الرد على اعجاز الشعر العربى يتحدى اعجاز القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

عمر المختار مسلم اكتشف المزيد حول عمر المختار
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر المختار
    14- عضو مخضرم

    • 11 يون, 2009
    • 2570
    • طالب بكلية الآداب قسم الاعلام
    • مسلم

    الرد على اعجاز الشعر العربى يتحدى اعجاز القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وأنا بابحث فى موقع من المواقع المهاجمة للاسلام والتى تثير دائما شبهات حوله وبسبب عدد روادها الكبير تكمن خطورتها كمان بسبب ان عدد كبير من شبهاتهم غير مردود عليها من المواقع الاسلامية المختصة فشعرت ان من واجبى أشوف بعض اللى فيه من شبهات خصوصا زى ماذكرت اللى ماحدش رد عليها وأحاول أرد عليها على الرغم من علمى المتواضع أو لو حاجة صعبة أسأل حد من الاخوة هنا المهم وأنا بابحث لقيت الشبهة البائسة دى:
    كثيرا ما يحاول إخوتنا المسلمين إقناعنا بأن القرأن هو إعجاز، ويستندون في ذلك لما يدعونه إعجازا لغويا، فهو (كما يقولون ويقتنعون) معجز لغويا ولا يستطيع الإنسان الإتيان بمثله
    لكن بكل أسف فإن إخوتنا الأحباء يرددون هذه الكلمات بدون وعي أو فهم، فهم قد سمعوا ذلك لكن لم يحاولوا البحث بأنفسهم إذا كان فعلا معجز لغويا للعرب ولفطرتهم الطبيعية في سرد الشعر أم لا
    نعاين سويا بعضا من الأبيات الشعرية وغرائبها لنستدل بها على مدى حنكة وفطرة العرب في تلاوة الشعر، فهل يكون القرأن معجز لمثل هؤلاء، وهل أتى بما أتي به هؤلاء؟؟
    قصيدة شعرية عجيبة ، نظمهاإسماعيل بن أبي بكر المقري والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحا ، وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذما ،وإليكم بعضا من هذه القصيدة
    من اليمين إلى اليسار … في المدح
    طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا ,,,,,,,, رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
    وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ ,,,,,,,, سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
    جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا ,,,,,,,, حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا

    من اليسار إلى اليمين … في الذم
    رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ ,,,,,,,, حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
    عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا ,,,,,,,, خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
    كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ ,,,,,,,, كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا

    ومن عجائب الشعر كذلك
    ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
    صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال
    وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال
    محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال

    الغريــب فيـــــــه أنــك تستطيـــع قراءته أفقيــا ورأسيـــا

    وهذه قصيده عباره عن مدح لنوفل بن دارم اذا اكتفيت بقراءة الشطرالاول من كل بيت فإن القصيده تصبح هجـــــاء
    قصيدة المدح
    إذا أتيت نوفل بندارم ,,,,,,,, امير مخزوم وسيف هاشم
    وجــدته أظلم كل ظــالم ,,,,,,,, على الدنانيرأو الدراهم
    وأبخل الأعراب والأعـاجم ,,,,,,,, بعـــرضه وســره المكـاتم
    لا يستحي مـن لوم كل لائـم ,,,,,,,, إذا قضى بالحق في الجرائم
    ولا يراعي جانب المكارم ,,,,,,,, في جانب الحق وعدل الحاكم
    يقرعمن يأتيه سن النادم ,,,,,,,, إذا لم يكن من قدم بقادم

    قصيدة الذم
    إذا أتيت نوفل بن دارم ,,,,,,,, وجدتــه أظلـم كل ظـــالم
    وأبخل الأعراب والأعاجم ,,,,,,,, لا يستحي من لوم كل لائم
    ولا يراعي جانب المكارم ,,,,,,,, يقرع من يأتيه سن النادم

    فهل بعد هذا القليل من الشعر يعتبر القرأن فعلا إعجازا لغويا ولو إجتمعت الإنس والجن لما أتت بمثله؟؟

