كلمة الاستاذ أحمد ديدات في وقائع مناظرة
( هل عيسى إلـه . . . ؟ ) مع القس ( استانلي شوبيرج)
بسم الله الرحمن الرحيم : (( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) صدق الله العظيم .
السيد مدير اللقاء . سيدتي العزيزة . أيها الإخوة الأعزاء ، أيتها الأخوات والسيدات المحترمات : لقد قرأت لكم آية من القرآن الكريم ، هي الآية الخامسة والسبعين من سورة المائدة ، وهي السورة الخامسة بالقرآن الكريم .
وفي هذه الآية فصل الخطاب في القضايا التي نناقشها . لقد أثار ( باستر استانلي ) بعض القضايا . ولقد اعترف الليلة أنه كان في اللية الماضية مضطرباً ، وكان يرتجف ، وكانت يداه ترتعشان . وأنا ألتمس له العذر . ولكنه وهو في تلك الحالة قال بعض الأباطيل بالنسبة للنبي ، محمد صلى الله عليه وسلم . قال إنه ينكر أن المسيح هو عيسى ابن مريم . وهذا غير صحيح . ولقد قلت لكم مراراً من قبل إننا نحن المسلمين نؤمن بالمسيح كرسول من رسل الله العظام أولي العزم . ونؤمن أنه عليه السلام قد ولد بطريقة إعجازية من أمه العذراء مريم دون أن يتصل بها أب من الرجال .
ونؤمن أن عيسى ابن مريم هو المسيح الذي يطلق عليه لقب ( كرايست ) في اللغات اللاتينية الحديثة .
ونحن نؤمن أنه كان يشفي المرضى بإذن الله ، وأحيا ميتاً بإذن الله وبقدرة الله التي منحها إياه لتكون هذه المعجزات دلائل على صدق رسالته التي حمله الله إياها لتبليغها إلي الناس .
ذلك هو ما قلته بالنسبة للمسيح عليه السلام . وأنا لم أقل إن المسيح هو محمد _ صلى الله عليه وسلم ـ هل قلت أنا إن المسيح هو محمد ؟
لقد قلت إن عيسى هو المسيح .
إن رسول الأسلام لا ينكر أن عيسى ابن مريم هو المسيح .
ولنتأمل أيها الأخوة الأعزاء ما يقوله القرآن الكريم عن المسيح في تلك الآية الكريمة التي بدأت بها حديثي إليكم .
ثم يشرع الاستاذ أحمد ديدات في تلاوة الآية باللغة العربية عبارة إثر أخرى ، مترجماً معنى كل عبارة باقتدار إلي اللغة الإنجليزية ، ويستفيض في التفسير باللغة الإنجليزية عند ذكر قوله سبحانه وتعالى : (( كانا يأكلان الطعام )) موضحاً أن المسيح عيسى ابن مريم وأمه كانا يأكلان الطعام ويستحيل أن يكون المسيح إلهاً ، ويستحيل أن يكون هو وأمه إلهين ، لأن أي شخص يتناول الطعام ويأكله يستحيل أن يكون إلهاً . إن بعض الطوائف الكاثوليكة يعتبرون أن العذراء مريم . إلهة كما أن المسيح إله . ولقد كان المسيح ، وكانت أمه تأكل الطعام . وكل شخص يأكل الطعام
فمن الطبيعي يحتاج إلي الذهاب إلي دورة المياه في وقتنا الحاضر . وكان الناس في الماضي يذهبون إلي الغائط أو خلف بعض الأشجار بعد انقضاء مدة معينة لتناولهم الطعام . وهذا الأمر ليس شأن الله . ( قام الحضور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات)
ثم يواصل سيد ديدات كلمته قائلاً : لقد أوضحت هذه الآية من القرآن الكريم أن أن عيسى ابن مريم هو المسيح وأنه رسول الله ولكنه ليس إلهاً ، كما أوضحت السبب في استحالة أن يكون المسيح إلهاً وأن تكون أمه ، العذراء مريم إلهة بسبب أنهما كانا يأكلان الطعام .
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : (( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ )) الآية رقم 45 .
في هذا الموضع أيضاً من القرآن نجد أن عيسى ابن مريم هو المسيح ، وقد أنعم الله عليه في الدنيا والآخرة وأنه من جملة المقربين إلي الله سبحانه وتعالى ، وليس المسيح عيسى ابن مريم إلهاً يحق لأحد من الناس أن يتوجه إليه بالعبادة . وليس معنى ذلك أنه يجلس على يمين الله كما يقول المسيحيون ، لأن الله ليس رجلاً محدوداً جغرافياً وفسيولوجياً بمكان ، وعيسى المسيح يجلس عن يمينه . . . كلا . . . إن عيسى ابن مريم من المقربين إلي الله على سبيل التكريم كما تقول عن رجل يساعدك هذا الرجل هو الساعد الأيمن لي .
ولم يقل عيسى للناس : ((أنا الله)) .
إنني عندما ألتقي من أرى فيه القدرة على المعرفة في أي مكان من العالم فإنني أسأل : أيها الإخوة . . . أيتها الأخوات : لو كان عيسى إلهاً ، أطلعونــي _ من فضلكم _ على أي جملة بالإنجيل يقول فيها عيسى بنفسه : (أنا الله ( أو يقول ( أعبدوني) .
وأقسم بالله العظيم أنني لم أجد ما أنشده حتى هذه اللحظة ، في هذه الليلة . . .
( قام الحضور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات)
وأكون سعيداً كل السعادة لو أن ( باستر شوبيرج ) فتح إنجيله في أي وقت وقال لـي : أقرأ . ها هو ذا إنجيل يوحنا مثلاً يقول بالجملة الأولى من الأصحاح الأول مثلاً على لسان المسيح : (أنا الله) أو يقول : (أعبدوني) . هذا مستحيل .
