المسلمون لم ينشروا دينهم بحد السيف

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Ahmed_Negm اكتشف المزيد حول Ahmed_Negm
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Ahmed_Negm
    5- عضو مجتهد
    • 14 أغس, 2007
    • 889

    المسلمون لم ينشروا دينهم بحد السيف

    محيط – السيد حامد

    تظهر دعاوى من آن لآخر وبخاصة في الدول الغربية تؤكد أن الإسلام انتشر بحد السيف ، وتؤكد – بهتاناً – أن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم قد أنشأ في المدينة المنورة قوة عسكرية لمهاجمة العرب وإجبارهم على الدخول في دين الإسلام ، الأمر الذي يخالف المباديء التي اتبعها في دعوته بمكة المكرمة طيلة 12 عاماً ، والتي قامت على الكلمة لا السيف .

    نختار كتاب هام للدكتور أحمد شلبي ناقش فيه هذا الجدل الفكري الغربي وجاء بعنوان " التاريخ الإسلامي" والذي يورد إحصاء نقلا عن سيرة بن هشام – واحد من اقدم واشهر الكتب في السيرة النبوية – يرصد فيه عدد شهداء المسلمين وقتلى المشركين على مدار الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخرج بأن مجموع قتلى المشركين وصل 112 ، في حين كان شهداء المسلمين 139 شهيدا .

    يرصد الكتاب أسباب الحروب التي خاضها المسلمون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعدما عانوا 12 عاما من التنكيل على أيدي عتاة قريش ، حتى أذن الله لرسوله وأصحابه بالهجرة للمدينة وهناك أسسوا أول مجتمع إسلامي .


    أما عن الأسباب فكانت أولا للدفاع عن النفس ؛ حيث يقرر التاريخ أن المسلمين قبل الهجرة لم يؤذن لهم بقتال ، وقد عُذب عمار وياسر وبلال وأبوبكر رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم كثيرين ، ومات ياسر بن عمار من العذاب، ووصل الأمر إلي حد تقرير قتل محمد – صلى الله عليه وسلم - وكلما هم المسلمون لرد الظلم أو تطلعت نفوسهم إلي القصاص ردهم رسول الله قائلا : لم أؤمر بقتال، لم أؤمر بقتال.

    فلما أفلت الرسول وصحابته بالهجرة وضع المشركون خطتهم للقضاء علي المدينة حتى تتخلص الجزيرة العربية من الإسلام والمسلمين فكان من الضروري أن يدافع المسلمون عن أنفسهم " .


    أما السبب الثاني فهو تأمين الدعوة وإتاحة الفرصة للضعفاء الذين يريدون اعتناقها ؛ فقد كانت الدعوة الإسلامية مهددة، ومن أراد دخول الإسلام كان يخاف أن ينزل به عذابا من قريش، حتى اضطر البعض إلي الإسلام سرا، فأذن الله لرسوله وللمؤمنين أن يحموا الدعوة ومن يدخل فيها قال تعالي " وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان" .

    ثم يأتي عامل الدفاع عن الدولة الإسلامية من القوى الكبرى ؛ ففي بداية الدعوة الإسلامية لم يهتم بها الروم والفرس وظنوا أنها حركة قام بها عربي وسيقتلها العرب واليهود، لكن في العام السابع للهجرة فوجيء كسرى وقيصر ملكا الإمبراطوريتين بكتب ترد من رسول الله تدعوهما إلي الإسلام، واعتقد الملكان ان محمدا لم يقنع بتأسيس دولة عربية وإنما أخذ يطمع في مد سلطانه إلي أرضهما ، وظهر الرعب علي الروم والفرس ، فقررا الدخول في المعركة للقضاء علي هذا الدين الذي وحد العرب .

    معركة بدر

    تلك هي أم المعارك ، فقد حددت تاريخ الإسلام فيما تلى ذلك ، كان جيش المسلمين 314، وجيش مكة حوالي الألف، أي بنسبة 1 : 3 ، بدأت المعركة بخروج عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة للمبارزة، وتصدى لهم من معسكر المسلمين حمزة عم النبي وعبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب ابني عم النبي. انتهت المبارزة بقتل عتبة والوليد وشيبة، وبدأت المعركة وأيد الله جنده بالملائكة ، يقول أحمد شلبي : سجل المسلمون انتصارا باهرا ومزقوا شمل عدوهم وقتلوا سبعين من خيرة أبطالهم ، أما المسلمون فسقط منهم أربعة عشر شهيدا ، معظمهم من الأنصار.