    بصراحة أنا من قراء الشعر العربى لذلك أعرف الكثير عنه وأعرف ان هذه القصائد يستطيع أن يكتبها أى شاعر موهوب ان أراد ولكن ستلزم منه بعض المجهود وأبلغ رد على هذا الكلام هو شهادة الوليد بن المغيرة عن القرآن وهو كان من أكثر كفار قريش معاداة للاسلام وكان أيضا من أكثر العرب معرفة بالشعر واللغة العربية :
    عن ابن عباس قال إن الوليد بن المغيرة ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فقال اقرأ علي . فقرأ عليه إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى الآية فقال أعد . فأعاد . فقال والله إن له لحلاوة . وإن عليه لطلاوة . وإن أعلاه لمثمر . وإن أسفله لمغدق . وإنه ليعلو ولا يعلى عليه . وإنه ليحطم ما تحته . وما يقول هذا بشر .
    { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
  • _الساجد_
    مشرف قسم النصرانية

    • 23 مار, 2008
    • 4599
    • مسلم

    #2
    ليس كل كلمتين مسجوعتين موزونتين على إيقاع وقافية يطلق عليه شعراً .. فالشعر له أسس ونظام يسير عليه الشاعر ..
    هناك علم العروض والقافية والذي يرى بعض العلماء تعلمه فرض كفاية لأنه به نعرف الشعر من غيره .. والقرآن الكريم لا يسير على نسق الشعر ولا الرجز .. ويضحكني من يقارن بين القرآن وشعر التفعيلة .. أو ما يسمى بالشعر الحديث .. أو الشعر المنثور .. فشتان بين هذا وهذا ..
    ما ورد من أبيات فى المشاركة السابقة توحي بقدرة الشاعر على انتقاء الألفاظ واختيار أنسب المواضع لها ..
    أما فى حالة القرآن فالأمر يختلف .. فإنه كانت تنزل الآيات فى موقف فجأة وأمام أعين الصحابة .. ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم الوقت الكافي للتفكير فى انتقاء ألفاظه لتوحي بالمعنى المراد بدقة متناهية ..
    ونحن عندما نقول إن القرآن معجز فى لفظه ومتنه لا نقارنه بإعجاز شعراء .. فالقرآن لا هو بشعر ولا هو بنثر بل هو كما هو قرآن كريم ..

    تعليق

    • عمر المختار
      14- عضو مخضرم

      • 11 يون, 2009
      • 2570
      • طالب بكلية الآداب قسم الاعلام
      • مسلم

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_
      ليس كل كلمتين مسجوعتين موزونتين على إيقاع وقافية يطلق عليه شعراً .. فالشعر له أسس ونظام يسير عليه الشاعر ..
      هناك علم العروض والقافية والذي يرى بعض العلماء تعلمه فرض كفاية لأنه به نعرف الشعر من غيره .. والقرآن الكريم لا يسير على نسق الشعر ولا الرجز .. ويضحكني من يقارن بين القرآن وشعر التفعيلة .. أو ما يسمى بالشعر الحديث .. أو الشعر المنثور .. فشتان بين هذا وهذا ..
      ما ورد من أبيات فى المشاركة السابقة توحي بقدرة الشاعر على انتقاء الألفاظ واختيار أنسب المواضع لها ..
      أما فى حالة القرآن فالأمر يختلف .. فإنه كانت تنزل الآيات فى موقف فجأة وأمام أعين الصحابة .. ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم الوقت الكافي للتفكير فى انتقاء ألفاظه لتوحي بالمعنى المراد بدقة متناهية ..
      ونحن عندما نقول إن القرآن معجز فى لفظه ومتنه لا نقارنه بإعجاز شعراء .. فالقرآن لا هو بشعر ولا هو بنثر بل هو كما هو قرآن كريم ..
      فعلا القرآن ليس شعرا ولا حتى نثرا كما قال طه حسين لذلك فنصه ليس شعرا حتى نقارنه بالشعر القصائد اللى فوق توضح مهارة شعراء فى جعل القصيدة لها شقان أو ثلاثة يعنى تفعيلتين و ثلاثة مش تفعيلة واحدة يعنى جزئين أو ثلاثة فى قصيدة واحدة أو قصيدة واحدة على هيئة جزئين او ثلاثة المهم ألف شكر على مرورك واضافتك الجميلة أخى الكريم الساجد وتقبل خالص تحياتى
      { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

      تعليق

      • مسلم لا يريد الشهرة
        مشرف شرف المنتدى

        • 5 ماي, 2009
        • 1129
        • مهندس
        • مسلم

        #4
        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

        أخي الكريم عمر الخيام، الشعر العربي في الجاهلية هو أبلغ كلام العرب، بعد القرآن الكريم، و الشعر هو الشعر العمودي و ليس ما يسمى بشعر التفعيلة الذي ابتكره من فقدوا زمام اللغة العربية، و عجزوا عن نظم الفوافي لضعف لغتهم العربية و ضعف معرفتهم بالمفردات، أو لضعف موهبتهم.

