ملف التنصيرفيالمغرب
(الجزء الثاني)
ملف المغرب (1)
تجـــدد وتنوع في الأساليب في ظــلصمت مريب
بيد أن هذا الفشلالذي تكبدته الأطراف التنصيرية والاستعمارية لم يَحُل بينها وبين سلوك سبل أخرىلتحقيق أهدافها؛ فكان الغزو الفكري التنصيري الذي سخر أحدث الإمكانيات وآخرالمبتكرات، من أجل هدف واحد: هو السعي لزعزعة عقيدة المغاربة وتشكيكهم في دينهموهويتهم. وسنحاول في هذا المقال الوقوف - أساساً - على بعض تجليات الهجمة التنصيريةالمعاصرة على المغرب، وموقف السلطة الرسمية منها.
مما لا شك فيه أن الحديث عنالهجمة التنصيرية المعاصرة يقتضي - أساساً - دراسة وعرض أساليبها ووسائلهاالمستعملة في المغرب، والحديث عنها يضيق به المقام هنا (لحصرها وعدها) ولتقريبالموضوع يمكن اعتماد التصنيف الذي سطره المنصِّرون في المؤتمر التنصيري الذي عقد فيالولايات المتحدة الأمريكية بولاية كولورادو سنة 1978 تحت عنوان «التنصير خطة لغزوالعالم الإسلامي»[1] الذي حددها في ثلاثة أساليب، هي: الأسلوب المباشر، والشامل،وغير المباشر. وسنحاول التعريف بالأسلوب الأخير فقط، مستعرضين نماذج وعيِّناتتنصيرية تنضوي في إطار هذا الأسلوب، وتُستعمل - أساساً - بالمغرب أو تفد إليه منوسائط متعددة.
1 - الأسلوب غير المباشر: ويعتمد على كل الوسائل التنصيرية التيلم تُذكر في الأسلوبين: المباشر والشامل؛ لأنهما غير كافيين لوحدهما[2]، وقد عرفهذا الأسلوب تطوراً لافتاً في القرن العشرين؛ إذ اقترح المنصرون في مؤتمر كولورادوالتركيز عليه بشكل كبير[3] من أجل اختراق الإسلام وهدمه من الداخل، ولتنصير كلالمسلمين[4].
ومن التعاريف التي قُدمت لهذا الأسلوب: «القوة الصامتة، وغيرالمرئية، التي لا تدخل في أي جدال، ولا تقبل أي اعتذار وعلى الرغم من ذلك تنتقل منالعقل إلى القلب والضمير لتحدث معجزة التنصير»[5].
أما عن وسائله، فهي كثيرةجداً، إلى درجة أن أُطلق عليها: «الصفحة المكتوبة أو المنصر المتواجد دائماً»[6]. ويشمل مايلي: «الكراسات الدينية، الصحف، الرسوم الكرتونية المتحركة، الكتيباتوالكتب، المجلات، دورات المراسلة، النصوص الإذاعية والتسجيلات، المسرحيات، وموادالقراءة والكتابة، ترجمات الكتاب المقدس، الصور والملصقات، وأي مواد إيضاحيةأخرى»[7].
لقد أدرك المنصرون - مثلاً - ذلك الميل في الطبيعة الإنسانية الذييجعل المرء يضحي بأشياء كثيرة في ملكه حتى يتخلص من آلامه ومعاناته؛ فعمدوا إلىاستغلال تلك الحاجة أبشع استغلال؛ فسخروا الطب لغاياتهم الدنيئة، ويقولون في هذاالصدد: «حيث تجد بشراً تجد آلاماً، وحيث تكون الآلام، تكون الحاجة إلى الطبيب، وحيثتكون الحاجة، فهناك فرصة مناسبة للتنصير»[8].
