** قصة غزوة بدر وكأنك في أرض المعركة **

تقليص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 7 (0 أعضاء و 7 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد السلام الأدنداني

    #1

    ** قصة غزوة بدر وكأنك في أرض المعركة **

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    ** أيها الحبيب : **
    بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر العير ـ القافلة ـ المقبلة من الشام .. القافلة المتجههة إلى مكة .. من الشام إلى مكة وهذه القافلة محملة بأموال عظيمة .. أموال جسيمة كثيرة .. ثروات طائلة .. قيل: إنها قُدرت ـ أي قيمة البضائع التي تحملها القافلة ـ قدرت بحوالي 50 ألف دينار ذهبي ، وهكذا علم الحبيب صلى الله عليه وسلم بخبر هذه القافلة .. وهي القافلة التي خرج - صلى الله عليه وسلم - ليعترض طريقها وهي ذاهبة إلى الشام .. الآن هي في طريق العودة، قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد وخرج يعترض لعير قريش الذاهبة إلى الشام فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخيار ، فنزل - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات الساق ، فصلى عندها - صلى الله عليه وسلم - فثم ـ هناك ـ مسجده - صلى الله عليه وسلم - فَصُنع له عندها طعام فأكل منه - صلى الله عليه وسلم - وأكل الناس معه - عليه الصلاة والسلام -، فرسوم أثافي([1]) البرمة ([2]) معلوم هناك، واستُسقى له من ماء يقال له المشيرب ، ثم ارتحل - صلى الله عليه وسلم - فترك الخلائق ([3]) بيسار وسلك شعبة عبد الله ، ثم صب للكساد حتى هبط ملل ، فنزل - صلى الله عليه وسلم - بمجتمعه ومجتمع الضيوعة ثم سلك فرش ملل حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ثم اعتدل به الطريق حتى نزل - صلى الله عليه وسلم - العُشَيْرة ([4]) من بطن ينبع فأقام بها جُمادى الأولى وليال من جمادى الآخرة ووادع فيها بني مُدْلِج وحُلفاءهم من بني ضَمرَة ثم رجع - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ولم يلق كيدًا وكان لواؤه - صلى الله عليه وسلم - مع حمزة بن عبد المطلب - رضي الله تعالى عنه - ([5]) .
    ************************
    *******************
    **************
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى: خرج صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة ويقال: في مائتين من المهاجرين ولم يُكرِه أحدًا على الخروج وخرجوا على ثلاثين بعيرًا يتعقبونها يَعترضُون عيرًا لقريش ذاهبة إلى الشام ([6]) .
    ************************
    ******************
    ************
    **عصابة من مشركي العرب تنهب سَرح المدينة:
    -أيها الحبيب: فاتت القافلة.. فاتت العير.. ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه - رضي الله عنهم - ثم لم تمض إلا أيام ... إلا ليال قلائل لا تبلغ العشر حتى أغار رجل من العرب اسمه كُرز بن جابر الفِهري .. أغار هذا الرجل بمن معه على سرح المدينة ـ أي: على الأماكن التي تُرعى فيها الإبل والأغنام هجم على هذه الأماكن ونهب ما استطاع من الإبل والغَنم في سرعة عجيبة فاستاقها وفر هاربًا، فبلغ الخبر إلى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - فخرج مسرعًا عليه الصلاة والسلام خرج في طلبه ليستعيد ويسترد ما نُهب وأُخذ ولكن لما بلغ عليه الصلاة والسلام واديًّا يقال له سَفَوان من ناحية بدر فاته كُرز هذا ولم يدركه الحبيب صلى الله عليه وسلم وكانت هذه هي غزوة بدر الاولى ([7]) .
    qواقترب موعد رجوع القافلة:
    كانت القوات الإسلامية يقظة، وكانت تُرسلُ العيون هنا وهناك يمينًا وشمالاً، وكانت تراقب الطرق وتستكشف الأخبار وظلت هكذا حتى اقترب موعد رجوع تلك القافلة ـ القافلة المكية ـ التي أفلتت من قبضتها في ذهابها إلى الشام .. لما اقترب موعد رجوعها بعث صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما أرسلهما إلى الشمال ليقوما بعملية استكشافية دقيقة.
    **********************
    ****************
    **********
    قال ابنُ سعد ([8]) ـ رحمه الله تعالى ـ لما تحين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسسان خبر العير.. اهـ .
    وجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عير أبي سفيان في طريقها إلى مكة .. وأنها قافلة كبيرة محملة بالبضائع والسلع النافعة فاستعد الرسول صلى الله عليه وسلم لأخذها، وتابع صلى الله عليه وسلم سير القافلة واهتم بأمرها حتى لا تفوته في هذه المرة.. فأرسل بسبس بن عمرو الجهني وعُدي بن أبي الزغباء ليزوده بآخر الأنباء، وأسرع الاثنين بجمع المعلومات وليقوما برصد تحركات القافلة واستكشاف أمرها .
    يُتبع بحول الله وقوته .
    والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    ([1]) أي: ما يوضع عليه القدر.

