الرد على سؤال من خلق الله ؟
-----------------
أولا ً: قصة قصيرة .
ترك صديقي غرفته في حالة فوضى عارمة , مثال للفوضى من حيث , فالكتب متناثرة في كل مكان , والكمبيوتر مفكك لعدة أجزاء , وجهاز كاسيت يظهر جزء منه من تحت السرير , ووسادة على أرضية الغرفة , كان حال الغرفة يشبه غرفة خرج منها فريق من الشرطة يبحث عن أدلة في قضية هامة.
وقبل أن يترك صديقي غرفته وضع على بابها عدة أقفال يملك مفاتيحها كلها ولا يشاركه فيها أحد , إنه لا يريد أن يرى أي من عائلته الغرفة بهذه الحال , وعندما عاد وقام بفتح الأقفال الواحد تلو الآخر , فوجيء أن الغرفة في نظام دقيق .
كل شيء في مكانه المناسب . !!
الكتب في مكانها بتنسيق وترتيب , وشرائط الكاسيت , علب السي دي , الأحذية , الملابس ....الخ .
كان أمام صديقي اختياران :
الأول : أن يقتنع أن الغرفة قامت بتنظيم نفسها أو الصدفة قامت بذلك نتيجة لزلزال , أو رياح , بدون أي تدخل من شخص غريب , لأنه لا يعرف كيف يمكن أن يأتي شخص ويدخل الغرفة وعليها كل هذا العدد من الأقفال.
الثاني : أن يعترف بأن شخصاً منظماً قام بعمل هذا , مع عدم علم صديقي بكيفية دخوله للغرفة.
ما النتيجة من هذا الموقف ؟.
النتيجة هي : عدم معرفتك بكيفية مجيء الفاعل , لا يمنع من وجوده , الذي تستدل عليه من دقة فعله .
فان وصلت للاستنتاج أن هناك فاعل فعل هذا الأمر , وعندما سألت نفسك السؤال كيف جاء ؟ , فلم تجد ردا ً , لا تلغي الاستنتاج الأول الذي وصلت له.
لأنه لا يوجد تعارض بين استدلالك على وجود فاعل وبين عدم معرفتك بكيفية حضوره أو قيامه بعمله.
بطريقة آخرى عدم قدرتك تصور الأمر لا يلغي عقلانية الأمر , ومثال على ذلك , هل تتصور كيف يتذبذب التيار الكهربي60 مرة في الثانية الواحدة.
لذلك علينا أن نتذكر دائماً أنه يجب الفصل بين أمرين :
1- وجود فاعل فعل أمر ما .
2- كيف جاء الفاعل المستدل عليه من دقة فعله ؟
لذلك علينا التفكر في أدلة وجود إله لكون والمتمثلة في :
1- نشأة الكون – الذي له عمر محدد قدره العلماء ب4500 مليون عام تقريباً .
ويقول العلماء أن الكون قد نشأ نتيجة انفجار قوي , يسمى الانفجار العظيم , فهل الانفجار سيولد أي شيء دقيق ؟
هل انفجار في مخزن للخردة سيولد دراجة هوائية ؟ ,هل العشوائية تصنع نظاما ً ؟ , أم إن هناك إله قدير حكيم له التحكم الكامل الذي أدى لجعل الانفجار لا ينتج فوضى بل ينتج نظاماً دقيقاً !؟
2- دقة الخلق ونظام الأرض ومجموعاتها ,بتواجد دورات منتظمة في الطبيعة للأكسجين ولثاني أكسيد الكربون وللمياه وللنتروجين وللغذاء , كذلك وجو الجاذبية الأرضية والغلاف الجوي ونسبة الغازات في الهواء التي لو اختلفت لاحترقت الأرض أو مات كل كائن حي , والمسافة بين الشمس والأرض , وبين القمر والأرض وسرعة دوران الأرض ,كل هذه الأمور الدقيقة التي تبين عدم وجود عشوائية في الكون بل نظام ,يتطلب عليم خبير .
3- نشأة الحياة على الأرض التي ليس لها أي تفسير مقبول بالرغم من المحاولات الكثيرة من العلماء ,ً ولكن ظهر لهم استحالة تكون الحياة من الميت , واستبعاد فرضية الصدفة حتى في تكوين جزيئات المادة الحية مثل البروتين , لذلك هناك خالق حكيم هو الوحيد الذي يستطيع خلق الحياة من الموت .
