أولا القرآن الكريم :
الدليل الأول- وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنوَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الأحزاب53- 1- سبب نزول الآية وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لما بنىبزينب بنت جحش رضى الله عنها جلس أصحابه عنده فأطالوا الجلوس فتهيأ للقياموالخروج ومعه أنس رضي الله عنه لكى يقوموا فلم يفعلوا فعل ذلك أكثر من مرةحتى خرجوا فأنزل الله هذة الآية فيقول أنس فضرب بينى وبينه سترا , والسترهو الحجاب الذى حجب أنس رضى الله عنه عن زوجات النبى صلى الله عليه وسلم
2- أقوال بعض أهل العلم من المفسرين فى الآية :-
ابن جرير الطبرىيقول (وإذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلمونساء المؤمنين اللواتى لسن لكم بأزواج متاعا فا سألوهن من وراء حجاب يقولمن وراء ستر بينكم وبينهن) ؛ جامع البيان( 22/39) القرطبىيقول: ( في هذهالآية دليل على أن الله تعالى أذن فى مسألتهن من وراء حجاب فى حاجة تعرض
أو مسألة يستفتين فيها ؛ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى ؛وبما تضمنتهأصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادةعليها أوداء يكون ببدنهاأوسؤالها عما يعرض وتعين عندها )؛ الجامع لأحكامالقرآن(14/227)
ابن كثير :-المجلد3 ص55 (أي وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظرواإليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولايسألهن حاجة إلا من وراء حجاب) الشنقيطى صاحب أضواء البيان (6/584)-واعلمأن مع دلالةالقرآن على احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب قد دلت على ذلكأيضا أحاديث نبوية . فمن ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث عقبة بن عامر رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والدخول على النساء فقالرجل من الأنصار يا رسول الله أريت الحمو؟ قال الحمو الموت؛ فهذا الحديثدليل واضح على منع الدخول عليهن وسؤالهن متاعا"
إلا من وراء حجاب لأنه من سألهن متاعا" لا من وراء حجاب فقد دخل عليهن ،
وقال رحمه الله وإذا علمت بما ذكرنا أن حكم آية الحجاب عام وأن ما ذكرنامعها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجالالأجانب، علمت أن القرآن دل على الحجاب،
2-الدليل الثاني- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَوَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنجَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَاللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
أقوال بعض أهل العلم من المفسرين في الآية:-
ورد أثر عن بن عباس رضى الله عنه فى هذه الآية, في إسناده كلام ولكن يعضدبغيره. قال ,أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطينوجوههن من فوق رؤسهن
بالجلابيب ويبدين عينا" واحدة.
وورد أثر صحيح عن عبيدة السليمانى وهو من التابعين لما سئل عن هذه الآية ,تقنع بردائه وغطى أنفه
وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا" منحاجبه أوعلى الحاجب. كما ورد أثر حسن عند الطبري عن قتادة (من أئمةالتابعين) في الآية قال,أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب ذلكأدنى أن يعرفن فلا يؤذين وقد كانت المملوكةإذامرت تناولوها بالإيذاء فنهىالله الحرائر أن يتشبهن بالإماء
ابن جرير الطبري , يقول تعالي ذكره لنبيه صلي الله عليه وسلم : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك
ونساء المؤمنين لا تتشبهن با لإماء فىلباسهن إذا هن خرجن من بيوتهنلحاجتهن فكشفن شعورهن ووجههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهنفاسق إذاعلم أنهن حرائر بأذى من قول.(جامع البيان عن تأويل القرآن 22/45)
-القرطبى-لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماءوكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسولهصلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلىحوائجهن فيعلم الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن. (الجامعلأحكام القرآن15/243)
تفسيرالإمام جلال الدين المحلى:. – (يدنين عليهن من جلابيبهن) جمع جلبابوهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجنلحاجتهن إلا عينا واحدة (ذلك أدنى) أقرب إلى (أن يعرفن) بأنهن حرائر (فلايؤذين) بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضونلهن
(وكان الله غفورا) لما سلف منهن لترك الستر (رحيما) بهن إذ سترهن.(قرة العينين على تفسير الجلالين ص 560)
قال السيوطى :- هذة آية الحجاب في حق سائر النساء ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن .(عون المعبود 4/106)
ابن كثير- ذكر نحوا مما سبق واستشهد بقول عبيدة وقتادة والحسن البصري وبأثر بن عباس.(تفسير القرآن العظيم 3/534)
الألوسى- قال- والظاهر أن المراد بمعنى (يدنين عليهن) أي على جميع أجسادهن وقيل رؤسهن أو على
وجوههن لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه.(روح المعاني فىتفسير القرآن العظيم والسبع المثانى 22/88)
العلامة الشوكانى:- في فتح القدير قال في الآية –والجلابيب جمع جلباب وهوثوب أكبر من الخمار قال الجوهري:الجلباب الملحفة، وقيل القناع،وقيل هو ثوبيستر جميع بدن المرأة كما ثبت في الصحيح من حديث أم عطية أنها قالت:يارسولالله إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال لتلبسها أختها جلبابها، قالالواحدى:قال المفسرون يغطين وجوههن ورؤسهن إلا عينا واحدة،فيعلم أنهنحرائر فلا يعرض لهن بأذى.(فتح القدير 4/304) .
الشنقيطى في أضواء البيان (فقد قال غير واحد من أهل العلم أن معنى يدنينعليهن من جلابيبهن أنهن يسترن بها جميع وجوههن ولايظهرمنهن شيء إلا عينواحدة تبصر بها وممن قال به ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السليمانىوغيرهم).(أضواء البيان 6/586)
وقال الزمخشرى في الكشاف(يرخينها عليهن ويغطين بها وجههن) الكشاف عن حقائق التنزيل 3/274
أبو بكر الرازي الحنفي- وفى هذة الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورةبستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهلالريب فيهن.( أحكام القرآن 3/371)
البيضاوي- يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة.(أنوار التنزيل وأسرار التأويل 2/280)
الحافظ بن حجر- قال في- قوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن-يغطين وجوههن, ثمذكر رواية عائشة أن نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربهن بخمرهنعلى جيوبهن-شققن مروطهن فاختمرن بها.وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسهاوترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع.(فتح الباري 8/490)
شيخ الإسلام ابن تيمية- فقد ذكر فىجوابه واستنباطه من معاني سورة النورقال –وأمر الله بإرخاء الجلابيب لئلا يعرفن ولا يؤذين وقد ذكرعبيدةالسلمانى وغيره: أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوقرؤسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن لأجل رؤية الطريق,وثبت في الصحيح أن المرأةالمحرمة تنهى عن الإنتقاب والقفازين وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازينكانا معروفين في النساء اللاتى لم يحرمن وذلك يقتضى ستر وجوههن وأيديهنوقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل بصفية ,قالأصحابه: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه ., فضرب عليها الحجاب. وإنما ضرب الحجاب على النساء لئلا ترى وجوههنوأيديهن.(مجموع الفتاوى 15/370) وقال أيضا رحمه الله-(وعكس ذلك الوجهواليدان والقدمان ليس لها أن تبدى ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ماكان قبل النسخ بل لا تبدى إلا الثياب) . (مجموع الفتاوى 22/117)