    بعد بدر كانت غزوة بني قينقاع، غير أن قتلى اليهود في جميع معاركهم مع النبي صلي الله عليه وسلم لم يقم بن اسحق بإدخالهم في الإحصاء، ولعل السبب في ذلك يرجع إلي أن النبي قام بعد هجرته إلي المدينة بتوقيع مواثيق مع اليهود وعاملهم علي أنهم مواطنين في الدولة الجديدة ، لكن اليهود كانوا علي الدوام ينقضون هذا الميثاق ويتحالفون مع المنافقين والمشركين كراهية لمحمد وللإسلام ، فعامل النبي هذا لنقض باعتباره خيانة للدولة، وكان عقابهم عقاب الخائنين. كما سنرى عند الحديث عن غزوة بني قريظة.

    معركة أحد

    كان زمنها في منتصف شوال من السنة الثالثة للهجرة ، ومكانها سفح جبل أحد الذي يقع شمال المدينة ، أما سببها فهو هزيمة قريش في بدر.

    كانت قريش تخاف أن تتكرر هزيمة بدر فجمعت جيشا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل من قريش ومن عرب تهامة ومن الأحابيش، في حين كان جيش المسلمين 700 مقاتل، وبدأت المعركة بنصر المسلمين حتى خالف الرماة أوامر النبي فكانت الدائرة علي المسلمين وسقط منهم – كما يقول بن اسحق- 70 شهيدا منهم البطل حمزة عم النبي، وسقط من جانب قريش 22 قتيلا.

    غزوة الأحزاب أو الخندق


    كان زمنها في شوال من السنة الخامسة للهجرة ، ومكانها حول المدينة وبخاصة من الشمال.

    اما سببها فكان حينما حرض يهود خيبر وخاصة بنو النضير الذين طردوا من المدينة على المسلمين ،و استجاب أبو سفيان لدعوة اليهود ، وحشد لهذه الغزوة كل قواه. بلغ جيش الأحزاب عشرة آلاف مقاتل.

    واتخذ جيش المسلمين البالغ ثلاثة آلاف مقاتل في هذه الموقعة موقف الدفاع بعد حفر خندق يحمي المدينة، وعلى الرغم من شدة الحصار والقتال يقول بن اسحق ان عدد شهداء المسلمين في هذه المعركة بلغ ستة شهداء فحسب ، في حين كان قتلى المشركين ثلاثة فقط ممن حاولوا عبور الخندق.

    هذه هي ثلاث من الغزوات الكبرى التي خاضها محمد صلي الله عليه وسلم ضد كفار قريش والجزيرة العربية، فأين الدم في تلك الغزوات والحروب؟ مجموع شهداء المسلمين في الغزوات الثلاثة نحو 90 شهيدا، وقتلي المشركين 95 قتيلا.

    ففي احصاء غربي عن المصابين في الحرب العالمية الأولى ( 1914 م – 1918 م ) فيبلغون 21 مليون نسمة ، عدد المقتولين منهم 7 ملايين نسمة ، وقدر المستر مكستن Maxton عضو البرلمان الإنجليزي أن المصابين في الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945 ) لا يقل عن 50 مليون ، وقد كلف قتل رجل واحد في الحرب الأولي 10 آلاف جنيه ، وبلغت نفقات الحرب الثانية في الساعة الواحدة نحو مليون من الجنيهات !! وهذا هو الفارق .

    غزوة بني قريظة

    خان يهود بني قريظة عهدهم مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، بعد أن اتفقوا مع الأحزاب علي مهاجمة معسكر المسلمين من الخلف ، حتى جاء الخلاص من عند الله ، وأوقع نعيم بن مسعود بين قريظة وقريش ، وأخيرا جاءت الرياح فاقتلعت خيام الأحزاب، ويصف القرآن تحرج موقف المسلمين بسبب موقف بني قريظة " إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا " سورة الأحزاب .

    يقول بن اسحق انه لما أصبح رسول الله منصرفا عن الخندق جاءه جبريل يقول له : أن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلي بني قريظة، وحاصرهم الرسول 25 يوما وقذف الله في قلوبهم الرعب ، ولما وجد اليهود أنه لا مناص من النزول علي حكم محمد قبلوا الاستسلام ، واختاروا سعد بن معاذ ليحكم فيما بينهم وبين الرسول ، فكان حكم سعد : ان تقتل المقاتلة وتقسم الأموال وتسبي الذرية والنساء.

    وكان هذا الحكم شديدا جزاءا علي فعلتهم وخيانتهم لعهد رسول الله.

