رد: تفريغ كتاب ( لن تلحد ) لإبن عقيل الظاهري
وإذن فلا تحكم في تقديم قول موجد الحقيقة على قول من يحاول اكتشافها .
قال أبو عبد الرحمن : وأما الثانية فنقول :
أن أوربا عطلت حدود الله وشرعه ففتك فيها القلق والانتحار والبرم بالحياة والجنون وتوتر الأعصاب .
ولهذا كان علم النفس عندهم من أرقى العلوم ، لأنه يلبي حاجتهم الراهنة وقد هب عقلاؤهم من عشرات السنين ينادون بضوابط القيم ، وهذا أمر طبيعي في مجتمع جاهلي تقوضت فيه بيوت الأسرة بظلها ونعيمها من حنان وشفقة وتعاطف ، وفي كل يوم نبأ : سيدة جاهلية تقتل أطفالها الأربعة بفأس ، أو نبأ فتى جاهلي : يحزم فتيات نائمات في رباط و يعمل فيهن المسدس !!
وهذا أمر طبيعي في مجتمع جاهلي استعبدته الحياة فصار كالآلة المسخرة لأهداف وميول الأحزاب الجائرة الطاغية !
وهذا أمر طبيعي في مجتمع جاهلي عشش فيه الباطل ، وفرخ فيه إبليس فلا وزاع دينيا يعصم ، ولا إيمان ولا حب لله يملأ القلب طمأنينة وحبورا وسلامة وراحة .
أما قوة أوربا ورقيها فلم تكتسبها بإلحادها الذي يأباه الإسلام ، وإنما اكتسبته بالجد وعزائم الأمور التي يحض عليها الإسلام ذويه ليعصموا مبادئهم الخيرة العادلة بالقوة فالتفريط تفريط المسلمين لا الإسلام !!
ولو كانت النهضة الأوربية الحديثة يسيرها إطار خالص من تعاليم الدين وهديه - من نصوصه الصحيحة الثابتة - لكانت حضارة تدعو للسلام وتشجب الظلم والعدوان وتمسح قلق النفس وتوتر الأعصاب وحقد القلوب وفساد الضمير ، وكثيرون من رواد العلم الحديث كانوا مؤمنين بأديانهم .
أولم يكن « ديكارت » مخلصا لمسيحيته ؟ الم يكن كالفن وروثر من الغيورين على عقيدتهم ؟!
إنما كان الإثم إثم الدين المسيحي الخرافي المحرف ، ولو كان دين أوربا دينا إسلاميا لدفع بحضارتهم بما يرضي شقيها : المادة والروح ، أو ليس من العجيب أن يسلط المجتمع الجاهلي حيله الشيطانية في الدفاع عن المجرم الذي قتل نفسا أو نفوسا للاعتذار عنه بأنه مجنون أو طافح « يرى الديك حمارا ! » أو قلق نفسيا فبهذه الرحمة الجاهلية التي زينها لهم إبليس كثر الإجرام وهانت الدماء واختل الأمن ؟!
العجيب أنهم يرحمون المجرم ولا يرحمون ضحيته ، ونقول لكل من لا يؤمن بالله ورسوله :
1 - أن القصاص عدل وان النفس بالنفس مقتضى الإنصاف والمساواة وقد أخطأته الجاهلية بكل صفيرها ونفيرها .
2 - وان المجرم الذي لم يرحم ضحيته عضو أشل بل داء متآكل يجب أن يذاد كما يذاد عن المزروعة النفذ .
3 - إن حامية هذا المقتضى العادل عمارة للكون وللحياة ، إن استئصال مجرم واحد فيه حياة لمجتمع كبير ولكم في القصاص حياة .
4 - وان رحمة المجرم من فضائل الأخلاق ولكن يجب أن لا تحول هذه الرحمة دون اخذ الحق منه مقاصة عادلة والله يقول : « ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله » فهذه الرأفة التي حذر منها ديننا هي الرأفة التي تحول دون إقامة الحد .