ابن قيم الجوزية قال: (وإنما نشأت الشبهة أن الشارع شرع ذلك للحرائر أنيسترن وجوههن عن الأجانب وأما الإماء فلم يوجب عليهن) .(القياس في الشرعالإسلامىص69)
الإمام الخطيب الشربينى :-(يدنين) يقربن (عليهن) أي على وجوههن وجميع أبدانهن فلا يدعن شيئا منها مكشوفا.(السراج المنير3/371)
ابن حبان الأندلسى وقال السدى (تغطى إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلاالعين), وكذا عادة بلاد الأندلس لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة, ومنفي (جلابيبهن) للتبعيض ,و(عليهن)شامل لجميع أجسادهن , أو (عليهن) علىوجوههن,لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه . (البحر المحيط 7/250)
محمد الطبري المعروف ب ( ألكيا الطبري) قال:- , الجلباب هو الرداء فأمرهنبتغطية وجوههن ورؤسهن ولم يوجب على الإماء ذلك (تفسير ألكيا الهراس الطبري 4/354)
الإمام عبد الله بن أحمد النسفى قال:-(يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن).-مدارك التنزيل وحقائق التأويل3/79
عبد الرحمن السعدي قال: (وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداءونحوه,أي يغطين بها وجوههن)تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 6/122
أبو بكر الجزائري قال :-هذة الآية أبطلت دعوى الخصوصية في الحجاب حيثأشركت في الخطاب نساء المؤمنين باللفظ الصريح, وهى تطالب المؤمنات إذاخرجن من بيوتهن لحاجة استدعت ذلك أن يغطين وجوههن ويسترن محاسنهن, والمقصود من الكلام أن هذة الآية مؤكدة لفرضية الحجاب ومقررة له.(فصلالخطاب في المرأة والحجاب ص38)
الشيخ عبد العزيز بن خلف قال:-فقوله تعالى(ذلك أدنى أن يعرفن )يدل علىتخصيص الوجه ,لأن الوجه عنوان المعرفة فهو نص على وجوب ستر الوجه ,وقولهتعالى (فلا يؤذين) هو نص على أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولغيرهابالفتنة والشر, ولذلك حرم الله عليها أن تخرج من بدنها ماتعرفبه محاسنهاأيا كانت.(نظرات في حجاب المرأة المسلمة ص48)
العلامة عبد العزيز بن باز قال:-أمر الله سبحانه جميع النساء بإدناءجلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلايفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن.(رسالة تبحث في مسائل السفور والحجاب ص 6)
الدليل الثالث- {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَنِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَمُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُسَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور60
قال القرطبى القواعد: العجز اللواتي قعدن عن التصرف من السن وقعدن عنالولد والحيض هذا قول أكثر أهل العلم. وقد وردت عدة آثار في تفسير هذةالآية نقتصر على بعضها الذي يمثل رأى الجمهور- فقد ذكر ابن جرير أثراصحيحا عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول في هذة الآية (فليس عليهنجناح أن يضعن ثيابهن ) قال الجلباب. جامع البيان (18/127) وقد ذكرالبيهقى(7/93) أثرا صحيحا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقرأ(أن يضعنثيابهن) قال الجلباب . وقد قيل أن الجلباب هو الملحفة وقيل القناع(يرجعإلى كلام الشوكانى كما ذكرنا سابقا). قال ابن كثير –وقوله(وان يستعففن خيرلهن). أي وترك وضعهن لثيابهن –وإن كان جائزا –خير وأفضل لهن والله سميععليم. ويفسر لنا الآية والمقصود من الجلباب هذا الأثرالذى ذكرهالبيهقى(7/93)- عن عاصم الأحول قال كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلتالجلباب هكذا وتنقبت به فنقول لها رحمك الله قال الله تعالى(والقواعد منالنساء اللاتى لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجاتبزينة وأن يستعففن خير لهن) .هو الجلباب قال فتقول لنا أي شيء بعد ذلكفنقول (وأن يستعففن خير لهن).فتقول.هو إثبات الجلباب. هكذا فهمت حفصة بنتسيرين التابعية الجليلة أن معنى وأن يستعففن خير لهن هو الجلباب وتطبيقهاالعملي له هو التنقب أي ستر الوجه.
قلت يفهم من الآية أن العجائز من النساء وهن اللاتى قعدن عن الحيض والولدولا رغبة لهن فىالزواج,يجوز لهن كشف الوجه والكفين بشرط أن يكن غيرمتبرجات بزينة( الزينة التي توضع على الوجه والكفين)
فليس عليهن جناح في ذلك أي ليس عليهن إثم وغيرهن من الشابات عليهن جناح فيكشف وجوههن وأيديهن أمام الأجانب الذين ليسوا لهن بمحارم . وماذا يفهم منقوله تعالى( أن يضعن ثيابهن)؟ أيفهم منه أن تنخلع المرأة من ثيابهاوتتعرى؟ أم أن المقصود منه أن تضع جلبابها الذي على وجهها وهو ما تغطى بهالمرأة وجهها كما بينت حفصة بنت سيرين رحمها الله وكما قالت أمنا عائشةرضي الله عنها في حديث الإفك حيث قالت (فخمرت وجهي بجلبابي) وهو فيالصحيح.؟ كذلك قوله تعالى(غير متبرجات بزينة) يبين لنا محل وضع الثياب وهوالوجه والكفين حيث أن الزينة غالبا توضع على الوجه كالكحل في العينينوالأحمر على الخدين والشفتين وغيرها من أدوات الزينة وكذلك قوله تعالى (وأن يستعففن خير لهن) أي يبقين على ترك وضعهن لثيابهن أي يبقين على تغطيةوجوههن وأيديهن
الدليل الرابع- { وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ -الآية31 النور
يقول الشيخ محمد ابن العثيمين رحمه الله-يعنى لا تضرب المرأةبرجلها فيعلمما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل فإذا كانت المرأة منهيةعن الضرب با لأرجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوهفكيف بكشف الوجه. فأيهما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالا بقدم امرأة لايدرى ماهى وما جمالها لا يدرى أشابة أم عجوز, أيهما أعظم فتنة هذا أو أنينظر إلى وجه سافر جميل ممتلىء شبابا ونضارة بما يجلب الفتنة ويدعو إلىالنظر إليها. ؟ إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظموأحق بالستر والإخفاء. رسالة الحجاب (9) الدليل الخامس:- قوله تعالى {لَّاجُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَاإِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءأَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّوَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }الأحزاب55 . قال ابن كثير في تفسيرهذةالآية(3/506)-لما أمر الله النساءبالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم,كمااستثناهم في سورة النور عند قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّعَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ }النور31. وجاء في تفسير الجلابين في الآية[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/XPPRESP3/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]لاجناحعليهن أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب ).انتهى .وهذا استثناء من الأصلالعام وهو فرض الحجاب ففي الآية نفى الجناح بخروج المرأة أمام محارمهاكالأب والابن غير محجبة الوجه والكفين أما غير المحارم فواجب على المرأةالاحتجاب عنهم .