ولم يكتفوا باستغلال الحاجة فقطللوصول لأهدافهم، بل عمدوا إلى افتعالها، سواء أكانت حروباً أم نزاعات... ليتسنىلهم العمل التنصيري من خلالها، فيقولون: « ليكون هناك تحول، فلا بد من وجود أزماتمعينة ومشاكل وعوامل إعداد وتهيئة تدفع الناس (أفراداً وجماعاتٍ) خارج حالة التوازنالتي اعتادوها. وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية: كالفقر والمرض والكوارثوالحروب، وقد تكون معنوية مثل التفرقة العنصرية[9]. وفي غياب هذه الأوضاع المهيِّئةفلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية»[10].
أساليب المنصرين في اغواءالشباب:
كل هذه الأمور تقودنا لنتيجة واحدة، هي: أن اختيار الفئات المتنصرة ليساختياراً حراً، بل متأثراً بالضغوط المادية وبالإكراهات المعيشية والجهل بالدين.
كما أنهم يستهدفون الشباب لأهميته ودوره في تحديد مجموعة من الخيارات المصيرية،لذا جعلته المنظمات التنصيرية مدخلاً أساسياً من مداخل التنصير، ويمكن ربط هذاالاهتمام بهذه الفئة في المغرب بالهدف المنشود وهو: الوصول إلى نسبة 10% منالمتنصرين في أفق سنة [11]2020 وإن اعتُبر الرقم - في ظل الواقع ونتائج المنصرين - ضرباً من الخيال، بيد أن المتتبع لمنشوراتهم وأنشطتهم يدرك جيداً أنهم جادون فيالعمل وساعون لتحقيقه وإنجاحه بشتى السبل و بمختلف الإغراءات التي تتضمن الدعمالمادي وتوفير فرص للسفر والزواج، وتقديم مختلف الخدمات: الاجتماعية، والصحية،والرياضية، والترفيهية. ويمكن لنا في الصدد أن نقدم أمثلة على ذلك مثل الفيلمالتنصيري صور بالمغرب، والأشرطة الغنائية ذات الإيقاع المغربي.
- أولاً: وفي هذاالصدد يمكن التمثيل بقصة معنونـة بـ (الابن الضال أو محبة الأب)[12] وهـي فياعتقادي من أهم القصص التي يروجها وينشرها المنصرون؛ حيث تحولت إلى فيلم تنصيريصُوِّر بلغات ولهجات عدة، كان من بينها الريفية في مدينة الناظور، وشارك في الفيلمشخصيات من أبناء المنطقة، وهذا في نظري مؤشر خطير دال على مدى التحول الذي تعرفههذه الظاهرة، ولا بد من الإشارة إلى أن التقنيات المستخدَمة في التصوير والإخراجكانت بسيطة إذا ما قورنت بتلك التي استُخدمَت في الفيلم الذي صُور باللهجة المصريةمثلاً، وتكمن خطورة هذا الفيلم في معالجته لمشكلة البطالة معالجة تنصيرية مستمَدةمن الإنجيل؛ حيث تم دمج إحدى قصص العهد الجديد المروية في إنجيل لوقا،[13] من أجلإخراج الفيلم، مع التركيز على الفكاهة والطرفة من أجل استمالة وجذب أكبر عدد ممكنلمتابعة أطوار الفيلم.
ويبقى الشيء المميز والمثير للاهتمام في الفيلم، يتجلىفي: حفلة عودة الابن الضال إلى الناظور بعد تضييعه لميراثه الخاص للوصول إلى هولنداعن طريق الهجرة غير الشرعية.ما أثار انتباهي، هم المشاركون (المدعوون) إلى تلكالحفلة، وأنهم أناس بسطاء بكل معنى الكلمة، وتجلت هذه البساطة في مكان إقامة الحفلةوهو منزل عتيق في منطقة قروية، وتجلت بساطة هؤلاء أيضاً في طريقة تعاملهم مع بعضهمالبعض ونظراتهم إلى الكاميرا... كلها أمور تشير إلى أنهم ليسوا على علم بأنهميصوَّرون لغرض تنصيري.
