رد: تفريغ كتاب ( لن تلحد ) لإبن عقيل الظاهري
سينكر علي بعض إخواني ولعي بفلسفة « ديكارت » وترديدي لها ، لأن في حقائق ديننا غنى عنها ولأن الفلسفة لم تكن طالع خير في تاريخنا المجيد وإنني مجيب عن ذلك بأن اقتناعنا نحن المسلمين بيقينية الحقائق الدينية أمر لا لبس فيه ، فأخبار الوحيين حقائق يقينية قطعية نهائية نتهم فيها أي فكر مهما عظم ونتهم فيها كل منهج يفرض التعارض بين المعقول والمنقول وبين المنقول وحقائق العلم القطعية .
ولكن هل معنى اقتناعنا بحقائق الدين ينافي حرصنا على الفلسفات التي تؤيدها أو تعارضها . إن واجبنا كبير في نشر العقيدة وتثبيتها في نفوس وعقول الكثيرين من شبابنا الذين قرأوا كثيرا عن فلسفة الماديين والتجريبيين وعن اعتراضات نقاد الحقائق الدينية وكادوا يفتتنون بها ، ولن يتهيأ واجب نشر العقيدة وتثبيتها مالم نواجه تلك الفلسفات وجها لوجه بحقائق هذا الدين .
الاقتناع الحق بهذا الدين أن نواجه كل مذهب يجهل عقيدتنا بحقيقة الدين فان أشحنا بوجوهنا غاضبين عن تيار الفلسفة ، وجعلناه يعبر إلى أذهان شبابنا وبني ملتنا دون أن نضع حقائق الدين سداً منيعا يقف مد ذلك التيار فإنما نكون حقا غير واثقين بحقائق ديننا ، بل كان معنى ذلك أننا مقتنعون بأن الدين عاجز عن مواجهة الفلسفة البشرية المسكينة .
ولست مغربا في هذا الادعاء فاقرب دليل لي هو واقعنا التاريخي ، فكلما شوشت الفلسفة على حقائق العقيدة أتاح الله مجددين يجلون صدأها ، ويرفعونها بيضاء نقية تسر الناظرين .
وهؤلاء هم المجددون حقا من أمثال ابن حزم ، وأبي حامد الغزالي من بعض الوجوه وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وغيرهم كثيرون .
والتجديد - أعزك الله - ليس غربة ، فالذين يدعون إلى استبعاد حقائق الدين وتأويلها بما يعلمون يقينا أنه ليس مرادا للشارع ، ليسوا مجددين ولكنهم مستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ، والذين يلهثون وراء النصوص ويحملونها مالا تحتمل لتأييد آراء فلسفية أو مكتشفات علمية لم تكن موضع جزم بعد ليسوا أيضا بمجددين ولكنهم مغربون ومشتطون ، وهؤلاء وأولئك مهزومون روحيا جاهلون بطبيعة هذا الدين . لابد من الثقة بهذا الدين وشرح وجهته .
ولابد من الاقتناع بهذه الأمة وأنها خير أمة أخرجت للناس وأن واجبها أن تكون في الطليعة لا الأمعية والتبعية إذا كان منطلق المصلح من هذه الأصول فهو المجدد حقا ، وحذار أن نخدع بتجديد لا يكون على هذه المثابة .
قلت : اقرب دليل لنا على أن حقائق الدين لابد أن تلاقي كل فكر مهما كان جبارا وعتيدا وجها لوجه من واقع تاريخنا ، فلولا عظمة أولئك المجددين الفكرية رحمهم الله لكان الدين كما يقول الملاحدة يقين العجائز والعوام ، والحمد الله الذي وقى إسلامنا من الخرافة التي قذفت بالمسيحية من شاهق ، والسر في ذلك والله أعلم أن الله ضمن لنا حفظ هذا الدين بقوله : « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون » ، أما المسيحية واليهودية فوكلها الله إلى المسيحيين واليهود أنفسهم بقوله تعالى : « بما استحفظوا من كتاب الله » .