ثانيا- الأدلة من السنة:-
-الدليل الأول-حديث المرأة عورة
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة فإذا خرجتاستشرفها الشيطان- رواه الترمذي (1173) وصححه الألباني في الإرواء273وحققه الشيخ مصطفى العدوى في رسالة الحجاب وقال رجاله ثقات ويصلح الاحتجاجبه – أما قوله المرأة عورة فقال المباركفورى في تحفة الأحوزى(3/337) (جعلالمرأة نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحيى منها كما يستحى من العورة إذاظهرت والعورة السوأة وكل ما يستحى منه إذا ظهر , وكلمة استشرفها أي زينهافي نظر الرجال). قلت ووجه الاستدلال هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قالالمرأة عورة أي عمم جميع المرأة ولم يستثنى منها الوجه والكفين.أنهما ليسابعورة فدل ذلك على أن جميع بدن المرأة عورة بما فيه الوجه والكفين ووجبستره وتضمن ذلك ستر الوجه والكفين
الدليل الثاني-الإذن للنساء في الخروج لحاجتهن
قال الإمام البخاري(فتح8/528) عن عائشة رضي الله عنها قالت –خرجت سودة –بعدما ضرب الحجاب لحاجتها,وكانت إمرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآهاعمر بن الخطاب فقال يا سودة, أما والله ما تخفين علينا,فانظري كيفتخرجين,قالت:فانكفأت راجعة,ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنهليتعشى وفى يده عرق,فدخلت فقالت يارسول الله , إني خرجت لبعض حاجتي فقاللىعمركذا وكذا:فأوحى الله إليه,ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعهفقال:إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن). والحاصل أنه لما نزلت آية الحجاببالغ فىتحجبهن فقصد بعد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلا ولوكن مستترات فمنعمنه ,وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج . ووجهالاستدلال هنا على مشروعية ستر الوجه أن عمر رضي الله عنه ما عرف سودة إلابطولها وجسامتها كما أخبرت عنها عائشةرضى الله عنها في الحديث فدل ذلك علىأن وجهها كان مستورا ولو كانت كاشفة لوجهها لما احتاج أن يقول ما تخفينعلينا
.الدليل الثالث-فعل عائشة رضي الله عنها.
في حديث الإفك- قالت عائشة:..وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكوانى منوراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي,فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حينرآني,وكان يراني قبل الحجاب,فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني,فخمرت وجهيبجلبابي.." الحديث أخرجه البخاري(8/452) ومسلم ص (2129)
قال الحافظ ابن حجر(فتح البارى8/463) قوله فخمرت: أي غطيت . قلت ووجهالاستدلال هنا أن عائشةرضى الله عنها أفادت عن سبب معرفة صفوان بن المعطللها حين رآها أنه رضي الله عنه كان يراها قبل نزول الحجاب فدل ذلك على أنهبعد نزول الحجاب أنها سترت وجهها فلم تعرف بعد ,وكذلك أنها لما كانت وحدهافي هذا المكان الذي غادره الجيش ولم يكن فيه أحد نامت وقد رفعت الجلباب عنوجهها ولما أصبح صفوان بن المعطل عندها عرفها لأنه كان يراها قبل نزولالحجاب فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فاستيقظت رضي الله عنها باسترجاعهفتحجبت منه فغطت وجهها بجلبابها,ففي هذا الحديث الصحيح دليل واضح لكل أختمؤمنة لها في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حبيبةرسول الله وزوجتة في الجنة أسوة حسنة في ستر الوجه والكفين .هذا وقد وردأثر صحيح آخر عند الإمام مسلم والحديث برقم(1211) .عن صفية بنتشيبة.قالت:قالت عائشة رضي الله عنها,يا رسول الله أيرجع الناس بأجرينوأرجع بأجر؟فأمر عبدا لرحمن بن أبى بكر أن ينطلق بها إلى التنعيم,قالتفأردفنى خلفه على جمل له ,قالت فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي,فيضرب رجليبعلة الراحلة,قلت له وهل ترى من أحد ؟, قالت فأهللت بعمرة ثم أقبلنا حتىانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحصبة. (رواه مسلم . والمعنى أن عائشة رضي الله عنها أحزنها أن ترجع إلى المدينة ولا تأتىبعمرة مع الحج كما فعل الناس فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم .فأمرأخوها عبد الرحمن أن ينطلق بها إلى خارج الحرم ( التنعيم) لتحرم من هناكبعمرة فركبت خلفه على الجمل فلما رأت السيدة عائشة أنها في خلاء ليس فيهأحد جعلت تكشف خمارها وتبعده عن وجهها من أسفل عنقها فجعل عبد الرحمن يضربرجلها بعود بيده عامدا لها حيث تكشف خمارها غيرة عليها وظاهر أمره أنهيضرب الراحلة ,فقالت له رضي الله عنها ردا على فعله هذا ,وهل ترى من أحد ؟أي نحن في خلاء وليس هنا أجنبي أستتر منه .فلله در أم المؤمنين ما أعظمحياؤها وعفتها,مع أن الله برأها من فوق سبع سماوات وتوعد الذين ينالونمنها بأشد العذاب فقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِالْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِوَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23 ومع هذا كله تحرص رضي الله عنها علىالالتزام والامتثال لأمر الله بالحجاب وهذا يذكرنا بقول الله عزوجل {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُوَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْوَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36 .كما أورد الإمام الذهبىأثرأ في سير أعلام النبلاء(3/491), وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى(4/308),(عن أحمد بن محمد الأزرقى:أنبأناعبد الرحمن بن أبى الرجال عن ابن عمر,قال لما اجتلى رسول الله- صفية رأىعائشة متنقبة في وسط النساء فعرفها,فأدركها, فأخذ بثوبها, فقال:ياشقيراءكيف رأيت؟ قالت رأيت يهودية بين يهوديات),وأخرجه ابن سعد في الطبقاتالكبرى(8/99). والحديث رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاع بين عبد الرحمن وابنعمر إلا أنه يشهد له ماسبق من الآثار الصحيحة عن عائشة , ومما سبق رد علىمن زعم أن النقاب لا أصل له فى الدين, وفيه أيضا بيان لصفة الحجاب الشرعىالذى أمر الله به فى الآيات حيث كان هذا هو التطبيق الفعلى له من قبلعائشة رضى الله عنها ولو كان غير ذلك لبينه النبى صلى الله عليه وسلملعائشةرضى الله عنها.
الدليل الرابع- فعل الصحابيات:
عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول لما نزلت هذهالآية(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحوا شىفاختمرن بها.رواه البخاري (فتح البارى8/489)ورواه البخاري من طريق آخرمعلقا عن عائشة قالت :يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزلالله(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)شققن مروطهن فاختمرن بها. قال الحافظ ابنحجر(فتح 8))قوله فاختمرن :أي غطين وجوههن وصفة ذلك أن تضع الخمار علىرأسها وترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع .ووجهالاستدلال هو فعل الصحابيات رضي الله عنهن وسرعة استجابتهن لأمر اللهوتفسير كلمة خمرهن بستر الوجه.وعن فاطمة بنت المنذر رحمها الله قالت(كنانخمر وجوهنا, ونحن محرمات مع أسماء بنت أبى بكر ).أخرجهالإمام مالك في الموطأ(1/328) والحاكم(1/454) وصححه ,ووافقه الذهبي . وفىهذا دليل على أن عمل النساء في زمن الصحابةرضى الله عنهم كان على تغطيةالوجوه من الرجال الأجانب , وأن هذا الأمر كان عاما في النساء لا في زمنالصحابة فقط بل فيما بعدهم أيضا.
