جزاك الله خيراً
قريبا: فيلم "آغورا" Agora عن تدمير المسيحية للحضارة الرومانية و انتشارها بالسيف
تقليص
X
-
نَفَس هيباتيا الأخير..
باسمة القصاب
لم أملك دموعي وأنا أشاهد المقطع الأخير من فيلم «أجورا» (المعروض حالياً على شاشات السينما)، رغم تخفيف مخرج الفيلم للقتل المتوحش الذي أنهى حياة الفيلسوفة والفلكية وعالمة الرياضيات هيباتيا (370 - 415م). في هذا المقطع الأخير، يتم جر هيباتيا وضربها وركلها وتعريتها بالكامل، ونعتها بالكافرة والفاجرة والساحرة من قبل متطرفين دينيين مسيحيين هائجين، وفيما يستعد هؤلاء لإحضار حجارة الرجم، يدخل عبدها الذي أعتقته، يخنق نَفَسها بيده، لينجيها الشعور بما سيقع عليها بعد لحظات. أقول إن المخرج خفف بشاعة القتل؛ لأن الروايات التاريخية تقول إن هيباتيا تعرضت إلى الرجم والسحل والحرق وهي حيّة، لم تلفظ بعد أنفاسها الأخيرة. لم يكفِ هذا التخفيف ليمنع دمعة ساخنة أن تخرج، وأن تطلق سؤالاً ساخناً، أظنه يائساً هو الآخر، تماماً كما كانت نظرة هيباشيا في لحظتها الأخيرة: هل الإنسان متوحش بطبعه أم أن التوحش دخيل عليه؟ بمعنى هل ولعه بالقتل وسفك الدماء سابق لتعصباته الدينية والعرقية والسياسية والفكرية، أم أن هذه التعصبات هي ما يتوحش به؟! وهل الشعار الذي كان يرفعه المسيحيون يومها «باسم الرب سوف نطهر أرض الرب» هو حجتهم حينها للتوحش، أم هي ذريعتهم؟!
* * * * *
هنا، في هدوء العالِم، كانت هيباتيا تُفلسفُ العالَم، تحاول فهم العلاقة بين الشمس والكواكب الدائرة حولها، الوصول إلى قانون ينظم هذه العلاقة بما يستوعب جميع الكواكب في السماء. وهناك، في صخب الواقع، كان المتصارعون الدينيون يشعلون الإسكندرية حرقاً في علاقة اهتياجية ومضطرمة. كان أفق هيباتيا يحركه العالم الذي يحتضن أنفاس كل الناس، وكان أفق رجالات الإسكندرية يحركه العالم الذي لا يستوعب إلا النفس الواحد. لهذا كانت هيباتيا تكتم أنفاسها عن الدخول في انحيازات الأرض الصاخبة، وتطلقها نحو حياد السماء الهادئ والرزين.
أن تكون هادئاً في وسط صاخب، لا يعني أن تكون غير مكترثٍ بما يدور حولك، بل أنْ ترفض الانجراف خلف سلطة الصخب. هل قلت إن الصخب سلطة؟ تقود السلطة وعيك وإرادتك، أو تقودك من دون وعيك ومن دون إرادتك أحياناً أخرى. الصخب سلطة لأنه قادر أن يسلبك هدوء نفسك، أن يمنع صوت عقلك من الوصول إلى أذنيك، أن يقودك إلى أن تكون جزءاً منه، يفقدك عقلك واتزانك ووعيك، يجعلك غيرك. أحدٌ لا تعرفه: متوحش قاسٍ مهتاج. سريعاً ما ستدرك بعد أن ينتهي منك الهياج، أنك ما كنت لتكون ذاك الآخر، لولا أن الأمور سارت على النحو الهياجي الذي قادتك إليه. هكذا سينجرف والد هيباتيا الرياضي الفيثاغوري السكندري (ثيون)، غير ذات مرة، إلى ما سيندم عليه لاحقاً، مما لم يكن ليأتيه، لولا سلطة الصخب، ذلك الانجراف الذي تختلط فيه الأصوات، وتتداخل المشاعر، وتهتاج الانحيازات والتحاملات والعصبيات. حين يعلو صوت الصخب، ستجد نفسك رهينة مشاعرك البدائية المتمثلة في الغضب والهياج والحماسة، وستنجر حتماً لجماعتك التي تنتمي إليها بالفطرة (لا بالاختيار ولا بالعقل).
* * * * *
لم تعد ساحة «أجورا» ميداناً عاماً مفتوحاً على جدل المتخالفين، بل صارت ميداناً مفتوحاً على تناحر أصحاب العقائد من المسيحيين والوثنيين واليهود. لهذا كانت هيباتيا تجاهد أن تأمن بنفسها وتلاميذها عن الوقوع في هاوية التعصبات العقائدية، تلك التي لم ينجُ منها أحد. وفي درسها الذي يجمع المتناقضين والمتخالفين عقائدياً، لم تسمح بالاحتكام إلا إلى الاحترام الذي يجب أن يبقى أصلاً بين الأشقاء، كان درسها يرفض الصخب بقدر ما يحتفي بالاختلاف. الاختلاف يجعلك متساوياً مع الآخرين، لكن الصخب يعميك.
تسميهم الأشقاء؛ تلاميذها الذين يتحلقون في دائرة درسها[1]. تعلمهم أن الثابت بينهم هو تلك العلاقة الرياضية التي تتساوى بالجميع «إذا كان الأول يساوي الثاني، والثاني يساوي الثالث، فالنتيجة أن الأول يساوي الثالث». الجميع متساوٍ إذاً في دائرة درس هيباتيا، بمن فيهم هيباتيا نفسها. كانت هيباتيا تحلّق بطلابها خارج دائرة خلافاتهم العقائدية، تثير شهوتهم إلى الدوران (متساوين) حول الشمس بما يشبه الكواكب. في هذه القاعة فقط، سيبدو كل شيء مثالياً وهادئاً. ستصرّ هيباتيا على دافوس أن يعرض على تلاميذها مجسم طاليس الذي صنعه بيده من خلال فهمه لدروسها. لم يكن دافوس تلميذاً، بل عبدها الذي ينصت لدروسها عاشقاً ومتلهفاً.
خارج هذه القاعة، حيث ساحة «أجوراً» العامة، تأخذ الأمور منحى آخر. إنه المنحى النقيض تماماً. لا أحد يقبل أن يتساوى مع أحد. الجميع يريد أن يكون الأول الذي لا يساويه أحد. أنت تطلب المساواة مادمت ضعيفاً، لكنك ما إن تملك القوة، حتى تمسح الآخرين مسحاً لتساوي نفسك فقط.
* * * * *
ذنب هيباتيا أنها أتت في عصر بدأ فيه العقل الفلسفي يضمحل لصالح العقل الإيماني. ستصير الفلسفة كفراً وتهديداً للدين، وتصير هرطقة، بل مصدر للهرطقات كافة كما يقول طرابيشي في كتابه «مصائر الفلسفة في المسيحية والإسلام»، فـ «وراء كل هرطوقي فيلسوف».
في هذا العصر (منتصف القرن الرابع الميلادي)، كفّت المسيحية أن تكون ديانة مضطهدة لتغدو ديانة دولة[2]. ولكي نكون منصفين (كما حاول الفيلم أن يفعل)، فإن مثقفي العالم الوثني أيضاً لم يكونوا قد قابلوا المسيحية بغير الازدراء، بوصفها ديانة بربرية موجهة إلى أناس بلا ثقافة. وهو ما كانت هيباتيا تقاومه وترفضه وسط ثقافتها الوثنية، وهو ما جرّ عليها غضب بعض الكبراء لولا تدخل تلاميذها لحمايتها.