5 - وان رحمة المجرم رحمة تحول دون تنفيذ الحق إنما يملكها الموتور بأبيه أو أخيه أو قريبه ، أما أن يرحم المجتمع مجرما بجرم لم يؤلمهم وقعه فظلم وحيف على من تقطعت نفسه حسرات وغيظا بفقد عزيزه ..
6 - إن الرجم والقطع والإطاحة بالرأس من أبشع المناظر ، ولكنها كانت لا بشع الجرائم ، وما ننكر أن يكون الدواء مرا وإنما ننكر أن يترك المجتمع على علاته لعدم تحمله مرارة الدواء .
قال أبو عبد الرحمن : أما الثالثة فمدفوعة بأمور :
أولهـا : أن الفكر الإسلامي هو العملاق إذا كان المقام مقام حجة وبرهان ، ومازال في كل عصر منذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن قتيبة إلى ابن حزم إلى ابن تيمية إلى ابن عبد الوهاب إلى سيد قطب ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها - من يحجز الملحدين بأقماع السمسم ويحكم خناقهم في عنق الزجاجة .
وثانيهـا : أن الأفكار المنحرفة لم تعش إلا بقوة تحميها أو بطنطنة محترفين يبشرون بها تحت شعارات عاطفية . وطبيعي اختلاف المذاهب وتعددها ، وطبيعي أيضا أن يكون الحق في جهة واحدة من شتى الجهات .
وثالثـها : أن المشيحين عنه لم يدخلوا فيه بعد ولم يفقهوه وإنما استحوذت عليهم سنة تقليد الضعيف للقوي ، ومعرفة هؤلاء الشباب ( المتخلي عن دينه ) بالشـبه المثارة حول الإسلام أكثر من معرفتهم بحقائق الإسلام ذاته .
وأخيرا : شاهدت - ألف مرة - وجوه المنتكسين والمرتكسين والوقواقين والببغاوات والإمعات وفاقدي الشخصية . وحسبنا الله ونعم والوكيل .
وإذن فلا تحكم في تقديم قول موجد الحقيقة على قول من يحاول اكتشافها .
قال أبو عبد الرحمن : وأما الثانية فنقول :
أن أوربا عطلت حدود الله وشرعه ففتك فيها القلق والانتحار والبرم بالحياة والجنون وتوتر الأعصاب .
ولهذا كان علم النفس عندهم من أرقى العلوم ، لأنه يلبي حاجتهم الراهنة وقد هب عقلاؤهم من عشرات السنين ينادون بضوابط القيم ، وهذا أمر طبيعي في مجتمع جاهلي تقوضت فيه بيوت الأسرة بظلها ونعيمها من حنان وشفقة وتعاطف ، وفي كل يوم نبأ : سيدة جاهلية تقتل أطفالها الأربعة بفأس ، أو نبأ فتى جاهلي : يحزم فتيات نائمات في رباط و يعمل فيهن المسدس !!
وهذا أمر طبيعي في مجتمع جاهلي استعبدته الحياة فصار كالآلة المسخرة لأهداف وميول الأحزاب الجائرة الطاغية !
وهذا أمر طبيعي في مجتمع جاهلي عشش فيه الباطل ، وفرخ فيه إبليس فلا وزاع دينيا يعصم ، ولا إيمان ولا حب لله يملأ القلب طمأنينة وحبورا وسلامة وراحة .
أما قوة أوربا ورقيها فلم تكتسبها بإلحادها الذي يأباه الإسلام ، وإنما اكتسبته بالجد وعزائم الأمور التي يحض عليها الإسلام ذويه ليعصموا مبادئهم الخيرة العادلة بالقوة فالتفريط تفريط المسلمين لا الإسلام !!
ولو كانت النهضة الأوربية الحديثة يسيرها إطار خالص من تعاليم الدين وهديه - من نصوصه الصحيحة الثابتة - لكانت حضارة تدعو للسلام وتشجب الظلم والعدوان وتمسح قلق النفس وتوتر الأعصاب وحقد القلوب وفساد الضمير ، وكثيرون من رواد العلم الحديث كانوا مؤمنين بأديانهم .
