السعودية تفتتح أول جامعة مختلطة على أراضيها
رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة (الى اليسار) والى جواره وزير البترول السعودي علي النعيمي قم
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فالعاهل السعودي الملك عبدالله ثم الرئيس السوري بشار الأسد فأمير الكويت
الشيخ صباح الأحمد الصباح أثناء افتتاح الجامعة السعودية يوم
9/24/2009 12:17:33 AM
ثوال (السعودية) (رويترز) - افتتحت المملكة العربية السعودية يوم الاربعاء أول جامعة مختلطة لديها كلفت أموالا باهظة ويأمل إصلاحيون أن تقود التغيير في المملكة.
ويأمل دبلوماسيون غربيون أن تساعد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي اجتذبت أكثر من 70 أستاذا و800 من الطلبة من الخارج أن تكون إيذانا باصلاحات بعد انتكاسات حدثت مؤخرا مثل إلغاء انتخابات بلدية كانت مُقررة هذا العام وإلغاء مناسبات ثقافية يعارضها رجال الدين.
وشجع الملك عبد الله الاصلاحات في المملكة منذ توليه المنصب عام 2005 لاقامة دولة حديثة ومنع الانتقادات الغربية والحد من الاعتماد على النفط ولكنه يواجه مقاومة من رجال دين وأمراء محافظين.
وشن مقاتلو القاعدة حملة على الدولة السعودية عام 2003 ملقين باللوم على الأُسرة المالكة في الفساد وتحالفها مع الولايات المتحدة. وكان سعوديون هم أغلب من نفذ هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة.
ويخشى مسؤولون مؤيدون للملك عبد الله من أنه بدون الاصلاحات يمكن اجتذاب الشبان للتشدد في المستقبل.
وقال الملك عبد الله أمام زعماء بالمنطقة من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي عبد الله جول ومسؤولين غربيين وحائزين على جوائز نوبل "لاشك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع.. هي الخط الاول للدفاع ضد هؤلاء (المتطرفين)."
ويقدم أنصار الاصلاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية باعتبارها مكسبا ملموسا لخطط الملك والتي شملت مشاريع طويلة المدى مثل اصلاح المحاكم والنظام التعليمي وإقامة "مدن اقتصادية" لتوفير فرص عمل للشبان.
وقال دبلوماسي غربي في الرياض "جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي في النهاية نتيجة ملموسة نوعا ما بعد وضع الكثير من الخطط وتنفيذ القليل منها."
وقال الدبلوماسي الامريكي السابق جون بيرجس في مدونته السعودية " السعودية في مفترق الطرق" انه "ليس هناك حقا جامعة أخرى في العالم مجهزة بهذه المعدات. في أي مكان. القضية الرئيسية بالطبع هي ما الذي يمكن فعله بالمعدات ولم يتضح هذا بعد."
وقال تشون فونج شيه رئيس الجامعة وهو من سنغافورة ان أحد الأهداف الرئيسية للجامعة هو إفراز علماء سعوديين لكن المحليين - الذين يتعين عليهم خوض اختبارات قبول صارمة - يمثلون 15 في المئة فقط من الطلاب الوافدين من 61 دولة.
وتقع الجامعة التي تبلغ مساحتها نحو 57 كيلومترا مربعا قرب قرية ثوال المطلة على البحر الاحمر واجتذبت علماء من الخارج لانها تتيح نمط حياة يختلف كثيرا عن نمط الحياة السائد في الدولة الاسلامية.
وقال موقع الجامعة على الانترنت في حديثه عن المجتمع الجامعي " سوف يوفر الحي السكني في جامعة الملك عبد الله المطل على شاطىء البحر مكانًا ينبض بالحياة لطلبة الجامعة والباحثين وهيئة التدريس والموظفين."
وعلى عكس الجامعات السعودية سيكون بامكان الطلبة والطالبات حضور المحاضرات معا والاختلاط في المقاهي.
ومع وجود أكثر من 70 منطقة خضراء وصالة للالعاب الرياضية ومركزا طبيا ومناطق سكنية فليس هناك سبب يدعو لمغادرة الحرم الجامعي.
وقال الهندي كولتارانسينغ هوغان وهو باحث كمبيوتر انتقل مؤخرا الى ثوال "أحد الدوافع (للحضور لهذا المكان) هو... أن أي شيء أحلم به موجود هنا."
وتدير شركة ارامكو الحكومية للنفط الجامعة وهي تدير أيضا منطقة تتسم بنفس الدرجة من التحرر في مقرها بالظهران على ساحل الخليج. وهي لا تخضع لسيطرة وزارة التعليم.
وقال الكاتب الصحفي عبد الله العلمي الذي كان يعمل في ارامكو ان من الضروري أن يلتحق عدد اكبر من السعوديين بالجامعة حتى تصبح ناجحة.
وأضاف "تذكروا أنه عندما تأسست أرامكو كانت نسبة السعوديين أقل من خمسة في المئة. اليوم يمثل السعوديون أكثر من 90 في المئة من العاملين في أرامكو."
لكن محللين ودبلوماسيين يقولون ان السعودية تحتاج لاصلاح نظامها التعليمي.
وقال دبلوماسي غربي آخر "الجامعة مثيرة للاعجاب ولكنها تبدأ من الجهة الخاطئة. فبدلا من ضخ المليارات في جامعات من الضروري اصلاح المدارس الابتدائية التي تركز على الدين."
تعليق