        إذن يمكن القول أن فصاحة الكلام تقاس على فصاحة الشعر الجاهلي، و لو قرأت بعض ما كتب عن سيرة زهير بن أبي سلمى مثلا لوجدت أنه كان ينظم القصيدة في شهر، ثم ينقحها في عام، و المعنى أنه كان يبني عظم القصيدة و هيكلها و يختار وزنها أو بحرها و قافيتها و الأفكار العامة للقصيدة ثم يكتب الأبيات، و يستمر في تغيير المفرادات و ترتيبها ليصل إلى ما يريد، و هاك نبذة عن زهير من موقع الموسوعة العالمية للشعر العربي:
        (زُهَير بن أبي سُلمَى: - 13 ق. هـ / ? - 609 م
        زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر. حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة.
        ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته التي مطلعها:أمن أم أوفى دمنة لم تكلم، ويقال : إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.)

        http://www.adab.com/modules.php?name...t=ssd&shid=252

        و على ذلك يمكن أن تقول عن أغلب الشعراء، صحيح أن بعضهم كان يرتجل الشعر، و لكنهم مصنفون في مراتب أقل في البلاغة من امرؤ القيس و زهير و عنترة مثلا، و أما الإعجاز في القرآن الكريم، فليس إعجازا لغوي فقط و إلا لصلحت هذه المقارنات التي يعقدونها مع الشعر، و هذا ما لم يقل بها أحد لا من المسلمين و لا من العرب المشركين الذين أبوا الإسلام، و لكن، القرآن الكريم يتضمن:

        1 - الفصاحة أو البلاغة اللفظية، في المفردات و التراكيب و الصور، بحيث إن كل لفظ و تركيب و صورة تؤدي وظيفتها في مكانها، بما لا ينفع معه استبدال اللفظ أو التركيب أو الصورة بآخر يشابهه، بحيث عجز أعداء الإسلام عن الإتيان بمثله بالرغم من التحدي القائم، منذ أُنزل القرآن.

        2 - بيان العقيدة الإسلامية و التعبير عمها بوضوح لا يقبل الغموض و لا لبس فيه سواء في عقائد المشركين أو عقائد أهل الكتاب، أو أركان العقيدة الإسلامية ذاتها و التي يأمر الله سبحانه و تعالى بالإيمان بها من خلال القرآن الكريم.

        3 - الإعجاز العلمي و التاريخي الذي أثبته العلم الحديث، سواء في التاريخ أو في المجالات العلمية المختلفة.

        4 - التوجيهات و الآداب السامية، و التشريعات التي لا يمكن أن يقال أنها من وضع بشر نظرا لمنطقيتها و عدالتها، و تكاملها، و اتفاقها مع العقل.

        و هنا نقل لبعض شهادات الكفار و المسلمين قبل إسلامهم و بعض المستشرقين:

        أخرج مسلم عن أبي ذر قَالَ:قَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ( بِثَلَاثِ سِنِينَ . قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ . قُلْتُ :فَأَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ :أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي ،أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ ، كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ ،فَقَالَ أُنَيْسٌ :إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي . فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (424)عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ ، فَقُلْتُ :مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ . قُلْتُ :فَمَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ :يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ –وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ –قَالَ أُنَيْسٌ :لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ ،وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . قَالَ قُلْتُ :فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ . قَالَ :فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ ،فَقُلْتُ :أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ ،فَقَالَ :الصَّابِئَ . فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ (425) وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ،قَالَ :فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ . قَالَ :فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا ،وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ...)(426).

        (وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(427) من طريق عكرمة ، أو سعيد عن ابن عباس :أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ،فقال :إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا ، فقالوا :فأنت يا أبا عبد شمس فقل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال: بل أنتم فقولوا لأسمع . فقالوا :نقول كاهن . فقال :ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره . فقالوا :نقول : مجنون . فقال :وما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . قال :فنقول: شاعر . قال :فما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر . قال :فنقول : ساحر. قال :فما هو ساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا عقده . فقالوا :ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال :والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمعذق وإن فرعه لجنى ،فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا : ساحر . فتقولوا : هذا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عند ذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره ،فأنزل الله عز وجل في النفر الذين كانوا معه ، ويصفون له القول في رسول الله فيما جاء به من عند الله : ( الذين جعلوا القرآن عضين ( أي أصنافا ( فوربك لنسألنهم أجمعين ) أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله لمن لقوا من الناس ،قال :وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله ، وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .

        وأخرج أبو نعيم(428) من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، قال :أقبل الوليد بن المغيرة على أبي بكر يسأله عن القرآن ،فلما أخبره خرج على قريش ،فقال :يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا سحر ، ولا بهُذاء مثل الجنون ، وان قوله لمن كلام الله .

        وأخرج ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم(429) ، عن ابن عباس قال :قام النضر بن الحارث ابن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ،فقال :يا معشر قريش ، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم : قلتم ساحر . لا والله ما هو بساحر ؛ قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن . لا والله ما هو بكاهن ؛ قد رأينا الكهنة وحالهم وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر . لا والله ما هو بشاعر ؛ لقد روينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون . لا والله ما هو بمجنون؛ لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش انظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .

        وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(430) ، عن محمد بن كعب ، قال :حُدَّثْتُ أن عتبة بن ربيعة قال ذات يوم ورسول الله ( في المسجد :يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه ، فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها ويكف عنا ؟ قالوا :بلى يا أبا الوليد . فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ( ،قال عتبة :يا محمد أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فلم يجبه قال :فبم تشتم آلهتنا ، وتضلل آباءنا ،فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت ، وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي بنات قريش شئت ، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستعين بها أنت وعقبك من بعدك . ورسول الله ( ساكت ولا يتكلم ، حتى إذا فرغ عتبة ،قال رسول الله :يا أبا الوليد . قال :نعم . قال :فاسمع مني . قال :افعل . فقال رسول الله ( : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ( فمضى رسول الله فقرأها عليه ، فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلف ظهره معتمدا عليهما ، يسمع منه حتى انتهى رسول الله إلى السجدة فسجد فيها ،ثم قال :سمعت يا أبا الوليد ؟ قال :سمعت. قال :فأنت وذاك . فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض :نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم ،قالوا :وما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا السحر ، ولا الكهانة ،يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به . قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه . فقال :هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم)(431).

        وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين :

        -يقول إبراهيم خليل(432):( يرتبط هذا النبي ( بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح –عليه السلام- في قوله عنه:(ويخبركم بأمور آتية) ، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم ، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان ، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه ؛ من طب وفلك و جغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ… ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف ..)(433) .

        وقال : ( أعتقد يقينا أني لو كنت إنسانا وجوديا ، لا يؤمن برسالة من الرسالات السماوية، وجاءني نفر من الناس وحدثني بما سبق به القرآن العلم الحديث في كل مناحيه ؛ لآمنت برب العزة والجبروت خالق السماوات والأرض ، ولن أشرك به أحدا)(434).

        وقال بلاشير(435): (إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً و يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ، تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف ، إن الخليفة المقبل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المعارض الفظ في البداية للدين الجديد ،قد غدا من أشد المتحمسين لنصرة الدين عقب سماعه لمقطع من القرآن ، وسنورد الحديث فيما بعد عن مقدار الافتتان الشفهي بالنص القرآني بعد أن رتله المؤمنـون )(436).

        وقالت بوتر(437) :(عندما أكملت قراءة القرآن الكريم ، غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها ، وإنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية ، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية ، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة ، وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة )(438).

        وقالت بوتر أيضا: (كيف استطاع محمد ( الرجل الأمي ، الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم ،والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها ؟ لابد إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عز وجل )(439).

        قال بوكاي(440): (لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم ،وذلك دون أي فكر مسبق ، وبموضوعية تامة بحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث ،وكنت أعرف قبل هذه الدراسة ،وعن طريق الترجمات ،أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، لكن معرفتي كانت وجيزة ،وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي ، استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها ، أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث ، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعـهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتـاب الأول،أي سفر التكوين فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينـها وبين أكثر معطيات العلم رسوخـاً في عصـرنا ، وأما بالنسبة للأناجيل ،فإننا نجد نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا،وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض)(441) .