4- الدقة المتناهية في وظائف كل عضو من أعضاء الإنسان والحيوان , التي تبين أن هناك تخطيط مسبق ,أو تصميم ذكي ( نظرية التصميم الذكي ) , وراء تكوين هذا العضو ,مما يستبعد افتراضية الصدفة أو التطور العشوائي , أنظر إلى العين , أو إلى الكبد , البنكرياس ,المرارة ,الكلية , المخ , الأذن ..... هل كل هذا بدقته ياتي من تطور عشوائي لخلية غير عاقلة ؟.
5- الهداية التي خلق الله بها الكائن الحي فنجد أن :
القطة تتبرز ثم لا تنصرف حتى تغطي برازها بالتراب. فكيف عرفت معنى القبح والجمال.؟!
وخلية النحل التي تحارب لآخر نحلة وتموت لآخر فرد في حربها مع الزنابير, من علمها الفداء ؟!
وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمة, في حالة موت الملكة بدون وراثة. من أين عرفت دستور الحكم.؟؟
والبعوضة التي تجعل لبيضها الذي تضعه في المستنقعات أكياسا" للطفو يطفو بها على سطح الماء... من علمها قوانين أرشميدس في الطفو. ؟؟!.
ومن أين تعلمت البعوضة أن غذائها يكون من دم الإنسان, ومن أين أتت بالمادة التي تفرزها فيتوقف تجلط الدم ويستمر سائلا" حيث غرست ماصاتها ؟؟
والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة تطير بها أميالا" بعيدة بحثا" عن فرص مواتية للإنبات من علمها صناعة الأجنحة والمظلات ؟.
الحباحب التي تضيء في الليل لتجذب البعوض لتأكله. من علمها هذه الحيلة ؟ .
والزنبور الذي يغرس إبرته في المركز العصبي للحشرة الضحية فيخدرها ويشل حركتها ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحدة ..حتى إذا فقست خرج الصغير فوجد أكلة طازجة جاهزة !!.
من أين تعلم هذا الزنبور الجراحة وتشريح الجهاز العصبي ؟؟
فمن أين جاءت تلك المخلوقات بعلمها ودستورها إن لم يكن ممن خلقها ؟؟.
قال تعالى:
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ [الروم : 8]
ثانياً : السؤال باطل للأسباب التالية .
1- لأنك افترضت وجود الله , ثم عدت وأنكرت لأنك لا تعلم كيف جاء ؟
2- لأنك تصورت أن صفات الخالق هي نفس صفات المخلوقين , وذلك من واقع خبرتك في الكون أن كل مخلوق له خالق .
فقبلت أن يكون لله خالق , مع أنك أنكرت أن يكون للمادة وللكون خالق !! .
أي أن الملحد يرفض وجود إله أزلي ويرضى بوجود مادة صماء أزلية , من الصدفة صنعت كوناً متراميا الأطراف !! .... أي أن الملحد يعبد المادة ويقول ليس لها صانع مع افتقادها لصفات الصنع والخلق !!.
3- لأنك افترضت وجود خالق للإله , وإن كان هناك خالق للإله ما كان إلهاً !!.
4- : أنت داخل الكون الذي يقطعه الضوء في 300 مليون عام , وأنت محكوم بقوانين الكون أن لكل شيء سبب , فعلمت أن هناك خالق للكون , ثم تحاول تطبيق نفس القوانين على ما وراء الكون .
وهذا يشبه شخص عاش داخل غرفة , فكل ما بلغه من العلم أن لكل شيء جدراناً وأرضية مرصوفة , ويحاول تطبيق معرفته الناقصة على كل ما حوله , نظراً لمحدودية علمه وسوء قياسه .
ثالثاً :كما قال الفلاسفة لو نظرت إلى الورقة التي أمامك أو لجهاز الكمبيوتر أمامك فهو في داخل غرفة , والغرفة داخل شقة , والشقة داخل بناية , والبناية من شارع , والشارع داخل الحي , والحي داخل المدينة , والمدينة داخل الدولة , والدولة داخل القارة , والقارة داخل الكرة الأرضية , والكرة الأرضية داخل الكون ...... وذلك حتى تصل إلى شيء ليس داخل شيء آخر ... وهذا هو خارج حدود قدرتك وحدود تفكيرنا .
