النصارى في القرآن والسنة بين المدح والذم موضوع مهم جدًا ما يفوتك

**عبد السلام الأدنداني** · 9 أكت, 2009, 05:11 م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً، ونصب لنا الدلالة على صحته برهاناً مبيناً، وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً، ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً، وذخر لمن وافاه به ثواباً جزيلاً وفوزاً عظيماً، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراه وأسبابه.
فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون.
أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ، فلا يقبل من أحد ديناً سواه من الأولين والآخرين ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
شهد بأنه دينه قبل شهادة الأنام ، وأشاد به ورفع ذكره وسمى به أهله وما اشتملت عليه الأرحام، فقال تعالى: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الإسلام .
وجعل أهله هم الشهداء على الناس يوم يقوم الأشهاد، لما فضلهم به من الإصابة في القول والعمل والهدى والنية والاعتقاد، غذ كانوا أحق بذلك وأهله في سابق التقدير ، فقال وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم، هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير .
وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان، ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قبلا فقال: ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد له ولا ند له، ولا صاحبة له ولا ولد له، ولا كفؤ له، تعالى عن إفك المبطلين، وخرص الكاذبين، وتقدس عن شرك المشركين، وأباطيل الملحدين.
كذب العادلون به سواه وضلوا ضلالاً بعيداً.
وخسروا خسراناً مبيناً ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون * عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفوته من خلقه وخيرته من بريته.
وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده: ابتعثه بخير ملة وأحسن شرعة.
وأظهر دلالة وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين نسهم وجنهم عربهم وعجمهم حاضرهم وباديهم، الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأقصار في القرى والأمصار والأمم الخالية، ضربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر، إلى عهد المسيح أبن البشر، كلما قام رسول أخذ عليه الميثاق بالإيمان به والبشارة بنبوته حتى انتهت النبوة إلى كليم الرحمن، موسى بن عمران فأذن بنبوته على رؤوس الإشهاد بين بني إسرائيل معلنا بالأذان جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران .
إلى أن ظهر المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله وروحه وكلمته التي ألقاها إلى مريم فأذن بنبوته آذاناً لم يؤذنه أحد مثله قبله، فقام في بني إسرائيل مقام الصادق الناصح وكانوا لا يحبون الناصحين فقال: إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين .
تالله لقد أذن المسيح آذاناً أسمعه البادي والحاضر، فأجابه المؤمن المصدق وقامت حجة الله على الجاحد الكافر.
الله أكبر، الله أكبر عما يقول فه المبطلون ويصفه به الكاذبون، وينسبه إليه المفترون والجاحدون، ثم قال : أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند له ولا كفؤ له، ولا صاحبة له ولا ولد له، بل هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ثم رفع صوته بالشهادة لأخيه وأولى الناس به بأنه عبد الله ورسوله، وانه أركون العالم، وانه روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه إنما يقول ما يقال له وانه يخبر الناس بكل ما اعد الله لهم ، ويسوسهم بالحق، ويخبرهم بالغيوب ويجيئهم بالتأويل، ويوبخ العالم على الخطيئة، ويخلصهم من يد الشيطان، وتستمر شريعته وسلطانه إلى آخر الدهر وصرح في آذانه باسمه ونعته وصفته وسيرته حتى كأنهم ينظرون إليه عياناً، ثم قال حي على الصلاة خلف إمام المرسلين وسيد ولد آدم أجمعين، حي على الفرح بإتباع من السادة في إتباعه، والفلاح في الدخول في زمرة أشياعه، فأذن وأقام وتولى وقال: لست ادعكم كالأيتام، وسأعود واصلي وراء هذا الإمام، هذا عهدي إليكم إن حفظتموه دام لكم الملك إلى آخر الأيام.
فصلى الله عليه من ناصح بشر برسالة أخيه عليهما افضل الصلاة والسلام، وصدق به أخوه ونزهه عما قال فيه وفي أمه أعداؤه المغضوب عليهم من الإفك والباطل وزور الكلام، كما نزه ربه وخالقه ومرسله عما قال فيه المثلثة عباد الصليب، ونسبوه إليه من النقص والعيب والذم.
من كتاب الإمام الحاظ ابن القيم - رحمه الله تعالى - ( هداية الحيارى ي أجوبة اليهود والنصارى ) .