أولم يكن « ديكارت » مخلصا لمسيحيته ؟ الم يكن كالفن وروثر من الغيورين على عقيدتهم ؟!
إنما كان الإثم إثم الدين المسيحي الخرافي المحرف ، ولو كان دين أوربا دينا إسلاميا لدفع بحضارتهم بما يرضي شقيها : المادة والروح ، أو ليس من العجيب أن يسلط المجتمع الجاهلي حيله الشيطانية في الدفاع عن المجرم الذي قتل نفسا أو نفوسا للاعتذار عنه بأنه مجنون أو طافح « يرى الديك حمارا ! » أو قلق نفسيا فبهذه الرحمة الجاهلية التي زينها لهم إبليس كثر الإجرام وهانت الدماء واختل الأمن ؟!
العجيب أنهم يرحمون المجرم ولا يرحمون ضحيته ، ونقول لكل من لا يؤمن بالله ورسوله :
1 - أن القصاص عدل وان النفس بالنفس مقتضى الإنصاف والمساواة وقد أخطأته الجاهلية بكل صفيرها ونفيرها .
2 - وان المجرم الذي لم يرحم ضحيته عضو أشل بل داء متآكل يجب أن يذاد كما يذاد عن المزروعة النفذ .
3 - إن حامية هذا المقتضى العادل عمارة للكون وللحياة ، إن استئصال مجرم واحد فيه حياة لمجتمع كبير ولكم في القصاص حياة .
4 - وان رحمة المجرم من فضائل الأخلاق ولكن يجب أن لا تحول هذه الرحمة دون اخذ الحق منه مقاصة عادلة والله يقول : « ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله » فهذه الرأفة التي حذر منها ديننا هي الرأفة التي تحول دون إقامة الحد .
5 - وان رحمة المجرم رحمة تحول دون تنفيذ الحق إنما يملكها الموتور بأبيه أو أخيه أو قريبه ، أما أن يرحم المجتمع مجرما بجرم لم يؤلمهم وقعه فظلم وحيف على من تقطعت نفسه حسرات وغيظا بفقد عزيزه ..
6 - إن الرجم والقطع والإطاحة بالرأس من أبشع المناظر ، ولكنها كانت لا بشع الجرائم ، وما ننكر أن يكون الدواء مرا وإنما ننكر أن يترك المجتمع على علاته لعدم تحمله مرارة الدواء .
قال أبو عبد الرحمن : أما الثالثة فمدفوعة بأمور :
أولهـا : أن الفكر الإسلامي هو العملاق إذا كان المقام مقام حجة وبرهان ، ومازال في كل عصر منذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن قتيبة إلى ابن حزم إلى ابن تيمية إلى ابن عبد الوهاب إلى سيد قطب ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها - من يحجز الملحدين بأقماع السمسم ويحكم خناقهم في عنق الزجاجة .
وثانيهـا : أن الأفكار المنحرفة لم تعش إلا بقوة تحميها أو بطنطنة محترفين يبشرون بها تحت شعارات عاطفية . وطبيعي اختلاف المذاهب وتعددها ، وطبيعي أيضا أن يكون الحق في جهة واحدة من شتى الجهات .
وثالثـها : أن المشيحين عنه لم يدخلوا فيه بعد ولم يفقهوه وإنما استحوذت عليهم سنة تقليد الضعيف للقوي ، ومعرفة هؤلاء الشباب ( المتخلي عن دينه ) بالشـبه المثارة حول الإسلام أكثر من معرفتهم بحقائق الإسلام ذاته .
وأخيرا : شاهدت - ألف مرة - وجوه المنتكسين والمرتكسين والوقواقين والببغاوات والإمعات وفاقدي الشخصية . وحسبنا الله ونعم والوكيل .
* * *
تعليق