رد: تفريغ كتاب ( لن تلحد ) لإبن عقيل الظاهري
وهذا التأويل لا يخالف أن منصوبي جعل بمعنى واحد ولكن ليس من كل وجه ، بل من وجه أن الله سبحانه وتعالى جعل فائدة القمر للسماء انه منور لها ، فالقمر هو النور والنور هو القمر من ناحية أن فائدته المنصوصة إنما هي في التنوير ويدل على أن المجعول في السماء النور لا القمر بعينه أن جعل لما تعدت إلى مفعولين دل على أن عين القمر هو المفعول الأول غير المقصود فهو غير منطوق .
التأويل الثالث : ما ذهب إليه فضيلته ، فصح بهذه التأويلات : أن النص غير قطعي الدلالة ، أما قول شيخنا - حفظه الله (1) : ولا يجوز صرف القرآن عن معناه المتبادر إلا بدليل يجب الرجوع إليه فالجواب عنه من وجهين :
أولهما : أن المعنى المتبادر من النص هو تأويله بأن المجعول في السماء هو نور القمر .
وثانيهما : أن الاكتشاف العلمي وخاصة إذا كان من المحسوسات أقوى دليل لصرف اللفظ عن معناه المتبادر .
أما استدلال فضيلته بان آية الفرقان نصت على أن في السماء ذات البروج قمرا منيرا وقد ثبت أنها محفوظة بالآية الأخرى فنقول : أنها غير قطعية الدلالة لان السماء في هذا الموضوع وردت مفردة فتحمل على أنها مجرد العلو ، وقد فسرت السماء بالعلو في عدة مواضع ولان السماء المحفوظة غير القمر الذي ينور عليها وإذا صح وبات محسوسا فانه من أجود مايرجح به احد احتمالات النص وبهذا يتضح أن النص على عدم نفوذهم من السماء قطعي الثبوت غير قطعي الدلالة ، فإذا صح الكشف العلمي صحت به الدلالة وقصارى القول : أن النصوص لا تحيل وصولهم إلى القمر ولكنها تنفي نفوذهم من السماء ، أما النصوص التي استدل بها بعض علمائنا على تأييد هذا النبأ فكثيرة متكلفة . أوضحها آيتان : الأولى قوله تعالى : « أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون » ودليلهم من الآية أن القمر قريب من الأرض ليس في السماء وإنما هو منفصل عن الأرض . قال الأستاذ احمد حسين المحامي ( كوكب الإنسانية ص 22-23 ) : فالعلماء المحدثون متفقون على انفصال القمر عن الأرض حتى ليحددوا الموضع الذي انفصل منه القمر عن الأرض وهو هذه الفجوة الضخمة التي تؤلف المحيط الهادي ( راجع مع الله في السماء للدكتور احمد زكي ص 106 فما بعد ، وعجائب الأرض والسماء للدكتور الفندي ص 130 ) .
قال أبو عبد الرحمن : هذه نظرية تتعلق بالنشأة الأولى فهي ظنية وإنما تقبل هنا لأنها وافقت النص القرآني .
أما الآية الثانية : فهي قوله تعالى : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من اقطار السموات والأرض فأنفذوا لاتنفذون إلا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان ، يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) ويعتبر الدكتور جمال الدين الفندي هذه الآية تنبوأ بمحاولات البشر غزو الفضاء ويستنبط هذين الاستنباطين :
أولاً : أن في هذه الآيات الكريمات إشارات واضحة إلى أن الإنسان سوف يستخدم سلطان العلم للتخلص من قبضة جذب الأرض وسائر أجرام السماء وعندها سوف يحاول السبح في الفضاء الخارجي .
ثانيا : عندما يسبح في الفضاء سيواجه أهوال الفضاء ممثلة قبل كل شيء في رياح الشمس المحرقة والأشعة القاتلة للخلايا الحية التي على غرار الأشعة الكونية والأشعة فوق البنفسجية التي ترسلها الشمس ويعج بها الفضاء الذي تسبح فيه الكواكب وهذه كلها إنما تمثل النار المحرقة التي لا دخان لها ولعل هذا هو المقصود من شواظ من نار ونحاس .اهـ .
( القرآن والعلم ص 47 ، 48 بتصرف وانظر أيضا دليل المستفيد على كل مستحدث جديد لابن خلف ص 195 والقرآن والعلم الحديث لإبراهيم عبد الباقي ص 420 - 421 ) وارى أن تأويلاته بعيدة جدا ولنستعرض تأويل المفسرين لهذه الآية :
فالتأويل الأول : أن ذلك التحدي واقع يوم القيامة فلا يستطيع احد من الإنس والجن أن يفر من يوم الحساب ويؤيد هذا التأويل أمور :
أولها : أن في الآية وعيدا للثقلين بأن الله سيفرغ لهم فيحاسبهم ويجازيهم بدليل السياق فقد قال تعالى قبل ذلك : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) وقد تواترت النصوص وانعقد الإجماع على أن الحساب يوم القيامة .