حين صارت المسيحية دين دولة، تحوّل أتباعها من أقلية مضطهدة إلى أكثرية سلطة. ولأن الاضطهاد حين يتحول إلى قوة، يمارس الآليات نفسها التي مورست ضده عندما كان ضعفاً، فقد راح المسيحيون يكررون آليات الاضطهاد نفسها على أهل الاعتقادات الدينية السابقة من وثنيين ويهود. يمارسون ما يسمونه تطهير الأرض من الوثنيين واليهود. من هنا جاء حرق مكتبة الإسكندرية وبما فيها من بحوث علمية ووثائق وخرائط. حُرقت كلها بدعوى انتمائها للتراث الوثني. صارت الفلسفة تعادل كلمة الكفر، كما أصبح نعت أحدهم بأنه يوناني يعادل وسمه بأنه وثني. وهكذا وصمت هيباتيا أنها وثنية كافرة عاهرة وساحرة.
وسط هذا العنف الديني، كانت هيباتيا تحاول أن تحافظ على هدوء دائرة درسها، لكن الصخب سرعان ما يجرف معه كل شيء. نجح الصخب أن يقتلع تلاميذها عن دائرتها، وأن يلقي بهم في هاوية أجورا. تتفرق بهم المصالح والاعتقادات والتطرفات. في الصخب أنت مائة ما لم تكن جزء منه. سيخنق الصخب نَفَس هيباتيا الأخير ليخنق معه عصر الحضارة الهيلينية ولتبدأ عصور الظلام. حتى لحظتها الأخيرة، ستحتفظ هيباتيا بهدوئها وإصرارها أن تكون ذاتها فقط. لن تذعن لاعتراف كاذب تجرّها نحوه سلطة الصخب. ولن تقدِّم اعتراف خائف ينجيها من الموت: «أنا فيلسوفة، أؤمن بالفلسفة» ستقول معرّفة بإيمانها. ستسلّم هيباتيا نَفَسها إلى قتل تحمل شرفه ويحمل التاريخ عاره. وسترمق حياد السماء، قبل أن يغيب نفسها الأخير، بنظرة أخيرة، تسألها عن قُبحٍ يؤتى على الأرض باسمها.
[1] انظر علي أحمد الديري: دائرة هيباتيا. الوقت 27 يناير/ كانون الثاني.
[2] جورج طرابيشي: مصائر الفلسفة في المسيحية والإسلام.
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=12587
تعليق
-
استقامة «أجورا»
علي أحمد الديري
يجري التحريض ضدّ هيباتيا في أجورا: الساحة العامة، في الدائرة المشتركة لسكان مدينة الإسكندرية، لقد تم تسميم بئر هذه الدائرة وصارت خاصة بجماعة، ولم تعد صالحة ليرتوي منها الناس ثقافة جامعة مشتركة، من هنا خطورة تسميم هذه الدائرة المشتركة، وهي دائرة تجد فيها السلطة المستبدة دوماً مكانها المفضل لتسميم الأفكار والشخصيات التي لا ترغب فيها، السلطة تريد أن تكسب قوة الناس (الشعب) بسلب قوة العقل، ليغدو من في هذه الساحة أداة سهلة الاستعمال والتحريك والإخضاع والركوع.
تحرك السلطة يد أجورا، لترمي من تشاء بحجارتها. لقد جرى رمي هيباتيا وسحقها وسحلها بالعبث في شكل هذه الساحة الدائرية بتحويلها من الانحناءة إلى الاستقامة، حتى صارت مصدر خوف (Agoraphobia أجورا فوبيا)[1] الخوف من جماهير الساحات العامة، والضحية دوماً هم الأقلية أو المثقف الذي يفكر خارج السلطة ولا تسعفه أدواته في تهييج الجمهور، هكذا ذهب الحلاج والسهروردي وكتب ابن رشد وابن عربي ضحية تهييج هذه الساحة من قبل السلطة السياسية في حلفها المقدس مع السلطة الدينية. في لحظات معاناة أبيها «ثيون» الرياضي الفيثاغورثي من آثار الضرب الذي تلقاه من عبده «ميدروس» الذي كشف عن إيمانه المسيحي في لحظة اهتياج أجورا، وهي لحظة قد ساهم في تأجيجها هذا العالم الرياضي الفذ، حين لم يسمع اعتراض هيباتيا، ودعا إلى ضرب المسيحيين الذين تمادوا في السخرية من آلهة الوثنيين، في هذه اللحظات أدرك خطأه فقال لابنته في اعتذار نادم، أردت لك أن تكوني حرة دوماً. فقالت له: أنا حرة.
هو كان يشير إلى حريتها العقلية التي أتاحها لها بتعليمها الرياضيات والفلسفة، وحريتها في المشي في «أجورا» والحديث فيها مع الناس وإثارة أسئلتها فيهم، وبعد هذا الاهتياج الذي تسبب هو أيضاً فيه، أصبح متعذراً عليها الخروج إلى الساحة العامة وصار عليها البقاء خلف أسوار المعبد والمكتبة، لم تعد تملك حرية الكلام، وحين نفقد هذه الحرية نقترب من الموت.
وجواب هيباتيا يشير إلى أنها حرة من ضغط الساحة العامة والخوف من جماهيرها (أجورا فوبيا)، كان خوفها فقط على مخطوطات مكتبة الإسكندرية، فهي تجد حريتها العقلية والدينية مدينة لهذه المخطوطات التي ابتكرها العقل الإنساني واعتبرتها المسيحية هرطقة ووثنية ومرضاً وسماً، فقد أطلق القديس غريغوريس (330 - 390م) هجاءه على مدينة أثينا (إنّ أثينا لمشؤومة) ومن قبله كان القديس هيبوليتس (ت236م) الذي كان يطيب له أن يلقب نفسه بأسقف روما قد قال: وراء كل هرطوقي فيلسوف. وأصدر الإمبراطور قسطنطين في العام 323م مرسومه بحرق كتب الفيلسوف فرفوريوس. ولاحقاً الإمبراطور يوستنيانس (527 - 565م) أمر بإغلاق جامعة الفلسفة في أثينا في 529م، ومنع الفلاسفة الذين سمَاهم (المرضى بالجنون الإغريقي) من التدريس.[2]
في 415م تمّ رجم هيباتيا أو سحلها أو حرقها أو كشط جلدها على اختلاف الروايات في تصوير بشاعة اغتيالها، لم يكن هذا الفعل وليد لحظة وشاية أو خيانة، بل هو محصلة (عذابات الفلسفة في المسيحية الأولى) كما يسميها جورج طرابشي، وهي تسمية دالة تجمع بين الحقيقة التاريخية التي واجهتها الفلسفة وبين المحنة النفسية التي عاشها الفلاسفة.
حين قالت هيباتيا: أنا فيلسوفة وأؤمن بالفلسفة، كانت تثبّت على نفسها تهمة الهرطقة والشؤوم. الساحات العامة التي كان يشغلها سقراط بمهاراته الحوارية، رافضاً أن يعتزل في الأوراق أو في الجبال، مفضلاً أن يمشي في الأسواق ليعلم الناس الفلسفة بحواراته المولدة للمعرفة عن الحق والعدل والفضيلة والحقيقة والجمال والإنسان، صارت هذه الساحات طرقاً إلى كنائس لا تتسع لغير المؤمنين. في لحظة ما لم تعد الساحات العامة تتسع لدائرة سقراط الفلسفية ولم تعد تسع مشيه في الأسواق وهو يقول «ليس بإمكان الأشجار التي في الجبل أن تعلمني شيئاً».
وحين حكم عليه بالموت رفض أن يهرب بعد أن مهّد له تلاميذه طريقاً للهرب، وفضل مواجهة الموت، لأنه مشروع بقاء أبدي، فتجرّع سم الشوكران الذي حكم عليه به. ويبدو أن هيباتا قد أتقنت درس سقراط وجعلت من موتها درساً فلسفياً، درساً يقول إن الساحة العامة متى تم العبث بها بإشعالها بمهيّجي الجماهير فقدت قدرتها على أن تكون ساحة مشتركة للحوار والجدل والبحث عن الحقيقة. والفيلسوف أو المثقف متى خضع لسلطة الحلف المقدس بين السياسي ورجل الدين، فقد صدقيته وانسجامه الداخلي وقدرته على أن يتكلم بما يراه. في هذه اللحظة يبرز الموت مقابلاً للكلام، وهذا ما يشي به كتاب مصطفى صفوان «الكلام أو الموت»[3].
