رد: تفريغ كتاب ( لن تلحد ) لإبن عقيل الظاهري
ولو وقف الملحد عند هذه المرحلة ( أعني مرحلة الشك ) ولم يتجاوزها إلا ببرهان لكان أعذر له في ميدان الجدل ، أما هنا فقد رجح بلا مرجح ، وهو تحكم ، فما الجزم بنفي وجود الله بأولى من الجزم بوجوده ، إذ لا دليل ( للشاك ) على القضيتين .
إذن فملحد مستيقن من المستحيلات .
فالملحد اثنان :
متوقف حائر ، لا يحب الخوض في ( حقيقة الإلوهية ) وجازم ( لا بيقين عقلي ) ولكن بالعناد والمكابرة .
ودعوى النفي لا مقر لها في نفوس الملحدين ، وآية ذلك ظاهرتان :
أولاهما : أنه ما من ملحد ( ينفي وجود الله ) إلا ويثبت غيره ، فان عاند ( فلم يثبت خالقا ) تهافت وتحامق كمن يقول :
إن الشيء يخلق نفسه .
أو أن الخلق محض المصادفة .
ومن يثبت غير الله محجوج بأن المؤمنين ( العقلاء ) لم يرتضوا إلا الالاه الكامل ، المبرأ من كل عيب ونقص .
فالملحد ( على رغمه ) لم ينف وجود الالاه ، ولكنه آمن بالاه دون إلاه ، وكل من خلا الله باطل ، والمحاجة في هذا ميدانها مباحث الواحدانية وسائر الصفات .
والنافي - بإطلاق - سيبقى هذا الكون سرا غامضا في نفسه وسيعجزه تفسيره ، وعلى كلا الفرضين فلا قرار لخاطرة ( النفي المطلق ) في النفوس والعقول .
وأخراهما : ( وهي ثمرة للظاهرة الأولى ) أن الملحد ( غير المعاند ) قلق من براهين الموحدين لا يريح ولا يستريح ، يثيرها دائما ، ويناقشها لإفلاسه من راحة اليقين .
وتحامقت الناشئة فقالت إن العقل الأوربي الحديث ربيب العلم والاختراع والإبداع .
وفي الواقع أن الإلحاد فكرة اختطفها الغوغائية ، وأنصاف المثقفين .
أما علماء الذرة ، ورواد الفضاء ، والمبرزون في الطب والتشريح ، والنبات ، والطبيعة وشتى الاختصاصات فقد اثبتوا وجود الله ، وهداهم العلم إلى أن لهذا الكون قوة تضبطه (1) .
قال أبو عبد الرحمن : سنفترض أن ( حقيقة الإيمان ) غير قائمة ( بذاتها ) من ناحية البرهان (2) إلا أن لها مرجحات من خارج تبدو في ثلاثة أمور :
1 - الحاجة إلى العقيدة :
وهذه الحاجة تعرف بالبرهان العملي ، وهي فلسفة محضة للدين الإسلامي .
قال ( جورج سنتيانا ) إن عقيدة الإنسان قد تكون خرافية ، ولكن هذه الخرافة - نفسها - خير ( ما دامت الحياة تصلح بها ) وصلاح الحياة خير من استقامة المنطق .
قال أبو عبد الرحمن : صلاح الحياة بعقيدتنا : أنها تستجيش النفس - في استشعار عظمة الله ، ووجوده ، وإحاطته - فيكون للإنسان وازع ينبثق من وجدانه .
وحاجة الناس إلى العقيدة - كما يرى ( كانت ) - تبدو في كونها ضمانا لأصحاب الأخلاق لينالوا السعادة في العاجل والآجل ، ولهذا رأى ( سكرتان ) و ( فيخته ) تلميذ ( كانت ) أن الإيمان بالله إيمان بالواجب ، بمعنى أن الإنسان إذا لم يؤمن بالله لم يبق أمامه واجب .
قال أبو عبد الرحمن : لهذا قال شيخنا ( ابن حزم ) ثق بالمتدين ولو كان على غير دينك (3) ، ونقول - كما قال الشيخ ( مصطفى صبري ) - : الله موجود سواء أصلحت أخلاق المجتمع ، أم فسدت ، وسواء أسعد (4) أصحاب الفضيلة ، أم شقوا .
وإنما أوردنا ذلك للتدليل على أن الإيمان بالله هو الراجح ( على كل تقدير ) لأنه خير بإطلاق .
_______________________
(1) من ذلك كتاب ( الله يتجلى في عصر العلم ) لنخبة من العلماء الأمريكان ، وكتاب ( العلم يدعو للإيمان ) تأليف اكرايسكي موريسون ، وبتتبع تراجم الفلاسفة والعلماء تجد أن إثبات وجود الله ثمرة من ثمار معارفهم .
(2) معاذ الله أن نساوم في عقيدتنا ، ومعاذ الله أن نشك في الحق المبين ، وإنما هذا تنازل في الاستدلال للإقناع .
(3) مداواة النفوس لابن حزم .