ماذا يقول يوحنا في بداية أول أصحاح من إنجيله ؟
هل يقول على لسان المسيح : (( أنا الله )) ؟
كـلا .
هـل قال : ( أعبدونـي ) ؟
كـلا .
إنه يقول : ( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الله الكلمة)
ما هي قصة هذه المقولة ؟
ومن الذي كان أول من قالها ؟
إن أول من قال هذه المقولة ، هو ( فيلون ) الذي كان أول من صاغ هذه الصيغة القائلة : ( في البدء كان الكلمة . وكان الكلمة عند الله . وكان الله الكلمة)
وهي الصيغة التي استهل بها يوحنا إنجيله .
إنني سأوجه بعض الأسئلة . إنك حاصل على الدكتوراه في اللاهوت يا باستر شوبيرج . وأنت تعرف اللغة اليونانية القديمة التي كتبت بها النصوص الأصلية للإنجيل وخاصة كتب العهد الجديد .
وسؤالي هو :
ما هي الكلمة اليونانية التي تقابل لفظ الجلالة ( الله ) المعبود بحق ؟
ويحاول شخص الإجابة من بين الجمهور قائلاً : ان الكلمة هي : ( إلوهيم ) ويرد عليه السيد أحمد ديدات قائلاً : لا يا سيدي . إن هذه الكلمة عبرية وليست يونانية . ( ويقوم الجمهور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات )
ويواصل السيد أحمد ديدات كلمته قائلاً :
الكلمة اليونانية التي تعني ( الله ) وهو المعبود بحق هي : هوثيوس Hotheos وعندما يكون الإله غير جدير بالعبادة ، فإن اليونان كانوا يستخدمون لفظة أخرى هي : تونثيوس Tontheos وفي ترجمة أول فقرة بإنجيل يوحنا من اليونانية القديمة إلي الإنجليزية ، قام مترجمو الإنجيل باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة ( وكان الكلمة الله )
في حين أن الكلمة الموجودة بالأصل اليوناني هي كلمة ( Tontheos ) وليس ( Hotheos )
ولقد كان من الضروري أن تكتب الكلمة الدالة على لفظ الجلالة god وليس God كما فعل مترجمو الإنجيل الغير أمناء .
وأنا أسأل لماذا استخدمتم ( G ) بدلاً من ( g ) ؟
إنكم تخدعون الناس وتتلاعبون بترجمة أصول كتابكم المقدس .
ولقد جاء بالعهد القديم نص يقول فيه الرب لموسى بسفر الخروج : ((أنا جعلتك إلهاً لفرعون)) 7 : 1
ولقد قمتم بترجمة النص إلي الانجليزية هكذا :
I have made you a god to pharoah .
مما يدل على أنكم تميزون بين الإله المعبود بحق والإله عندما يكون غير جدير بالعبادة ، فلماذا لم تلتزموا الدقة والامانة عند ترجمة كلمة Tontheos عندما وردت بأول فقرة من أول أصحاح بإنجيل يوحنا ؟
إن هذا هو ما تريدون أن تعتقدوه . إن هذا هو ما تريدون للناس أن يعتقدوا .
ولتوضيح الأمر لك عزيزي المتصفح إليك هذا المثال :
عندما تقول : عبد اليونان القدامى آلهة كثيرة ، فإنك تقول بالانجليزية :
The Ancient Greeks worshpped many gods .
وعندما تقول : نحن نعبد إلهاً واحداً ، فإنك تقول بالانجليزية :
We worship one God.
فعندما يكون الإله معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الكبير G وعندما لا يكون معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الصغير g ولقد تلاعب مترجمو إنجيل يوحنا عن اليونانية ، فجعلو كلمة (الله) الواردة في أول اصحاح من إنجيل يوحنا مبدوء بحرف كبير ، وكان من الضروري أن يبدأ بحرف صغير لأنها ترجمة لكلمة Tontheos وليست ترجمة لكلمة Hotheos اليونانية .
ويواصل الشيخ أحمد ديدات كلمته قائلاً :
إن المسيح عليه السلام كان يقول : ((أبي أعظم من الكل)) يوحنا 10 : 29 ]
وهو يقول في موضع آخـر : (( أبي أعظم مني )) وكان يقول )) : أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً ((
إنني أقتبس ذات أقوال المسيح كما وردت بالإنجيل . إلا أنكم عندما كنتم تقتبسون كانت النصوص التي تحاولون الاستشهاد بها هي من أقوال بولس ، ولم تستشهدوا بشيء من أقوال المسيح أبداً .
هل استشهدتم بأقوال ينسبها الإنجيل إلي يسوع مباشرة ؟
كــلا .
إنها أقوال منسوبة إلي بولس . . . بولس . . . بولس .
أنا أريد أن أعرف ما قاله السيد المسيح ؟ إنني أحب ما قاله المسيح بشفتيه .
أنا أحترم الأقوال الصادرة عن شخص المسيح لا إلي الأقوال التي قالها شخص آخر أو كتبها شخص آخر . أنا أريد أن أعرف ما قاله المسيح شخصياً . أعطوني كلماته هو .
لقد قال المسيح : (( أبي الذي أرسلني))
لقد أمره الله بما يجب أن يفعله وأمره بما يجب أن يقوله . وربما تكون لكم طريقة أخرى في الفهم ، ولكنني أضع رأسي تحت مقصلة لو أطلعتموني على نص واحــد قال فيه المسيح بنفسه : ((أنا الله)) أو قال : ((أعبدوني )) .
أنني أتحدث لغة إنجليزية بسيطة ، وأقول : أنا أريد كلمات المسيح نفسه .