        وقال حتي(442) : (إن أسلوب القرآن مختلف عن غيره،ثم إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر ،ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه . هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى)(443).

        وقال أرنولد(444) :(.. (إننا) نجد حتى من بين المسيحيين مثل الفار (الإسباني) الذي عرف بتعصبه على الإسلام ،يقرر أن القرآن قد صيغ في مثل هذا الأسلوب البليغ الجميل ،حتى إن المسيحيين لم يسعهم إلا قراءته والإعجاب به)(445).

        ولقد ألف الدكتور مراد هوفمان –سفير ألمانيا السابق بالرباط- كتاب (الإسلام كبديل)(446)، وفيه شهادات كثيرة على إعجاز القرآن وصدقه ، وصدق النبي ( وكمال التشريع.

        إلى آخر تلك الشهادات الطويلة على صدق القرآن وإعجازه .

        قارن بين هذا الكلام وكلام نصر أبو زيد عندما يقول: (إن إعجاز القرآن ليس إلا في تغلبه على الشعر وسجع الكهان ، ولكنه ليس معجزا في ذاته)(447).
        http://www.ebnmaryam.com/web/modules...ticle&sid=1033

        هذا هو إعجاز القرآن الكريم، و ليس العكوف على بضع أبيات لترتيبها و اختيار كلماتها و مفرداتها لتحقيق غاية معينة، يمكن تحقيقها ببعض الجهد و الوقت و المهارة، و الواقع أن هذه الشبهة تذكرني بتلك النكتة التي ألفها بعضهم، على هيئة رسالة حب لزوجته، و أوصاها أن تقرأ سطرا و تترك آخر، فخرجت و كأنها رسالة سفاح كاره و سادي، يعشق سفك دماء زوجته و تمزيقها أشلاءا.

        تعليق

        • عمر المختار
          14- عضو مخضرم

          • 11 يون, 2009
          • 2570
          • طالب بكلية الآداب قسم الاعلام
          • مسلم

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مسلم لا يريد الشهرة
          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

          أخي الكريم عمر الخيام، الشعر العربي في الجاهلية هو أبلغ كلام العرب، بعد القرآن الكريم، و الشعر هو الشعر العمودي و ليس ما يسمى بشعر التفعيلة الذي ابتكره من فقدوا زمام اللغة العربية، و عجزوا عن نظم الفوافي لضعف لغتهم العربية و ضعف معرفتهم بالمفردات، أو لضعف موهبتهم.

          إذن يمكن القول أن فصاحة الكلام تقاس على فصاحة الشعر الجاهلي، و لو قرأت بعض ما كتب عن سيرة زهير بن أبي سلمى مثلا لوجدت أنه كان ينظم القصيدة في شهر، ثم ينقحها في عام، و المعنى أنه كان يبني عظم القصيدة و هيكلها و يختار وزنها أو بحرها و قافيتها و الأفكار العامة للقصيدة ثم يكتب الأبيات، و يستمر في تغيير المفرادات و ترتيبها ليصل إلى ما يريد، و هاك نبذة عن زهير من موقع الموسوعة العالمية للشعر العربي:
          (زُهَير بن أبي سُلمَى: - 13 ق. هـ / ? - 609 م
          زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر. حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة.
          ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته التي مطلعها:أمن أم أوفى دمنة لم تكلم، ويقال : إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.)

          http://www.adab.com/modules.php?name...t=ssd&shid=252

          و على ذلك يمكن أن تقول عن أغلب الشعراء، صحيح أن بعضهم كان يرتجل الشعر، و لكنهم مصنفون في مراتب أقل في البلاغة من امرؤ القيس و زهير و عنترة مثلا، و أما الإعجاز في القرآن الكريم، فليس إعجازا لغوي فقط و إلا لصلحت هذه المقارنات التي يعقدونها مع الشعر، و هذا ما لم يقل بها أحد لا من المسلمين و لا من العرب المشركين الذين أبوا الإسلام، و لكن، القرآن الكريم يتضمن:

          1 - الفصاحة أو البلاغة اللفظية، في المفردات و التراكيب و الصور، بحيث إن كل لفظ و تركيب و صورة تؤدي وظيفتها في مكانها، بما لا ينفع معه استبدال اللفظ أو التركيب أو الصورة بآخر يشابهه، بحيث عجز أعداء الإسلام عن الإتيان بمثله بالرغم من التحدي القائم، منذ أُنزل القرآن.

