السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
من الخارج يظهر أنه ضحية، عبد أسود يمتلكه سيد يلقي عليه بأنواع العذاب. يلطمه، يجلده ويضع عليه الأثقال والصخر. هذه القصة من الخارج. غريب، فقير، ليس له قريب، تحت هول العذاب وحر الصيف. ولكن من الداخل لا حر ولا قر، لا خوف ولا حزن. من الداخل يعيش إنسان حر، ذاق الخروج من الآصال، فلم يعد الحديد يصفده، ولا الصخر يسحقه. وماذا يقول هو؟ يقول أحد، أحد. لأنه عرف جواب سؤال بسيط. لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار!
لله الواحد القهار
ولا غير هذا الأحد الواحد يملك شيئا يمكن أن يتحكم بك. بإمكان إنسان أن يقتلك ولكن لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تقرر ما في قرارة نفسك. وهنا يكمن الحصن الذي لا يخترق.
هذا هو بلال: أحد، أحد. اكتشف الحصن المنيع الذي لا يمكن أن يخترق.
قصته قد تكون مؤلمة إن نظرنا إليها من المعايير البشرية، أو من مقاييسنا التي اعتدناها. فهوياتنا كلها قصص. ولكن عندما نخرج من كل القصص، عندما ندخل في الفراغ الأبدي، فإننا سنسمع أحسن القصص. «نحن نقص عليك أحسن القصص.» عندها نسمع فقط أحد أحد. ويأفل الباقي. «ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء.»
ولكن نعرف أيضا أنه «ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون.» فالوصلات الكهربائية نعطيها لأشياء خارج الواحد القهار، رغم أن ملك السموات والأرض بيده، لا يعزب عنه مثقال ذرة.
من الذي يملك مفاتح تشغيلك. أحباؤك؟ أم أعداؤك؟ أم الظروف التي تحيطك؟ إذا كان المفتاح خارج ذاتك فما زلت لم تعرف الحرية. إذ كان المفتاح في الخارج، فيمكن أن يضغطه أحد. يمكن أن يطفئك أحد أو أن يضيئك أحد. يمكن أن يطفئك شيء أو أن يضيئك شيء. يمكن أن يموت عزيز عليك وهو كله يريد ضياء لك، ولكن إن كان مفتاحك معه، فأين صرت أنت الآن؟ أين يقع مفتاحك؟ هل هو مع مخلوق، أم مع الخالق؟
ما هي قصصنا؟ كلها أسماء سميناها ما أنزل الله بها من سلطان. كلها أفكار داخل أذهاننا التي تحبسنا داخل قضبان وهمية. انظروا إلى كل ما نخافه أو نعظمه على هذا الكوكب، سواء فرديا أم جماعيا. هذا الذي نعبده من دون الله. كل ما نؤمن بأن له قوة علينا غير الله، فهو الصنم الذي نعكف عليه.
من الخارج يظهر أنه ضحية. طفل قد ألقي به في بئر عميق. ينجو مع قافلة سيارة فيأسرونه بضاعة، ويبيعونه عبدا في سوق النخاسة. بعد الخدمة والتفاني يكون جزاءه خيانة بعد خيانة. فحتى وسامته تصير عبئا عليه، ومصيدة لمظالم أكثر. وحتى رفيق السجن ينساه. ولكن من الداخل، حر، حفيظ عليم. ويمكث في السجن. وماذا يقول هو؟ يقول: «السجن أحب إلي.»
هذا هو يوسف. عندما خرج من سجن النفس صار أكبر حر داخل ذاته. ولذلك لم يعد من المهم إن كان في أضيق سجن، أو أكبر قصر. فقد تحرر من الداخل. تحرر من ظلم العباد ورحمتهم. فهما وجهان لعملة واحدة. رفض أو قبول الناس لنا. أي سيطرتهم علينا، وامتلاكهم لمفاتيحنا. وعندما يعرف يوسف في قرارة نفسه حسب ما يقول لصاحبيه في السجن أنه «ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء... ولكن أكثر الناس لا يشكرون» فإنه يعرض لنا منظومته في الحياة. التحرر من الظلم يكون أيضا بالتحرر من الرحمة. أحيانا لا يفهم الناس هذا التشابه والتطابق، ولكن عندما تتحرر من عبوديتك لطلب رضاء الناس وعطفهم ومحبتهم، هنا ينتهي ظلمهم أيضا. بل وأحيانا تشكر ظلمهم لأنهم يصيرون سببا في استيقاظك من سجن الذهن. وهنا تتحرر من أي رغبة في الانتقام. فإن كانوا هم لا يزالون يسلمون مفاتيحهم ل»شيء» لا تعود أنت قادرا أن تسلم مفتاحك لأي حقد، أو نزوة أو غضب. وعندما تقف مع الله بلا شيء، عندها لا توجد إلا الرحمة لأن رحمته وسعت كل شيء. ولهذا غفر يوسف لأخوته، بل وصنع منهم أمراء. فهو لم يعد ضحيتهم، وبالتالي لن يكون طاغوتا عليهم أيضا.
«واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.» يا صاحبيّ السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.»
