بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذاقمت بجولة صغيرة فى منتديات النصارى تجدهم يسعون الى اثبات حقيقة واحدة
( ان الاسلام هو دين الجهل والاساطير والخرافات )
وطبعا يسعون الى اثبات ذلك عن طريق ايراد الشبهات والاحاديث المنكرة والموضوعة وتحريف الايات وما الى ذلك ولا اسال عن ذلك فهذا شان كل ضال مضل ولكن السؤال الحقيقى هو
( اذا كانت المسيحية هى دين العلم والتقدم والبعد عن الخرافات فلماذا تحولت شعوب وامم بل وعلماء من المسيحية الى الاسلام ؟ ولماذا لم تتحول الامم الاسلامية الى المسيحية حتى الان ؟
ان الاجابة على مثل هذا السؤال تتضمن احتمالين
اولا ان يكون هذا التحول ناتج عن شدة قوة الاسلام امام قوةالمسيحية
ثانيا ان يكون هذا التحول ناتج عن ضعف المسيحية نفسها امام الاسلام
اذا ناقشنا
الاحتمال الاول وهو قوة الاسلام امام المسيحية فيجب ان نضع عدة احتمالات
1 ان هذه القوة نتجت عن استخدام الاكراه والقهر على اعتناق الاسلام ويمكن الرد على ذلك بابسط دليل وهو ان امريكا و انجلترا وكندا واندونسيا واستراليا وغيرها لم تخضع يوما لحكم المسلمين فلماذا ينتشر فيها الاسلام
ولماذا يوجد نصارى حتى اليوم فى بلاد المسلمين
2 ان هذه القوة نتجت عن استخدام الاموال والرشاوى ويمكن الرد ببساطة لماذا اذن ينتشر فى امريكا وانجلترا واوروبا ونحن نتسول منهم معونتهم
3 ان هذه القوة نتجت نتيجة الوعود الزائفة والامانى الوهمية بوجود مقابل مجزى ويمكن الرد ان المسلمين لايعطون وعودا الا وعد بالجنة فى الاخرة فهى ليست مقابل دنيوى يمكن اغراء اى احد به
4 ان هذه القوة نتجت عن اباحة الشهوات والمغريات ويمكن الرد بان الاسلام قد امر متبعيه بالبعد عنها فلم يحل خمرا او زنا او ربا او شهوات محرمة بل انه اكثر من الواجبات من صلاة وصوم وحج وزكاة على متبعيه
5 ان هذه القوة نتجت عن استخدام الخرافات والاساطير التى تشد العامة من البشر فيكون الرد ان المسيحية احتوت على الاف الاساطير والخرافات من تنانين وطير باربع ارجل والهة متجسدة وغير ذلك
6 ان هذه القوة نتجت عن استخدام اساليب الخداع والتمويه والتحايل والمكر فيمكن الرد ان الذين اسلموا من قساوسة ومنصرين وشمامسة كانوا مؤيدين وممتلئين من الروح القدس فلماذا لم تكشف لهم هذا الخداع ام انها خدعت هى ايضا
7 ان هذه القوة نتجت عن استخدام اساليب الشهرة والصيت لمن يسلم ويمكن الرد بان الكثير ممن يسلم يوميا ولا نعلم حتى اسمائهم عكس من يتنصر يحاط بالاضواء ويشتهر اسمه
7 ان هذه القوة نتجت عن استخدام اساليب الشهرة والصيت لمن يسلم ويمكن الرد بان الكثير ممن يسلم يوميا ولا نعلم حتى اسمائهم عكس من يتنصر يحاط بالاضواء ويشتهر اسمه
8 ان هذه القوة نتجت عن معايشة الاسلام لمشاكل الزمان والمكان ولما لا ونحن نرى ان كل مشكلات العالم الاقتصادية والاخلاقية والمالية والاجتماعية قد وضع لها الاسلام حلولا وقواعد
9 ان هذه القوة نتجت عن اسلوب الحوار والحكمة والعقل التى افتقدتها المسيحية فى تعاليمها
10 ان هذه القوة نتجت عن صدق عقيدة ومنهج وحجج دامغة واسس راسخة ما جعلها تصمد وتتحدى اكثر من الف واربعمائة عام نعم فقد وصل الاسلام من فرد واحد وهو محمد صلى الله عليه وسلم الى ربع سكان الارض من المسلمين كتابهم لم يتغير ولم يتبدل منذ نزوله الى اليوم بل ويتحدى الانس والجن بعظمته تنبعث منه شريعة ذات اسس وقواعد ثابته لايعتريها نقص او زوال رجالها كالاسد فى شجاعتهم وتضحياتهم فى الدفاع عن عقيدتهم لم تغرهم الدنيا بزينتها ولم تثنيهم الابتلاءات عن واجبهم مدافعين عن الحق مناهضين للظلم متصدين للباطل
اما اذا نظرنا الى