    ([2]) القِدْر.

    ([5]) انظر البداية والنهاية (ص245) مج 2 .... بتصرف.

    ([6]) زَاد المعاد، المجلد 3 (ص104) ط مكتبة الإيمان.

    ([7]) البداية والنهاية بتصرف.

    ([8]) في الطبقات (3/1/154).
  • عبد السلام الأدنداني

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    ** القوات الإسلامية تستعد لأخذ القافلة **
    رجع رجال الاستخبارات بآخر أخبار القافلة .. رجع بسبس بن عدي الجهني حليف بني ساعدة وعُدي بن أبي الزغباء حيف بني النجار بآخر تحركات القافلة.. عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبسًا عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فجاء ـ أي : رجع هو وصاحبه من مهمتهما ـ وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... فحدثه الحديث، قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم))([1]) أي: خرج إلى أصحابه الأبطال رضي الله تعالى عنهم، خاطبهم صلى الله عليه وسلم قائلاً: ((هذه عيرُ قريش فيها أموالُهم فاخرُجُوا إليها لعل اللهَ يُنفلكُمُوها))([2]) أي لعل اللهَ أن يرزقكم هذه الأموال، وفي رواية : قال عليه الصلاة والسلام: ((إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا)) فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة وأكثرهم من الأوس فلقد كانت منازلهم في عوالي المدينة ـ ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أبى وقال صلى الله عليه وسلم((لا .... إلا من كان ظهره حاضرًا))([3]) أي: من كان منكم الآن مستعدًا للخروج معنا معه دابته وسلاحه فليخرج معنا فإن الأمر ما هو إلا قافلة حولها رجال لا يتجاوز عددهم الـ 40 رجل ... لا نحتاج إلى عدد كبير .. وبعد أن بين لهم صلى الله عليه وسلم أنه أمر بسيط هين خَفّ بعضهم أي: أسرع بالتجهز والاستعداد واستجاب للخروج وثقل بعضهم ولم ينهض للخروج.
    يُتبع بحول الله وقوته .
    والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



    ([2]) ابن هشام السيرة (2/61) بسند صحيح إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وانظر : السيرة النبوية ، الصلابي أثابه الله.

    ([3]) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (1901).

    تعليق

    • عبد السلام الأدنداني

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
      **عدد الذين خرجوا للهجوم على القافلة **
      وما هي إلا لحظات .. واجتمع والتف حول الرسول القائد صلى الله عليه وسلم (313) أو (314) .. بطل من أصحابه ـ عليهم رضوان الله تعالى وجمعنا الله تعالى بهم ـ آمين ـ اجتمع هؤلاء ، أما الباقي فمنهم من استأذن في أن يحضر دابته كي يخرج معه عليه الصلاة والسلام فقال لهم (لا) .. ومنهم من ثقل ولم ينهض للخروج وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعزم عليهم بالخروج كما أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيلقى حربًا مع قريش وقوَّى فيهم هذا الظن قول النبي صلى الله عليه وسلم((من كان ظهره ـ دابته ـ حاضرًا فليركب معنا)) ولم ينتظر صلى الله عليه وسلم من لم يكن ظهره حاضرًا ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أحد تخلفه أو تثاقله عن الخروج قال كعب بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه : ((لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزَوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب اللهُ أحدًا تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع اللهُ بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد)) ([1]) .
      والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
      يُتبع بحول الله وقوته .

      ([1]) أخرجه البخاري ـ كتاب المغازي ـ باب قصة غزوة بدر.


