طريقة الحكم على المستجدات العصرية ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو محمد (أحمر العين) مسلم اكتشف المزيد حول أبو محمد (أحمر العين)
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو محمد (أحمر العين)
    0- عضو حديث
    • 21 سبت, 2009
    • 19
    • عامل
    • مسلم

    طريقة الحكم على المستجدات العصرية ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
    وبعد..


    فإننا في عصرنا الراهن نعيش ثورة علمية في مختلف مجالات الحياة ، حتى أننا لا نكاد نجد من أساليب حياة من تقدمنا من المتقدمين شيئاً يتكرر ، فلقد صنعت الطفرة العلمية الأخيرة هوة واسعة في المستجدات العصرية .


    ولما كان المسلمون يحرصون دائماً على عدم الخوض في ما يخالف دينهم ، ولا يخوضون في غمار المجهول حتى يكشف لهم علماؤهم مناسبته لدينهم ،


    لذا فقد وقع شيء من التضارب في عقول القُصَّر من التقدميين ، خاصة إذا وقع على فتوة لأهل العلم فيها النهي والحكم الصريح بالمنع والتحريم لأمر من هذه الأمور العصرية ..


    وأول ما تجده يفعل عندما تبين له الفتوة ، السخرية والاستخفاف ، وإذا به يثير الشغب ويصرخ بعنف قائلاً وكأن الحق معه :
    وهل كان هذا الشيء موجوداً زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    أعطوني آية واحدة صريحة فيها الحكم على هذا الشيء ؟
    إلى غير هذا من الأساليب المثيرة للشفقة ، والدالة على ضعف عقل وعلم هذا الشخص وجهله بدينه ،
    وليست المصيبة عدم العلم بل الأدهى والأمر هو رد العلم .
    وكان الواجب عليه النظر فيما يأتيه من العلم بعقل وحكمة ، حتى يعلم عظمة دينه وأحكامه الباقية ما بقيت البشرية ،
    ولو كان يتعامل مع هذه الفتاوى كما يتعامل مع جديد التقنيات العصرية التي يتنبأ بصنعها مستقبلاً ، لكان خيراً عظيماً ولكنهم للأسف لا يفعلون ،


    فتراهم إذا جاءهم خبر سعي علماء عصرهم في إيجاد تقنية غريبة قد لا تقتنع بها عقولهم لأول وهلة عند سماعهم نبأها حتى يقام بالشرح أو التوسع في المراجع ، وقد لا يتغير الأمر شيئاً بعد الشرح ولكن يقول : غداًَ تأتي ونراها .


    فلو صبر على الفتوة واستمع للشرح كما فعل هناك لاقتنع في غالب الحال ، ليسر المسائل الشرعية ووضوحها ، ولكنها صفة ابن آدم : رد الحق وتسفيهه كما قال صلى الله عليه وسلم وحذر ، فيما أخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود (( لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ))
    قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة
    قال: (( إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس )) .


    إن كنت لا تعلم فتلك مصيبة ... وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم


    ومن هنا نقول لهؤلاء وأمثالهم ..
    تعالوا لتتعلموا طريقة الحكم على المستجدات العصرية وفقاً للإحكام الشرعية ، ولتعلموا أن الإسلام دين الله تعالى أنزله ليبقى إلى أن يأذن الله بقبض الخلق .
    ----------
    أولاً : لابد أن نعلم :
    أن دين الله محفوظ بحفظه سبحانه ، ليكون حجة على خلقه قال تعالى ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) ..
    أن كلام الله تعالى قواعد عامة تصلح لكل زمن ومكان ، مهما تغيرت الظروف وتعددت الوقائع وتصرفت الدهور .
    ولذلك لا يظن ظان أن نزول الوحي في واقعة معينة تعني اختصاصها بها ، بل القاعدة الشرعية تقول : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
    ولذلك لا إشكال في نزول القرآن منجماً مفرقاً على الوقائع والأحداث
    ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا))
    --------
    إذاً ، فكل نص شرعي يستنبط منه أحكام متعددة هي قواعد تناسب كل جيل ومسألة ..
    وهذا يذكرني بقصة طريفة قصها أحد الدعاة وفيها يقول :
    أن أحد المفكرين المسلمين المشهورين كان في إحدى دول أوروبا ، فبينما هو في المطعم يتناول طعامه ، إذ تعرف عليه أحد كبار النصارى ممن يعرفه ، فأراد أن ينكل به ويستخف .
    فاستأذن للجلوس معه وبعد أن أخذ وقت الترحيب
    قال له : أنتم تَدَّعون أن كتابكم لم يترك شيئاً تحتاجون إليه إلا وذكره.
    فأجابه المسلم : نعم نحن نقول بهذا .
    فابتسم القس بخبث والتفت إلى صحن المكرونة أمام المسلم
    وقال : هل ذُكر في كتابكم طريقة صنع هذه المكرونة ؟
    ففطن المسلم لمقصده وأجابه بسرعة بديهة : نعم يوجد .
    ذهل الرجل من هذه الإجابة غير المتوقعة ولكنه تمالك نفسه بسرعة وقال : أين ؟
    فأشار المسلم للمعني بتقديم الوجبات ، وطلبه للمثول أمامهما ، فلما حضر سأله أمام القس عن طريقة صنع هذه المكرونة .. فسرد له النادل الطريقة .. ثم أذن له بالانصراف والتفت إلى القس وكأنه قد أنهى إجابته ..
    اعتلت القس نظرة استغراب واستفسر عن الإجابة مرة أخرى .
    فقال له : هي ما ذكر الرجل أمامك .
    قال وقد بلغ به العجب غايته : أتريد أن تقول لي أن ما ذكره هذا العامل مسطور في كتابكم ؟
    قال : نعم ، يقول الله عز وجل ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))
    ويقول ((فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا))
    -------