في مشهد الركوع، كما يحلو لي أن أسميه، في فيلم «أجورا»، وقف الأسقف «سيرل» يتلو من الكتاب نصوصاً تحقّر المرأة وتحتكر الحقيقة فيما ينص عليه الكتاب المقدس فقط، وتفرض على الجميع الامتثال لهذه النصوص. بعد موعظته رفع الكتاب المقدس إلى الأعلى وأمر جميع رجال الدولة بالركوع لهذه النصوص تعبيراً عن الامتثال لها وتعبيراً عن صدق إيمانهم بالمسيح، ركع الجميع على مضض ورفض المحافظ تلميذ هيباتيا وعاشقها «أوريسيوس» الركوع وسط ضغط توتر جمهور «أمونيوس» الذي كان يهتف له بأن يركع. لم يركع وكان يصرخ أنه مسيحي، لكنه لن يركع لتلاعبات «سيرل» بالنصوص المقدسة للنيل من هيباتيا، فقال له صديقه وزميله السابق في دائرة درس هيباتيا الأسقف «سينيوس»: لكنه (سيرل) كان يقرأ من الكتاب المقدس ولم يكن يفسره، فاضطر أن يركع لاحقاً، ليحافظ على منصبه السياسي. في الحقيقة لم يكن «سيرل» يقرأ النصوص المقدسة بقدر ما كان يضع قانوناً للكلام في أجورا «إن قانون الكلام هو المؤسس للكلام»[4].
الركوع خضوع لسلطة من يُمثل الله في الأرض أو من يدّعي ذلك، يريد «سيرل» ممثل التحالف المقدس أن تركع أجورا كلها لقانون كلامه، ليس بقوة الحجة بل بحجة القوة. أي الركوع لقوة السلطة الدينية المسنودة بقوة سلطة السياسة، وليس لقوة حجة العقل والخطاب. حجة العقل تصنع دائرة وحجة السلطة تصنع خطاً مستقيماً. صنعت هيباتيا دائرة بطلابها وأرادت لأجورا الإسكندرية أن تكون دائرة تتسع لخطابات الجميع، والمسيحية في تحالفها المقدس مع روما صنعت خطاً مستقيماً وفرضت على الجميع أن يتطابق معه ويركع له، والنقطة التي تخرج عن الخط، سيكون مصيرها المحو، وإلى هذا المصير آل جسد هيباتيا، لكن بقيت هالة دائرتها ترفرف في التاريخ، في حين أن الذين تماثلوا مع الخط فقدوا حتى ظلهم.
[1] http://en.wikipedia.org/wiki/Agoraphobia
[2] انظر: الفصل الثاني من: كتاب مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام، جورج طرابيشي.
العقل المستقيل في الإسلام؟، جورج طرابيشي، ص.134
[3]، [4] الكلام أو الموت: اللغة بما هي نظام اجتماعي: دراسة تحليلية نفسية، مصطفى صفوان، ترجمة د.مصطفى حجازي.
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=12596
تعليق
-
الفيلم الأسباني (أغورا) لإليخاندور أمينابار .. ملحمة بصرية تعلي من شان المعرفة
عمان - ناجح حسن - يمتلك الفيلم الروائي الطويل المعنون (أغورا) للمخرج الأسباني التشيلي المولد اليخاندرو امينابار حرفيته وفرادته من مجموع تلك العناصر الملحمية التي وفرتها الحقبة التاريخية التي تسري فيها أحداثه حين كانت شاهدة على تحولات جذرية في المجتمع الإنساني في مدينة الإسكندرية إبان القرن الخامس الميلادي .
أثار موضوع الفيلم الذي بدأت إحدى صالات السينما المحلية بعرضه حديثا، خلافا لما اعتادت عليه من أفلام الخفة والإثارة والتشويق.. الكثير من أصداء الإعجاب، والتي لا تخلو أحيانا من وجهات نظر مغايرة مثيرة للجدل كالتي لاقتها عروضه في العديد من أرجاء العالم حين استقبله النقاد وعشاق السينما بحفاوة بالغة إبان تواجده الدائم في مهرجانات السينما العالمية .
راعى أمينابار في الكثير من تفاصيل الفيلم أجواء الحقبة التاريخية على الساحل الشمالي لمصر وتحديدا مدينة الإسكندرية في نهاية عصر وبداية آخر، في تركيز شديد على عنصري المعرفة (العلم) والدين دون أن يغفل مباديء سامية تدعو الى التسامح ولكنه أيضا يوغل في تصويره محطات ومواقف عصيبة تتأسس على التطرف الديني وما يقود إليه من دمار وعنف ونزعات الثأر والانتقام.
اختار صناع الفيلم تقديم حالة من الإبهار التاريخي يذكر المتلقي بتلك الأفلام الكبيرة التي حققتها هوليوود في فترتها الذهبية عن الإمبراطوريات الرومانية والإغريقية والفرعونية والصينية واليابانية واللاتينية في أميركا الجنوبية، التي كانت تقدمها تلك في ميزانيات ضخمة من التمويل والإنتاج التي توفرها كبرى الشركات الهوليودية والتي غدت اليوم من ابرز كلاسيكيات السينما العالمية.
بيد أن فيلم (أغورا) الآتي من إنتاج لمؤسسات مستقلة مكلف الميزانية تبدو ضخمة لواحد من الأفلام الأورو بية (50 مليون يورو) أنفقت على إحياء لمدينة الإسكندرية في حقبة تاريخية وما عاصرته من أحداث جسام يختلط فيها التطور المعماري الفتان والمجبول بديكورات مبهرة تعود الى أواخر أيام الإمبراطورية الرومانية.
ويبرز الفيلم منارة ومكتبة الإسكندرية وما تحتويه من وثائق وخرائط ورسومات ومواد القياس العلمي ومخطوطات الكتب بالإضافة الى المجاميع وهم في ملابسهم داخل أسواقهم أو في المدرجات المزدانة بالمنحوتات أو في مشاهد الالتحام الدامي الذي دارت بين الوثنيين واليهود من جهة والمسيحيين من جهة أخرى الآخذين في الانتشار والإمساك بالسلطة في أكثر من مكان بين آسيا وشمال إفريقيا وجنوب أوروبا.
هذا الخليط من الأحداث يتمحور حول حياة فتاة تؤدي الدور الممثلة البريطانية ريتشل فايس والى جوارها الممثل اشرف برهوم من فلسطين المحتلة العام 1948 ظهر في أفلام عالمية (جسد من الأكاذيب) عقب مشاركته بالفيلم الفلسطيني (الجنة الآن) لهاني أبو اسعد .. وهي تعمل في حقل العلم والفلسفة والمعرفة وتقدم فرضياتها العلمية وأفكارها بجرأة وتحدي في فترة بالغة الحساسية حيث اصطدمت نظرياتها حول علم الفلك مع أولئك المتمترسين بأوهام ومغلوطات رجالات يتذرعون بالحفاظ على القيم الدينية في سبيل الإمساك بالسلطة ولو قاد ذلك إلى نزاعات دموية بين الطوائف ومكونات المجتمع .
لا شك إن الفيلم الذي يذهب الى التاريخ يحتشد بالكثير من الطروحات والإشارات البليغة التي يعيشها العالم المعاصر حاليا من تعصب وانغلاق وعدم تسامح وتنازع بين الثقافات وكأنه يشير الى ما كشفت عنه الأحداث الجسيمة التي عاصرها العالم في العقدين الأخيرين .
