور قضيتها ، وهذه لا أحاسب عليها أحداً ، وهناك أمور تركت للعبد الاختيار فيها ... ولكن قدرت أن العبد سوف يعمل كذا ساعة كذا ، لا أقهره على أن يعمل ، لأنه عمل بصفة الاختيار ، ولكني أعلم ما سوف يعمل .
فالله قدّر ، لأنه علم أنك ستختار ، ولم يقدّر ليوجب عليك أن تصنع ما قدّر . وهذا هو الفرق بين القضاء والتقدير .
ولنضرب لذلك مثلاً ، فلو أن كلية الحقوق مثلاً حددت جائزة ، فقال عميد الكلية لأستاذ المادة : إنه يريد امتيازاً في مادة كذا ، ليعطى جائزة قدرها كذا .. فرشح الأستاذ أحد تلاميذه ، لأنه يعرفه ، فلم يثق العميد في كلامه ، وعقد اختباراً ، فجاءت النتيجة حسب ما قدر الأستاذ ، فهل كان الأستاذ على يد الطالب ساعة أن كتب الإجابة ؟
كلا . ولكنه حكم لعلمه بامتياز هذا الطالب بالذات ، ولكنه علمٌ قد يختل ، لأنه علم بشر ، ولكن علم الله لا يختل أبداً .
تعليق