الدليل الخامس:فعل أسماء رضي الله عنها:
عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكررضى الله عنهما قالت (كنا نغطىوجوهنا من الرجال,وكنا نمتشط قبل ذلك فىالإحرام) أخرجه الحاكم(1/454) وقالصحيح على شرط الشيخين , ووافقه الذهبي
وللحديث شاهد آخر عند أبى داود وأحمد والبيهقى(5/48)من حديث عائشة رضيالله عنها قالت( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليهوسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذاجاوزنا كشفناه) ولكن في إسناد هذا الحديث يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف ولكنهذا الحديث يقويه حديث أسماء السابق.قال الشوكانى في( النيل) واستدل بهذاالحديث على أنه يجوز للمرأة إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبامنها أن تسدل ثوبها من فوق رأسها على وجهها . وقال ا بن المنذر (أجمعواعلى أن المرأة تلبس المخيط والخفاف , وأن لها أن تغطى وجهها فتسدل الثوبسدلا خفيفا تستتر به عن نظر الرجال) . نيل الأوطار(5/77) الدليلالسادس:-عن ابن عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة,كيف يصنعالنساء بذيولهن ؟ قال يرخين شبرا فقالت إذن تنكشف أقدامهن,قال فيرخينهذراعا ولا يزدن عليه. رواه الترمذىوأبوداود وصححه الألباني(2/776) وفىرواية عن ابن عمر ( أنهن قلن إن شبرا لا يستر من عورة فقال:اجعلنه ذراعا ,فكانت إحداهن إذا أرادت أن تتخذ درعا أرخت ذراعا فجعلته ذيلا .)المسند (2/90).وقد أقرهن النبي صلى الله عليه وسلم على جعل القدمين عورة. هذاوإذا كان القدمان من العورة فما الظن بالوجه الذي يفتتن الرجال برؤيته, فهل يعقل أن يأمر الإسلام المرأة أن تستر شعرها وقدميها وأن يسمح لها أنتكشف وجهها ويديها؟ وأيهما تكون الفتنة فيه أكبر الوجه أم القدمان؟. الدليل السابع:قصة عائشة رضي الله عنها مع عمها من الرضاعة- وهو أفلح أخوأبى القعيس- لما جاء يستأذن عليها بعد نزول الحجاب,فلم تأذن له حتى أذن لهالنبي صلى الله عليه وسلم,لأنه عمها من الرضاعة. متفق على صحته قال الحافظابن حجر في الفتح(9/152) وفيه وجوب احتجاب المرأة من الأجانب. الحديث رواهالبخارى8/392) ومسلم رقم(1444)
الدليل الثامن:حديث أم عطيةرضى الله عنها, فىصحيح مسلم–أن النبي صلى اللهعليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد,قلن:يا رسول الله إحدانالا يكون لها جلباب,فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتلبسها أختها منجلبابها. ووجه الدلالة أن المرأة لا يجوز لها الخروج من بيتها إلامتحجبةبجلبابها الساتر لجميع بدنها , وقد تكلمنا في معنى الجلباب فيما سبق .
الدليل التاسع:-احتجاب أمهات المؤمنين:- فقد أورد ابن سعد في الطبقات فقالأخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم ابن زيد المكي وسفيان ابن عيينة عن عمروبن دينار عن أبى جعفر قال:كان الحسن والحسين لا يريان أمهاتالمؤمنين...,فقال ابن عباس:إن رؤيتهن لهما تحل. الطبقات الكبرى(8/178) , وقال: أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد لله بن أبى يحيى عن بُثينة بنت حنظلةعن أمها, أم سنان الأسلمية قالت :لما نزلنا المدينة لم ندخل حتى دخلنا معصفية منزلها, وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار,فدخلن عليها متنكرات , فرأيت أربعا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متنقبات:زينب بنت جحش , وحفصة, وعائشة ,وجويرية... الحديث-الطبقات الكبرى (8/126)
الدليل العاشر:عن أنس رضي الله عنه في قصة زواج رسول الله صلى الله عليهوسلم من صفية رضي الله عنها:فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أو مماملكت يمينه؟ ,فقالوا إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهىمما ملك يمينه ,فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس(رواهالبخاري) ومسلم رقم(1365) , وفى رواية أخرى عن أنس رضي الله عنه قال :فلماقرب البعير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج, وضع رسول الله صلى الهعليه وسلم رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه,فأبت ووضعت ركبتها على فخذه. وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرهاووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نساءه . , قال الشيخعبد العزيز بن خلف:- وهذا الحديث من أدلة الوجوب أيضا لأنه من فعله صلىالله عليه وسلم بيده الكريمة فهو عمل كامل, حيث إنه صلى الله عليه وسلمستر جسمها كله, وهذا هو الحق الذي يجب إتباعه, فهو القدوة الحسنة, ولو لميكن دليل من النصوص الشرعية على وجوب ستر المسلمة وجهها وجميع بدنهاومقاطع لحمها إلا هذا الحديث الصحيح, لكفى به موجبا وموجها إلى أكملالصفات. نظرات في حجاب المرأة المسلمةص97
ثالثا:الاعتبار الصحيح والقياس المطرد:
وهو إنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها وإقرار المصالح ووسائلها والحثعليها, فقد ذكر العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في (رسالة الحجاب) هذا الاستدلال فقال:فكل ما كانت مصلحته خالصة أو راجحة على مصلحة فهومأمور به أمر إيجاب أو أمر استحباب, وكل ما كانت مفسدته خالصة أو راجحةعلى مصلحة فهو منهي عنه نهى تحريم أو نهى تنزيه, وإذا تأملنا السفور وكشفالمرأة وجهها للرجال الأجانب, وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة . ثم ذكر منهذة المفاسد(باختصار) 1- الفتنة, فإن المرأة بنفسها فتنة ,فضلا عما يجملوجهها ويبهيه وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد. 2-زوال الحياء عن المرأةالذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها.3-افتتان الرجال بها.4-اختلاطالنساء بالرجال وفى ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض. وقال رحمه الله (فإن كانقد اختلف في فهم الزينة الظاهرة , فإن الحجة في فهم الصحابة ونسائهم, حيثطبقن ذلك عملا بتغطية الوجه والصدر والنحر والشعر, لما ورد عن عائشة رضيالله عنها في حديث الإفك(وكان يعرفني قبل نزول الحجاب) وقولها في الإحرامكنا بالجمع فإذا حاذينا الرجال, سدلت إحدانا خمارها على وجهها, فإذاجاوزونا كشفنا. فهذا العمل حجة لا يصح تأويله, لأنه تطبيق عملي لمفهومالنص الشرعي, فىآية الحجاب وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم, ولو عملوا شيئا خطأ لنبههم إليه, كما في صلا ة المسيء.انتهى.
ويذكر الشيخ بكر ابن عبد الله أبو زيد هذا الاعتبار (القياسالمطرد),فيقول(فقد دلت النصوص أيضا بدليل القياس المطرد على ستر الوجهوالكفين كسائر جميع البدن, وإعمالا لقواعد الشرع المطهر الرامية إلى سدأبواب الفتنة عن النساء أن يفتن أو يفتتن بهن والرامية كذلك إلى تحقيقالمقاصد العالية وحفظ الأخلاق الفاضلة مثل العفة والطهارة والحياء والغيرةوصرف الأخلاق السافلة من عدم الحياء وموت الغيرة والتبذل والتعري والسفوروالاختلاط كما في قاعدة جلب المصالح ودرأ المفاسد, وقاعدة ارتكاب أدنىالمفسدتين لدفع أعلاهما, وقاعدة ترك المباح إذا أفضى إلى مفسدة في الدين, ومن هذة المقايسات المطردة, الأمر بغض البصر وحفظ الفرج , وكشف الوجه أعظمداعية للفتنة من ذلك. النهى عن الضرب بالأرجل, وكشف الوجه أعظم داعيةللفتنة من ذلك . النهى عن الخضوع بالقول , وكشف الوجه أعظم داعية للفتنةمن ذلك . الأمر بستر القدمين والذراعين والعنق وشعر الرأس بالنص والإجماع ,وكشف الوجه أعظم داعية للفتنة والفساد من ذلك ,وغير هذة القياسات كثيريعلم مما تقدم,فيكون ستر الوجه واليدين وعدم السفور عنهما من باب الأولىوالأقيس و وهو المسمى بالقياس الجلي.) انتهى.
