استقبل مسلمو النمسا عيد الفطر هذا العام بفرحة كبيرة ومفاجأت بعد أن اتفقوا على الإفطار في يوم واحد، وهو ما لم يتحقق منذ عدة أعوام.
فرحة مسلمي النمسا بالعيد تضاعفت هذا العام بمفاجأة أخرى تمثلت في إشهار أسرة نمساوية إسلامها أمام المركز الإسلامي العام بالعاصمة فيينا عقب أداء صلاة العيد الذي احتفل به مسلمو النمسا اليوم الإثنين 23-10-2006، رغم بعد الاختلافات المحدودة فيما بينهم في بداية شهر الصوم.
وتعددت مظاهر البهجة في أول أيام عيد الفطر المبارك بالنمسا بعد أشهر من الدعاية اليمينية المتطرفة التي دعت على مدار الحملات الانتخابية البلدية والعامة في وقت سابق هذا العام إلى استئصال الوجود الإسلامي بالبلاد.
وفي صبيحة عيد الفطر توافد الآلاف من مسلمي البلاد من مختلف الجنسيات على المساجد والمصليات والمراكز الإسلامية لأداء الصلاة والاحتفال بالعيد.
وكان المركز الإسلامي العام بفيينا صاحب النصيب الأكبر من عدد المصلين، بحكم مساحته الكبيرة التي تتسع لنحو ألفي مُصلّ، إضافة إلى أن إدارة المركز تخصص 3 صلوات متتابعة للعيد حتى يتاح لأكبر عدد من المسلمين أداء الصلاة.
ومع انتهاء صلاة العيد أعلن د. فريد الخوتاني مدير المركز أن أسرة نمساوية (أم وصبيين) أسلموا، وأن الصبيين يرغبان في إشهار الإسلام أمام جموع المصلين الذين توافدوا لتهنئة الأسرة وتقديم الهدايا لأفرادها.
وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" يقول الصبي النمساوي المسلم سييد (16 سنة): "أقبلت على الإسلام بقلب راض وعن اقتناع، وكان لأمي دور كبير في إنارة طريقي، إلا أنها تركت لي حرية الاختيار ولم تجبرني يومًا على اعتناق الإسلام".
ومضى يقول: "تزوجت أمي من مصري مسلم وهداها الله على يديه إلى الإسلام منذ نحو 3 سنوات. وكانت قد قرأت الكثير عن الإسلام من خلال اطلاعاتها الخاصة، بجانب الاستنارة بما يقوله الزوج عن الإسلام. وانتقل هذا الشغف بالإسلام إليّ أنا وأخي حتى هدانا الله إلى نوره فأسلمنا أمام أمي وزوجها منذ عام ونصف تقريبًا، نحن هنا اليوم لنشهر الإسلام أمام إخواننا من المصلين في يوم فرحتنا بإتمام الصيام".
وحول ما جذبه للإسلام يقول: "إنه يرى أن معتنقيه يعبدون الله حق عبادته، فهم يحرصون على التواصل مع الله آناء الليل وأطراف النهار، ويتمثل ذلك في الصلوات الخمس على عكس كثير من المسيحيين الذين قد يذهبون إلى الكنيسة لأداء الصلاة مرة واحدة أسبوعيًّا".
ويقول: "إنه لم يجد فرقًا بين لبّ العقيدة في الإسلام والمسيحية، وهو عبادة الله، ولكن لكل كيفيته في التقرب إلى الله".
وعبر سييد عن سعادته بأنه تمكن من صيام جميع أيام شهر رمضان هذا العام، بينما أعرب الشقيق الأصغر فيليب عن أمله في أن يتمكن من السير على خطى أخيه، خاصة أنه صام يومًا واحدًا من الشهر الكريم.
وأتم سييد وفيليب حفظ سورة الفاتحة وبعض قصار السور ليتمكنا من أداء الصلوات، وأبدى سييد رغبته في أن يتمكن من حفظ سور أخرى من القرآن وتدبر معانيه قريبًا.
