بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
** أيها الحبيب : **
بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر العير ـ القافلة ـ المقبلة من الشام .. القافلة المتجههة إلى مكة .. من الشام إلى مكة وهذه القافلة محملة بأموال عظيمة .. أموال جسيمة كثيرة .. ثروات طائلة .. قيل: إنها قُدرت ـ أي قيمة البضائع التي تحملها القافلة ـ قدرت بحوالي 50 ألف دينار ذهبي ، وهكذا علم الحبيب صلى الله عليه وسلم بخبر هذه القافلة .. وهي القافلة التي خرج - صلى الله عليه وسلم - ليعترض طريقها وهي ذاهبة إلى الشام .. الآن هي في طريق العودة، قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد وخرج يعترض لعير قريش الذاهبة إلى الشام فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخيار ، فنزل - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات الساق ، فصلى عندها - صلى الله عليه وسلم - فثم ـ هناك ـ مسجده - صلى الله عليه وسلم - فَصُنع له عندها طعام فأكل منه - صلى الله عليه وسلم - وأكل الناس معه - عليه الصلاة والسلام -، فرسوم أثافي([1]) البرمة ([2]) معلوم هناك، واستُسقى له من ماء يقال له المشيرب ، ثم ارتحل - صلى الله عليه وسلم - فترك الخلائق ([3]) بيسار وسلك شعبة عبد الله ، ثم صب للكساد حتى هبط ملل ، فنزل - صلى الله عليه وسلم - بمجتمعه ومجتمع الضيوعة ثم سلك فرش ملل حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ثم اعتدل به الطريق حتى نزل - صلى الله عليه وسلم - العُشَيْرة ([4]) من بطن ينبع فأقام بها جُمادى الأولى وليال من جمادى الآخرة ووادع فيها بني مُدْلِج وحُلفاءهم من بني ضَمرَة ثم رجع - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ولم يلق كيدًا وكان لواؤه - صلى الله عليه وسلم - مع حمزة بن عبد المطلب - رضي الله تعالى عنه - ([5]) .
************************
*******************
**************
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: خرج صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة ويقال: في مائتين من المهاجرين ولم يُكرِه أحدًا على الخروج وخرجوا على ثلاثين بعيرًا يتعقبونها يَعترضُون عيرًا لقريش ذاهبة إلى الشام ([6]) .
************************
******************
************
**عصابة من مشركي العرب تنهب سَرح المدينة:
-أيها الحبيب: فاتت القافلة.. فاتت العير.. ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه - رضي الله عنهم - ثم لم تمض إلا أيام ... إلا ليال قلائل لا تبلغ العشر حتى أغار رجل من العرب اسمه كُرز بن جابر الفِهري .. أغار هذا الرجل بمن معه على سرح المدينة ـ أي: على الأماكن التي تُرعى فيها الإبل والأغنام هجم على هذه الأماكن ونهب ما استطاع من الإبل والغَنم في سرعة عجيبة فاستاقها وفر هاربًا، فبلغ الخبر إلى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - فخرج مسرعًا عليه الصلاة والسلام خرج في طلبه ليستعيد ويسترد ما نُهب وأُخذ ولكن لما بلغ عليه الصلاة والسلام واديًّا يقال له سَفَوان من ناحية بدر فاته كُرز هذا ولم يدركه الحبيب صلى الله عليه وسلم وكانت هذه هي غزوة بدر الاولى ([7]) .
qواقترب موعد رجوع القافلة:
كانت القوات الإسلامية يقظة، وكانت تُرسلُ العيون هنا وهناك يمينًا وشمالاً، وكانت تراقب الطرق وتستكشف الأخبار وظلت هكذا حتى اقترب موعد رجوع تلك القافلة ـ القافلة المكية ـ التي أفلتت من قبضتها في ذهابها إلى الشام .. لما اقترب موعد رجوعها بعث صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما أرسلهما إلى الشمال ليقوما بعملية استكشافية دقيقة.
**********************
****************
**********
قال ابنُ سعد ([8]) ـ رحمه الله تعالى ـ لما تحين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسسان خبر العير.. اهـ .
وجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عير أبي سفيان في طريقها إلى مكة .. وأنها قافلة كبيرة محملة بالبضائع والسلع النافعة فاستعد الرسول صلى الله عليه وسلم لأخذها، وتابع صلى الله عليه وسلم سير القافلة واهتم بأمرها حتى لا تفوته في هذه المرة.. فأرسل بسبس بن عمرو الجهني وعُدي بن أبي الزغباء ليزوده بآخر الأنباء، وأسرع الاثنين بجمع المعلومات وليقوما برصد تحركات القافلة واستكشاف أمرها .
يُتبع بحول الله وقوته .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
([1]) أي: ما يوضع عليه القدر.
([2]) القِدْر.
([5]) انظر البداية والنهاية (ص245) مج 2 .... بتصرف.
([6]) زَاد المعاد، المجلد 3 (ص104) ط مكتبة الإيمان.
([7]) البداية والنهاية بتصرف.
