اشكالات فلسفية في فكرة الإله الإسلامي
المعروف عن المسلمين أنهم يؤمنوا بأن "الله" عادل، رحيم، و بكل شيء عليم. سأستعرض بعض النقاط التي في رأيي تتعارض مع هذه الصفات المزعومة. أود أن يرد علي الإخوة المسلمون لأن هذه الإشكالات هي بمثابة ضربات قاسمة للمفاهيم الإسلامية.
1- وفقا للدين الإسلامي، الله هو خالق الكون. و قبل خلق الكون لم يكن هناك شيء على الإطلاق إلا "الله" فقط. أي أننا جميعا لم نكن موجودين. و عليه فإنه:
أولا: اختار الله أن يخلقنا من دون أن يستشيرنا. بمعنى آخر، نحن لم نختر أن نتواجد في هذه الدنيا من الأصل و مع ذلك خلقنا الله وفرض علينا طاعته و إلا العقاب. و هو شيء غير عادل. من قال أنني أردت من البداية أن يتم وضعي في هذا الموقف (إما الطاعة أو النار) و من دون استشارتي؟ أليس من العدل بعدما خلقني "الله" أن يعرض الحياة علي و يطلعني عليها ثم يستشيرني إما أن أكمل في هذه الحياة (الطاعة أو النار) أو يتم اعادتي للعدم مرة أخرى و يترك لي أنا الخيار؟
ثانيا: لنفترض أن الله فعلا فعل ذلك و عرض على البشر جميعا "إما هذه الحياة و إما العدم" و أن كل إنسان في الدنيا موجود لأنه وافق على خوض التجربة. أليس ظلما أن يتم مسح ذاكرتنا ثم يتم وضعنا في ظروف تجعلنا نادمين على هذا الإختيار؟ معنى هذا أن الله خبأ عنا حقيقة أن الحياة لم تكن كما وصفت لنا. وهل كنا سنختار نفس الاختيار لو أن "الله" أطلعنا على "كيف أن الحياة ستكون بهذا البؤس" من البداية؟ إن المنتحرين هم أكبر دليل على أن "الله" خبأ الحقائق عنهم لحظة استشارتهم (إن كان هناك شيء كهذا) و هو ما يتعارض مع العدل.
ثالثا: وفقا لتعاليم الإسلام، "الله" كان يعرف أنه سيخلق الكون في لحظة من اللحظات لأنه "بكل شيء عليم". ليس هذا فقط، و إنما أيضا كان يعرف من سيخلق بالإسم و بالتاريخ و من سيدخل الجنة و من سيدخل النار.
و السؤال: كيف يكون الله رحيما بخلقه إذا كان يعرف يقينا أن منهم من سيعصيه إذا خلقه و مع ذلك تجاهل هذه المعلومة و خلقه؟ بل إنه تفنن في اعداد نار عذابها "يفوق التصور" تحضيرا لهؤلاء الذين سيخلقهم و يعرف أنهم لا جدال داخليها. دعك من أن هذا (التفنن في خلق العذاب) في حد ذاته يتعارض مع كونه "مطلق" الرحمة بمن يخلق. إن خلق بشر مع العلم المسبق أنهم سيدخلوا النار لهو أبعد ما يكون عن الرحمة و العدل معا حتى لو كان الإنسان مخير تماما. كما أنه لا أحد يختار من ذاته أن يوجد في الدنيا و يعصي ربه ثم يتم إلقاؤه في النار. هذه الاختيارات يقوم بها "الله".
2- يعتقد المسلمون أن "الله" خلقنا "فقط" لعبادته و أنه لا يحتاج منا شيئا. و السؤال:
أولا: ما الذي يحققه أو يجنيه "الله" بأن يخلق بشرا ليعبدوه؟ إذا كان لا يحتاج لأي شيء على الإطلاق، لماذا يخلق من يعبده؟
إن عملية الخلق تتضمن طرفين. الخالق و المخلوق. إما أحد الطرفين أو كلاهما مستفيد منها وهو شيء بديهي. الخالق لا بد له من هدف من خلقه لأن "الله" يقول في القرآن أنه لم يخلق الدنيا عبثا. إذاً هناك هدف و هناك طرف مستفيد. إذا كان "الله" يدعي أنه غير مستفيد، إذا ليس أمامنا إلا الطرف الآخر.
هل يستفيد البشر (الطرف الآخر) من الخلق؟ بالطبع ليس هذا هو الحال مع الذين سيدخلون النار. إذا فعملية خلق البشر الذين سيدخلون النار هي عبث لا مراء فيه لأنه لم يستفد أي من الطرفين بأي شيء على الإطلاق. بل و تضرر أحد الطرفين ضرر بالغ بأن كتب عليه العذاب المقيم الذي لا يوصف و لا ينتهي، وهو الخلود في النار.