- ثانياً: أما جانب الأغاني الشعبية، فقد أدرك المنصرونما تحمله بعض المقاطع الغنائية التي تغنت بالوطن وعبرت عن هموم المواطن، فاحتلتمكانة متميزة وقيمة كبيرة عند عموم المغاربة؛ لما تحمله من شحنة عاطفية متميزة؛ فقدوجد المنصرون في هذه المقاطع الأسلوب الأمثل للوصول إلى فئة واسعة من الشباب،وتطبيع الديانة النصرانية وتقريب تعاليمها لأذهانهم، لذا شهدت الساحة الفنية تحولأشهر الأغاني المغربية الشعبية (الصينية) لفرقة (ناس الغيوان) إلى أغنيةتنصيرية[14] تدعو لاعتناق الدين النصراني، وانتشرت على مواقع على شبكة الإنترنت،ولتصبح باكورة أغاني مغربية يتم تحوير كلماتها؛ لتصبح ذات مضمون تنصيري، معالاحتفاظ اللحن نفسه. وتظل الجهة التنصيرية التي قامت بهذا العمل مجهولةً لحدالآن... وتقول الأغنية التنصيرية: «والديا! أترجاكم اسمعوا لي شويا (قليلاً) أناراني آمنت بالمسيح، نور حياتي وفي طريقه خذاني، وبدمه راه فداني وشراني (اشتراني)» أما المقاطع الأصلية التي غناها ناس الغيوان في السبعينيات، فتقول: «أنا راني مشيتوالهول اداني (أخذني) ياللي ما شفتوني ترحموا عليا، والديا وأحبابي ما سخاو بيا،بحر الغيوان ما دخلته بلعاني (متعمداً)».
إن الأمر لم يقتصر على قرصنة أغنيةمجموعة «ناس الغيوان» بل تجاوزها مؤخراً إلى أغاني فرق شعبية أخرى مثل: «لمشاهب» و«جيل جيلالة» لتظهر أشرطة وترانيم تنصيرية مختلفة؛ فنجد منها - مثلاً - من تغنىبالوطن، واستجدى بالملك كما هو الشأن بالنسبة لشريط : «الشاب المغربي نور حياتي» وهناك أشرطة أخرى: «الشاب المراكشي» و«المغرب يسبح» والشابة: «صليحة: محبتهماتفناش»...
كلها أشرطة تنصيرية غايتها تمرير التعاليم والمبادئ والقيمالنصرانية عبر قرصنة أغاني شعبية شهيرة، لتصبح سهلة ومقبولة عند الشباب، خصوصاًوأنها تعتمد على الحس العاطفي، وهذا موجود بقوة في الأغاني الشعبية التي يتمتحريفها.
لهذه الأسباب وغيرها تضع الحركات التنصيرية نصب أعينها فئة الشباب ضمنالأولويات، خاصة وأن هناك حديثاً عن ضرورة أن تصبح النصرانية في المغرب هي الديانةالرسمية الثانية[15]، وعن سعي جهيد لاستنبات أقليات نصرانية فيه[16]، وفي هذا الصددتم الإعلان عن نسخة جديدة من مشروع يسمى بـ «ASM» (السَّنة الدولية للصلاة من أجلالمغرب)[17]
An international year of prayer for Morocco
وفُتح باب التسجيلفي (المؤتمر المغربي الثامن) من أجل مناقشة فرص العمل «التنصيري» بالمغرب وتقييمالجهود المبذولة من قبل النصارى المغاربة والعمل من أجل مد شبكات تنصيرية في مختلفمناطق المغرب، وذلك تحت شعار: «انهض وتألق أيها المغرب» وجاء في إعلان المنظمينلهذا اللقاء الذي عقد بـ (سياتل) بولاية واشنطن يومي الخميس والجمعة 18 و19 سبتمبر 2008 ما يلي: (إذا كنت قائداً في بعثة أو إرسالية دينية وتبحث عن شركاء في المشروع،فإن قادة الكنيسة يطلبون منك أن تعرف أكثر وخاصة بما يتصل بالجهود التي ستساعدكلتصل إلى المغرب)[18].