مناظر عنيفة يفيض فيها الفيلم وهي تصور المطاردات والملاحقات التي يقوم بها متعصبون وهم يحرقون ويقتلون كل من يختلفون معه بالرأي ولا يتوانون أيضا عن حرق كتب ووثائق نفيسة عن الحضارات الأخرى المحفوظة في مكتبة الإسكندرية راعى المخرج في تصويرها أدق التفاصيل التي تعري الانحدار الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي وصلت إليه القوى الحاكمة.
يصل المخرج امينابار (37 عاما) بهذا العمل مرتبة لائقة بين صناع السينما العالمية المكرسين وهو الذي قدم سابقا مجموعة من الأفلام الثرية المضامين والأفكار والجماليات (الآخرون) الذي جرى اقتباسه لاحقا الى السينما الاميركية .
استمد فيلم (أغورا) الذي عرض في احتفاء بليغ العام الماضي في مهرجان (كان) السينمائي الدولي عنوانه من الساحة التي يجتمع بها القوم لتدارك الخطر أو التعاطي والبحث في أمر جلل يهم المجتمع كما ويشكل إضافة مهمة للسينما الأسبانية خاصة والأوروبية عموما نظرا لبراعة المخرج في استلهامه التاريخ وأحكامه الدقيق على تفاصيل تلك الفترة بحرفية إبداعية تنهض على إدارته المتمكنة في إثراء العمل بالمزايا والجماليات والمفاهيم الدرامية النضرة تجاه الجدل الدائر حاليا في الثقافات العالمية المعاصرة.
كل ذلك يقدمه امينابار بمتعة وبهجة وجاذبية الصورة رغم قتامة الأحداث وسوداويتها، بغية تعرية وإدانة سلوكيات شخوص بذريعة الالتزام الديني المغلوط في انحياز الى العلم والمعرفة الذي يستقيم والوجدان الإنساني، وفي اعتماد أسس الحوار والسلوك الحضاري بين الأمم والثقافات الإنسانية.
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=316199تعليق
-
«أجورا».. فيلم يستعرض سنوات مجد الإسكندرية
أصدر مدير الرقابة الجديد "سيد خطاب" قرارا بمنع عرض فيلم "أجورا"، وغلف قراره بشرط أراه صعب التنفيذ، وهو الاكتفاء بعرض الفيلم في المهرجانات فقط، رغم أن الفيلم قوبل بتعنت واضح، عند عرضه في اسبوع الافلام الأوروبية الذي أقامته ماريان خوري الشهر الماضي، وطبعا المهرجانات الدولية التي تقام علي ارض مصر، مثل مهرجان الاسكندرية ومهرجان القاهرة السينمائي، سوف تشتري دماغها، ولن تقبل عرض الفيلم خوفاً من رفض الرقابة! باختصار فيلم أجورا للمخرج "أليخاندرو أمينابار" ممنوع من العرض في مصر، بسبب التعنت الشديد، وسوء الفهم لمحتوي الفيلم، واعتراض أحد رجال الكنيسة !وهو الامر الذي سوف يفتح أبواباً لن تنغلق من تدخل رجال الدين "الاسلامي والمسيحي" ضد الفنون والآداب عموماً!وسوف يعيدنا إن لم يكن قد فعل، الي عصور محاكم التفتيش، وإدانة كل صاحب فكر مختلف وكل صاحب اجتهاد، والغريب أن فيلم "أجورا" يناقش هذا الأمر بالتحديد، حيث يجتمع رجال الدين في القرن الرابع الميلادي، لإدانة عالمة الفلك والرياضيات "هيباتيا" بالهرطقة والكفر، ويقررون رجمها حتي الموت!
وكنت أري أن عرض الفيلم، الذي يتمتع بمستوي فني شديد التميز، سوف يسمح بمناقشة أفكاره، التي لاتسيء بأي شكل من الاشكال للدين المسيحي، ولالغيره من الأديان" أحداث الفيلم تدور قبل ظهور الإسلام" !
فيلم أجورا سبق عرضه للمرة الاولي، في مهرجان كان السينمائي في شهر مايو الماضي، وتزيد مدة عرضه علي الساعتين، وهو من تأليف وإخراج الأسباني " إليخاندرو مينا بار"، الذي كتب سيناريو "فانيلا سكاي"لتوم كروز، و"الآخرون" لنيكول كيدمان
سقوط الإمبراطورية
مع تترات البداية واستعراض أسماء العاملين بفيلم "أجورا " تقرأ هذه الكلمات، في عام 391 بعد ميلاد السيد المسيح، كانت الإمبراطورية الرومانية، في طريقها للانحلال والسقوط، نتيجة انتشار الفساد والتقاتل علي السلطة والنفوذ، في هذا الوقت كانت مدينة الاسكندرية، منارة العالم، حيث كانت توجد بها الفنارة وهي واحدة من عجائب الدنيا السبع"القديمة"، كما كانت بها أعظم مكتبة عرفها التاريخ، وهي مكتبة الاسكندرية التي حوت بين رفوفها آلاف الوثائق والمؤلفات التي تضم أعظم إنجازات العقل البشري في كل المجالات، وكانت هناك ثلاث قوي تتصارع فيما بينها، اليهود الذين يسيطرون علي المجالات الاقتصادية ويتمتعون بالنفوذ والسيطرة، ونسبة غير قليلة ممن يؤمنون بتعدد الآلهة ويعبدون الأوثان، أما الفقراء والمطحونون فقد وجدوا في الديانة المسيحية، ملاذا لهم من الظلم والاستبداد، في هذه الاجواء القابلة للاشتعال كانت تعيش "هيباتيا " أول امرأة "فيلسوفة" وهبت حياتها لدراسه وتدريس علم الفلك، والرياضيات !
عشق الفلسفة
وتبدأ احداث الفيلم بدرس تلقيه "هيباتيا" أو النجمة" راتشيل ويزس"علي تلاميذها ومريديها، من عشاق الفلسفة ودارسيها، وكان شغلها الشاغل، دراسة حركة الكرة الارضية، وعلاقتها بحركة الشمس، وكانت أول من أدرك أن للارض جاذبية، تجعل حركة الاجسام عليها مستقرة، ونلحظ خلال هذا الدرس تعلق "ديفيز" بها وحبه لها في صمت و"ديفيز" أو الممثل الشاب" ماكس مانجيللا" هو عبد مملوك لهيباتيا، اعتنق المسيحية، من أجل الخلاص من عبوديته، وينافسه في حب هيباتيا، "أوريتس "وهو من السادة الذين لم يعتنقوا المسيحية ولا اليهودية، أما "أمونيوس "فهو مسيحي متعصب، يلتف حوله الفقراء والمطحونون، ممن اعتنقوا المسيحية، وتبدأ حالات تراشق وصدام بين اليهود، لتصفية المسيحيين، الذين يدافعون عن أنفسهم باستماتة، ويتحولون بعد ذلك من الدفاع الي الهجوم، ويفرضون سيطرتهم علي بقية فئات المجتمع! بعد عدة مجازر يذهب ضحيتها الآلاف من الجانبين، ولأن الحماس الشديد يقود للتعصب، الذي يلغي العقل ويفتح أبواب الجحيم، فإن "أمونيوس" يبدأ مرحلة جديدة في فرض الدين بالقوة، مخالفاً بذلك تعاليم السيد المسيح التي تدعو للتسامح وحب الآخر، ويصبح من لم يعتنق المسيحية عدواً مبيناً لابد من القضاء عليه، أوإذلاله، حتي يرضخ، وإمعاناً في التعصب، تبدأ حجافل المتشددين، في مهاجمة مكتبة الإسكندرية لحرق المؤلفات التي تدعو الي إعمال العقل، أو التي تحمل افكارا وتجارب انسانية مختلفة، وتحاول "هيباتيا" بمساعدة تلاميذها وعبدها العاشق "ديفيز" ان تهرب بعض الكتب والوثائق، فقد كان والدها مسئولا عن حماية المكتبة التي تربت بها وعاشت بين جدرانها تلتهم، محتويات الكتب، التي تساعدها في دراستها، وبعد أن يتم السيطرة بالكامل علي المدينة، ومن بها، تبدأ محاكم التفتيش للتخلص من أصحاب الفكر المخالف، وكانت" هيباتيا " أول هدف لغضب هؤلاء الذين وجدوا فيها ضالتهم، واعتبروها عميلا للشيطان ومن مروجي الكفر، لأنها تناقش قضايا كونية، وتحاول أن تبحث في اصل الاشياء وتجد علاقة بين حركة الارض وحركة الشمس! تلك الافكار اعتبرها المتشددون من علامات الكفر، وكان أن اجتمعوا علي إدانتها واصدروا عليها حكما بالرجم حتي الموت، وتم القبض علي هيباتيا التي حاولت الدفاع عن نفسها، ولكنها وجدت الآذان قد اصابها الصمم والعقول قد أغلقت، وفي مشهد غاية في العنف والاهانة، يتم تجريد هيباتيا من ملابسها، ولايجد ديفيز عبدها العشاق مخرجا ولاطريقا لإنقاذها من هذا المصير، لانه أدرك ان هذا الجمع يمكن أن يفتك به لو حاول حماية سيدته التي كانت قد أعتقته، ومنحته الحرية، غير أن يلجأ للحيلة، ويطلب من جموع الغاضبين أن تذهب لجلب الحجارة، لرجمها، ثم يقوم باحتضان "هيباتيا"، ونظراته معلقة بها، وتتلاقي الاعين، وتفهم القرار الذي توصل إليه ديفيز، فتشجعه علي تنفيذه، وتستسلم لكفيه، وهما يلتفان حول عنقها، فلايتركانها إلاجثة هامدة، فلاتشعر بقسوة الأحجار التي بدأ مئات الغاضبون، غائبو العقل والضمير، علي رميها بها، ويمضي ديفيز بعيدا، وقلبه يتمزق ألماً وحزنا، علي مصير المرأة التي عشقها أكثر من أي شيء في الحياة، واختفي عن الأنظار ليلوذ بدينه بعيدا عن هذه الهجمات البربرية التي لاعلاقة لها بالدين، وكانه يقول للقتلة كيف تقتلون امرأة لم ترتكب إثما، بينما السيد المسيح قد دافع عن امرأة تحترف البغاء، وقال قولته الخالدة من كان منكم بلاخطيئة فليرمها بحجر!