ثانيا: هل يحتاج الله أن يخلق البشر ليشاهدهم و هم يعبدوه؟ أليست عنده القدرة التخيلية الكافية التي تغنيه عن خلق الكون؟
مثال: أنت إنسان عادي و لست خارق بالمرة. و لكنك مثلا تعرف أنك إذا مسكت قلم و تركته سيسقط أرضا. هذه حقيقة بديهية جدا بالنسبة لك لدرجة أنك لا تحتاج أن تجربها. أنت تعرفها بدون تجربة. و إذا قمت بتجربتها لن يزيد هذا من معلوماتك في أي شيء.
ماذا عن الله الذي هو "خارق" و "عليم" بكل شيء؟ هل يحتاج لخلق الكون لغرض ما و المفترض أن كل شيء بالنسبة له بديهي جدا تماما كما أن تجربة القلم بديهية بالنسبة لك؟
3- المعروف إسلاميا أن "زمن المعجزات انتهى". و السؤال: لماذا؟ أليس من حق الناس أن يروا ما رأى من سبقهم من المعجزات "حتى يطمئن قلبهم"؟ لماذا هو مسموح للـ"نبي" إبراهيم و غير مسموح لنا أن "يطمئن قلبنا"؟
إذا كان متفق عليه "تاريخيا" أن الله استخدم أكثر من مرة أسلوب المعجزة لإقناع الناس، إذا فالمبدأ نفسه لا غبار عليه. لماذا توقفت المعجزات فجأة؟ إن المعجزات دليل قاطع على وجود الله و معها تتضح الفئة من الناس المذكورة في القرآن التي لا تؤمن حتى إن رأت الحق أمامها و وقتها يكون الكافر فعلا يستحق العقاب. (و لو أني أرى أنه لا شيء يستحق العذاب المذكور في القرآن) - لماذا حرمنا "الله" من المعجزات في زمن نحن أحوج فيه بكثير ممن عاشوا قبلنا إلى تلك المعجزات؟
4- المفترض أن "الله" أرسل رسلا للناس ليهديهم إليه. من الناس من اتبع هؤلاء الرسل و منهم من اعرضوا عنهم. من بين هؤلاء الذين اعرضوا عنهم من لم يصدقوا فعلا أن هذا رسول من الله و منهم من صدقوا و لكنهم استكبروا.
أما هؤلاء الذين لم يصدقوا بالفعل، أليس من الظلم أن يلقوا في جهنم لأن الرسول الذي جائهم لم يكن مقنعا بشكل كاف؟ أيضا، كيف يرسل "الله" رسلا إلى قوم هو نفسه يعرف أنهم لن يصدقهم البعض؟
و أما الذين صدقوا و استكبروا، فكيف يعلم الله أنهم سيستكبروا و مع ذلك يرسل لهم الرسل؟ ما الفائدة من ذلك؟
الردود الإسلامية المعتادة: "لأن الله يريد أن يبين الصالح من الطالح". و هل يحتاج الله لتجربة كهذه ليبين الصالح من الطالح؟ ثم لمن يبين؟ لنفسه أم للناس؟
إذا كان لنفسه فمعنى ذلك أنه يحتاج إلى تجارب كي يعرف الحقيقة و هو مرفوض. و إذا كان للناس، أليس ظلما أن تبين للاحقين من الناس الحق على حساب من سبقهم؟ هل لتهدي من ياتي من بعد، تلقي في النار من سبقهم لتعظهم؟ ما ذنبهم؟
5- المسلمون يقولون أن "الله يهدي" و لا شيء آخر. و أنه لا هداية لأي أحد من دون الله. السؤال: إذا كان الله هو الذي يهدي، علام يكافئهم إذا كان هو مصدر هدايتهم؟ و ماذا عن هؤلاء الذين لم يهديهم؟ لماذا يعاقبهم إذا كان هو الذي لم يهديهم؟
الرد الإسلامي: "هناك من يستحق أن يهديه الله و هناك من لا يستحق"... و لماذا خلق الله من هو يستحق الهداية و خلق من هو لا يستحق ثم كافأ المستحق و عاقب اللامستحق؟
ألم يعلم الله و هو يخلق هذا اللا مستحق أنه سيكون غير مستحق بأن يهديه الله؟ إذا كان يعلم أن لن يستحق الهداية ثم خلقه و لم يهديه (لأنه لا يستحق الهداية) ثم عاقبه بالخلود في جهنم. هل هذا عدل و رحمة؟
أطلب من الإخوة المسلمين الرد
المعروف عن المسلمين أنهم يؤمنوا بأن "الله" عادل، رحيم، و بكل شيء عليم. سأستعرض بعض النقاط التي في رأيي تتعارض مع هذه الصفات المزعومة. أود أن يرد علي الإخوة المسلمون لأن هذه الإشكالات هي بمثابة ضربات قاسمة للمفاهيم الإسلامية.