    غزوتا المصطلق ومؤتة


    زمنها شعبان من السنة السادسة، ومكانها ماء يقال له "المريسيع" على مقربة من مكة. أما سببها أن بني المصطلق بعد هزيمة الأحزاب تصدوا لأمر المسلمين، وعملوا على تدبير اغتيال الرسول عليه السلام. وكان قتلى المشركين في هذه الغزوة ثلاثة فقط .

    وفي غزوة "مؤتة" بدأ صراع المسلمين مع غير العرب، وكان زمنها جمادي الأول من السنة الثامنة من الهجرة، ومكانها : قرية في شمالي الجزيرة علي حدود الشام ، وسببها قتل الغساسنة لرسول رسول الله الذي حمل إليهم كتاب من محمد يدعوهم إلي الإسلام، بلغ جيش المسلمين في هذه المعركة 3 آلاف مقاتل مقابل 100 ألف مقاتل من الروم والغساسنة والعرب المشركين.

    يقول الدكتور أحمد شلبي: وهول هذه المعركة لم يكن بكثرة الشهداء وإنما بالجيوش الصاخبة التي أعدها الروم وعرب الشمال لها، أما الشهداء فهم اثنا عشر شهيدا فقط فيهم القادة الثلاثة (جعفر بن أبي طالب – زيد بن حارثة- عبدالله بن أبي رواحة) ، ويبدو أن حامل الراية في هذه المعركة الخطيرة كان يتقدم الصفوف ولا يقتصر علي إدارة المعركة ومن هنا سقط حاملو الراية مع قلة من سقطوا من المسلمين ، ويروي أن جيش الأعداء سقط فيه نفس العدد أيضا.

    فتح مكة

    زمن الفتح جاء في رمضان من السنة الثامنة للهجرة، ومكانها مكة المكرمة ، لم يحدث فيها قتال فقد آمن الرسول الجميع.

    هل عرف التاريخ جماعة غلبت علي أمرها وطردت . فلما استطاعت العودة إلي الوطن لم تمتد لهم يد ، ولم يحاولوا أن يأخذوا بثأر؟
    وهل عرف التاريخ عدوين يلتقيان بعد طول صراع مخضب بالدماء فلا يكون في لقائهما شحناء ولا بغضاء ؟

    إنها روح الإسلام ، وسيطرة القائد الأعلى علي اتباعه ورحمته بمن كانوا في الأمس أعداءه ، فلقد اجتمعوا حوله حيث هتف بهم : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال محمد : اذهبوا فأنتم الطلقاء
    وكان هذا هو كل الحساب بين الجيش الزاحف من المدينة وبين أهل مكة المستسلمين


    حنين والطائف

    حدثت بعد فتح مكة بأقل من شهر، قادت فيها هوازن وثقيف جيوشهما للقضاء على الإسلام بعد استسلام مكة ، اكبر معاقل الشرك في الجزيرة العربية، ولم يذكر بن اسحق عدد قتلى المعركة ، لكن يبدو أن ذلك العدد لم يكن بالكبير، وتشهد علي ذلك طبيعة جو المعركة، فقد كانت خطة المشركين بسيطة تعتمد علي مفاجأة الجيش الإسلامي خلال عبوره لشعاب الجبال ، وقد نجحت الخطة في البداية وفر المسلمون ، لكن ثبت الرسول كالطود العظيم مناديا "انا النبي لا كذب .. انا بن عبد المطلب"، وسمع المسلمون صوت النبي فعادوا إلي المعركة، وهكذا فقد المشركون سلاحهم ، وفروا إلي الجبال كل ما حملوا من متاع، وكان النصر للمسلمين .

    تبوك
    زمنها كان في رمضان من السنة التاسعة للهجرة، ومكانها في مدينة تبوك شمالي الجزيرة ، أما سببها ؛ فبعد معركة مؤتة حقق المسلمون انتصارات عدة ، ففتحوا مكة ، وهزموا هوازن وثقيف ، فأدرك الروم أن مسئوليتهم في مصارعة المسلمين ضرورية وانه لم يبق غيرهم بمواجهة المسلمين.

    ويطلق مؤرخي الإسلام علي تلك الغزوة "جيش العسرة"، ورغم المشاق التي تحملها النبي والمسلمون فقد انتهت المعركة بتراجع الروم إلي بلادهم ، فقد راعهم أن يقدم لهم جيش قوامه 30 ألف ، فيه أبطال لا يعرفون الانهزام.

    http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=302216&pg=1

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
ردود 0
24 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وداد رجائي
بواسطة وداد رجائي
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
ردود 0
27 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
ردود 0
49 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
ردود 0
80 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
رد 1
83 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د. نيو
بواسطة د. نيو
يعمل...