      تعليق

      • عبد السلام الأدنداني

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله المصري
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        أخي الفاضل عبدالسلام /
        أتابع موضوع الجميل عن غزوة بدر ... و أستأذنك في نقله إلى القسم الإسلامي حيث أن محتواه يناسب القسم هناك أكثر من قسم غرائب المسيحية. بارك الله فيك و نفع بك.
        الأستاذ عبد الله المصري شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
        للعلم : لم اتعمد ولم أقصد ( غرائب النصرانية ) بهذا الموضوع ولم يختر ببالي هذا ولكن جاء هذا سهوًا .
        تقبل الله منا ومنكم وشـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... أستاذي عبد الله المصري لك مني أجمل تحية .

        تعليق

        • عبدالله المصري
          المدير الفني
          • 2 نوف, 2008
          • 2704
          • هندسة
          • مسلم

          #5
          جزاك الله خيراً أخي الفاضل عبد السلام.
          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
          (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الزمر46
          (اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) من حديث استفتاح النبي - صلى الله عليه و سلم - صلاته بالليل.
          الراوي: عائشة - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 770 خلاصة الدرجة: صحيح

          (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) الفرقان 31
          (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران 8

          تعليق

          • عبد السلام الأدنداني

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
            **هكذا كان جند الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم **
            إن الصحابة ـ يا أيها الحبيب ـ كانوا ـ رضي الله تعالى عنهم ـ يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًا عظيمًا وتأمل هذا الوصف الجميل البديع .. وتأمل هذه الكلمات الصحابي الجليل سعد بن معاذ ـ رضي الله تعالى عنه ـ يصف حب الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ للحبيب المبعوث رحمة للعالمين .. كلمات وعبارات ـ كلها حب وإخلاص .. كلها صدق ووفاء .. يا لها من كلمات تدل على صفاء قلبه ونقاءه .. قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم((... فقد تخلف عنك أقوام ما نحنُ بأشد حبًّا لك منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك)) ([1]) .
            **********************************************
            ************************************
            **************************
            ** واستعد الأبطال **
            خرج الجيش الإسلامي .. خرج ونفوس الأبطال وثّابة ، ومنعوياتهم عالية.. خرجوا ليعترضوا طريق القافلة .. خرجوا وهم يظنون أن الأمر ما هو إلا اعتراض قافلة تجارية تحمل البضائع النفيسة .. خرجوا إليها ليأخذوها وباختصار ما فيها ... خرجوا وقد رجعت بهم الذاكرة إلى الوراء ... إلى أيام الكرب والبلاء ... أيام كانوا ضعفاء أذلاء ... رجعت بهم الذاكرة إلى تلك الأيام ... إلى أيام الضرب والتعذيب، إلى أيام الرعب والتهديد والترهيب ، إلى أيام السلب والنهب .. نعم كانت أيام عصيبة تلك الأيام التي كانت قبل الهجرة .. لقد اعتدت قريش على أموالهم، وأخذت ممتلكاتهم، وسلبت حقوقهم ... والآن جاءت الفرصة .. الآن سوف يوجهون الضربة الموجعة المؤلمة ... ضربة اقتصادية مدمرة ... الآن تجمّع الأبطال ... واستعد الرجال وساروا بإذن الله الكبير المتعال ... لا إله غيره ولا رب سواه ... لم يكن أحد من هؤلاء الأبطال يدر أنه بهذا الخروج سوف يكون من أفضل الناس بعد الرسل والنبيين ... نعم ... { إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } ، خرج الأبطال وما كانوا يتوقعون أنهم سيصطدمون بجيش مكة، أقوى جيوش العرب وأشدها عداوة لخليل الله محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه... ما كانوا يتوقعون هذه المواجهة .. فهم ظنوا أنها مجرد قافلة لا شوكة ولا منعة لها .. نعم ما ظنوا أن هذه المواجهة وهذا الاصطدام سيكون عنيفًا ... ودمويًا ... وتاريخيًّا ... نعم فلقد كانت معركة بدر الحاسمة معركة طاحنة فاصلة بل إنها أعظم معركة في التاريخ .. وكانت معركة ميمونة، ولقد خلّد الله تعالى ذكرها في القرآن : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
            والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
            يُتبع بحول الله وقوته .

            ([1]) البداية والنهاية، غزوة بدر الكبرى مج 2 (ص267) وسوف يأتي بإذن الله.