1- وفقا للدين الإسلامي، الله هو خالق الكون. و قبل خلق الكون لم يكن هناك شيء على الإطلاق إلا "الله" فقط. أي أننا جميعا لم نكن موجودين. و عليه فإنه:
أولا: اختار الله أن يخلقنا من دون أن يستشيرنا. بمعنى آخر، نحن لم نختر أن نتواجد في هذه الدنيا من الأصل و مع ذلك خلقنا الله وفرض علينا طاعته و إلا العقاب. و هو شيء غير عادل. من قال أنني أردت من البداية أن يتم وضعي في هذا الموقف (إما الطاعة أو النار) و من دون استشارتي؟ أليس من العدل بعدما خلقني "الله" أن يعرض الحياة علي و يطلعني عليها ثم يستشيرني إما أن أكمل في هذه الحياة (الطاعة أو النار) أو يتم اعادتي للعدم مرة أخرى و يترك لي أنا الخيار؟
ثانيا: لنفترض أن الله فعلا فعل ذلك و عرض على البشر جميعا "إما هذه الحياة و إما العدم" و أن كل إنسان في الدنيا موجود لأنه وافق على خوض التجربة. أليس ظلما أن يتم مسح ذاكرتنا ثم يتم وضعنا في ظروف تجعلنا نادمين على هذا الإختيار؟ معنى هذا أن الله خبأ عنا حقيقة أن الحياة لم تكن كما وصفت لنا. وهل كنا سنختار نفس الاختيار لو أن "الله" أطلعنا على "كيف أن الحياة ستكون بهذا البؤس" من البداية؟ إن المنتحرين هم أكبر دليل على أن "الله" خبأ الحقائق عنهم لحظة استشارتهم (إن كان هناك شيء كهذا) و هو ما يتعارض مع العدل.
ثالثا: وفقا لتعاليم الإسلام، "الله" كان يعرف أنه سيخلق الكون في لحظة من اللحظات لأنه "بكل شيء عليم". ليس هذا فقط، و إنما أيضا كان يعرف من سيخلق بالإسم و بالتاريخ و من سيدخل الجنة و من سيدخل النار.
و السؤال: كيف يكون الله رحيما بخلقه إذا كان يعرف يقينا أن منهم من سيعصيه إذا خلقه و مع ذلك تجاهل هذه المعلومة و خلقه؟ بل إنه تفنن في اعداد نار عذابها "يفوق التصور" تحضيرا لهؤلاء الذين سيخلقهم و يعرف أنهم لا جدال داخليها. دعك من أن هذا (التفنن في خلق العذاب) في حد ذاته يتعارض مع كونه "مطلق" الرحمة بمن يخلق. إن خلق بشر مع العلم المسبق أنهم سيدخلوا النار لهو أبعد ما يكون عن الرحمة و العدل معا حتى لو كان الإنسان مخير تماما. كما أنه لا أحد يختار من ذاته أن يوجد في الدنيا و يعصي ربه ثم يتم إلقاؤه في النار. هذه الاختيارات يقوم بها "الله".
2- يعتقد المسلمون أن "الله" خلقنا "فقط" لعبادته و أنه لا يحتاج منا شيئا. و السؤال:
أولا: ما الذي يحققه أو يجنيه "الله" بأن يخلق بشرا ليعبدوه؟ إذا كان لا يحتاج لأي شيء على الإطلاق، لماذا يخلق من يعبده؟
إن عملية الخلق تتضمن طرفين. الخالق و المخلوق. إما أحد الطرفين أو كلاهما مستفيد منها وهو شيء بديهي. الخالق لا بد له من هدف من خلقه لأن "الله" يقول في القرآن أنه لم يخلق الدنيا عبثا. إذاً هناك هدف و هناك طرف مستفيد. إذا كان "الله" يدعي أنه غير مستفيد، إذا ليس أمامنا إلا الطرف الآخر.
هل يستفيد البشر (الطرف الآخر) من الخلق؟ بالطبع ليس هذا هو الحال مع الذين سيدخلون النار. إذا فعملية خلق البشر الذين سيدخلون النار هي عبث لا مراء فيه لأنه لم يستفد أي من الطرفين بأي شيء على الإطلاق. بل و تضرر أحد الطرفين ضرر بالغ بأن كتب عليه العذاب المقيم الذي لا يوصف و لا ينتهي، وهو الخلود في النار.