**عبد السلام الأدنداني** · 9 أكت, 2009, 06:27 م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الحاظ ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
قول السائل : قد اشتهر عندكم بان اهل الكتابين ما منعهم من الدخول في الاسلام الا الرياسة والمأكلة – لا غير.
(فنقول : هذا) كلام جاهل بما عند المسلمين وبما عند الكفار، اما المسلمون فلم يقولوا إنه لم يمنع اهل الكتاب من الدخول في الإسلام إلا الرياسة والمأكلة لا غير، وإن قال هذا بعض عوامهم فلا يلزم جماعتهم،والممتنعون من الدخول في الإسلام من اهل الكتاب وغيرهم جزء يسير جدًا بالإضافة إلى الداخلين فيه منهم، بل أكثر الأمم دخلوا في الإسلام طوعًا ورغبةً واختيارًا لا كرهًا ولا اضطرارًا ، فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى أهل الأرض وهم خمسة أصناف قد طبقوا الأرض: يهود ، ونصارى، ومجوس، وصابئة، ومشركون.
وهذه الاصناف هي التي كانت قد استولت على الدنيا من مشارقها إلى مغاربها.
** فأما اليهود : فأكثر ما كانوا باليمن وخيبر والمدينة وما حولها، وكانوا بأطراف الشام مستذلين مع النصارى، وكان منهم بأرض فارس فرقة مستذلة مع المجوس، كان منهم بارض العرب فرقة، وأعز ما كانوا بالمدينة وخيبر ، وكان الله سبحانه قد قطعهم في الأرض أممًا وسلبهم الملك والعز.
وأما النصارى : فكانوا طبق الأرض: فكانت الشام كلها نصارى، وأرض المغرب كان الغالب عليهم النصارى، وكذلك أرض مصر والحبشة والنوبة والجزيرة والموصل وأرض نجران وغيرها من البلاد.
وأما المجوس : فهم أهل مملكة فارس وما أتصل بها.
وأما الصابئة : فأهل حران وكثير من بلاد الروم.
وأما المشركون : فجزيرة العرب جميعها وبلاد الهند وبلاد الترك وما جاورها، وأديان أهل الأرض لا تخرج عن هذه الأديان الخمسة، ودين الحنفاء لا يعرف فيهم البتة.
وهذه الأديان الخمسة كلها للشيطان كما قال ابن عباس

وغيره: الأديان ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان .
يتبع بإذن الله تعالى .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

**عبد السلام الأدنداني** · 9 أكت, 2009, 06:29 م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
قول السائل : قد اشتهر عندكم بأن أهل الكتابين ما منعهم من الدخول في الاسلام الا الرياسة والمأكلة – لا غير.
(فنقول : هذا) كلام جاهل بما عند المسلمين وبما عند الكفار، أما المسلمون فلم يقولوا إنه لم يمنع اهل الكتاب من الدخول في الإسلام إلا الرياسة والمأكلة لا غير، وإن قال هذا بعض عوامهم فلا يلزم جماعتهم،والممتنعون من الدخول في الإسلام من اهل الكتاب وغيرهم جزء يسير جدًا بالإضافة إلى الداخلين فيه منهم، بل أكثر الأمم دخلوا في الإسلام طوعًا ورغبةً واختيارًا لا كرهًا ولا اضطرارًا ، فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى أهل الأرض وهم خمسة أصناف قد طبقوا الأرض: يهود ، ونصارى، ومجوس، وصابئة، ومشركون.
وهذه الاصناف هي التي كانت قد استولت على الدنيا من مشارقها إلى مغاربها.
** فأما اليهود : فأكثر ما كانوا باليمن وخيبر والمدينة وما حولها، وكانوا بأطراف الشام مستذلين مع النصارى، وكان منهم بأرض فارس فرقة مستذلة مع المجوس، كان منهم بارض العرب فرقة، وأعز ما كانوا بالمدينة وخيبر ، وكان الله سبحانه قد قطعهم في الأرض أممًا وسلبهم الملك والعز.
** وأما النصارى : فكانوا طبق الأرض: فكانت الشام كلها نصارى، وأرض المغرب كان الغالب عليهم النصارى، وكذلك أرض مصر والحبشة والنوبة والجزيرة والموصل وأرض نجران وغيرها من البلاد.
** وأما المجوس : فهم أهل مملكة فارس وما أتصل بها.
** وأما الصابئة : فأهل حران وكثير من بلاد الروم.
** وأما المشركون : فجزيرة العرب جميعها وبلاد الهند وبلاد الترك وما جاورها، وأديان أهل الأرض لا تخرج عن هذه الأديان الخمسة، ودين الحنفاء لا يعرف فيهم البتة.
وهذه الأديان الخمسة كلها للشيطان كما قال ابن عباس