(4) موقف العقل .
ولو وقف الملحد عند هذه المرحلة ( أعني مرحلة الشك ) ولم يتجاوزها إلا ببرهان لكان أعذر له في ميدان الجدل ، أما هنا فقد رجح بلا مرجح ، وهو تحكم ، فما الجزم بنفي وجود الله بأولى من الجزم بوجوده ، إذ لا دليل ( للشاك ) على القضيتين .
إذن فملحد مستيقن من المستحيلات .
فالملحد اثنان :
متوقف حائر ، لا يحب الخوض في ( حقيقة الإلوهية ) وجازم ( لا بيقين عقلي ) ولكن بالعناد والمكابرة .
ودعوى النفي لا مقر لها في نفوس الملحدين ، وآية ذلك ظاهرتان :
أولاهما : أنه ما من ملحد ( ينفي وجود الله ) إلا ويثبت غيره ، فان عاند ( فلم يثبت خالقا ) تهافت وتحامق كمن يقول :
إن الشيء يخلق نفسه .
أو أن الخلق محض المصادفة .
ومن يثبت غير الله محجوج بأن المؤمنين ( العقلاء ) لم يرتضوا إلا الالاه الكامل ، المبرأ من كل عيب ونقص .
فالملحد ( على رغمه ) لم ينف وجود الالاه ، ولكنه آمن بالاه دون إلاه ، وكل من خلا الله باطل ، والمحاجة في هذا ميدانها مباحث الواحدانية وسائر الصفات .
والنافي - بإطلاق - سيبقى هذا الكون سرا غامضا في نفسه وسيعجزه تفسيره ، وعلى كلا الفرضين فلا قرار لخاطرة ( النفي المطلق ) في النفوس والعقول .
وأخراهما : ( وهي ثمرة للظاهرة الأولى ) أن الملحد ( غير المعاند ) قلق من براهين الموحدين لا يريح ولا يستريح ، يثيرها دائما ، ويناقشها لإفلاسه من راحة اليقين .
وتحامقت الناشئة فقالت إن العقل الأوربي الحديث ربيب العلم والاختراع والإبداع .
وفي الواقع أن الإلحاد فكرة اختطفها الغوغائية ، وأنصاف المثقفين .
أما علماء الذرة ، ورواد الفضاء ، والمبرزون في الطب والتشريح ، والنبات ، والطبيعة وشتى الاختصاصات فقد اثبتوا وجود الله ، وهداهم العلم إلى أن لهذا الكون قوة تضبطه (1) .
قال أبو عبد الرحمن : سنفترض أن ( حقيقة الإيمان ) غير قائمة ( بذاتها ) من ناحية البرهان (2) إلا أن لها مرجحات من خارج تبدو في ثلاثة أمور :
1 - الحاجة إلى العقيدة :
وهذه الحاجة تعرف بالبرهان العملي ، وهي فلسفة محضة للدين الإسلامي .
قال ( جورج سنتيانا ) إن عقيدة الإنسان قد تكون خرافية ، ولكن هذه الخرافة - نفسها - خير ( ما دامت الحياة تصلح بها ) وصلاح الحياة خير من استقامة المنطق .
قال أبو عبد الرحمن : صلاح الحياة بعقيدتنا : أنها تستجيش النفس - في استشعار عظمة الله ، ووجوده ، وإحاطته - فيكون للإنسان وازع ينبثق من وجدانه .
وحاجة الناس إلى العقيدة - كما يرى ( كانت ) - تبدو في كونها ضمانا لأصحاب الأخلاق لينالوا السعادة في العاجل والآجل ، ولهذا رأى ( سكرتان ) و ( فيخته ) تلميذ ( كانت ) أن الإيمان بالله إيمان بالواجب ، بمعنى أن الإنسان إذا لم يؤمن بالله لم يبق أمامه واجب .
قال أبو عبد الرحمن : لهذا قال شيخنا ( ابن حزم ) ثق بالمتدين ولو كان على غير دينك (3) ، ونقول - كما قال الشيخ ( مصطفى صبري ) - : الله موجود سواء أصلحت أخلاق المجتمع ، أم فسدت ، وسواء أسعد (4) أصحاب الفضيلة ، أم شقوا .
وإنما أوردنا ذلك للتدليل على أن الإيمان بالله هو الراجح ( على كل تقدير ) لأنه خير بإطلاق .
_______________________
(1) من ذلك كتاب ( الله يتجلى في عصر العلم ) لنخبة من العلماء الأمريكان ، وكتاب ( العلم يدعو للإيمان ) تأليف اكرايسكي موريسون ، وبتتبع تراجم الفلاسفة والعلماء تجد أن إثبات وجود الله ثمرة من ثمار معارفهم .
(2) معاذ الله أن نساوم في عقيدتنا ، ومعاذ الله أن نشك في الحق المبين ، وإنما هذا تنازل في الاستدلال للإقناع .
(3) مداواة النفوس لابن حزم .
(4) موقف العقل .
تعليق