فهل يكتفي المعنيون بالأمر عندنا بعد هذا كله، بالقول عنالظاهرة: «إنها مجرد زوبعة في فنجان» أم ننتظر سنة 2020م لتَبيُّنِ الأمر؟!!
لماذا التقاعس ضد الحرب التعبدية:
أمام هذا كله يحق لنا أن نتساءل عن الموقفالرسمي إزاء الظاهرة، وهو في نظري موقف أقل ما يقال عنه: إنه موقف تهويني منالظاهرة، وتقاعس في غير محله، ويبرر البعض عدم التفاعل الجدي والاهتمام الرسميبكونه مجرد (لعبة) توازنات تسعى السلطة من خلالها لكسب نقاط الرضا و القبول؛ فتغضالطرف عن هذا وتتجاوز عن ذلك، لاعتبارات عدة:
- أولها: أن تقارير المنظماتالحقوقية الدولية ما فتئت تتهم المغرب في السنوات الأخيرة باعتقاله لشباب اعتنقواالنصرانية، ومن شأن ذلك أن يشكل نقطة سوداء في سجل المغرب الذي لا زالت الانتهاكاتوالخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان لم تهجره بعد، ويمكن التمثيل لذلك أيضاً بتقريرالحرية الدينية الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية[19].
- وثانيها: أن المغربتربطه علاقات جيدة بالفاتيكان، وأي سلوك صادر في هذا الصدد سيجعله في تعارض معدعواته المتكررة إلى الحوار والتسامح (كما يفهمون).
- أما الثالث والأهم، فهو أنالموضوع لا زال ضمن المسكوت عنه، وإثارته من شأنها خلق تضامن دولي لأنصار هذهالحركات.
كلمة أخيرة:
إن مواجهة الظاهرة لا تقتصر فقط على ما يمكن أن تقدمهالدولة في المجال وإن كانت مساهمتها أساسية وعليها يتوقف الأمر؛ للحد من تأثيرهاوتغللها، ولكن القضاء عليها يستدعي تضافر جهود الجميع، ثم إن الجهة الرسمية مطالبة - على الأقل - بتنوير الرأي العام حول الظاهرة بأجوبة صريحة على حقيقة الأرقام التيتُنشر بين الفينة والأخرى، وعن التدابير التي اتخذتها الحكومة أو التي بصدد اتخاذهالتحصين الذات من هذه الظاهرة وما على شاكلتها.
ولذلك ينبغي أن تواجَه بشكل جديومسؤول وبطرق عصرية حضارية من طرف العلماء والفقهاء والخطباء والوعاظ والأساتذةالباحثين، وكذا من الصحفيين والجمعيات والأحزاب... وغيرهم من المثقفين، لأن الأمريتجاوز بكثير مسألة أن يكون مجرد قضية شخصية أو حرية فردية، بل هو أمر مرتبطبالدين... والدين في حياة الأمة قضية وجودية.
(*) أستاذ زائر بالكليةالمتعددة التخصصات بالناظور - باحث بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعيةبوجدة - المملكة المغربية.
[1] التنصير خطة لغزو العالمالإسلامي، نظرة شاملة على إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين لـ: جورج بيترز ط: 1978، ص: 589 (مؤتمر تنصيري).
[2] عفاف صبره، المستشرقون ومشكلات الحضارة، دارالنهضة العربية للطبع والنشر والتوزيع، السنة: 1985، ص: 46.
[3] التنصيرخطة لغزو العالم الإسلامي، نظرة شاملة على إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمينلـ: جورج بيترز، ص: 594.
[4] محمد عمارة، الغارة الجديدة على الإسلام،ص:222، بتصرف.
[5] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي، نظرة شاملة علىإرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين لـ: جورج بيترز، ص: 594. عبد المالك خلفالتميمي، التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسياسي، دارالشباب، قبرص، مؤسسة الكميل الكويت، الطبعة: الثانية، 1988، ص:76.
[6] المرجع نفسه، ص: 592.