وغيره: الأديان ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان .
يتبع بإذن الله تعالى .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

**عبد السلام الأدنداني** · 9 أكت, 2009, 06:39 م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله تعالى - : ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تبين له أنه لم يكره أحدًا على دينه قط وأنه إنما قاتل من قاتله وأما من هادنه فلم يقاتله مادام مقيمٍا على هدنته لم ينقض عهد، بل أمره الله تعالى ان يفي لهم بعهدهم ما استقاموا له كما قال تعالى: فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

**عبد السلام الأدنداني** · 9 أكت, 2009, 06:53 م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله تعالى - :

الأسباب المانعة من قبول الحق

والأسباب المانعة من قبول الحق كثيرة جداً فمنها:
1 -الجهل به ، وهذا السبب هو الغالب على أكثر النفوس، فإن من جهل شيئًا عاداه وعادى أهله .
**************************************
2 - فإن انضاف إلى هذا السبب بغض من أمره بالحق ومعاداته له وحسده كان المانع من القبول أقوى.
***************************************
3 - فإن انضاف إلى ذلك الفه وعادته ومرباه على ما كان عليه أباؤه ومن يحبه ويعظمه قوي المانع.
**************************************
4 - فإن انضاف الى ذلك توهميه أن الحق الذي دعي إليه يحول بينه وبين جاهه وعزه وشهواته وأغراضه قوي المانع من القبول جدًا.
**************************************
5 - فإن انضاف الى ذلك خوفه من أصحابه وعشيرته وقومه على نفسه وماله وجاهه كما وقع لهرقل ملك النصارى بالشام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ازداد المانع من قبول الحق قوة.
*************************************
6 - فإن هرقل عرف الحق وهم بالدخول في الاسلام فلم يطاوعه قومه وخافهم على نفسه فاختار الكفر على الاسلام بعد ما تبين له الهدى، كما سيأتي ذكر قصته ان شاء الله تعالى.
***********************************
7 - ومن اعظم هذه الأسباب : الحسد، فإنه جاء كامن في النفس، ويرى الحاسد المحسود قد فضل عليه وأوتي ما لم يؤت نظيره فلا يدعه الحسد أن ينقاد له ويكون من اتباعه.
**********************************
وهل منع ابليس من السجود لادم الا الحسد ؟! فإنه لما رآه قد فضل عليه ورفع غص بريقه واختار الكفر على الإيمان بعد أن كان بين الملائكة.
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

**عبد السلام الأدنداني** · 9 أكت, 2009, 07:00 م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كل ما مر من مشاركات إنما هي تأملات ....
تأملات في كتاب التلميذ النجيب الحافظ الفقيه الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - وهي من كتابه البديع الممتع ( هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ) وموضوعنا هذا - بحول الله وقوته - طويل طويل وسوف يتخلله تعليقات وتأملات من كتب شيخ الإسلام وتلميذه المبارك ابن القيم - رحم الله علماء المسلمين ...آمين .