وثانيها : أن هذه الآية تفسرها آيات أخرى كقوله تعالى : ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر ، كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ) وكقوله تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم ) وكقوله تعالى : ( إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ) وكقوله تعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا وجىء يومئذ بجهنم ) وكقوله تعالى :( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها ) فكل هذه الآيات حديث عن يوم القيامة .
قال الضحاك بن مزاحم : إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها ونزل من فيها من الملائكة فأحاطوا بالأرض ومن عليها ثم بالثانية ثم بالثالثة ثم بالرابعة ثم بالخامسة ثم بالسادسة ثم بالسابعة فصفوا صفا دون صف ثم ينزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم فإذا رآها أهل الأرض فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ثم استدل بالآيات الآنفة الذكر ومن ضمنها هذه الآية .
وثالث تلك الأمور : أن قوله تعالى : ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس ) دليل على أن هذا الإرسال في يوم القيامة .
التأويل الثاني : أن هذا التحدي واقع في الدنيا بمعنى أن الثقلين لا يستطيعون الهرب من الموت ولو نفذوا من أقطار السموات والأرض لكانوا في سلطان الله ولأخذهم الله بالموت .
التأويل الثالث : أن الثقلين لا يعلمون ما في السموات والأرض إلا بسلطان يعني بينة من الله وهذا تأويل ابن عباس .
قال أبو عبد الرحمن : ثمة أمور لابد من فهمها :
أولها : انه لا قرينة تخصص الآية بالقيامة وهذا ما أيده كبير علماء الشام الشيخ جمال الدين القاسمي - تفسير 15/5626 .
وثانيها : أن الآية مشعرة بان هذا سيقع في الدنيا وأنها ستكون محاولة الصعود إلى السماء وأنهم لن ينفذوا إلا بسلطان وهو ما يأذن الله لهم به من قوة وبينة إلا أنهم إذا حاولوا الوصول إلى السماء رموا بالشهب كما ترمى الشياطين .
وثالثها : أن قوله تعالى : ( سنفرغ لكما أيها الثقلان ) لا يخصص الآية بالقيامة لأنه محتمل أن الله سيفرغ لإجابة من يسأله كل يوم أو انه سيفرغ لهم في الحساب يوم القيامة وبهذا تكون الآية مستقلة ، ولا يلزم من كون هذه الآية في القيامة أن يكون ما بعدها فيها أيضا ( انظر تفسير الشوكاني لآية : « يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم » ج 1 ص 72 ) .
ورابعها : أن قوله تعالى : ( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) دليل على أن إرسال النحاس والشواظ يكون يوم القيامة .
وخامسها : أن هذه الاية ليست في معنى الآيات التي ذكرها الضحاك .
وسادسها : أن خبر الضحاك موقوف عليه .
وسابعها : أن محاولة النفوذ ليست بمعنى محاولة الهرب الذي فسروا به الآية لأن في النفوذ معنى الإقدام والاستكشاف .
وثامنها : انه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم مفهوم هذه الآية .
وتاسعها : أن القرآن لا تفنى عجائبه وفيه خبر من قبلنا ومن بعدنا ، وحكم ما بيننا ومن إعجازه إخباره بغيبيات لم تقع ، أما الذين يقولون ليست هناك سموات سبع يرمى دونها بالشهب وإنما هو فضاء وأفلاك فهؤلاء ضالون مصادمون لنص قطعي . قال تعالى : ( له السموات السبع والأرض ) وقال : ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ) .
وقال : ( فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها ) وقال :( الم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا ) وقال : ( وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) .
والسموات أجسام لا مجرد سديم لان الله جعلها سقفا محفوظا ولها أبواب ويطويها الله كطي السجل .
وإذا كان العلم الحديث الآن ينفي السبع الطباق فحجته أنه لم ير بالتلسكوبات إلا النجوم والفضاء وهي حجة واهية تقوم على النفي وليس عدم العلم كالعلم بالعدم وليس ما شاهدوه بناف مالم يشاهدوه وعلمهم وإن عظم قليل لأن ملكوت الله أوسع والله يقول : ( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة ) .
والله المسؤول : أن يحفظ لنا ديننا وعقيدتنا وان يجعلنا من الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها إلى يوم القيامة ، وبالله تعالى التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً .
_______________________
(1) الآن نقول : رحمه الله .
وهذا التأويل لا يخالف أن منصوبي جعل بمعنى واحد ولكن ليس من كل وجه ، بل من وجه أن الله سبحانه وتعالى جعل فائدة القمر للسماء انه منور لها ، فالقمر هو النور والنور هو القمر من ناحية أن فائدته المنصوصة إنما هي في التنوير ويدل على أن المجعول في السماء النور لا القمر بعينه أن جعل لما تعدت إلى مفعولين دل على أن عين القمر هو المفعول الأول غير المقصود فهو غير منطوق .
التأويل الثالث : ما ذهب إليه فضيلته ، فصح بهذه التأويلات : أن النص غير قطعي الدلالة ، أما قول شيخنا - حفظه الله (1) : ولا يجوز صرف القرآن عن معناه المتبادر إلا بدليل يجب الرجوع إليه فالجواب عنه من وجهين :
أولهما : أن المعنى المتبادر من النص هو تأويله بأن المجعول في السماء هو نور القمر .
وثانيهما : أن الاكتشاف العلمي وخاصة إذا كان من المحسوسات أقوى دليل لصرف اللفظ عن معناه المتبادر .
أما استدلال فضيلته بان آية الفرقان نصت على أن في السماء ذات البروج قمرا منيرا وقد ثبت أنها محفوظة بالآية الأخرى فنقول : أنها غير قطعية الدلالة لان السماء في هذا الموضوع وردت مفردة فتحمل على أنها مجرد العلو ، وقد فسرت السماء بالعلو في عدة مواضع ولان السماء المحفوظة غير القمر الذي ينور عليها وإذا صح وبات محسوسا فانه من أجود مايرجح به احد احتمالات النص وبهذا يتضح أن النص على عدم نفوذهم من السماء قطعي الثبوت غير قطعي الدلالة ، فإذا صح الكشف العلمي صحت به الدلالة وقصارى القول : أن النصوص لا تحيل وصولهم إلى القمر ولكنها تنفي نفوذهم من السماء ، أما النصوص التي استدل بها بعض علمائنا على تأييد هذا النبأ فكثيرة متكلفة . أوضحها آيتان : الأولى قوله تعالى : « أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون » ودليلهم من الآية أن القمر قريب من الأرض ليس في السماء وإنما هو منفصل عن الأرض . قال الأستاذ احمد حسين المحامي ( كوكب الإنسانية ص 22-23 ) : فالعلماء المحدثون متفقون على انفصال القمر عن الأرض حتى ليحددوا الموضع الذي انفصل منه القمر عن الأرض وهو هذه الفجوة الضخمة التي تؤلف المحيط الهادي ( راجع مع الله في السماء للدكتور احمد زكي ص 106 فما بعد ، وعجائب الأرض والسماء للدكتور الفندي ص 130 ) .
قال أبو عبد الرحمن : هذه نظرية تتعلق بالنشأة الأولى فهي ظنية وإنما تقبل هنا لأنها وافقت النص القرآني .
أما الآية الثانية : فهي قوله تعالى : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من اقطار السموات والأرض فأنفذوا لاتنفذون إلا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان ، يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) ويعتبر الدكتور جمال الدين الفندي هذه الآية تنبوأ بمحاولات البشر غزو الفضاء ويستنبط هذين الاستنباطين :
أولاً : أن في هذه الآيات الكريمات إشارات واضحة إلى أن الإنسان سوف يستخدم سلطان العلم للتخلص من قبضة جذب الأرض وسائر أجرام السماء وعندها سوف يحاول السبح في الفضاء الخارجي .
ثانيا : عندما يسبح في الفضاء سيواجه أهوال الفضاء ممثلة قبل كل شيء في رياح الشمس المحرقة والأشعة القاتلة للخلايا الحية التي على غرار الأشعة الكونية والأشعة فوق البنفسجية التي ترسلها الشمس ويعج بها الفضاء الذي تسبح فيه الكواكب وهذه كلها إنما تمثل النار المحرقة التي لا دخان لها ولعل هذا هو المقصود من شواظ من نار ونحاس .اهـ .
( القرآن والعلم ص 47 ، 48 بتصرف وانظر أيضا دليل المستفيد على كل مستحدث جديد لابن خلف ص 195 والقرآن والعلم الحديث لإبراهيم عبد الباقي ص 420 - 421 ) وارى أن تأويلاته بعيدة جدا ولنستعرض تأويل المفسرين لهذه الآية :
فالتأويل الأول : أن ذلك التحدي واقع يوم القيامة فلا يستطيع احد من الإنس والجن أن يفر من يوم الحساب ويؤيد هذا التأويل أمور :
أولها : أن في الآية وعيدا للثقلين بأن الله سيفرغ لهم فيحاسبهم ويجازيهم بدليل السياق فقد قال تعالى قبل ذلك : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) وقد تواترت النصوص وانعقد الإجماع على أن الحساب يوم القيامة .