          2 - بيان العقيدة الإسلامية و التعبير عمها بوضوح لا يقبل الغموض و لا لبس فيه سواء في عقائد المشركين أو عقائد أهل الكتاب، أو أركان العقيدة الإسلامية ذاتها و التي يأمر الله سبحانه و تعالى بالإيمان بها من خلال القرآن الكريم.

          3 - الإعجاز العلمي و التاريخي الذي أثبته العلم الحديث، سواء في التاريخ أو في المجالات العلمية المختلفة.

          4 - التوجيهات و الآداب السامية، و التشريعات التي لا يمكن أن يقال أنها من وضع بشر نظرا لمنطقيتها و عدالتها، و تكاملها، و اتفاقها مع العقل.

          و هنا نقل لبعض شهادات الكفار و المسلمين قبل إسلامهم و بعض المستشرقين:

          أخرج مسلم عن أبي ذر قَالَ:قَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ( بِثَلَاثِ سِنِينَ . قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ . قُلْتُ :فَأَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ :أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي ،أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ ، كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ ،فَقَالَ أُنَيْسٌ :إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي . فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (424)عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ ، فَقُلْتُ :مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ . قُلْتُ :فَمَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ :يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ –وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ –قَالَ أُنَيْسٌ :لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ ،وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . قَالَ قُلْتُ :فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ . قَالَ :فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ ،فَقُلْتُ :أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ ،فَقَالَ :الصَّابِئَ . فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ (425) وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ،قَالَ :فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ . قَالَ :فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا ،وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ...)(426).

          (وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(427) من طريق عكرمة ، أو سعيد عن ابن عباس :أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ،فقال :إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا ، فقالوا :فأنت يا أبا عبد شمس فقل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال: بل أنتم فقولوا لأسمع . فقالوا :نقول كاهن . فقال :ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره . فقالوا :نقول : مجنون . فقال :وما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . قال :فنقول: شاعر . قال :فما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر . قال :فنقول : ساحر. قال :فما هو ساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا عقده . فقالوا :ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال :والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمعذق وإن فرعه لجنى ،فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا : ساحر . فتقولوا : هذا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عند ذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره ،فأنزل الله عز وجل في النفر الذين كانوا معه ، ويصفون له القول في رسول الله فيما جاء به من عند الله : ( الذين جعلوا القرآن عضين ( أي أصنافا ( فوربك لنسألنهم أجمعين ) أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله لمن لقوا من الناس ،قال :وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله ، وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .

          وأخرج أبو نعيم(428) من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، قال :أقبل الوليد بن المغيرة على أبي بكر يسأله عن القرآن ،فلما أخبره خرج على قريش ،فقال :يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا سحر ، ولا بهُذاء مثل الجنون ، وان قوله لمن كلام الله .

          وأخرج ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم(429) ، عن ابن عباس قال :قام النضر بن الحارث ابن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ،فقال :يا معشر قريش ، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم : قلتم ساحر . لا والله ما هو بساحر ؛ قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن . لا والله ما هو بكاهن ؛ قد رأينا الكهنة وحالهم وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر . لا والله ما هو بشاعر ؛ لقد روينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون . لا والله ما هو بمجنون؛ لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش انظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .

          وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(430) ، عن محمد بن كعب ، قال :حُدَّثْتُ أن عتبة بن ربيعة قال ذات يوم ورسول الله ( في المسجد :يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه ، فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها ويكف عنا ؟ قالوا :بلى يا أبا الوليد . فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ( ،قال عتبة :يا محمد أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فلم يجبه قال :فبم تشتم آلهتنا ، وتضلل آباءنا ،فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت ، وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي بنات قريش شئت ، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستعين بها أنت وعقبك من بعدك . ورسول الله ( ساكت ولا يتكلم ، حتى إذا فرغ عتبة ،قال رسول الله :يا أبا الوليد . قال :نعم . قال :فاسمع مني . قال :افعل . فقال رسول الله ( : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ( فمضى رسول الله فقرأها عليه ، فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلف ظهره معتمدا عليهما ، يسمع منه حتى انتهى رسول الله إلى السجدة فسجد فيها ،ثم قال :سمعت يا أبا الوليد ؟ قال :سمعت. قال :فأنت وذاك . فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض :نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم ،قالوا :وما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا السحر ، ولا الكهانة ،يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به . قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه . فقال :هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم)(431).

          وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين :

          -يقول إبراهيم خليل(432):( يرتبط هذا النبي ( بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح –عليه السلام- في قوله عنه:(ويخبركم بأمور آتية) ، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم ، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان ، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه ؛ من طب وفلك و جغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ… ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف ..)(433) .

          وقال : ( أعتقد يقينا أني لو كنت إنسانا وجوديا ، لا يؤمن برسالة من الرسالات السماوية، وجاءني نفر من الناس وحدثني بما سبق به القرآن العلم الحديث في كل مناحيه ؛ لآمنت برب العزة والجبروت خالق السماوات والأرض ، ولن أشرك به أحدا)(434).

          وقال بلاشير(435): (إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً و يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ، تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف ، إن الخليفة المقبل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المعارض الفظ في البداية للدين الجديد ،قد غدا من أشد المتحمسين لنصرة الدين عقب سماعه لمقطع من القرآن ، وسنورد الحديث فيما بعد عن مقدار الافتتان الشفهي بالنص القرآني بعد أن رتله المؤمنـون )(436).

          وقالت بوتر(437) :(عندما أكملت قراءة القرآن الكريم ، غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها ، وإنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية ، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية ، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة ، وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة )(438).

          وقالت بوتر أيضا: (كيف استطاع محمد ( الرجل الأمي ، الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم ،والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها ؟ لابد إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عز وجل )(439).

          قال بوكاي(440): (لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم ،وذلك دون أي فكر مسبق ، وبموضوعية تامة بحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث ،وكنت أعرف قبل هذه الدراسة ،وعن طريق الترجمات ،أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، لكن معرفتي كانت وجيزة ،وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي ، استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها ، أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث ، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعـهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتـاب الأول،أي سفر التكوين فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينـها وبين أكثر معطيات العلم رسوخـاً في عصـرنا ، وأما بالنسبة للأناجيل ،فإننا نجد نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا،وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض)(441) .

          وقال حتي(442) : (إن أسلوب القرآن مختلف عن غيره،ثم إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر ،ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه . هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى)(443).

          وقال أرنولد(444) :(.. (إننا) نجد حتى من بين المسيحيين مثل الفار (الإسباني) الذي عرف بتعصبه على الإسلام ،يقرر أن القرآن قد صيغ في مثل هذا الأسلوب البليغ الجميل ،حتى إن المسيحيين لم يسعهم إلا قراءته والإعجاب به)(445).

          ولقد ألف الدكتور مراد هوفمان –سفير ألمانيا السابق بالرباط- كتاب (الإسلام كبديل)(446)، وفيه شهادات كثيرة على إعجاز القرآن وصدقه ، وصدق النبي ( وكمال التشريع.

          إلى آخر تلك الشهادات الطويلة على صدق القرآن وإعجازه .

          قارن بين هذا الكلام وكلام نصر أبو زيد عندما يقول: (إن إعجاز القرآن ليس إلا في تغلبه على الشعر وسجع الكهان ، ولكنه ليس معجزا في ذاته)(447).
          http://www.ebnmaryam.com/web/modules...ticle&sid=1033


          هذا هو إعجاز القرآن الكريم، و ليس العكوف على بضع أبيات لترتيبها و اختيار كلماتها و مفرداتها لتحقيق غاية معينة، يمكن تحقيقها ببعض الجهد و الوقت و المهارة، و الواقع أن هذه الشبهة تذكرني بتلك النكتة التي ألفها بعضهم، على هيئة رسالة حب لزوجته، و أوصاها أن تقرأ سطرا و تترك آخر، فخرجت و كأنها رسالة سفاح كاره و سادي، يعشق سفك دماء زوجته و تمزيقها أشلاءا.
          ألف شكر على افادتك الكريمة أخى الكريم مسلم اضافة ممتازة وموثقة ألف شكر على مرورك
          { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
          رد 1
          15 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 4 أسابيع
          ردود 7
          171 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة فارس الميـدان
          ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
          رد 1
          154 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة د.أمير عبدالله
          ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
          رد 1
          158 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الراجى رضا الله
          ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
          ردود 4
          40 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة محمد,,
          بواسطة محمد,,
          يعمل...