([8]) في الطبقات (3/1/154).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
** أيها الحبيب : **
بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر العير ـ القافلة ـ المقبلة من الشام .. القافلة المتجههة إلى مكة .. من الشام إلى مكة وهذه القافلة محملة بأموال عظيمة .. أموال جسيمة كثيرة .. ثروات طائلة .. قيل: إنها قُدرت ـ أي قيمة البضائع التي تحملها القافلة ـ قدرت بحوالي 50 ألف دينار ذهبي ، وهكذا علم الحبيب صلى الله عليه وسلم بخبر هذه القافلة .. وهي القافلة التي خرج - صلى الله عليه وسلم - ليعترض طريقها وهي ذاهبة إلى الشام .. الآن هي في طريق العودة، قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد وخرج يعترض لعير قريش الذاهبة إلى الشام فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخيار ، فنزل - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات الساق ، فصلى عندها - صلى الله عليه وسلم - فثم ـ هناك ـ مسجده - صلى الله عليه وسلم - فَصُنع له عندها طعام فأكل منه - صلى الله عليه وسلم - وأكل الناس معه - عليه الصلاة والسلام -، فرسوم أثافي([1]) البرمة ([2]) معلوم هناك، واستُسقى له من ماء يقال له المشيرب ، ثم ارتحل - صلى الله عليه وسلم - فترك الخلائق ([3]) بيسار وسلك شعبة عبد الله ، ثم صب للكساد حتى هبط ملل ، فنزل - صلى الله عليه وسلم - بمجتمعه ومجتمع الضيوعة ثم سلك فرش ملل حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ثم اعتدل به الطريق حتى نزل - صلى الله عليه وسلم - العُشَيْرة ([4]) من بطن ينبع فأقام بها جُمادى الأولى وليال من جمادى الآخرة ووادع فيها بني مُدْلِج وحُلفاءهم من بني ضَمرَة ثم رجع - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ولم يلق كيدًا وكان لواؤه - صلى الله عليه وسلم - مع حمزة بن عبد المطلب - رضي الله تعالى عنه - ([5]) .
************************
*******************
**************
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: خرج صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة ويقال: في مائتين من المهاجرين ولم يُكرِه أحدًا على الخروج وخرجوا على ثلاثين بعيرًا يتعقبونها يَعترضُون عيرًا لقريش ذاهبة إلى الشام ([6]) .
************************
******************
************
**عصابة من مشركي العرب تنهب سَرح المدينة:
-أيها الحبيب: فاتت القافلة.. فاتت العير.. ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه - رضي الله عنهم - ثم لم تمض إلا أيام ... إلا ليال قلائل لا تبلغ العشر حتى أغار رجل من العرب اسمه كُرز بن جابر الفِهري .. أغار هذا الرجل بمن معه على سرح المدينة ـ أي: على الأماكن التي تُرعى فيها الإبل والأغنام هجم على هذه الأماكن ونهب ما استطاع من الإبل والغَنم في سرعة عجيبة فاستاقها وفر هاربًا، فبلغ الخبر إلى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - فخرج مسرعًا عليه الصلاة والسلام خرج في طلبه ليستعيد ويسترد ما نُهب وأُخذ ولكن لما بلغ عليه الصلاة والسلام واديًّا يقال له سَفَوان من ناحية بدر فاته كُرز هذا ولم يدركه الحبيب صلى الله عليه وسلم وكانت هذه هي غزوة بدر الاولى ([7]) .
qواقترب موعد رجوع القافلة:
كانت القوات الإسلامية يقظة، وكانت تُرسلُ العيون هنا وهناك يمينًا وشمالاً، وكانت تراقب الطرق وتستكشف الأخبار وظلت هكذا حتى اقترب موعد رجوع تلك القافلة ـ القافلة المكية ـ التي أفلتت من قبضتها في ذهابها إلى الشام .. لما اقترب موعد رجوعها بعث صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما أرسلهما إلى الشمال ليقوما بعملية استكشافية دقيقة.
**********************
****************
**********
قال ابنُ سعد ([8]) ـ رحمه الله تعالى ـ لما تحين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسسان خبر العير.. اهـ .
وجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عير أبي سفيان في طريقها إلى مكة .. وأنها قافلة كبيرة محملة بالبضائع والسلع النافعة فاستعد الرسول صلى الله عليه وسلم لأخذها، وتابع صلى الله عليه وسلم سير القافلة واهتم بأمرها حتى لا تفوته في هذه المرة.. فأرسل بسبس بن عمرو الجهني وعُدي بن أبي الزغباء ليزوده بآخر الأنباء، وأسرع الاثنين بجمع المعلومات وليقوما برصد تحركات القافلة واستكشاف أمرها .
يُتبع بحول الله وقوته .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
([1]) أي: ما يوضع عليه القدر.
([2]) القِدْر.
([5]) انظر البداية والنهاية (ص245) مج 2 .... بتصرف.
([6]) زَاد المعاد، المجلد 3 (ص104) ط مكتبة الإيمان.
([7]) البداية والنهاية بتصرف.
([8]) في الطبقات (3/1/154).
تعليق