الدليل الأول- وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنوَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الأحزاب53- 1- سبب نزول الآية وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لما بنىبزينب بنت جحش رضى الله عنها جلس أصحابه عنده فأطالوا الجلوس فتهيأ للقياموالخروج ومعه أنس رضي الله عنه لكى يقوموا فلم يفعلوا فعل ذلك أكثر من مرةحتى خرجوا فأنزل الله هذة الآية فيقول أنس فضرب بينى وبينه سترا , والسترهو الحجاب الذى حجب أنس رضى الله عنه عن زوجات النبى صلى الله عليه وسلم
2- أقوال بعض أهل العلم من المفسرين فى الآية :-
ابن جرير الطبرىيقول (وإذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلمونساء المؤمنين اللواتى لسن لكم بأزواج متاعا فا سألوهن من وراء حجاب يقولمن وراء ستر بينكم وبينهن) ؛ جامع البيان( 22/39) القرطبىيقول: ( في هذهالآية دليل على أن الله تعالى أذن فى مسألتهن من وراء حجاب فى حاجة تعرض
أو مسألة يستفتين فيها ؛ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى ؛وبما تضمنتهأصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادةعليها أوداء يكون ببدنهاأوسؤالها عما يعرض وتعين عندها )؛ الجامع لأحكامالقرآن(14/227)
ابن كثير :-المجلد3 ص55 (أي وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظرواإليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولايسألهن حاجة إلا من وراء حجاب) الشنقيطى صاحب أضواء البيان (6/584)-واعلمأن مع دلالةالقرآن على احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب قد دلت على ذلكأيضا أحاديث نبوية . فمن ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث عقبة بن عامر رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والدخول على النساء فقالرجل من الأنصار يا رسول الله أريت الحمو؟ قال الحمو الموت؛ فهذا الحديثدليل واضح على منع الدخول عليهن وسؤالهن متاعا"
إلا من وراء حجاب لأنه من سألهن متاعا" لا من وراء حجاب فقد دخل عليهن ،
وقال رحمه الله وإذا علمت بما ذكرنا أن حكم آية الحجاب عام وأن ما ذكرنامعها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجالالأجانب، علمت أن القرآن دل على الحجاب،
2-الدليل الثاني- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَوَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنجَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَاللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
أقوال بعض أهل العلم من المفسرين في الآية:-
ورد أثر عن بن عباس رضى الله عنه فى هذه الآية, في إسناده كلام ولكن يعضدبغيره. قال ,أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطينوجوههن من فوق رؤسهن
بالجلابيب ويبدين عينا" واحدة.
وورد أثر صحيح عن عبيدة السليمانى وهو من التابعين لما سئل عن هذه الآية ,تقنع بردائه وغطى أنفه
وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا" منحاجبه أوعلى الحاجب. كما ورد أثر حسن عند الطبري عن قتادة (من أئمةالتابعين) في الآية قال,أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب ذلكأدنى أن يعرفن فلا يؤذين وقد كانت المملوكةإذامرت تناولوها بالإيذاء فنهىالله الحرائر أن يتشبهن بالإماء
ابن جرير الطبري , يقول تعالي ذكره لنبيه صلي الله عليه وسلم : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك
ونساء المؤمنين لا تتشبهن با لإماء فىلباسهن إذا هن خرجن من بيوتهنلحاجتهن فكشفن شعورهن ووجههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهنفاسق إذاعلم أنهن حرائر بأذى من قول.(جامع البيان عن تأويل القرآن 22/45)
-القرطبى-لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماءوكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسولهصلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلىحوائجهن فيعلم الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن. (الجامعلأحكام القرآن15/243)
تفسيرالإمام جلال الدين المحلى:. – (يدنين عليهن من جلابيبهن) جمع جلبابوهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجنلحاجتهن إلا عينا واحدة (ذلك أدنى) أقرب إلى (أن يعرفن) بأنهن حرائر (فلايؤذين) بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضونلهن
(وكان الله غفورا) لما سلف منهن لترك الستر (رحيما) بهن إذ سترهن.(قرة العينين على تفسير الجلالين ص 560)
قال السيوطى :- هذة آية الحجاب في حق سائر النساء ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن .(عون المعبود 4/106)
ابن كثير- ذكر نحوا مما سبق واستشهد بقول عبيدة وقتادة والحسن البصري وبأثر بن عباس.(تفسير القرآن العظيم 3/534)
الألوسى- قال- والظاهر أن المراد بمعنى (يدنين عليهن) أي على جميع أجسادهن وقيل رؤسهن أو على
وجوههن لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه.(روح المعاني فىتفسير القرآن العظيم والسبع المثانى 22/88)
العلامة الشوكانى:- في فتح القدير قال في الآية –والجلابيب جمع جلباب وهوثوب أكبر من الخمار قال الجوهري:الجلباب الملحفة، وقيل القناع،وقيل هو ثوبيستر جميع بدن المرأة كما ثبت في الصحيح من حديث أم عطية أنها قالت:يارسولالله إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال لتلبسها أختها جلبابها، قالالواحدى:قال المفسرون يغطين وجوههن ورؤسهن إلا عينا واحدة،فيعلم أنهنحرائر فلا يعرض لهن بأذى.(فتح القدير 4/304) .
الشنقيطى في أضواء البيان (فقد قال غير واحد من أهل العلم أن معنى يدنينعليهن من جلابيبهن أنهن يسترن بها جميع وجوههن ولايظهرمنهن شيء إلا عينواحدة تبصر بها وممن قال به ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السليمانىوغيرهم).(أضواء البيان 6/586)
وقال الزمخشرى في الكشاف(يرخينها عليهن ويغطين بها وجههن) الكشاف عن حقائق التنزيل 3/274
أبو بكر الرازي الحنفي- وفى هذة الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورةبستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهلالريب فيهن.( أحكام القرآن 3/371)
البيضاوي- يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة.(أنوار التنزيل وأسرار التأويل 2/280)
الحافظ بن حجر- قال في- قوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن-يغطين وجوههن, ثمذكر رواية عائشة أن نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربهن بخمرهنعلى جيوبهن-شققن مروطهن فاختمرن بها.وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسهاوترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع.(فتح الباري 8/490)
شيخ الإسلام ابن تيمية- فقد ذكر فىجوابه واستنباطه من معاني سورة النورقال –وأمر الله بإرخاء الجلابيب لئلا يعرفن ولا يؤذين وقد ذكرعبيدةالسلمانى وغيره: أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوقرؤسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن لأجل رؤية الطريق,وثبت في الصحيح أن المرأةالمحرمة تنهى عن الإنتقاب والقفازين وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازينكانا معروفين في النساء اللاتى لم يحرمن وذلك يقتضى ستر وجوههن وأيديهنوقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل بصفية ,قالأصحابه: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه ., فضرب عليها الحجاب. وإنما ضرب الحجاب على النساء لئلا ترى وجوههنوأيديهن.(مجموع الفتاوى 15/370) وقال أيضا رحمه الله-(وعكس ذلك الوجهواليدان والقدمان ليس لها أن تبدى ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ماكان قبل النسخ بل لا تبدى إلا الثياب) . (مجموع الفتاوى 22/117)
