هذه الأسئلة مبنية على مقدمات خاطئة ..

منها : أن المسيح فشل عليه السلام (حاشاه الله) ..

وهذه مقدمة خاطئة ، لأن المسيح لم يفشل عليه السلام وحاشاه الله .. ورسل الله عليهم التبليغ والإرشاد وليس عليهم حصول الهداية الفعلية .. وقد أكمل المسيح عليه السلام رسالته وبلغها ، فدعا بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ونزع ما عُبد من دونه من الأنداد ، سواء من الملائكة أو الصالحين أو الأحبار والرهبان .. أو حتى من عبادة الدنيا والمال وما شابه .. وأتى بالمعجزات العظيمة بإذن الله .. وبيَّن الحق وأقام الدلائل والبينات عليه .. فنشهد أمام الله بأنه - عليه السلام - بلغ الدين وما قصر .. وهي شهادتنا لجميع الأنبياء عليهم السلام ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يجيء النبي ومعه الرجلان ، ويجيء النبي ومعه الثلاثة ، وأكثر من ذلك وأقل ، فيقال له : هل بلغت قومك ؟ فيقول : نعم . فيدعى قومه ، فيقال : هل بلغكم هذا ؟ فيقولون : لا . فيقال : من شهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته . فتدعى أمة محمد ، فيقال : هل بلغ هذا ؟ فيقولون : نعم . فيقول : وما علمكم بذلك ؟ فيقولون : أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه . قال : فذلك قوله تعالى : { وكذلك جعلناهم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }



ومن مقدماتهم الخاطئة : زعمهم بأن الأرض كانت كافرة من المسيح إلى محمد عليهما السلام ..

وهذا خطأ .. بل آمن بالمسيح عليه السلام كثيرون .. آمنوا به نبيـًا من عند الله دون تأليه ولا أية سخافات وثنية .. وكفر به فريق .. فنصر الله الذين آمنوا على عدوهم .. قال تعالى : { ... كما قال عيسى ابن مريم للحواريين: من أنصاري إلى الله ؟ قال الحواريون : نحن أنصار الله .. فآمنت طائفة من بني إسرائيل ، وكفرت طائفة .. فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين } [الصف/14]

كما قال تعالى : { إذ قال الله : يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليِّ ، ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة } [آل عمران/55]

نعم، قرب مبعث محمد صلى الله عليه وسلم، كادت الأرض تكون كافرة، ومع هذا فكان هناك بقايا من أهل الكتاب ، كما في الحديث الصحيح عن قرب مبعث محمد صلى الله عليه وسلم : (( وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )) .. ولعل من آخرهم ما ذكره صهيب الرومي - رضي الله عنه - في قصة اهتدائه للإسلام ..



ومنها: زعمهم أن الأرض لو صارت كافرة فهذه هزيمة لله ..

فهذا من الجهل ؛ إذ لم يتكفل الله بإيمان البشر أجمعين حتى إذا كفر بعضهم كان هذا هزيمة له .. سبحانه وتعالى وعز وجل ..

وهذا فيه من الجرأة والتجوز على الله ما فيه .. وهذا من دأب النصارى : الجرأة على الله بالتعبيرات الوقحة .. لا يرجون لله وقارًا ..

وفي كتابهم ما يبين بطلان زعمهم ، ففي العهد القديم كفر كثيرون في عصور متطاولة ، منهم "شعب الله المختار" بنو إسرائيل أنفسهم ، فهل - حسب زعمهم - كان هذا هزيمة لله ؟ حاشاه سبحانه !



والمقصود أنه إذا سأل النصارى : لماذا قبل الله ان يبقى مهزوما لمدة 6 قرون ؟
قلنا : ما هُزم سبحانه وحاشاه وإنما هذا من جهلكم أولاً ، ثم ثانيـًأ من سوء أدبكم وجرأتكم على الحكيم الحليم ..

وإذا قالوا : وان كان المسيح قد فشل فيجب ان يرسل غيره دون ان ينتظر كل هذا الوقت ؟
قلنا : ما فشل عليه السلام ولا فشل نبي من أنبياء الله حاشاهم الله عن سفه السفهاء وجهل الجهلاء ..


ثم نقول :
إن قولنا بتحريف أسفارهم لا يعني غياب الحق بالكلية .. بل نقول إن الراسخين في العلم معهم ما يفرقون به بين الحق والباطل ، وهذا كما أن الراسخين في العلم من أهل الإسلام يفرقون بين الحديث الذي صحت نسبته إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام وبين الأحاديث الموضوعة والمكذوبة عليه ..

وهذا مشاهد إلى الآن .. ففي كتبهم التي بين أيديهم من الحق ما يبين ما وضع فيها وأضيف إليها من الباطل.