تمجيد الوثنية
من الأسباب التي ساقها مدير الرقابة، ليبرر منعه لفيلم "أجورا" أنه يمجد الوثنية وقد يتسبب في إيذاء مشاعر الإخوة المسيحيين!!وهو تبرير ضعيف ومرتعد وبعيد عن المنطق،
فهل إذا قدمنا فيلما عن بداية انتشار الإسلام حيث كان أهل قريش يؤمنون بتعدد الآلهة، ويعبدونها، نكون بذلك نمجد الوثنية؟ وهل تقديم فيلم عن حروب الردة، التي قادها ابو بكر الصديق ضد الخارجين عن الاسلام، أو وقائع معركة كربلاء التي سقط فيها الحسين شهيدا يمكن اعتبارها مسيئة لمشاعر المسلمين؟ هل نحن نحاكم التاريخ؟ أم نحاكم الافلام السينمائية التي تتعرض لأحداث التاريخ؟ إن الاستسلام لتدخل رجال الدين في الفنون والآداب سوف يؤدي الي نتائج وخيمة، تسحب المجتمع لعصور ظلامية مخيفة "واحنا مش ناقصين"! ثم ان حكاية المنع أصبحت مسألة تثير الضحك، لأن الفيلم متاح مع الترجمة لكل لغات الدنيا، علي المواقع الالكترونية، ثم ان آلاف المسيحيين الذين شاهدوا الفيلم سواء في عروضه السينمائية، أو بتحميله من المواقع الالكترونية، لم يجدوا فيه أي نوع من الإساءة، فلماذا نتبرع نحن بمنعه من العرض!
"أجورا" تعني الساحة، أو المكان الذي يتجمع فيه الناس للبيع والشراء، وتبادل الآراء والمناقشات في شتي جوانب الحياة، إنه شيء أقرب "لسوق عكاظ"! وقد تم تصوير الفيلم في جزيرة مالطة، التي شهدت تصوير بعض مشاهد من افلام تاريخية مثل "المصارع" للمخرج ريدلي سكوت، وطروادة، وبعض المسلسلات التاريخية التي تدور حول روما القديمة التي انتجتها شبكة الـBBC ، وقام مصمم الديكور، ببناء نموذج لمدينة الاسكندرية القديمة، ومكتبة الاسكندرية والفنارة، كما تم تصميم عشرات النماذج من التماثيل الفرعونية والرومانية، مع الوقوع في بعض الاخطاء، مثل وضع تمثال لأبي الهول، مع قلعة الكباش!
أما الملابس فقد جاءت متوافقة ومتقنة وتعبر عن الزمن الذي تدور فيه أحداث فيلم أجورا وهو بداية القرن الرابع الميلادي!
الفيلم حصل علي اثني عشر ترشيحا لجائزة "جويا"، وهي جائزة للسينما الاسبانية تشبه الاوسكار الامريكي، والسيزار الفرنسي!
بقلم : ماجدة خيرالله
http://www.alkaheranews.com/details.php?pId=3&aId=430
تعليق
-
فضيحة فيلم "أجورا" !!
جمال سلطان | 23-02-2010 23:24
قررت الرقابة على المصنفات الفنية منع عرض الفيلم الإسباني التاريخي "أجورا" في مصر بناءا على اعتراض المجمع المقدس في الكنيسة الأرثوذكسية ، وقال رئيس الرقابة سيد خطاب في توضيحه لأسباب منع عرض الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا ، أنه قد يفهم منه الإساءة إلى إخواننا المسيحيين ، هكذا ببساطة وأدب كبير وبدون الجعجعة المعتادة ، انتظرت أن أسمع صوتا واحدا من "الحنجوريين" المدافعين عن حرية الإبداع وحرية الفن ، والأقلام الذين طالما أعطونا الدروس العظيمة عن خطورة وصاية الدين على الفن والذين شنعوا على أي مسلم اعترض ـ مجرد اعتراض ـ على فيلم إباحي أو مشين أو مهين للرموز الإسلامية ، ووصفهم له بأنه ظلامي وأنه يعيش في تراث قمع القرون الوسطى ، انتظرت أحدا من النقاد الأشاوس يخرج صوته منددا بهذا العدوان الفج على فيلم عالمي يناقش مرحلة تاريخية في القرن الرابع الميلادي ، فلم أجد أحدا ، الجميع ابتلعوا ألسنتهم ، وأحنوا رؤوسهم لعواصف التطرف ، خوفا وطمعا ، صحف الملياردير ساويرس الثلاثة جعلوا أذنا من طين وأذنا من عجين ، وهي الصحف الأكثر شنشنة بالحديث عن الحداثة والحرية والانفتاح والتعددية والإبداع والتنوير ، والهجوم الساخر البذيء على الإسلام ورموزه وحرماته ، كلهم خرسوا، لأن صاحب النعمة والعطايا ودفتر الشيكات لن يقبل انتقادهم للكنيسة ولا أي موقف لهم دفاعا عن فيلم يكشف أن واقعة حرق مكتبة الاسكندرية الشهيرة قام بها متشددون مسيحيون في القرن الرابع الميلادي ، ويكشف عن وقائع المذابح التي قام بها متشددون مسيحيون ضد المختلفين معهم في الرأي والدين ، وكيف أن الكنيسة قامت برجم الفيلسوفة "هيباتيا" التي كانت تتحدث عن "الجاذبية الأرضية" واعتبروا كلامها هرطقة تستحق عليها القتل رجما بالحجارة ، وحاولت تهريب جانب من مكتبة الاسكندرية لإنقاذها من التدمير والحرق ففشلت ، هذا فيلم تاريخي ، لا يتعلق بعقائد ولا كتب مقدسة ، وإنما رؤية تاريخية ، كتبها مسيحي وأنتجها مسيحي وأخرجها مسيحي ، وكلهم أوربيون أسبان ، وهو فيلم بالمقاييس الفنية التي تحدث عنها النقاد واحد من أعظم الأفلام في تاريخ السينما الإسبانية ، فلماذا منعوا من عرضه في مصر ، هل أصبح رجال الإكليروس هم الذين سيحددون للمصريين ما هو التاريخ ، وهل تاريخ العالم المعتمد هو الذي تعتمده الكنيسة المرقصية وما رفضته فهو مرفوض ولا يجوز الكتابة عنه أو تمثيله ، هل تحول التاريخ وعلومه إلى دروس كنسية يحتكر "الكهنة" معرفة أسرارها وخفاياها ولا يجوز "للعوام" الخوض فيها ، لقد طرح "الأفاكون" طويلا في الصحف المصرية والفضائيات وفي الخارج الاتهامات الفاجرة إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فاتح مصر ، بأنه هو وجنوده الذين أحرقوا مكتبة الاسكندرية ، وهي أكذوبة فندها الباحثون بعلمية صارمة ، فهل عندما يأتي فيلم أجنبي يطرح رؤية تاريخية فنية تقول بأن الذي أحرق المكتبة هم متشددون مسيحيون في القرن الرابع الميلادي يتم إخراسهم وإسكاتهم ومنع أصواتهم من الوصول إلى المثقف المصري ، لأن قولهم هذا يسيئ إلى "إخواننا الأقباط" ، وأين المنظمات الحقوقية التي انتثرت بالعشرات بل المئات في أزقة القاهرة وحواريها ، ولا تترك موقفا لعالم مسلم أو داعية أو معمم ينتقد فيه فيلما سينمائيا أو يبدي تحفظه على شيء في السينما أو الفن عموما إلا وأهانوه وأمطروا الصحف والانترنت بالبيانات العنترية عن حماية المبدعين وحماية الدولة المدنية ومنع وصاية رجال الدين على الفن ، أين اختفت هذه "الدكاكين" ، وبوجه آخر ، ما هو المبلغ المطلوب دفعه لكي يصدروا بيانا يدين اعتداء الرقابة المصرية على الفن وفرضها وصاية على العقل والوعي المصري .
