يّبعث الله الانبياء رحمة للعباد إذ ليس في العقل ما يُستغنى به عنهم لأن العقل لا يستقل بمعرفة الاشياء المنجية في الاخرة، ففي بعثة الأنبياء مصلحة ضرورية لحاجاتهم لذلك فالله متفضل بها على عباده. ثمّ السبيل الى معرفة النبي المعجزة، وهي أمر خارق للعادة موافق للدعوى سالم من المعارضة بالمثل يظهر على يد من ادعى النبوّة، فما ليس بخارقٍ للعادة بأن كان معتادا لا يسمى ّ معجزة.
أما أنه ادعى الرسالة فبالمشاهدة للمعاصر، ولغيره بالتواتر اللفظي والمعنوي ثم ّ إن ّ معجزاته قسمان:
أ) باقية دائمةٌ يشاهدها من كان في عصره ومن سيكون ُ بعده وذلك هو القرءان العظيم:
من ءايات رسول الله سيدنا محمد التي تحدّى بها كافة العرب: القرءان، فإنّهم مع تميزهم بالفصاحة والبلاغة لم يقدِروا على معارضته بالمثل.
وعجزهم عن ذلك متواتر ٌ بإنصرافهم عن المعارضة الى المقارعة مع توفر مقتضيات ِ المعارضةِ منهم من حيث قوة الفصاحة.
مع ما فيه من أخبار الأولين مع كونه أميّا غير ممارس للكتب ِ والانباءِ عن الغَيْبِ في أمور كثيرة تحقق صدقه فيها في الاستقبال.
ب) غير دائمة ٍ وهو ما صدر عنه من الخوارق الفعلية ِ
إبطال شبهة يوردها بعض الملحدين: قال بعض الملاحدة: وقوع الخارق على يد من ادّعى النبوة لا يكفي دليلا على صدقه لاننا نشاهد كثيرا من الخوارق يُتوصّل اليها بالسحر".
فالجواب: هذه الاشياء تُعارَض ُ بالمثل فيعارض ساحرٌ ساحراً بخلاف المعجزة. فهل استطاع أحدٌ من المكذّبين المعارضين للأنبياء في عصورهم وفيما بعد إلى يومنا هذا أن يأتي بمثل معجزةٍ للأنبياء؟
فإن قال الملحدُ إنّ هذه الحوادث َمن قبيل الخُرافات ِ التي تروى من غير أساس ٍ .
فالجواب أنّ هذا من الخبر المتواتر ِ الذي يفيد ُ علماً قطعياً ( وليس من الأخبار التي تحتمل ُ الصدق والكذبَ )( كأخبار البلاد والاماكن النائية والملوك الماضية التيِ
تناقلتها الكافةُ عن الكافةِ ) فكما أنّ هؤلاء الملحدين يقطعون بصحّة بعض أخبار أئمتهم كلِينين وماركس، وبعض حوادث من قبلهما كنابليون، ولم يَرَوْهم ولم يشهدوا تلك الحوادثَ، كذلك نقطعُ بصحّة حوادثِ الأنبياء التي تناقلتها الكافةُ عن الكافة.
ثبات أنّه صادقٌ في جميع ما أخبر به وبلّغه عن الله:
************************** ************
فإذا عُرِف معنى المعجزة دلّ العقل ُ على أنّ الذي قام بدعوى النبوّة ِ
يتحتم تصديقه فيما دعا إليه من وجود صانع للعالم هو الله الذي تجب ُ عبادته وأنّ هذا النبيّ مُبلّغ ٌ عنه وكان ذلك في تقدير ِ منزلة ِ قول الله: " صدق عبدي في كلّ ما يُبلّغُ عنّي "، أي لو لا أنّه صادق ٌ في دعواه لما أظهر الله له هذه المعجزةَ َ.
القرءان الكريم :
*************
إنه من المعلوم والثابت الذي يُذعن له كل منصف ويصدق به كلّ عاقل ٍ أنّ القرءان الكريم استمرت ومازالت رُغم توالي الحُقُب ِ ومرور ِ السنين بما فيه من الاعجاز العظيم على مختلف أغراضِ العلم , كيف لا وهو الكتابُ الذي يقول ُ الله فيه: " قل لئن اجتمعت الانس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ٍ ظهيراً ". الاسراء \88 .
وسنتكلم ان شاء الله عن ثلاثة وجوه ٍ من الاعجاز ِ في القرءان الكريم:
أ) أحدها ما يتضمن الإخبار َ عن الغيب وذلك مما لا يقدِرُ عليه البشرُ، ولا سبيل لهم إليه.
من ذلك قوله تعالى: " غُلِبت الروم ُ * في أدنى الارضِ وهم من بعدغَلَبِهِم سَيَغْلِبون * في بضع ِ سنين ". ( الروم ) فظهرت الروم على فارسَ بعدما هُزموا قبل ذلك ببضع سنين. ( تسع سنين )
ب) الوجه الثاني: الإعجاز اللغوي فهو في أعلى طبقات ِ البلاغةِ والفصاحة ِ التي لا يأتي بمثلها بشرٌ ولهذا كان فيه تحدٍ لكفّار قريش.