    ولذلك قلنا أنَّ ديننا دين أنزله الله ليبقى ، فحفظه ليتعبد الناس به حتى تقوم ساعتهم ، فلن تجد معضلة أو مستجداً من المستجدات العصرية إلا ويدخل تحت إحدى قواعد هذا الدين الشامل ..
    ولعلي هنا أن أتحدث عن إحدى هذه القواعد العامة والتي بها يتم الحكم على هذه المستجدات وفقاً للنصوص الشرعية العامة .
    وهي ما سنطلق عليه عبارة :
    الوزن بالمصالح والمفاسد الشرعية


    ونقدمها بالتالي :


    -1- كل ما في الأرض حلال لنا إلا ما استثناه الشارع بالتنصيص عليه ، أو دخل تحت عموم القواعد العامة ..
    قال سبحانه وتعالى ((وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))
    وقال عز وجل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ))
    وقال جل جلاله ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا))


    والقاعدة أن الأصل في الأشياء - كالمنافع والمعاملات واللباس وغيرها - الإباحة إلا ما ورد ما ينقله عن أصله بناقل صحيح .
    ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)).
    وفي الترمذي وابن ماجة وغيرهما - وهو في صحيح الجامع - من حديث سلمان وقال صلى الله عليه وسلم ((الحلال ما أحل الله في كتابه و الحرام ما حرم الله في كتابه و ما سكت عنه فهو مما عفا عنه))
    -2- المقاصد الخمسة التي جاءت الشرائع بحفظها هي : الدين، والنفس، والعقل، والنسل ، والمال ..
    -3- رفع الضرر ، وفي الحديث ((لا ضرر ولا ضرار))
    -4- لا تخلو الموجودات من أن تكون شراً أو خيراً أو مشتركة بينهما ، ولكلٍ حكمه.
    وفي حالة المختلط يكون الحكم فيه ما ترجح أحد جانباه ، فإن ترجح جانب الخير أحل ، أو ترجح جانب الشر منع ..
    إذاً إن وجد من الأشياء المسكوت عنها ما شرها راجح على خيرها منع وحرم ، وما كان العكس إلا أبيح .
    ----------
    وهنا أضرب مثالاً شرعياً طُبقت عليه هذه القاعدة على أمرٍ منصوص عليه ، إرشاداً وتعليماً للأمة ، وتنبيهاً لها إلى هذه الطريقة :


    الـخــــمـــــر :



    قال الله تعالى ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا))
    فبين الله جل وعلا أن الخمر فيها شيء من النفع ، ثم حكم عليها تبارك وتعالى أن مضارها أكثر وأشد من نفعها . ولهذا قطع بتحريمها في سورة المائدة فقال عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ))
    والأدلة من السنة كثيرة ، بل وعليها إجماع المسلمين .
    فهذا مثال تعليمي حي على أمر لا اختلاف فيه بين أهل القبلة .
    ---------
    وهنا نقوم بتطبيق عملي لهذه القاعدة بمثال واقعي من المستجدات العصرية وهو :


    الـســيــجــــارة :


    فالسيجار (التمباك , التبغ) وُجدتْ قبل خمسمائة عام على وجه التقريب ، وذلك عند فتوحات كريستوفر كولومبس (1451م – 1605م ) ( أي أن وفاته ما بين عام 911 إلى 912 بالتقويم الهجري) واستكشافاته للهند وأمريكا , حيث وجد الهنود الحمر يستخدمونها ، فنقلها إلى دول العالم وكانت في البداية تعد عادة سيئة ثم انتشرت وصارت مألوفة .
    وانتشارها العجيب جعل المسلمين يردونها إلى أهل العلم ويسألون عن حكمها آلجواز أم عدمه ؟
    فسئل عنها الإمام الشوكاني (1250هـ) كما في رسالته : السائل إلى دليل المسائل (ص 63 ) فأجاب بالجواز لأنه لم يثبت ضررها فهي لنا حلال .