والآن تعالوا نتأمل ما قاله المسيح عليه السلام عن نفسه وفق رواية متى [ 19 : 16 ] : (( وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية . فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحاً . ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله ))
إن المسيح عليه السلام يرفض أن يصفه أحد بأنه صالح فكيف يعقل أن يقبل بأن يصفه أحد بأنه هو الله ؟) ! ويقوم الجمهور بالتصفيق الحاد للسيد أحمد ديدات(
وهكذا نستنتج ان المسيح يرفض أن يصفه أحد بأنه إله ، إنه يرفض ذلك بموجب نفس نص كلماته .
ولننتقل إلي قوله : (( قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن )) يوحنا [ 8 : 58 ]
لقد أعتقد اليهود أن المسيح كان يتكلم عن وجدوه الفعلي بالروح والبدن عندما قال لهم : (( قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن )) . . . لقد وقع اليهود في سلسلة متعددة الحلقات في سوء فهم أقوال المسيح التي كان يقولها لهم .
يحدثهم المسيح عن خلود الإيمان فيحسبونه يتكلم عن خلود الأبدان ، فيقولون له : (( قد مات إبراهيم والأنبياء وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلي الأبد . لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات . والانبياء ماتوا. من تجعل نفسك )) يوحنا [ 8 : 51 _ 53 ]
وكلام اليهود على هذا النحو يدل دلالة واضحة على عدم فهمهم كلام المسيح وعدم فهمهم ما يلزم فهمه عن قدرة الله وعلمه الذي لا يحده زمان أو مكان ، فيقول لهم المسيح : (( تقولون أنتم أنه إلهكم ولستم تعرفونه . وأما أنا فأعرفه )) يوحنا [ 8 : 55 ] .
وألقى اليهود سؤالهم الذي يفضح تماماً سوء فهمهم إذ حسبوه يتكلم عن الوجود الفعلي الحسي فسألوه : (( ليس لك خمسون سنة بعد . أفرأيت إبراهيم )) يوحنا [ 8 : 57 ] في هذا السياق قال لهم المسيح : (( الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن )) يوحنا [ 8 : 58]
لقد أراد المسيح أن يقول لهم إن الله الذي خلق إبراهيم وسائر الخلق قدر له ( أي للمسيح ) الوجود قبل أن يولد في عالم الحس والوجود الفعلي شأن كل خلق الله من البشر الذين قدر الله لهم الوجود ، ولكن اليهود لم يفهموا قصده ( فرفعوا حجارة ليرجموه ) يوحنا [ 8 : 59 ]
وإذا كان الإنجيل ينعى على اليهود سوء فهمهم الذي أفضى بهم أن يفهموا خطأ وأن يخلطوا بين وجود المسيح كمشيئة لله وبين الوجود الجسمي الفعلي له في الحياة ، فلا يعقل أن يتبنى حملة الإنجيل اليوم نفس موقف ونفس فهم اليهود لكلمات المسيح عندما يفترضون أن وجود المسيح جسماً وروحاً كان سابقاً للوجود الفعلي لسيدنا إبراهيم ، لكي يصلوا من ذلك إلي أن المسيح ابن مريم إله ، ولكي يتهموه بالألوهية ، فينفي عن نفسه التهمة فوراً مذكراً إياهم أنه يستخدم الكلمة كما يستخدمونها دون أن يعني ذلك أنهم آلهة حقاً أو أنه إله يتطلب العبادة .
نحن الآن في عام 1992 م . وقبل هذا التاريخ لم يكن المسيح موجوداً إلا كجنين في رحم أمه العذراء مريم بالمعنى الحسي الفعلي لوجود الناس في الحياة الدنيا ، أما فيما يتعلق بعلم الله ومشيئته ، فوجود البشر عموماً يرجع إلي ما قبل الخليقة .
إن تصور أن يسوع ، جسماً وروحاً ، كان موجوداً مع الله قبل بدء الخليقة ثم قال له الله . . . هيا ، اذهب يا بني في بدء العام الأول للتاريخ الميلادي ، وأخرج من رحم مريم ، وليكن كذا وليكن كذا . . . إنما هو تصور غير معقول .
هل كان الأمر في تصوركم هكذا ؟ على هذا النحو ؟
كيف كان يسوع موجوداً مع الله قبل بدء الخليقة ؟
هل كان موجوداً مع الله بجسمه وروحه ؟
كيف يمكن تصور ذلك ؟
هل كان موجوداً كوليد ؟ أم كطفل ؟ أم كشاب ؟ أم كان يسوع مكتمل الرجولة عندما كان مع
الله قبل بدء الخليقة ، وقبل وجود سيدنا إبراهيم ؟
لقد ورد بسفر نحميا بالعهد القديم عبارة : (( أنا أعرفك قبل أن تكون في رحم أمك))
كيف يكون ذلك ؟
معنى ذلك أن صاحب هذه العبارة يريد أن يقول : أنا تنبأت بوجودك قبل أن تولد ، وجعلت من مولدك نبوءة للناس .
أنا أريد أن أعرف كيف يوجد نبي قبل أن يخلق في رحم أمه ؟
يقولون : كان مع الله ! كيف يكون ذلك ؟ كيف تتعاملون مع كلام الكتاب المقدس ؟
( كيف يكون مع الله وهو هو الله ؟)
إن الكلام في الكتاب المقدس مليىء بالمجاز والاستعارة والكناية . فهل تقفون عند المعنى الحرفي للكلمات ؟
أنتم تعتقدون أن يسوع كان إلهاً ومن خلال سوء الفهم تعتقدون أن يسوع كان مع الله . و أنا أستطيع أن أقول لكم أن محمداً كان مع الله ، وكان هتلر مع الله ، وكل الناس مع الله . . . الصالحون والطالحون . . . جميع الناس مع الله . . . ( تصفيق حاد من الحضور للسيد ديدات)
عندما يقول لك شخص ما : (( كن مع الله (( فما هو المعنى الصحيح لذلك ؟
إننا جميعاً مع الله . . . أي في علم الله . . .