[7] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي «الوضع الحاليللمطبوعات ووسائل الإعلام الأخرى الموجَّهة للمسلمين لـ: ريمون جويس». ص:519.
[8] مصطفى خالدي، وعمر فروخ، التبشير والاستعمار، ص: 58،بتصرف.
[9] ذهب بعض المحللين السياسيين للقول: إن ثورة القبائل الجزائر فيالسنوات الماضية كان من ورائها جهات تنصيرية… وقد كانت نسبة ارتداد الجزائريين عندين الإسلام تقدر بستة أفراد يومياً، خلال فترة الاضطرابات. ويعلنون اعتناقالنصرانية. مجلة المجتمع، عدد 1451، بتاريخ: ماي 2002 ص: 26، 30، وعدد: 1463بتاريخ: أغسطس 2001.
[10] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي: تطبيق مقياسإينكل في عملية تنصير المسلمين لـ «ديفد أ فريزر» ص: 242.
[11] هناك منتحدث عن هذه النسبة في أفق 2010، جريدة التجديد عدد: 1309 تاريخ: 23-25 ديسمبر 2005.
[12] شريط الابن الضال: يحتوي هذا الشريط على فلمين بعنوان واحد هوالابن الضال. ويعار من إحدى المكتبات التنصيرية المتواجدة بمدينة مليلية المحتلة. وذلك كي يشاهده المغاربة المسلمين، وتتم الإعارة بالمجان… وقد تم عرض هذا الشريط فيالقناة الفضائية: سات 7.
[13] إنجيل لوقا، الإصحاح: 15، الفقرات : 11، 32.
[14] الصورتان تمثلان ترانيم تنصيرية بإيقاع موسيقيمغربي.
[15] مصطفى حيران، هل يصبح الدين المسيحي ثانياً في المغرب بعدالإسلام؟ جريدة المشعل، عدد: 167، تاريخ: 15-21 ماي 2008
[16] عبد الإلهبوحمالة، النشاط التبشيري المسيحي: مخططات تستهدف الإسلام والهوية الدينية وتسعىلخلق أقليات مسيحية بالمغرب، جريدة صوت الحق، عدد: 17 ، تاريخ 15 يناير 2005.
[17] انطلق هذا المشروع سنة 2002 ويرعاه اتحاد يضم عدة منصرينومنظمات تنصيرية ومسيحيين مغاربة، ويهدف بحسب المنظمين إلى (توحيد صلاة المؤمنينحول العالم من أجل احتياجات المغرب ومجموعاته الإثنية التي لم يصل إليها صوتناورعاية لكنيسته الوطنية الصاعدة) وكان آخر مؤتمر قد عقد في أبريل سنة 2006 وحددالإعلان تاريخ 31 يوليو 2008 كتاريخ أولي لتأكيد المشاركة مقابل 75 دولاراً للفرد،وارتفع المبلغ إلى 95 دولاراً ابتداءً من شهر أغسطس 2008، وانتهى التسجيل في العاشرمن سبتمبر 2008.
[18] حملة: «انهض وتألق أيها المغرب»... إنجيليونيناقشون«فرص العمل التنصيري فيالمغرب»
http://www.alraynews.com/News.aspx?id=82668
[19] ويشرف علىهذا التقرير «هانوفر» السفير الأمريكي المتجول، كما يقوم المكتب بالإدلاء بشهادتهأمام الكونغرس الأمريكي، مع الإشارة في هذا الباب إلى أن مكتب الحرية الدينيةالدولية يختلف عن اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية التي تعمل بشكل مستقل عنالخارجية الأمريكية والمكتب المذكوريقوم بجمع المعطيات اللازمة من مصادر متنوعةومختلفة في مواقعها: من دوائر حكومية رسمية، منظمات غير حكومية، وسائل الإعلام وماتتضمنه تقارير المنظمات الحقوقية والدينية، ناهيك عما تقوم به سفارات واشنطن فيمختلف العواصم من تحركات للحصول على المعلومات الضرورية خدمةً لبنك معلوماتها فيهذا الباب. وتقوم السفارات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بإرسال هذهالمعلومات إلى واشنطن؛ إذ تتم مراجعتها من قبل مكاتب تابعة لـ «معهد الديمقراطيةوحقوق الإنسان» وبعدها تتم بلورة هذه المعطيات في تقرير سنوي يطَّلع عليه الرأيالعام الدولي.