**عبد السلام الأدنداني** · 11 أكت, 2009, 01:44 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسيره : لما بين الله تعالى حال من خالف أوامره وارتكب زواجره، وتعدى في فعل ما لا إذن فيه وانتهك المحارم، وما أحلّ بهم من النكال، نبه تعالى على أن مَنْ أحسن من الأمم السالفة وأطاع، فإن له جزاء الحسنى، وكذلك الأمر إلى قيام الساعة؛ كُلّ من اتبع الرسول النبي الأمي فله السعادة الأبدية، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه، ولا هُمْ يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه، كما قال تعالى: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } وكما تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار في قوله: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } .
***************************************
*عن مجاهد، قال: قال سلمان: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت معهم، فذكرتُ من صلاتهم وعبادتهم، فنزلت: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } إلى آخر الآية.
وقال السدي: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا } الآية: نزلت في أصحاب سلمان الفارسي، بينا هو يحدث النبي صلى الله عليه وسلم إذْ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيًا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: ( يا سلمان، هم من أهل النار ). فاشتد ذلك على سلمان، فأنزل الله هذه الآية، فكان إيمان اليهود: أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى، عليه السلام؛ حتى جاء عيسى. فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى، فلم يدعها ولم يتبع عيسى، كان هالكًا. وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولا منه حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتبعْ محمدًا صلى الله عليه وسلم منهم ويَدَعْ ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل -كان هالكًا.
*************************************
عن ابن عباس: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } الآية فأنزل الله بعد ذلك: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .
يتبع بإذن الله تعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

**عبد السلام الأدنداني** · 11 أكت, 2009, 01:50 ص

عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما -: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } الآية فأنزل الله بعد ذلك: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .

فإن هذا الذي قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - إخبار عن أنه :
لا يقبل من أحد طريقة ولا عملا إلا ما كان موافقًا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن بعثه الله بما بعثه به،
*******************************************
فأما قبل ذلك فكل من اتبع الرسول في زمانه فهو على هدى وسبيل ونجاة، .
يُتبع بحول الله وقوته .

**عبد السلام الأدنداني** · 11 أكت, 2009, 01:53 ص

فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين، ورسولا إلى بني آدم على الإطلاق، وجب عليهم ( على جميع الأمم اليهود والنصارى وغيرهم ) وجب عليهم تصديقُه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانكفاف عما عنه زجر. وهؤلاء هم المؤمنون حقا .

**عبد السلام الأدنداني** · 11 أكت, 2009, 01:58 ص

راجع ما سبق في تفسير الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -

**عبد السلام الأدنداني** · 11 أكت, 2009, 02:00 ص

{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }...... والنصارى، الذين كانوا على دين عيسى عليه السلام ولم يغيروا وماتوا على ذلك، قالوا: وهذان الاسمان لزماهم زمن موسى وعيسى عليهما السلام حيث كانوا على الحق، كالإسلام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم . تفسير البغوي - رحمه الله تعالى - .

**عبد السلام الأدنداني** · 11 أكت, 2009, 02:11 ص

فائدة قيمة وبعدها نواصل بحول الله وقوته .
قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - : فإذا جاز على اليهود وفيهم الأحبار والعباد والزهاد وغيرهم الأطباق على جحد نبوة المسيح والكفر به مع ظهور آيات صدقه كالشمس جاز عليهم إنكار نبوة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، ومعلوم أن جواز ذلك على أمة الضلال الذين هم أضل من الأنعام، وهم النصارى أولى وأحرى.

**د.أمير عبدالله** · 11 أكت, 2009, 02:38 ص

النصارى ضالون .. بل أضل من الأنعام ... لا يعترض مسلم او داعية على ذلِك ..

النصارى لا يقبلون الحق إما مكابرة أو أنهم جاهلون به .. فأقل المسلمين يعرف , ويشرح لك ذلِك.

ولِذا لا نعترض على ما لونته بالأحمر ... انما اعترضنا على شيء آخر وهو قلة الأدب...

فهل تكتب هذا الموضوع لتقول لأمير عبدالله ومن اعترض على اسلوبك البذيء أن النصارى اضل من الأنعام .. كمعلومة لا يعرفونها ؟!!.. أو أنهم لايعرفون الحق لأنهم جاهلون به؟!! ليس هذا ما اعترضنا عليك فيه .. ولا نتوقع من مسلم أن يصل حد تفكيره إلى هذا لمستوى , لدرجة أن يضع موضوعاً فيه .. وخاصة في منتدى كهذا المنتدى !!

وأنت هنا لا تُضيِّعُ وقتَكَ فحسْب , بل أراكَ أشبه بأهل الباطل في سوْق المغالطات واخراج الموضوع بغير حقيقته ... وتلونها وكأننا معترضون على ذلِك؟!! .. خسِىء من هذا فكره أو هذا ظنه بإخوانه .. أو من يصل به الحال بعد طول حوار أن يستنتج أن هذا هو الخلاف ..!!!