            تعليق

            • عبد السلام الأدنداني

              #7
              [frame="12 98"]
              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
              qصورة مشرقة:
              q الرسول القائد صلى الله عليه وسلم يشارك الجنود متاعبهم:
              كان مع الجيش الإسلامي يوم خرج لملاقاة العير فرسان، فرس مع البطل المِقدام الزبير بن العوام ـ رضي الله تعالى عنه ـ وفرس مع المقداد بن الأسود .. وكان معهم (70) بعيرًا ـ أي جملاً ـ يعتقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد ـ أي يركب أحد الثلاثة والاثنان يمشيان ثم ينزل الراكب ويركب أحدهما وهكذا.. حتى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الرسول عليه الصلاة والسلام شارك الأبطال ـ الله أكبر ـ كان عليه الصلاة والسلام كأي جندي في الجيش تارة يركب ويمشي تارة كان هو صلى الله عليه وسلم وعليٌّ ومَرثَدُ بنُ مَرثد الغَنوي يعتقبون بعيرًا وزيدُ بن حارثة وابنه وكبشةُ موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتقبون بعيرًا، وأبو بكر وعمرُ وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرًا ..
              *عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير ـ أي: يعتقبون ـ وكان أبو لُبابة، وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فقالا: نحن نمشي عنك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْي مِنِّى وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الأَجْرِ مِنْكُمَا ))([1]) ـ الله أكبر ـ تأملوا يا عباد الله، أي: سوف أشارك معكما حتى أنال الأجر والثواب من الله تعالى، فأنا عبد الله ورسوله ((أفلا أكون عبدًا شكورًا)) .
              [mark=#FF0000]** دروس وعبر من هذا المشهد الرائع **[/mark]
              إن في هذا المشهد من الدروس والعبر ما فيه ... إن هذا المشهد يقول للجميع : تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
              تعلموا منه التواضع كيف يكون ... تعلموا منه الحرص على الثواب والأجر كيف يكون ... تعلموا اغتنام الفرص.
              ****************************************
              *********************************
              **************************
              * إن هذا المشهد يقول للجميع:
              إن على الجميع أن يعملوا مهما كانت الظروف في الشدة والرخاء وفي الصيف والشتاء.
              إن على الجميع أن يعلموا أنه { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } .
              وإن على القادة أن يتشبهوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاركوا الجنود كما شاركهم الرسول القائد صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته .. بل وفي أيام حياته صلى الله عليه وسلم.
              وليعلم الجميع أن مشاركة الكبير للصغير ... والقائد للجندي .. و... و ... لا يزيده إلا رفعة ومحبة في القلوب والنفوس، فالله عز وجل يحب من يتواضع لعباده، ويرفع سبحانه من يتواضع من أجله ونعود إلى معسكر الجيش الإسلامي ... الزبير والمِقداد ـ رضي الله تعالى عنهما ـ على فرسين والباقي منهم من يركب على بعير .. ومنهم من يمشي عن يمين وشمال البعير، وهكذا منظر جميل رائع لو تأملته وتخيلته ... - أيها الحبيب - كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلف أول خروجه على المدينة صحابي جليل اسمه عبد الله بن أم مكتوم ـ رضي الله تعالى عنه ـ وكان ضريرًا ، فلما كان بالرَّوحاء ([2]) ردَّ أبا لُبَابة ابن عبد المنذر ـ رضي الله تعالى عنه ـ واستعمله على المدينة ـ أي: جعله أميرًا عليها، يقوم بشئونها أثناء غيابه عليه الصلاة والسلام وكان خروجه من المدينة صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة.

              ([1]) رواه الإمام أحمد – رحمه الله تعالى - في مُسنده وقال شعيب الأرناؤوط – رحمه الله تعالى - : ( إسناده حسن ) وانظر السلسلة الصحيحة (2257).

              ([2]) الروحاء: على نحو من ثلاثين أو أربعين يومًا من المدينة ((معجم البلدان)) ويقال: إنها لا تزال معروفة وتُسمى الرحا على طريقة البدو في الإبدال.