وأعرب الأخوان عن أملهما في إتمام مراحل التعليم والعمل على التعمق في فهم الإسلام، وأن يكونا عضوين مشرفين داخل الأسرة الإسلامية بالنمسا.
ويشير سييد الذي يقيم مع أسرته في مدينة كريمس بأقليم النمسا السفلى، إلى أن رد فعل عائلته كان متوقعًا بالنسبة له، حيث قوبل إسلامه وأخيه فيليب بنوع من الاستهجان من أفراد العائلة، إلا أن العلاقات بينهم لم تنقطع رغم عدم التوافق في الرأي.
أما في المدرسة فقد استقبل زملاء سييد وأخيه نبأ إسلامهما بموضوعية، بل ورحّب بعضهم بهذه الخطوة، حسبما قال سييد الذي أكد أنه لم يعانِ أي تمييز عقب اعتناقه الإسلام.
وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" يقول د. الخوتاني مدير المركز الإسلامي العام بفيينا: "من فضل الله علينا أنه لا يمر أسبوع إلا ويقرر نمساويون اعتناق الإسلام. وفي هذا الأسبوع فقط (في العشر الأواخر من رمضان) أعلن 5 أشخاص إسلامهم داخل المركز الإسلامي.. وطائفة الشباب بالنمسا هم أكثر الناس إقبالاً على اعتناق الإسلام بالبلاد".
وأوضح الخوتاني أن المركز يُعِدّ برامج خاصة لرعاية وتوجيه المسلمين الجدد واستيعابهم وتلقينهم تعاليم الدين الحنيف على الوجه الصحيح، سواء منهم النساء والرجال والشباب.
وعن خطوات إشهار الإسلام داخل المركز يقول الخوتاني: "أول ما نفعله عندما يأتينا أحد النمساويين ليسلم أن نجعله ينطق الشهادة، حتى إذا وافته المنية يكون على ملة الإسلام.. والخطوة الثانية نضمه إلى برامج الإعداد ونعطيه فكرة عن الدين وتعاليمه الأساسية دون الدخول في تفاصيل قد تجعله يتشتت".
وتابع: "نُعرّف المسلم الجديد أن لكل حكم في الإسلام حكمة ونعرفه التعاليم الأساسية، ونشرح لماذا نصلي ولماذا نصوم، ثم نعطيه كتيبات موجزة ومصورة باللغة الألمانية بها معلومات أخرى عن الإسلام والمسلمين، إلى جانب استكشاف سبب رغبته في اعتناق الإسلام، فهناك من يتراجعون عن الفكرة خلال برنامج الإعداد ويحدث ذلك نادرًا، حيث يأتي إلينا أحدهم ليشهر إسلامه رغبة في الحصول على وظيفة بدولة خليجية تشترط الديانة الإسلامية، أو أن آخر يرغب في الزواج من مسلمة".
ويشير الخوتاني إلى أن المركز الإسلامي بفيينا شهد منذ إنشائه في سبعينيات القرن الماضي إشهار إسلام نحو 1100 نمساوي، منهم 700 شخص أشهروا إسلامهم في السنوات العشر الأخيرة فقط.
ويستقبل المركز كل عام أكثر من 50 ألف مواطن نمساوي راغب في التعرف على الإسلام، حسبما ذكر الخوتاني الذي أشار إلى أن المركز يتلقى طلبات أغلبها من المدارس أو من الجامعات ومن المؤسسات الاجتماعية لتنظيم زيارات للمركز، ويقوم المركز بدوره بتحديد موعد للزيارة وإعداد مادة تناسب أعمار الزائرين.
ولا تعترض الدولة النمساوية على إقبال النمساويين على اعتناق الإسلام، حيث إن الإسلام دين معترف به رسميًّا، ولكن "الصراع النفسي يكون هو الابتلاء الذي يواجه المسلم الجديد؛ بسبب العلاقات التي قد تضطرب مع العائلة أو الزملاء بالمدرسة أوالمجتمع ككل" حسب د. الخوتاني.
المصدر :
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...10/23/10.shtml
فرحة مسلمي النمسا بالعيد تضاعفت هذا العام بمفاجأة أخرى تمثلت في إشهار أسرة نمساوية إسلامها أمام المركز الإسلامي العام بالعاصمة فيينا عقب أداء صلاة العيد الذي احتفل به مسلمو النمسا اليوم الإثنين 23-10-2006، رغم بعد الاختلافات المحدودة فيما بينهم في بداية شهر الصوم.
وتعددت مظاهر البهجة في أول أيام عيد الفطر المبارك بالنمسا بعد أشهر من الدعاية اليمينية المتطرفة التي دعت على مدار الحملات الانتخابية البلدية والعامة في وقت سابق هذا العام إلى استئصال الوجود الإسلامي بالبلاد.
وفي صبيحة عيد الفطر توافد الآلاف من مسلمي البلاد من مختلف الجنسيات على المساجد والمصليات والمراكز الإسلامية لأداء الصلاة والاحتفال بالعيد.
وكان المركز الإسلامي العام بفيينا صاحب النصيب الأكبر من عدد المصلين، بحكم مساحته الكبيرة التي تتسع لنحو ألفي مُصلّ، إضافة إلى أن إدارة المركز تخصص 3 صلوات متتابعة للعيد حتى يتاح لأكبر عدد من المسلمين أداء الصلاة.
أسرة مسلمة جديدة
ومع انتهاء صلاة العيد أعلن د. فريد الخوتاني مدير المركز أن أسرة نمساوية (أم وصبيين) أسلموا، وأن الصبيين يرغبان في إشهار الإسلام أمام جموع المصلين الذين توافدوا لتهنئة الأسرة وتقديم الهدايا لأفرادها.
وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" يقول الصبي النمساوي المسلم سييد (16 سنة): "أقبلت على الإسلام بقلب راض وعن اقتناع، وكان لأمي دور كبير في إنارة طريقي، إلا أنها تركت لي حرية الاختيار ولم تجبرني يومًا على اعتناق الإسلام".
ومضى يقول: "تزوجت أمي من مصري مسلم وهداها الله على يديه إلى الإسلام منذ نحو 3 سنوات. وكانت قد قرأت الكثير عن الإسلام من خلال اطلاعاتها الخاصة، بجانب الاستنارة بما يقوله الزوج عن الإسلام. وانتقل هذا الشغف بالإسلام إليّ أنا وأخي حتى هدانا الله إلى نوره فأسلمنا أمام أمي وزوجها منذ عام ونصف تقريبًا، نحن هنا اليوم لنشهر الإسلام أمام إخواننا من المصلين في يوم فرحتنا بإتمام الصيام".
وحول ما جذبه للإسلام يقول: "إنه يرى أن معتنقيه يعبدون الله حق عبادته، فهم يحرصون على التواصل مع الله آناء الليل وأطراف النهار، ويتمثل ذلك في الصلوات الخمس على عكس كثير من المسيحيين الذين قد يذهبون إلى الكنيسة لأداء الصلاة مرة واحدة أسبوعيًّا".
ويقول: "إنه لم يجد فرقًا بين لبّ العقيدة في الإسلام والمسيحية، وهو عبادة الله، ولكن لكل كيفيته في التقرب إلى الله".
وعبر سييد عن سعادته بأنه تمكن من صيام جميع أيام شهر رمضان هذا العام، بينما أعرب الشقيق الأصغر فيليب عن أمله في أن يتمكن من السير على خطى أخيه، خاصة أنه صام يومًا واحدًا من الشهر الكريم.
وأتم سييد وفيليب حفظ سورة الفاتحة وبعض قصار السور ليتمكنا من أداء الصلوات، وأبدى سييد رغبته في أن يتمكن من حفظ سور أخرى من القرآن وتدبر معانيه قريبًا.
وأعرب الأخوان عن أملهما في إتمام مراحل التعليم والعمل على التعمق في فهم الإسلام، وأن يكونا عضوين مشرفين داخل الأسرة الإسلامية بالنمسا.
ويشير سييد الذي يقيم مع أسرته في مدينة كريمس بأقليم النمسا السفلى، إلى أن رد فعل عائلته كان متوقعًا بالنسبة له، حيث قوبل إسلامه وأخيه فيليب بنوع من الاستهجان من أفراد العائلة، إلا أن العلاقات بينهم لم تنقطع رغم عدم التوافق في الرأي.
أما في المدرسة فقد استقبل زملاء سييد وأخيه نبأ إسلامهما بموضوعية، بل ورحّب بعضهم بهذه الخطوة، حسبما قال سييد الذي أكد أنه لم يعانِ أي تمييز عقب اعتناقه الإسلام.
برامج خاصة
وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" يقول د. الخوتاني مدير المركز الإسلامي العام بفيينا: "من فضل الله علينا أنه لا يمر أسبوع إلا ويقرر نمساويون اعتناق الإسلام. وفي هذا الأسبوع فقط (في العشر الأواخر من رمضان) أعلن 5 أشخاص إسلامهم داخل المركز الإسلامي.. وطائفة الشباب بالنمسا هم أكثر الناس إقبالاً على اعتناق الإسلام بالبلاد".
وأوضح الخوتاني أن المركز يُعِدّ برامج خاصة لرعاية وتوجيه المسلمين الجدد واستيعابهم وتلقينهم تعاليم الدين الحنيف على الوجه الصحيح، سواء منهم النساء والرجال والشباب.
وعن خطوات إشهار الإسلام داخل المركز يقول الخوتاني: "أول ما نفعله عندما يأتينا أحد النمساويين ليسلم أن نجعله ينطق الشهادة، حتى إذا وافته المنية يكون على ملة الإسلام.. والخطوة الثانية نضمه إلى برامج الإعداد ونعطيه فكرة عن الدين وتعاليمه الأساسية دون الدخول في تفاصيل قد تجعله يتشتت".
وتابع: "نُعرّف المسلم الجديد أن لكل حكم في الإسلام حكمة ونعرفه التعاليم الأساسية، ونشرح لماذا نصلي ولماذا نصوم، ثم نعطيه كتيبات موجزة ومصورة باللغة الألمانية بها معلومات أخرى عن الإسلام والمسلمين، إلى جانب استكشاف سبب رغبته في اعتناق الإسلام، فهناك من يتراجعون عن الفكرة خلال برنامج الإعداد ويحدث ذلك نادرًا، حيث يأتي إلينا أحدهم ليشهر إسلامه رغبة في الحصول على وظيفة بدولة خليجية تشترط الديانة الإسلامية، أو أن آخر يرغب في الزواج من مسلمة".
ويشير الخوتاني إلى أن المركز الإسلامي بفيينا شهد منذ إنشائه في سبعينيات القرن الماضي إشهار إسلام نحو 1100 نمساوي، منهم 700 شخص أشهروا إسلامهم في السنوات العشر الأخيرة فقط.
ويستقبل المركز كل عام أكثر من 50 ألف مواطن نمساوي راغب في التعرف على الإسلام، حسبما ذكر الخوتاني الذي أشار إلى أن المركز يتلقى طلبات أغلبها من المدارس أو من الجامعات ومن المؤسسات الاجتماعية لتنظيم زيارات للمركز، ويقوم المركز بدوره بتحديد موعد للزيارة وإعداد مادة تناسب أعمار الزائرين.
ولا تعترض الدولة النمساوية على إقبال النمساويين على اعتناق الإسلام، حيث إن الإسلام دين معترف به رسميًّا، ولكن "الصراع النفسي يكون هو الابتلاء الذي يواجه المسلم الجديد؛ بسبب العلاقات التي قد تضطرب مع العائلة أو الزملاء بالمدرسة أوالمجتمع ككل" حسب د. الخوتاني.
المصدر :
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...10/23/10.shtml
تعليق