بسم الله الرحمن الرحيم
من الخارج يظهر أنه ضحية، عبد أسود يمتلكه سيد يلقي عليه بأنواع العذاب. يلطمه، يجلده ويضع عليه الأثقال والصخر. هذه القصة من الخارج. غريب، فقير، ليس له قريب، تحت هول العذاب وحر الصيف. ولكن من الداخل لا حر ولا قر، لا خوف ولا حزن. من الداخل يعيش إنسان حر، ذاق الخروج من الآصال، فلم يعد الحديد يصفده، ولا الصخر يسحقه. وماذا يقول هو؟ يقول أحد، أحد. لأنه عرف جواب سؤال بسيط. لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار!
لله الواحد القهار
ولا غير هذا الأحد الواحد يملك شيئا يمكن أن يتحكم بك. بإمكان إنسان أن يقتلك ولكن لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تقرر ما في قرارة نفسك. وهنا يكمن الحصن الذي لا يخترق.
هذا هو بلال: أحد، أحد. اكتشف الحصن المنيع الذي لا يمكن أن يخترق.
قصته قد تكون مؤلمة إن نظرنا إليها من المعايير البشرية، أو من مقاييسنا التي اعتدناها. فهوياتنا كلها قصص. ولكن عندما نخرج من كل القصص، عندما ندخل في الفراغ الأبدي، فإننا سنسمع أحسن القصص. «نحن نقص عليك أحسن القصص.» عندها نسمع فقط أحد أحد. ويأفل الباقي. «ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء.»
ولكن نعرف أيضا أنه «ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون.» فالوصلات الكهربائية نعطيها لأشياء خارج الواحد القهار، رغم أن ملك السموات والأرض بيده، لا يعزب عنه مثقال ذرة.
من الذي يملك مفاتح تشغيلك. أحباؤك؟ أم أعداؤك؟ أم الظروف التي تحيطك؟ إذا كان المفتاح خارج ذاتك فما زلت لم تعرف الحرية. إذ كان المفتاح في الخارج، فيمكن أن يضغطه أحد. يمكن أن يطفئك أحد أو أن يضيئك أحد. يمكن أن يطفئك شيء أو أن يضيئك شيء. يمكن أن يموت عزيز عليك وهو كله يريد ضياء لك، ولكن إن كان مفتاحك معه، فأين صرت أنت الآن؟ أين يقع مفتاحك؟ هل هو مع مخلوق، أم مع الخالق؟
ما هي قصصنا؟ كلها أسماء سميناها ما أنزل الله بها من سلطان. كلها أفكار داخل أذهاننا التي تحبسنا داخل قضبان وهمية. انظروا إلى كل ما نخافه أو نعظمه على هذا الكوكب، سواء فرديا أم جماعيا. هذا الذي نعبده من دون الله. كل ما نؤمن بأن له قوة علينا غير الله، فهو الصنم الذي نعكف عليه.
من الخارج يظهر أنه ضحية. طفل قد ألقي به في بئر عميق. ينجو مع قافلة سيارة فيأسرونه بضاعة، ويبيعونه عبدا في سوق النخاسة. بعد الخدمة والتفاني يكون جزاءه خيانة بعد خيانة. فحتى وسامته تصير عبئا عليه، ومصيدة لمظالم أكثر. وحتى رفيق السجن ينساه. ولكن من الداخل، حر، حفيظ عليم. ويمكث في السجن. وماذا يقول هو؟ يقول: «السجن أحب إلي.»
هذا هو يوسف. عندما خرج من سجن النفس صار أكبر حر داخل ذاته. ولذلك لم يعد من المهم إن كان في أضيق سجن، أو أكبر قصر. فقد تحرر من الداخل. تحرر من ظلم العباد ورحمتهم. فهما وجهان لعملة واحدة. رفض أو قبول الناس لنا. أي سيطرتهم علينا، وامتلاكهم لمفاتيحنا. وعندما يعرف يوسف في قرارة نفسه حسب ما يقول لصاحبيه في السجن أنه «ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء... ولكن أكثر الناس لا يشكرون» فإنه يعرض لنا منظومته في الحياة. التحرر من الظلم يكون أيضا بالتحرر من الرحمة. أحيانا لا يفهم الناس هذا التشابه والتطابق، ولكن عندما تتحرر من عبوديتك لطلب رضاء الناس وعطفهم ومحبتهم، هنا ينتهي ظلمهم أيضا. بل وأحيانا تشكر ظلمهم لأنهم يصيرون سببا في استيقاظك من سجن الذهن. وهنا تتحرر من أي رغبة في الانتقام. فإن كانوا هم لا يزالون يسلمون مفاتيحهم ل»شيء» لا تعود أنت قادرا أن تسلم مفتاحك لأي حقد، أو نزوة أو غضب. وعندما تقف مع الله بلا شيء، عندها لا توجد إلا الرحمة لأن رحمته وسعت كل شيء. ولهذا غفر يوسف لأخوته، بل وصنع منهم أمراء. فهو لم يعد ضحيتهم، وبالتالي لن يكون طاغوتا عليهم أيضا.
«واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.» يا صاحبيّ السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.»