ابن قيم الجوزية قال: (وإنما نشأت الشبهة أن الشارع شرع ذلك للحرائر أنيسترن وجوههن عن الأجانب وأما الإماء فلم يوجب عليهن) .(القياس في الشرعالإسلامىص69)
الإمام الخطيب الشربينى :-(يدنين) يقربن (عليهن) أي على وجوههن وجميع أبدانهن فلا يدعن شيئا منها مكشوفا.(السراج المنير3/371)
ابن حبان الأندلسى وقال السدى (تغطى إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلاالعين), وكذا عادة بلاد الأندلس لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة, ومنفي (جلابيبهن) للتبعيض ,و(عليهن)شامل لجميع أجسادهن , أو (عليهن) علىوجوههن,لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه . (البحر المحيط 7/250)
محمد الطبري المعروف ب ( ألكيا الطبري) قال:- , الجلباب هو الرداء فأمرهنبتغطية وجوههن ورؤسهن ولم يوجب على الإماء ذلك (تفسير ألكيا الهراس الطبري 4/354)
الإمام عبد الله بن أحمد النسفى قال:-(يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن).-مدارك التنزيل وحقائق التأويل3/79
عبد الرحمن السعدي قال: (وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداءونحوه,أي يغطين بها وجوههن)تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 6/122
أبو بكر الجزائري قال :-هذة الآية أبطلت دعوى الخصوصية في الحجاب حيثأشركت في الخطاب نساء المؤمنين باللفظ الصريح, وهى تطالب المؤمنات إذاخرجن من بيوتهن لحاجة استدعت ذلك أن يغطين وجوههن ويسترن محاسنهن, والمقصود من الكلام أن هذة الآية مؤكدة لفرضية الحجاب ومقررة له.(فصلالخطاب في المرأة والحجاب ص38)
الشيخ عبد العزيز بن خلف قال:-فقوله تعالى(ذلك أدنى أن يعرفن )يدل علىتخصيص الوجه ,لأن الوجه عنوان المعرفة فهو نص على وجوب ستر الوجه ,وقولهتعالى (فلا يؤذين) هو نص على أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولغيرهابالفتنة والشر, ولذلك حرم الله عليها أن تخرج من بدنها ماتعرفبه محاسنهاأيا كانت.(نظرات في حجاب المرأة المسلمة ص48)
العلامة عبد العزيز بن باز قال:-أمر الله سبحانه جميع النساء بإدناءجلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلايفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن.(رسالة تبحث في مسائل السفور والحجاب ص 6)
الدليل الثالث- {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَنِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَمُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُسَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور60
قال القرطبى القواعد: العجز اللواتي قعدن عن التصرف من السن وقعدن عنالولد والحيض هذا قول أكثر أهل العلم. وقد وردت عدة آثار في تفسير هذةالآية نقتصر على بعضها الذي يمثل رأى الجمهور- فقد ذكر ابن جرير أثراصحيحا عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول في هذة الآية (فليس عليهنجناح أن يضعن ثيابهن ) قال الجلباب. جامع البيان (18/127) وقد ذكرالبيهقى(7/93) أثرا صحيحا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقرأ(أن يضعنثيابهن) قال الجلباب . وقد قيل أن الجلباب هو الملحفة وقيل القناع(يرجعإلى كلام الشوكانى كما ذكرنا سابقا). قال ابن كثير –وقوله(وان يستعففن خيرلهن). أي وترك وضعهن لثيابهن –وإن كان جائزا –خير وأفضل لهن والله سميععليم. ويفسر لنا الآية والمقصود من الجلباب هذا الأثرالذى ذكرهالبيهقى(7/93)- عن عاصم الأحول قال كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلتالجلباب هكذا وتنقبت به فنقول لها رحمك الله قال الله تعالى(والقواعد منالنساء اللاتى لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجاتبزينة وأن يستعففن خير لهن) .هو الجلباب قال فتقول لنا أي شيء بعد ذلكفنقول (وأن يستعففن خير لهن).فتقول.هو إثبات الجلباب. هكذا فهمت حفصة بنتسيرين التابعية الجليلة أن معنى وأن يستعففن خير لهن هو الجلباب وتطبيقهاالعملي له هو التنقب أي ستر الوجه.
قلت يفهم من الآية أن العجائز من النساء وهن اللاتى قعدن عن الحيض والولدولا رغبة لهن فىالزواج,يجوز لهن كشف الوجه والكفين بشرط أن يكن غيرمتبرجات بزينة( الزينة التي توضع على الوجه والكفين)
فليس عليهن جناح في ذلك أي ليس عليهن إثم وغيرهن من الشابات عليهن جناح فيكشف وجوههن وأيديهن أمام الأجانب الذين ليسوا لهن بمحارم . وماذا يفهم منقوله تعالى( أن يضعن ثيابهن)؟ أيفهم منه أن تنخلع المرأة من ثيابهاوتتعرى؟ أم أن المقصود منه أن تضع جلبابها الذي على وجهها وهو ما تغطى بهالمرأة وجهها كما بينت حفصة بنت سيرين رحمها الله وكما قالت أمنا عائشةرضي الله عنها في حديث الإفك حيث قالت (فخمرت وجهي بجلبابي) وهو فيالصحيح.؟ كذلك قوله تعالى(غير متبرجات بزينة) يبين لنا محل وضع الثياب وهوالوجه والكفين حيث أن الزينة غالبا توضع على الوجه كالكحل في العينينوالأحمر على الخدين والشفتين وغيرها من أدوات الزينة وكذلك قوله تعالى (وأن يستعففن خير لهن) أي يبقين على ترك وضعهن لثيابهن أي يبقين على تغطيةوجوههن وأيديهن
الدليل الرابع- { وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ -الآية31 النور
يقول الشيخ محمد ابن العثيمين رحمه الله-يعنى لا تضرب المرأةبرجلها فيعلمما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل فإذا كانت المرأة منهيةعن الضرب با لأرجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوهفكيف بكشف الوجه. فأيهما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالا بقدم امرأة لايدرى ماهى وما جمالها لا يدرى أشابة أم عجوز, أيهما أعظم فتنة هذا أو أنينظر إلى وجه سافر جميل ممتلىء شبابا ونضارة بما يجلب الفتنة ويدعو إلىالنظر إليها. ؟ إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظموأحق بالستر والإخفاء. رسالة الحجاب (9) الدليل الخامس:- قوله تعالى {لَّاجُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَاإِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءأَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّوَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }الأحزاب55 . قال ابن كثير في تفسيرهذةالآية(3/506)-لما أمر الله النساءبالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم,كمااستثناهم في سورة النور عند قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّعَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ }النور31. وجاء في تفسير الجلابين في الآية[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/XPPRESP3/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]لاجناحعليهن أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب ).انتهى .وهذا استثناء من الأصلالعام وهو فرض الحجاب ففي الآية نفى الجناح بخروج المرأة أمام محارمهاكالأب والابن غير محجبة الوجه والكفين أما غير المحارم فواجب على المرأةالاحتجاب عنهم .