إن باستر استانلي هناك . . . وهتلر هناك . . . وأحمد ديدات هناك . ( تصفيق )
ولقد قال باستر استانلي إن نبي الإسلام قد أمرنا باحترام الإنجيل . وهذا صحيح . ولكن ، أي إنجيل ؟
إن الانجيل الذي أمر نبي الاسلام أن نحترمه هو إنجيل عيسى . ولكن الإنجيل الموجود اليوم ليس هو إنجيل عيسى . ولقد أمرنا أن نحترم ما أنزل الله إلى عيسى ، لا إنجيل متى ، ولا إنجيل مرقس ، ولا إنجيل لوقا ، ولا إنجيل يوجنا . هل لدى أحد الآن إنجيل عيسى ؟ هاتوا لنا إنجيل عيسى . إننا نحترم إنجيل عيسى .
وإذا كان باستر استانلي يدعي أن المسيح قد أدعى أنه إله ، فليتفضل ويطلعني على ذلك . من فضلك ، أرني أين قال المسيح على لسانه : أنا الله . ( تصفيق(
أرني أين قال المسيح بنفسه (( أنا إله )) . . . . . .
هل يجهل الله فصول السنة وموعد جني الثمار ؟
أنا لا أسخر من إلهكم يا سيدي . الانجيل هو الذي يقول ذلك ولست أنا الذي أقوله . إن الروح القدس هو الذي أوحى إلى القديس مرقس أن يقول في الانجيل : (( وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وتوجه إليها لعله يجد فيها شيئاً ، فلما جاء إليها لم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً . لأنه لم يكن وقت التين )) [ مرقس 11 : 12 ]
ويقول الانجيل عن الاله يسوع أنه عاجز عن أن يعمل شيئاً من تلقاء نفسه كما ورد بإنجيل يوحنا الذي يخبرنا أن المسيح قال : (( أنا لا أقدر أن أفعل شيئاً من نفسي )) [ يوحنا 5 : 30 ] . إن اللاشيء هو اللاشيء .
لقد مات العازر ، وكان صديقاً حميماً لسيدنا عيسى . وجاءت أخته مرثا إلى السيد المسيح ، وقالت له إنه يبرىء المرضى وقد مات لعازر صديقه . ومادامت له مثل هذه القدرات الخاصة فلماذا لا يحاول أن يرد الحياة إلى اخيها .
ولم يكن سيدنا عيسى قد مر بمثل هذه التجربة من قبل . قال يسوع لو كان عندك ايمان فسيحيا . ومضى معها إلى المنزل . ويقول الانجيل ان يسوع كان ( يـئـن ) . كيف ولماذا كان يـئن ؟
لقد كان في الحقيقة يدعو الله بصوت خفيض أن يرد الحياة إلى لعازر . ولم يكن الناس يدركون ما يقوله ولذلك ظنوا أنه يئن . ولقد كان يسوع في الحقيقة يتضرع إلى الله وكان يدعو الله سراً . . ونادى سيدنا عيسى على العازر قائلاً : يا العازر أخرج . وخرج العازر . . .
مئات الملايين من النصارى يقولون أن المسيح قد أعطى الحياة للميت . كــلا ، إن قدرة الله التي وهبها لسيدنا المسيح (( في هذا الموقف )) هي التى ردت الحياة إلى الميت . ويقول القديس بطرس : (( إن يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيده في وسطكم )) [ اعمال الرسل 2 : 22 ]
من الذي صنع هذه العجائب ؟؟؟
صنعها عيسى بقدرة الله !
ان المسلم لا يستطيع أن يتقبل فكرة أن عيسى هو الله .
كإنسان وكرسول من رسل الله الكرام ، نحن المسلمين نؤمن به ونحترمه ونجله ونقدره ونعظمه . ولكن كإله ، نقول : لا . ولكن كخالق للمسوات والأرض ، نقول لا . هل قال عيسى
ذلك ؟ هل قال عيسى : (( أنا الذي خلقت السموات والارض )) ؟ لا . لم يقل عيسى ذلك . . . .
ذلك هو المسيح عيسى ابن مريم ، إنسان عاش على الارض ، وعرفه الناس . لقد كان يمسك بالسوط ، ويطرد المرابين وصيارفة النقود والتجار من معبد سليمان [ يوحنا 2 : 15 ] . . . لقد مشى مع تلاميذه وأتباعه إلى أورشليم وهم يهتفون من حوله : (( أوصنا في الاعالي . . . مبارك الآتي باسم الرب . . . )) لقد جاء المسيح باسم الرب وليس هو الرب . . . وكانوا يهتفون له أيضاً : (( مبارك الملك الآتي باسم الرب . . . .)) [ لوقا 19 : 38 ]
وها هو ذا المسيح يقول لأتباعه في إنجيل لوقا [ 19 : 27 ] : (( أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي ))
ولقد قال المسيح في إنجيل متى [ 15 : 24 ] : (( لم ارسل إلا الى خراف بني اسرائيل الضالة ))
هل أنتم خراف بني اسرائيل الضالة ؟
هل الفرنسيون والايطاليون والانجليز والسويديون هم اليهود من بني اسرائيل ؟ . . . . .
ان المسيحيون يفاخرون بالمعجزات .وطبقاً لأنجيل متى فالمسيح يصرح بأن المعجزات والافعال العجيبة ليست دليل على النبوة فضلاً عن الالوهية فهو يقول : في متى [ 24 : 24 ] : ((سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا المختارين
( هل عيسى إلـه . . . ؟ ) مع القس ( استانلي شوبيرج)
بسم الله الرحمن الرحيم : (( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) صدق الله العظيم .
