بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ بضعة ايام وجدت سؤالا على احد المنتديات الاسلامية نصه
( لماذا جعل الاسلام البرص عدوا له ؟ )
ولما قمت بالبحث وجدت ان هذا الموضوع مثار فى منتديين نصرانيين فعرفت من قام بنقل هذا السؤال ولماذا لذلك كان من الواجب الرد بنفس الطريقة
السؤال الاول
لماذا يقتل الوزغ ( البرص)فى الاسلام ؟
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ . وقال : ( كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام)
.
الراوي: أم شريك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3359
خلاصة الدرجة: (صحيح)
(أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ . وسماه فويسقا)
.
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2238
خلاصة الدرجة: صحيح
وهي التي يقال سام أبرص قلت هذا هو الصحيح وهي التي تكون في الجدران والسقوف ولها صوت تصيح به
الكتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري
المؤلف : بدر الدين العيني الحنفي
المؤلف : بدر الدين العيني الحنفي
قال صاحب عون المعبود :
( بقتل الوزغ )
: بواو مفتوحة وزاي كذلك وبمعجمة واحدها وزغة وهي دويبة مؤذية وسام أبرص كبيرها قاله القاري .
وفي النهاية : الوزغ جمع وزغة بالتحريك وهي التي يقال لها سام أبرص وجمعها أوزاغ ووزغان
( وسماه فويسقا )لأن الفسق الخروج وهن خرجن عن خلق معظم الحشرات بزيادة الضرر وتصغيره للتعظيم أو للتحقير لأنه ملحق بالخمس أي الفواسق الخمسة التي تقتل في الحل والحرم
( بقتل الوزغ )
: بواو مفتوحة وزاي كذلك وبمعجمة واحدها وزغة وهي دويبة مؤذية وسام أبرص كبيرها قاله القاري .
وفي النهاية : الوزغ جمع وزغة بالتحريك وهي التي يقال لها سام أبرص وجمعها أوزاغ ووزغان
( وسماه فويسقا )لأن الفسق الخروج وهن خرجن عن خلق معظم الحشرات بزيادة الضرر وتصغيره للتعظيم أو للتحقير لأنه ملحق بالخمس أي الفواسق الخمسة التي تقتل في الحل والحرم
السؤال الثانى
كيف يكون هذا الحيوان مؤذيا وهو لايتغذى الا على الحشرات وليس له اى افرازات سمية معروفة ؟
اقول ان الحديث الشريف لم يحصر ضررها بالسم فقط فان الحديث اسماه فويسقا لا ساما كما وصف الكلب والغراب والفارة والحداة فهذه ليست سامة
فالفسق المقصود به هو الخروج عن حد النفع والضرر لايقتصر على نوع واحد فالاضرار تختلف عن بعضها فهناك
اضرار ناتجة عن الرؤية = كرؤية العناكب والصراصير والخنافس
اضرار ناتجة عن السمع = كعواء الكلاب والذئاب ونهيق الحمار
اضرار ناتجة عن اللمس = كالنحل او الزنابيراو قنديل البحر
اضرار ناتجة عن الشـم = كحيوان الظربان الذي يصدر رائحة كريهة
اضرار ناتجة عن التذوق= كتذوق السم او طعام مسموم
والضرر ايضا قد يكون ناتجا عن فرد واحد من الحيوان كالثعبان او العقرب مثلافهو لايحتاج قطيعا كاملا لاحداث الضرر وانما الفرد الواحد منه شديد الاذى
او ان الضرر ناشئ عن اجتماع الافراد معا كما فى النمل او الجراد او العصافير نفسها حيث يتسبب القطيع او السرب منها باهلاك المحاصيل الكاملة
اما بالنسبة لضرر الوزغ (البرص )
فتجده يسبب الاشمئزاز والقشعريرة كما يسبب النفور لمشاهده
احيانا يسبب الرعب عند سماع صوته خصوصا عند الاطفال ليلا
تجد ان من اهم طعامه البعوض الذى يعتبر غذاؤه الرئيسي الدم ( الذى قد يحتوى على امراض او اوبئة كالملاريا ) وبالتالى قد تحتوى مخرجاته على تلك المسببات لذلك وجب التحذير منه
يعتمد غذاء البرص اساسا على الحشرات ( التى تعتبربدورها عاملا هاما لانتقال وانتشار الامراض ) لذلك وجب التحذير منه خشية ما قد يعلق به من جراثيم وميكروبات
تجد انه حيوان ليلى يسكن فى النهار بالاختباء فى الشقوق ونحوها لذلك قد تجده مختبئا فى اماكن الطعام كما قد يضع بيضه فى تلك الاطعمة
يكون فى تجمعها سببا كافيا لعدم راحة اهل المكان والنفورمن المكان
تجد انه قد نسب اليه مرض البرص لقبحه واستقذاره والبشر بطبعهم ينسبون الحسن للحسن والقبيح للقبيح
السؤال الثالث
هل من المعقول ان يكون حيوان صغير مثل (البرص) سببا للهلاك او سببا للنفور اوسببا لعدم الراحة ؟
اترك الاجابة للقران فيقول الله تعالى
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} (133) سورة الأعراف
كما ذكرها الكتاب المقدس نفسه
2 وَإِنْ كُنْتَ تَأْبَى أَنْ تُطْلِقَهُمْ فَهَا أَنَا أَضْرِبُ جَمِيعَ تُخُومِكَ بِالضَّفَادِعِ.(
3 فَيَفِيضُ النَّهْرُ ضَفَادِعَ. فَتَصْعَدُ وَتَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى مِخْدَعِ فِرَاشِكَ وَعَلَى سَرِيرِكَ وَإِلَى بُيُوتِ عَبِيدِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَإِلَى تَنَانِيرِكَ وَإِلَى مَعَاجِنِكَ.