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25106تعليق
-
واسمح لي أخي أحمد نجم ان أضيف كلمة اقتبستها من المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
كتبها :ممدوح أحمد فؤاد حسين
وبقيت ملاحظات :
1) المفروض في رجال الدين أن يتصفوا بالعدل, فهل من العدل أن يطالبوا بمنع عرض فيلم (المسيح في عيون المسلمين) , ثم يباركوا ويوافقوا علي سيناريو فيلم (المسيح والأخر ). إذا افتقد رجال الدين العدل فسيصبح الكلام عن القداسة أمر مثير للعجب والسخرية !!.
2) بالتسليم بصحة وجهة نظر الأنبا مرقس يصبح من حق المسلمين المطالبة بعدم السماح بعرض فيلم (المسيح والآخر) داخل مصر خاصة وأن المسلمين يعرفون جيدا وجهة النظر الارثوذكسية في المسيح من خلال الكتب (السن بالسن والرمح بالرمح والبادي بالمنع أظلم ).
3) وبالتسليم بصحة وجهة نظر الأب رفيق جريش يصبح من حق المسلمين المطالبة بمنع عرض فيلم (المسيح والأخر) لأن عرضه يعتبر ازدراء للإسلام لأن العقيدة التي سيعرضها مخالفة تماما لعقيدة المسلمين بل ومخالفة لعقيدة غير الأرثوذكس كما جاء في كثير من المواقع الإلكترونية .
4) ما دام القس أكرم لمعي يقر بأن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين فليس من حقه الاعتراض علي عرض فيلم (المسيح في عيون المسلمين) إلا إذا كان هذا الفليم لا يحترم ولايقدر السيد المسيح عليه السلام . وهنا سيكون المسلمين أول من يعترض علي الفيلم.
5) وبالفعل لم يتم عرض فيلم (المسيح في عيون المسلمين) في مصر ولاذ بالصمت الكتاب والمثقفين ودعاة الليبرالية وحرية الرأي والتعبير والابداع والذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها دفاعا عن البهائيين تحت ستار حرية العقيدة!! .
فهل حرية العقيدة تنفصل عن حرية الرأي والتعبير والدعوة ؟ أم هو الكيل بمكياليين!!.
6) من الطبيعي أن نتفهم إجماع الكنائس المصرية وتوقيعها علي بيان بمنع عرض فيلم شفرة دافنشي – المصري اليوم 31/5/2006 - لأنه يخالف جميع العقائد المسيحية علاوة علي مخالفته لعقيدة الإسلام أيضا, ولكن الاعتراض علي فيلم (المسيح في عيون المسلمين) والفيلم الإسبانى التاريخي (أجورا) .
يثير الشكوك حول إيمان الكنائس المصرية وعلي رأسها الكنيسة الأرثوذكسية بحرية العقيدة والفكر وكافة الحريات الدينية وبمبدأ القبول بالأخر , بل يؤكد إنها تحاول فرض عقيدتها علي الأخر, وليس أدل علي ذلك من الرسالة التي أرسلها د. كرم باسيليوس متي - نجع حمادي- للأستاذ أنيس منصور والذي نشرها بالأهرام 31/12/2009 ونصها (تعبير المسيح( عليه السلام) تكرر كثيرا في الكتابات وأريد أن أوضح أن المسيح ليس( عليه) السلام ولكن المسيح( منه) السلام. لقد جاء في إنجيل يوحنا الاصحاح الرابع عشر عدد27 كلام السيد المسيح لتلاميذه يوم خميس العهد: سلاما اترك لكم.. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب..) .
وقد أجابه الأستاذ أنيس منصور إجابة مهذبة بها الكثير من الدبلوماسية حيث كتب (الإسلام يري أن عيسي عليه السلام لأنه نبي مثل كل الأنبياء فعليه السلام من الله.. والمسيحية تري أن المسيح هو السلام ومنه السلام.. فأنت علي حق.. والمسلمون أيضا! ) وبالطبع فالدكتور كرم باسيليوس يعرف تماما عقيدة المسلمين ولكنه يحاول فرض عقيدته عليهم !!!
وبقي لي سؤال للدكتور كرم باسيليوس هل المطلوب مني ككاتب مسلم ومن أي كاتب مسلم أن يتبني العقيدة المسيحية ويتخلي عن عقيدته ويكتب المسيح منه السلام أم ماذا تريد ؟ إن كنت تؤمن بحرية العقيدة ما حاولت فرض عقيدتك علي المسلمين!!!!
وختاما : إن المجتمعات المتحضرة لا تمنع عرض أي من الفيلمين لأن الإنسان الواثق من صحة دينة وقوة عقيدته لا يخشي من عرض فيلم سينمائي . أما المجتمعات المريضة فهي التي تمنع عرض الفيلمين تبعا للمثل القائل ( الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح ) أو علي سبيل (المساواة في الظلم عدل).
أما المجتمعات الظالمة فهي التي تسمح بعرض فيلم وتمنع عرض الفيلم الأخر .صورة خاتم المرسلين سيدنا محمد :sallah: ستبقى مشرقة مهما حاول المشككون تشويهها.
وكذلك سيبقى نور القرآن الكريم مضيئاً براقا مهما حاول الملحدون الإساءة إليه.
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ( التوبة )تعليق
-
-
"Agora".. التعصب الديني الأعمى «يرجم» هيباتيا «الوجودية».. لكنها تموت «سعيدة»!