وثانيها : أن هذه الآية تفسرها آيات أخرى كقوله تعالى : ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر ، كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ) وكقوله تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم ) وكقوله تعالى : ( إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ) وكقوله تعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا وجىء يومئذ بجهنم ) وكقوله تعالى :( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها ) فكل هذه الآيات حديث عن يوم القيامة .
قال الضحاك بن مزاحم : إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها ونزل من فيها من الملائكة فأحاطوا بالأرض ومن عليها ثم بالثانية ثم بالثالثة ثم بالرابعة ثم بالخامسة ثم بالسادسة ثم بالسابعة فصفوا صفا دون صف ثم ينزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم فإذا رآها أهل الأرض فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ثم استدل بالآيات الآنفة الذكر ومن ضمنها هذه الآية .
وثالث تلك الأمور : أن قوله تعالى : ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس ) دليل على أن هذا الإرسال في يوم القيامة .
التأويل الثاني : أن هذا التحدي واقع في الدنيا بمعنى أن الثقلين لا يستطيعون الهرب من الموت ولو نفذوا من أقطار السموات والأرض لكانوا في سلطان الله ولأخذهم الله بالموت .
التأويل الثالث : أن الثقلين لا يعلمون ما في السموات والأرض إلا بسلطان يعني بينة من الله وهذا تأويل ابن عباس .
قال أبو عبد الرحمن : ثمة أمور لابد من فهمها :
أولها : انه لا قرينة تخصص الآية بالقيامة وهذا ما أيده كبير علماء الشام الشيخ جمال الدين القاسمي - تفسير 15/5626 .
وثانيها : أن الآية مشعرة بان هذا سيقع في الدنيا وأنها ستكون محاولة الصعود إلى السماء وأنهم لن ينفذوا إلا بسلطان وهو ما يأذن الله لهم به من قوة وبينة إلا أنهم إذا حاولوا الوصول إلى السماء رموا بالشهب كما ترمى الشياطين .
وثالثها : أن قوله تعالى : ( سنفرغ لكما أيها الثقلان ) لا يخصص الآية بالقيامة لأنه محتمل أن الله سيفرغ لإجابة من يسأله كل يوم أو انه سيفرغ لهم في الحساب يوم القيامة وبهذا تكون الآية مستقلة ، ولا يلزم من كون هذه الآية في القيامة أن يكون ما بعدها فيها أيضا ( انظر تفسير الشوكاني لآية : « يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم » ج 1 ص 72 ) .
ورابعها : أن قوله تعالى : ( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) دليل على أن إرسال النحاس والشواظ يكون يوم القيامة .
وخامسها : أن هذه الاية ليست في معنى الآيات التي ذكرها الضحاك .
وسادسها : أن خبر الضحاك موقوف عليه .
وسابعها : أن محاولة النفوذ ليست بمعنى محاولة الهرب الذي فسروا به الآية لأن في النفوذ معنى الإقدام والاستكشاف .
وثامنها : انه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم مفهوم هذه الآية .
وتاسعها : أن القرآن لا تفنى عجائبه وفيه خبر من قبلنا ومن بعدنا ، وحكم ما بيننا ومن إعجازه إخباره بغيبيات لم تقع ، أما الذين يقولون ليست هناك سموات سبع يرمى دونها بالشهب وإنما هو فضاء وأفلاك فهؤلاء ضالون مصادمون لنص قطعي . قال تعالى : ( له السموات السبع والأرض ) وقال : ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ) .
وقال : ( فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها ) وقال :( الم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا ) وقال : ( وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) .
والسموات أجسام لا مجرد سديم لان الله جعلها سقفا محفوظا ولها أبواب ويطويها الله كطي السجل .
وإذا كان العلم الحديث الآن ينفي السبع الطباق فحجته أنه لم ير بالتلسكوبات إلا النجوم والفضاء وهي حجة واهية تقوم على النفي وليس عدم العلم كالعلم بالعدم وليس ما شاهدوه بناف مالم يشاهدوه وعلمهم وإن عظم قليل لأن ملكوت الله أوسع والله يقول : ( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة ) .
والله المسؤول : أن يحفظ لنا ديننا وعقيدتنا وان يجعلنا من الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها إلى يوم القيامة ، وبالله تعالى التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً .
_______________________
(1) الآن نقول : رحمه الله .
تعليق