              [/frame]

              تعليق

              • عبد السلام الأدنداني

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
                قائد القافلة يتجسس الأخبار:
                وها هو قائد القافلة الزكي العبقري، ها هو القائد الخبير بأمور الرجال والقتال، وكذلك الخبير بالتجارة والأموال ... ها هو أبو سفيان بن حرب رأس القوم وكبيرهم يتجسس ويتحسس أخبار الجيش الإسلامي ـ الله أكبر ـ يسأل الناس ... يسأل من يلقى من الركبان يتطلب ويتتبع أخبار القوات المسلحة الإسلامية ... يا الله ... سبحان الله .. لقد دخله الخوف والقلق، وهو السيد المطاع الآمر الناهي في قريش ... يخاف من المسلمين يخاف أن يعترضوا طريقه، ويأخذوا قافلته بل ويأخذوه هو ... لا إله إلا الله ... هكذا صار للإسلام قوة وشوكة، وبالأمس القريب كان المسلمون يخافون أن يتخطفهم الناس نعم قال الله تعالى : {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}هكذا كانوا مطاردين ... هكذا كانوا خائفين لقد كانوا جياعًا فقراء ... لقد كانوا عُراة ضعفاء ... واليوم أبو سفيان، القائد الفذ البطل المغامر الكبير يخشاهم ويتسمع أخبارهم ... يخاف أن يقع في قبضتهم وتحت أيديهم ... إلهي ... لا إله غيرك .. ولا رب سواك : ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ .
                لحظات الخوف والقلق التي مرت بها القافلة:
                وظل أبو سفيان يسأل ويسأل حتى أصب خبرًا من بعض الركبان مفاده أن محمدًا صلىالله عليه وسلم قد استنفر أصحابه لك ولعيرك، أي: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم خرج قاصدًا إياك، هو وأصحابه خرجوا قاصدين أخذك وأخذ قافلتك، فازداد قلقًا مع قلقه، وتوترًا مع توتره ـ نعم ـ وتوقع هجومًا أكيدًا فارتبك وجاءه الهم وأحاط به الغم من كل مكان... نعم فهو يعلم ما معنى خروج الجيش الإسلامي لاعتراض طريقه وطريق قافلته.. نعم هو يعلم جيدًا ما معنى هذا .. يعلم أن معناه ضياع القافلة ... ضياع المال والرجال ... معناه الوقوع في أيدي المسلمين أسرى ، أي ... سوف يذوقون الذل والصغار والهوان... أو القتل والموت والهلاك ... اشتد خوفه واشتد فكره ... ما العمل ... فكر وفكر وكان داهية ناجحًا في تفكيره وتخطيطه، كان قائدًا يقظًا حَذِرًا.
                والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                تعليق

                • عبد السلام الأدنداني

                  #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
                  رجالات الاستخبارات في كل مكان:
                  كان بسبس بن عمرو وعَدِي بنُ أبي الزَّغباء قد مضيا حتى نزلا بدرًا فأناخَا إلى تلٍّ قريب من الماء - لأن هذا المكان كان يُعد محطة يستريح فيها المسافرون ثم كانوا منه يتزودون ـ وبعدما أناخا هناك أخذا شنًّا، أي : قربة صغيرة ـ لهما يستقيان فيه، ومجدى بن عمرو الجهني على الماء فسمع عدي وبسبس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ جاريتين من جواري الحاضر وهما تتلازمان على الماء ـ أي تلازم إحداهما الأخرى لتدين عليها ـ والملزومة - أي المديونة - تقول لصاحبتها : إنما تأتي العير غدًا أو بعد غدٍ فأعمل لهم ثم أَقضيك الذي لكِ ... قال مجدي : صدقت، ثم خلص بينهما وسمع عدي وبسبس - - هذا الحوار ثم جلسا على بعيرهما، ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبراه بما سمعا.
                  qقائد القافلة يكتشف تحركات القوات الإسلامية:
                  ازداد اهتمام قائد القافلة بأخبار الجيش المحمدي، وانشغل باله، فأقبل بالعير وهو حَذِر حتى ورَد الماء وهناك قال لمجدي بن عمرو: هل أحسست أحدًا؟
                  قال: مجدي ما رأيتُ أحدًا أنكره، إلا أنني قد رأيتُ راكبين قد أناخَا إلى هذا التل، ثم استقيا في شَنٍّ لهما، ثم انطلقا، فأتى أبو سفيان مُناخهما ـ أي المكان الذي قيدا فيه الإبل ـ فأخَذَ مِن أبعار بعيريهما ففَتَّه، فإذا فيه النَّوَى: فقال: هذه واللهِ عَلائف يثرب ـ أي: المدينة ـ وهكذا استطاع القائد ـ قائد القافلة ـ استطاع أن يعرف تحركات عدوه حتى خبر السرية الاستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذي خلفته الإبل إذ عرف أن الرجلين من المدينة أي: من المسلمين، وبالتالي فقافلته في خطر.
                  والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                  تعليق