وإن افترضت أن هناك من خلق الإله ,إذن فهناك من خلق خالق الإله .... إلى أن تأتي إلى من لا خالق له .
وهو الأول , الذي لا يمكنك تصوره , لأنك في الكون تعلمت أنه لا يوجد شيء بلا بداية .
وتناسيت أن الإله لا يخضع لقوانين الكون التي دبرها وخلقها .
فالنجار لا يخضع لنفس قوانين الأثاث الخشبي الذي يصنعه .
وصانع السيارة لا يتحرك بمحرك مثل السيارة .
وصانع لعب الأطفال التي تتحرك بالبطارية , لا يعمل بالبطارية .
الصانع لا يخضع لقوانين ما صنعه
ولو دبت الحياة في لعب الأطفال لتصورت أن من صنعها , يعمل بعدد من البطاريات في ظهره .
لذلك لا نقيس علمنا المحدود داخل الكون , ونحاول تطبيق قوانين الخلق على خالقنا الذي استدلينا على وجوده بالعقل والمنطق والبرهان .
لذلك علينا مناقشة أدلة وجود الإله الخالق , بدون الخوض في صفاته وأفعاله , إلا حسبما يخبرنا به عن طريق رسل توصلنا لأدلة صدقهم .
لذا دور العقل في الإسلام هو البحث في : .
1- أدلة وجود الله تعالى .
2- أدلة النبوة وصحة الرسالة .
3-أدلة نقل النص من الرسول مبلغاً عن ربه إلينا .
4- فهم النص .
ثم التوقف أمام الأخبار المنقولة لنا التي تبين أدلة صحة نقلها وصحة مصدرها.
------------
يتبع :
- الإنسان مسير أم مخير !؟
- ما معنى إن الله يهدي من يشاء !؟
كتبي :
http://www.4shared.com/dir/14849623/...1/sharing.html
منتدى حراس العقيدة : https://www.hurras.org/vb
والحمد لله رب العالمين .
-----------------
أولا ً: قصة قصيرة .
ترك صديقي غرفته في حالة فوضى عارمة , مثال للفوضى من حيث , فالكتب متناثرة في كل مكان , والكمبيوتر مفكك لعدة أجزاء , وجهاز كاسيت يظهر جزء منه من تحت السرير , ووسادة على أرضية الغرفة , كان حال الغرفة يشبه غرفة خرج منها فريق من الشرطة يبحث عن أدلة في قضية هامة.
وقبل أن يترك صديقي غرفته وضع على بابها عدة أقفال يملك مفاتيحها كلها ولا يشاركه فيها أحد , إنه لا يريد أن يرى أي من عائلته الغرفة بهذه الحال , وعندما عاد وقام بفتح الأقفال الواحد تلو الآخر , فوجيء أن الغرفة في نظام دقيق .
كل شيء في مكانه المناسب . !!
الكتب في مكانها بتنسيق وترتيب , وشرائط الكاسيت , علب السي دي , الأحذية , الملابس ....الخ .
كان أمام صديقي اختياران :
الأول : أن يقتنع أن الغرفة قامت بتنظيم نفسها أو الصدفة قامت بذلك نتيجة لزلزال , أو رياح , بدون أي تدخل من شخص غريب , لأنه لا يعرف كيف يمكن أن يأتي شخص ويدخل الغرفة وعليها كل هذا العدد من الأقفال.
الثاني : أن يعترف بأن شخصاً منظماً قام بعمل هذا , مع عدم علم صديقي بكيفية دخوله للغرفة.
ما النتيجة من هذا الموقف ؟.
النتيجة هي : عدم معرفتك بكيفية مجيء الفاعل , لا يمنع من وجوده , الذي تستدل عليه من دقة فعله .
فان وصلت للاستنتاج أن هناك فاعل فعل هذا الأمر , وعندما سألت نفسك السؤال كيف جاء ؟ , فلم تجد ردا ً , لا تلغي الاستنتاج الأول الذي وصلت له.
لأنه لا يوجد تعارض بين استدلالك على وجود فاعل وبين عدم معرفتك بكيفية حضوره أو قيامه بعمله.