2010/02/17 09:22 م
كتب بداي الضاوي:
(Agora) فيلم تاريخي للمخرج الاسباني اليخاندرو امينابار مبني على قصة حقيقية دارت في العام 391 ميلادية، وتدور أحداثه حول شخصية العالمة الرومانية هيباتيا، وتلعب دورها الممثلة البريطانية رايتشل وايز، التي اعتبرت اما روحية للعلوم الطبيعية الحديثة، وكانت تعيش في الاسكندرية وكانت احدى الشخصيات المؤثرة فيها في فجر انتشار الدين المسيحي وبداية الصراع على السلطة بين المسيحيين الذين باتوا الاغلبية في المدينة وباقي سكانها من اليهود واللادينيين الذين تأتي منهم هيباتيا فهي تؤمن بالفلسفة واللامطلق والتشكيك الدائم في الحقيقة وتملي ذلك على العلن وتدرسه لطلابها في مكتبة الاسكندرية مما يتعارض مع الفكر الديني المسيحي الصاعد بقوة والقائم على الحقيقة المطلقة ويجعلها في مواجهة فكرية مع رجال الدين المسيحيين.
وقال مخرج الفيلم عنه على الرغم من ان الفيلم يطرح قصة تاريخية، فانه يمكن اسقاط القصة على واقع الحياة المعاصرة في كثير من الابعاد. ولعل البعد النسوي في القصة هو احد اهم وابرز الابعاد التي يطرحها الفيلم، اذ لا يكاد يقل النقاش الدائر حول المرأة ككيان انساني قادر على العمل وحده آنذاك عنه في العصر الحالي.
وهبت نفسها للعلم
هيباتيا كما يطرحها الفيلم هي امرأة قوية الشخصية، ذكية مثقفة، بل وعالمة فلك، والدها هو آخر مسؤولي مكتبة الاسكندرية، كلمتها مسموعة في محيطها الاجتماعي، ويمكن اعتبارها احد قادة الرأي من خلال تصدرها لمجموعة من الطلبة الذين تحيط نفسها بهم كمعلمة، ويحيطونها باحترام واجلال بل وحب ايضاً فهي بالاضافة لذكائها وثقافتها امرأة جميلة يقع في حبها كثيرون إلا انها ترفض الحب في سبيل العلم الذي وهبت نفسها له، وتحاول هيباتيا دائماً ان تفكر بشكل مختلف، وتشجع طلبتها على ان يفكروا معها بتلك الطريقة للحصول على اجابات لاسئلتهم العديدة حول الكون، الفلك، والفسلفة في بيئة تقدمية تتقبل التعدد واختلاف التوجهات والافكار ويتجسد جل احلامها في هدف وحيد هو ان تجد اجابة لسؤال علمي فلكي واحد هو: كيف تدور الكواكب في الفلك حول الشمس؟ ويصور الفيلم حبها للعلم بقولها في احد المشاهد انها ستموت «امرأة سعيدة» لو حصلت على هذه الاجابة.
ماتت سعيدة
وتجد هيباتيا نفسها في مواجهة تعصب ديني اعمى، وصراع عنيف مدمر لكل نوع من انواع العلم والثقافة وهذه اشكالية اخرى يطرحها الفيلم، فقد دفع التعصب الديني الاعمى المسيحيين لاحراق مكتبة الاسكندرية التي جمعت كنوزا من الكتب والمخطوطات احرقت كلها في حادثة تاريخية شهيرة. وكانت بداية صعود مد السلطة الدينية التي ترى في هيباتيا بتأثيرها الكبير في محيطها عائقا في طريق ذلك المد مما دفع كبير رجال الدين لاعتبار هيباتيا التي تعلن إلحادها وعدم تدينها «ساحرة ومشعوذة» بعد ان اعلنت على الملا انها تؤمن بالفلسفة فقط.
ويتم الحكم عليها بالرجم حتى الموت عقابا لها على تلك التهمة ولكن بعد ان تم لها ما ارادت وحصلت على اجابة لبحثها العلمي في طريقة دوران الكواكب حول الشمس وكانت هيباتيا اول من طرح فكرة المسار الاهليلجي (البيضاوي) للكواكب حول الشمس وليس الدائري كما كان يعتقد وذلك قبل قرن من اكتشافه، وبذلك تكون قد ماتت سعيدة رغم الشناعة والقسوة التي ماتت بها.
م . س
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=8262تعليق
-
فضيحة فيلم "أجورا" !!
قررت الرقابة على المصنفات الفنية منع عرض الفيلم الإسباني التاريخي "أجورا" في مصر بناءا على اعتراض المجمع المقدس في الكنيسة الأرثوذكسية ، وقال رئيس الرقابة سيد خطاب في توضيحه لأسباب منع عرض الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا ، أنه قد يفهم منه الإساءة إلى إخواننا المسيحيين ، هكذا ببساطة وأدب كبير وبدون الجعجعة المعتادة .انتظرت أن أسمع صوتا واحدا من "الحنجوريين" المدافعين عن حرية الإبداع وحرية الفن ، والأقلام الذين طالما أعطونا الدروس العظيمة عن خطورة وصاية الدين على الفن والذين شنعوا على أي مسلم اعترض ـ مجرد اعتراض ـ على فيلم إباحي أو مشين أو مهين للرموز الإسلامية ، ووصفهم له بأنه ظلامي وأنه يعيش في تراث قمع القرون الوسطى ، انتظرت أحدا من النقاد الأشاوس يخرج صوته منددا بهذا العدوان الفج على فيلم عالمي يناقش مرحلة تاريخية في القرن الرابع الميلادي ، فلم أجد أحدا ، الجميع ابتلعوا ألسنتهم ، وأحنوا رؤوسهم لعواصف التطرف ، خوفا وطمعا .
صحف الملياردير ساويرس الثلاثة جعلوا أذنا من طين وأذنا من عجين ، وهي الصحف الأكثر شنشنة بالحديث عن الحداثة والحرية والانفتاح والتعددية والإبداع والتنوير ، والهجوم الساخر البذيء على الإسلام ورموزه وحرماته ، كلهم خرسوا، لأن صاحب النعمة والعطايا ودفتر الشيكات لن يقبل انتقادهم للكنيسة ولا أي موقف لهم دفاعا عن فيلم يكشف أن واقعة حرق مكتبة الاسكندرية الشهيرة قام بها متشددون مسيحيون في القرن الرابع الميلادي ، ويكشف عن وقائع المذابح التي قام بها متشددون مسيحيون ضد المختلفين معهم في الرأي والدين ، وكيف أن الكنيسة قامت برجم الفيلسوفة "هيباتيا" التي كانت تتحدث عن "الجاذبية الأرضية" واعتبروا كلامها هرطقة تستحق عليها القتل رجما بالحجارة ، وحاولت تهريب جانب من مكتبة الاسكندرية لإنقاذها من التدمير والحرق ففشلت .
هذا فيلم تاريخي ، لا يتعلق بعقائد ولا كتب مقدسة ، وإنما رؤية تاريخية ، كتبها مسيحي وأنتجها مسيحي وأخرجها مسيحي ، وكلهم أوربيون أسبان ، وهو فيلم بالمقاييس الفنية التي تحدث عنها النقاد واحد من أعظم الأفلام في تاريخ السينما الإسبانية ، فلماذا منعوا من عرضه في مصر ، هل أصبح رجال الإكليروس هم الذين سيحددون للمصريين ما هو التاريخ ، وهل تاريخ العالم المعتمد هو الذي تعتمده الكنيسة المرقصية وما رفضته فهو مرفوض ولا يجوز الكتابة عنه أو تمثيله ، هل تحول التاريخ وعلومه إلى دروس كنسية يحتكر "الكهنة" معرفة أسرارها وخفاياها ولا يجوز "للعوام" الخوض فيها .
لقد طرح "الأفاكون" طويلا في الصحف المصرية والفضائيات وفي الخارج الاتهامات الفاجرة إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فاتح مصر ، بأنه هو وجنوده الذين أحرقوا مكتبة الاسكندرية ، وهي أكذوبة فندها الباحثون بعلمية صارمة ، فهل عندما يأتي فيلم أجنبي يطرح رؤية تاريخية فنية تقول بأن الذي أحرق المكتبة هم متشددون مسيحيون في القرن الرابع الميلادي يتم إخراسهم وإسكاتهم ومنع أصواتهم من الوصول إلى المثقف المصري ، لأن قولهم هذا يسيئ إلى "إخواننا الأقباط" .