    فحكم عليها من باب أن كل ما في الأرض حلال لنا وأن الأصل الإباحة إلا ما استثناه الشارع وإلا ما ثبت ضره . فأصاب رحمه الله في الاستنباط حسبما توصل إليه من العلم بها .


    إلا أن هذا الحكم كان قبل ما يقارب المائتي عام . أما الآن وبعد تطور العلم وتقدم الطب اتضح ما يستدعي دراسة الأمر مرة أخرى . لأن الحكم والاستنباط الأول ليس قطعياً منزلاً ، بل وفق ما يملكه المفتي من علم حول المستفتى عنه وما يحيطه من أحوال وعلوم عصره .


    وعليه فهذه المستجدات تكون خاضعة حسب علمنا بها ، فإن تغير المعلوم فإنه قد يؤدي لتغير الحكم وهذا هو الفرق بين الحكم القطعي الشرعي والحكم الاجتهادي المستنبط .


    فالسؤال الآن هو : هــل هــي مضرة ؟
    فإذا كنا سنختلف في الإجابة بلا أو نعم ,
    فالمرجع والحل في قول الله تبارك وتعالى ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))
    وقوله تعالى ((فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا))
    وأهل الخبرة والذكر في هذا الباب هم الأطباء , فإذا رجعنا إليهم وجدنا الإجابة وهي:
    أن مضار السيجار لا تحصر ، فهي السبب الرئيسي لمرض السرطان والقلب وضيق الشرايين واحتراق الرئة وارتفاع ضغط الدم وغير هذا من فواتك الأسقام .
    بل قد وجدت تحذيرات حكومية على علب السيجارة ، وفي المجلات الطبية , وأعلنوا بما يبلغ التواتر أنها كانت سبباً في هلاك الملايين , وتناقش مسألة محاربتها بالمنع والتقنين من قبل الأطباء والحكومات ..
    فبهذا يثبت أنها خبيثة مضرة
    وإذا ثبت هذا ثبتت حرمتها لأن الله حرم على عباده الخبائث من المطعومات بقوله ((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ))
    وكل ما ثبت خبثه فهو محرم بهذه الآية ..
    لذا قال بعض العلماء : فكل ما أحل الله تعالى من المآكل فهو طيب نافع في البدن والدين وكل ما حرمه فهو خبيث ضار في البدن والدين.


    ودليل آخر على حرمة الخبائث قوله سبحانه وتعالى ((يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ))
    قال أهل العلم ليس المراد بالطيب هنا الحلال لأنه لو كان المراد الحلال لكان تقديره أحل لكم الحلال وليس فيه بيان , وإنما المراد بالطيبات : ما يستطيبه الناس ذوي الفطر السليمة ، وبالخبائث ما تستخبثه ..
    ...........
    وعلى هذا فلو أتينا بمنافع السيجارة لنقارنها بمضارها لكان الفرق كما بين الثرى والثريا هذا إن كان لها منافع أصلاً .
    وبذا نكون قد توصلنا إلى حرمتها والله الموفق .


    بل ولا يقتصر الحكم عليها بالحرمة على ما ذكر من الأدلة بل هناك أدلة أخرى منها : قول الله جل جلاله ((وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)) وهي سبب مشهور للهلاك ..
    وقوله سبحانه ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) ووجه الدلالة أنه تعالى حرم الإسراف في المباحات ، فصرف المال فيما لا ينفع من باب أولى .
    وقوله تعالى ((وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا)) والسفيه هو من يتصرف بالمال فيما لا ينفع ..


    وغير هذه الأدلة ، كثير تجده مبسوطاً في مطويات ورسائل لا يكاد يخلو منها مكان .
    ....................
    وعلى هذا فقس كالمخدرات بأنواعها ...



    وأما الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى الذي أفتى بجوازها فهو مجتهد حكم بما توصل إليه من العلم بها حينئذ ، فهو مأجور إن شاء الله تعالى فقد قال صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيحين من حديث عمرو بن العاص : ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)) ولا يوجد من هو معصوم من الزلل , وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم .
    وفوق كل ذي علم عليم .
    ويجب على كل من علم بأدلة التحريم الوقوف عندها وعدم تجاوزها
    والله المستعان.
    -------------


    وجوب التسليم لما جاء من النصوص الشرعية :


    قال الله عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))
    وقال سبحانه ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ))
    وقوله تبارك وتعالى ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ))
    وقوله جل وعز ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا))
    وقال جل جلاله ((وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))
    وقال جلّ وعلا ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
    بل أقسم الله بنفسه أن المرء لا يؤمن حتى يحكم النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينقاد لحكمه فقال عز من قائل ((فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))
    -----