السيد مدير اللقاء . سيدتي العزيزة . أيها الإخوة الأعزاء ، أيتها الأخوات والسيدات المحترمات : لقد قرأت لكم آية من القرآن الكريم ، هي الآية الخامسة والسبعين من سورة المائدة ، وهي السورة الخامسة بالقرآن الكريم .
وفي هذه الآية فصل الخطاب في القضايا التي نناقشها . لقد أثار ( باستر استانلي ) بعض القضايا . ولقد اعترف الليلة أنه كان في اللية الماضية مضطرباً ، وكان يرتجف ، وكانت يداه ترتعشان . وأنا ألتمس له العذر . ولكنه وهو في تلك الحالة قال بعض الأباطيل بالنسبة للنبي ، محمد صلى الله عليه وسلم . قال إنه ينكر أن المسيح هو عيسى ابن مريم . وهذا غير صحيح . ولقد قلت لكم مراراً من قبل إننا نحن المسلمين نؤمن بالمسيح كرسول من رسل الله العظام أولي العزم . ونؤمن أنه عليه السلام قد ولد بطريقة إعجازية من أمه العذراء مريم دون أن يتصل بها أب من الرجال .
ونؤمن أن عيسى ابن مريم هو المسيح الذي يطلق عليه لقب ( كرايست ) في اللغات اللاتينية الحديثة .
ونحن نؤمن أنه كان يشفي المرضى بإذن الله ، وأحيا ميتاً بإذن الله وبقدرة الله التي منحها إياه لتكون هذه المعجزات دلائل على صدق رسالته التي حمله الله إياها لتبليغها إلي الناس .
ذلك هو ما قلته بالنسبة للمسيح عليه السلام . وأنا لم أقل إن المسيح هو محمد _ صلى الله عليه وسلم ـ هل قلت أنا إن المسيح هو محمد ؟
لقد قلت إن عيسى هو المسيح .
إن رسول الأسلام لا ينكر أن عيسى ابن مريم هو المسيح .
ولنتأمل أيها الأخوة الأعزاء ما يقوله القرآن الكريم عن المسيح في تلك الآية الكريمة التي بدأت بها حديثي إليكم .
ثم يشرع الاستاذ أحمد ديدات في تلاوة الآية باللغة العربية عبارة إثر أخرى ، مترجماً معنى كل عبارة باقتدار إلي اللغة الإنجليزية ، ويستفيض في التفسير باللغة الإنجليزية عند ذكر قوله سبحانه وتعالى : (( كانا يأكلان الطعام )) موضحاً أن المسيح عيسى ابن مريم وأمه كانا يأكلان الطعام ويستحيل أن يكون المسيح إلهاً ، ويستحيل أن يكون هو وأمه إلهين ، لأن أي شخص يتناول الطعام ويأكله يستحيل أن يكون إلهاً . إن بعض الطوائف الكاثوليكة يعتبرون أن العذراء مريم . إلهة كما أن المسيح إله . ولقد كان المسيح ، وكانت أمه تأكل الطعام . وكل شخص يأكل الطعام
فمن الطبيعي يحتاج إلي الذهاب إلي دورة المياه في وقتنا الحاضر . وكان الناس في الماضي يذهبون إلي الغائط أو خلف بعض الأشجار بعد انقضاء مدة معينة لتناولهم الطعام . وهذا الأمر ليس شأن الله . ( قام الحضور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات)
ثم يواصل سيد ديدات كلمته قائلاً : لقد أوضحت هذه الآية من القرآن الكريم أن أن عيسى ابن مريم هو المسيح وأنه رسول الله ولكنه ليس إلهاً ، كما أوضحت السبب في استحالة أن يكون المسيح إلهاً وأن تكون أمه ، العذراء مريم إلهة بسبب أنهما كانا يأكلان الطعام .
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : (( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ )) الآية رقم 45 .
في هذا الموضع أيضاً من القرآن نجد أن عيسى ابن مريم هو المسيح ، وقد أنعم الله عليه في الدنيا والآخرة وأنه من جملة المقربين إلي الله سبحانه وتعالى ، وليس المسيح عيسى ابن مريم إلهاً يحق لأحد من الناس أن يتوجه إليه بالعبادة . وليس معنى ذلك أنه يجلس على يمين الله كما يقول المسيحيون ، لأن الله ليس رجلاً محدوداً جغرافياً وفسيولوجياً بمكان ، وعيسى المسيح يجلس عن يمينه . . . كلا . . . إن عيسى ابن مريم من المقربين إلي الله على سبيل التكريم كما تقول عن رجل يساعدك هذا الرجل هو الساعد الأيمن لي .
ولم يقل عيسى للناس : ((أنا الله)) .
إنني عندما ألتقي من أرى فيه القدرة على المعرفة في أي مكان من العالم فإنني أسأل : أيها الإخوة . . . أيتها الأخوات : لو كان عيسى إلهاً ، أطلعونــي _ من فضلكم _ على أي جملة بالإنجيل يقول فيها عيسى بنفسه : (أنا الله ( أو يقول ( أعبدوني) .
وأقسم بالله العظيم أنني لم أجد ما أنشده حتى هذه اللحظة ، في هذه الليلة . . .
( قام الحضور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات)
وأكون سعيداً كل السعادة لو أن ( باستر شوبيرج ) فتح إنجيله في أي وقت وقال لـي : أقرأ . ها هو ذا إنجيل يوحنا مثلاً يقول بالجملة الأولى من الأصحاح الأول مثلاً على لسان المسيح : (أنا الله) أو يقول : (أعبدوني) . هذا مستحيل .