سبحان الله .. أو تسمي قلة الادب أنه منهج السلف ؟!!...

رسالتك الثانية محجوبة والتي تهاجم فيها المنتدى ومنهجه .. ونترك باقي الموضوع.

الاخ الكريم ..

أنصحك أن لا تنقل من الكتب قبل أن تتعلم العلم الشرعي .. فالعلم لا يؤْخَذ من صحفي .

أنصحك قبل أن تخوض غمار الدعوة مع غير المسلم أن تقرأ أصول الفقه .. فربما تضبِط لك ما غاب عنك وأحاول أن أشرحه لك بلا جدوى.

أنصحُك أن تتقي الله في نفسِك وفي دينِك .. وأن ترحمنا قليلاً من فكرك المغلوط .. فلا وقت لك ..

وأخيراً ... فلا يريد المنتدى أن يوقف اشتراكك لأننا لازلنا لا نظن فيكَ إلا خيراً.

**متعلم** · 11 أكت, 2009, 03:00 ص

كون النصارى ضالين لا يعني أن نبدأ حوارنا معهم بهذا الوصف .. فلكل مقام مقال ..

والله الذي قرر ضلال النصارى هو الذي أمر ألا نجادلهم إلا بالحسنى - إلا الذين ظلموا - وليس من الحسنى أن نبدأ حواراتنا معهم بالتضليل والتجهيل .. قال تعالى : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا }

هذا في مقام الحوار والجدل والمناظرة ..

وكذا في مقام الدعوة - عمومـًا - لا نبدأهم بهذا .. قال تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } .. فإذا جرتنا الدعوة إلى جدل فبقية الآية { وجادلهم بالتي هي أحسن } ..

وخير من فصل هذا الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى .. كما في (الجواب الصحيح) و(هداية الحيارى) على سبيل المثال لا الحصر ..

نعم، بعض النصارى قليل الأدب، لكن لا شك أن بعضهم ليس كذلك ، والله أمرنا بالعدل ولو مع قتلة الأنبياء !

ونبينا عليه الصلاة والسلام ما كان يبدأ حواراته مع اليهود والنصارى بقوله مثلاً : أنتم قليلو العقل ضيقو الأفق .. حاشاه الله .. بل لما جاء إليه "عدي بن حاتم" وكان على النصرانية أكرمه وأولم له حتى هدأت نفسه ثم أخذ يحاوره ..

وكذا ما فعله صلى الله عليه وسلم مع وفد نجران .. مع أنه وصل معهم في النهاية إلى مفاصلة أدت إلى مباهلة وهي غاية التحدي وحقيقتها الملاعنة .. لكنه صلى الله عليه وسلم لم يبدأ بهذا معهم .. بل بدأ باكرام الضيف أولاً كما هو معروف من كتب السيرة ..

والمقصود أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام هي تطبيق فعلي للأوامر القرآنية وموضحة لها .. وهو ما علينا اتباعه مع النصارى في الحوار والجدال ..

وأما الذين ظلموا منهم ، فلهم نصيبهم ، ولا تزر وازرة وزر أخرى .. { ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا } ..

المواضيع	إحصائيات	آخر مشاركة
القديس بولا البسيط يسلم مراته لعشيقها ويقله حلال عليك يابني بواسطة أبو تيميه الحنبلي ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ أسبوع واحد	ردود 0 13 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة أبو تيميه الحنبلي منذ أسبوع واحد
شماس مسيحي يقارن بين الإسلام و المسيحية بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, منذ 2 أسابيع	ردود 0 22 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي منذ 2 أسابيع
عدة الأرملة في المسيحيّة ؟؟ بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, منذ 2 أسابيع	ردود 2 17 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي منذ 2 أسابيع
مأساة زوجة مسيحية - 2 - بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, منذ 2 أسابيع	ردود 0 14 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي منذ 2 أسابيع
الكتاب المقدس يصرخ بولسسسسسس كذاب أشر بواسطة أبو تيميه الحنبلي ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 3 أسابيع	ردود 0 11 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة أبو تيميه الحنبلي منذ 3 أسابيع

النصارى في القرآن والسنة بين المدح والذم موضوع مهم جدًا ما يفوتك

عن الكاتب