    إذاً فالقاعدة الرئيسية في الحكم على الشيء بالحل أو الحرمة هي :
    1/ كتـــاب الله جلّ وعلا.
    2/ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
    3/ مع مراعاة فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم أجمعين ومن سار على نهجهم من العلماء الربانيين ((فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))
    وقال عز من قائل ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))
    --------
    هذا ما حضرني تسطيره حتى اللحظة ، وإن كان الموضوع أكبر حجماً من أن يقوم به قاصر مثلي ، ولكن حسبي أنه عمل بالمأمور ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ))
    فهو جهد المقل ، وما هو إلا إشارة وقد تغني عن كثير من العبارة ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ))


    والله ولي التوفيق


    أخوكم في الله
    أبو محمد
    9/9/1430هـ
    الموافق 30/8/2009م
  • أبو محمد (أحمر العين)
    0- عضو حديث
    • 21 سبت, 2009
    • 19
    • عامل
    • مسلم

    #2
    وهذه إضافة من مقال في الرسل والرسالات .. من موقع الإسلام اليوم


    رابعاً : تقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة :

    لقد خلق الله تعالى عباده حنفاء ولكن جاءتهم الشياطين فاجتالتهم وانحرفوا عن الفطرة السليمة التي كانوا عليها ولا تزال شياطين الجن والإنس يزينون لهم الباطل ويثيرون فيهم الشبه والضلالات ولأجل ذلك يرسل الله تعالى رحمة منه رسله كلما زاغ الناس عن الطريق المستقيم قال الله تعالى : (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ )) أي كان الناس أمة واحدة على التوحيد والإيمان وعبادة الله تعالى وحده فاختلفوا فأرسل الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين .

    ودعوة الرسل جميعا تقوم على التوحيد الخالص لله تعالى إلا أن كل رسول يختص بتقويم الانحراف الحادث في عصره وموطنه ذلك أن الانحراف على الصراط المستقيم يختلف باختلاف ظروف الزمان والمكان فنوح عليه السلام أنكر على قومه عبادة الأصنام التي كانت عامة فيهم وكذلك إبراهيم عليه السلام إضافة إلى أنه أنكر على قومه الاستعلاء في الأرض والتجبر فيها . وصالح عليه السلام أنكر على قومه الفساد في الأرض واتباع المفسدين . ولوط عليه السلام حارب الشذوذ الجنسي المتفشي في قومه وشعيب عليه السلام قاوم جريمة الإفساد الاقتصادي المتمثل في تطفيف المكيال والميزان . وموسى عليه السلام وقف في وجه النزعة المادية التي انحرف إليها بنوا إسرائيل .

    ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين فقد جاءت رسالته عامة شاملة لكل أسس التقويم والهداية التي جاءت في الكتب السماوية وزائدة عليها حتى تكون صالحة لكل زمان ومكان كما قال الله تعالى : ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ))
    وقد جاءت رسالة الإسلام - حتى تناسب ختم الرسالات - جاءت مرنة تصلح لكل زمان ومكان وبيان ذلك أن العقائد والعبادات في الإسلام جاءت بها نصوص قطعية مفصلة ثابتة لا تقبل التبديل ولا التعديل ؛ لأن العقائد والعبادات في ذاتها لا تتبدل بتبدل الزمان ولا تختلف باختلاف الأعراف كما أن هيئات العبادات مناسبة لكل البشر في جميع العصور .

    أما الأوضاع الدستورية والمعاملات المادية والأحوال الإرادية التي يؤثر فيها تبدل الزمان والمكان واختلاف الأعراف فقد جاءت بها نصوص عامة كأسس ودعائم بينما ترك لاجتهاد الناس أن يضعوا فيما يتعلق بها أحكاماً لكل زمان ما يصلح له ويناسبه بشرط المحافظة على هذه القواعد . وسبب آخر لختم الرسالات بالإسلام هو أن الأمم على عهد الرسل الأولين تعيش في عزلة لا تقارب بينهما ولا اتصال إلا على الوسائل البدائية ، لكن الوضع تغير كثيرا بعد رسالة محمد عليه السلام فأصبحت المسافات مطوية والاتصال الأممي واقع - لا سيما في العهود المتأخرة- مما جعل حمل الرسالة إلى جميع من في الأرض متاحا فاقتضت حكمة الله تعالى ختم الرسالات بالإسلام كما قال الله تعالى : (( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) وقال تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) …


    http://www.islamtoday.net/toislam/art-107-5.htm

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
    ردود 0
    24 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وداد رجائي
    بواسطة وداد رجائي
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
    ردود 0
    27 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
    ردود 0
    49 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة عاشق طيبة
    بواسطة عاشق طيبة
    ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
    ردود 0
    81 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة عطيه الدماطى
    ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
    رد 1
    83 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة د. نيو
    بواسطة د. نيو
    يعمل...