ماذا يقول يوحنا في بداية أول أصحاح من إنجيله ؟
هل يقول على لسان المسيح : (( أنا الله )) ؟
كـلا .
هـل قال : ( أعبدونـي ) ؟
كـلا .
إنه يقول : ( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الله الكلمة)
ما هي قصة هذه المقولة ؟
ومن الذي كان أول من قالها ؟
إن أول من قال هذه المقولة ، هو ( فيلون ) الذي كان أول من صاغ هذه الصيغة القائلة : ( في البدء كان الكلمة . وكان الكلمة عند الله . وكان الله الكلمة)
وهي الصيغة التي استهل بها يوحنا إنجيله .
إنني سأوجه بعض الأسئلة . إنك حاصل على الدكتوراه في اللاهوت يا باستر شوبيرج . وأنت تعرف اللغة اليونانية القديمة التي كتبت بها النصوص الأصلية للإنجيل وخاصة كتب العهد الجديد .
وسؤالي هو :
ما هي الكلمة اليونانية التي تقابل لفظ الجلالة ( الله ) المعبود بحق ؟
ويحاول شخص الإجابة من بين الجمهور قائلاً : ان الكلمة هي : ( إلوهيم ) ويرد عليه السيد أحمد ديدات قائلاً : لا يا سيدي . إن هذه الكلمة عبرية وليست يونانية . ( ويقوم الجمهور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات )
ويواصل السيد أحمد ديدات كلمته قائلاً :
الكلمة اليونانية التي تعني ( الله ) وهو المعبود بحق هي : هوثيوس Hotheos وعندما يكون الإله غير جدير بالعبادة ، فإن اليونان كانوا يستخدمون لفظة أخرى هي : تونثيوس Tontheos وفي ترجمة أول فقرة بإنجيل يوحنا من اليونانية القديمة إلي الإنجليزية ، قام مترجمو الإنجيل باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة ( وكان الكلمة الله )
في حين أن الكلمة الموجودة بالأصل اليوناني هي كلمة ( Tontheos ) وليس ( Hotheos )
ولقد كان من الضروري أن تكتب الكلمة الدالة على لفظ الجلالة god وليس God كما فعل مترجمو الإنجيل الغير أمناء .
وأنا أسأل لماذا استخدمتم ( G ) بدلاً من ( g ) ؟
إنكم تخدعون الناس وتتلاعبون بترجمة أصول كتابكم المقدس .
ولقد جاء بالعهد القديم نص يقول فيه الرب لموسى بسفر الخروج : ((أنا جعلتك إلهاً لفرعون)) 7 : 1
ولقد قمتم بترجمة النص إلي الانجليزية هكذا :
I have made you a god to pharoah .
مما يدل على أنكم تميزون بين الإله المعبود بحق والإله عندما يكون غير جدير بالعبادة ، فلماذا لم تلتزموا الدقة والامانة عند ترجمة كلمة Tontheos عندما وردت بأول فقرة من أول أصحاح بإنجيل يوحنا ؟
إن هذا هو ما تريدون أن تعتقدوه . إن هذا هو ما تريدون للناس أن يعتقدوا .
ولتوضيح الأمر لك عزيزي المتصفح إليك هذا المثال :
عندما تقول : عبد اليونان القدامى آلهة كثيرة ، فإنك تقول بالانجليزية :
The Ancient Greeks worshpped many gods .
وعندما تقول : نحن نعبد إلهاً واحداً ، فإنك تقول بالانجليزية :
We worship one God.
فعندما يكون الإله معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الكبير G وعندما لا يكون معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الصغير g ولقد تلاعب مترجمو إنجيل يوحنا عن اليونانية ، فجعلو كلمة (الله) الواردة في أول اصحاح من إنجيل يوحنا مبدوء بحرف كبير ، وكان من الضروري أن يبدأ بحرف صغير لأنها ترجمة لكلمة Tontheos وليست ترجمة لكلمة Hotheos اليونانية .
ويواصل الشيخ أحمد ديدات كلمته قائلاً :
إن المسيح عليه السلام كان يقول : ((أبي أعظم من الكل)) يوحنا 10 : 29 ]
وهو يقول في موضع آخـر : (( أبي أعظم مني )) وكان يقول )) : أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً ((
إنني أقتبس ذات أقوال المسيح كما وردت بالإنجيل . إلا أنكم عندما كنتم تقتبسون كانت النصوص التي تحاولون الاستشهاد بها هي من أقوال بولس ، ولم تستشهدوا بشيء من أقوال المسيح أبداً .
هل استشهدتم بأقوال ينسبها الإنجيل إلي يسوع مباشرة ؟
كــلا .
إنها أقوال منسوبة إلي بولس . . . بولس . . . بولس .
أنا أريد أن أعرف ما قاله السيد المسيح ؟ إنني أحب ما قاله المسيح بشفتيه .
أنا أحترم الأقوال الصادرة عن شخص المسيح لا إلي الأقوال التي قالها شخص آخر أو كتبها شخص آخر . أنا أريد أن أعرف ما قاله المسيح شخصياً . أعطوني كلماته هو .
لقد قال المسيح : (( أبي الذي أرسلني))
لقد أمره الله بما يجب أن يفعله وأمره بما يجب أن يقوله . وربما تكون لكم طريقة أخرى في الفهم ، ولكنني أضع رأسي تحت مقصلة لو أطلعتموني على نص واحــد قال فيه المسيح بنفسه : ((أنا الله)) أو قال : ((أعبدوني )) .
أنني أتحدث لغة إنجليزية بسيطة ، وأقول : أنا أريد كلمات المسيح نفسه .