بطريقة آخرى عدم قدرتك تصور الأمر لا يلغي عقلانية الأمر , ومثال على ذلك , هل تتصور كيف يتذبذب التيار الكهربي60 مرة في الثانية الواحدة.
لذلك علينا أن نتذكر دائماً أنه يجب الفصل بين أمرين :
1- وجود فاعل فعل أمر ما .
2- كيف جاء الفاعل المستدل عليه من دقة فعله ؟
لذلك علينا التفكر في أدلة وجود إله لكون والمتمثلة في :
1- نشأة الكون – الذي له عمر محدد قدره العلماء ب4500 مليون عام تقريباً .
ويقول العلماء أن الكون قد نشأ نتيجة انفجار قوي , يسمى الانفجار العظيم , فهل الانفجار سيولد أي شيء دقيق ؟
هل انفجار في مخزن للخردة سيولد دراجة هوائية ؟ ,هل العشوائية تصنع نظاما ً ؟ , أم إن هناك إله قدير حكيم له التحكم الكامل الذي أدى لجعل الانفجار لا ينتج فوضى بل ينتج نظاماً دقيقاً !؟
2- دقة الخلق ونظام الأرض ومجموعاتها ,بتواجد دورات منتظمة في الطبيعة للأكسجين ولثاني أكسيد الكربون وللمياه وللنتروجين وللغذاء , كذلك وجو الجاذبية الأرضية والغلاف الجوي ونسبة الغازات في الهواء التي لو اختلفت لاحترقت الأرض أو مات كل كائن حي , والمسافة بين الشمس والأرض , وبين القمر والأرض وسرعة دوران الأرض ,كل هذه الأمور الدقيقة التي تبين عدم وجود عشوائية في الكون بل نظام ,يتطلب عليم خبير .
3- نشأة الحياة على الأرض التي ليس لها أي تفسير مقبول بالرغم من المحاولات الكثيرة من العلماء ,ً ولكن ظهر لهم استحالة تكون الحياة من الميت , واستبعاد فرضية الصدفة حتى في تكوين جزيئات المادة الحية مثل البروتين , لذلك هناك خالق حكيم هو الوحيد الذي يستطيع خلق الحياة من الموت .
4- الدقة المتناهية في وظائف كل عضو من أعضاء الإنسان والحيوان , التي تبين أن هناك تخطيط مسبق ,أو تصميم ذكي ( نظرية التصميم الذكي ) , وراء تكوين هذا العضو ,مما يستبعد افتراضية الصدفة أو التطور العشوائي , أنظر إلى العين , أو إلى الكبد , البنكرياس ,المرارة ,الكلية , المخ , الأذن ..... هل كل هذا بدقته ياتي من تطور عشوائي لخلية غير عاقلة ؟.
5- الهداية التي خلق الله بها الكائن الحي فنجد أن :
القطة تتبرز ثم لا تنصرف حتى تغطي برازها بالتراب. فكيف عرفت معنى القبح والجمال.؟!
وخلية النحل التي تحارب لآخر نحلة وتموت لآخر فرد في حربها مع الزنابير, من علمها الفداء ؟!
وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمة, في حالة موت الملكة بدون وراثة. من أين عرفت دستور الحكم.؟؟
والبعوضة التي تجعل لبيضها الذي تضعه في المستنقعات أكياسا" للطفو يطفو بها على سطح الماء... من علمها قوانين أرشميدس في الطفو. ؟؟!.
ومن أين تعلمت البعوضة أن غذائها يكون من دم الإنسان, ومن أين أتت بالمادة التي تفرزها فيتوقف تجلط الدم ويستمر سائلا" حيث غرست ماصاتها ؟؟
والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة تطير بها أميالا" بعيدة بحثا" عن فرص مواتية للإنبات من علمها صناعة الأجنحة والمظلات ؟.
الحباحب التي تضيء في الليل لتجذب البعوض لتأكله. من علمها هذه الحيلة ؟ .
والزنبور الذي يغرس إبرته في المركز العصبي للحشرة الضحية فيخدرها ويشل حركتها ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحدة ..حتى إذا فقست خرج الصغير فوجد أكلة طازجة جاهزة !!.