ملف المغرب (2)
بقلم: عمر اخريبش - نبراس الشباب:
إلا أن الأمر تغير، ففي السنوات الأخيرة أصبحت ظاهرة التنصير تتم بشكل واضح، و أصبح المغرب في أجندة المنظمات التنصيرية، و التي وضعت سنة 2020 زمنا لتحقيق هدفها بتنصير 10 بالمائة من المغاربة مستهدفين بالدرجة الأولى الشباب منهم و الفقراء، وقد وصل عدد المنصرين بالمغرب أكثر من 800 منصر وقد يكون العدد أكبر بحكم أن العديد من المنصرين يتخفون وراء وظائف ومناصب تخفي وراءها دورهم الفعال في العملية التنصيرية للمغاربة.
و أصبح المنصرون اليوم يستعملون كل الوسائل الممكنة من أجل تنصير المغاربة، فإضافة إلى الإغراءات المادية يستغلون أيضا المجال الإعلامي لتمرير رسائلهم وخطابهم التنصيري لمستخدمي الانترنيت من الشباب خصوصا و الذين في غالبيتهم يكونون غير ملمين بدينهم و تعاليمه بحذافرها، وبالتالي يسهل استدراجهم من هذا الجانب، وفي رسالة توصلنا بها في بريد “نبراس الشباب” حذر أحد الشباب المغاربة “يونس” الذي تصله رسائل من المنصرين تدعوه لدخول دين النصرانية والردة عن دين الإسلام، عبر أحد المنتديات النصرانية التي اتخذت لاسمها “منتديات حب المغرب”، من هذا الخطر، ودعانا للكتابة عنه وتحذير الشباب من مغبة الثقة في هؤلاء، وسألناه عن رأيه في الرسائل التي تصله و عبر في جوابه على أنها بالنسبة له تعد رسائل استفزازية فيها قصص المتنصرين وأغلبهم من الطبقات الفقيرة، ومن الرسائل الاستفزازية التي وصلت يونس”حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه .”
وفي جواب آخر طرحناه على يونس عن دور المنتديات في نشر دعوة النصرانية أشار على أن المنتديات تبقى من الوسائل الأكثر فعالية في التنصير حيث تمكن من نشر الفكر التنصيري بكل دقة و بالتفصيل الممل، و مما عابه على المنصرين أن الجانب المادي يطغى في الدعوة إلى النصرانية أكثر من المعنوي بحيث إذا كنت متنصرا فانك مدعم من طرف جهات خارجية لها مصلحة في تنصيرك وهكذا، طبعا لأن المسيحية لا ترتكز على أساس متين يخولها أن تبرر نفسها بدون محفزات.
ويضيف يونس “بما أنه هناك حرية في النت، وربما يكون مصدر الموقع ليس من المغرب، فأنا أرى التصدي له يكون بالمثل أي بإرغام الموقع على فتح أقسام للمسلمين مادام يحمل اسم المملكة وهكذا يكون النقاش البناء بين المسلمين والمسيحيين، مع الأخد بعين الاعتبار أن الشباب يجب أن يكونوا على علم تام بالدين الإسلامي أو بالأحرى النقاش فيه.
و من الطرائف أن الفن أيضا و قرصنة الألحان أصبحت من وسائل التنصير فقد أصبح المنصرون يغيرون كلمات الأغاني الخالدة لناس الغيوان و جيل جيلالة و لمشاهب بكلمات تدعو للنصرانية، وتقول الكلمات الأصلية لأغنية “ناس الغيوان”: (أنا راني مشيت والهول اداني، ياللي ما شفتوني ترحموا عليا، والديا وأحبابي ما سخاو بيا بحر الغيوان ما دخلته بلعاني ..، وحور المنصرون هذه الكلمات لتصبح: “والديا، أترجاكم اسمعوا لي شويا، أنا راني آمنت بالمسيح، نور حياتي وفي طريقه خذاني، وبدمه راه فداني وشراني.