) سفر الخروج 84 عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَبِيدِكَ تَصْعَدُ الضَّفَادِعُ».
وانا اسال كيف يمكن ان تكون الضفادع هذا الحيوان الوديع صديق البيئة مصدرا للازعاج ؟
السبب هو فى تجمعها الكبير الذى افسد عليهم معيشتهم فكانت تصعد الى طعامهم ومشربهم ومخادعهم مما اذاهم كثيرا
السؤال الرابع
هل من المعقول ان يكون سبب اهلاك ( البرص) انه نفخ النار على ابراهيم النبى ؟
اقول ان الحديث
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ . وقال : ( كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام)
قال البيضاوي : قوله كان ينفخ على إبراهيم : بيان لخبث هذا النوع وفساده وأنه بلغ في ذلك مبلغا استعمله الشيطان فحمله على أن ينفخ في النار التي ألقي فيها الخليل وسعى في اشتعالها
ان قول النبى لبيان مدى خبثه وفساده وليس ان السبب من قتله هو مجرد فعله اذ انه قد بين سبب قتله فى الاحاديث بانه فويسق
السؤال الخامس
اذاكان سبب قتلها انها نفخت النار على ابراهيم عليه السلام فلماذا اذن تقتل ذريتها على فعل لم تفعله ؟
اقول ان السبب كما اوضحنا هو قتلها لما تحدثه من اضرار حيث امر النبى بقتلها عند رؤيتها لا بالبحث عنها والسعى ورائها للاخذ بالثأر واذا كان اعتراض فاسال لماذا تعاقب الحية على جريمتها هى ونسلها
14 (فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.
15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه ) سفر التكوين 3».
السؤال السادس
هل يعقل ان حيوان مثل( البرص)لايتحمل درجة حرارة الشمس ان يقترب من نار قال الله عنها
{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} (97) سورة الصافات
اقول ان الحديث لم يوضح حالها حال النفخ حتى ننكر عليه اذ انه قام بذكر الفعل ولم يذكر عاقبته او ما آل اليه حاله بعد النفخ ان الله لما اخبرنا عن حوت يونس قال
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {139} إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ {140} فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ {141} فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ {142} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ {143} لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {144} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ {145} وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ {146} وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ {147} فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{ 148} الصافات
لم يذكر لنا ما آل اليه حوت يونس او كيف لم يهضمه او كيف كان يتنفس يونس نفسه فى بطن الحوت طوال ثلاثة ايام او كيف لفظه من بطنه بعد ثلاث وانما اكتفى بذكر القصة فقط دون ذكر التفاصيل ذاتها
بل ان الكتاب المقدس نفسه لم يذكر لنا ما حدث للقديسين بعد ذهابهم الى المدينة (
52 وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ
53 وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.
إنجيل متى 27
كما ان الشخص الذى يتلبسه الشيطان قد يفعل افعال عظيمة كان يمشى على الماء او يسير على النار او يطير فى الهواء
السؤال السابع
كيف يعقل ان تكون نفخة البرص ذات اهمية على نار مثل الجحيم ؟
اقول ان الحديث لم يذكر انها ادت الى اشعالها وانما ذكر منها فعل النفخ ذاته والذى يعتبر رمزا للعداوة ان الله لما امر ابليس بالسجود لادم لم يكن لسجوده قيمة بقدر ما كان تعبيرا عن الطاعة وكما ورد من امر المسيح
52 وَكَانَ الْجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْهَا وَيَلْطِمُونَ. فَقَالَ: لاَ تَبْكُوا. لَمْ تَمُتْ لكِنَّهَا نَائِمَةٌ ) إنجيل لوقا 8 53 فَضَحِكُوا عَلَيْهِ، عَارِفِينَ أَنَّهَا مَاتَتْ.
فكان ضحكهم رمزا على التعجب والسخرية لا انهم كانوا فرحين
السؤال الثامن
كيف يامر النبى بقتل حيوان مثل البرص فيحدث اختلال فى التوازن البيئى ؟
اقول ان النبى عليه الصلاة والسلام لم يامر بابادتها كما هو واضح فى النص وانما امر بمجرد القتل لما هو مؤذى لنا والا لماذا نقتل الصراصير والذباب والبعوض والفئران و.....الخ من الحيوانات الضارة التى تنفق الدول الملايين
فى القضاء عليها الا يعتبر ذلك اخلال بالتوازن البيئي
ان الرسول الكريم لم يقل (اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ ) سفر حزقيال 9 /6
ووالله انى لاعجب حين ارى اناس يفزعون حين يرون عنكبوتا اوفارا او ذبابة او بعوضة ......الخ فلا يترددوا فى قتلها دون تفكير اما عند البرص فانهم يتوقفون ويدافعون عنه لا لسبب الا لان الذى امر بقتله هو محمد صلى الله عليه وسلم
اولم يكن اشرف لهم التوقف عند قتل الاطفال والنساء والشيوخ
(وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ) سفر يشوع 6/ 21.
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } (18) سورة الأنبياء
تعليق