والآن تعالوا نتأمل ما قاله المسيح عليه السلام عن نفسه وفق رواية متى [ 19 : 16 ] : (( وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية . فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحاً . ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله ))
إن المسيح عليه السلام يرفض أن يصفه أحد بأنه صالح فكيف يعقل أن يقبل بأن يصفه أحد بأنه هو الله ؟) ! ويقوم الجمهور بالتصفيق الحاد للسيد أحمد ديدات(
وهكذا نستنتج ان المسيح يرفض أن يصفه أحد بأنه إله ، إنه يرفض ذلك بموجب نفس نص كلماته .
ولننتقل إلي قوله : (( قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن )) يوحنا [ 8 : 58 ]
لقد أعتقد اليهود أن المسيح كان يتكلم عن وجدوه الفعلي بالروح والبدن عندما قال لهم : (( قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن )) . . . لقد وقع اليهود في سلسلة متعددة الحلقات في سوء فهم أقوال المسيح التي كان يقولها لهم .
يحدثهم المسيح عن خلود الإيمان فيحسبونه يتكلم عن خلود الأبدان ، فيقولون له : (( قد مات إبراهيم والأنبياء وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلي الأبد . لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات . والانبياء ماتوا. من تجعل نفسك )) يوحنا [ 8 : 51 _ 53 ]
وكلام اليهود على هذا النحو يدل دلالة واضحة على عدم فهمهم كلام المسيح وعدم فهمهم ما يلزم فهمه عن قدرة الله وعلمه الذي لا يحده زمان أو مكان ، فيقول لهم المسيح : (( تقولون أنتم أنه إلهكم ولستم تعرفونه . وأما أنا فأعرفه )) يوحنا [ 8 : 55 ] .
وألقى اليهود سؤالهم الذي يفضح تماماً سوء فهمهم إذ حسبوه يتكلم عن الوجود الفعلي الحسي فسألوه : (( ليس لك خمسون سنة بعد . أفرأيت إبراهيم )) يوحنا [ 8 : 57 ] في هذا السياق قال لهم المسيح : (( الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن )) يوحنا [ 8 : 58]
لقد أراد المسيح أن يقول لهم إن الله الذي خلق إبراهيم وسائر الخلق قدر له ( أي للمسيح ) الوجود قبل أن يولد في عالم الحس والوجود الفعلي شأن كل خلق الله من البشر الذين قدر الله لهم الوجود ، ولكن اليهود لم يفهموا قصده ( فرفعوا حجارة ليرجموه ) يوحنا [ 8 : 59 ]
وإذا كان الإنجيل ينعى على اليهود سوء فهمهم الذي أفضى بهم أن يفهموا خطأ وأن يخلطوا بين وجود المسيح كمشيئة لله وبين الوجود الجسمي الفعلي له في الحياة ، فلا يعقل أن يتبنى حملة الإنجيل اليوم نفس موقف ونفس فهم اليهود لكلمات المسيح عندما يفترضون أن وجود المسيح جسماً وروحاً كان سابقاً للوجود الفعلي لسيدنا إبراهيم ، لكي يصلوا من ذلك إلي أن المسيح ابن مريم إله ، ولكي يتهموه بالألوهية ، فينفي عن نفسه التهمة فوراً مذكراً إياهم أنه يستخدم الكلمة كما يستخدمونها دون أن يعني ذلك أنهم آلهة حقاً أو أنه إله يتطلب العبادة .
نحن الآن في عام 1992 م . وقبل هذا التاريخ لم يكن المسيح موجوداً إلا كجنين في رحم أمه العذراء مريم بالمعنى الحسي الفعلي لوجود الناس في الحياة الدنيا ، أما فيما يتعلق بعلم الله ومشيئته ، فوجود البشر عموماً يرجع إلي ما قبل الخليقة .
إن تصور أن يسوع ، جسماً وروحاً ، كان موجوداً مع الله قبل بدء الخليقة ثم قال له الله . . . هيا ، اذهب يا بني في بدء العام الأول للتاريخ الميلادي ، وأخرج من رحم مريم ، وليكن كذا وليكن كذا . . . إنما هو تصور غير معقول .
هل كان الأمر في تصوركم هكذا ؟ على هذا النحو ؟
كيف كان يسوع موجوداً مع الله قبل بدء الخليقة ؟
هل كان موجوداً مع الله بجسمه وروحه ؟
كيف يمكن تصور ذلك ؟
هل كان موجوداً كوليد ؟ أم كطفل ؟ أم كشاب ؟ أم كان يسوع مكتمل الرجولة عندما كان مع
الله قبل بدء الخليقة ، وقبل وجود سيدنا إبراهيم ؟
لقد ورد بسفر نحميا بالعهد القديم عبارة : (( أنا أعرفك قبل أن تكون في رحم أمك))
كيف يكون ذلك ؟
معنى ذلك أن صاحب هذه العبارة يريد أن يقول : أنا تنبأت بوجودك قبل أن تولد ، وجعلت من مولدك نبوءة للناس .
أنا أريد أن أعرف كيف يوجد نبي قبل أن يخلق في رحم أمه ؟
يقولون : كان مع الله ! كيف يكون ذلك ؟ كيف تتعاملون مع كلام الكتاب المقدس ؟
( كيف يكون مع الله وهو هو الله ؟)
إن الكلام في الكتاب المقدس مليىء بالمجاز والاستعارة والكناية . فهل تقفون عند المعنى الحرفي للكلمات ؟
أنتم تعتقدون أن يسوع كان إلهاً ومن خلال سوء الفهم تعتقدون أن يسوع كان مع الله . و أنا أستطيع أن أقول لكم أن محمداً كان مع الله ، وكان هتلر مع الله ، وكل الناس مع الله . . . الصالحون والطالحون . . . جميع الناس مع الله . . . ( تصفيق حاد من الحضور للسيد ديدات)
عندما يقول لك شخص ما : (( كن مع الله (( فما هو المعنى الصحيح لذلك ؟
إننا جميعاً مع الله . . . أي في علم الله . . .