وإنّ من شواهد ِ ما نقول ُ ما ذكره الأصمعي أنه سمِع في البيداء فتاةً تُنشدُ الشعر فقال: يا جارية ما أبلغك ِ"، قالت: وَيْحَكَ وهل هذا بلاغة ٌ في جَنْبِ قولهِ عزّ وجلّ: " وأوحينا إلى أم ّ موسى أن أرضعيه فإذا خِفتِ فألقيه في اليم ّ ِ ولا تخافي ولا تحزني إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين ". ( القصص ) فقد جمع فيها بين أمرين : قوله أرضعيه وقوله فألقه في اليم، ونهيَيْنِ قوله ُ: " ولا تخافي ولا تحزني " وبشارتين قوله:" إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " في ءاية واحدة.
حتى أن بعض كفار قريش لما سمع القرءان مدحه وأثنى عليه منهم الوليد ُ بن ُ المغيرة لما سمع الاية: { إن الله يأمر ُ بالعدل ِ والاحسان ِ وإيتاءِ ذي القُربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكر ِ والبغي يَعِظُكُم لعلكم تذكرون}، فقال : إن به لحلاوة ً وإن عليه لطلاوة ً، وإن أوله لمثمر ٌ وإن آخرَه لمُغدِقٌ وما هذا بقول بشر ٍ.
ج) الوجه الثالث : هو الإعجاز العلمي ُ، فقد جاءت أبحاث ٌ وتجارب ُ عديدة ٌ موافقةٌ لما نصّ عليه القرءان ومن ذلك:
1- أثبت أهل الطِبِ أن الإحساس بألم ِ الحريق محصور ٌ بالجلد لأن نهايات الاعصاب ِ المتخصصةِ بالاحساس بالحرارة ِ والبرودةِ محصورة بالجلد ولو ذاب الجلد ُ فلن يشعر َالانسان ُ في الدنيا بألم ِ الحريق ِ والله تعالى يقول ُ في القرءان: " كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب". ( سورة النساء).
2- أثبت الطِبُ الجَنينيُ أن الجنين َ يُحفظ ُ في بطن أمه من وصول النور إليه بواسطة أغشية ٍ ثلاثةٍ وتُشكِل ُ هذه الأغشية ُ الثلاثة ُ .. ثلاث طبقاتٍ مظلمة ٍ تمنع ُ وصول النور الى الجنين. هذه الأغشية عُرفت بواسطة أجهزة مِخبريةٍ متطورة ٍ وهذه الأجهزة لم تكن في زمن ِ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا حتى قبل سبعين َ عاما ً لم تكن هذه الاشياء ُ معروفة ً وقد قال الله تعالى في القرءان: " يَخلُقُكم في بطون ِ أمهاتكم خلقاً من بعد خلق ٍ في ظلمات ٍ ثلاث ".( سورة الزمر).
أما أنه ادعى الرسالة فبالمشاهدة للمعاصر، ولغيره بالتواتر اللفظي والمعنوي ثم ّ إن ّ معجزاته قسمان:
أ) باقية دائمةٌ يشاهدها من كان في عصره ومن سيكون ُ بعده وذلك هو القرءان العظيم:
من ءايات رسول الله سيدنا محمد التي تحدّى بها كافة العرب: القرءان، فإنّهم مع تميزهم بالفصاحة والبلاغة لم يقدِروا على معارضته بالمثل.
وعجزهم عن ذلك متواتر ٌ بإنصرافهم عن المعارضة الى المقارعة مع توفر مقتضيات ِ المعارضةِ منهم من حيث قوة الفصاحة.
مع ما فيه من أخبار الأولين مع كونه أميّا غير ممارس للكتب ِ والانباءِ عن الغَيْبِ في أمور كثيرة تحقق صدقه فيها في الاستقبال.
ب) غير دائمة ٍ وهو ما صدر عنه من الخوارق الفعلية ِ
إبطال شبهة يوردها بعض الملحدين: قال بعض الملاحدة: وقوع الخارق على يد من ادّعى النبوة لا يكفي دليلا على صدقه لاننا نشاهد كثيرا من الخوارق يُتوصّل اليها بالسحر".
فالجواب: هذه الاشياء تُعارَض ُ بالمثل فيعارض ساحرٌ ساحراً بخلاف المعجزة. فهل استطاع أحدٌ من المكذّبين المعارضين للأنبياء في عصورهم وفيما بعد إلى يومنا هذا أن يأتي بمثل معجزةٍ للأنبياء؟
فإن قال الملحدُ إنّ هذه الحوادث َمن قبيل الخُرافات ِ التي تروى من غير أساس ٍ .
فالجواب أنّ هذا من الخبر المتواتر ِ الذي يفيد ُ علماً قطعياً ( وليس من الأخبار التي تحتمل ُ الصدق والكذبَ )( كأخبار البلاد والاماكن النائية والملوك الماضية التيِ
تناقلتها الكافةُ عن الكافةِ ) فكما أنّ هؤلاء الملحدين يقطعون بصحّة بعض أخبار أئمتهم كلِينين وماركس، وبعض حوادث من قبلهما كنابليون، ولم يَرَوْهم ولم يشهدوا تلك الحوادثَ، كذلك نقطعُ بصحّة حوادثِ الأنبياء التي تناقلتها الكافةُ عن الكافة.