كما أنشأ المنصرون بالمغرب موقعا إلكترونيا خاصا يتضمن صفحات للاستماع إلى الإنجيل باللغة العربية، ويمنح الموقع أيضا إمكانية الإنصات إلى إذاعة “المحبة” التي أنشئت سنة 2001 في اسبانيا وتشتغل نهارا وليلا، بهدف جلب الشباب المغربي إلى “دينهم” الجديد.
ويبقى على الدولة المغربية أن تتخذ الإجراءات اللازمة لصد كل محاولات التنصير و أن تطرد كل المنصرين، كما أن عليها أن تساهم في تقوية دين المغاربة حيث إنه لو كان تدين الشخص المستهدف قويا لصمد بل وتفوق على محاولات تنصيره وتحويل عقيدته كليا، فضحالة الثقافة الدينية وهزالة العقيدة في نفس الفرد يجعلان منه فريسة سهلة للتنصير.
ملف المغرب (3)
المغرب يقرر ترحيل خمسة منصرين من أراضيه
مفكرة الإسلام
وقال بيان لوزارة الداخلية المغربية: "تم إيقاف هؤلاء الأشخاص الذين قدموا من الخارج أمس خلال عقدهم اجتماعًا للتبشير كان يحضره مواطنون مغاربة".
وبحسب ما بثته وكالة الأنباء المغربية فقد أضاف البيان أنه تم ضبط العديد من الوسائل الدعائية التنصيرية بمكان انعقاد الاجتماع من بينها كتب وأشرطة فيديو باللغة العربية وأدوات طقوسية أخرى.
مبادرة للمجلس العلمي الأعلى لمجابهة التنصير بالمغرب:
جدير بالذكر أن المجلس العلمي الأعلى أكبر هيئة علمية بالمغرب أعلن عن مبادرة هي الأوسع والأولى من نوعها في مواجهة حملات التنصير التي استفحلت بصورة لافتة في البلاد خاصة في مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للبلاد.
ودعا المجلس الأعلى رؤساء المجالس العلمية إلى بذل المزيد من الجهود التنويرية والتوعوية وتقوية الحضور الإسلامي في المجتمع لملاحقة الدعوات المشبوهة ودحض الإرساليات البريدية التي انتشرت في المغرب باسم "حق الاختيار" تدعو إلى اعتناق المسيحية.
وتتضمن وثائق "حق الاختيار" التنصيرية المرسلة للمواطنين بثلاث لغات: العربية، الفرنسية، الإنجليزية منطقًا تشكيكيًّا حول إسلام المغاربة، وهل تم بإرادتهم أو بسبب انتمائهم الاجتماعي والجغرافي.
ورغم أن المغرب يضمن حرية التدين لليهود والنصارى في الأماكن المعترف بها رسميًّا، إلا أن البعثات التنصيرية الموسمية تخطت طابعها التقليدي في تقديم المساعدات الاجتماعية والصحية للمعوزين إلى استقطاب الشباب المغربي والوعد بتكوين معرفي عالٍ وضمان فرص الشغل بالدول الأوروبية.
ملف المغرب (4)
الـمد التنصيري يتغلغل في الـمغرب
تضارب الأرقام عن عدد الـمغاربة " المُرتدين "
أكد الدكتور محمد السروتي مسؤول الأنشطة العلمية بمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة وجود اعتراف رسمي بوجود حركات تنصيرية تنشط بكثافة وعزم فوق التراب المغربي في غياب إحصائيات مدققة حول المد التنصيري بالمغرب وتضارب الأرقام المقدمة عنه أو على الأقل انعدام معطيات من شأنها تنوير الرأي العام حول واقع الظاهرة و تداعياتها بالمجتمع المغربي .