ثانيا- الأدلة من السنة:-
-الدليل الأول-حديث المرأة عورة
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة فإذا خرجتاستشرفها الشيطان- رواه الترمذي (1173) وصححه الألباني في الإرواء273وحققه الشيخ مصطفى العدوى في رسالة الحجاب وقال رجاله ثقات ويصلح الاحتجاجبه – أما قوله المرأة عورة فقال المباركفورى في تحفة الأحوزى(3/337) (جعلالمرأة نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحيى منها كما يستحى من العورة إذاظهرت والعورة السوأة وكل ما يستحى منه إذا ظهر , وكلمة استشرفها أي زينهافي نظر الرجال). قلت ووجه الاستدلال هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قالالمرأة عورة أي عمم جميع المرأة ولم يستثنى منها الوجه والكفين.أنهما ليسابعورة فدل ذلك على أن جميع بدن المرأة عورة بما فيه الوجه والكفين ووجبستره وتضمن ذلك ستر الوجه والكفين
الدليل الثاني-الإذن للنساء في الخروج لحاجتهن
قال الإمام البخاري(فتح8/528) عن عائشة رضي الله عنها قالت –خرجت سودة –بعدما ضرب الحجاب لحاجتها,وكانت إمرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآهاعمر بن الخطاب فقال يا سودة, أما والله ما تخفين علينا,فانظري كيفتخرجين,قالت:فانكفأت راجعة,ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنهليتعشى وفى يده عرق,فدخلت فقالت يارسول الله , إني خرجت لبعض حاجتي فقاللىعمركذا وكذا:فأوحى الله إليه,ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعهفقال:إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن). والحاصل أنه لما نزلت آية الحجاببالغ فىتحجبهن فقصد بعد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلا ولوكن مستترات فمنعمنه ,وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج . ووجهالاستدلال هنا على مشروعية ستر الوجه أن عمر رضي الله عنه ما عرف سودة إلابطولها وجسامتها كما أخبرت عنها عائشةرضى الله عنها في الحديث فدل ذلك علىأن وجهها كان مستورا ولو كانت كاشفة لوجهها لما احتاج أن يقول ما تخفينعلينا
.الدليل الثالث-فعل عائشة رضي الله عنها.
في حديث الإفك- قالت عائشة:..وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكوانى منوراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي,فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حينرآني,وكان يراني قبل الحجاب,فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني,فخمرت وجهيبجلبابي.." الحديث أخرجه البخاري(8/452) ومسلم ص (2129)
قال الحافظ ابن حجر(فتح البارى8/463) قوله فخمرت: أي غطيت . قلت ووجهالاستدلال هنا أن عائشةرضى الله عنها أفادت عن سبب معرفة صفوان بن المعطللها حين رآها أنه رضي الله عنه كان يراها قبل نزول الحجاب فدل ذلك على أنهبعد نزول الحجاب أنها سترت وجهها فلم تعرف بعد ,وكذلك أنها لما كانت وحدهافي هذا المكان الذي غادره الجيش ولم يكن فيه أحد نامت وقد رفعت الجلباب عنوجهها ولما أصبح صفوان بن المعطل عندها عرفها لأنه كان يراها قبل نزولالحجاب فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فاستيقظت رضي الله عنها باسترجاعهفتحجبت منه فغطت وجهها بجلبابها,ففي هذا الحديث الصحيح دليل واضح لكل أختمؤمنة لها في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حبيبةرسول الله وزوجتة في الجنة أسوة حسنة في ستر الوجه والكفين .هذا وقد وردأثر صحيح آخر عند الإمام مسلم والحديث برقم(1211) .عن صفية بنتشيبة.قالت:قالت عائشة رضي الله عنها,يا رسول الله أيرجع الناس بأجرينوأرجع بأجر؟فأمر عبدا لرحمن بن أبى بكر أن ينطلق بها إلى التنعيم,قالتفأردفنى خلفه على جمل له ,قالت فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي,فيضرب رجليبعلة الراحلة,قلت له وهل ترى من أحد ؟, قالت فأهللت بعمرة ثم أقبلنا حتىانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحصبة. (رواه مسلم . والمعنى أن عائشة رضي الله عنها أحزنها أن ترجع إلى المدينة ولا تأتىبعمرة مع الحج كما فعل الناس فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم .فأمرأخوها عبد الرحمن أن ينطلق بها إلى خارج الحرم ( التنعيم) لتحرم من هناكبعمرة فركبت خلفه على الجمل فلما رأت السيدة عائشة أنها في خلاء ليس فيهأحد جعلت تكشف خمارها وتبعده عن وجهها من أسفل عنقها فجعل عبد الرحمن يضربرجلها بعود بيده عامدا لها حيث تكشف خمارها غيرة عليها وظاهر أمره أنهيضرب الراحلة ,فقالت له رضي الله عنها ردا على فعله هذا ,وهل ترى من أحد ؟أي نحن في خلاء وليس هنا أجنبي أستتر منه .فلله در أم المؤمنين ما أعظمحياؤها وعفتها,مع أن الله برأها من فوق سبع سماوات وتوعد الذين ينالونمنها بأشد العذاب فقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِالْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِوَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23 ومع هذا كله تحرص رضي الله عنها علىالالتزام والامتثال لأمر الله بالحجاب وهذا يذكرنا بقول الله عزوجل {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُوَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْوَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36 .كما أورد الإمام الذهبىأثرأ في سير أعلام النبلاء(3/491), وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى(4/308),(عن أحمد بن محمد الأزرقى:أنبأناعبد الرحمن بن أبى الرجال عن ابن عمر,قال لما اجتلى رسول الله- صفية رأىعائشة متنقبة في وسط النساء فعرفها,فأدركها, فأخذ بثوبها, فقال:ياشقيراءكيف رأيت؟ قالت رأيت يهودية بين يهوديات),وأخرجه ابن سعد في الطبقاتالكبرى(8/99). والحديث رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاع بين عبد الرحمن وابنعمر إلا أنه يشهد له ماسبق من الآثار الصحيحة عن عائشة , ومما سبق رد علىمن زعم أن النقاب لا أصل له فى الدين, وفيه أيضا بيان لصفة الحجاب الشرعىالذى أمر الله به فى الآيات حيث كان هذا هو التطبيق الفعلى له من قبلعائشة رضى الله عنها ولو كان غير ذلك لبينه النبى صلى الله عليه وسلملعائشةرضى الله عنها.
الدليل الرابع- فعل الصحابيات:
عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول لما نزلت هذهالآية(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحوا شىفاختمرن بها.رواه البخاري (فتح البارى8/489)ورواه البخاري من طريق آخرمعلقا عن عائشة قالت :يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزلالله(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)شققن مروطهن فاختمرن بها. قال الحافظ ابنحجر(فتح 8))قوله فاختمرن :أي غطين وجوههن وصفة ذلك أن تضع الخمار علىرأسها وترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع .ووجهالاستدلال هو فعل الصحابيات رضي الله عنهن وسرعة استجابتهن لأمر اللهوتفسير كلمة خمرهن بستر الوجه.وعن فاطمة بنت المنذر رحمها الله قالت(كنانخمر وجوهنا, ونحن محرمات مع أسماء بنت أبى بكر ).أخرجهالإمام مالك في الموطأ(1/328) والحاكم(1/454) وصححه ,ووافقه الذهبي . وفىهذا دليل على أن عمل النساء في زمن الصحابةرضى الله عنهم كان على تغطيةالوجوه من الرجال الأجانب , وأن هذا الأمر كان عاما في النساء لا في زمنالصحابة فقط بل فيما بعدهم أيضا.
الدليل الخامس:فعل أسماء رضي الله عنها:
عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكررضى الله عنهما قالت (كنا نغطىوجوهنا من الرجال,وكنا نمتشط قبل ذلك فىالإحرام) أخرجه الحاكم(1/454) وقالصحيح على شرط الشيخين , ووافقه الذهبي
وللحديث شاهد آخر عند أبى داود وأحمد والبيهقى(5/48)من حديث عائشة رضيالله عنها قالت( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليهوسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذاجاوزنا كشفناه) ولكن في إسناد هذا الحديث يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف ولكنهذا الحديث يقويه حديث أسماء السابق.قال الشوكانى في( النيل) واستدل بهذاالحديث على أنه يجوز للمرأة إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبامنها أن تسدل ثوبها من فوق رأسها على وجهها . وقال ا بن المنذر (أجمعواعلى أن المرأة تلبس المخيط والخفاف , وأن لها أن تغطى وجهها فتسدل الثوبسدلا خفيفا تستتر به عن نظر الرجال) . نيل الأوطار(5/77) الدليلالسادس:-عن ابن عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة,كيف يصنعالنساء بذيولهن ؟ قال يرخين شبرا فقالت إذن تنكشف أقدامهن,قال فيرخينهذراعا ولا يزدن عليه. رواه الترمذىوأبوداود وصححه الألباني(2/776) وفىرواية عن ابن عمر ( أنهن قلن إن شبرا لا يستر من عورة فقال:اجعلنه ذراعا ,فكانت إحداهن إذا أرادت أن تتخذ درعا أرخت ذراعا فجعلته ذيلا .)المسند (2/90).وقد أقرهن النبي صلى الله عليه وسلم على جعل القدمين عورة. هذاوإذا كان القدمان من العورة فما الظن بالوجه الذي يفتتن الرجال برؤيته, فهل يعقل أن يأمر الإسلام المرأة أن تستر شعرها وقدميها وأن يسمح لها أنتكشف وجهها ويديها؟ وأيهما تكون الفتنة فيه أكبر الوجه أم القدمان؟. الدليل السابع:قصة عائشة رضي الله عنها مع عمها من الرضاعة- وهو أفلح أخوأبى القعيس- لما جاء يستأذن عليها بعد نزول الحجاب,فلم تأذن له حتى أذن لهالنبي صلى الله عليه وسلم,لأنه عمها من الرضاعة. متفق على صحته قال الحافظابن حجر في الفتح(9/152) وفيه وجوب احتجاب المرأة من الأجانب. الحديث رواهالبخارى8/392) ومسلم رقم(1444)
الدليل الثامن:حديث أم عطيةرضى الله عنها, فىصحيح مسلم–أن النبي صلى اللهعليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد,قلن:يا رسول الله إحدانالا يكون لها جلباب,فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتلبسها أختها منجلبابها. ووجه الدلالة أن المرأة لا يجوز لها الخروج من بيتها إلامتحجبةبجلبابها الساتر لجميع بدنها , وقد تكلمنا في معنى الجلباب فيما سبق .
الدليل التاسع:-احتجاب أمهات المؤمنين:- فقد أورد ابن سعد في الطبقات فقالأخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم ابن زيد المكي وسفيان ابن عيينة عن عمروبن دينار عن أبى جعفر قال:كان الحسن والحسين لا يريان أمهاتالمؤمنين...,فقال ابن عباس:إن رؤيتهن لهما تحل. الطبقات الكبرى(8/178) , وقال: أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد لله بن أبى يحيى عن بُثينة بنت حنظلةعن أمها, أم سنان الأسلمية قالت :لما نزلنا المدينة لم ندخل حتى دخلنا معصفية منزلها, وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار,فدخلن عليها متنكرات , فرأيت أربعا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متنقبات:زينب بنت جحش , وحفصة, وعائشة ,وجويرية... الحديث-الطبقات الكبرى (8/126)
الدليل العاشر:عن أنس رضي الله عنه في قصة زواج رسول الله صلى الله عليهوسلم من صفية رضي الله عنها:فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أو مماملكت يمينه؟ ,فقالوا إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهىمما ملك يمينه ,فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس(رواهالبخاري) ومسلم رقم(1365) , وفى رواية أخرى عن أنس رضي الله عنه قال :فلماقرب البعير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج, وضع رسول الله صلى الهعليه وسلم رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه,فأبت ووضعت ركبتها على فخذه. وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرهاووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نساءه . , قال الشيخعبد العزيز بن خلف:- وهذا الحديث من أدلة الوجوب أيضا لأنه من فعله صلىالله عليه وسلم بيده الكريمة فهو عمل كامل, حيث إنه صلى الله عليه وسلمستر جسمها كله, وهذا هو الحق الذي يجب إتباعه, فهو القدوة الحسنة, ولو لميكن دليل من النصوص الشرعية على وجوب ستر المسلمة وجهها وجميع بدنهاومقاطع لحمها إلا هذا الحديث الصحيح, لكفى به موجبا وموجها إلى أكملالصفات. نظرات في حجاب المرأة المسلمةص97
ثالثا:الاعتبار الصحيح والقياس المطرد:
وهو إنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها وإقرار المصالح ووسائلها والحثعليها, فقد ذكر العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في (رسالة الحجاب) هذا الاستدلال فقال:فكل ما كانت مصلحته خالصة أو راجحة على مصلحة فهومأمور به أمر إيجاب أو أمر استحباب, وكل ما كانت مفسدته خالصة أو راجحةعلى مصلحة فهو منهي عنه نهى تحريم أو نهى تنزيه, وإذا تأملنا السفور وكشفالمرأة وجهها للرجال الأجانب, وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة . ثم ذكر منهذة المفاسد(باختصار) 1- الفتنة, فإن المرأة بنفسها فتنة ,فضلا عما يجملوجهها ويبهيه وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد. 2-زوال الحياء عن المرأةالذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها.3-افتتان الرجال بها.4-اختلاطالنساء بالرجال وفى ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض. وقال رحمه الله (فإن كانقد اختلف في فهم الزينة الظاهرة , فإن الحجة في فهم الصحابة ونسائهم, حيثطبقن ذلك عملا بتغطية الوجه والصدر والنحر والشعر, لما ورد عن عائشة رضيالله عنها في حديث الإفك(وكان يعرفني قبل نزول الحجاب) وقولها في الإحرامكنا بالجمع فإذا حاذينا الرجال, سدلت إحدانا خمارها على وجهها, فإذاجاوزونا كشفنا. فهذا العمل حجة لا يصح تأويله, لأنه تطبيق عملي لمفهومالنص الشرعي, فىآية الحجاب وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم, ولو عملوا شيئا خطأ لنبههم إليه, كما في صلا ة المسيء.انتهى.
ويذكر الشيخ بكر ابن عبد الله أبو زيد هذا الاعتبار (القياسالمطرد),فيقول(فقد دلت النصوص أيضا بدليل القياس المطرد على ستر الوجهوالكفين كسائر جميع البدن, وإعمالا لقواعد الشرع المطهر الرامية إلى سدأبواب الفتنة عن النساء أن يفتن أو يفتتن بهن والرامية كذلك إلى تحقيقالمقاصد العالية وحفظ الأخلاق الفاضلة مثل العفة والطهارة والحياء والغيرةوصرف الأخلاق السافلة من عدم الحياء وموت الغيرة والتبذل والتعري والسفوروالاختلاط كما في قاعدة جلب المصالح ودرأ المفاسد, وقاعدة ارتكاب أدنىالمفسدتين لدفع أعلاهما, وقاعدة ترك المباح إذا أفضى إلى مفسدة في الدين, ومن هذة المقايسات المطردة, الأمر بغض البصر وحفظ الفرج , وكشف الوجه أعظمداعية للفتنة من ذلك. النهى عن الضرب بالأرجل, وكشف الوجه أعظم داعيةللفتنة من ذلك . النهى عن الخضوع بالقول , وكشف الوجه أعظم داعية للفتنةمن ذلك . الأمر بستر القدمين والذراعين والعنق وشعر الرأس بالنص والإجماع ,وكشف الوجه أعظم داعية للفتنة والفساد من ذلك ,وغير هذة القياسات كثيريعلم مما تقدم,فيكون ستر الوجه واليدين وعدم السفور عنهما من باب الأولىوالأقيس و وهو المسمى بالقياس الجلي.) انتهى.