ثانيا: هل يحتاج الله أن يخلق البشر ليشاهدهم و هم يعبدوه؟ أليست عنده القدرة التخيلية الكافية التي تغنيه عن خلق الكون؟
مثال: أنت إنسان عادي و لست خارق بالمرة. و لكنك مثلا تعرف أنك إذا مسكت قلم و تركته سيسقط أرضا. هذه حقيقة بديهية جدا بالنسبة لك لدرجة أنك لا تحتاج أن تجربها. أنت تعرفها بدون تجربة. و إذا قمت بتجربتها لن يزيد هذا من معلوماتك في أي شيء.
ماذا عن الله الذي هو "خارق" و "عليم" بكل شيء؟ هل يحتاج لخلق الكون لغرض ما و المفترض أن كل شيء بالنسبة له بديهي جدا تماما كما أن تجربة القلم بديهية بالنسبة لك؟
3- المعروف إسلاميا أن "زمن المعجزات انتهى". و السؤال: لماذا؟ أليس من حق الناس أن يروا ما رأى من سبقهم من المعجزات "حتى يطمئن قلبهم"؟ لماذا هو مسموح للـ"نبي" إبراهيم و غير مسموح لنا أن "يطمئن قلبنا"؟
إذا كان متفق عليه "تاريخيا" أن الله استخدم أكثر من مرة أسلوب المعجزة لإقناع الناس، إذا فالمبدأ نفسه لا غبار عليه. لماذا توقفت المعجزات فجأة؟ إن المعجزات دليل قاطع على وجود الله و معها تتضح الفئة من الناس المذكورة في القرآن التي لا تؤمن حتى إن رأت الحق أمامها و وقتها يكون الكافر فعلا يستحق العقاب. (و لو أني أرى أنه لا شيء يستحق العذاب المذكور في القرآن) - لماذا حرمنا "الله" من المعجزات في زمن نحن أحوج فيه بكثير ممن عاشوا قبلنا إلى تلك المعجزات؟
4- المفترض أن "الله" أرسل رسلا للناس ليهديهم إليه. من الناس من اتبع هؤلاء الرسل و منهم من اعرضوا عنهم. من بين هؤلاء الذين اعرضوا عنهم من لم يصدقوا فعلا أن هذا رسول من الله و منهم من صدقوا و لكنهم استكبروا.
أما هؤلاء الذين لم يصدقوا بالفعل، أليس من الظلم أن يلقوا في جهنم لأن الرسول الذي جائهم لم يكن مقنعا بشكل كاف؟ أيضا، كيف يرسل "الله" رسلا إلى قوم هو نفسه يعرف أنهم لن يصدقهم البعض؟
و أما الذين صدقوا و استكبروا، فكيف يعلم الله أنهم سيستكبروا و مع ذلك يرسل لهم الرسل؟ ما الفائدة من ذلك؟
الردود الإسلامية المعتادة: "لأن الله يريد أن يبين الصالح من الطالح". و هل يحتاج الله لتجربة كهذه ليبين الصالح من الطالح؟ ثم لمن يبين؟ لنفسه أم للناس؟
إذا كان لنفسه فمعنى ذلك أنه يحتاج إلى تجارب كي يعرف الحقيقة و هو مرفوض. و إذا كان للناس، أليس ظلما أن تبين للاحقين من الناس الحق على حساب من سبقهم؟ هل لتهدي من ياتي من بعد، تلقي في النار من سبقهم لتعظهم؟ ما ذنبهم؟
5- المسلمون يقولون أن "الله يهدي" و لا شيء آخر. و أنه لا هداية لأي أحد من دون الله. السؤال: إذا كان الله هو الذي يهدي، علام يكافئهم إذا كان هو مصدر هدايتهم؟ و ماذا عن هؤلاء الذين لم يهديهم؟ لماذا يعاقبهم إذا كان هو الذي لم يهديهم؟
الرد الإسلامي: "هناك من يستحق أن يهديه الله و هناك من لا يستحق"... و لماذا خلق الله من هو يستحق الهداية و خلق من هو لا يستحق ثم كافأ المستحق و عاقب اللامستحق؟
ألم يعلم الله و هو يخلق هذا اللا مستحق أنه سيكون غير مستحق بأن يهديه الله؟ إذا كان يعلم أن لن يستحق الهداية ثم خلقه و لم يهديه (لأنه لا يستحق الهداية) ثم عاقبه بالخلود في جهنم. هل هذا عدل و رحمة؟
أطلب من الإخوة المسلمين الرد
تعليق