                  عن الكاتب

                  تقليص

                  عبد السلام الأدنداني

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة مصر المسلمة, 1 أبر, 2022, 10:43 م
                  ردود 0
                  735 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة مصر المسلمة
                  بواسطة مصر المسلمة
                  ابتدأ بواسطة معتزة بإسلامي, 20 مار, 2009, 04:49 ص
                  ردود 4
                  4,179 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة معتزة بإسلامي
                  ابتدأ بواسطة رحلة الذاكرين, 15 يول, 2012, 02:03 ص
                  ردود 9
                  2,292 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة رحيق
                  بواسطة رحيق
                  ابتدأ بواسطة alhajaj2010, 2 أكت, 2007, 02:09 ص
                  ردود 0
                  1,449 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة alhajaj2010
                  بواسطة alhajaj2010
                  ابتدأ بواسطة warda sawdaa, 18 فبر, 2013, 05:55 م
                  ردود 0
                  726 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة warda sawdaa
                  بواسطة warda sawdaa
                  ابتدأ بواسطة ابن عبد, 14 يول, 2010, 05:33 م
                  ردود 3
                  11,603 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة ابن عبد
                  بواسطة ابن عبد
                  ابتدأ بواسطة مصر المسلمة, 1 أبر, 2022, 09:56 م
                  ردود 0
                  1,039 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة مصر المسلمة
                  بواسطة مصر المسلمة
                  ابو حميد
                  أنشأ بواسطة ابو حميد, 26 فبر, 2010, 06:13 م
                  ردود 2
                  38,415 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة الفضة
                  بواسطة الفضة
                  ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 24 يون, 2006, 02:38 م
                  ردود 19
                  15,137 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة morabetoon
                  بواسطة morabetoon
                  ابتدأ بواسطة محمد عصام الدين, 20 ينا, 2011, 08:07 م
                  رد 1
                  1,939 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة محب المصطفى
                  بواسطة محب المصطفى
                  ابتدأ بواسطة تابع الشافعي, 24 مار, 2008, 03:49 م
                  ردود 4
                  1,760 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة solema
                  بواسطة solema
                  ابتدأ بواسطة muslim_906, 1 نوف, 2011, 03:05 م
                  ردود 2
                  14,991 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة سدرة
                  بواسطة سدرة
                  ابتدأ بواسطة كريم العيني, 17 ماي, 2024, 09:16 ص
                  ردود 0
                  35 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة كريم العيني
                  بواسطة كريم العيني
                  ابتدأ بواسطة آية اللطف, 15 أبر, 2009, 09:50 ص
                  ردود 0
                  1,481 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة آية اللطف
                  بواسطة آية اللطف
                  ابتدأ بواسطة عبد الله بن عمر, 6 يون, 2008, 09:36 ص
                  رد 1
                  3,089 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة أبو عائشه
                  بواسطة أبو عائشه

                  مواضيع من نفس المنتدى الحالي

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة kanrya, 16 ينا, 2011, 06:29 م
                  ردود 342
                  57,466 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة نصرة الإسلام
                  ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 10 فبر, 2015, 12:04 ص
                  ردود 173
                  17,879 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة العبادي محمد
                  ثابت: صحح أقوالك
                  بواسطة ام مريم
                  ابتدأ بواسطة ام مريم, 2 ماي, 2007, 03:57 م
                  ردود 167
                  44,002 مشاهدات
                  1 رد فعل
                  آخر مشاركة عاشق طيبة
                  بواسطة عاشق طيبة
                  ابتدأ بواسطة رسالة حق, 30 أكت, 2006, 06:04 م
                  ردود 126
                  23,418 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة نصرة الإسلام
                  ابتدأ بواسطة محب المصطفى, 22 ينا, 2014, 07:44 م
                  ردود 117
                  13,818 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة محب المصطفى
                  بواسطة محب المصطفى
                  يعمل...