الاحتمال الثانى وهو ان يكون هذا التحول ناتج عن ضعف المسيحية نفسها امام الاسلام فيجب ان نضع عدة احتمالات
1 ان هذا الضعف ناتج عن ضعف العقيدة نفسها وهو مانراه من اضطراب حول حقيقة الله والمسيح ومريم والروح القدس فتارة تجد ان المسيح هو الله المتجسد وتارة هو ابن الله المتجسد وتارة هو ثالث ثلاثة وتارة مريم هى ام الله وتارة هى الهه وتارة هى امراة عادية وتارة المسيح رفع ناسوتا او لاهوتا والصلب ناسوتا او لاهوتا والكثير من الاضطرابات فى اسس العقائد بين الطوائف الكنسية فهل يؤدى مثل هذا الاضطراب الا الى الضعف
2 ان هذا الضعف ناتج عن ضعف المصدر ذاته وهو الكتاب المقدس الذى هو الى الان مصدر جدل بين علماء المسيحية انفسهم فتجد الاف النسخ من الاناجيل مجهولة المصدر ومتضاربة الاحكام والروايات بين بعضها البعض
حتى المتفق عليها مختلف فيها ومتضاربة فيما بينها
3 ان هذا الضعف ناتج عن ضعف رجال الكنيسة ولما لا ونحن نرى ونسمع كل يوم عن فضائحهم الاخلاقية من زنا و تعري وسكر واغتصاب وشذوذ ما اضعف من شان الكنيسة نفسها
4 ان هذ الضعف ناتج عن البعد عن الكنيسة وتعاليمها واسال هل كان المتمسكون بالكنيسة نفسها بعيدا عن الاتهام حتى نتهم غير المتمسكين بها
5 ان هذا الضعف ناتج عن فقد المسيحية لروح المعايشة ولما لا ونحن نرى كل يوم من يطالب الكنيسة بحل مشاكل متبيعها من زواج وطلاق وعنوسة ومشاكل مادية واجتماعية واخلاقية
6 ان هذا الضعف ناتج عن فقد القيم الاخلاقية والروحية المنبعثة من كتابهم ولما لا ونحن لانرى الانبياء فى كتابهم الا وهم زناة او عراة او شاربي خمر او لصوص او سفاحين وغير ذلك من الصفات التى يخجل الانسان امامها
7 ان هذا الضعف ناتج عن فقد المسيحية لمفهوم الرسالات السماوية فلا معنى لعبادة او طاعة اذ ان كل من امن بالرب يسوع مخلصا فهوداخل فى ملكوت الله دون فعل لطاعة او امتناع عن معصية
وتبقى الحقيقة
اذا كان تحول الامم المسيحية الى امم اسلامية هو تحول من علم الى جهل او من نور الى ظلام او من حقيقة الى خرافة كما يصفونه فهى اكبر شهادة منهم على ضعف عقيدتهم وقوة عقيدتنا
كيف ذلك
لانه لو كان ما يقولونه حقيقة لكان حجة عليهم لاسباب
اولا
ان الكنيسة هى المسؤلة عن ضعف متبعيها حتى جعلتهم دون عقل قادر على ان يميز بين الحقيقة والخرافة وبين النور والظلمة وبين العلم والجهل مما جعلهم يسيرون خلف كل مناد كمن يسير خلف سراب دون ادراك او وعى ولو كانت علمتهم استخدام العقل لكان بامكانهم التمييز بين ما يدعون انه حق وبين ما يزعمون انه باطل فلا يمكن ان يسير عاقل خلف غيره الا فى حالتين ان يكون فاقد لعقله او ان يرى ان الاخر هو اعقل منه
ثانيا
ان الكنيسة هى المسؤلة عن اشباع عقول متبعيها بالخرافات حتى اصبحوا يصدقون اى خرافة جديدة يسمعونها ولا ينكرونها فان الانسان حين يعتاد خرافة او اسطورة ما تجده يالفها اذا وجد ما يشابهها فلا ينكرها ولو كانت علمتهم البعد عن الخرافات والضلالات الموجودة فى كتابهم لما اتبع متبعيها خرافات جديدة بزعمهم حيث يصعب على من يرى النور ان يتبع الظلام
ثالثا
ان الكنيسة بلغت من الضعف مبلغا لم تستطع معه صد قوة الاسلام ومواجهتها حيث وقفت عاجزة بكل مالديها من مقومات عن صد هذا الانتشار الاسلامى او حتى تثبيت متبعيها او ارجاع المسلمين منهم الى حظيرتها ثانية
ليس من الغريب اذا اتباع الاديان والعقائد الوثنية للمسيحية ففكرة الصلب والتجسد والقيام من بين الاموات موجودة عندهم لاينكرونها فهى مالوفة عندهم ومتوافقة معها اما بالنسبة للمسلمين فهم ينكرونها اشد النكران بل وينفرون منها لذلك لا ترضاها نفوسهم ولا تطيب بها فهى متضادة معها
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين