بسم الله الرحمن الرحيم
قرات فى احد المواقع النصرانية من يقول ان قران الشيعة يتحدى القران ويثبت تحريفه فاردت ان اجرى استعراضا بسيطا حول هذا الموضوع بالدليلين العقلى و الشرعى لاثبت مدى العجز البشرى امام تحدى رب العزة :
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء
فترى القاعدة الاساسية التى وضعها الله فى التحدى قوله عز وجل :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء
وهى قاعدة الاختلاف: و لفظ الاختلاف لا يقتصر فقط على مفهوم التضاد اللفظى وانما يشمل الاختلاف العلمى والاختلاف العقلى والاختلاف فى الهدف وهو ما اعتمد عليه هذا البحث فى نقض هذا القران المزعوم
ان ما اعنيه باختلاف الهدف
هو اختلاف الهدف من المحتوى مع المحتوى نفسه
اضرب مثالا لايضاح المعنى :
اذا رايت رجلا يحمل كتابا بعنوان ( الدعوة الى الاخلاق الفاضلة ) وسالته الى ماذا يهدف هذا الكتاب يقول الى تعليم الاخلاق الفاضلة فهذا هو(الهدف من المحتوى ) من الكتاب فاذا تصفحته وجدته يشتمل على قصص اباحية وصور عارية ودعوة الى الفجور ( وهذا هو المحتوى نفسه) فانه بذلك يختلف مع هدفه
وهذا اعظم الاخطاء الذى وقعت فيه الشيعة فتجد ان محتوى قرانهم قد اختلف مع هدفه
كيف ذلك ؟
لو استعرضنا قران الشيعة المزعوم يمكنك تحديد الهدف منه بكل بساطه وهى ( اثبات نبوة وولاية على رضى الله عنه )واثبات الامامية فى نسله وذلك بالاستناد الى القران الكريم نفسه فهم لاينفون القران الكريم وانما يدعون عليه بالتحريف وذلك بادعائهم اسقاط الصحابة رضوان الله عليهم للايات التى تتحدث عن ولاية على فتجدهم يضيفون كلمة علي فى الكثير من مواضع القران ويضيفون سور مزعومة للقران
ناتى الان الى المحتوى نفسه وهو السور المزعومة :
سورة الولاية
(يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي و الولي اللذيّن بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم * نبي و ولي بعضهما من بعض و أنا العليم الخبير * إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم * و الذين إذا تليت عليهم آياتنا كانو بآياتنا مكذبون *ان لهم فى جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين * ما خلفتهم المرسلين إلا عني و ما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب و سبح بحمد ربك و عليّ من الشاهدين )
فتجد ان النص قد اقر حقيقتين
اولا : اثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
ثاتيا : اثبات نبوة على وولايته رضى الله عنه
حيث انهم اقروا ببعثته رضى الله عنه (و الولي اللذيّن بعثناهما )
وقد يقول قائلهم ان البعث المقصود فى السورة لا يعنى النبوة ويستدل بقول الله تعالى :
{ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} (12) سورة الكهف
{فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} (31) سورة المائدة
فهؤلاء ليسوا بانبياء ولا يقصد بها النبوة نقول كلامكم حجة عليكم فان القرينة فى الاية تؤكد قولنا بالنبوة (اللذيّن بعثناهما يهديانكم ) فقد اشتركا فى البعث فدل اشتراكهما فى اللفظ على اشتراكهما فى المعنى دون تمايز بينهما كما اكدت سورة النورين المزعومة على نفس المعنى :
(يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم )
فتجدهم امام حقيقتين احداهما اثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والاخرى اثبات نبوة على رضى الله عنه
اما نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فالشيعة بكافة فرقها لاتنكرها بل تثبتها جميعا استشهادا بقوله تعالى
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} (2) سورة محمد
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران
فلا خلاف فى ذلك .
اما بالنسبة لنبوة على رضى الله عنه فلا يستطيعون اثباتها بكافة الاحوال لا نقلا ولا عقلا فتجدهم امام خيارين
اما اثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم (وهذا ما يعتقدونه) وتصديقه بانه لا نبى معه او بعده مصداقا لقوله تعالى
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب
فيكون ذلك مخالف لمعتقدهم بنبوة على رضى الله عنه لقولهم :
(أمنوا بالنورين أنزلناهما ) (آمنوا بالنبي و الولي اللذيّن بعثناهما)
او اثبات نبوة على رضى الله عنه وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم فى ما جاء به ( وهذا لايستطيعونه ) فيكون ذلك ايضا مخالف لمعتقدهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لقولهم :
(أمنوا بالنورين أنزلناهما ) (آمنوا بالنبي و الولي اللذيّن بعثناهما)
فتجد نفسك اخى الكريم امام حقيقة ثابته وهى اختلاف محتواهم مع اهدافهم وهذا ما قصدت اثباته من هذا البحث
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء
اما بالنسبة الى اثبات ما فى قرانهم من بطلان وتضارب واختلاف ياتى فى بحث اخر باذن الله
(واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين )
تعليق