قصتي مع ديكارت وقضية الشك الديكارتي
سينكر علي بعض إخواني ولعي بفلسفة « ديكارت » وترديدي لها ، لأن في حقائق ديننا غنى عنها ولأن الفلسفة لم تكن طالع خير في تاريخنا المجيد وإنني مجيب عن ذلك بأن اقتناعنا نحن المسلمين بيقينية الحقائق الدينية أمر لا لبس فيه ، فأخبار الوحيين حقائق يقينية قطعية نهائية نتهم فيها أي فكر مهما عظم ونتهم فيها كل منهج يفرض التعارض بين المعقول والمنقول وبين المنقول وحقائق العلم القطعية .
ولكن هل معنى اقتناعنا بحقائق الدين ينافي حرصنا على الفلسفات التي تؤيدها أو تعارضها . إن واجبنا كبير في نشر العقيدة وتثبيتها في نفوس وعقول الكثيرين من شبابنا الذين قرأوا كثيرا عن فلسفة الماديين والتجريبيين وعن اعتراضات نقاد الحقائق الدينية وكادوا يفتتنون بها ، ولن يتهيأ واجب نشر العقيدة وتثبيتها مالم نواجه تلك الفلسفات وجها لوجه بحقائق هذا الدين .
الاقتناع الحق بهذا الدين أن نواجه كل مذهب يجهل عقيدتنا بحقيقة الدين فان أشحنا بوجوهنا غاضبين عن تيار الفلسفة ، وجعلناه يعبر إلى أذهان شبابنا وبني ملتنا دون أن نضع حقائق الدين سداً منيعا يقف مد ذلك التيار فإنما نكون حقا غير واثقين بحقائق ديننا ، بل كان معنى ذلك أننا مقتنعون بأن الدين عاجز عن مواجهة الفلسفة البشرية المسكينة .
ولست مغربا في هذا الادعاء فاقرب دليل لي هو واقعنا التاريخي ، فكلما شوشت الفلسفة على حقائق العقيدة أتاح الله مجددين يجلون صدأها ، ويرفعونها بيضاء نقية تسر الناظرين .
وهؤلاء هم المجددون حقا من أمثال ابن حزم ، وأبي حامد الغزالي من بعض الوجوه وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وغيرهم كثيرون .
والتجديد - أعزك الله - ليس غربة ، فالذين يدعون إلى استبعاد حقائق الدين وتأويلها بما يعلمون يقينا أنه ليس مرادا للشارع ، ليسوا مجددين ولكنهم مستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ، والذين يلهثون وراء النصوص ويحملونها مالا تحتمل لتأييد آراء فلسفية أو مكتشفات علمية لم تكن موضع جزم بعد ليسوا أيضا بمجددين ولكنهم مغربون ومشتطون ، وهؤلاء وأولئك مهزومون روحيا جاهلون بطبيعة هذا الدين . لابد من الثقة بهذا الدين وشرح وجهته .
ولابد من الاقتناع بهذه الأمة وأنها خير أمة أخرجت للناس وأن واجبها أن تكون في الطليعة لا الأمعية والتبعية إذا كان منطلق المصلح من هذه الأصول فهو المجدد حقا ، وحذار أن نخدع بتجديد لا يكون على هذه المثابة .
قلت : اقرب دليل لنا على أن حقائق الدين لابد أن تلاقي كل فكر مهما كان جبارا وعتيدا وجها لوجه من واقع تاريخنا ، فلولا عظمة أولئك المجددين الفكرية رحمهم الله لكان الدين كما يقول الملاحدة يقين العجائز والعوام ، والحمد الله الذي وقى إسلامنا من الخرافة التي قذفت بالمسيحية من شاهق ، والسر في ذلك والله أعلم أن الله ضمن لنا حفظ هذا الدين بقوله : « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون » ، أما المسيحية واليهودية فوكلها الله إلى المسيحيين واليهود أنفسهم بقوله تعالى : « بما استحفظوا من كتاب الله » .
تعليق