واستدل الأستاذ الباحث الذي حصل الأسبوع الماضي بجامعة محمد الأول على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا عن رسالته المعنونة ب " دراسة ظاهرة التنصير في المغرب:حقائق ووثائق" لتأكيد المنحى المقلق للغزو التنصيري بالمغرب الى مراسلة صادرة قبل سنة عن الكتابة العامة للمجلس العلمي الأعلى تدعو المجالس المحلية الى تكثيف أنشطتها لملاحقة ما وصفته الوثيقة الرسمية ب"الشبهات التبشيرية " في ضوء توصل العديد من المواطنين بمختلف جهات المملكة برسائل صادرة من البيضاء عن جهة كنيسية تطلق على نفسها " صوت الاختيار " تدعو المغاربة الى اعتناق المسيحية وتضع بين أيديهم عناوينها للاتصال والتواصل.
وبجمع شتات ما توفر من دراسات و تقارير يخلص الدكتور السروتي عن تقديرات تتحدث عن حوالي 900 منصر أوروبي 500 منهم يوجدون بشكل دائم بالمغرب، و5 قساوسة من البروتستانت مسجلين رسميا في الكنيسة الإنجيلية..في حين تفيد التقديرات الجزافية أن زهاء سبعة آلاف شخص غيروا دينهم في المغرب ثلثهم في الدار البيضاء لوحدها، و تشير تقارير أخرى إلى أكثر من30 ألف مغربي منصر، وتحدث البعض عن أن مصالح مديرية الاستعلامات العامة التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني رصدت حوالي 45 ألف مغربي متنصر .
وقد قامت مصالح وزارة الداخلية يوم الأحد الماضي بإبعاد خمسة مبشرين خارج التراب الوطني, بعد أن قدموا من الخارج. وتم إيقافهم خلال عقدهم اجتماعا للتبشير كان يحضره مواطنون مغاربة ، وكانت مصالح الأمن قد فككت قبل سنتين بمدينة أكادير"خلية تنصيرية" تعمل وسط المسلمين ، و أفادت التحريات و التحقيقات ارتباط الخلية بجهات أجنبية تشجع على تحويل المغاربة من الإسلام إلى النصرانية ، مستغلة في ذلك أوضاعهم المعيشية،ورغبة بعض الشباب في الهجرة نحو الخارج ، و في نفس الفترة تمإطلاق موقع إلكتروني جديد للتنصير في المغرب، يعتمد على اللهجة العامية في مخاطبة المسلمين .
وكانت صحيفة " جورنال كريتيان " الفرنسية قد خصصت سلسلة من المقالات للوضع التنصيري بالمغرب وخلصت إلى أن هذا البلد يشهد غزوا تنصير يا سريا يشتغل في الهامش ويستقطب عددا من المسلمين نحو النصرانية البروتستانتية ذات المذهب الإنجيلي.
و نقلت ذات الصحيفة عن القس جون ليك بلان قوله إن المنصرين في المغرب الذين يعدون بحوالي 500، ينقسمون إلى أربعة أصناف، منهم من يعمل بشكل منفرد ويختص في تنظيم مخيمات صيفية للشباب، ومنهم من يخفي مهمته التنصيرية السرية ويستتر وراء صفات مهنية كأساتذة لغات أو إعلاميات بالمغرب بدافع الحصول على بطاقة الإقامة والتغطية على نشاطهم الحقيقي، في حين أن مصنفين ضمن فئة أخرى، وهم قلة، يرتبطون بكنيسة ما ويعتبرون من كهنة التبشير الذين يشتغلون بصفة موظفين للكنيسة.
إعداد عماد المهدي المشرف على موقع فرسان التوحيد شقيق موقع حراس العقيدة الموقع متخصص في مقارنة الأديان والدفاع على سنة سيد الأنام على منهج القران والسنة بفهم سلف الأمة والموقع يرحب بمشاركة المتخصصين في هذا المجال
http://forsan-altawhed.com/