ثبات أنّه صادقٌ في جميع ما أخبر به وبلّغه عن الله:
************************** ************
فإذا عُرِف معنى المعجزة دلّ العقل ُ على أنّ الذي قام بدعوى النبوّة ِ
يتحتم تصديقه فيما دعا إليه من وجود صانع للعالم هو الله الذي تجب ُ عبادته وأنّ هذا النبيّ مُبلّغ ٌ عنه وكان ذلك في تقدير ِ منزلة ِ قول الله: " صدق عبدي في كلّ ما يُبلّغُ عنّي "، أي لو لا أنّه صادق ٌ في دعواه لما أظهر الله له هذه المعجزةَ َ.
القرءان الكريم :
*************
إنه من المعلوم والثابت الذي يُذعن له كل منصف ويصدق به كلّ عاقل ٍ أنّ القرءان الكريم استمرت ومازالت رُغم توالي الحُقُب ِ ومرور ِ السنين بما فيه من الاعجاز العظيم على مختلف أغراضِ العلم , كيف لا وهو الكتابُ الذي يقول ُ الله فيه: " قل لئن اجتمعت الانس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ٍ ظهيراً ". الاسراء \88 .
وسنتكلم ان شاء الله عن ثلاثة وجوه ٍ من الاعجاز ِ في القرءان الكريم:
أ) أحدها ما يتضمن الإخبار َ عن الغيب وذلك مما لا يقدِرُ عليه البشرُ، ولا سبيل لهم إليه.
من ذلك قوله تعالى: " غُلِبت الروم ُ * في أدنى الارضِ وهم من بعدغَلَبِهِم سَيَغْلِبون * في بضع ِ سنين ". ( الروم ) فظهرت الروم على فارسَ بعدما هُزموا قبل ذلك ببضع سنين. ( تسع سنين )
ب) الوجه الثاني: الإعجاز اللغوي فهو في أعلى طبقات ِ البلاغةِ والفصاحة ِ التي لا يأتي بمثلها بشرٌ ولهذا كان فيه تحدٍ لكفّار قريش.
وإنّ من شواهد ِ ما نقول ُ ما ذكره الأصمعي أنه سمِع في البيداء فتاةً تُنشدُ الشعر فقال: يا جارية ما أبلغك ِ"، قالت: وَيْحَكَ وهل هذا بلاغة ٌ في جَنْبِ قولهِ عزّ وجلّ: " وأوحينا إلى أم ّ موسى أن أرضعيه فإذا خِفتِ فألقيه في اليم ّ ِ ولا تخافي ولا تحزني إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين ". ( القصص ) فقد جمع فيها بين أمرين : قوله أرضعيه وقوله فألقه في اليم، ونهيَيْنِ قوله ُ: " ولا تخافي ولا تحزني " وبشارتين قوله:" إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " في ءاية واحدة.
حتى أن بعض كفار قريش لما سمع القرءان مدحه وأثنى عليه منهم الوليد ُ بن ُ المغيرة لما سمع الاية: { إن الله يأمر ُ بالعدل ِ والاحسان ِ وإيتاءِ ذي القُربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكر ِ والبغي يَعِظُكُم لعلكم تذكرون}، فقال : إن به لحلاوة ً وإن عليه لطلاوة ً، وإن أوله لمثمر ٌ وإن آخرَه لمُغدِقٌ وما هذا بقول بشر ٍ.
ج) الوجه الثالث : هو الإعجاز العلمي ُ، فقد جاءت أبحاث ٌ وتجارب ُ عديدة ٌ موافقةٌ لما نصّ عليه القرءان ومن ذلك:
1- أثبت أهل الطِبِ أن الإحساس بألم ِ الحريق محصور ٌ بالجلد لأن نهايات الاعصاب ِ المتخصصةِ بالاحساس بالحرارة ِ والبرودةِ محصورة بالجلد ولو ذاب الجلد ُ فلن يشعر َالانسان ُ في الدنيا بألم ِ الحريق ِ والله تعالى يقول ُ في القرءان: " كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب". ( سورة النساء).
2- أثبت الطِبُ الجَنينيُ أن الجنين َ يُحفظ ُ في بطن أمه من وصول النور إليه بواسطة أغشية ٍ ثلاثةٍ وتُشكِل ُ هذه الأغشية ُ الثلاثة ُ .. ثلاث طبقاتٍ مظلمة ٍ تمنع ُ وصول النور الى الجنين. هذه الأغشية عُرفت بواسطة أجهزة مِخبريةٍ متطورة ٍ وهذه الأجهزة لم تكن في زمن ِ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا حتى قبل سبعين َ عاما ً لم تكن هذه الاشياء ُ معروفة ً وقد قال الله تعالى في القرءان: " يَخلُقُكم في بطون ِ أمهاتكم خلقاً من بعد خلق ٍ في ظلمات ٍ ثلاث ".( سورة الزمر).
تعليق