من أين تعلم هذا الزنبور الجراحة وتشريح الجهاز العصبي ؟؟
فمن أين جاءت تلك المخلوقات بعلمها ودستورها إن لم يكن ممن خلقها ؟؟.
قال تعالى:
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ [الروم : 8]
ثانياً : السؤال باطل للأسباب التالية .
1- لأنك افترضت وجود الله , ثم عدت وأنكرت لأنك لا تعلم كيف جاء ؟
2- لأنك تصورت أن صفات الخالق هي نفس صفات المخلوقين , وذلك من واقع خبرتك في الكون أن كل مخلوق له خالق .
فقبلت أن يكون لله خالق , مع أنك أنكرت أن يكون للمادة وللكون خالق !! .
أي أن الملحد يرفض وجود إله أزلي ويرضى بوجود مادة صماء أزلية , من الصدفة صنعت كوناً متراميا الأطراف !! .... أي أن الملحد يعبد المادة ويقول ليس لها صانع مع افتقادها لصفات الصنع والخلق !!.
3- لأنك افترضت وجود خالق للإله , وإن كان هناك خالق للإله ما كان إلهاً !!.
4- : أنت داخل الكون الذي يقطعه الضوء في 300 مليون عام , وأنت محكوم بقوانين الكون أن لكل شيء سبب , فعلمت أن هناك خالق للكون , ثم تحاول تطبيق نفس القوانين على ما وراء الكون .
وهذا يشبه شخص عاش داخل غرفة , فكل ما بلغه من العلم أن لكل شيء جدراناً وأرضية مرصوفة , ويحاول تطبيق معرفته الناقصة على كل ما حوله , نظراً لمحدودية علمه وسوء قياسه .
ثالثاً :كما قال الفلاسفة لو نظرت إلى الورقة التي أمامك أو لجهاز الكمبيوتر أمامك فهو في داخل غرفة , والغرفة داخل شقة , والشقة داخل بناية , والبناية من شارع , والشارع داخل الحي , والحي داخل المدينة , والمدينة داخل الدولة , والدولة داخل القارة , والقارة داخل الكرة الأرضية , والكرة الأرضية داخل الكون ...... وذلك حتى تصل إلى شيء ليس داخل شيء آخر ... وهذا هو خارج حدود قدرتك وحدود تفكيرنا .
وإن افترضت أن هناك من خلق الإله ,إذن فهناك من خلق خالق الإله .... إلى أن تأتي إلى من لا خالق له .
وهو الأول , الذي لا يمكنك تصوره , لأنك في الكون تعلمت أنه لا يوجد شيء بلا بداية .
وتناسيت أن الإله لا يخضع لقوانين الكون التي دبرها وخلقها .
فالنجار لا يخضع لنفس قوانين الأثاث الخشبي الذي يصنعه .
وصانع السيارة لا يتحرك بمحرك مثل السيارة .
وصانع لعب الأطفال التي تتحرك بالبطارية , لا يعمل بالبطارية .
الصانع لا يخضع لقوانين ما صنعه
ولو دبت الحياة في لعب الأطفال لتصورت أن من صنعها , يعمل بعدد من البطاريات في ظهره .
لذلك لا نقيس علمنا المحدود داخل الكون , ونحاول تطبيق قوانين الخلق على خالقنا الذي استدلينا على وجوده بالعقل والمنطق والبرهان .
لذلك علينا مناقشة أدلة وجود الإله الخالق , بدون الخوض في صفاته وأفعاله , إلا حسبما يخبرنا به عن طريق رسل توصلنا لأدلة صدقهم .
لذا دور العقل في الإسلام هو البحث في : .
1- أدلة وجود الله تعالى .
2- أدلة النبوة وصحة الرسالة .
3-أدلة نقل النص من الرسول مبلغاً عن ربه إلينا .
4- فهم النص .
ثم التوقف أمام الأخبار المنقولة لنا التي تبين أدلة صحة نقلها وصحة مصدرها.
------------
يتبع :
- الإنسان مسير أم مخير !؟
- ما معنى إن الله يهدي من يشاء !؟
كتبي :
http://www.4shared.com/dir/14849623/...1/sharing.html
منتدى حراس العقيدة : https://www.hurras.org/vb
والحمد لله رب العالمين .
تعليق