وأين المنظمات الحقوقية التي انتثرت بالعشرات بل المئات في أزقة القاهرة وحواريها ، ولا تترك موقفا لعالم مسلم أو داعية أو معمم ينتقد فيه فيلما سينمائيا أو يبدي تحفظه على شيء في السينما أو الفن عموما إلا وأهانوه وأمطروا الصحف والانترنت بالبيانات العنترية عن حماية المبدعين وحماية الدولة المدنية ومنع وصاية رجال الدين على الفن .
أين اختفت هذه "الدكاكين" ، وبوجه آخر ، ما هو المبلغ المطلوب دفعه لكي يصدروا بيانا يدين اعتداء الرقابة المصرية على الفن وفرضها وصاية على العقل والوعي المصري .
إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد
من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد شاهدت الفلم وهو عندي و لكن للأسف بالفرنسية لذلك لم أضعه علما و أن فيه بعض المشاهد المخلة و هو إجمالا فلم قيم و فيه كثير من الحقائق الجيدة منها حرق الكتب العلمية بدعوى الهرطقة و المصيبة الكبرى أنهم قتلوا العالمة التي إكتشفت كروية الأرض و هذا الفلم نموذج لما فعله المسيحيون من تكفيرهم للعلماء فقد حرمونا من معرفة حضارة الإنكا و المصريين القدامى بحرق كتبهم وهدم معابدهم و قتل علمائهم المعاصرين لهم تماما مثل ما قدموه في فلمAgora
مع أن المسلمين تعاملوا مع علماء البلدان التي فتحوها بكل أحترام وأخذوا منهم العلوم ثم طوروهاتعليق
-
"أجورا" - السينما والواقع
ليانة بدر
قبل أقل من عام عرض فيلم "أجورا" للمخرج الإسباني أليخاندرو أمينابار، والذي قوبل بردود فعل عنيفة تتراوح ما بين الرفض والإدانة التأمين كما جرى من بعض المحافل الكنسية في العالم، ومن بينها الكنيسة القبطية في مصر، إلى التصفيق الشديد كما حدث في عروض عالمية جرى واحد منها في مصر وفي مكتبة الإسكندرية تحديداً. تعني كلمة "أجورا" الساحة العامة للمدينة، ومركزها حيث السوق والوسط التجاري الذي يتجمع فيه الناس، أي مركز المدينة وقلبها النابض. وربما كان الفيلم قد عنى مدينة الإسكندرية التي كانت "أجورا" العالم القديم حيث اجتمع الفكر والعلم في تلك الآونة، وجمعت في مكتبتها عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات المهمة.
يدور "أجورا" حول صراع مأساوي بين الملل والأديان التي كانت موجودة في ذلك العصر، وذلك خلال فترة بدا أنها فترة صعود للمسيحية الناشئة وتقويضها لما سبقها من أديان ومعتقدات خلال القرن الرابع الميلادي. ويروي الفيلم دمار وخراب مكتبة الإسكندرية التي ضمت في ذلك الحين خلاصة الفكر البشري في حكمته وتجلياته إثر الحروب والمذابح الطائفية التي بدأت أولاً بين أنصار الوثنية الفرعونية والمسيحيين، ثم اندلعت بين اليهود والمسيحيين، ثم بين الأخيرين وفرقهم المتعددة. وعبر تلاميذ المعلمة (هيباتيا)، عالمة الفلسفة والفلك - وليس بمعنى التنجيم المبتذل الذي تتسابق الشاشات الفضائية على بثه - نشهد الدمار والتدهور حين يحيقان بالمدينة الكبرى، ويبيدان أهلها ويمحوان كل ما فيها من ألق أو تقدم. ويتم تحويل الإسكندرية من عاصمة للعالم القديم بكل ما في المعنى من اختلاط حضارات متعددة، إلى حاضنة للمذاهب الطائفية حيث البشر يتخاصمون كالذئاب على بقايا وليمة قتل يسود فيها الذباب. وحينها يتم نهب وتدمير المكتبة الكبرى نهائياً، والقضاء على خلاصة الفكر البشري في كتبها، وتمزيق مخطوطاتها وحرق وثائقها كنتيجة حتمية لهذا التقاتل المتواصل بين المذاهب والطوائف والأديان.
تشكل القدس جوهرة فريدة بين المدن في هذا العصر كما في العصور السابقة، ويتم العمل حالياً على تحويلها من مدينة تاريخية مثلت التسامح بين البشر إلى ساحة تطهير عرقي يتم فيه تهويد المدينة والعمل على جعلها ملكية خاصة لدولة الاحتلال. ومن يعرف القدس يدرك أهمية دورها الحضاري، وغناها بكل ما هو سماوي وروحاني للبشر. على كل زاوية أو منعطف أو زقاق نجد عبقاً من تاريخ صار لشدة قدمه مثل الماس. وعلى كل سلم أو جادة أو عطفة ندرك كم عانت المدينة وجاهدت كي تظل ملكاً لأهلها، وللناس الذين يدركون معنى الدين، وأول معانيه احترام الحياة، وأهلها وبشرها وأناسها.
الآن تريد دولة الاحتلال أن تستثمر القدس تحت حجج متنوعة، فهي تبغي طرد سكانها كي يتم تحويلها بسهولة ويسر إلى ممتلكات سياحية تدر المال والنفوذ. فلقد وقفت قداسة المدينة حائلاً دون إعلان أوامر المصادرة المعهودة أمام كل أرض فلسطينية، وليس من سبيل سوى الاستعانة بحجج متنوعة كي تطيح بها داخل محرقة من التطهير العرقي العنصري. وإن كان الجهل هو السبب الرئيس للهدم والتدمير في العصور القديمة كما شهدنا في فيلم "أجورا"، فإن التخطيط هو السبب الأول الذي يجعل من دولة الاحتلال واللغة في تصميم خطط استفزازاتها المتواصلة كي تقضي على الوجود الفلسطيني في المدينة وتستفرد بالمكان. إسرائيل تخترع الأسباب والمسببات لإثارة الغضب والاستفزاز، لكي تسرق المزيد والمزيد من الأرض. ولهذا فهي تشعل الشرر والنيران في كل مكان، على ظن أن الدخان قد يعمي العيون في العالم، بحيث لا يشاهد أحد نوع السرقة الجنونية التي تتعرض لها أرضنا. حتى أنها لم توفر مقابر الأموات كي تسرقها كما يجري في "ماميلا". وهي تتابع الأحياء في بيوت الشيخ جراح، سلوان، وفي أي مكان كي تسرق أكثر وأكثر. وتعمل على مصادرة هويات المقدسيين، وإلى سحب ما في جيوبهم من نقود للبقاء كي تسرق "الارنونا" التي لا ينال منها أهل القدس أي مقابل سوى المزيد من السرقة والسرقة. إنها حكاية "أجورا" من جديد يكررها كل من يستخدم الدين مجرداً من طبيعته السماوية لكي يفوز بالمزيد من الغنائم والتجارة.
http://www.al-ayyam.ps/znews/site/te...Date=3/24/2010تعليق
مواضيع ذات صلة
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
|
ردود 2
37 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة عاشق طيبة
|
||
مقاطعة فرنسا
بواسطة محمد24
ابتدأ بواسطة محمد24, 19 أكت, 2020, 01:27 م
|
ردود 8
125 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة د.أمير عبدالله
|
||
ابتدأ بواسطة محمد24, 2 أكت, 2020, 05:05 م
|
ردود 4
164 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة محمد24
|
||
ابتدأ بواسطة محمد24, 3 سبت, 2020, 01:58 م
|
ردود 3
114 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة سعدون محمد1
|
||
ابتدأ بواسطة محمد24, 29 أغس, 2020, 04:16 م
|
ردود 0
75 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة محمد24
|
تعليق