إن باستر استانلي هناك . . . وهتلر هناك . . . وأحمد ديدات هناك . ( تصفيق )
ولقد قال باستر استانلي إن نبي الإسلام قد أمرنا باحترام الإنجيل . وهذا صحيح . ولكن ، أي إنجيل ؟
إن الانجيل الذي أمر نبي الاسلام أن نحترمه هو إنجيل عيسى . ولكن الإنجيل الموجود اليوم ليس هو إنجيل عيسى . ولقد أمرنا أن نحترم ما أنزل الله إلى عيسى ، لا إنجيل متى ، ولا إنجيل مرقس ، ولا إنجيل لوقا ، ولا إنجيل يوجنا . هل لدى أحد الآن إنجيل عيسى ؟ هاتوا لنا إنجيل عيسى . إننا نحترم إنجيل عيسى .
وإذا كان باستر استانلي يدعي أن المسيح قد أدعى أنه إله ، فليتفضل ويطلعني على ذلك . من فضلك ، أرني أين قال المسيح على لسانه : أنا الله . ( تصفيق(
أرني أين قال المسيح بنفسه (( أنا إله )) . . . . . .
هل يجهل الله فصول السنة وموعد جني الثمار ؟
أنا لا أسخر من إلهكم يا سيدي . الانجيل هو الذي يقول ذلك ولست أنا الذي أقوله . إن الروح القدس هو الذي أوحى إلى القديس مرقس أن يقول في الانجيل : (( وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وتوجه إليها لعله يجد فيها شيئاً ، فلما جاء إليها لم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً . لأنه لم يكن وقت التين )) [ مرقس 11 : 12 ]
ويقول الانجيل عن الاله يسوع أنه عاجز عن أن يعمل شيئاً من تلقاء نفسه كما ورد بإنجيل يوحنا الذي يخبرنا أن المسيح قال : (( أنا لا أقدر أن أفعل شيئاً من نفسي )) [ يوحنا 5 : 30 ] . إن اللاشيء هو اللاشيء .
لقد مات العازر ، وكان صديقاً حميماً لسيدنا عيسى . وجاءت أخته مرثا إلى السيد المسيح ، وقالت له إنه يبرىء المرضى وقد مات لعازر صديقه . ومادامت له مثل هذه القدرات الخاصة فلماذا لا يحاول أن يرد الحياة إلى اخيها .
ولم يكن سيدنا عيسى قد مر بمثل هذه التجربة من قبل . قال يسوع لو كان عندك ايمان فسيحيا . ومضى معها إلى المنزل . ويقول الانجيل ان يسوع كان ( يـئـن ) . كيف ولماذا كان يـئن ؟
لقد كان في الحقيقة يدعو الله بصوت خفيض أن يرد الحياة إلى لعازر . ولم يكن الناس يدركون ما يقوله ولذلك ظنوا أنه يئن . ولقد كان يسوع في الحقيقة يتضرع إلى الله وكان يدعو الله سراً . . ونادى سيدنا عيسى على العازر قائلاً : يا العازر أخرج . وخرج العازر . . .
مئات الملايين من النصارى يقولون أن المسيح قد أعطى الحياة للميت . كــلا ، إن قدرة الله التي وهبها لسيدنا المسيح (( في هذا الموقف )) هي التى ردت الحياة إلى الميت . ويقول القديس بطرس : (( إن يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيده في وسطكم )) [ اعمال الرسل 2 : 22 ]
من الذي صنع هذه العجائب ؟؟؟
صنعها عيسى بقدرة الله !
ان المسلم لا يستطيع أن يتقبل فكرة أن عيسى هو الله .
كإنسان وكرسول من رسل الله الكرام ، نحن المسلمين نؤمن به ونحترمه ونجله ونقدره ونعظمه . ولكن كإله ، نقول : لا . ولكن كخالق للمسوات والأرض ، نقول لا . هل قال عيسى
ذلك ؟ هل قال عيسى : (( أنا الذي خلقت السموات والارض )) ؟ لا . لم يقل عيسى ذلك . . . .
ذلك هو المسيح عيسى ابن مريم ، إنسان عاش على الارض ، وعرفه الناس . لقد كان يمسك بالسوط ، ويطرد المرابين وصيارفة النقود والتجار من معبد سليمان [ يوحنا 2 : 15 ] . . . لقد مشى مع تلاميذه وأتباعه إلى أورشليم وهم يهتفون من حوله : (( أوصنا في الاعالي . . . مبارك الآتي باسم الرب . . . )) لقد جاء المسيح باسم الرب وليس هو الرب . . . وكانوا يهتفون له أيضاً : (( مبارك الملك الآتي باسم الرب . . . .)) [ لوقا 19 : 38 ]
وها هو ذا المسيح يقول لأتباعه في إنجيل لوقا [ 19 : 27 ] : (( أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي ))
ولقد قال المسيح في إنجيل متى [ 15 : 24 ] : (( لم ارسل إلا الى خراف بني اسرائيل الضالة ))
هل أنتم خراف بني اسرائيل الضالة ؟
هل الفرنسيون والايطاليون والانجليز والسويديون هم اليهود من بني اسرائيل ؟ . . . . .
ان المسيحيون يفاخرون بالمعجزات .وطبقاً لأنجيل متى فالمسيح يصرح بأن المعجزات والافعال العجيبة ليست دليل على النبوة فضلاً عن الالوهية فهو يقول : في متى [ 24 : 24 ] : ((سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا المختارين
تعليق